روايات روز أمين

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الثاني

تابع معنا عبر موقع بنك الكلمات رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الأول الفصول في هذا الجزء الثاني بداية من الفصل الحادي عشر وحتى الفصل العشرون أحد أفضل روايات روز أمين .

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الثاني
رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الثاني

رواية قلوب حائرة روز أمين الفصل الحادي عشر

🦋 البارت الحادي عشر 🦋

قالت مليكة جملتها وأتجهت ناحية الدرج وبدأت بالصعود ،،أوقفها صوتهِ القوي وهو ينادي عليها بكل شموخ

ياسين بقوة:

_مليكة .

إستدارت لهٌ وهي تأخذ شهيقاً وتخرجهٌ بهدوء لتستقبل تعنيفها علي ما تفوهت به أو علي الأقل رفضهٌ وأعتراضهْ.

ولكنها فوجئت بوجههِ مٌبتسم وبشوش قائلآ بحنان:

_مش عاوزك تقلقي من أي حاجة طول ما أنا موجود ،

وصدقيني مٌش هيحصل أي حاجه غير إللي إنتي عاوزاها وبس

وأكمل شارحً:

_إللي حصل إنهاردة ده محاولة مني بمساعدتك ووقوفي جنبك إنتي ومروان وأنس

وأكمل بنبرة حنون:

_مش معقول هقبل علي نفسي إني أضايقك أو أسبب لك عبئ نفسي بوجودي في حياتك ،،

 

أمسك كتفها وربَتَ عليهْ بحنان تحت هزة نفور منها بجسدها، عذرها هو عليها وتحدث مبتسماً برقة:

_إطلعي علي أوضتك إرتاحي وأنا هبعت لك أنس مع مٌني علشان ينام في حضنك إنهارده ،،أكيد إنتي محتاجه لحضنه إنهاردة بالذات .

 

ثم نظر لها بعيون حانية وتحدث بحنان وأبتسامة جذابة:

_تصبحي علي خير يا مليكه .

 

إستدار بظهرهِ تاركً إياها بشرودها من ردة فعله الغير متوقعه علي غضبتها تلك،شردت للحظات في ذلك المٌبتسم وردة فعله الهادئة التي وبلحظات أدخلت علي قلبها الطمأنينة ،

نفضت من رأسها سريعً تلك الفكرة وأكملت طريقها بالصعود إلي غرفتها.

 

إقترب أباهٌ منه وربت علي كتفه وتحدثَ هامسً :

_أستاااااذ ،،أرفع لك القبعه يا سيادة العقيد،،البت دقيقه كمان كانت هتعيط وتترمي في حضنك وتقول لك أرجوك متزعلش مني و سامحني.

 

إبتسم ياسين بجانب فمه وأجاب بلؤم:

_ظالمني يا باشا صدقني.

 

إبتسم عز ونظر لهٌ نظره ذات مغذي

 

إنسحب عز وطارق وسالم وشريف كٌل علي وجهتهْ.

 

دلف ياسين لغرفة ثريا وجدها تجلس بجانب يسرا والحزن والألم يسيطران علي ملامحها ، إستدعي مٌني العامله بالمنزل وأمرها بأخذ أنس بعد إستئذان ثريا، وصعدت بهٍ إلي مليكه ليغفي بأحضانها

 

سحب الكرسي وجلس بمقابل ثريا وأمسك يدها وقبلها بحنان وتحدث بنبرة حنون :

_أرجوكي يا أمي مش عاوز أشوف نظرة الحزن دي في عيونك أبدآ ،،

 

وأوعي حضرتك تفكري إني مٌمكن في يوم من الأيام أسعي إني أخد مكان رائف الله يرحمه،أو إني أكون بديل عنه لأولاده ،عمري يا ماما ما هعمل كده أبدآ، ،إطمني يا حبيبتي.

 

ربتت علي يده الحاضنه كفيها برعايه وتحدثت بحب:

_وأنا عمري ما أقلق من ناحيتك بأي شكل من الأشكال يا ياسين ،ده إنت عوض ربنا ليا عن المرحوم يا حبيبي

 

وأكملت بنبرة جادة:

_ أما بالنسبة لأولاد رائف ،مين إللي قال لك إني مش عاوزاك تكون ليهم أب وسند ؟

 

واسترسلت بتأكيد:

_بالعكس يا حبيبي، أنا عاوزاك تعوضهم عن حب ورعاية أبوهم اللي إتحرموا منه بدري ،خلي بالك منهم وحبهم زي سيلا وحمزه يا ياسين ،عاوزه أموت وأنا مطمنه عليهم يا أبني.

 

شهقت يسرا وتحدثت بهلع :

_بعد الشر عنك يا ماما أوعي تقولي كده.

 

هتف ياسين هو الآخر قائلاً :

_بعد الشر عنك يا حبيبتي ،ربنا يبارك في عمرك لحد ما تجوزيهم بنفسك ، وأكيد أنا مش محتاج توصيني علي أولاد رائف.

