 
						نتابع معاً عبر هذه السلسلة رائعة من أجمل الروايات رواية قلوب حائرة لروز أمين الجزء الخامس كامل بداية من الفصل الحادي والأربعون مروراً ببعض الحلقات والأجزاء الخاصة والمشوقة في واحدة من أروع روايات روز أمين…عبر موقع بنك الكلمات العام.

تابع هنا رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الأول
تابع هنا رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الثاني
رواية قلوب حائرة لروز أمين الفصل الحادي والأربعون
بعد مرور شهر من واقعة الفيديو
صباح جديد مٌشرق داخل حديقة فيلا رائف، تجلس ثريا وتجاورها منال التي أبدلت من عاداتها اليومية وأعادت تأهيل نظام حياتها الكٌلي وبدأت بالتقرب من عز وأيضا الإهتمام بأدق تفاصيل أبنائها ومنزلها
وكل ذلك بفضل جلستها الصريحة مع ياسين التي كانت بمثابة صفعة إفاقة لها بعد إعتراف ياسين لها بأنها هي من دمرت علاقته بليالي،فقد قررت منذ قدوم عز الصغير أن تذهب يومياً مع زوجها وأبنائها لحضور سُفرة الإفطار ببيت رائف وذلك جبراً لخاطر تلك الثريا حتي لا تشعر أن منزلها أصبح خاوياً
إلتف الحضور حول المنضدة التي تتواجد عليها جميع أصناف الطعام المحببة لدي الجميع وبدأوا بتناول إفطارهم وبدأت منال بسكب مشروب الشاي لزوجها تحت إبتسامتها له، تناوله منها بإبتسامة حانية وشكرها،
نظرت لهما ثريا بقلبٍ سعيد مما تراه من بوادر راحة و هدوء علي وجه عز من إهتمام منال به ،إطمئن داخل ثريا من إتجاة عز وسعدت لتقربه بزوجته ودعت لهما الله أن يؤلف بين قلبيهما ويسعدهما ،ودعت أيضاً أن يرحم حبيبها الأول والأخير ورجلها الوحيد الذي لم تري عيناها سواه طيلة حياتها وحتي موعد مماتها حتي تلتقيه علي خير .
خرجت مليكة وهي تحمل الصغير بوجهٍ بشوش وسعيد تحركت إليهم ،أفلت أنس من فوق ساق طارق وجري عليها وأسرع وهو يهتف بسعادة:
_ عز باشا الصغير صحي .
نظر لهٌ الصغير وأشار بيده له بإبتسامتةِ العريضة الجذابة بعيونه الزرقاء الخاطفة للأنفاس ،
تحدثت مليكة وهي تنظر إلي أنس:
_صباح الفل يا أنوس، صاحي بدري ليه يا قلبي ؟
أجابها أنس وهو يتحرك بجانبها بحماس ويداعب أرجل الصغير:
_صحيت علشان ألعب مع عز .
وصلت إليهم قائلة بوجةِ بشوش:
_ صباح الخير .
إنتفض قلب ياسين لرؤية طفلهِ البريئ وأيضاً لرؤية مليكته التي غاب عنها ليلة أمس لمبيته عند ليالي،
إرتمي الصغير علي أبيه بسعادة وهو يلاغي ويهمهم له إلتقطهٌ ياسين بقلبٍ يتراقص وهو يٌردف:
_يا صباح الفل والورد علي أحلي عيون في الدنيا كلها
وأكمل بدلال وهو يقبلهْ:
_قلب بابي القمر إللي خلي حياة بابي جنة من وقت ما نورها .
ضحك الصغير بسعادة لدلال أبيه لهْ
كانت تشاهد زوجها وهو يٌدلل صغيرهما بسعادة وضعت يدها علي ظهرهِ وتحسسته بحنان قائلة:
_صباح الخير يا ياسين.
رفع بصره إليها بعيون مٌتفحصة لكل إنشٍ بوجهها الصابح وتحدث بحنان:
_صباح الفل يا حبيبي .
مد عز يده ليلتقط منه الصغير مٌداعباً إياه:
_حبيب جدو الندل إللي جري علي أبوه الأول.
حدثته منال بدعابة:
_أمال عاوزه يجي لك إنتَ قبل باباه ؟
حملت مليكة أنس وقبلته وهي تحدثه:
_ فطرت يا حبيبي ؟
أجابها بسعادة :
_نانا عملت لي الكورن فليكس بتاعي وأكلته وبابي خلاني أكلت بيضة ومش كٌنت حابب، بس هو وعدني إني لو أكلتها هيخرجني بكرة أنا وهو وحدنا .
ثم نظر إلي ياسين وتحدث:
_صح يا بابي مش إنتَ وعدتني ؟
إلتقطه ياسين من بين أحضان مليكة وأجلسه فوق ساقيه وتحدث بحب وهو يناوله قطعة توست مغطاة بالعسل ويقربها من فمه:
_ أكيد طبعاً بس لو حبيبي أكل قطعة التوست دي هحبه أكتر وهخرجه أكتر وأكتر .
إبتسم لهٌ الصغير وقضم الطعام بفمه من يد ياسين .
نظر لها بحب وحدثها:
_واقفة ليه يا حبيبي أقعدي .
جلست بجواره نظرت لها منال التي كانت تحتضن الصغير وتقبله بسعادة قائلة:
_ أخدتي ميعاد من دكتور عز علشان تروحي له قبل السفر يا مليكة ؟
هزت رأسها بإيماء وأجابت:
_أه يا طنط بكرة إن شاء الله وهروح أنا وليالي .
نظر عز إلي مليكة وتسائل:
_خير ماله حبيب جدو ؟
أجابته بطمأنة:
_ رايح متابعة علشان أسنانه يا عمو .
نظر طارق إلي ياسين وتحدث بحديث ذات مغزي:
_إنتَ ليه ماتفكرش تتدخل في المصالحة الفلسطينية ولم الشمل يا ياسين ؟
نظر إلي شقيقهِ بإستغراب فأكمل عز حديث طارق ساخراً:
_والله يا أبني عندك حق ما هو اللي يقدر يقنع الضراير يشتركوا في تربية إبنه ويخليهم رايحين جايين مع بعض هما وولادهم مش بعيد إنه يقدر علي الشيطان نفسه .
ضحك الجميع وتحدث طارق:
_ ده مش بعيد لو أتدخل في مباحثات السلام يخلي إسرائيل تنسحب من الأراضي الفلسطينية وتكتب للفلسطينيين إعتذار كمان،
ضحكت مليكة وضحك الجميع على خفة ظل عز اللامتناهية
فتحدثت ثريا:
_قل أعوذ برب الفلق يا حضرات .
حين أكملت منال:
_ إهدي أنتَ وأبنك كده وسيبوا إبني في حاله، ده أنا ماصدقت الأمور هديت وليالي ربنا هداها ونفسيتها بقت في السما من وقت ما بدأت تهتم بعز الصغير وكمان بدأت تحضر تمرينات ولادهم مع بعض هي ومليكة وجيجي
وأكملت بإهتمام وهي تنظر إلي عز:
_ المهم هنسافر شرم إمتي بالظبط علشان نجهز حالنا ؟
أجابها عز:
_ شوفي إنتي وثريا الوقت المناسب ليكم وأنا وياسين وطارق وعٌمر نظبط أجازاتنا بناءً عليه وأحجز لكم تذاكر الطيران .
