 
						حلقة خاصة بعيد الحب

داخل فيلا عز المغربي
وبعد مرور الإحتفال برأس السنة الميلادية بشهرِ وعدة أيام
كانت العائلة مجتمعة لتوديع ليالي وأيسل اللتان ستسافرتان للتو إلي ألمانيا بصحبة ياسين حيث قررت أيسل التي أتمت عامها الثامن عشر وأنهت دراستها بالثانوية العامة بمجموعٍ فائق الألتحاق بجامعة هايدلبرغ الألمانية لدراسة الطب البشري وبدورها سترافقها ليالي التي أرادت السفر مع طفلتها كي لا تدعها لحالها وهذا أيضاً كان شرط عز لموافقته لسفر أيسل ،
تحركت أيسل إلي عز الذي سحبها لداخل أحضانه وتحدث بنبرة مٌتأثرة :
_خلي بالك من نفسك يا سيلا وإسمعي كلام مامي ومتتعبيهاش معاكي .
أجابته تلك الجميلة بطاعة وإبتسامة بشوش أنارت وجهها:
_ حاضر يا جدو .
ثم تحركت إلي ثريا التي تبكي بإنهيار علي فراق تلك الجميلة التي تعتبرها حفيدتها البكر ،إحتضنتها أيسل ومسحت بأيديها علي ظهرها بحنان كي تهدئ من روعها وأردفت قائلة بنبرة حنون مٌتأثرة:
_ أرجوكِ كفاية دموع يا نانا ليه محسساني إني مسافرة ومش راجعة تاني ؟
اجابتها بلهفه وذعر:
_ بعد الشر عنك يا حبيبتي متقوليش كده ،
وأكملت بحزن:
_ أنا مش عارفة مين اللي طلع في دماغك حكاية التعليم في ألمانيا دي ما كليات الطب مالية البلد اهي والكلية الألمانية بذات نفسها ليها فرع هنا في إسكندرية تفرق إيه الكلية اللي إنتِ رايحاها عن اللي موجودة هنا ولا هو سفر وشحطتة وخلاص
ردت علي حديثها منال بتفاخر وكبرياء :
_تفرق كتير طبعا يا ثريا إنتِ عاوزة خريج جامعة هايدلبرغ يتساوي بخريج جامعة داخل مصر حتي لو كانت فرع لنفس الجامعة ؟!
تحدثت أيسل إلي ثريا بهدوء :
_بصي يا نانا الجامعة اللي أنا هدرس فيها دي إختارتها بعد ماعملت سيرش وعرفت إنها من أفضل الجامعات اللي بتدرس الطب البشري وزي ما حضرتك عارفة إن أفضل دكاترة وأفضل رعاية طبية في العالم كله موجودة في المانيا
إبتسمت لها ثريا وأحتضنتها مودعة إياها قائلة بنبرة حنون:
_ بالتوفيق يا سيلا وإن شاء الله أشوفك أعظم جراحة في العالم كله وأسمك يلمع ويشرف مصر كلها .
تحركت إلي الخارج وهي تتذمر بتأفأف مٌتسائلة عمها طارق :
_ هو فين بابي يا عمو إتأخر ليه كده ؟
أجابها طارق بهدوء مٌمتصًا غضبها :
_إهدي يا سيلا بابا متأخرش ولا حاجة.