 

ثم أكملَ مٌعتذراً:

_وأرجوكي متزعليش مني بخصوص إللي عملته مع نرمين ،للأسف نرمين كانت هتهيج الدنيا وأنا كان لازم أعمل معاها كده علشان نخلص من الموضوع ده كله بسرعه

 

وأكمل لمراضاتها:

_ وأنا يومين كده لما تهدي هروح لها بيتها وأراضيها وأجبها لك لحد هنا.

 

تحدثت يسرا بحده وحزم:

_ولا تروح ولا تيجي يا ياسين، إنتَ مغلطش في حاجة ،هي إللي راحت لـ ليالي وطنط منال وولعت الدنيا واللي إنتَ عملته معاها ده أقل رد علي كل إللي هي عملته.

 

نظرت لها ثريا نظرة عتاب وتحدثت:

_ ماتبقيش قاسية علي أختك كده يا يسرا، ماتنسيش إن نرمين كانت متعلقة بـ رائف الله يرحمه وأتصدمت في موته

 

وأكملت بأسي وتأثر:

_ دي يا قلبي قعدت أكتر من شهر مابتتكلمش من شدة حُزنها عليه ، رد فعلها كان طبيعي من حبها للغالي الله يرحمه

 

هزت يسرا رأسها بيأس وفضلت الصمت

 

نظر لها ياسين نظره ذات معني خوفاً علي صحة ثريا ووجهَ حديثه إلي ثريا:

_إهدي يا حبيبتي أكيد يسرا ماتقصدش ،وزي ماقولت لك يومين كده لما تهدي و هروح لها

 

ثم وقف منتصب الظهر وأكمل بنبرة هادئة:

_أنا ماشي ولو عوزتوا أي حاجه إتصلوا بيا ،،تصبحوا على خير.

 

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

 

بعد مدة دلفَ ياسين من باب منزلهِ

وجدَ والدهٌ يحتضن أيسل وحمزه وهما يبكيان، أما منال كانت تجلس واضعة ساق فوق الآخري وتهزهما بتوتر وعصبيه.

 

نظر ياسين لأطفاله وزفر بإستياء، ألقي السلام عليهم ثم وقف بجانب أيسل ومد يدهٌ لها وأمسكها ،،وجلس وأجلسها بجانبهِ

ثم إحتضنها وتحدث بنبرة حنون:

_مٌمكن أعرف أميرتي الحلوه بتعيط ليه ؟

 

أجابتهٌ أيسل بدموع:

_يعني حضرتك مش عارف يا بابي بعيط ليه ؟

 

ياسين وهو يضع أناملهٌ علي وجنة إبنتهِ يمحي لها دمعتها:

_مش أنا قولت لك قبل كده مش عاوز أشوف دموعك دي طول ماأنا عايش على وش الدنيا ؟

 

تحدثت منال بتهكم رداً علي حديثهْ:

_وعاوزها تعمل أيه وهي شايفه مامتها سايبة البيت وماشية وهي حزينة ومكسورة ، وبدل بباها مايروح يراضيها ويرجعها بيتها لأولادها ،رايح يتمم جوازه علي أمها

 

ثم نظرت إلي أيسل وتحدثت ساخرةً :

_لا فعلآ غلطانه يا سيلا ،المفروض تفرحي وتباركي لبابي علي جوازه من مليكة هانم

 

تحدثَ ياسين بإعتراض وهو ينظر إلي منال بيأس وضيق :

_ماما من فضلك،الكلام ده مايبقاش قدام الولاد.

 

أجابتهٌ أيسل بدموع:

_ليه يا بابي ،هو حضرتك فاكرنا صُغيرين ومش فاهمين الي بيحصل ،أنا وحمزه فاهمين كل حاجه كويس أوي.

 

نظر لها ياسين وسألها بإستفهام :

_وياتري بقا إللي إنتوا فاهمينوا ده ،فاهمينوا من نفسكم ولا من مامي ونانا يا سيلا ؟

 

تحدثت أيسل بدموع وتهكم:

_أياً كان السبب إللي حضرتك إتجوزت علشانه إللي اسمها مليكة دي فهو ما يخصنيش ،أنا كل إللي يخصني حضرتك هو مامي وبس.

 

نظر لها ياسين غاضبً وتحدث بنبرة حادة:

_سيلاااا،،إتكلمي كويس عن مليكة، مش معني إنك زعلانة منها تتكلمي عنها بقلة إحترام.

 

وقفت أيسل تنظر لوالدها بغضب وتحركت نحو الدرج وصعدت للأعلي سريعً

 

تحدث عز بهدوء بعد صمتهِ:

_بالراحة علي البنت يا ياسين .

 

هتفت منال بنبرة ساخرة:

_أول القصيدة كُفر يا ياسين بيه، من أولها كده بتزعل سيلا إللي مافيش أغلي منها في حياتك علشان الهانم !

