رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الثالث
إلى ..
الذين يعملون في صمت رغم آلامهم من أجل تقدم الإنسان ، الباحثين عن الحقيقة المطلقة ، ولن يجدوها أبداً ، إلى من ينشدون الكمال في عالمنا الناقص …إليكم أكتب . بقلمي روز آمين.
نتابع معاً عرض رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين على هيئة أجزاء كل جزء مكون من 10 فصول وفي هذا المقال نعرض رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الثالث بداية من الفصل الحادي والعشرون وحتى نهاية الفصل الثلاثون فتابعوا واستمتعوا معنا.
رواية قلوب حائرة روز أمين الفصل الحادي والعشرون
🦋 #البارت_الحادي_والعشرون 🦋
في صباح اليوم التالي
تجهزَ ياسين وارتدي ثيابهٌ ونثر عطره علي جسده بسخاء وإهتمام إستعداداً للذهاب لإصطحاب مليكة بسيارته،
فهو متشوق لرؤيتها بجنون بعد أن إنتزعت منه ليلة مبيته معها قاصدة إبعاده عن دفئ عِشٌها كنوعٍ منها لعقابه ،
نزل الدرج بوقار وهو يعدل من رابطة عنقه وجد منال وليالي وأيسل ينظرن عليه والغل يتآكل قلبهن ،
ويسألن حالهن:
_ لما كل هذا الإهتمام بحاله ؟
إتجهت إليه أيسل بإبتسامة واندثرت داخل أحضانه لف ياسين ذراعيه وحاوطها بإحتواء وهو سعيد وقبل رأسها ،
نظرت لهٌ بإبتسامة وتحدثت:
_بابي أنا جايه معاك .
تجهمت ملامح وجههْ ونظر لها بشك مٌضيقاً عيناه قائلاً بإستفسار:
_ جايه معايا فين يا سيلا ؟
إنسحبت من داخل أحضانه وربعت يدها علي صدرها وتحدثت بضيق:
_ مكان ما حضرتك رايح، جدو قال لي إن حضرتك رايح تجيب أنس ومروان
وأنا بقا بصراحة أنوس وحشني جداً ومش قادرة أستني لما حضرتك تروح تجيبه .
إبتسمت ليالي ومنال بفخر علي غيرة صغيرتهم علي والدها وتخطيطها لعدم إعطاء فرصة لتلك المليكة بالإنفراد بعزيز عيناها والدها .
وجه بصره إلي ليالي المٌبتسمة بتعالي ثم نظر لقرة عينه وتحدث بتعقل:
_حبيبي أنا هروح أجيبهم وأجي بسرعة مش هتأخر صدقيني، فمفيش داعي تتعبي نفسك وتيجي معايا .
أجابتهٌ بإصرار:
_ لكن أنا حابه أجي معاك يا بابي
ثم أمالت بنظرها للأسفل وتحدثت بحزن مٌصطنع:
_هو حضرتك مش حابب تكون دايما معايا ؟
هتف سريعً بلهفة وحب:
_ليه بتقولي كده يا قلب بابي ،
حاوط وجهها بعناية وضمها داخل أعماق أحضانه وقبل رأسها وتحدث:
_طب يلا يا حبيبي علشان ما نتأخرش .
تهللت أساريرها وتحركت معه تحت إبتسامة ليالي ومنال العريضة.
وجهت منال حديثها إليه:
_هتتأخر يا ياسين ؟
نظر إلي والدته وأجابها بإحترام :
_لا يا حبيبتي مش هتأخر، مسافة السكة إن شاء الله ونكون هنا، بعد إذنك .
وتحركا للخارج هو وصغيرته .
نظرت منال إلي ليالي وتحدثت بإستفسار:
_مالك يا ليالي، شكلك إنتي وياسين مش عاجبني ،إنتوا متخانقين ؟
أجابتها بلا مبالاة وبرود:
_وايه الجديد يا عمتو، ما أحنا طول الوقت كده .
تحدثت منال بإستفسار :
_يعني فعلاً متخانقين ،وياتري بقي إيه سبب الخناقة المره دي ؟
أجابتها ليالي بلامبالاة:
_إتخانق معايا علشان موضوع الحجاب .
أردفت منال بحنق وإشمئزاز:
_ يييييييه تاني، هو مابيزهقش من الكلام في الموضوع ده ؟
وأكملت بإنتشاء:
_ سيبك منه وتعالي فرجيني علي الكوليكشن الجديد بتاع السنه دي .
قفزت ليالي بسعادة وجلست بجانبها وفتحت الجهاز وبدأوا بالمشاهدة سوياً بمرح وسعادة غير مبالين بأياً كان غير سعادتهما وما يرضي غرورهما الأنثوي وفقط .
خرج ياسين بإصطحاب أيسل وجد أباه وطارق يجلسان سوياً بالحديقة ألقي عليهم التحية فردوها .
نظر لهٌ طارق بتمعن وإعجاب وتحدثَ:
_ايه يا باشا الشياكة والأناقة دي كلها ؟
أجابتهٌ أيسل بفخر:
_ وايه الجديد يا عمو بابي طول عمرة أشيك وأجمل راجل ف الدنيا كلها .
ضحك عز وأجابها:
_طبعاً يابنت ياسين ومين يشهد للباشا ،
ثم حول بصره إلي ياسين وابتسم وتحدث بتسلي:
_يلا يا سيادة العقيد إتحرك ده الشوق غلاب والبعد وجع وعذاب .
نظر ياسين إلي والدة بإستغراب وارتبكَ حين أكمل عز بمراوغة كعادته:
_بتبصلي كده ليه إتحرك يلا وهاتلي أنس الولد وحشني ونفسي أشوفه وأملي عيني منه وأخده في حضني قبل ما يسافر .
إبتسم ياسين وحركَ رأسهِ بيأس وتحدث:
_ أؤامرك يا باشا ،
وأصطحب طفلته وخرج .