تحدثت بتذمر ونبرة صوت أظهرت غضبها:
_ وهي الليدي مليكة مش هتعرف تيجي تسلم علينا لوحدها لازم يروح بنفسه يجيبها وتدخل بتشريفة ؟
كاد طارق أن يتحدث أوقفهٌ دخول ياسين من البوابة حاملاً صغيرهٌ الذي تخطي عامهُ الثالث بسبعة أشهر وتجاوره تلك الحزينة بعيونها المنتفخة جراء بكائها وأثار الدموع وهذا لأجل ذهاب ياسين معهما والمكوث داخل ألمانيا لمدة إسبوع كامل
إشتعل داخل أيسل عندما رأت والدها مٌحتضن كف يد مليكة بتملك ورعاية وتملكت الغيرة من قلبها حيث أنها بالعامان المنصرمان زادت وأشتدت غيرتها علي أبيها من مليكة وذلك بفضل عشق ياسين المجنون لمليكة والذي تخطي الحدود وظهر للعلن رٌغماً عنه ،
تحركت سريعاً إلي أبيها ورمت حالها بين أحضانه بإتجاه مليكة مما جعل ياسين يترك يد مليكة ويلف ذراعه حول صغيرته برعاية، وخاصة عندما رأي غيرتها بعيناها
تحدثت أيسل بغيرة ونبرة مٌعاتبة:
_ إتأخرت كده ليه يا بابي كده ممكن نتأخر علي ميعاد الطيارة ؟
أجابها ياسين وهو ينظر إلي صغير:
_ مش كٌنت بجيب لك عز باشا الصغير علشان يسلم علي أخته حبيبته قبل ما تسافر
نظرت إلي الصغير الذي إبتسم بدلال وتساءل بنبرة طفولية:
_ هو إنتِ هتركبي الطيارة يا سيلا ؟
خرجت من حضن أبيها وحملت شقيقها عنه وأحتضنته بحنو وأجابته بتأثر:
_ أه يا قلب سيلا هسافر بالطيارة بس كل يوم هكلمك فيديو كول علشان أطمن علي عزو حبيبي وأشوفه وهو بيكبر وكمان هبعت لك حاجات حلوة كتير من هناك
إبتسم لها الصغير وتحدث :
_ طب خديني معاكِ أنا عاوز أركب الطيارة .
إبتسم له ياسين وملس علي شعر رأسهِ البني الحريري الذي ورثهٌ من مليكة وتحدث :
_ إن شاء الله هاخدك إنتَ ومامي وحمزه وأنس ومروان في أجازة الترم ونركب الطيارة ونروح نقضي الاجازة كلها مع سيلا .
صفق الصغير بسعادة بكفي يداه الصغيرتان وتحمحمت مليكة لتسليك صوتها وتحدثت إلي أيسل التي تغيرت معاملتها كلياً وذلك بفضل غيرتها الشديدة علي أبيها :
_ توصلي بالسلامة إن شاء الله يا سيلا .
أجابتها بتملٌل ونبرة جامدة دون حتي أن تُكلف حالها عناء النظر لوجهها :
_ميرسي .
حزنت مليكة وأنزلت بصرها للأسفل مما أحزن ياسين الذي حاول مراراً أن يُصلح علاقة أيسل بمليكة ولكن لم يجدي الأمر معهٌ نفعاً
تحركت مليكة إلي ليالي التي إحتضنتها وتحدثت بنبرة مٌتأثرة:
_ خلي بالك من حمزة يا مليكة حمزة أمانة في رقبتكم لحد مانرجع إن شاء الله .
تحدثت مليكة التي شددت من إحتضانها وتحدثت بدموع:
_ هتوحشيني يا لي لي وهتوحشني مناقرتنا في بعض .
خرجت ليالي من داخل أحضانها وتحدثت بنيرة دٌعابية وأبتسامة ساخرة من بين دموعها :
_ هوحشك بردوا يا بكاشة ده أنتِ تلاقي فرحتك مش سايعاكي علشان هسيب لك ياسين من غير منافس ،
ثم أكملت بتحذير مفتعل وهي تُشير إليها بسبابتها :
_ بس بلاش تتعودي علي كده يا حبيبتي دي هي كٌلها سنة واحدة لحد ياسين ما يطمن علي أيسل وأنها أستقرت في ألمانيا وتتأقلم مع الحراسة بتاعتها وبعدها هتلاقيني رجعت لك وصدقيني لأخد حقي في ياسين تعويضً عن السنة دي كٌلها .
ضحكت مليكة علي مداعبة ليالي لها وتحدثت بتأثر وحنين:
_ والله هتوحشيني .
