 
						نتابع من خلال هذه السلسلة رواية قلوب حائرة لروز أمين الجزء الرابع كامل بداية من الفصل الحادي والثلاثون وحتى الفصل الأربعون في واحدة من أروع روايات روز أمين…عبر موقع بنك الكلمات العام.

تابع هنا رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الأول
تابع هنا رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الثاني
تابع هنا رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الثالث
رواية قلوب حائرة لروز أمين الفصل الحادي والثلاثون
البارت_الحادي_والثلاثون
وقت الظهيرة داخل حديقة رائف
كانت ثريا تجلس أمام المسبح تنظر لمائهِ الصافية وتتنهد بإشتياق قلبها إلي قرة أعيٌنها أولاد عزيزها الغالي الغائبان عن أحضانها منذ خمسةٌ أيام
دلفت منال من البوابة الحديدية ناظرةً لها واقتربت منها مٌتحدثة بوجهٍ بشوش:
_قاعدة لوحدك ليه يا ثريا ؟
أفاقت من شرودها علي صوتها نظرت لها وابتسمت وتحدثت بترحاب:
_أهلاً يا منال إتفضلي ،يسرا جوه بتجهز الغدا مع عَلية وأنا قولت أقعد شوية في الشمس .
جلست منال وتحدثت بوجهٍ بشوش :
_ شكلك كده كنتي سرحانة في الولاد .
أجابتها ثريا بإبتسامة وعيون يملؤُها الإشتياق:
_وحشوني أوي وواجعني بعادهم عني .
تحدثت منال :
_والله ووحشوني أنا كمان وخصوصاً أنس أبو نص لسان ييجوا بالسلامة إن شاء الله ،
وأكملت بتوتر ظهر علي ملامحها:
_ ثريا أنا كٌنت عاوزة أطلب منك طلب بس عاوزاكي تفهميني كويس وتعذريني فيه .
نظرت لها ثريا بإستفهام وتحدثت:
_خير يا منال إتكلمي إنتي كده قلقتيني ؟
أجابتها منال:
_خير إن شاء الله طبعاً إنتي عارفة إن عٌمر رجع من سفره وأخد شهادته الحمدلله وكمان ياسين رجعلي من الموت بأعجوبة بعد ما عشنا أيام صعبة وإنتِي بنفسك عيشتيها معايا ،
تحدثت ثريا لتشجيعها:
_إتكلمي يا منال من غير مقدمات إحنا أهل وعشرة عٌمر قولي إللي جواكي وأنا أكيد هفهمك وهعذرك .
نظرت لها منال وتحدثت بخجل:
_ رائف الله يرحمه قرب يكمل سنتين ومن وقتها حرمنا الفرح علي البيت مٌراعاةً لشعورك وشعور البنات لكن أنا نفسي أعمل حفلة لأولادي،
وأكملت بعيون مٌترجية:
_فرحانة برجوع عٌمر ونجاة ياسين ورجوعه ليا ونفسي أفرح بيهم يا ثريا ،
وبصراحة عز خايف من زعلك وقالي ثريا هتزعل لكن أنا قو٠٠٠٠٠
لم تكمل حديثها إبتسمت لها ثريا وتحدثت بهدوء:
_وماله يا منال من حقك تفرحي بأولادك وأنا كمان يعلم ربنا فرحانة قد إيه بيهم دول مش ولادك لوحدك يا منال .
أجابتها منال بسعادة:
_٠طبعاً يا ثريا مش إنتي إللي مربياهم معايا ،
وأكملت علي إستحياء :
_يعني مش هتزعلي يا ثريا ؟
أجابتها بإبتسامة:
_لا يا منال مش هزعل وبعدين إنتوا كتر خيركم صبرتوا معايا كتير وخوفتوا علي زعلي .
تنهدت منال بإرتياح لحديثها مع ثريا وتحدثت بتساؤل:
_ ثريا هو أنا مٌمكن أسألك سؤال وتجاوبيني عليه بصراحة ؟
إبتسمت ثريا وتحدثت بهدوء:
_وأنا من إمتي كذبت عليكي في حاجة يا منال إسألي وأنا هجاوبك .
تنهدت وقالت :
_إنتي ليه وافقتي إن ياسين يتجوز مليكة مع إنك كنتي في نفس ظروفها ورفضتي تتجوزي عز ووقفتي قدام الكل ؟
ليه وجعتي ليالي مع إنك بنفسك رفضتي توجعيني وحلتيلي مشكلتي إللي مكانش ليها حل غير بإيدك إنتي ومنعتي خراب بيتي وقتها ؟
ثم تحدثت بخجل:
_أنا عارفة ومتأكدة إن حل مشكلتي كان بإيدك مهما حاولت أبرر لنفسي وأقول قدام الكل إني أنا إللي منعت جواز عز منك بس الحقيقة أنا وأنتي عارفينها كويس .
إبتسمت ثريا بحزن وتحدثت:
_مين قالك إن ظروفي أنا ومليكة كانت تشبه بعض يا ثريا بالعكس أنا ومليكة عٌمر ظروفنا ماكانت واحدة ،
أنا ولادي كان ليهم سند وعزوة يتسندوا عليها لو الزمن جه عليهم ودار ،
إعمامهم كانوا ف ضهرهم والبيت جنب البيت وأنا بنت عمهم لحمهم ودمهم وعمرهم ما كانوا هيفرطوا فيا ولا في ولاد أخوهم ،
وإخواتي إللي هما ولاد عم جوزي كانوا موافقيني كلنا إتفقنا وإتقابلنا عند نقطة حماية الولاد،
وأكملت بحزن:
_لكن مليكة وولادها ملهمش ضهر إبني كان وحيد ملهوش سند يسند ولاده من بعده كنتي عاوزاني أسيبهم لكلاب السكك تقطع فيهم وهما لسه لحمة حمرا يا قلبي،
وأكملت بتفسير:
_ده أقرب الناس ليهم طمع فيهم متزعليش مني يا منال أنا عارفه إنك شيفاني واحدة أنانية وفضلت مصلحة ولاد أبنها علي مصلحة إبنك وده طبعاً حقك ومش هلومك فيه ،
بس أنا فعلاً بعترفلك إني كنت بحمي ولاد إبني من غدر الزمن وملقتش قدامي غير ياسين علشان أتعلق بيه وأعلق ولاد أبني في رقبته علشان يبقي سندهم وحمايتهم من غدر البشر والزمن .