أما طارق الذي كان يراقب الوضع بين نظرات والده وياسين ،
فتحدث مٌستفسراً بتسلي :
_هو الباشا معانا علي الخط ولا ايه ؟
ضحك عز وتحدث مٌداعباً ولده:
_يلاَ الخط ده أنا إللي برسمهولكم وأخليكم تمشوا عليه وإنتوا مبسوطين وفاكرين إنكم ماشيين فيه بمزاجكم .
هلل طارق وتحدث بتفاخر:
_ أستاذ ياباشا ،أستاذ وكلنا منك بنتعلم .
إبتسم عز ثم تحدث بنبرة جادة:
_المهم ياطارق أنا قلقان علي عٌمر أوي الولد متهور وأنا خايف عليه من عيشته بعيد عننا كده .
أجابهٌ طارق بعملية:
_متقلقش من ناحية عٌمر يا بابا أنا وياسين متابعينه ودايما معاه خطوة بخطوة، وبعدين هو مش حضرتك معين له حرس وموجود دايماً معاه قلقان ليه بقى يا حبيبي ؟
تنهد عز وأكمل:
_ عٌمر مامتك دلعته أوي يا طارق ما بحسش إنه راجل كده ويعتمد عليه زيك إنت وأخوك وبعدين ياابني هو الحرس هيفضل ملازمه زي ضله ؟
تحدث طارق مٌطمئناً إياه:
_متحملش نفسك فوق طاقتها يا بابا وأهي هانت كلها شهرين يعدوا علي خير ويتخرج من أم الكلية دي ونخلص .
هز عز رأسه بإقتناع ثم تحدث:
_ عندك حق يا ابني أنا كنت عاوز أكلمك ف موضوع مهم يا طارق .
أجاب طارق بإحترام:
_أؤمرني يا حبيبي .
أكملَ عز:
_كنت عاوزك تقعد مع المحاسب بتاع شركتك وتعملي ميزانية مظبوطة لمكتب محاسبة معقول علشان أديه لوليد إبن عمك يبدأ بيه بدل شغله إللي ملوش مستقبل ده .
ضيق طارق عيناه وأجاب والدهٌ بإستغراب:
_يعني حضرتك بتكافئه علي طمعه وتقدمله مكتب مرة واحدة علي طبق من دهب ؟
ده بدل ماتعلمه درس يا باشا أنا طبعاً مقصدش أراجع حضرتك ف قرارك أنا بس مستغرب وعاوز أفهم !
أجابهٌ عز بحكمة ووقار:
_بص يا ابني أنا بعمل كده مع وليد علشان عمك عبدالرحمن يرتاح من ناحيته ،وكمان علشان أكفيكم شر سمه وحقده واللي مقدرش ألومه عليه علي فكرة،
وأكملَ مٌفسراً:
_يا ابني وليد كبر لقي بباه مضيع معظم ورثه ف مشاريع ربنا ماوفقوش فيها،
وف نفس الوقت شايفك أنت وأخوك وابن عمك الله يرحمه ربنا رازقكم وكارمكم من وسع ،
الولد دايماً حاسس إنه أقل منكم يا طارق، وعلشان كده دايماً حاقد عليكم وباعد عنكم وأول ما لقي فرصة ورث مليكة وولادها قدامه جري عليها وعمل المستحيل لولا إحنا وقفناله،
أنا عايز عينه تبقي مليانة علشان ميبصلكوش في حاجاتكم
وأكملَ بحنان:
_وفي الأول والأخر ده إبن أخويا وتهمني مصلحته وإنه يكون مرتاح .
أجابهٌ طارق بإقتناع :
_خلاص يا بابا إللي تشوفه صح أنا مع حضرتك فيه .
أجابهٌ عز:
_ ربنا يبارك فيك يا حبيبي،أنا إتكلمت مع ياسين وهو وافقني الرأي الموضوع كله مش هيتكلف علي بعضه أكتر من 400 ألف ياسين هيدفع جزء وأنا جزء وبكده نبقي قفلنا باب شر وكفيتكم وكفيته شر الحقد والكرة .
نظر طارق لأبيه نظرة إحترام وحب وتحدث:
_أنا بجد فخور بإنسانية حضرتك دي يا باشا ياريت الناس كلها بتفكر زي حضرتك كده كانت الدنيا بقت أسهل وأحسن بكتير وعلشان خاطر حضرتك أنا كمان هساعد معاكم بمبلغ .
ربت عز علي ظهر ولده وتحدث:
_ ربنا يسعدك يا طارق ويبارك فيك إنت وإخواتك يا حبيبي .
◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇
صعد ياسين بمفرده لأعلي البناية المتواجدة بها شقة سالم عثمان ،وترك أيسل بمفردها بالسيارة بعد رفضها الصعود معه فهي مؤخراً بدأت تكِن عداوه إلي مليكة وأهلها من بعد زواجها بوالدها الحبيب .
دلف شريف غرفة مليكة يخبرها بحضور ياسين
خرجت مليكة وذهبت بإتجاه الجالس بجانب والدها ووالدتها بإرتياح ،
رأها تهلٌ عليه بوجهها الصابح المٌشرق برغم العبوس التي ترسمهٌ علي وجهها لكنهٌ حقاً يراها بكل حالاتها جميلة بل فاتنة ،
وقف مٌنتصب الظهر ينظر لها بقلبٍ هائم كاد أن يتركهٌ ويركض إليها يضمها ويشتم رائحة أنفاسها العطرة تحامل علي حاله أكثر من اللازم لعدم إظهار عشقه ولهفته حتي لا تفضحاه عيناه العاشقة ♡
مد يدهٌ لها بإحترام وتحدث بصوتٍ هائم لم يستطع التحكم به:
_إزيك يا مليكة .
نظرت لهْ بإحراج من صوته الحنون ومدت يدها وتحدثت بإرتباك:
_أهلا يا سيادة العقيد شرفت .