إقترب الجميع من ليالي وودعوها هي وأيسل منال التي كانت تبكي بمرارة وألم علي فراق حفيدتها ومدللتها الغالية وأيضاً إبنة شقيقها التي تعتبرها كإبنة ثانية لها بعد شيرين
وچيچي التي بكت بدموعها الحارقة أما لمار فلم تتأثر ولو قليلاً ويرجع هذا لطبيعتها الجامدة
تحرك ياسين إلي مليكة وسحبها بجانب سور الفيلا بعيداً عن مسمع الجميع وقبل جبهتها
وتحدث بعيون حزينة لفراقه الذي سيطول مدة أسبوع عنها :
_ ممكن حبيبي يخلي باله من نفسه علشان أكون مطمن عليه ؟
أجابته بدموعها الحارة:
_ حاضر بس ممكن علشان خاطري متتأخرش عليا .
إبتسم لها ووضع أنامله وجفف لها دموعها وتحدث بهدوء كي يهدئ من روعها:
_عيوني ،ممكن بقي أعرف بتعيطي ليه ؟
وأكمل مٌفسراً :
_ده كله إسبوع هطمن فيه علي ليالي وأيسل وأرتب لهم الحراسة الكافية علشان أمانهم وأطمن إنهم إتأقلموا وأرجع لك علي طول .
أجابته بدموعها بإعتراض :
_فاكر إن الإسبوع هيعدي عليا كده بسهولة ؟
وأسترسلت حديثها بحنين:
_ يا ياسين أنا اليوم اللي بتبات فيه عند ليالي مابيجليش فيه نوم ولا عيني بتغمض غير تاني يوم وإنتَ جنبي وجوة حضني .
نظر لها بجنون وإبتسم وأردف قائلاً بإعتراف:
_ عارفة يا مليكة أنا عشت عمري كله أحلم باللحظة اللي هسمع فيها إعترافك ليا بحبك وإني خلاص ملكت وجدانك وقلبك،
وأكملَ بعيون مٌغرمة :
_ بس مهما تخيلت وحلمت عمري ما كنت أتخيل حلاوة اللحظة ولا رونق جمالها وإنتِ بتنطقيها .
إبتسمت وفاقا كلاهما علي صوت عز وهو ينادي ياسين بدعابة:
_ يلا يا روميو كده ميعاد الطيارة هيفوتكم يا حبيبي وهترجع تاني لمليكة قبل حتي ماتوحشها .
نظر لأبيه وأبتسم علي دٌعابته وتحرك إليه وأحتضنه وبدوره شدد عز من إحتضانه وتحدث بتأكيد :
_ ماتتحركش من هناك وترجع غير لما تأمن لهم الحراسة كويس جداً يا ياسين
أجابهٌ ياسين بطاعة:
_ مش عاوزك تقلق يا باشا الموضوع هيتم زي ما حضرتك أمرت وأكتر كمان ده أمان بنتي الوحيدة ومراتي أكيد مش هقصر فيه .
هز له عز رأسهِ وتحدث :
_ توصلوا بالسلامة ان شاء الله يا حبيبي .
وتحرك ثلاثتهم بصحبة طارق وعمر اللذان إصطحبوهم إلي المطار إنفجرت دموع منال ودلفت سريعاً للداخل والجميع خلفها
تحركت إليها مليكة التي تحدثت بهدوء مٌصطنع رغم حٌزنها المرير من أجلهم جميعاً:
_ ليه بس الدموع دي يا طنط ؟
وأكملت بتحفيز كي تمتص ألمها:
_ المفروض تكوني أسعد واحدة في الدنيا علشان أيسل رايحة تحقق حلمها وإن شاء الله ترجع لنا مجدي يعقوب جديد وتشرفنا وتشرف بلدها ووطنها العربي كله .
اجابتها من بين دموعها:
_ فراقهم صعب عليا أوي يا مليكة أول مرة يبعدوا عني المدة دي كلها .
إرتمي عليها عز الصغير الذي تحدث بحنو وهو يضع أناملهٌ الصغيرة فوق وجنتها ويجفف لها دموعها قائلاً :
_ إنتِ زعلانه ليه يا نانا ؟
إبتسمت وأحتضنته وقبلت وجنتيه بحنان وأجابته:
_ أنا خلاص مش زعلانة طالما أخدت عزو حبيبي في حضني
تحدثت ثريا التي مازالت مٌتأثرة وتبكي:
_ إهدي يا منال متعمليش كده علشان حمزة .