أجابتها منال :
_طب ما ياسين وطارق وعز ما كانوش هيسبوهم وكانوا هيقفوا معاكي إنتي ومليكة والولاد ويربوهم بالظبط زي ماعملوا معاكي زمان ومن غير جواز ؟
أجابتها ثريا بنفي:
_ هقولهالك تاني يا منال أنا ومليكة عٌمر ظروفنا ماكانت واحدة ، أولاً مليكة أبوها ماكانش هيسيبها هنا وعز وياسين ماكنوش هيسمحوا لسالم إنه ياخد الولاد دي أول حرب كٌنت هدخل فيها أولاد إبني ،
نيجي بقى للمهم عز وعبدالرحمن لما وقفوا معايا في تربية ولادي كان واجب عليهم وزي ما قلتلك دول لحمهم
لكن ياسين وطارق هيربوا ولاد رائف ويقفوا ف ضهرهم ليه؟
وأكملت بتعقل:
_الدنيا بتلهي الناس يا منال وبعد عمرٍ سواء طويل أو قصير لما أحنا نفارق ونرجع لدار الحق ياسين وطارق وولادهم هيبعدوا ومحدش يقدر يلوم عليهم دي سٌنة الحياة دول هيبقوا مجرد أعمام ولاد رائف من بعيد
لكن إسمحيلي لما يبقي ياسين جوز مليكة هيبقوا الولاد مسؤولين منه شرعي ويفضل رابطهم بيت واحد .
وأكملت بغيمة من الدموع:
_ وأرجوكي متزعليش مني ساعات الدنيا بتجبرنا وتحٌطنا قدام أختيارات كلها أصعب من بعض وتودينا لطرق عٌمرنا ما كٌنا نفكر إننا نمشي فيها وغصب عننا لازم نمشي ونكمل المشوار ،
وأكملت بحزن:
_أنا عارفة إني كٌنت أنانية بس لو رجع بيا الزمن تاني هعمل وأختار نفس إللي عملته سامحيني يا منال أرجوكي وأعذريني
دول ولاد الغالي ومكنش ينفع أقف وأتفرج عليهم وهما تايهين في الدنيا من غير ما أعمل حاجة وصدقيني وجعك إنتي وليالي من جواز مليكة من ياسين ميجيش 1% من وجعي علي إني أسلم مرات الغالي وحبيبتة بإيدي لراجل تاني حتي ولو كان مجرد جواز صوري محدش حاسس بالنار اللي بتنهش في قلبي من الموضوع ده غير رب العباد .
إبتسمت منال بقهر علي صدق مشاعر ثريا الذي وصلها وألمها الظاهر بعيونها وهي تتحدث عن مصير أبناء غاليها وعن فقدان وحيدها
وتحدثت:
_أنا أسفة يا ثريا سامحيني إني مفهمتش موقفك ده ولا حتي فكرت فيه بإنسانية إنتي معاكي كل الحق ويمكن أنا لو كنت مكانك كٌنت فكرت بنفس طريقتك .
تحدثت ثريا بلهفة:
_بعد الشر يا منال ربنا ما يحطك مكاني ولا يدوقك إللي أنا دوقته أبداً ، بدعي من ربي دايماً يكون رحيم بالبشر وميخليش حد يدوق المرار إللي أنا دوقته في وجعي علي وحيدي وعزيز عيني ،
وأكملت بحزن وعيون مٌغيمة بدموع الألم:
_ أصعب إختبار وأمر أحساس مٌمكن الست تحسه هو فقدان الإبن من كل قلبي متمناش لحد يعيش الشعور ده أبداً،
وأدمعت عيناها ومعها منال التي شعرت بالخزي من حالها علي عدم تفهم ثريا مٌنذٌ زمنٍ بعيد .
◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇
في مدينة لندن مدينة الضباب
كانت تجلس داخل مطعم بصحبة عاشق عيناها وشقيقها وزوجته يتناولونَ الطعام بشهيةٍ مفتوحة:
_تحدثَ سيف بإحترام :
_معلش يا سيادة العقيد المفروض العشا ده كان يبقي في البيت عندنا
ثم حول بصرهِ إلي شقيقتهْ مٌتحدثاً بدعابة:
_لكن هنعمل إيه بقي حكم القوي يا سيدي .
نظرت لهٌ بقشعريرة مٌصطنعة:
_تقصد مين حضرتك بالقوي ده ؟
قهقه ياسين عالياً وتحدث:
_ الدكتور أكيد يقصد القوة الناعمة يا حبيبي .
إبتسمت لهٌ بحب
ثم نظر هو إلي سيف وتحدث:
_ولا يهمك يا دكتور إن شاء الله تتعوض وبجد مٌتشكر جداً علي العشا والوقت اللطيف ده .
تحدثت نهي بوجهٍ بشوش :
_إن شاء الله هنستناكم تيجو لنا زيارة وتكون الظروف أحسن من كده وتنزلوا عندنا في البيت .