نظرت منال إلي ثريا وتحدثت:
_إيه رأيك في بداية الإسبوع يا ثريا بيتهيأ لي مناسب للكل ؟
تنهدت ثريا وظهر الحزن فوق ملامحها وأردفت:
_ اللي تشوفيه يا منال .
إنفطر قلب عز حين شاهد ذلك الحزن المرسوم علي وجهها وتسائل:
_مالك يا ثريا ،فيه حاجة مزعلاكي ؟
نظرت إليه بحزن وأردفت:
_٠البنات مش عاوزين يسافروا معانا يا سيادة اللوا يسرا قالت لي إنها مش هينفع تيجي علشان شغل سليم مع إن ولادها زعلانين جداً ونفسهم ييجوا معانا زي عوايدهم،
ونرمين وأمورها إللي إتلغبطت ومبقتش عارفة جرالها إيه ، حتي زيارتها ليا لما منعتها وبقت يدوب تكتفي بالتليفونات ،لدرجة إنها لما بتوحشني أنا اللي بقيت أروح لها .
حزن عز لأجلها ونظر إلي ياسين وطارق اللذان ظهر حزنهما داخل عيناهم وأيضاً مليكة التي كست غشاوة من الدموع لأجل تلك الأم الحزينة قليلة الحظ،
نظرت مليكة لزوجها بألم أمسك يدها وربتَ عليها بحنان
ثم بادرَ بالحديث وهو ينظر إلي ثريا بحنان:
_ماتزعليش يا أمي، أنا هكلم يسرا وإعتبريها خلاص مسافرة معانا إن شاء الله
إنفرجت أساريرها قائلة بسعادة:
_ياريت يا ياسين هي بتحبك أوي وبتقتنع بكلامك وأكيد إن شاء الله هتوافق،
وأكملت بإنتشاء :
_وكلم نرمين هي كمان وأقنعها يا حبيبي .
نظر لأبيه ولطارق وتحدثَ ببرود:
_نرمين ما تضغطيش عليها يا أمي جايز يكون جوزها مابيرتحش في السفر معانا وبعدين نرمين من زمان وهي حابة تبعد فاياريت تسييها علي راحتها .
تنهدت بإستسلام قائلة:
_طب حاول معاها بردوا يا ياسين يمكن تقدر تقنعها هي كمان ؟
رد عز رافعً الحرج عن ياسين:
_ أنا هكلمها بنفسي يا ثريا .
إبتسمت لهْ بسعادة وتحدثت:
_مٌتشكرة أوي يا سيادة اللوا ربنا يخليك ليهم .
إبتسم لأجل سعادة حبيبته وهز لها رأسهٌ بإيماء .
◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇
بعد مرور إسبوع
كانت جميع العائلة متواجدة داخل فيلا بمدينة شرم الشيخ حيث إستأجر عز فيلتان بجانب بعضهما فيلا إلي ثريا ويسرا وزوجها وأطفال رائف
والفيلا الأخري لعائلته ومليكة المتواجدة بالطبع بجانب زوجها
كانت مليكة ويسرا وليالي وجيجي تَسبحن داخل المسبح الخاص بالفيلا
وجهت ليالي حديثها إلي يٌسرا بتساؤل:
_أخبارك إيه مع سليم يا يٌسرا ؟
أجابتها يٌسرا بسعادة:
_ الحمدلله يا ليالي سليم ده هدية ربنا ليا أنا وولادي .
ردت عليها مليكة:
_إنتي كمان إنسانة جميلة يا يٌسرا وتستاهلي كل حاجة حلوة .
إبتسمت لها يٌسرا بحنان
نظرت لها جيجي بتساؤل:
_ ياتري مبسوطة في أسوان يا يٌسرا وقدرتي تتأقلمي هناك إنتي والولاد ؟
أجابتها بإبتسامة:
_جدااااا يا جيجي بجد مش قادرة أقولك علي كم الراحة النفسية والهدوء اللي موجود في المدينة دي ،وده طبعاً يرجع لناسها الطيبين وقلوبهم الصافية إللي بتنشر حواليهم السلام النفسي للجميع .
نظرت ليالي إلي مليكة وتحدثت بإهتمام:
_مليكة الدوا بتاع عز المفروض يتاخد بعد شوية
إبتسمت مليكة وتحدثت:
_ ياسين عارف الميعاد وهيدهوله يا ليالي .
ردت بإهتمام:
_ خلاص أنا هطلع أشوفه وأتأكد أنه فاكر .
هزت لها رأسها بإيماء وأجابتها :
_أوك يا لي لي ومعلش أبقي إتأكدي إن طنط منال غيرت له البامبرز .
أمائت لها بإيجاب وخرجت من المسبح حين نظرت يٌسرا إلي مليكة وجيجي وتحدثت بإنبهار:
_هي مين إللي خرجت من شوية دي يا بنات ؟
ضحكتا إثنتيهم وأجابتها جيجي:
_ ليكي حق تستغربي طبعاً أنا عن نفسي ساعات بقعد متنحة قدامها وقدام تصرفاتها وأبقي مش مصدقة إللي هي بتعمله .
أجابتهم مليكة بحكمة:
_مستغربين ليه بس علي فكرة بقى، ليالي حد كويس جداً وجواها بذرة طيبة وأصيلة لكن كانت تايهة مش لاقية مرساها ،
والسبب في كدة طريقة نشأتها وتربيتها، واللي عقد الأمور أكتر مساندة طنط منال ووقوفها معاها طول الوقت معتقدة إنها بكدة بتحميها لكن للأسف وقوفها ده كان زي السد المنيع اللي زود الفجوة وبَعد بينها وبين ياسين ،
وأكملت بتفسير:
_لكن لما طنط منال بعدت وسابتها منها لياسين ،ياسين قدر يوجهها صح وهي أستجابت ،وده يدل علي معدنها الأصيل ونبتتها الصالحة .
نظرت يٌسرا إلي مليكة وتحدثت بفخر:
_إنتي إزاي جميلة أوي كده يا مليكة بحييكي جداً علي التصالح النفسي إللي جواكي ومخليكي واقفه قدامنا تدافعي عن ضرتك وتخلقي لها أعذار .
إبتسمت لها وأكملت:
_ دي شهادة حق يا يٌسرا ولازم أقولها .