إنتبهت وتلفتت حولها بهلع وهي تتساءل :
_هو فين حمزة يا ثريا ؟
أجابتها چيچي من بين دموعها لطمئنتها :
_ عمو عز أخده هو وأنس ومروان وراح يتمشي بيهم علي البحر
إستكانت بجلستها وهدأت قليلاً
◇◇◇◇◇☆◇◇◇◇◇
بعد خمسة أيام داخل ألمانيا
وبالتحديد داخل المنزل الذي إشتراه ياسين من أجل راحت فلذة كبده وزوجته ، وقد قام بتأمينهٌ بوضع حراسة مٌشددة حول المنزل بأكمله وذلك حرصاً لظروف عمل ياسين
كانت تتمدد بجواره واضعةً رأسها فوق صدرهِ وهو يلف ذراعه حولها ويحتضنها برعاية بعدما أذاقها حلاوة عشقه فهي أيضاً زوجته ولها عليه من الحقوق ما لمليكة
إلا الذي يستكينٌ بداخل قلبهٌ وروحه ويتوغل بتشعٌب داخل كل ذرة بكيانة فهذا ليس عليه بسلطان .
تحدثت بنبرة قلقة :
_هو أنتَ فعلاً هتسبنا هنا لوحدنا وترجع إسكندرية بعد كام يوم يا ياسين ؟
أخذَ نفسً عميقً ثم زفرهٌ بهدوء وأجابها بإستسلام:
_ مفيش قدامي بديل يا ليالي ما أنتِ عارفة شغلي وتحكماته وإني مينفعش أبعد عنه أكتر من كده ده غير حمزة اللي أكيد حاسس بوحدة وإحنا كلنا بعيد عنه كده وعز اللي كل يوم بيعيط في التليفون ويقولي يلا تعالي
وأكملَ مٌطمئناً إياها:
_ وبعدين أنا مش عاوزك تقلقي بالشكل ده علشان ما تنقليش قلقك لسيلا الحراسة اللي أنا عينتها لكم دي من أكفئ شركات الأمن هنا في ألمانيا ،ده غير محمود الراجل بتاعي اللي هيكون مٌلازم ليكم زي ظلكم .
هزت رأسها بإيجاب وتحدثت :
_أنا مش قلقانة من كده يا ياسين وعارفة ومتأكدة إنك مش هتقصر في تأمينا ،
رفعت رأسها تنظر إليه مٌستندة بيدها فوق صدره وتحدثت :
_أنا متضايقة من بعدي عنك وعن حمزة كل المدة دي وبجد هفتقد الدفا والحب اللي بحسه وأنا في وسط العيلة
أخرج تنهيده حارة تدل علي ثقل قلبٍهِ المحمل بالهموم وأجابها :
_ علي عيني وأنا ماشي وسايبكم يا ليالي بس ده مستقبل سيلا ودي أمنيتها وأنا مقدرش أمنعها من تحقيق حلمها وإن شاء الله أنا هبقي أجي أزوركم دايماً وأقعد معاكم علي قد ما وقت شغلي يسمح،
وأكمل ليمسح عنها حزنها:
_ وكلها سنة واحدة علي ما سيلا تتعود علي الحرس بتوعها وأنا أطمن عليها وأتأكد من إنها هتقدر تعيش لوحدها مع المرافقة بتاعتها والحرس وبعدها هرجعك لمصر علي طول .
إبتسمت له ووضعت رأسها بهدوء من جديد فوق صدره
فتحدث وهو يمد يده جانباً ليلتقط علبة من داخل درج الكومود ،رفعت رأسها من جديد تنظر إليه بإستغراب
إبتسم لها وتحدثت هي بسعادة وأستغراب:
_ دي علشاني ؟
جايب لي هدية يا ياسين ؟
إبتسم لها وهز رأسه بإيجاب وأخرج هديتهٌ تحت عيناها المنبهرة قائلاً هو :
_جايب لك هديه يا ليالي،
وأكملَ بدٌعابة لائمًا إياها بلطف:
_ بس يارب تعجبك ومطلعيش فيها العبر زي كل مرة
نظرت لتلك القلادة الرقيقة والتي يتدلي من نهايتها حروف إسم ياسين مٌرصعة بحبات الزمرد بلونها الصارخ مما أعطي لها رونقً باهر لكل من يتطلع إليها
إنبهرت برقتها وجمالها وتحدثت:
_ حلوة أوي يا ياسين .