أجابها ياسين بإحترام:
_إن شاء الله يا أفندم بس الأول عاوزين نشوفكم في إسكندرية قريب ،
ثم أحال ببصره إلي سيف وتحدث:
_أنا ملاحظ إنكم مٌقلين أوي في نزولكم مصر يا دكتور ؟
أجابه سيف بعملية:
_ده حقيقي للأسف أخر مرة نزلنا فيها وقت وفاة رائف الله يرحمه،
شعر بالغيرة ونظر لها حتي يستكشف ملامحها وجدها تنظر لهْ وقد شعرت به وبغيرته إبتسمت لهْ وأمائت بعيناها في إشارة منها ليطمئن قلبهْ فلم يعد لأحدٍ مكانٍ بجانبه داخل قلبها .
إرتخي بجلسته بإرتياح وتنهد براحة.
وأكملَ سيف:
_الحقيقة الحياة هنا صعبة أوي وروتين الحياة وتيرته سريعة جداً تقدر تقول إن للأسف دوامة الشغل خدتنا حتي من نفسنا .
نظر لهٌ ياسين وتحدث بنبرة جادة:
_طب ليه ماترجعش مصر وتفتح مٌستشفي إستثماري هناك وتستقر بدل الغربة الباردة دي ؟
المستشفيات الإستثمارية بتكسب كويس أوي ف مصر .
أجابهٌ سيف بعملية:
_فكرت في ده فعلاً لكن بصراحة كده إتراجعت تاني،
خلينا واقعيين الطب هنا ليه وضعه وأنا بقي ليا مكانة كبيرة ومستقبلي هنا أحسن من مصر بكتير ،
للأسف يا سيادة العقيد محدش بياخد كل حاجة وأنا علشان أعمل إسم كبير لنفسي لازم أتحمل مرارة الغربة ودي الضريبة إللي لازم أدفعها .
وافقهٌ الجميع الرأي ،
بعد إنتهائهم من العشاء إنطلقت أصوات الموسيقي الهادئة
وقف ياسين بكل رجولة أغلق زرار حُلتهْ ومد يدهٌ لها بإحترام يدعوها لرقصتها معهْ وتحدث برٌقي:
_برنسس مليكة تسمحيلي ؟
إبتسمت بسعادة من رٌقي تعامله معها وعشقهِ الواضح داخل عيناه، نظرت لشقيقها وزوجته إبتسموا لها وأشاروا لها بالنهوض ونهضوا هما الأخرين ،
مدت يدها لهْ ناظرة بعيناها الساحرة وقفت حاوط خصرها بإمتلاك وذهبا معاً للمكان المخصص للرقص ،
مد يده محاوطاً خصرها وضعت رأسها فوق صدره وبدأت بخطوات رقصتهم بإحترافية
تحدث بصوتٍ عاشق مٌترجياً إياها:
_ مليكة أنا حابب أوي تباتي معايا النهاردة في الأوتيل مٌمكن تعملي كده علشان خاطري ؟
هزت رأسها بإيماء وهي مازالت داخل أحضانه مٌغمضمة العينان سارحة في ملكوت عشقه وهمهمت بصوتٍ مٌغري:
_أمممممم
أبعد رأسها وأمسك ذقنها رفع بصرها لمواجهة عيناه العاشقة وتحدث بلهفة:
_حبيبي إنتي موافقة فعلاً ؟
هزت رأسها وتحدثت بحب:
_أيوه يا ياسين أنا كمان حابة أنام في حضنك أوي النهاردة.
أجابها بفرحة:
_يا حبيبي بحبك يا مليكة .
تحدثت بحب:
_ أنا كمان بحبك أوي يا ياسين ،
ووضعت رأسها مٌجدداً فوق صدره لتستمع لدقات قلبه التي تنبض بعشقها ،
بعد مده تحدث هو :
_عرفتي إن ماما عاملة حفلة الإسبوع ده علشان رجوع عٌمر وعلشاني ؟
أبعدت رأسها ونظرت له ومازالت تتراقص بين يداه بهيام:
_ يٌسرا قالتلي .
تحدث هو بحماس:
_ هاخدك بكرة وننزل علشان أختار لك فستان يليق بالحفلة .
أجابته:
_ ماأنتَ جبتلي كذا واحد إمبارح يا حبيبي وكلهم أشيك وأجمل من بعض .
أجابها بسحر:
_تؤ دي حفلة جوزك ولازم تبقي أشيك واحدة في الحفلة كلها ده بقى هنقيهولك علي مزاج مزاجي ،
تحدثت بتساؤل:
_ياسين هو أنتَ مش المفروض هتسافر بكرة آخر النهار ؟
أجابها بعملية:
_المفروض يا حبيبي بس أجلتها يومين كمان أطمن عليكم إنكم سافرتم وأنزل تاني يوم علطول .
مدت شفاها بإستغراب :
_وهتقعد هنا تعمل إيه لوحدك إن شاء الله ماتنزل في نفس اليوم .
إبتسمَ بتسلي وتحدث وهو يمرر لسانهْ فوق شفتاه:
_ أنا شامم ريحة غيرة في الموضوع،
ثم نظر لها بتساؤل وعيون عاشقة:
_هو حبيب جوزه غيران ولا إيه ؟
تحدثت بدلال:
_أه طبعاً غيرانة وأظن ده حقي يا ياسين أنا بقيت بحبك لدرجة إني بغير عليك حتي من نسمة الهوا .
أجابها بعيون عاشقة:
_ طب ولو قولتلك إن عيوني ما بتشفش حد غيرك أصلاً هتغيري بردوا ؟
أجابته بإيماء:
_أيوه هغير ولو مغيرتش عليك يبقي مش بحبك يا ياسين .
تحدث بمداعبة:
_ هو أنا قولتلك إني بحبك قبل كده ؟
ضحكت بإنوثة وأجابت:
_كتيرررررر
ضحكا سوياً وأكملا رقصتهما .
◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇
داخل حديقة عز
كانت منال وليالي يتحركان بكبرياء بصحبة فريق إحدي شركات تنظيم الحفلات ،
تحدثت منال مٌوجهةً حديثها إلي المسؤول:
_ عاوزاك بقي تستغللي المكان إللي جنب البول ده كله عاوزاه يطلع ف أبهي صورة ليه ومفارش التربيزات عاوزاها باللون الأبيض
تحدث الشاب بإحترام وتساؤول:
_وبالنسبة للزهور إللي هتكون علي التربيزات يا أفندم ياتري حاباها تكون بأي لون ؟
نظرت لهٌ بتيهة ثم وجهت بصرها إلي ليالي وتحدثت:
_إيه رأيك في الموف يا لي لي ؟
إبتسمت ليالي وتحدثت برأسٍ مرفوع:
_جميل يا عمتو .
هزت لها رأسها وتحدثت للشاب :
_أوكِ يبقي الموف .
أتي إليها عٌمر قبلها من وجنتها وتحدث:
_ وحشتني حفلاتك منال هانم شكلك راجعة لمجدك القديم تاني وبقوة
تحركت ليالي بصحبة الفريق بعيداً عن منال وعٌمر
إبتسمت منال ببشاشة وتحدثت:
_ أهلاً يا قلب مامي أنا هعملك حفلة إسكندرية كلها هتقعد تحكي عنها شهور .
أجابها بغمزة من عينه:
_أيوا بقي يا منول أنا سايبلك نفسي و عاوزك تدلعيني علي الآخر .
أكملت منال بتحذير:
_أه يا حبيبي بس خلي بالك من ضيوفك إللي هتعزمهم باباك إمبارح قالي أنبه عليك وأقولك تختار أصحابك إللي هتعزمهم وتبلغهم إنهم يخلوا بالهم من تصرفاتهم كويس أوي
وأكملت:
_ الحفلة هتبقي فيها ناس مهمة جداً تقدر تقول إن الحفلة هيحضرها كريمة المجتمع الإسكندراني كله ،قامات جهاز المخابرات عند باباك وياسين هيكونوا موجودين ،
فبجد ياريت تاخد بالك من النقطة دي يا عٌمر علشان متضايقش بابا .
تأفأفَ عمر وتحدثَ بغضب:
_يبقي مكنش ليه لزوم إن حضرتك تقولي إنك عاملة الحفلة علشاني،
كنتي من الأول قولي إنك عملاها لسيادة اللوا هو وسيادة العقيد وكريمة المجتمع تبعهم،
وأكملَ بإعتراض:
_أحب أعرفك إن من الطبيعي إن أصحابي إللي بتتراوح اعمارهم بين 25 ,24 سنة لما يحضروا حفلة أكيد هيرقصوا وهيشربوا ويهيصوا غير كده بقى أعزمهم أنا ليه مٌمكن تقوليلي ؟
وضعت يدها علي وجنته وتحدثت بحنان :
_ متزعلش يا موري عدي الحفلة علي خير وليك عليا هعملك حفلة في فيلا المعمورة لوحدك إنتَ وزمايلك إعمل فيها كل إللي إنتَ عاوزه .
اماء لها بضيق وتحدث:
_أوك مامي يلا سلام علشان خارج مع أصحابي ،
وانسحب من المكان وانضمت منال من جديد إلي ليالي وفريق التجهيز لتباشر التجهيزات .
◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇
دلفت علياء إلي المطبخ واتجهت إلي والدتها التي تقف أمام الحَوضْ تٌجلي الصٌحون وقفت خلفها واحتضنتها بسعادة وتحدثت:
_ صباح الفل يا بسوم .
تحدثت إبتسام وهي مازالت تٌجلي الصحون:
_إنجزي وقولي عاوزة إيه ؟
ضحكت علياء عالياً وتحدثت :
_هو إنتي دايما قفشاني كده ؟
أجابتها إبتسام:
_اللي ربي خير من اللي إشتري يا حبيبتي وطالما قولتي بسوم وبدأتي كلامك بالدلع والأحضان تبقي عاوزة تطلبي حاجة وحاجة كبيرة كمان فياريت تنجزي وتجيبي من الآخر وتقولي عاوزة إيه بدل اللف والدوران ده كله .
إبتعدت عنها ووقفت بجوارها ناظرة إليها وتحدثت بفخر:
_تعرفي إيه أكتر حاجة بحبها فيكي يا ماما ،فطانتك وسرعة بديهتك ،
وأكملت بدٌعابة:
_ ماشاء الله عليكي طالعة لي .
إنتهت إبتسام وجففت يداها ثم تحركت للمنضدة الموضوعة بوسط المطبخ وجلست ،،نظرت إلي إبنتها وتحدثت:
_ هاتي إللي عندك واتحفيني خليني أشوف .
جلست علياء وتحدثت خجلاً:
_ شريف عثمان مذيع الراديو إللي قولتلك إنه طلع أخو مليكة موجود هنا في أسوان بيقضي أجازتة فكنت يعني ده طبعاً لو تحبي نعزمه هنا علي العشا النهاردة .
نظرت لإبنتها بإبتسامة وتحدثت:
_ أه قولتيلي شريف عثماااان وإشمعنا بقي سي شريف ماافتكرش يقضي أجازته غير اليومين دول وبالتحديد هنا في أسوان ؟
ثم ضيقت عيناها وأكملت بتساؤل:
_ هي إيه الحكاية بالظبط يا لولو ماترسيني معاكي علي الحوار .
تنهدت علياء وتحدثت بحزن ظهر علي ملامحها:
_لا حكاية ولا رواية يا ماما وعلشان ترتاحي شريف خاطب مذيعة معاه في نفس الإذاعة.
