روايات روز أمين

رواية قلوب حائرة لروز أمين الجزء الخامس كامل

فصل خاص بإحتفالية رأس السنة

في إحدي الأوتيلات الفخمة المعروفة داخل مدينة الإسكندرية عروس البحر المتوسط

كان يقف أمام مِرآتهْ بكامل هيئته ورجولتهِ الطاغية علي مظهرهْ يٌعدل من رابطة عُنقه بحرفية عالية وثقة لم تأتهِ من فراغ .

خرجت عليه من المرحاض بثيابها المُثيرة تتجه إليه وهي تنظر إليه بعيون ولهة وقلبٍ مُشتعل بعشقه بعدما قضت بين أحضانهْ ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة أغرقها فيها بعشقهِ الفريد وأذاقها من حنانهِ وشهد عسلهِ ألواناً وألوان

إقتربت عليه ولفت ذراعيها الرقيقة حول خصره مُحتضنة ظهرهِ مما أستشاط داخلهْ وتحدثَ بحنان:

_ وبعدين في شقاوتك دي لو كملنا بالشكل ده مش هنروح النهارده

تحدثت بدلال ونبرة مُثيرة لداخلهٌ:

_  ومين قال لك إني عاوزة أروح،

ثم لفته بيدها ليواجهها ونظرت داخل عيناه ومدت يدها تتلمس ذقنه النابتة التي تعشقها بحركة أذابته وحركت مشاعره تجاهها وتحدثت هي بدلال وترجي :

_خلينا نقضي النهاردة كمان هنا في الأوتيل يا ياسين .

نظر لها بعيون مسحورة ثم مال علي جانب شفاهَا وألتهمهُ بجنون عاشق وبعد مدة أبتعد عنها لاهثاً وتحدثَ بعيون هائمة:

_ أنا لو عليا عاوز أقضي عمري كله جوة حضنك ، بس هنعمل إيه في الولاد اللي مستنيينا في البيت دول ؟

أجابته بدلال وهي تتعلق في عُنقه ليرفعها هو وتُصبح ساقيها معلقة في الهواء:

_ الولاد مع ماما ثريا وهي بتاخد بالها منهم زيي ويمكن أكتر كمان ،

وأكملت بتمرد:

_  يا بيبي أنا نفسي أشبع منك .

أجابها وهو يٌداعب أنفها بأنفه بدلالٍ وعشق:

_ عمرك ما هتعرفي تشبعي مني زي ماأنا عمري مابشبع منك ياقلبي إحنا وصلنا لدرجة عشق محدش وصل لها قبلنا ولا حد غيرنا هيعرف يوصل لها

سألته بدلال وشفاه ممدودة بطريقة مُثيرة:

_ طب والحل يا ياسين ؟

أجابها بعيون سارحة داخل بحر عيناها العميق:

_  للأسف ملهاش حل يا عيون ياسين

أكملت هي بتعجب :

_ قصدك إني هقضي عمري كله مشتاقة لك وعطشانة في حبك كده  ؟

وأكملت:

_  ده أنا كده هبقي مجنونة حب ياسين .

أجابها بإبتسامة ساحرة:

_  طب وهو فيه أحلي من جنون الحب والإشتياق للحبيب يا ملكة قلبي  .

ثم مال علي شفتاها بقبلة طويلة بث لها من خلالها لوعة عشقهِ وجنونهٌ الذي لا ينتهي

وبعد مدة أنزلها بهدوء من داخل أحضانه وأردفَ قائلا ً بنبرة تحذيرية:

_  إتفضلي يا أستاذة غيري هدومك دي حالاً علشان نروح وإلا والله هاخد كلامك علي محمل الجد وأخد أجازة من الجهاز إسبوع بحاله وأقفل تليفوناتنا ومش هخرجك من هنا غير بعد الإسبوع ماينتهي

تحركت سريعٌ لترتدي ثيابها خشيةً من تهديده الذي يستطيع بالفعل تنفيذه

نزلا بعد قليل وخرجا من الأوتيل وأستقلت السيارة بجانبه

وقادها هو ثم أشعل جهاز الموسيقي وأدار لها إحدي مقطوعات الموسيقار عمر خيرت التي تعشق الإستماع إليها