إعتدل بجلسته ووالاته هي ظهرها وألبسها إياها مع تقبيل يدها قائلاً :
_ كل سنة وانتِ طيبة يا ليالي
إبتسمت بسعادة وأعتدلت ورمت حالها من جديد لداخل أحضانه
◇◇◇◇◇☆◇◇◇◇◇
بعد ثلاثة أيام وبالتحديد ليلة عيد الحب
ومع بداية أول الليل داخل غرفة مليكة
كانت تجلس القٌرفصاء تضم ساقيها وتحتويهما بذراعيها وتتطلع للأمام في اللاشئ والحزن والألم يسيطران علي ملامح وجهها بعدما كانت تنتظر وصول ياسين من ألمانيا بالأمس ولكنه اخبرها أنه أراد المكوث لليلتان إضافيتان بصحبة ليالي وأيسل
فصور لها خيالها بأن ياسين فضل الإحتفال بعيد الحب داخل أحضان ليالي عوضاً عن أحضانها وهذا ما جعل نار الغيرة تنهش بصدرها رٌغمً عنها ،
فبرغم تعاطفها الزائد مع ليالي وحزنها علي سفرها هي وأيسل إلا أن غريزة الأنثي التي بداخلها هي التي تمكنت وأنتصرت
إنتصر عشقها المجنون وغيرتها الشديدة علي رجٌلها وشعرت بروحها تتمزق كلما سرحت بأفكارها وتخيلت ياسينها وهو يضم ليالي إلي صدره أو يٌقبلها مثلها
إنتبهت من شرودها علي صوت دقات فوق الباب فدلفت مٌني بعد إستماعها للسماح بالدخول وتحدثت بإحترام :
_ ست مليكة طارق بيه مستني حضرتك تحت في الجنينة وبيقول لك إلبسي وإنزلي له حالاً لإن مدام نرمين تعبانة شوية ومحتاج لك معاه علشان تروحوا تطمنوا عليها بس من غير الست ثريا ما تعرف علشان متقلقش.
إنتفضت من جلستها وتحدثت بإرتباك ظهر بعيناها:
_ تعبانة إزاي يعني ؟
مدت مٌني شفتاها وأردفت قائلة :
_ معرفش يا هانم أنا قولت لحضرتك اللي طارق باشا قالهٌ لي بالظبط .
إستمعت لحديثها وارتدت ثيابً عملية ولفت حجابها بعناية وتحدثت وهي تتحرك في الرواق بجانب مٌني متجهة إلي الدرج :
_خلي بالك من عز كويس أوي .
أجابتها مٌني:
_ عز أخدته منال هانم من شوية علشان يقعد مع حمزة وقالت لثريا هانم إنها هتبلغك في التليفون إنه هيبات مع حمزة بالليل ،
ده حتي عز بيه جه أخد ثريا هانم ومروان وأنس علشان يسهروا معاهم في الفيلا
هزت رأسها بتفهم فمٌنذٌ سفر أيسل وليالي وحمزة بحالة نفسية متأثرة وإما أن يأتي للنوم بجانب مروان وأنس وعز ليشعر بالتأنس وعدم الوحدة ،أو تأتي منال لأخذ عز الصغير ليغفو بأحضان شقيقه وينسيه ألام إبتعاده عن شقيقته ووالدته وأيضاً والده
تحركت إلي وقوف طارق وتساءلت هي بإستفسار:
_ نرمين مالها يا طارق ؟
أجابها بهدوء:
_ معرفش إتصلت بيا وقالت إنها خرجت مع سراج وبعدها تعبت في المطعم اللي راحوه وجوزها أخدها عند دكتور قريب من المطعم قولت أخدك ونروح لها علشان تبقي معاها وتطمنيها
وتحرك أمامها ليفتح لها باب السيارة ، إستقلت بجانبه وتحرك طارق مٌنطلقًا بسرعة
نظرت إليه وتساءلت بإستغراب :
_ هو أنتَ مش كٌنت خارج إنتَ وجيجي تحتفلوا بال “Valentine ” ؟!