نظرت لها والدتها وتحدثت بتأثر:
_ طب وإنتي زعلانة كده ليه يا قلبي ؟
إبتسمت علياء بألم لم تستطع مٌداراته وتحدثت:
_وأنا إيه بس إللي هيزعلني المهم ماقولتليش رأيك ؟
أجابتها بترحاب:
_ودي محتاجة رأي بردوا يا بنتي طبعاً يشرف وينور ده كفاية إنه من ريحة مليكة الغالية وأهي فرصة كمان نٌردله بعض من جمايل وعزومات والدته ليكي .
وقفت علياء بسعادة:
_خلاص أنا هروح أبدل هدومي وأقابله وأفرجه شوية علي أسوان وأخر النهار أجيبه وأجي تكوني حضرتك جهزتي العشا .
جهظت عيناها وتحدثت بإعتراض:
_نعم يا ست هانم تكونيش فاكراني الفلبينية إللي جابها لكم الباشمهندس بقي سيادتك تعزميلي البيه وتدبسيني معاه وكمان عاوزة تخرجي وتتفسحي وتسبيني في الهم ده لوحدي ؟
نظرت لها بحزنٍ مٌصطنع وتحدثت:
_علشان خاطري يا ماما توافقي أنا وعدت مليكة إني أخد بالي من أخوها كويس، يرضيكي أطلع قدامها عيلة ومش قد كلمتي ؟
نظرت لها إبتسام وصاحت بذهول:
_ هو إنتي يابنتي فاكراني هبلة ، مليكة مين دي إللي وعدتيها وأخوها مين ده كمان إللي هتاخدي بالك منه، علي أساس إن شريف ده عيل عنده أربع سنين ويا حرام خايفين عليه لا يتوه لوحده .
حزن وجه علياء ونظرت أرضاً شعرت والدتها بحزنها فتحدثت باستسلام:
_خلاص روحي بس خدي رؤوف معاكي ماتروحيش تقابليه لوحدك .
نظرت لها علياء وتحدثت بإعتراض وتذمر:
_روؤف إيه بس إللي أخده معايا هو حضرتك شايفاني عيلة قدامك وبعدين روؤف مش هيوافق ما حضرتك عارفة إبنك ورخامته ده غير إن عنده مذاكرة ومش هينفع يسيبها،
وأكملت بحزن:
_وعلي فكرة بقي يا ماما المفروض حضرتك تكون عندك ثقة فيا أكتر من كده .
تحدثت والدتها بتأكيد :
_أنا ثقتي فيكي ملهاش حدود لكن بابا لو عرف هيزعل منك أوي يا عاليا .
أجابتها:
_ وهو حضرتك فاكراني هخرج من غير إذن بابا لو علي الباشمهندس سيبي موافقته عليا ،
وقبلت والدتها وهاتفت والدها واستأذنته ثم هاتفت شريف وبعد أقل من ساعة كانت تنتظره ف إحدي الكافيهات الشهيرة بالمدينة
دلف للمكان يبحث عنها بنظرات مٌتلهفة
رأته يدلف للمكان بطلتهِ الساحرة المٌهلكة لقلبها الصغير دق قلبها بأعلي وتيرة له
تحاملت علي حالها ووقفت وأشارت لهْ ،
نظر لها وشعر بإحساس غريب عليه ولأول مرة يزورهُ ذلك الشعور رعشة أصابت جسده بالكامل، حلاوة اللقاء، لهفة النظرات،
إقترب عليها ومد يدهٌ مٌسحوراً بجمال عيناها وسحرهما الفريد،
تحدث بإشتياق:
_ عاليا إزيك .
لم يكن حالها بأفضل منه مدت يدها وتلامست الأيادي واحتضنت العيون اشتياقاً وتحدثت:
_ الحمد لله أنا تمام .
حاولت لملمت شتاتها وتحدثت بترحاب وابتسامة جذابة بأسنانها اللؤلؤ قضت بها علي ما تبقي من حصونه:
_ نورت أسوان يا شريف إتفضل أقعد واقف ليه .
جلس بمقابلها وتحدث:
_أنا نورت أسوان وحضرتك ضلمتي إسكندرية بعد ما هربتي
إرتجفت وتحدثت بهلع أسعدهُ:
_إيه يا حضرت هربت دي إنتَ قد الكلام الكبير ده ؟
نظر داخل مِقلتيها وتحدث بحنان:
_مشيتي ليه يا عاليا ؟
إرتبكت بجلستها وتحدثت :
_مانا قولتلك يا شريف .
إبتسم بتسلي وأجابها:
_هحاول أعمل نفسي مصدقك .
تحدثت كي تٌخرج حالها من حصاره لها:
_ علي فكرة يا حضرة الباشمذيع الواعد ماما عزماك النهاردة علي العشا جهز نفسك هتدوق أحلي بط بالتوابل الأسوانية وعلي فكرة بقي البط الأسواني ملوش زي،
وأكملت بدعابة:
_ لا تقولي بقي جمبري ولا سبيط ولا الكلام ده كله .
إبتسم لها وتحدثَ بنظرة أربكتها:
_مش بس البط الأسواني إللي ملوش مثيل كل حاجة في أسوان ملهاش زي وأولهم إنتي يا عاليا .
إرتبكت وارتجف داخلها لكنها حاولت الثبات وتحدثت بدعابة:
_خلي بالك من كلامك يا حَضرتْ وياريت متنساش إنك قاعد قدام الباشمحامية يعني ممكن أعتبر كلامك ده تحرش بيا وأتمرن علي قضيتك وألبسك محضر تمام وبدل ما تتفسح وسط النيل والمعابد تتفسح علي البورش يا خفيف .
أطلق ضحكات من أعماق قلبه بصوتٍ عالي وتحدث من بين ضحكاته:
_إيه يابنتي الكلام إللي إنتي بتقوليه ده عاوزة تفسحيني علي البورش مرة واحدة لا بجد ونعم الكرم الأسواني .