 

وأكملت بنبرة تهكمية:

_أومال لما ترضي عن سيادتك وتسمح لك بدخول غرفتها الملكية، هتعمل فينا أيه ؟

 

نظر إلي والدتهٌ بإستغراب وهتف قائلآ بنبرة صارمة:

_من فضلك يا أمي ، يا ريت تتكلمي معايا بإسلوب أرقي من كده ، ومش معني إني بحب بنتي وبدللها إني ما أعلمهاش الأصول والإحترام وهي بتتكلم عن أي حد

 

وأسترسل شارحً:

_المشكله هنا مش في مليكة زي ما حضرتك شخصتيها ،،لا خالص

لو كانت أيسل إتكلمت عن أي حد تاني بنفس الإسلوب كنت هعنفها بردوا

علشان دي بنتي وما أقبلش أبدآ إنها تقلل إحترامها وهي بتتكلم عن أي حد

 

وأكمل متسائلاً بنبرة تهكمية:

_ أظن إنها بنتي وعليا جانب في تربيتها وإصلاحها ، ولا أيه يا منال هانم؟؟

 

أشاحت بنظرها عنهٌ ولوت فاهها بطريقه ساخره

 

تحدث حمزه وهو ينظر إلي والدهُ برجاء:

_بابي ،،أنا عارف إن حضرتك إتجوزت طنط مليكة علشان تخلي أنوس ومروان يفضلوا عايشين معانا ومايروحوش مع جدهم سالم

 

وأكمل موضحً وهو ينظر إلي عز:

_جدو عز قال لنا كده أنا وأيسل ،وأنا مش زعلان من حضرتك علشان أنا بحب أنوس ومروان ومش عاوزهم يمشوا

 

وأكمل بنبرة طفولية:

_ لكن بليز يا بابي روح صالح مامي وهاتها من عند جدوا.

 

نظر له ياسين بحنان وأشار لهٌ بيده ليأتي إليه، أسرع الصبي إليه وأرتمي بداخل أحضانه، قبلهٌ ياسين من جبهتهِ وملس علي شعرهِ بحنان

ثم نظر له وتحدثَ بهدوء:

_حبيبي، مش عاوزك تقلق خالص بخصوص مامي ،مامي هي إللي إختارت تروح تقعد يومين عند جدو تهدي فيهم أعصابها وهتيجي تاني لوحدها زي ما مشيت.

 

إنتفضت منال من جلستها ونظرت إليه بغضب وهتفت بتساءل غاضب :

_ يعني أيه يا ياسين، أفهم من كلامك ده إنك مش هتروح تجيب ليالي ؟

 

تحدث ياسين وهو يُقبل وجنة إبنهِ بحنان :

_ حمزه حبيبي ممكن تطلع فوق عند أختك تقعد معاها وتراضيها ، وزي ما قولت لك يا حبيبي، مش عاوزك تقلق من أي حاجة ،كل حاجة هتبقي كويسه إن شاء الله.

 

هز لهٌ حمزه رأسه بإقتناع وصعد بطاعه لغرفة شقيقتهٌ كما طلب منهٌ أباهٌ

 

هتف عز بحدة موجهً نظره إلي زوجتهِ:

_إنتِ إزاي تتكلمي بالطريقه دي مع ياسين قدام الأولاد ،. أيه إللي بتحاولي توصليه ليهم بالظبط

 

وأكمل متسائلاً بغضب:

_ إنتي عاوزاهم يكرهوا أبوهم يا منال ؟

 

تفاجأت بحديث عز وتحدثت بإستنكار:

_أنا يا عز ، أنا بحاول أكره الولاد في إبني ؟

ومين، ياسين إللي بحبه أكتر من روحي وبتشرف بيه قدام الدنيا كلها ؟

 

تحدثَ ياسين ناهيً الحديث الذي سيتحول لإندلاع حريق مُشتعل بين ذاك الثنائي:

_من فضلكم إهدوا يا جماعه ، أنا مصدع لوحدي ومش متحمل أي نقاش تاني إنهاردة ، أنا بجد تعبان ومحتاج أنام علشان عندي شغل بكره مهم وضروري في الوزاره

 

وقفت منال وتحدثت بإستهجان ونبرة غاضبة:

_يعني أيه يا ياسين الكلام ده؟

يعني مش هتروح تتكلم مع خالك وتتأسف له وتجيب مراتك علشان تبات في بيتها ؟

 

أجابها ياسين بنبرة حادة:

_لا يا ماما مش رايح ،وبعدين هو أنا غلط في أيه علشان أتأسف له ؟

 

واسترسل شارحً:

_أنا أتجوزت علي سنة الله ورسوله وقدام العيلة كلها ،وقبل كل شيئ كلمت خالي وبلغته علي سبب جوازي

وأكمل:

_ أينعم هو أعترض ورفض الموضوع لكن دي مشكلته هو مش مشكلتي ،أنا بالنسبة لي كدة عملت إللي عليا

تصبحوا علي خير

 

وصعد لغرفتهِ أخذ حماماً دافئاً وأرتدي بنطال خفيف للنوم وضل عاري الصدر ،وجلس علي تخته يفكر في من ملكت قلبهٌ وتفكيره وجميع جوارحهٌ

 

حدث حاله:

_متي مليكه؟

متي تشعٌرين بي وبقلبي وتأتين إليْ ترتمين داخل أحضاني بلهفه وشوق وتقولين لي ،،تعبت من عشقك ياسين ،أٌريدك حبيبي،أٌريدكَ وبشدة،