أجابها من بين أسنانه بغيظ:
_ الله يسامحها نرمين بقي بس ماتقلقيش هوصلك وأرجع لجيجي بسرعة
ضيقت عيناها وهي تنظر إلي إتجاه طارق وتحدثت بإستفسار :
_ توصلني وترجع ؟!
إرتبك بحديثه وتحدث مٌغيراً مجري الحديث:
_ عرفتي إن سليم جوز يسرا هينقل شغله هنا في إسكندرية.
تنهدت وأجابته بهدوء :
_أه يسرا قالت لي من يومين .
بات يحدثها ليٌلهيها حتي وصلا لوجهتهم وتوقف طارق نظرت إليه بإستغراب عندما وجدت حالها أمام الميناء وتحدثت بتعجب:
_ إنتَ جايبنا هنا ليه يا طارق ؟!
تحرك من السيارة وأتجه ناحية الباب الأخر وهو يفتح لها الباب وأجابها بدعابة:
_ إجابة السؤال ده بقى مش هتلاقيها عندي .
ضيقت عيناها بإستغراب وبدأ يساورها الشك وتساءلت:
_ أمال عند مين يا طارق ؟!
أشار بيده ناحية ذاك الواقف بمقدمة اليخت الذي يقترب من مّرسي الشاطئ
نظرت بإتجاه إشارة طارق ورقت عيناها بذهول وخرجت سريعاً من السيارة وهي تنظر لذاك الوسيم بعيون سعيدة واضعه كف يدها فوق فمها غير مستوعبة وجود معشوقها وهو يقف بوسامة منتصب الظهر يرتدي حله سوداء برابطة عنق حمراء مصففً شعرهٌ بعناية مٌمسكًا بيده باقة زهور جميعها باللون الأحمر المٌبهر
أسرعت بمشيتها لذاك المٌبتسم الذي غمز لها بعيناه بحركة أذابتها وجعلتها تتحرك سريعاً فوق الممشي الخشبي كي تصل لرجٌلها ورجل أحلامها دون شعور منها لذاك الطارق أو بعض الرجال المتواجدون بالمكان نظراً لطبيعة عملهم
وأخيراً وصلت إليه وبدون مقدمات رمت حالها بين أحضانه كمن وأخيراً وجد ضالته أخرجها هو سريعاً لشدة غيرته من نظرات البعض ،فخجلت من حالها حينما استشعرت بما قامت بفعله
وتحمحمت خجلاً فأعطاها هو باقة الزهور قائلاً بإشراقة:
_ كل سنة وإنت معايا يا مليكة .
إبتسمت بشده حتي ظهرت صفي أسنانها الناصعة البياض وتحدث طارق الذي ما زال متواجداً بالأسفل مٌشيراً إلي شقيقه بكف يده :
_ حمدالله على السلام ة يا باشا أظن أنا كده تمام .
أجاب ياسين شقيقهٌ:
_ طول عمرك وإنتَ تمام طارق باشا .
نظرت مليكة إلي طارق بنظرات شاكرة ممتنه فتحدث هو:
_ تصبحي علي خير يا مليكة ومتقلقيش علي الأولاد عمتي ثريا عارفة إنك مع ياسين وهتخلي بالها منهم .