ضحكت وتحدثت بخفة:
_أنا بس حبيت أنبهك علشان تكون علي دراية من أولها أه لتفكر حضرتك إن بنات أسوان سهلة ولا حاجة.
نظر لها وتحدث بصوتٍ حنون:
_بنات أسوان دول أجدع وأحلي بنات شفتهم ف حياتي كلها .
نظرت له وحدثت حالها:
_كفيَ شريف أرجوك ،كٌف عني تلك النظرات والإبتسامات المٌرهقة لقلبيَ المِسكين، أتركني بشأني ولا تٌعلقني بك أكثر فقلبيَ الجريح لم يعٌد لديهِ القٌدرة علي التحمٌلِ بعد .
شعر بحيرتها وألمها الساكن عيناها فأراد أن يخرجها من تلك الحالة:
_ أكيد هتيجي إسكندرية تحضري حفلة عز باشا .
إبتسمت له وتحدثت :
_مش عارفة عمو عز كلم بابا من يومين وعزمنا لكن الباشمهندس لسه ماقررش .
نظر لها بعيون هائمة أرهقتها وتحدث مٌستعطفاً إياها:
_ بس أنا عاوزك تكوني موجودة يا عاليا لسه فيه أماكن كتير ف إسكندرية حابب نروحها سوا ،
ونظر لها بتساؤل وصوتٍ حنون:
_هتيجي ؟
تاهت داخل نظرت عيناه وسحرها هزت رأسها بإيجاب وكأنها مسحورة وتحدثت بصوتٍ هائم ولأول مرة يستمع إليه:
_ حاضر يا شريف هاجي .
إقشعرَ جسدهِ وانتفض قلبهْ لسماع إسمهِ منها بكل تلك الرقة والأنوثة إضافةً إلي سحر عيناها .
وأهٍ من سحرْ عيناكيِ عَاليتيْ
كان يشعر معها بأحاسيس ولأول مرة تجتاح عالمه أكملا حديثهما بين نظرات وهمسات وإبتسامات
ودلفا معاً وخطي خطوتهما الأولي إلي عالم العشاق الصامت .
_________________________________
جاء المساء كان شريف يجلس حول طاولة الطعام داخل منزل عائلة حسن كان يشعر بسعادة لم يشعر بها من قبل فتلك العائلة لها هالة غريبة تحوم حول كل من يدخل دارِهم ،
تحدث شريف ناظراً إلي إبتسام بإحترام:
_ بجد تسلم إيد حضرتك الأكل حلو جداً ،
ثم نظر إلي علياء وتحدث:
_ أما بالنسبة للبط ده لوحده حكاية.
إبتسمت له وتحدثت:
_ مش قولتلك هتاكل أحلي بط من إيد الأستاذة إبتسام .
إبتسمت لهٌ إبتسام وتحدثت ببشاشة وجه:
_بألف هنا علي قلبك .
تحدث حسن بوجهِ بشوش:
_ياريتك جبت بابا معاك يا شريف حتي كان فصل من ضغط الشغل شوية.
أجابه شريف بإحترام :
_حضرتك أدري مني بضغط شغل البنوك اليومين دول تتعوض إن شاء الله .
هز له حسن بإيماء
نظر لهٌ إسلام بإنبهار وتحدث:
_ علي فكرة يا أستاذ شريف أنا بحبك أوي وكل يوم لازم أسمع البرنامج بتاعك .
إبتسم له شريف وتحدث:
_حبيبي يا إسلام وعلي كده بقى بتتصل بالبرنامج ولا مٌستمع صامت ؟
ضحكت إبتسام وتحدثت إليه:
_مش كفاية عليك لماضة الباشمحامية في البرنامج هيبقي إسلام كمان دول مجنني معاهم يومياً قبل برنامجك ما يبدأ بربع ساعة بيقلبوبلي البيت طوارئ،
ونظرت إلي إسلام:
_الأستاذ ياخد الفون بتاعه ويخرج علي الجنينة علشان يسمعك بهدوء،
أما بقي الأستاذة فليها طقوسها الخاصة، أولاً تحضر لنفسها مج النسكافية التمام وبعدها تقفل علي نفسها أوضتها وتشغل جهاز الراديو إللي شرياه مخصوص لبرنامجك ومشوفش وشها برة الأوضة غير بعد ما يخلص البرنامج .
كانت تنظر لهٌ خجلة لذكر والدتها تفاصيلها ضحك هو وتحدث:
_ده أنا شكلي أنا وبرنامجي عاملين لكم إزعاج كبير أوي ف البيت ؟
نظر لهٌ روؤف بإبتسامة:
_وأنا هلحقهم إن شاء الله لكن أخلص من كليتي الأول وبعدها أفضالك
تحدث حسن :
_علي فكرة يا شريف أنا وإبتسام من قدامي المستمعين للإذاعة ،الإذاعة دي يا أبني عالم من الخيال والسحر بيشدك لبعيد وليها جمالها ورونقها الخاص ،
وبعد التحديث اللي طرئ عليها مؤخراً بقت متنوعة وفيها كل ما يحتاجه الإنسان، من برامج دينية، ثقافية ،سياسية،توعوية ، ترفيهية ،بجد الإذاعة بقت موسوعة كاملة .
تحدث روؤف:
_هي بصراحة نفعت سكان القاهرة أكتر حاجة الناس اللي بتقف ف الإشارات بالساعات بيشغلوا البرامج ويتصلوا منه يتسلوا ويكسروا الملل وميحسوش بالوقت ومنه بينبسطوا بمشاركة أرائهم عبر البرامج .
رد عليه شريف بموافقة:
_معاك جدا في كلامك ده يا روؤف إحنا معظم مٌتصلينا بيكونوا فعلا من داخل الإشارات .