أهٍ مليكة لو تعلمين كم أشتاقك أميرتي،

لو تعلمين كم أتمني ضمك لصدري،،

أريد أن أسحق عظامك الرقيقة داخل أحضاني ،،أٌريدكِ مليكة،،أريدك ♡

 

زفر بشدة أخرج بها لهيباً من داخل صدره المشتعل بالإشتياق ،،لم ينم طيلة الليل ،،بات يتقلب بفراشه يتخيلها مجاورةً لهٌ نائمة علي ذراعيه بين أحضانه

 

أما مليكة التي إحتضنت صغيرها وباتت تبكي وتتذكر حبيبها بكل مراحل حياتها معه،، لقاء أول يوم جمعها به،،حتي يوم زواجهما ،،تذكرت كل لحظة حب جمعتها به وباتت تبكي علي حالها وما أوصلتها به الظروف،،حتي غفت بدموعها

 

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

 

بعد عدة أيام

في إحدي الكافيهات الراقية المٌطلة علي البحر كان يجلس شريف مع حبيبتهٌ سالي وهو حزين

 

سألتهُ سالي وهي تضع يدها علي يدهِ الموضوعة علي المنضدة قائلة بإحتواء :

_ أرجوك يا شريف حاول تٌخرج من حالة الحزن والإكتئاب إللي إنتَ حاطط نفسك فيها دي ،أكيد العلاقه بينك وبين مليكة هترجع أحسن من الأول كمان

 

نظر لها شريف وتحدث بإنكسار:

_عُمر إللي بيني وبين مليكة ماهيرجع زي الأول تاني يا سالي

 

إنتي أصلك ماتعرفيش مليكة ،هي أه رقيقة وحنونة جدآ ،لكن طول عمرها بتحط كرامتها فوق كل شيئ ، وبعد إللي كلنا عملناه معاها أظن عمرها ما هترجع تاني زي الأول مع أي حد فينا

 

وأكمل بنبرة خجلة من حاله :

_أنا خذلتها يا سالي ،موقفتش معاها في مشكلتها، لكن غضب عني والله ، ماهو كمان ماكانش ينفع أقف في وش أبويا،،وخصوصآ إن أنا نفسي مقتنع جدآ باللي هو عمله وعارف إنه في مصلحتها

 

أجابتهٌ سالي بحنان:

_أرجوك يا حبيبي إهدي، صدقني الحكاية هتاخد وقتها وهتعدي وكل حاجة هترجع لطبيعتها ،إنسي بقا وخليك معايا شويه

 

وأكملت بنبرة هائمة كي تسحبهُ لعالمها:

_ هو أنا مٌش وحشاك ولا أيه ؟

 

نظر لها بحب وتحدث :

_إنتي بتوحشيني وإنتي معايا يا سالي،أنا أسف بجد ياروحي، دوشتك بمشاكلي وإنتي ملكيش أي ذنب فيها

 

ثم أمسك بيدها ووضع قٌبلةً رقيقه وتحدث بهيام:

_بحبك يا سالي،بحبك أوي، أيه رأيك نروح سينما إنهارده بعد الهوا؟

أنا هخلص برنامجي الساعه 8 ،،نروح حفلة 9 قولتي أيه؟

 

أجابتهُ سالي وهي تنظر لهٌ بهيام:

_ أنا موافقه علي أي حاجه تقولها ،طالما هنكون مع بعض يا حبيبي

تحدث شريف بعيناي عاشقة:

_ يا عيون حبيبك إنتي

 

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

 

داخل منزل المهندس أحمد العشري والد ليالي

 

كانت تجلس ليالي بدموعها التي تجري علي وجنتيها، وبجوارها والدها و والدتها السيدة قِسمتْ ، وأبنتها الآخري داليدا ،ومنال زوجة عز

 

تحدثت داليدا بحده وتعالي:

_بقا كده يا عمتو ، هي دي أخرتها ، بقا ياسين يتجرأ ويتجوز علي أختي أنا ، يتجوز علي ليالي العشري وحضرتك واقفه تتفرجي عليه من غير ما يكون لك أي ردة فعل !

 

أجابتها منال بتبرير بنبرة ساخرة:

_وأنا كان في إيدي أيه أعمله وماعملتهوش يا داليدا ، ولو كٌنتي عايزاني أسيب البيت أنا كمان وأجي أقعد لكم هنا ؟

 

تحدث أحمد إلي داليدا بعقلانية :

_وعمتك أيه بس إللي بأديها تعمله يا داليدا، ده ياسين المغربي إللي إسكندرية كلها بتعمل له ألف حساب وبتهيبه ،،ده أبوه نفسه مايقدرش يجبره علي حاجة هو مش عاوزها

 

تحدثت قسمت بكبرياء:

_إذا كان هو ياسين المغربي وشايف نفسه أوي، فاأنا بقا هخليه يندم وييجي يبوس إيدي وإيد بنتي علشان ترضي عنه و ترجع له، وهذله علي ما أوافق إني أرجعها له كمان،، هو كان يحلم يتجوز واحده زي ليالي