تلامست يداهم وتعانقت ،احتضن يدها بتملك وحنان كان يلامس يدها ويحركها وكأنه يبثٌ لها مٌر حاله من بعادها وساعدتهٌ علي الشرح عيناه ♡
تحمحمت بحرج وسحبت يدها بهدوء
تحدث هو بصوتٍ مٌتحشرج حنون:
_ جاهزة ؟
هزت له رأسها بإيماء .
حمل ياسين أنس الذي حاوط عنقه بتملك ولم يفارقهٌ مٌنذ وصوله،
وعانقت مليكة والدها بحب وتحدث سالم:
_ أول ما توصلي ترني عليا وتطمنيني إتفقنا .
سحبت حالها من داخل أحضانه ونظرت لهٌ وأمائت برأسها وأردفت:
_حاضر يا بابا .
كان ينظر لها بغيرة داخل صدره وتمني لو كانت داخل أحضانه هو .
إحتضنت والدتها أيضاً بحب .
نزلت بصحبته حاملاً الصغير وشريف يحمل مروان لم تتحدث معه وظلت ساكنة الوجه
مازالت هي غاضبة منه ولم تسامحهٌ علي معاملته السيئة أمام أخيه وزوجته ، قررت أن تأخذ منه موقف فقد تكررت أخطائه واعتذاراته مؤخراً وهذا أرهقها فقررت تأديبه .
سبقها ياسين بخطوة وفتح باب السياره ووجهَ حديثهْ إلي إبنته:
_سيلا من فضلك إرجعي ورا مع مارو علشان مليكة تقعد قدام .
نظرت لهٌ بعتاب لطيف وتحدثت بعناد طفله:
_ده مكاني يا بابي ومش هاسيبه لحد .
رمقها ياسين بغضب وأردفَ بصوتٍ حازم:
_ سيلا !
إستمعت مليكة لحديثهما معاً فقررت التدخل لإنهاء تلك المجادلة
إقتربت من باب السياره الخلفي وفتحته وهي تتحدث:
_ خليكي مرتاحه يا سيلا أنا هقعد مع الولاد علشان أخلي بالي منهم ليتشاقوا .
غلي قلبهٌ من تلك الثٌنائي العنيد وكاد أن ينفجر من تلك الصغيرة ذات الرأس اليابس وتلك الكبيرة ذات الطبع العنيد .
أجلس شريف مروان داخل السياره ووقف يطالع شقيقتهٌ بحنان ،
إبتسمت لأخاها بحب ثم أرتمت داخل أحضانه ،شدد شريف من إحتضانها تحت أنظار ذلك المستشاط غضباً ،
حدث حاله بغضب:
_ما قصتكِ اليوم بإحتضان الرجال أيتها المستفزة ؟
بالطبع ستجلطيني يا فتاة .
وإن كان ينقصك أحضاناً فها أنا ذا ،
زفر بضيق ولف إتجاه الباب الآخر ووقف يتطلع عليها بغضب وتحدث بصوتٍ حاد:
_ هي الأحضان دي مكانش ينفع تتعمل فوق ولا لازم نقف في وسط الشارع والناس كلها تتفرج علينا بالطريقة دي ؟
ثم رمقها بحدة وتحدث أمراً:
_ يلا إتأخرنا .
تبادل شريف معه نظرات التحدي وتحدث بحنق:
_كل اللي في الشارع عارفين إنها أختي يا سيادة العقيد وحضني ليها ده طبيعي جداً علي فكرة.
إنسحبت هي بهدوء من أحضان أخيها وحدثته مٌتجاهله ذلك المٌستشاط :
_خلي بالك من بابا وماما يا شريف هكلمك لما أوصل إن شاء الله .
دلفت للداخل
واستقل السيارة وأدار مقودها بحدة
نظرت مليكة علي الجالسة بكبرياء ولا تعير حضورها أي إهتمام ،
وتحدثت ببشاشة وجه:
_إزيك يا سيلا .
قلبت عيناها بحنق وتحدثت بضيق وصوتٍ رخيم:
_كويسة .
شعرت مليكة بالإحراج وحزنت ملامحها نظر عليها بالمرآة ثم نظر بغضب إلي إبنته يعاتبها بعيناه أشاحت وجهها بعيداً عن والدها ولم تعير عتابه أية إهتمام .
ثم لفت بجسدها للصغير وهي تحدثهٌ بحب وابتسامة بريئة:
_يا أنوس وحشتني أوي .
ضحك لها الصغير وتحدث ببشاشة:
_ إنتي وحشتيني كمان،
وأكمل مٌتسائلاً ببرائة:
_ هو جدو عز مستني أنوس في البيت ؟
إبتسمت له وتحدثت:
_كل إللي في البيت مستنيين أنوس ومحضرين له الشيكولا إللي بيحبها .
هلل الصغير وصفقَ ببرائة .
كان ينظر إليها في المرآة بعيون متشوقة أما هي فكانت تتهرب من النظر لعيناه حتي لا تضعف أمام سحر عيناه التي تنطقٌ عشقاً وسحراً ♡
وصلا أمام الفيلا وتوقفَ ياسين ترجلت مليكة من السيارة ودلفت إلي داخل حديقة منزلها وجدت مٌحمد زوج نرمين يقف بالحديقة بصحبة طفلهِ علي ،
تهللت أسارير مٌحمد حين رأها وأشع وجههٌ سعادة حقاً كان يشتاقٌ رؤياها
إتجهت إليه مليكة بإبتسامتها المٌشرقة وأردفت ببرائة:
_السلام عليكم .
أجابها محمد بعيون مٌتلهفة تتفحص جميع ملامحها:
_ وعليكم السلام .
ومد يدهٌ بحنان وتحدث:
_ إزيك يا مليكة .
هٌنا قد أتي المٌستشاط من ذلك المتفحص لأميرته بعد أن ركن سيارته ،
كاد أن يفتك به لكنه ياسين المغربي رجل المخابرات والمؤامرات كتم غيظه بداخله ووقف بجانبهما مٌتحدثاً بملامح مٌبهمة ومد يدهٌ بدلاٌ منها تحت إستغرابها:
_أهلاً أستاذ محمد منور .