تسائلت يٌسرا بإستفسار:
_طب وموضوع هوسها بالشوبينج وعمليات التجميل نسيتها هي كمان ولا إيه ؟
ضحكت مليكة وأجابتها:
_لا طبعاً مبطلتش لان ده طبع وخلاص إتطبعت بيه ومن المستحيل نسيانه لكن بصراحة خفت عن الأول كتير وأجمل ما في الموضوع إنها قدرت توازن حياتها
وأكملت مٌفسرة:
_بمعني إنها بتعمل الحاجات إللي بتسعدها وتبث الثقة في نفسها وفي جمالها وفي نفس الوقت بتابع تمرينات ولادها وبتقعد معاهم تشاركهم إهتمامتهم،
ده غير إهتمامها بعز الصغير إللي خلي نفسيتها في السما وكل ده خلي ياسين يبص لها بنظرة تانية وبقي يعاملها بطريقة مٌرضية جداً بالنسبة لها وده حسن كتير من نفسيتها وأداها ثقة بنفسها بعد ما كانت بدأت تدخل في إكتئاب .
بادرت جيجي بسؤال مليكة بإهتمام:
_ بس بصراحة كدة يا مليكة وبدون زعل مبتغريش جواكي من فكرة إن فيه ست تانية بتشاركك جوزك ؟
أجابتها بصدق:
_أبقي بكذب عليكي لو قولت لك الموضوع عادي بالعكس الموضوع صعب جداً بل ومميت علي الأقل بالنسبة لي لدرجة إن فيه أيام ياسين بيكون بايت فيها عند ليالي بقضيها طول الليل صاحية ودموعي علي خدي وبموت من مجرد فكرة إنه مٌمكن يكون نايم جنبها وواخدها في حضنه ،
وأكملت بيقين وإيمان:
_لكن برجع أستغفر ربنا وأقوم أتوضي وأصلي وأسأل ربنا الثبات وأدعي له أنه يقويني علشان أقدر أقف جنب جوزي ونربي ولادنا في جو هادي ومريح وسبحان الله ربنا فعلاً بيربط علي قلبي وبهدي وبقدر إني أكمل
وأكملت بتعقل ويقين:
_فيه ناس بتتكتب عليهم ظروف معينة ولازم يتقبلوها ويكملوا في طريقهم علشان الدنيا تستمر .
وأكملت بإبتسامة عشق:
_وبصراحة بقي ياسين راجل يجنن ومفيش زيه حنين ورومانسي لأبعد الحدود ،
وبيعاملنا إحنا الإتنين بما يرضي الله ومدي لكل واحدة حقها فيه كأنها هي لوحدها إللي مراته،
يعني أنا مثلاً عمري ما حسيت إن حقي في ياسين ناقص بالعكس ، غير بس موضوع إنه بيبات عندها وده مٌمكن نمشيه ونعتبر إنه بيكون عنده شغل مثلا أو مسافر وأهي الدنيا بتمشي .
كانت يٌسرا وجيجي تستمعان لها بإحترام وإعجاب علي عقليتها المتزنة وسلامها النفسي والداخلي .
أما ليالي التي وقفت تحمل الصغير بحب وسعادة وهي تداعبه وبدوره الصغير يهمهم لها بسعادة مٌمسك بوجهها بحب وذلك بعدما أعتطه الدواء الخاص بتقوية العظام ليساعدة في بروز أنيابه ،
إقترب منها ياسين وحاوطها بذراعه بإهتمام وحب قائلاً :
_إيه يا حبيبتي منزلتيش المايه ليه ؟
أجابته بسعادة وهي تهدهد الصغير:
_ الولد الشقي ده وحشني وقولت أقعد ألاعبه شوية
إبتسم لها وأكملت وهي تطلق تنهيدة مٌحملة بالأثقال:
_ تعرف يا ياسين أنا أكتشفت إني ضيعت مني فرص ومشاعر حلوة أوي كان ممكن أعيشها مع ولادي وأكتشفت كمان إني كان ممكن أعمل كل اللي نفسي فيه وفي نفس الوقت أتابع ولادي وأقرب منهم .
إبتسم لها وأكمل ليخفف عنها:
_وأديكي يا ستي بتعوضيه في الأستاذ عز،
ثم غمز لها بعينه وأكملَ:
_ وعلي فكرة بقي إحنا لسه فيها إيه رأيك نجيب لنا نونو جميل كده ونعيش معاه إللي فاتنا كله .
ضحكت بسعادة وأجابته:
_ماخلاص يا ياسين الوقت فات وعدي .
أجابها بمداعبة:
_مين قال كده دانتي لسه في عزك ومجدك يا ليالي هانم .
نظرت له بحب وعيون سعيدة وتحدثت:
_ حقيقي يا ياسين لسه بتشوفني حلوة بعيونك زي زمان .
أجابها بإبتسامة حنون:
_مش أنا بس إللي بشوفك حلوة ياليالي، الدنيا كلها بتشوفك أجمل ست في الكون ده كله لإن إنتي فعلاً كده .
تنهدت بإنتشاء وسعادة ودبت بروحها الثقة من جديد من حديث زوجها العذب لها .
بعد قليل كان جميع الرجال يقفون بالحديقة أمام المشاعل الخاصة بشواء اللحوم كان ياسين مٌمسك بيده مروحة التهوية ويحركها بحرفية فوق اللحوم لإكمال عملية نضوجها ،
أما النساء كٌن يجلسن حول طاولة الطعام الطويلة المرصوص فوقها بعض أنواع المٌقبلات والسلطات ينتظرن رجالهن ليحضروا لهنَ الطعام
أمسكت مليكة بعض الخبز وغرسته داخل صحن به سلطة الطحينة وأكلتها .
وجهت ثريا لها الحديث:
_ أصبري يا حبيبتي لما يخلصوا المشاوي وكلي بالمرة .
أجابتها :
_جعانة جداً يا ماما وبجد مش قادرة أصبر .
أمائت لها بتفهم قائلة:
_ده من الرضاعة يا حبيبتي .
كان ينظر إلي مليكته التي دائماً وأبدا تٌشغل باله وتفكيرة وجدها تلتهم بعض الخبز مما يدل علي جوعها الشديد،
إلتقط بعض قطع اللحم وصوابع الكٌفتاء ووضعهم سريعاً داخل صَحن وأسندَ مٌهمتهْ إلي طارق وذهب مٌسرعً إليها .
إقتربَ عليها وتحدث:
_إيه يا ماما للدرجة دي جوعناكي ؟
إبتلعت لُعابها وهي تنظر لما بيده وتحدثت:
_ جعانه أوي يا ياسين .
وضع الصَحن سريعاً أمامها وبدأت هي بإلتهام الطعام بشهية مفتوحة
حين تحرك عٌمر إليه ووضع يده في جيب بنطاله قائلاً بإعتراض مٌصطنع:
_هي بقت كده يا باشا حتي الكٌفتة لما بقت بالوسايط في البلد دي .
إنفرط الجميع من شدة ضحكاتهم علي كلمات عٌمر
حين وضع ياسين يده فوق كتفه ونظر له نظرة ذات معني وأجابه بدٌعابة:
_ أه بقت كدة يا حبيبي عند سيادتك أي إعتراض ؟
رفع يداه مُستسلماً وأجابه:
_وأنا أقدر يا باشا وحش المخابرات يعمل إللي هو عاوزة وأحنا نشجع ونصفق تصفيق حار كمان .
رد ياسين:
_أيوة كده يا حبيبي أظبط الأداء .
ثم نظر إلي حبيبته وهي تأكل بشهية مفتوحة وتنهد بسعادة .