 

أجابتها منال بتهكم:

_يبقي هتفضلي مستنيه عمرك كله يا قسمت ،

 

وأكملت بتعالي:

_ مش ياسين المغربي اللي تكسره واحده ست ويندم عليها ، وبعدين يا ريت يا هانم متنسيش إن إللي بتتكلمي عنه ده يبقي إبني، ياريت تحطي ده في دماغك

 

نظرت لها ليالي وتحدثت بدموع ولوم:

_حضرتك زعلانه علشان كلمتين ماما بتقول لهم من حزنها عليا، ومش زعلانه علي إللي إبنك عمله فيا يا عمتو ؟

 

وأكملت بحده :

_إبنك خلاني سخرية لإسكندرية كلها،، أنا بقيت تسلية النوادي والكافيهات.

 

حدثتها منال بجدية وعقلانية:

_بقول لك أيه يا ليالي، ،سيبك من الكلام الفاضي ده كله ،ياسين كتب كتابه عليها وجه البيت نام في أوضتك وعلي سريرك ،،يعني الجوازه طلعت علي الورق بجد زي ما قال لنا ،

 

وأكملت شارحة بتوضيح :

_ أهو كاتب كتابه عليها من تلات أيام ،،

ومن يومها ما قربش منها ولا من أوضتها ، بيروح يفطر عند ثريا زي ما كان بيعمل كل يوم،، وبعد المغرب بيروح يقعد شوية مع ثريا ويسرا والولاد،

ومليكة مابتنزلش من أوضتها طول ما هو موجود في البيت

 

نظرت إليها داليدا وتحدثت بتساؤل ذكي:

_وحضرتك عرفتي منين الكلام ده كله يا عمتو ؟

 

أجابتها منال بثقه:

_أنا ليا مصادري الخاصة إللي بعرف منها كل حرف بيتقال عند ثريا، إنتي فكراني نايمة علي وداني وسايبة الدنيا تمشي كده بالبركة.

 

تحدثت قسمة بكبرياء وحديث ذات مغزي:

_عايزة ليالي تقبل وترضخ بإللي مقبلتهوش علي نفسك زمان ليه يا منال ؟

 

نظرت لها منال بقوه وتحدثت بنبرة حادة:

_لا الزمن هو الزمن ولا ياسين زي عز يا قسمت،

عز وقتها خاف من تهديدي ليه بالطلاق،،لكن ياسين قادر ومبيهموش

 

وأكملت بتوضيح:

_وبعدين ثريا بنفسها هي إللي رفضت جوازها من عز وأخواتها وقفوا معاها وساندوا قرارها، يعني الوضع كله كان مغربي في مغربي

، لكن مليكه لا حول ليها ولا قوة

 

وأكملت بنبرة حادة:

_فهمتي يا قسمة هانم ، وبعدين بدل ما إنتي قاعده تحيي إللي مات وأندفن إنصحي بنتك وخليها تشوف مصلحتها

 

ثم وجهت بصرها إلي ليالي وأردفت بهدوء:

_ شوفي يا ليالي، خليكي قاعدة هنا كمان كام يوم ريحي فيهم أعصابك،

وأنا لو ياسين نشف دماغه ومجاش يصالحك، أنا هقول له وأجبره إنه يجي لك، وإنتي بقا تتشطري كده وتتدللي عليه وترجعي بيتك لجوزك وولادك.

 

نظرت لها قسمة وتحدثت بإستهجان:

_نعم ،،أيه إللي إنتِ بتقوليه ده يا منال ،،إنتي عاوزاها ترجع له بسهوله كده بعد كل إللي عمله فيها ؟

 

أجابها أحمد بعقلانية :

_يعني هتعملي أيه يا قسمة، بالعكس ،منال بتتكلم صح ،إللي حصل حصل وخلاص ،،ليالي ترجع بيتها وتعيش حياتها مع جوزها ،وكفايه إنه معيشها عيشة ملوك،

وأكمل بإستحسان:

_ ده مفيش ست فيكي يا إسكندرية عايشة ومتدلله زي بنتك ما هي عايشة

 

تحدثت ليالي رافضة بإعتراض وغرور :

_لا طبعاً يا بابي مامي بتتكلم صح، أنا لازم أذله الأول وأخليه يندم علي اليوم إللي فكر فيه يتجوز علي ليالي العشري

 

وقفت منال حاملة حقيبة يدها وتحدثت بنبرة صارمة :

_براحتك يا ليالي أنا عملت إللي عليا ونصحتك ،،

إنتي بقا عاوزه تمشي ورا كلام مامتك إنتي حره ،،بس ياريت في الأخر متجيش تعيطي وتقولي لي إلحقيني يا عمتو

 

تحدثت قسمة بتراجع سريع :

_إستني بس يا منال رايحة علي فين، مش لما نتفق الأول

 

واسترسلت قائلة:

_بصي يا ستي أنا موافقه إنها ترجع له بس علي الأقل يحط لها مبلغ محترم في البنك تضمن بيه حقها وعيشتها معاه