تحدثت علياء :
_أنا حقيقي بشفق علي سكان القاهرة من كل قلبي ودايماً بسأل نفسي هما إزاي قادرين يتحملوا الزحمة وأصوات كلكسات العربيات طول الوقت .
أجابها شريف:
_مش يمكن إتعودوا علي كده وحبوا نمط الحياة بالطريقة دي ؟
هزت كتفها وتحدثت بإبتسامة:
_ممكن ليه لاء .
وجهَ حسن حديثهٌ إلي شريف:
_ما تجيب حاجتك يا شربف وتيجي تقعد معانا هنا البيت زي ما أنت شايف كبير ووجودك أكيد هيسعدنا ويشرفنا .
أجابهٌ شريف بإحترام:
_مٌتشكر جداً لحضرتك يا باشمهندس بس الحقيقة أنا هكون مرتاح أكتر ف الأوتيل
أجابهٌ حسن:
_علي راحتك يا ابني مش هضغط عليك لكن طبعاً إنتَ مش محتاج أقولك إن البيت بيتك وفي أي وقت تشرفنا وروؤف وإسلام تحت أمرك ف أي حاجة تحتاجها طول ما أنتَ هنا .
أماءَ له بإحترام وأجاب:
_أكيد طبعاً حضرتك .
أكملاَ عشائهما وسهرتهم المريحة وسط ضحكات وسرد الحكايات من حسن وحكاياته الجميلة التي يعشقها الجميع .
◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇
تمللت بفراشها وهي تمد يدها بجوارها تبحث عنه إنزعجت حين وجدت جوارها فارغ، أفتحت عيناها تبحث عنه داخل الغرفة لم تجده تحركت لتبحث عنه داخل ال “Suite” وجدته يقف بشرفته يشعل سيجارتهْ وينفث بها بعنف ذهبت إليه مٌستغربة
وتحدثت وهي تدفن حالها داخل أحضانه:
_ ياسين إيه إللي صحاك يا حبيبي ؟
حاوطها بذراعه وشدد من إحتضانها وتحدث:
_ مجاليش نوم قومت أشرب سيجارة ،
ثم مال علي شفاها وضع قبلة سريعة وتحدث:
_ إنتي إيه إللي صحاكي يا حبيبي ؟
أجابتهْ بوجهٍ عابس:
_ إنتَ فاكر إنك لما تقوم وتبعد عن حضني وتسيبني مش هحس بغيابك وهكمل نومي كده عادي ؟
تنهد وتحدث وهو يطفئ سيجارته ويتخلص منها :
_أنا أسف يا مليكة مكنش قصدي أقلقك صدقيني .
نظرت لهْ مٌضيقةً عيناها وتسائلت:
_مالك يا ياسين إنتَ فيه حاجة مضيقاك ؟
نظر أمامه وزفر بضيق محاولاً تهدئة حاله:
_بصراحة يا حبيبي أنا متضايق أوي من الوضع إللي إحنا فيه،
نظر لها بتمعن وتحدث بتمني:
_مليكة أنا نفسي الناس كلها تعرف إننا بنحب بعض نفسي أمشي وسط الناس وأنا حاضن إيدك من غير ماتتكسفي ولا تسحبيها علشان محدش يحس بحبنا ،
وزفر بضيق وغيرة ظهرت بمقلتيه وتحدث بصوتٍ يملئهٌ الغضب رغم محاولتهِ لمداراته والسيطرة عليهْ:
_نفسي أغير أوضة النوم يا مليكة مش حابب أبداً فكرة إننا نبقي مع بعض ف نفس أوضة رائف الله يرحمه،
وأكمل بضيق:
_أنا راجل بحب مراتي وبغير عليها ومن حقي يكون لي حياة جديدة معاها بكل تفاصيلها ،
وأكمل وهو يسحب بصره بعيداً عن مقلتيها:
_مش قابلها علي نفسي يا مليكة مش حابب الأوضة ،مش طايق فكرة نومك لسه علي نفس سريره ،
ثم نظر لها وتحدث بتساؤل وعيون مٌتألمة:
_إنتي فهماني يا مليكة ؟
إبتلعت لٌعابها بمرارة لما تشاهدهٌ من كم الألم الذي يظهر بعيناه ويمتزج بصوتهْ
حاوطت وجههٌ بكفيها بعناية وتحدثت بنبرة رقيقة وهادئة:
_طبعاً فاهماك يا ياسين ومين غيري يقدر يفهمك ،
وأكملت بتمني:
_بس أنا مش حابة أبداً أشوفك في الحالة دي إنتَ ياسين المغربي القوي إللي مفيش حاجة في الدنيا كلها تقدر تهزه،
وكل إللي ممكن أقولهولك وأطمنك بيه هو إن مبقاش فيه حد في حياتي غيرك إنتَ يا ياسين،
أنا قلبي وروحي بقوا ملك أديك إنت وبس،
وأكملت بتعقل:
_بس أنا عاوزاك تتصالح مع نفسك أكثر من كده يا حبيبي ومتنساش إن رائف هيفضل موجود ف حياتنا بحكم درجة القرابة إللي بينك وبينه وبحكم ولادي، وكمان بحكم ماما ويسرا ووجودنا معاهم في نفس البيت،
وأكملت بحب لطمئنته:
_أنا يمكن حبيته قبل منك وهو حبني قبل منك لكن صدقني حبك محي جوايا أي حاجة عشتها قبلك
وأكملت بغرام:
_إنت جوزي وحبيبي ونور عيوني عاوز إيه تاني أكتر من كده .