تمللت أيسل بدلال وتحدثت إلي والدها:
_ يلا بقى يا بابي أنتوا جوعتونا أوي أنا كمان جوعت كتير .
تحدث وهو يتحرك إلي مكان الشواء:
_ حالاً يا قلبي الأكل هيكون جاهز .
وبعد قليل كان الجميع مجتمع فوق الطاولة يتناولون طعامهم ويتسامرون بالأحاديث الشيقة
تحدثَ عز إلي سليم:
_أخبار السياحة في أسوان إيه يا سيادة القبطان ؟
أجابه سليم بإحترام:
_الحمدلله يا سيادة اللوا السياحة مريحة
حالياً لإننا في الصيف وأسوان معروف موسم الشغل فيها بيكون في الشتا،
وأكملَ:
_ إن شاء الله أجازة الشتا هتقضوها معانا في أسوان ومش هنقبل أعذار طبعاً .
أماءَ له عز برأسه ثم نظر إلي يٌسرا بحنان قائلاً:
_وحشتيني أوي يا يٌسرا وبجد بٌعادك فرق معايا جداً وأفتقدت صباحك وفنجان القهوة إللي كنت بشربه من إيدك،
وأكملَ بحب:
_بس عزائي الوحيد إنك عايشة مبسوطة مع راجل محترم صاينك وصاين أولادك وهقول إيه هي دي سنة الحياه .
وضعت ثريا يدها علي يد إبنتها الجالسة بجوارها وأبتسمت لها بحنان نظرت لها يسرا وقبلت يدها ثم نظرت إلي عمها وتحدثت:
_ تسلم لي يا حبيبي أنا كمان والله مفتقداكم كلكم بس زي حضرتك ما قولت سنة الحياة.
تحدثت ليالي:
_ياريت كانت نرمين هي كمان جت كانت لمتنا كملت .
تنهد عز وتوجعت ثريا وأكملا طعامهم جميعاً وسط الاحاديث المثمرة .
◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇
بعد قليل كان ياسين يقف أمام البحر توجهت يٌسرا إليه وتحمحمت خجلاً ثم تحدثت:
_أنا متشكرة جدا يا ياسين إنك سمحت لي أجي معاكم أنا وولادي الرحلة دي لأني بجد كنت محتاجة أحس إني لسه ليا مكان وسطكم مع إني عارفة إنك لسه زعلان مني .
نظر لها بإبتسامة حانية وتحدث:
_تبقي متعرفيش غلاوتك عندي ولا تعرفي إنتي إيه بالنسبة لي يا يٌسرا،
يا بنتي إنتي مش بنت عمي وبس إنتي فعلاً أختي ،
وأكملٌ مٌفسراً:
_أنا بس زعلت منك وقتها علشان متعود منك دايماً علي الصراحة والوضوح ماتوقعتش الموضوع مش أكتر،
وأكمل بأسي:
_واللي ضايقني أكتر إن موقفي مع مليكة كان وحش جداً إنتي متخيلة ظابط مخابرات مراته تكتشف فيديو علي تليفونه كله إهانة وسب لشرفها والمفروض إن أنا أقف وأبرر لها إن جوزها سعادة ظابط المخابرات إللي خاربها مش عارف محتوي فيديو موجود علي تليفونه !
بجد موقفي كان وحش جداً قدامها حتي مليكة شكت إني عارف الكلام وساكت وبرغم إني زعلت منها وقتها وعنفتها، إلا إني عذرتها في تفكيرها لأنه مش من المنطقي إني أكون مش عارف محتوي فيديو موجود علي تليفوني !
ثم زفر بضيق وأكملَ:
_ما علينا إنسي إللي حصل وخلينا ننبسط بأجازتنا ونصفي فيها ذهننا المهم يا حبيبتي طمنيني عليكي أخبارك إيه مع سليم ؟
إبتسمت علي ذكر إسم فارسها النبيل وبدأت بقص أخبارها لأخيها الذي لم تلدهٌ أمها .
◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇
ليلاً
كانت تتمشي هي وعاشق عيناها علي شاطئ البحر
فتحدثت وهي تنظر لهٌ بهيام:
_بتحبني يا ياسين ؟
بادلها نظرتها وأجابها :
_إيه السؤال الغريب ده يا مليكة أنتي أكيد عارفة الإجابة من غير ما أقولها .
أجابتهٌ بعشق:
_ عارفاها بس دايماً بحب أسمعها وأشوف شفايفك وهي بتنطقها
أجابها:
_ وأنا عمري ما هبطل أقولها يا مليكة وحتي لو الظروف اللي حوالينا منعتني أقولها لبعض الوقت بشفايفي أكيد هتشوفيها وتحسيها في نظرة عيوني ليكي
تحدثت إليه وهي تشدد من إحتضانها لذراعه بتملك:
_أنا أمتي حبيتك الحب ده كله ،أمتي درجة عشقي ووله حبي ليك وصل للمرحلة دي ؟
وأكملت:
_تعرف يا ياسين إن حبك خلاني أفكر وأسأل نفسي هو أنا فعلاً حبيت قبلك ؟
وإجابتي علي نفسي كانت أكيد لاء لأن المشاعر والأحاسيس اللي بحسها في حبك عمري ما عيشتها غير وأنا في حضنك ومعاك وبس .
كانت عيناه تطلق لمعة بارقة من شدة سعادته بعشق مليكته التي وأخيراً إمتلك كل جوارحها وما فيها
تنهد بإنتشاء وتحدث بسعادة:
_أقول لك علي سر ؟
هزت رأسها بإيماء فأكمل هو:
_ زمان قبل ما ربنا يرضي عليا ويجعلك من نصيبي ويرجعك لحضني ،كنت بدعي له إن يكون لي نصيب فيكي وتقفي قدامي وتقولي لي بحبك يا ياسين وأشوف جوة عيونك درجة من العشق محدش غيرنا قدر يوصل لها
وأكملَ بعيون عاشقة:
_ وكنت بقول لربنا إني مٌستعد بعد اللحظة دي أسلم روحي للموت وأنا راضي جداً ومبسوط
نطقت سريعاً:
_بعد الشر عنك يا حبيبي.
وأكملَ هو بعيون عاشقة مغيمة بغشاوة دموع حنين وإبتسامة هادئة:
_ لكن الوقت باستسمح ربنا وبدعي له إنه يديني عمرين علي عمري علشان أعيشهم جوه حضنك
وأكملَ:
_حبك خلاني أطمع في الدنيا وأتمسك أكتر بيها يا مليكة .
إبتسمت لهٌ بحنان وعيون عاشقة:
_بحبك يا ياسين بحبك وكل يوم بحبك أكتر لدرجة إني مش عارفة هوصل بحبك لفين تاني .
إبتسم وتحدث إليها بدعابة:
_طب يلا بينا نرجع علشان كلمة تانية منك وجوزك المحترم الهيبة ده هيتقبض عليه بتهمة فعل فاضح في الطريق العام
ضحكت بإنوثة أهلكت حصونه وتحركت بجانبه عائدين حيث تجمع عائلتهم .
◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇
في صباح اليوم التالي .