 

نظرت لها بإستنكار متحدثه:

_نعم ، أيه التخاريف إللي بتقوليها دي يا قسمة ،إنتي عوزاني أروح أقول لإبني الكلام الفارغ ده؟

 

واسترسلت ناصحة لها :

_ إهدي يا قسمة وخافي علي بيت بنتك أكتر من كده، وأحمدي ربنا علي إللي بنتك فيه،،ده ياسين معيشها عيشه أنا نفسي مش عيشاها

 

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

 

في منزل سالم عثمان ،،دلف من باب شقتهِ وجد زوجتهِ تبكي بمرارة ،،زفر بضيق لرؤيتهِ لها هكذا

 

جلس بجانبها وتحدث بنبرة حازمة :

_مش هنخلص من النكد إللي معيشانا فيه ليل ونهار ده يا سٌهير ؟

محسساني إن بنتك حصل لها حاجه لاقدر الله مش إتجوزت

 

نظرت لهٌ ببكاء وهي تشهق قائلة بنبرة ساخطة:

_جوازة الشوم والندامة يا سالم، البنت مابتردش علي تليفوناتي من يومها

 

وأكملت بتفسير:

_ سلمي صاحبتها بتقول لي إنها مش مبطله عياط وبتنام علي المهدأت

 

زفر سالم بحده وتحدث ليهدئها:

_وأيه المشكلة يا سٌهير، ما أنتي عارفه بنتك حساسه وأي حاجة بتخليها تعيط، شويه وهتهدي وتنسي

 

وأكمل:

_بكره تفوق وتفهم و تٌشكرني إني سلمتها لراجل هيحافظ علي حقوقها وحقوق ولادها إللي كانت هتضيع بين طمع نرمين ووليد ،،وما خفي كان أعظم

 

وأسترسل مفسراً:

_ده وليد بيه ماأستناش لما جثة أبن عمه تبرد في تربتها، جه يجري ويلهث ويسأل في البنك علي حسابات رائف البنكية رابع يوم وفاته،،وأصحابي بنفسهم اللي بلغوني بكده

 

وأكمل غاضبً:

_والهانم المحترمه أخته ، يدوب عدي تلات شهور وجريت التانيه تسأل وتدعبث علي الحسابات ، وسألت علي حساب والدتها ومليكة والولاد

 

وأكمل متسائلاً بنبرة عتابية:

_كنتي عاوزاني أشوف كل ده وأسكت لما ألاقي بنتي حقها وحق أولادها مٌمكن يتاكل قدام عنيا وأنا واقف مش قادر أعمل حاجه

 

وأكمل بإمتنان :

_ياسين بالنسبة لي كان طوق النجاة لبنتي وأولادها يا سٌهير

ومش ندمان إني أخدت الخطوة دي،، ولو رجع بيا الزمن تاني هعيد نفس إللي عملته،

كفايه إنها بقت في حماية راجل محترم هيصونها وعمره ما هيطمع فيها ولا في حق ولادها

 

ردت عليه سٌهير بنبرة صوت مٌلامة:

_طب كنت عَرفت بنتك بكل ده ،،مش يمكن كانت إرتاحت وعذرتك في تصرفاتك.

 

أجابها سالم:

_وليه أقلقها وأخوفها من كل إللي حواليها،، وأظن الكلام ده ما بقاش ليه لزوم،، بعد جوازها من ياسين مفيش مخلوق هيقدر يقرب منها ولا من أولادها ،،

وأكملَ مٌطمئناً إياها:

_وإنتي إهدي وأجمدي كده، وبنتك كلها إسبوع وقلبها يحن وتلاقيها قدامك هنا وبتترمي في حضنك ،

وقف منتصبآ قائلاً :

_سيبك من النكد ده يا سٌهير وقومي جهزي لي الغدا علي ماأدخل أخد دٌش،،أنا راجع من الشغل جعان

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

 

بعد عدة أيام أخري

 

في منزل ثريا عصراً ،،كان الجميع مٌجتمع علي سفرة الطعام لتناول وجبة الغداء،،كانت ثريا تٌجلس أنس فوق ساقيها وتطعمهٌ

وتجاورها يسرا وإبنتها وولدها ومليكة ومروان

دلف ياسين للغرفة بدون إستئذان قائلاً بمرح:

_إوعوا تكونوا أكلتوا من غيري ؟

 

نظرت لهٌ ثريا وتحدثت بإبتسامة وترحاب:

_تعال يا حبيبي ،،إحنا لسه يادوب بادئين

 

وقفت مليكه بإرتباك من دخولهٌ المفاجئ وهي بدون حجاب وترتدي منامة بيتية مٌحكمة علي جسدها تٌظهر مفاتنها

 

تحركت سريعً للخارج تحت أنظار ذلك المسحور من رؤيتها بتلك الهيئة المهلكة لروحهْ

 

عادت بعد مدة قصيرة مرتدية ثيابً مٌحتشمة بعد أن إستدعتها ثريا لإستكمال غدائها

جلست مكانها بمقابل ذاك الناظر لها بغضب من تلك الفعله ، أمازالت تلكَ المٌتعِبة التي تعتبرهٌ غريبً عنها حتي بعد أن أصبحت زوجته