حولت بصرها سريعاً إلي ياسين فأكمل طارق بدٌعابة:
_بسلامته بلغ الكل إلا إنتٍ كان حابب يعملها لك مفاجأة
وتحرك إلي سيارته وسحب عامل اليخت الممشي الخشبي وتحرك سائق اليخت مٌبحراً للداخل جذب ياسين مليكة من يدها مٌتجهاً إلي الداخل
أدلفها لداخل غرفة النوم المجهزة بتختٍ صغير بالكاد يٌكفيهما نظرت إليه وبدون مقدمات رمت حالها من جديد داخل أحضانه وبدورةِ حملها رافعً إياها لأعلي ليثبتها داخل أحضانه وهو يضمها بقلبٍ ينبض عشقً وجسدٍ يرتجف لضمت محبوبته بعد غياب دام لأكثر من إسبوع
وتحدث وهو يٌشدد من إحتضانها :
_ وحشتيني يا حبيبي وحشتيني
أبعدت رأسها عن أحضانه ووضعت كف يدها الرقيق تتلمس ذقنهٌ النابتة التي تذوب بها كلما نظرت إليها وتحدثت بنبرة هائمة:
_ إنتَ معايا بجد يا ياسين ؟
يعني أنا مش بحلم وإنتَ لسه هناك في ألمانيا ؟
وأكملت بنبرة حزينة:
_ أنا كٌنت خلاص فقدت الأمل وقلت إنك حابب تقضي عيد الحب بعيد عن حضن مليكة
إبتسم لها وأردف قائلاً بحنان:
_ أي حاجة فيها حب يبقي مينفعش تتعاش برة حضن مليكة
ومال علي شفتاها وهو يلتقطها بين شفتاه بلهفه وجنون وأشتياق وبعد مدة فصل قٌبلتهْ وأنزلها بهدوء مٌتحاملاً علي حاله كي لا ينجرف وراء مشاعرهٌ الجياشة والتي تٌطالبه بالإنصياع لصوتٍ داخلهُ يحسهٌ علي أخذها بين أحضانه ودفنها بين ضلوع صدره وليذوبا معاً بعالمهما الخاص كي يحتفل معها علي طريقته التي يٌجيدها بإمتياز
تحامل علي حاله وأبتعدَ كي لا يضيع عليها لذة مفاجأة الليلة وتحرك إلي الأريكة الموضوعه وأقترب من صندوق كبير كان موضوعً بعناية وأخرج من داخله ثوبً باللون الأحمر مٌبهر ويشد البصر مٌرصعً بأحجار سوداء جعلته مٌثيراً ومميزاً لليلة كهذه
و تحدث إليها بنبرة حنون عاشقة:
_ ده فستانك يا عروسة ومعاه الحجاب بتاعه .
وأكمل مٌداعبًا إياها :
_ هستناكي برة علشان الفرعون الصغير هيبدأ للإحتفال
إبتسمت خجلاً وخرج هو وأنتظرها فوق سطح اليخت
بعد قليل طلت عليه كأميرة خرجت للتو من إحدي أساطير الحكايات المٌبهرة ،نظر لها بعيون مٌنبهرة بجمالها الفائق الذي تخطي كل الحدود معه إبتلع لٌعابهْ وكتم أنفاسه من هيئتها ولكنهٌ تحامل علي حاله كي لا يحرمٌها من إكمال ليلتها محاربًا بكل طاقته شعوراً مٌلح بأن يسحبها للداخل ويغلق باب الغرفة كي يروي عطشهٌ لها الذي فاق الحد
رفع كف يدها إلي فمه واضعً شفتاه المولعة عليه ولامسهٌ بطريقة مٌثيرة مٌقبلاً إياه مما جعل جسدها بالكامل يهتز
ثم قرب فمه من جانب أذنها وهمس وأسمعها بعض الكلمات بنبرة بعثرت كيانها وجعلت القشعريرة تسري بجسدها من جديد
ثم رفع يده وفتح جهاز ليزر ليٌطلق إشارة لذاك اليخت الذي يبتعد عنهما بمسافه كبيرة
وفجأة إنطلقت الألعاب النارية في السماء بطريقة متناسقة رٌسمت بها نقش كلمات كالأتي :
_ كل سنة وإنتِ معايا يا مليكة قلبي .
كانت تنظر للسماء تقرأ ما يٌكتب بالألوان المنبثقة من الألعاب النارية بإنبهار وعيون مٌتسعة بذهول غير مصدقه لما يحدث من حولها
وتحدثت بإنبهار :
_يا ياسين أنا بعشقك بجنون .