عند شريف وعلياء كانت تستقل بجانبه السيارة وهي تحتضن طفلها الرضيع بعناية في طريقهما إلي سٌهير ليعطياها الطفل ويذهبان هما لأعمالهما
تحدثت علياء بإعتراض مٌصطنع:
_يعني كان لازم يا حضرة الباشمذيع المحترم تقبل بشغلك في القناة التلفزيونية دي ؟
وأكملت:
_ ما كنا مرتاحين ومكتفيين بشغلك في الإذاعة بالليل الوقت سيادتك بقيت بتشتغل صبح وليل ،
وبدل ما كان زمانك قاعد الصبح بكارم بقي الولد متشحطت معانا ورايح جاي عند ماما إللي إحنا مغلبينها معانا .
نظر لها بإستنكار وتحدث :
_قاعد بكارم تكونيش فاكرة نفسك متجوزة دادة فلبينية ،
ثم أكملَ مٌداعباً إياها:
_ ثم أنا ليه شامم ريحة قر ونبر من بين كلامك ؟
تحولت هيئتها وحدثته :
_قرررر وأنا أقر عليك ليه إن شاء الله ناقصة شغل ولا يمكن ناقصة شغل أصبر عليا بس كام سنة كده وأنا هوريك إسم علياء المغربي هيكون إيه في عالم المحاماة.
أجابها بدعابة:
_ أديني مستني يا حضرة المحامية الواعدة يعني إحنا هنروح من بعض فين ، وبعدين علي فكرة بقي ماما ما صدقت تشريف الاستاذ كارم ليها كل يوم،
ده اليوم اللي مبيكونش عندك شغل فيه وتقعدي بيه في البيت بيحصل لها إكتئاب.
إبتسمت بحب وتحدثت بنبرة صادقة:
_ طنط سٌهير دي حنية الدنيا كلها فيها بجد يا شريف أنا وكارم محظوظين جداً بوجودها في حياتنا.
أجابها بدعابة:
_يعني إنتي وأبنك محظوظين بيها هي بس يا حضرة الباشمحامية ؟
فكت حزام أمانها وإقتربت منه ووضعت يدها فوق وجنته وقربت شفاها من شفاه ووضعت لهٌ قٌبلة جانبية
نظر لها بحب وتحدث:
_ تعرفي إنك أجمل حاجة حصلت لي في حياتي كلها .
نظرت لهٌ بعيون عاشقة وتحدثت:
_ وأنتَ أجمل حلم حلمته ونسجت خيوطه من خيالي وعيشت جواه، وفجأة الزمن رضي عليا وقرر يهديهولي.
ورجعت مكانها وساعدها هو بربط حزام الأمان لأمانها هي وطفلهْ ونظر لها بعيون عاشقة وتحدث :
_بحبك يا عاليا .
◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇
داخل مدينة شرم الشيخ .
كان يجري وينظم أنفاسه وسط جميلتيه وهم يمارسون رياضة الجري منذ الصباح ثم توقفوا جميعاً وبدأوا بالرجوع إلي مسكنهم
لف ذاعيه حول خصر إثنتيهم بتملك ونظر لهما وتحدث مٌداعبً إياهم:
_ هو فيه كده طب بذمتكم مش أنا أكتر راجل محظوظ في الدنيا دي كلها متجوز أجمل وأشيك وأرق إتنين ستات في الدنيا .
إبتسمت إثنتيهم برضا وتحركا بجانبه حتي وصلا لمقر الفيلا وجدوا الجميع يجلسون بإنتظارهم ليتناولون وجبة الفطار
قبل إنتهاء الأجازة بيوم كان الجميع يجلس ليلاً يتسامرون ويتبادلون الاحاديث وفجاة أتت يٌسرا علي عجل ويبدوا علي وجهها القلق
جلست بجوار والدتها وتحدثت:
_ ماما
نظرت لها ثريا بقلق فأكملت يٌسرا:
_علي إبن نرمين تعبان أوي .
إنتفضت ثريا وأرتعب داخلها علي حفيدها وسألتها:
_تعبان إزاي يا يسرا ؟
نزلت دموع يٌسرا وتحدثت:
_معرفش يا ماما أنا كنت بكلم نرمين بطمن عليها لقيتها منهارة وقالت لي ان الولد سِخن جدا منهم من يومين وجريوا بيه علي المستشفي وبعد التحاليل والأشعة قالو لها ان الولد عنده مرض نادر ومحتاج عملية ويغير دمه كله والعملية مكلفة جداً هتتعدي ال 30 مليون ولازم تتعمل في ألمانيا .
وقف عز وتحدث إلي ثريا مٌطمئناً إياها:
__متقلقيش يا ثريا أنا مش هسيبها، وهسفر لها الولد حتي لو اضطريت إني أبيع كل ما أملك ،
ثم حولَ بصره إلي ياسين وطارق وتحدث:
_ياسين إحجز لنا طيارة علشان هنرجع إسكندرية النهاردة
وأنت يا طارق أعمل “cash out” حالاً
وقفت منال سريعاً وأتجهت إلي ثريا الباكية وأخذتها داخل أحضانها وطمئنتها:
_متقلقيش يا ثريا ان شاء الله الولد هيبقي كويس .
أما مليكة التي تملكها الشعور بالرعب والذنب بدأ يتأكل من قلبها خوفً من فكرة أن يكون هذا هو رد دعوتها وحقها من نرمين،
نعم هي لجأت إلي الله ودعته من حرقة قلبها وشعورها بالظلم والإفتراء الذي وقع عليها منها ولكنها لا تريد إية إيذاءً لأحد وخصوصاً ذلك الطفل الجميل التي تكن له معزة خاصة.
صعد لها ياسين غرفتها وهي تلملم أشياء أطفالها إستعداداً للمغادرة وقف بجانبها وتحدث:
_أنا عارف إنها ظلمتك بس بطلب منك تسامحيها علشان خاطر الولد وتدعي له وياريت متزعليش مني لأني هروح لها وهقف معاها علشان في النهاية دي أختي ومش هينفع أسيبها لوحدها في ازمتها .
حدثته بتفهم :
_أكيد مش هزعل منك يا حبيبي دي بنت عمك وأختك ووقوفك جنبها واجب عليك وصدقني أنا من وقت ما عرفت وأنا بدعي ربنا يشفيه لأنه طفل بريئ و ملوش ذنب يدفع فاتورة أخطاء وذنوب أمه
أخذها داخل أحضانهْ وقبل جبهتها بحب .
◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇
صباح اليوم التالي كان الجميع مٌجتمع داخل المشفي المتواجد به الطفل والكل يواسي نرمين المنهارة حزنً علي طفلها
كان عز يحتضنها ويواسيها
أتي أليها ياسين ووقف بقبالتها يتقطع لدموع عيناها ونظرتها المٌرة،
مد يدهٌ وقبل رأسها وحدثها بحنان:
_متخافيش يا حبيبتي ومتشليش هم أنا عملت إتصالاتي والولد هيسافر بكرة لألمانيا يتعالج علي حساب الدولة .