 

تحدث ياسين موجهً حديثهٌ إلي ثريا:

_ بعد إذن حضرتك يا ماما،،أنا ناوي أنقل شوية حاجات خاصة بيا في الجناح إللي جنب مليكة

 

نظرت لهٌ بعيون تشتعل غضبآ قائلة بحدة واعتراض:

_حاجات أيه دي اللي هتنقلها يا سيادة العقيد ؟

وليه جنب جناحي أنا بالذات ؟

 

ياسين وهو ينظر لطبق طعامه ولم يعير لغضبها أو لحديثها أية إهتمام، وجهَ حديثهٌ لثريا قائلآ بنبرة هادئة:

_إنتي عارفه يا ماما إن العيلة كلها عارفه إن أنا ومليكة متجوزين حالياً ،

وبيتهئ لي كمان إن كان إتفاقنا من الأول إن مفيش حد يعرف بشرط مليكه غيرنا

 

وأكمل مبرراً:

_فعلشان كده لازم كل شيئ يبان طبيعي علشان محدش ياخد باله، وأنا شايف كمان إني لازم أبات هنا كام يوم في الأسبوع،، علشان ما نلفتش الإنتباه ،ده طبعآ بعد إذنك يا حبيبتي

 

أجابتهٌ ثريا بهدوء بوجهِ بشوش:

_تنور طبعاً يا حبيبي،،ده بيتك ومش محتاج تستأذن ،،هخلي مٌني توضب لك الجناح حالاً،، وإبعت إنتَ الحاجات وأنا بنفسي هشرف علي رصها وتوضيبها

 

هتفت مليكة بنبرة غاضبة معترضة:

_هو فيه أيه بالظبط يا ماما ، يعني أيه حضرتك تسمحي لراجل غريب يٌسكن معانا في البيت وكمان هتدي له الجناح إللي جنبي ؟

 

إشتعل جسدهِ ونظر لها بعيون تطلقُ شزراً من شدة غضبهِ وصاح قائلاً بنبرة حادة عنيفة :

_أنا جوزك يا هانم لو مش واخده بالك، ومش معني إني بسكت علي أفعالك وهرتلتك في الكلام إني موافق عليها،

 

واسترسل حديثهُ بنبرة تحذيرية:

_فياريت تخلي بالك من كلامك وأفعالك معايا بعد كده ، لان صبري عليكي بدأ ينفذ .

 

إنتفضت بجلستها وكادت أن تتحدث ولكن أسكتتها ثريا بنظراتها المتوسلة قائلة :

_خلاص يا مليكة ، من فضلك إسكتي وخلي بالك إن الولاد موجودين معانا علي السُفرة ،نبقي نتكلم بعدين.

 

إنتفضت واقفتة بغضب وتحدثت:

_لا بعدين ولا الوقت ، يظهر إن مبقاليش الحق حتي في الكلام والتعبير عن رأيي في البيت يا ماما ، بعد إذنكم.

 

وقفت يسرا تنظر إلي طيفها وذهبت خلفها تناديها وهتفت:

_مليكة ،إستني خلينا نتكلم.

 

زفر بضيق بعد رحيلها وتحدث بنبرة حزينة:

_أنا مش فاهم أيه إللي جرا لها وخلاها بقت عنيفة معايا بالطريقة دي ؟

 

وأكمل مٌبرراً أفعاله :

_هو أنا كده غلطان يا أمي علشان بحاول أحافظ علي شكلنا قدام الناس ؟

 

واسترسل غاضبً:

_هي ناسية إني راجل وعندي كرامة ولازم أحافظ علي شكلي ورجولتي قدام العيلة، إحنا مش عايشين لوحدنا يا عمتي .

 

أجابته ثريا بوهن وضعف بعدما أصبح كل شئ حولها يضغط علي عاتقها :

_متزعلش منها يا ياسين، غصب عنها يا إبني ،إللي بيحصل ده كله فوق طاقتها،

وإنتَ يا إبني عداك العيب في إللي بتقوله

 

وأكملت كي تهدئ من ثورته:

_ إبعت حاجتك وأنا هرصها لك بنفسي يا حبيبي،،ومن ناحية مليكة أنا هتكلم معاها وأهديها

 

بات يتنفس بهدوء في محاولة منه لضبط النفس لكي لا يُزعج عمتهُ أكثر من ذلك

 

دلفت لها يُسرا داخل غرفتها وجدتها ترتمي علي تختها وهي تبكي بحرقه ، جلست بجانبها وأخذتها بأحضانها وباتت تربت علي ظهرها

 

وتحدثت بحنان:

_علشان خاطري بلاش تعيطي يا مليكة ، أنا عارفة إن إللي بيحصل ده كله فوق طاقتك، وصدقيني دابحني أنا وأمي كمان ، لكن قولي لي أيه إللي في إدينا نعمله

 

وأكملت شارحة:

_ إوعي يٌغرك تماسك ماما قدامنا بالشكل ده، صدقيني ده تماسك هش،

ماما عاوزه تطمن علي مروان وأنس بأي طريقه،وده حقها

 

وأكملت بنبرة تعقلية :

_وبصراحه ياسين عنده حق في كل إللي قاله ،الراجل ما تعداش حدوده معاكِ ، واحد غيره كان قال حطوا لي حاجتي في أوضة مليكه،

وده حقه وماحدش يقدر يمنعه منه

 

وأكملت متألمة لأجل غاليها:

_إنتِ مراته شرعً وقانونً ،لكن هو مراعي نفسيتك وحساسيتنا كلنا من الموضوع ده وعارف حدوده وبيتصرف علي أساس شرطك معاه.