إرتبك مٌحمد من تواجد ياسين المفاجئ وتحدث بإرتباك:
_أهلاً ياسين باشا ده نور معاليك يا أفندم .
مالت مليكة علي طفل نرمين وقبلتهٌ بود وأردفت:
_علي إزيك يا حبيبي وحشتني أوي ليا كتير ما شوفتكش .
إبتسم لها الصغير وتحدث بإحترام:
_وحضرتك كمان يا طنط وحشتيني جداً .
نظر لها ياسين وتحدث بإحترام:
_يلا يا مليكة أدخلي شوفي شنط الأولاد وشوفي عمتي جهزت ولا أيه علشان ما تتأخروش علي ميعاد الطيارة .
نظرت له وتحدثت بتساؤل:
_هو أنس فين ؟
أجابها بعملية:
_أنس سيلا أخدته ودته لجدو ماتقلقيش عليه أدخلي يلا .
أمائت له رأسها بموافقة و ابتسامة خفيفة ثم دلفت للداخل تحت أنظار مٌحمد العاشقة مٌتناسياً وجود ياسين .
رمقهٌ ياسين بغضب وهو يتفحص زوجته ويتابع دلوفها ،
وضع ياسين يدهٌ بقوة وحدة علي كتف محمد وتحدث بحدة أرعبت الأخر:
_منور يا أستاذ محمد .
إنتفض مٌحمد بوقفتهِ وتحدث بابتسامة مرتبكة:
_ خضيتني يا سيادة العقيد !
أجابهٌ ياسين وهو يرمقهٌ بنظرة حادة كنظرة الصقر الصاخبة وتحدث بكلام ذات مغزي: _لازم تتخض وتقلق علي نفسك وأوي كمان يا محمد لازم دايما تكون حذر و تفوق نفسك بنفسك علشان ما يجيش اللي يفوقك ب صدمه تدمرك وتنهي عليك .
إبتلع مٌحمد لٌعابهٌ برعب بعد أن فهم مغزي ما يريد ياسين إيصاله لهْ
حدث حاله:
_لقد قٌضي عليك أيها الغبي أه مٌحمد لقد انتهي أمرك يا فتي وقعت بين يدي من لا يرحم ياسين المغربي فلترحمني يا إلهي .
وأكمل ياسين وهو يداعب “”علي””
علي باشا أخبارك إيه؟
أجابه الصغير:
_ الحمدلله يا خالو أنا كويس .
أكمل ياسين حديثهٌ مٌوجهاً معانيه إلي مٌحمد كتهديد:
_عايزك تبقي راجل محترم زي أخوالك يا علي ولما تدخل بيت تحترم نفسك وتحترم رجالة البيت إللي إنت داخله وتصون حرمته وإلا هتلاقي اللي يعلم عليك ويخليك تحترم نفسك بالإجبار ،
ثم حول بصره مرةً أٌخري إلي مٌحمد وأردف وهو يضع يداه داخل جيب بنطاله بكبرياء وعيون صاخبة:
_ولا ايه يا اااا يا محمد ،خلي بالك علي نفسك اليومين دول الإختفاء القسري كتر أوي،
وأكملَ بنظرة غاضبةً ونبرة تهديد:
_الناس بتختفي وأهاليها مابتعرفلهاش أثر بعد كده ربنا يسترها عليك .
ثم نظر له بغضب ونظرة ذات مغزي وأمال رأسه وتحدث بحدة:
_ ولا ايه ؟
إبتلع مٌحمد لٌعابه وارتجف جسده بالكامل وتحدث بإرتباك:
_اللي تشوفه حضرتك يا باشا هو أنا هعرف أكتر من سعادتك
إبتسم ياسين بسماجة وتحدث بتهديد غير مباشر:
_ برافوا يا محمد بحب فيك ذكائك ياريت بقى تستغله في حماية حياتك وتخلي بالك من بيتك أكتر من كده ،
ثم رمقهٌ بنظرة إشمئزاز وتركه ودلف للداخل ،إبتلع مٌحمد لعابه وتنهد بإرتياح .
وبعد مدة تجهزوا وأتجهوا للمطار بسيارتان إستقلت ثريا ومليكة وأبنائها سيارة ياسين ،
بينما استقلت يسرا ونرمين وأطفالهم سيارة مٌحمد .
وصلا المطار وودع مٌحمد زوجته التي إحتضنتهٌ وعانقتهٌ بشدة وتحدثت:
_ أنا متضايقة أوي إني سايباك لوحدك يا محمد ياريتني ما وافقت علي عزومة خالو دي .
أجابها محمد بتخابث:
_ معلش يا حبيبتي الراجل كتر خيره بيحبك وفاكرك وعزمك تقضي معاه إسبوع وبعدين علشان خاطر مامتك متزعلش وأهي فرصة تقعدي مع مامتك إنتي وأختك وتحاولوا تخرجوها من حالة الحزن إللي مخرجتش منها من وقت موت رائف الله يرحمه .
إبتسمت وأجابتهٌ:
_ عندك حق يا حبيبي ربنا يخليك ليا يا محمد .
إحتضن ياسين ثريا ويسرا وودعهما بحنان
تحرك ووقف بوجهها ناظراً بعيناها بإشتياق وألم البعاد يمزق قلبهٌ مقدماً،
إبتلعت لٌعابها بإرتباك من نظرة العشق المحاطة بها من عيناه
حدثتها عيناه:
_أعشقككِ مليكة آسف ،حقاً آسف .
سحبت عيناها عن مرمي عيناه بخجل
فتحدث وهو يمد يدهٌ يحتضن بها كفها الصغير بحب وعناية وتلاقت من جديد عيناهما :
_خلي بالك من نفسك .