أمسكت يده وتحدثت بإمتنان:
_ربنا يخليك ليا يا ياسين أرجوك خليك معايا ومتسبنيش .
ربت علي يدها وحدثها بحنان وأطمئنان:
_ مش هسيبك يا حبيبتي متقلقيش
ربت أباه علي ظهره وهز لهٌ رأسه برضا
أما طارق فقد أتي هو الاخر ووقف جانبها وهدأها حتي ولو كانت سبباً في موت صديقه وأخيه إلا انها لاتزال شقيقته الغالية
وبالفعل أخذت نرمين وزوجها طفلهما وسافرا بصحبة ياسين ويٌسرا التي رافقت شقيقتها حتي لا تدعها وحيدة ضل ياسين معهم لمدة يومان حتي إطمئن علي كل الترتيبات ورجع إلي الأسكندرية من جديد ليباشر عملهْ
بينما ضلت نرمين وزوجها ويٌسرا وأجري الطفل كل مايلزم حتي يعود كالسابق وبالفعل تعافي الصغير ولكن طلب منهم الأطباء المكوث به شهراً أخر للنقاهة والمتابعة
إضطر مٌحمد أن يعود إلي الأسكندرية لمتابعة وظيفته وذلك بعدما إطمئن علي طفله وتأكد من شفائهٌ التام وبقيت يٌسرا مع نرمين
كانت نرمين تحادث زوجها عبر تطبيق الفيديو كول
تحدث مٌحمد مٌتيمً:
_يلا بقي إرجعي يا قلبي إنتي وحشتيني أوي .
أجابته بحب وأبتسامة:
_خلاص يا حبيبي هانت الدكتور قال لي هعمل لك شوية فوحصات بكرة للتأكيد وإن شاء الله بعد بكرة هنسافر .
وتنهدت بإرتياح:
_يااااه يا محمد كان كابوس وعدي الحمدلله أنا كان ممكن يجرالي حاجه لو علي بعد الشر
لم تكمل وتحدث هو :
_الحمدلله يا حبيبتي أهم حاجة إن علي بقي كويس .
حدثته بتفكر :
_أه يا محمد بالمناسبة أوعي تنسي تبعت تجيب الشغالة من عند ماما علشان تلحق تنضف البيت كويس قبل ماأجي زمانك يا روحي قلبته لي .
تحدث علي عجل:
_ حاضر يا نرمين حاضر أنا هقفل بقي يا حبيبتي علشان تعبان جداً وعاوز أنام .
أجابته بحب:
_تمام يا حبيبي تصبح على خير يا قلبي .
أجابها:
_ وإنتي من اهله يا روحي .
تحركت ونست أن تٌغلق الجهاز دلفت يٌسرا من باب الغرفة وكادت أن تتحدث إليها
إلا أن إستمعا لصوت مٌحمد وهو يتحدث لإحداهما يبدو وكأنه هو الأخر غفل عن قفل جهازه
مٌحمد بدلال:
_تعالي يا موزة قلبي قفلت معاها خلاص
تحدثت إحداهن بضيق :
_يا ساااتر أنا مش فاهمة إنتَ مستحمل التقلة دي إزاي دنا مش متحملة أقعد في ببتها يوم واحد وحاسة إن ريحتها في البيت كاتمة علي نفسي .
أجابها بوقاحة:
_جري أيه يا موزة هو أحنا هنقضي طول الليل نتكلم في سيرة بنت الاكابر، ماخلاص، تعالي بقي نقول الكلمتين بتوعنا ونعيش لنا يومين دلع قبل ماتيجي وتكتم علي نفسي من جديد .
ضحكت بدلال وحدثته :
_يعني أنت هتغلب يا مودي ماأنت كمان بتمشي حالك يا حبيبي ويمكن ياسيدي تيجي تقعد بإبنها عند أمها وربنا يكرمنا بأسبوع زي اللي قضته في أسوان قبل كده ونعيش ونتدلع فيه .
كانت تستمع لصوتهما بذهول وهي تهز رأسها بعدم تصديق إلي ما إستمعته أذناها للتو ،
وأيضاً يٌسرا التي أصابها الذهول ،
جرت علي الشاشة تنظر بها كالمجنونة لم تري شيئاً لبعدهما عن مكان الكاميرا لكنها إستمعت لما هو أفظع من المشاهدة إستمعت لزوجها وهو يتغزل بمفاتن إمرأة أخري بكل وقاحة وبذائة.
جرت يُسرا وأغلقت الجهاز لترحم شقيقتها مما تستمع إليه
نظرت نرمين لها بذهول وتحدثت:
_ يٌسرا قولي لي إن أنا في كابوس وإن اللي أنا سمعته ده مجرد هزيان ملوش وجود غير في دماغي وبس.
هزت يٌسرا رأسها وتحدثت:
_ للأسف يا نرمين محمد طول عمره وهو كده لكن إنتي اللي كنتي طول الوقت بتغالطي نفسك وتخدعيها وتحاولي تلاقي مبرر لتصرفاته اللاأخلاقية
وللأسف بدل ماتواجهي الحقيقة وتقفي في وشه وتحاولي تعرفي إيه هي أسبابه وتقوميه من جديد أتهمتي مرات أخوكي البريئة بأبشع تهمة وأخدتي جوزك وهربتي وعملتي زي النعامة وحطيتي راسك في الرمل علشان ماتواجهيش الحقيقة
بكت نرمين وتحدثت بجنون:
_إنتي شمتانة فيا يا يٌسرا ؟
جرت عليها وضمتها إليها بحنان وتحدثت:
_ أنا يا نرمين هشمت فيكي ده أنا ربنا يعلم قلبي بيتقطع علشانك إزاي أنا بس بعرفك حقيقة الندل إللي إنتي متجوزاه علشان متزعليش وتنزل دموعك علي حد ما يستاهلش.
تحدثت نرمين بتيهة:
_ الندل الحقير سايبني هنا بإبنه لوحدي وداير يعط مع الاشكال الزبالة اللي زيه هو ده رد جميلي عليه ، دأنا من يوم ماأتجوزته ماخلتهوش إتحمل مسؤلية حاجة حتي البيت اللي روحناه لما جينا نشتريه وفلوسه مكفتش روحت لرائف وهو كملي ،هدومي وكل أحتياجاتي أنا وأبني أنا اللي بجبهم من فلوسي حتي إحتياجات البيت من أكل لشرب لمرتب الشغالة أنا اللي بدفعه من فلوسي،
وأكملت بإنهيار:
_حتي مرض إبني ياسين هو اللي عملي الورق ومدفعهوش جنيه واحد يعني خيري أنا وأهلي مغرقه من ساسه لراسه وفي النهاية يكون دي جزائي
وتحولت وبرقت عيناها بغضب:
_ ورحمة بابا لأخرب بيته وأخلي ياسين يدمره ويجيب لي منه كل مليم صرفته علي بيته من يوم جوازنا لحد النهاردة .
نظرت لها يٌسرا وحدثتها بترقب:
_ناوية علي أيه معاه يا نرمين ؟
صاحت بغضب:
_ هطلق منه طبعاً ده راجل زبالة ومش هينفع أأمن علي نفسي معاه بعد النهاردة بس قبل ماأطلق هخرب بيته وهخليه علي الحديدة .