 

أجابتها مليكه بدموع وروحٍ تتألم :

_يا يسرا أنا محدش حاسس بيا وبألمي،أنا بموت في اليوم ألف مرة، كل ما أتخيل إني خلاص بقيت علي ذمة راجل غير رائف بموت من جوايا صدقيني

 

أخذتها يسرا بأحضانها وظلتا تبكيان سويآ علي ذكر إسم فقيدهما الغالي.

 

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

 

عند غروب شمس اليوم التالي

 

أفاق من نومهِ وقت قيلولتهِ بعدما عاد من عمله، خرج إلي الشرفة لإستنشاق بعض الهواء، وجدها تتمشي بالحديقه كشمسٍ تٌنيرٌ كل ما حولها بسطوع ،كانت بصحبة صديقتها المقربه سلمي،

إبتسمَ لرؤيتها الساحرة ، كانت تتمشي بمواجهة شرفتهِ فوجدتهٌ واقفً بشموخ وطلة رجولية مٌهلكه لأي أنثي إلا إياها

واقفً منتصب الظهر يضع يدهٌ بجيب سروالهِ البيتي المريح ويرتدي فوقهٌ تيشرت من اللون الأبيض بدونِ أكمام يظهر كم رجولتهِ وعضلاتهٌ القوية لرجل المخابرات القوي

 

إبتسمَ لها بتودد وأمال برأسه لها ولـ سلمي كتحية ترحيب وإحترام منهٌ لكلتاهُما ،لم تُعيره إهتمام بينما أمائت سلمي له رأسها بإحترام وأشارت لهٌ بيدها بترحاب زائد عن الحد

 

زفرت مليكة بضيق وتحدثت بنبرة حادّة:

_ما خلاص يا سلمي مش حكايه هي، هزيتي راسك وخلصنا لزمته أيه تشاوري له كمان

 

وأكملت بضيق:

_ ده مش بعيد تلاقيه جاي لازق لنا هنا الوقت بعد ترحاب سيادتك الحار بجلالته

 

أطلقت سلمي ضحكة عالية تحت أنظار ذلك الناظر لهما بإبتسامة مشرقة وتحدثت بتمني أغاظ تلك المليكة:

_طب ياريت ينزل ويتمشي معانا ، هو حد يطول يتمشي مع ياسين المغربي بوسامته ورجولته وشخصيته إللي تخطف قلب أي ست .

 

نظرت إليها مليكة بإستغراب حال صديقتها ثم هتفت بنبرة تهكمية :

_لا والله، وده من أمتي يا ست سلمي ؟

 

هتفت سلمي بنبرة حماسية:

_تعرفي يا ليكة إن من ساعة إنتشار خبر جوازك من ياسين وكل ستات إسكندرية بتحقد عليكي وبتحسدك ،وأنا منهم طبعاً.

 

أجابتها مليكة بنبرة حزننة بعدما إنطفأت ملامح وجهها من إشراقتها وبدا عليها الألم :

_علي أيه يعني، يتفضلوه بالهنا والشفا علي قلوبهم

 

ضحكت سلمي ثم نظرت إلي مليكة وتحدثت بجدية:

_ لا بجد يا ليكة، إنتِ ليه متحاوليش تدي لنفسك فرصه تانية في الحياة ،ياسين راجل ليه وضعه في البلد و تتمناه أي ست في الدنيا كلها،

 

وأكملت بنبرة حنون:

_ وإنتِ لسه صغيرة وجميلة يا قلبي ، مش معقول هتعيشي وتكملي من غير حب وراجل في حياتك

 

تنهدت مليكة وتحدثت بنبرة حزينة:

_الكلام إللي بتقوليه ده كان ينفع لو لسه قلبي موجود معايا ، لكن للأسف يا سلمي، أنا قلبي مات وأتدفن مع رائف

 

وأكملت بنبرة صادقة:

_ صدقيني أنا الحاجة الوحيدة إللي مخلياني مٌتماسكة وصابرة علي إللي أنا فيه ده كله هما أولادي

واسترسلت بتأكيد:

_ أولادي وبس

 

تنهدت سلمي بأسي وحزنت لأجل صديقتها ذات القلب الحزين المتألم وتمنت من الله أن يجعل قلبها يري الفرحة من جديد علي يد ذاك الفارس المغوار .

☆قلوب حائره ☆

بقلمي روز آمين

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل حاجب الإعلانات لتستطيع تصفح الموقع