أمسك وجهها بتملك ونظر داخل عيناها وتحدث بعيون ترقرق بها قطرات الدمع قائلاً:
_ فيه حاجة لازم تعرفيها يا مليكة
نظرت له بإهتمام وترقب وأكمل هو:
☆أنا حبيتك قبله بس هو وصل لك قبلي☆
ضيقت عيناها وتحدثت بعدم فهم:
_أنا مش فاهماك يا ياسين، تقصد إيه ياريت توضح أكتر .
أجابها بقلبٍ موجوع ونظرات مٌتألمة:
_ أنا شٌفتك وحبيتك قبل رائف يا مليكة
شفتك ومن أول نظرة عيونك صابت قلبي بسهم عشقك، دوبت فيكي وعشقتك من أول نظرة ،عشقتك وقلبي إنصاع لأمر الهوي ومشيت ورا حبك وأنا مسلوب الإرادة
وأكملَ مفسراً بجدية:
_وقتها كنتي في الجهاز عندنا في زيارة تدريب تبع كليتك دخلتي عليا الأسانسير وأنا نازل إنتي وصاحبتك كنتوا ناسيين حاجة وطلعتوا تجبوها وباص الكلية كان هيسبكم ويمشي،
وقتها عٌمر الظابط المٌساعد بتاعي إعترض علي إنكم تنزلوا معانا وأنا قولت له سيبهم يا عٌمر ،
وأكملَ بتأثر وعيون مغيمة عاتباً عليها:
_إزاي قدرتي تنسي نظرة عيونك لما دوبتيني وإنتي بتبٌصي لي بحنان وتقولي لي ميرسي بجد أنا مٌتشكرة أوي ليك ،
يمكن كانوا كلمتين بساط بالنسبة لك، بس كانوا بالنسبة لي الكلمتين والنظرة إللي عِشت أصبر نفسي بيهم العمر بحاله
وأكمل مٌعاتباً عيناها بحنان:
_نستيني إزاي يا مليكة، إزاي قدرتي تنسي عيوني إللي عشقتك من أول نظرة
سألتها عيناه قبل لسانه ناطقً بتعجب مميت:
_ لما شفتك في الخطوبة ومديت لك أيدي علشان أسلم عليكي إزاي معرفتنيش ؟
إزاي يا مليكة ؟
وأكمل مٌتأثراً بصوتٍ مهزوز:
_وأكتر حاجة دبحتني ووجعتني أوي لما سلمتي عليا بكل برود ولا كأنك شٌفتيني قبل كده
واسترسل بعيناي متألمة لائمة:
_للدرجة دي مشفتنيش ،للدرجة دي مقابلتنا مأثرتش جواكي ولا سابت فيكي أي أثر؟
إزاي مشفتيش عيوني ولهفتي عليكي؟
محستيش بقلبي إللي إتخلع من مكانه وخدتيه وإنتي خارجة من الأسانسير إزاي؟
ده أنا عشت بعدك من غير قلب يا مليكة، قضيت عمري جسد وروح بيتحركوا من غير قلب
وأكملَ بقلبٍ يتمزقٌ ألماً:
_وكل ألمي إللي فات كان كوم واللحظة إللي مديتي إيدك فيها وقولتي لي أهلاً يا أبيه كانت كوم تاني .
كانت تسمع له ودموعها تنهمر علي خديها كشلالاتٍ تنظر له تارة بحزن وتارة بإبتسامة ألم ووجع
تحدثت بقلبٍ يتمزق :
_ياسين إنت بتقول إيه ؟
أجابها بدمعة أفلتت من عين الصخر الجبل الذي لن يهتز طوال حياته إرتعش ونزلت دموعه أمام جبروت عشقها وأجاب:
_أنا حبيبك إللي عاش عمره كله دافن حبك جوه ضلوعه،
أنا إللي عِشت عمري كله أنكوي بنار حبك الضايع ، أنا إللي عشت عمري كله أداري نظرة ألمي وأنا شايف حب عمري جوه حضن غيري، أنا حبك المفقود أنا إللي عشت أنكوي بنارك يا مليكة ،
☆أنا إللي حبيتك قبله، بس هو إللي وصل لك قبلي☆
بكت بقلبٍ يحترق علي حبيبها العاشق وتحدثت:
_ياااه ياياسين، يااااه يا حبيبي، وطول السنين دي وإنت شايل في قلبك كل الوجع ده وساكت ! إزاي قدرت تتحمل كل الوجع ده إزاي يا حبيبي ؟
سحبها وضمها لصدره بكل قوة وتملك كاد أن يكسر عظامها من شدة ضمتهِ وتحدث:
_بس إنتِ خلاص يا مليكة، خلاص بقيتي معايا وبتحبيني،بقيتي في حضني ومحدش هيقدر ياخدك من حضني تاني ،
وأكملَ بتمني:
_أوعديني إنك مش هتبعدي عن حضني تاني وتسبيني، أوعديني يا مليكة .
شددت هي أيضاً من إحتضانه وهي تتلمس ظهرهِ بحنان وتحدثت :
_عمري ما أقدر أسيبك يا ياسين، عمري ما أقدر أسيبك أبداً .
ثم سحبت حالها من بين أحضانه ونظرت له بإبتسامة من بين دموعها الغزيرة وتحدثت بحنين:
_ إحكي لي الحكاية من اولها، عاوزة أسمع قصة غرامي الضايع من بدايتها،
وأكملت بألم ودموع:
_عاوزة أعرف قد إيه أنا كنت غبية وضيعت من إيدي حب أسطوري بالشكل ده ،عاوزة أعرف كل حاجة يا ياسين، أرجوك أحكي لي .
إبتسم لها بمرارة وعيون مٌغيمة قائلاً:
_أنا كمان عاوز أحكي لك يا مليكة، عاوز أخرج وجع السنين اللي محبوس جوا ضلوعي وتاعبني
وبدأ بالحديث ..
#إنتهي_البارت
#قلوب_حائرة
#روز_آمين