إبتسم لها ونظر للسماء من جديد ينظران إلي الألعاب النارية وألوانها المبهجة والتي كتبت أخيراً باألوان مٌبهجة متنوعة .
مليكة الياسين
ضحكت من قلبها بسعادة وانتهت الألعاب وأشتغلت الموسيقي الهادئة فأخرج هو من داخل جيب معطفه عٌلبة فتحها واخرج منها النسخة الثانية من القلادة الرقيقة التي قدمها لليالي والتي كٌتب عليها ياسين ،
إتسعت عيناها بإنبهار حين وقعت عيناها علي رقة القلادة وتحدث:
_ تجنن يا ياسين ربنا يخليك ليا يا حبيبي .
أجابها بعيون تنطقٌ عشقً :
_ويخليكي ليا يا قلب ياسين .
تحرك ووقف خلفها وألبسها تلك القلادة ثم أمسك يدها ووضع بها قٌبلة رقيقة وبدأ يرقصان تحت نجوم الليل اللامعة وتحت سعادتهما التي تخطت عنان السماء ،
وبعد رقصتهما تحرك بها إلي الطاولة الموضوعة بمنتصف اليخت موضوع عليها شموع حمراء مٌحاطه بغلاف زجاجي كي لا يٌطفئها الهواء .
سحب لها مقعداً واجلسها وجاء العامل ووضع لهما الطعام الساخن وبدأ بتناولهٌ في جو يطغى عليه طابع الرومانسية الرقيق حيث الليل والسكون والنجوم اللامعة والشموع الحمراء ذات الرائحة العطرة ، والموسيقي الهادئه وطعامهما الساخن المحبب لكلاهما وأيضاً الجو المٌثلج التي تعشقهٌ مليكة .
إنتها من طعامهما ورفع العامل الصحون وجاء بقالب الحلوي المصنوع علي هيئة قلب أحمر وبهِ أول حرفان من إسميهما معاً ،قطعا معاً قالب الحلوي وتناولا منهٌ القليل وتحركا سريعاً للداخل لقضاء ليلتهما الذي قرر ياسين قضائها باليخت هنا عوضً لحبيبته عن الإسبوع المنصرم الذي قضاهُ بعيداً عن أحضانها .
دلفا للداخل وأوصدا باب الغرفة بالمفتاح وبات يٌذيقها من وابل قبلاته وعشقه الحار ما يروي عطش كلاهما للأخر ،
وتحدث أمام شفتاها المٌهلكة بالنسبة له :
_جوزك بيعشق هواكي يا مليكة ،
ياسين بيعشق النفس اللي بيخرج منك يا نور عيون ياسين .
أجابته بنبرة هائمة مٌغمضة العينان:
_ ومليكة بتعشق التراب اللي جوزها بيمشي عليه .
إشتعل كيانهٌ من حديثها المٌثير لرجولته وحملها بين ساعديه واتجه بها نحو الفراش وبات يٌزيدها من عشقه المميز ،أما مليكة فكانت بعالم أخر من شدة سعادتها تخيلت للحظات أنها داخل حٌلمً سعيد ولأجل أن تشعر بتواجدهٌ معها باتت تحدثهٌ وتطلب منه أن يخبرها أنهٌ وبالفعل هٌنا وبداخل أحضانها وليس حٌلم جميل وسينتهي .
فحقاً أقصي ما تمنته بتلك الليلة أن يأتي لها ياسينها ويجذبها لداخل أحضانه وتقضي ليلها وهي واضعةً رأسها علي صدره تستمع لدقات قلبه وهي تنبض بعشقها ولكن دائما مع ياسين الوضع يختلف وتحصٌل مليكة علي أكثر ما تتمني .
وسيبقي عشق الياسين لمليكتة مميزاً إلي الأبد .
#انتهت_الإحتفالية
#إنتظروني_قريباً_مع_الجزء_السادس_من روايتنا #قلوب_حائرة
#مع_تحياتي_روز_آمين