وصاحت بغضب:
_شفتي الزبالة اللي معاه وطريقتها في الكلام هو ده مستواه وذوقه في الستات اللي بيرمرم معاهم ،
واكملت بحقد:
_بقي يازبالة تبقي متجوز نرمين المغربي وتبص للزبالة دي بس هقول إيه مهي شبهه .
◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇
بعد يومان رجعت نرمين ويسرا بصحبة الطفل وهو بكامل معافاته وقصت نرمين ما حدث إلي عمها وياسين وباقي العائلة التي وقفت بجانبها حتي أستردت منه كامل حقوقها،
وذلك بعدما أكتشفوا حقيقتة القذرة وهي أنه للاسف يستحل ما حرمة الله ولدية العديد من العلاقات المحرمة مع فتيات مشبوهة.
وقف بجانبها ياسين وأجبر طليقها علي بيع المنزل وأخذ ثمنه وأشتري لها ولإبنها منزلاً بجوارهم لتكون تحت رعايتهم
كانت تجلس في حديقة منزل والدتها أتت إليها مليكة وهي تحمل صغيرها وجلست بجوارها بهدوء،
نظرت لها نرمين وتحدثت بهدوء وندم:
_حقك جالك ودعوتك أستجابت يا مليكة.
تحدثت مليكة بهدوء:
_عمري ما كنت أتمني يحصل لك كده أبداً ربنا يعلم أنا حزينة علشانك أد إيه ، مش بس علشان حزن ماما اللي سكن روحها علشانك ولا علشان رائف الله يرحمه لا يا نرمين
علشان إنتي ست زيي وحاسة بيكي وعارفة إن أكتر حاجة بتكسر الست وتهدها هي الخيانة وخصوصاً لو مش متوقعة زي حالتك كده.
وأكملت لمواساتها:
_ بس كل اللي أقدر أقوله لك هو إن قدر الله وماشاء فعل وإنك لازم تحمدي ربنا إنك اكتشفتي خيانته وخلصتي منه
وكمان لازم تحمدي ربنا إنه نجا لك إبنك ودي أحسن حاجة حصلت لك وإن شاء الله ربنا هيعوضك فيه خير.
تنهدت بهدوء وتحدثت بنبرة نادمة:
_ سامحيني يا مليكة أول مرة أعرف إن إستجابة دعوة المظلوم مؤكدة من ربنا وأد إيه إستجابتها بتكون صعبة ونتايجها بتكون مٌدمرة.
ربتت مليكة علي يدها بهدوء وأبتسمت لها نرمين بعيون مٌترجية طالبة السماح.
______________________
بعد مرور حوالي سنه .
كان الجميع داخل حديقة رائف يقفون علي قدمٍ وساق يجهزون لإفطار أول يوم من شهر رمضان المبارك قبل إقتراب مدفع الإفطار بحوالي نصف ساعه.
كانت ثريا ومنال ومليكة وليالي وجيجي ونرمين ويسرا وراقية وزوجة وليد يقفون حول المائدة المٌستطيلة يرتبون الصحون وأدوات الطعام.
أما الأطفال يفترشون الأرض فوق المفارش المخصصة لهم ويلتفون حول الصغير التي تحملهٌ أيسل بعناية شديدة وباقي الأطفال يداعبونهٌ بسعادة
دلف وليد عبدالرحمن وتحدث بمرح:
_كل سنه وأنتم طيبين يا نساء أل عائلة المغربي.
إبتسم له الجميع وتحدثت ثريا :
_وأنت طيب وبخير وسعادة يا وليد.
سألها بلهفة:
_أوعي تكوني نسيتي السوبيا والقمر الدين يا عمتي ؟
ضحكت له منال وأجابتهْ :
_كله جاهز يا وليد وبإنتظار مدفع الإفطار .
دلف ياسين من البوابة بصحبة رجل أمن البوابة الخارجية وبيدهِ صندوقان كبيران
تحرك وتحدث بإبتسامتةِ الجذابة ووجهه البشوش:
_كل سنه وأنتوا طيبين.
تحدثَ وليد بدعابة:
_بابا ياسين جه يا ولاد وجايب لنا معاه الهدايا.
نظرت سريعً لعاشق عيناها وتحدثت:
_ وأنت طيب وبخير وسعادة يا سيادة العقيد.
تحركَ إلي مكان وجود الأطفال وتحدث وهو يفتح تلك الصناديق:
_مين هنا مستني فانوسه اللي عليه صورته وغنوة بإسمه ؟
هلل جميع الصغار بسعادة وبدأ ياسين يخرج لكل طفل فانوسه الذي صٌنع له خصيصاً ووضع عليه صورته وغنوة بإسمه
تحدث مروان:
_ الله عليك يا بابي بجد إنتَ ساحر ودايماً بتقدر تعمل لنا كل شيئ بيسعدنا.
إبتسم لهٌ ياسين وأجابه:
_هو أنا مش قولت لك من زمان أعتبرني الفانوس السحري بتاعك.
جري عليه أنس وأحتضنه وتحدث:
_والفانوس السحري بتاعي أنا كمان يا بابي .
شدد ياسين من أحتضانه وأجابه:
_والفانوس السحري بتاع أنس باشا كمان .
وقفت بجوار الجالس وهو يحتضن أطفالها برعاية
وضعت يدها فوق ظهرةِ وتحسستهٌ بحنان وتحدثت :
_ربنا يبارك لنا فيك يا حبيبي .
رفع بصره لها بحب وأجاب:
_ويخليكي لينا يا حبيبي .
جري عليه صغيره الذي بدأ بتعلم المشي وأحتضنه غائراً من أنس .
قبلهٌ ياسين وتحدث إليه بسعادة:
_حبيب بابي إللي جاله أحلي فانوس كل سنة وأنتَ طيب يا عمري.
وقف ياسين وهو يحمل طفلهْ بيدٍ واليد الأخري مٌمسكً بها فانوساً عليه صورة وجه مليكته ومد يده بحنان :
_كل سنة وأنتي طيبة يا أحلي وأجمل وأرق زوجة ،كل سنة وأنتي منورة حياتي وماليا عليا دنيتي .
إبتسمت له وهي تنظر إلي الفانوس بإنبهار وسعادة وتحدثت:
_الله يا ياسين ده علشاني ؟
ثم نظرت له وأمالت رأسها بحنان وتحدثت:
_كل سنة وأنتَ جوزي وسندي ، كل سنة وأنت هدية ربنا ليا كل سنة وأنت حبيبي .
إبتسم لها وأعطاها عز ثم أمسك الصندوق الاخر وذهب به إلي نساء العائلة وأعطي إلي ليالي فانوسها تحت سعادتها اللامتناهية وهي تحدثه:
_وأنا كمان يا ياسين عملت حسابي ؟
وضع يده فوق كتفها وأحتضنها بحنان وحدثها بحب:
_إنتي أول واحدة عملت حسابك يا ليالي كل سنه وإنتي طيبة يا حبيبتى .