إحمرت وجنتها فذادتها جمالاً أرهق ذلك المسكين هزت لهٌ رأسها بإيماء بدون حديث ،
سحبت عيناها بعيداً عنه تبحث عن طفليها بإرتباك شعر بها إتجه لمربية أنس التي كانت تحملهٌ بعناية أخذه منها واحتضنه وبدأ بتقبيل كل إنش به ليٌشبع حنينه له قبل الرحيل .
دلفن للداخل وانطلقت طائرتهم تحت أنظار ياسين الذي يشعر بألم لم يضاهي مثله منذ أن وعي علي هذه الحياة ،
تنهد ثم نظر للواقف بجانبه كالفرخِ المبلول رمقهٌ بنظرة غضب واشمئزاز ثم أخرج نظارتهٌ الشمسية وارتداها بكبرياء وانسحب بهدوء ليستقل سيارتهٌ عائداً لمنزله .
◇◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇◇
بعد حوالي نصف ساعة هبطت الطائرة إلي أرض أسوان الساحرة كان حسن هو وأولاده رؤوف وإسلام بإنتظارهم في صالة الوصول وبعد السلامات وتبادل الأحضان بين ثريا وأخيها وأبنائه وبناتها إستقلوا السيارات ووصلوا لمنزل حسن .
كانت إبتسام زوجة حسن النوبية الأصل ذات البشرة السمراء الخلابة والوجه البشوش الحسن بانتظارهم هي وإبنتها علياء التي ورثة لون بشرة والدتها الخلابة ♡
دلفوا للداخل إحتضنت ثريا إبتسام بحب وحنان وايضا مليكه ويسرا ونرمين
تحدثت إبتسام بوجهِ بشوش وترحاب:
_ يا أهلاً وسهلاً بالحبايب إللي واحشيني نورتوا أسوان كلها .
ردت مليكة بوجهِها البشوش:
_ أسوان منورة بأهلها الطيبين يا طنط .
تحدث حسن بترحاب عالي:
_إنتوا واقفين ليه يلا أدخلوا بدلوا هدومكم بسرعة علشان نتغدا ،
ثم وضع يدهٌ علي كتف زوجتهٌ الجميلة وتحدث بحب:
_ دي بسمة عملالكم غدا هتاكلوا صوابعكم وراه
تحدثت علياء بإنتشاء:
_ دي ماما ليها يومين مخرجتش من المطبخ بتجهزلكم في الأكل ده .
أكمل رؤوف بدعابة:
_ماما عاملالكم وليمة تكفي قبيلة بحالها .
نظرت لها ثريا وتحدثت بإطراء:
_كريمة من بيت كرم يا بسمة وطول عمرك أهل جود يا حبيبتي .
إبتسمت لها إبتسام وأجابت بترحاب:
_إنتوا فوق راسنا يا حاجه ثريا ،دا إنتوا شرفتونا والله وأسعدتونا بدخلتكم علينا ،
ثم وجهت بصرها إلي مليكة وتحدثت:
_وحشاني أوي يا مليكة ، عاملة ايه يا حبيبتي ؟
أجابتها بإبتسامه عذبة:
_أنا الحمد لله يا طنط بخير .
تحدث حسن بعملية:
_ يلا يا عاليا وصلي عمتك والبنات لأوضهم فوق علشان يبدلوا هدومهم وأنا ورؤوف وإسلام هنجهز السفرة مع ماما .
صعدوا بالفعل وبعد مدة كان الجميع يجتمع علي سفرة الطعام التي تحمل كل ما لذ وطاب .
تحدثت نرمين ناظرة إلي رؤوف:
_خلصت كليتك ولا لسة يا باشمهندس ؟
أجابها رؤوف بإبتسامه أخوية:
_أخر سنة ليا إن شاء الله إدعيلي أخلص منها علي خير كلية مرهقة وتعبتني بجد .
أجابهٌ حسن مٌداعباً إياه:
_ ما تجمد يلا كده دا أنت لسه بتقول يا هادي أمال لما تخلص وتستلم شغلك هتعمل أيه ؟
تحدثت يسرا مٌتسائلة:
_هو إنت تخصص ايه يا رؤوف ؟
أجابها بإحترام:
_هندسة ميكانيكا يا أبلة يسرا نفس تخصص بابا .
تحدثت علياء بدعابة وهي تنظر إلي يسرا:
_الباشا حسبها صح دخل نفس مجال بابا علشان يتخرج ويتعين مهندس ميكانيكا في البواخر السياحية مع بابا ،
ونظرت له وتحدثت بإتهام مٌصطنع:
_ إنسان وصولي وإنتهازي ،
تعالت ضحكات الجميع بمرح وسعادة.
تحدث إسلام بمرح:
_ لا والشهادة لله سيادتك غيره خااالص يادوب دخلتي حقوق علشان تمسكي المكتب مع خالك .
أشارت لهٌ بأصبعها دفاعاً عن حالها قائلة:
_لا ما أسمحلكش أنا من صغري وأنا حابه مهنة المحاماة وكان نفسي أخوض التجربة وأكون البنت الجريئة إللي بتجيب للبشر حقوقهم من إللي متجبرين عليهم و ظالمينهم ،
وأكملت بدعابة:
_تفرق حضرتك بين واحدة بتجيب حقوق المظلوم وبين مهندس ما بيهموش غير الماده وبس .
تحدث حسن ناظراً لإبنته ذات اللسان المنطلق:
_ قصدك ايه بقى بمهندس ما يهموش غير المادة دي ؟
أجابتهٌ بدبلوماسية:
_طبعاً الكلام ده ما ينطبقش علي حضرتك يا باشمهندس حضرتك دخلت المجال حباً فيه وبصراحة أضفت للمجال بخبرتك الهايلة يا باشا،
وأكملت وهي تنظر إلي رؤوف:
_لكن أنا بقصد حد تاني هو عارف نفسه كويس دخل المجال لمجرد إن باباه بقا رائد فيه وليه إسم علاقات هتنفع الباشا ،
ضحك الجميع علي قدرتها علي التملص من مشكلتها بحرفية عالية .
حين تحدث رؤوف بدعابة:
_خليكي بنارك كده وأنا ولا هعبرك .
تحدثت مليكة ناظرة لها بإعجاب:
_ برافوا عليكي يا عاليا إفضلي ورا حلمك وحققيه واوعي تتنازلي عنه .
أكملت ثريا بسعادة وهي تري عائلة أخاها السعيدة داعيه الله:
_ ربنا يسعدكم وأشوفكم محققين كل أحلامكم وتفرحوا قلب بابا وماما بيكم يا حبايبي
أمن الجميع ورائها .
◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇
وفي المساء كانت مليكة تجلس في حديقة المنزل جلس رؤوف بجانبها بعد أن أحضر لها كأساً من العصير وتحدث:
_سبتينا جوه وخرجتي تقعدي لوحدك ليه للدرجة دي بتحبي العزلة ؟
أجابتهٌ ببشاشة وجه:
_بالعكس لكن قولت أسيبكم لوحدكم شوية يعني أديكم نوع من الخصوصية مهما كان إنتوا عيلة واحدة ،
واحد وأخته وأولادهم أكيد فيه كلام خاص حابين تتكلموا فيه .
نظر لها بإحترام وأجابها بإعجاب:
_أد ايه إنتي حد جميل أوي يا مليكة .
إبتسمت لهٌ وأمسكت كأس العصير وبدأت ترتشفهٌ بتلذذ متحدثة:
_تعرف يا رؤوف إن كل حاجة عندكم غير ،
وأكملت وهي تتنهد وتستنشق الهواء مغمضة العينان بإستمتاع:
_الهوا غير ، الجو غير ، والليل وسحره غير
ورفعت كأس العصير لأعلي وهي تنظر له وأكملت:
_ده حتي العصير طعمه غير مع إن هي هي الفاكهة.
تحدث رؤوف بتفاخر:
_لا طبعاً يا مليكة الفاكهة عندنا بيور من غير هرمونات وكيماوي الفلاحين عندنا لسه عندهم ضمير علشان كده طعمها لسه بخير .
أردفت مليكة بإعجاب:
_كان عنده حق عمو حسن لما قرر يسيب إسكندرية ويستقر هنا في أسوان ،
وأكملت بتفاخر:
_تعرف إن حكاية باباك ومامتك دي ولا حكايات ألف ليلة وليلة .
إبتسم رؤوف وتحدث بحب:
_ فعلاً يا مليكة حكايتهم غريبة وجميلة المهندس الإسكندراني الوسيم أبو عيون جريئة اللي جه يشتغل في المراكب السياحية في أسوان بعد تخرجه وفجأة شاف البنت النوبية السمرا ومن أول نظرة وقع في غرامها وسحرته بنظرة عيونها،
وأكملت مليكة ببسمة:
_وقرر يتحدي أهله علشانها واتحمل كتير لحد ما أقنعهم بيها وإتجوزها وساب الدنيا كلها وقرر ييجي يستقر في بلدها ،
وعاش معاها أحلي قصة حب في الكون وخلف أحلي ولدين وبنوتة
وأكملت بدعابة:
_وتوتا توتا ودي كانت أجمل حدوتة.
ضحكا معا بسعادة وأكملت هي:
_إوعي تتنازل عن وجود الحب في حياتك يا رؤوف خليك زي بابا ودور عليه ولما تلاقيه أمسك وتبت فيه أوي .
سألها رؤوف بتشوق:
_حلو الحب يا مليكة ؟
أجابتهٌ بعيون لامعة:
_أحلي حاجة في الدنيا كلها ولو لاقيته بتكون خلاص كده إمتلكت الكون بحاله .
♡♡♡♡♡¤♡♡♡♡♡
كان يقف أمام البحر معشوقها وصديقها الوفي مثلما تٌلقبهٌ
تحرك إلي حيث كانا معاً في ذلك اليوم يوم قٌبلتها الأولي
حيث احتضنتهْ وشددت من إحتضانه وتأوهت بإثارة وتاهت معه
تذكرها ،تذكر قٌربها ، لمستٌها، همسٌ شفاها ،
شعوره معها لم يضاهييهِ أي شعور،
تنهد وحدث حاله وهو ينظر لصديقٌها الوفي،
أي أٌنثي أنتي مليكتي♡ساحرةٌ أنتي محبوبتي
أفقدتني صوابي بلمسة♡حطمتي أسواري بهمسة
تعي لنبدأٌ من جديد ♡ لأٌذيقَكِ شهد العشقِ الفريد
شهد الياسين لمليكتٌه♡ أميرةٌ قلبهْ معشوقتهْ
تنهد بألم وأخرج هاتفهٌ ونظر بشاشته وهو يشاهد بهيام نقش إسمها عليه،
كاد أن يضغط عليه ليٌحادثها ويوشي لها بكل ما يدور داخل روحه ويوجعها ليخبرها مدي عشقه لها ، يخبرها عن قلبهٌ المتألم من بٌعادها ،يخبرها أنه لم يعٌد لديه القدرة علي إبتعادها عن أحضانه أكثر هو يريدها،يريدها وبشدة
نظر للسماء ودعي الله
ساعدني إلهي أرجوك،فأنا أريدها ، أريد مليكتي،إهدها لي يا إلهي،ضع عشقي داخل روحها،إجعلني رجٌلها الأول والأخير،إجعلني معشوق عيناها وقلبُها ،هي حلالي فحللها وحلل قلبها لي ،ساعدني إلهي فقد شاب قلبي بعٍشقٌها ولم يعٌد لديه القدرة علي التحمل بعد .