حدثتهْ بعيون تنطق سعادة وحب:
_ وأنت طيب يا حبيبي .
ثم ذهب لوالدته وثريا وأعطَ لكٌلٍ منهما فانوسها تحت ضحكاتهم وسعادتهم
وأيضاً يٌسرا ونرمين وزوجة وليد
حتي راقية التي حدثته:
_ حتي أنا كمان عملت حسابي ومنستنيش يا سيادة العقيد ؟
أجابها بضحكة رجولية:
_ وهو حضرتك تتنسي بردوا يا طنط
حضرتك من الأشخاص اللي ليها علامة جوانا وصعب تناسيها أو نسيانها .
ضحكت منال وثريا علي مغزي ياسين من حديثه إلي راقية
نظرت مليكة إلي ليالي وحدثتها :
_ليالي عز محتاج يغير هدومه ممكن تغيرهاله له علشان هدخل أشوف الفراخ اللي في الفرن وأخرجها .
أمائت لها ليالي:
_ تمام بس هي فين غياراته ؟
أجابتها مليكة وهي تتحرك للداخل :
_في أوضة الضيوف جوة هتلاقيها علي السرير .
وبعد مدة كان الجميع يجلس بإنتظار الأذان إنطلق المدفع وأذن الأذان فتحدث عز:
_ كل سنة وأنتوا طيبين ودايما متجمعين في الخير يارب .
أمن الجميع وأكملت ثريا:
_كل سنة وأنت كبيرنا وحامينا يا سيادة اللوا كل سنة وإحنا عايشين تحت ضلك إنت وعبدالرحمن وياسين وطارق ووليد .
حدثها عٌمر بدعابة:
_وأنا يا سو اللي وقعت من حساباتك،ولا مش معتبراني راجل من الاساس ؟
ضحكت بسعادة واجابته:
_إزاي بقي يا عٌمر باشا ده أنت سيد الرجالة كلهم .
وبدأ الجميع يتناولون إفطارهم
نظر لهٌ والده وتحدث بفخر:
_أنا مبسوط منك أوي يا عٌمر لأنك أثبت إنك فعلاً إبن المغربي
مدير الفرع بتاعك كان معايا في إحتفال قريب وقعد يشكرلي فيك وفي شغلك المنضبط وجديتك
أكمل طارق بفخر:
_ هو فيه زي عٌمر وعقله ده ماشاء الله بيترقي في شغله بسرعة الصاروخ .
ردت ثريا سريعاً خوفً من عين راقية:
_ قل أعوذ برب الفلق يا طارق إهدي شوية يا حبيبي .
إبتسمت منال وهي تري خوف ثريا علي أولادها
وأكملَ عٌمر بدعابة وهو ينظر لأباه:
_طب بمناسبة الكلام الحلو ده مفيش حفلة حلوة كده بعد العيد نفك بيها عن نفسنا شوية؟
ضحك طارق وتحدث وهو ينظر إلي ياسين:
_مابلاش علشان بتقلب في الأخر علي دماغك .
ضحك ياسين وهو ينظر إلي مليكة التي خجلت ووضعت عيناها داخل صحنها وعاودت بتناول طعامها
تحدثت يٌسرا إلي طارق :
_قلبك أبيض يا طروق .
رد عٌمر:
_ يا راجل إفتكر حاجة حلوة.
نظر ياسين إلي نرمين وتحدث:
_ إن شاء الله هيبقي عندنا حفلة بعد العيد .
إبتسمت نرمين وتحدث عز إليها :
_لما نرمين تقول رأيها الأخير .
ردت ثريا بإبتسامة:
_ونرمين موافقة.
نظر لها ياسين وتحدث:
_موافقة فعلاً يا نرمين ؟
إبتسمت نرمين وتحدثت:
_اللي تشوفه في مصلحتي أنا وأبني يا ياسين أنا موافقة عليه .
تحدث عبدالرحمن:
_ربنا يهديكي ويصلح حالك يا بنتي وكفاية أوي إن العريس عقيد مخابرات وصديق ياسين وعارفينه كويس وضامنين أخلاقه .
هزت لعمها رأسها بإيماء
إنفض الفطار وجلست العائله يتسامرون حتي موعد صلاة التراويح وذهب الرجال إلي المسجد للصلاة وأيضاً النساء صلين جماعة
◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇
وبعد الصلاة صعد ياسين مع مليكة لجناحهما سوياً،
وبعد مدة كانت تقف أمام المرأة تجفف شعرها المٌبتل وقف خلفها وضمها لصدره ودفن وجههْ بعنقها ليشتمه بإنتشاء وسعادة،
ثم أمسك ممشطة الشعر وبدأ بتمشيط شعرها تحت نظراتها وقلبها المٌتراقص حتي أنتهي،
إستدارت له وحاوطها هو ووضع قبلة مٌلتهبة فوق شفتاها تجاوبت معها إلي أبعد الحدود،
إبتعدت بعد مده ونظرت داخل عيناه ونظراته الذائبة بعيونها
وتحدثت بهيام:
_لسه مزهقتش مني ومن حبي ؟
إبتسم لها وتحدث بعيون هائمة:
_هو فيه حد بردوا يزهق من وجوده في الجنة ؟
ردت عليه:
_هسألك السؤال بطريقة تانية لسه درجة حبك ليا زي ما هي ؟
أجابها وهو يٌقبل خدها:
_بالعكس كل ما الوقت يعدي وألاقي نفسي بدأت أهدي من عشقك أفتكر أيام حرماني منك وأد إيه أنا أتحرمت وأتعذبت في بٌعدك عن قلبي ألاقي حبك زاد توهج وعشقك شعلل في قلبي من جديد وأكتر كمان من الأول ،
وأكملَ بعيون متوهجة عشقً:
_يا مليكة إنتي فرحة زماني اللي ربنا كان شايلها لي وكافأني بيها .
نظرت له وتحدثت بهيام:
_بحبك يا ياسين، بحبك وكل يوم حبك في قلبي بيزيد ومقامك في عيوني بيعلي .
إنتفض قلبه من شدة سعادته وضمها إليه ورفعها لأعلي مما جعل ساقيها معلقة في الهواء وبدأ بتقبيل كل إنشٍ بوجهها وعنقها بسعادة وغاصا معاً من جديد داخل جولة عشقية جديدة من عشقهما الفريد عشقهما المميز المخصص لها هي وفقط
عشق الياسين لمليكته
ولهنا عزيزاتي نكون قد إنتهينا من سرد حكاية #قلوب_حائره التي لم تعد حائرة بل أصبحت قلوب مستقرة عاشقة بالحب هائمة
وفي النهاية أودٌ أن أشكر متابعاتي العزيزات المثقفات علي متابعة قلوب حائرة
وإلي لقاءٍ أخر برواية جديدة قريباً إن شاء الله
#دمتم_في_رعاية_الله_وحفظه .
#تمت_بحمد_الله_القلب الأول من الرواية
#قلوب_حائرة
#بقلمي_روز_آمين
تابع هنا رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الثالث
تابع هنا رواية قلوب حائرة لروز أمين الجزء الرابع