____________________________
في نفس التوقيت
كانت تجلس علي تختها مٌحتضنة صغيرها مروان الغافي بثبات داخل أحضانها الحانية داخل غرفتها التي خٌصصت لها مع صغيرهامٌمسكة بهاتفها تشاهد إسمه المرسوم علي شاشة هاتفها وتتنهد بهيام واشتياق ♡
نعم فقد عشقته مليكة عشقت كل ما به،عشقه لها ،نظرة عيناه الولهة ،همس حديثهٌ معها،إهتمامه بها،حتي صياحه عليها، غضبه، عشقت ياسين كلهْ ♡
حدثت حالها بألم:
_ألهذا الحد لم أتي بخيالك لتتذكرني وتهاتفني مثلما هاتفت عَمتكْ ،لما لم تتصل بي ياسين ؟
كان سيفرق كثيراً صدقني ،
إشتقتك ياسين،إشتقت دفئ نظرة عيناك إشتقت همسك،إشتقت لمسة يدك وهي تحتضن يدي بعناية،إشتقت رائحةٌ عطرك المميز الذي لم أشتمه علي غيرك من قبل،
♡كم أنتَ مٌمَيزًٌ رجٌلي الفريد ♡
تنهدت بألم وقضت ليلتها في إشتياق،
أما حاله فلم يختلف كثيراً عن حالها
♡كم هو مؤلم وجع البعاد♡
__________________________
صباح اليوم التالي .
فاقت مليكة علي طرقات سريعة علي باب غرفتها مما أفزعها إنتفضت وجلست برعب تتلفت حولها وفجأة فٌتح الباب وقفزت منه علياء بمرح وسعادة و بسرعة البرق كانت تجلس بجانبها فوق التخت
كل هذا ومليكة مبرقة العينان فاتحة الفاه وهي تٌشاهد تلك الحركات البهلوانية من تلك المٌشاغبة الصغيرة .
تحدثت علياء بمرح:
_إنتي لسه نايمة قومي يا كسلانة البيت كٌله صحي .
نظرت مليكة جانباً علي الساعه وردت وهي مازالت غير مستوعبة لما يحدث:
_ أصحي ايه يا بنتي ،الساعه لسه 7 هقوم أبيع لبن مثلاً وبعدين فين مروان ؟
ردت عليها بحماس:
_أولاً مروان ولد شطور صحي من نص ساعة وقاعد مع ماما وبابا وعمتو تحت مش كسلان زي مامي،
ثانياً بقي قومي بسرعة خدي شاور وغيري هدومك علشان بابا عازمنا علي الفطار علي أحلي باخرة في نيل أسوان كله يلاااااااا بقي .
ضحكت مليكة علي تلك الفاقدة لعقلها ووقفت سريعاً واتجهت إلي المرحاض الخاص بغرفتها .
بعد حوالي ساعه كان الجميع يجلس فوق سطح الباخرة يتناولون طعام إفطارهم بسعادة ومرح وسط جو خلاب حيث الشمس والهواء والماء والأراضي الزراعية المحيطة بالنيل ،
حقاً أجواء تٌدخل السرور علي القلب والروح .
تحدثت نرمين بسعادة:
_بجد يا خالوا مش عارفة أشكرك إزاي، إحنا فعلاً كٌنا محتاجين التغيير ده جداً .
أكملت يسرا بسعادة:
_فعلاً يا خالو وخصوصاً ماما كانت محتاجة ده أوي .
تحدث حسن ببشاشة وجه وعشق وهو ينظر علي زوجته وحبيبته:
_علي فكره بقي، اللي لازم تشكروها بجد هي بسمة لأنها هي صاحبة الفكرة .
نظرت لها ثريا وتحدثت بإبتسامة حانية:
_حبيبتي يا إبتسام، من وقت ما دخلتي عيلتنا وانتي بتحاولي تسعدي كل إللي حواليكي ربنا يسعدك علي أد ما بتحاولي تسعدي إللي حواليكي يا حبيبتي
أجابتها إبتسام بوجهِ بشوش:
_تسلمي يا حاجة ثريا ،وبعدين ده هييجي ايه في كرمك إنتي ورائف وباباه الله يرحمهم،
ترحم عليهم الجميع ثم تحدثت مليكة:
_علي فكرة يا عمو الأكل هنا حلو أوي بجد كل حاجه ليها طعم تاني .
ثم حولت بصرها إلي رؤوف وتحدثت:
_ أنا كنت لسه بقول الكلام ده ل رؤوف بالليل وقالي إن الخضار والفاكهة هنا كلها بيور وإن محدش هنا بيستعمل في الزراعة الكيماوي والمبيدات .
هز حسن رأسه بإيماء وأردف:
_ده حقيقي يا مليكة الكلام اللي رؤوف قاله صح جداً .
تحدثت يسرا:
_حلو أوي لما تكون الحياة كلها نقاء وكل حاجة فيها صحية وبيور .
رن هاتف ثريا إرتعبت أوصال مليكة وتيقنت أنه ياسين
وبالفعل أجابت ثريا بسعادة:
_صباح الخير يا حبيبي .
ثم أكملت بعد مدة قصيرة:
_لا أبداً ما أزعجتنيش ولا حاجة أنا صاحية من بدري ده أحنا بنفطر كلنا علي باخرة في النيل عمك حسن صحانا بدري وبصراحة عمل خير مش عاوزة أقولك يا ياسين الجو هنا أد ايه حلو ودافي ،
ياريتك كنت معانا يا حبيبي .
تحدثت بعد مدة:
_ كلنا كويسن يا حبيبي ما تشغلش بالك بينا ،
نظرت إلي أنس وتحدثت :
_أه يا حبيبي قاعد بيفطر أهو
وأعطت الهاتف للصغير تحت أنظار تلك المٌشتاقة ذات القلب الولهان،
تحدثت ثريا:
_ خد يا أنس كلم عمو ياسين
أخذ الصغير الهاتف بسعادة وتحدث:
_عمو ياسييييين ، إنت وحشتني أوي،ليه مش جيت علشان تركب معانا المركب ؟
ظل يتحدث مع الصغير ثم عاود الحديث مع ثريا تحت أنظارها ثم أغلقت الهاتف وأكملت طعامها
تحت استغراب مليكة التي بدأت تتسائل داخلها ،لما لا يهاتفها منذ وصولها ،هل هو غاضب مني لشيئ ما ؟ هل صدر مني شيئ لم اٌعيه! لا أنا متأكدة أنه لم يحدث شيئاً فقد حاوطني بنظرات عشقه داخل المطار حين كان يودعني لقد لمس يدي بطريقة بث لي بها كم سيشتاقني وكم هو يعشقني ؟
ماذا حدث ياسين ؟ماذا حدث !
بعد مدة تحركت ووقفت عند سور الباخرة ونظرت للمياة وبدأت تشكو لها حزنها وألمها من فراقه .
◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇
بعد ثلاثة أيام من سفرهم كان الجميع يتأهب لتحضير سفرة الغداء ،فقد تأهبت مليكة مٌبكراً وتحمست وقررت أن تستعرض مهارتها أمامهم في صٌنع أكلتها المفضلة وهي الأسماك،
فقد قررت أن تصنع لهم أكلات السمك المختلفة وساعدتها بذلك ثريا البارعة في صنع تلك الأكلة المشهور بها أهل الإسكندرية
كان أفراد منزل حسن متعاونون بكل شيئ، ،لم يكن لديهم عاملة بالمنزل بل كانوا هم من يصنعون أشيائهم بأنفسهم،
خرجوا ليضعوا الطعام وبقيت هي بمفردها بالمطبخ تٌزين باقي الأطباق لتحضرها للخروج ،
سمعت ضجيج بالخارج ولكنها لم تهتم فذلك المنزل دائماً ما يأج بالهرج والمرج والسعادة،
بعد مدة إستمعت بإقتراب أقدام أحدهم خلفها واشتمت عطر هي تحفظهٌ عن ظهر قلب إنتفض قلبها وارتعبت أوصالها وأخذ قلبها يدق بأعلي وتيره له،
إستدارت سريعاً لتراه نعم هو من حرم علي عيناها النوم منذ ثلاثةٌ ليالي، نظرت لهٌ بهيام واشتياق وعشق كاد قلبها أن يتركها ويذهب إليه ليحتضنه ♡
طار قلبهٌ وعليَ نظر إليها ولم يصدق ما تراهٌ عيناه أهي حقاً مليكته، أنظرات العشق تلك لهٌ هو؟
يا إلهي !
نظر لها بإندهاش مع نظرات مٌتداخلة، حب،إشتياق ،حنين، ألم البعاد، سعادة ، إندهاش،
إقترب منها ومد يده يحتضن يدها وتلاقت الأعين واحتضنت القلوب بعضها بسعادة ولهفة .
تحدث بشفاه مرتعشة من شدة الإشتياق:
_ إزيك ♡
أجابتهٌ بصوتٍ هائم بنفس رعشة الشفاة مع إبتسامة سعادة ظاهرة داخل عيناها:
_أنااا ،أناكويسة ، إنتَ كويس؟
أجابها وهو يحتضن يدها ويتلمسها بإثارة أثارت إثنتيهم:
_أنا بقيت كويس لما شوفتك ♡
ضلا يتبادلا النظرات بحب وهيام وقلوب طائرة ♡
حتي فزعوا وابتعدوا سريعاً علي أثر صوت تلك المٌزعجة وهي تقول بمرح:
_إنتوا واقفين هنا تتكلموا واحنا موتنا من الجوع برة ،يلااااا طلعوا باقي الأكل .
وجرت علي صحنًٌ كبير به نوع من الأسماك إلتقتطه وخرجت بسرعة البرق .
نظر لها وتحدث بإستغراب:
_هي البنت دي هبلة ولا أنا إللي بيتهيألي ؟
إبتسمت بخجل وهي تناولهٌ سرفيس كبير محمل بالجمبري وهي تقول:
_خد ده طلعه بره .
نظر لها نظره ذات معني وغمز بعيناه وتحدث بوقاحة:
_جمبري♡ هو إحنا ليلتنا بيضا ولا حاجة ؟
علي العموم الرسالة وصلت يا قلب جوزك .
رمقتهٌ بنظرة حادة وتحدثت بوجهِ يشع إحمراراً من شدة خجلها:
_ إنت وقح علي فكرة .
ضحك برجولة وأكمل بجرأة:
_وليا الشرف .
دلفت نرمين للمطبخ نظرت إليهما وجدت ياسين يضحك بوجهٍ سعيد وحاله لم ترهٌ عليها من قبل ،
تحدثت بطريقة أمرة مٌستفزة:
_يلا يا مليكة خرجي باقي الأكل الناس جاعت، إستعجلي شوية وبطلي دلع ولكاعة.
نظر ياسين إلي مليكة وأردف بفخر:
_ ومالوا لما تدلع، دي مليكة عثمان يعني الدلع والدلال إتخلقوا علشانها
نظرت لهٌ بسحر وإبتسمت بخجل .
أما نرمين فغلي قلبها وتأكل الحقد منهٌ وحدثت حالها:
_يبدو أنها تملكت منك أيضاً أيها الأبله مثلما تملكت قبلك من رائف ،أيتها اللعينة كيف لكي أن تجعليهم ينساقون خلفك دون وعي كالمغيبين؟
ولكن صبراً لن أدعكِ تهنئين بياسين المغربي بجلالته، وسترين أيتها اللعينة .
تري ماالذي ستفعله نرمين لتفسد به سعادة مليكة وياسين؟
وهل حقاً ياسين سيسمح لأي شيئ بأن يٌبعدهٌ عن مليكته ويفسد عليه ليلته وخصوصاً بعد ماظهر بعيناها من بوادر موافقة ورغبة له ؟
كل هذا وأكثر سنتعرف عليه في البارت القادم بإذن الله
#إنتهي_البارت
☆ #قلوب_حائرة ☆
#روز_آمين