إقتربت منه ووضعت يدها علي موضع قلبه لتستمع لدقات قلبهِ المتراقصة علي نغمات عشقها وضعت رأسها فوق كتفه مع إبتسامتهِ وسعادتهٌ اللامتناهية من إستطاعته إسعاد إمرأتهِ الوحيدة الساكنة بأعماق قلبه ،عشقهِ الأبدي مليكته

تنفس بإنتشاء وتحدثَ بتساؤل :

_تعرفي إن بحر حٌبك غريب أوي كل ماأشرب منه وأفتكر إني خلاص إرتويت ألاقي نفسي رجعت عطشت وأشتقت لطعمه أكتر من الأول جننتي ياسين بشهد غرامك يا مليكه  .

كانت مُغمضة العينان تستمع لسيمفونية عشقه التي تخطت جمال وروعة سيمفونية عٌمر خيرت بمراحل

أجابته بهمسٍ عابث أثارهٌ :

_ خليك كده عطشان دايماً في حبي يا ياسين إوعي عشقك ليا في يوم يقل أو يخلص

اجابها بهمسٍ:

_ اليوم اللي هيخلص عشقك من قلبي تأكدي إن عمري هيكون خلص معاه

خرجت من بين أحضانه سريعاً وتحدثت برعبٍ ظهر بعيناها :

_إوعي تقول كده تاني قولت لك قبل كده مش مسموح لك تجيب سيرة الموت إنتَ فاهم  .

إبتسم لها بحب وتحدثَ بطاعة:

_  حاضر

ثم فتح ذراعه وأشار لها وتحدثَ :

_ممكن بقي ترجعي لمكانك تاني ؟

تنهدت وابتسمت ودثرت بحالها بين أحضانه من جديد

بعد قليل كانت تجاوره دالفين لداخل فيلا رائف وجدت من يهرولون إليها بسعادة بعد غيابها عدة ساعات فقط لاغير إختطفها فيهم ذلك العاشق الولهان إلي الأوتيل ليروي عطش روحه وقلبه لمعشوقة عيناه وساحرة روحة ويجدد عشقهما بقلبهِ الذائب

كانت ثريا تجلس بالحديقة تحمل عز الصغير وتطعمه ويجاروها أنس ومروان صغار عزيز عيناها وفقيدها الغالي

أما الصغيران فكانا يٌداعبان عز الذي تم عامهُ التالت وأصبح صورة مٌصغرة من ياسين حتي بطباعهِ

هرول الصغار إلي مليكة وياسين وهٌم يتسابقون علي من يصل أسرع إلي أحضانهم

فتحت مليكة ذراعيها لصغيرها الذي هرول إليها مُشتاقً لمصدر حنانهْ الأوحد ليرتمي داخل أحضانها الحانية والتي تمثل لهُ حِصن الأمان حملته مليكة وبدأت بتقبيل كل إنشٍ بوجهه وعنقه وهي تشتم رائحتهُ الذكية العطرة بإنتشاء

تحدثَ الصغير بدلال:

_إتأخرتي ليه يا مامي وحشتيني قد الدنيا

أجابته بدلال وهي تكيلٌ له وابلً من القٌبلات المتفرقة فوق كٌل ما يقابلها منه:

_ وإنتَ كمان وحشتني أوي يا قلب مامي .

أما ياسين الذي كان يحمل بيدهِ الكثير من الحلوي للأطفال أسرعت إليه مني وحملت عنه الأكياس وإنحني هو إلي مروان وقبلهُ بإبوة وحمل أنس وتحركً إلي مجلس ثريا

وتحدثَ وهو يٌميل علي جبينها ويٌقبله:

_صباح الخير يا ماما

أجابته بإبتسامة حنون:

_صباح الخير يا حبيبي حمدالله علي السلامه

تحدثت إليها مليكة بإبتسامة وهي تحتضن أنس بعدما تلقي ياسين منها صغيرهٌ:

_ الله يسلمك يا ماما أوعوا يكونوا الأولاد غلبوكي ؟

إبتسمت لها وتحدثت :

_ عمرهم ماغلبوني يا مليكة ربنا يبارك فيهم ويحفظهم

ثم أكملت:

_ أخلي عَلية تجهز لكم الفطار ؟

أجابها ذلك الولهان وهو ينظر لمليكته الخجولة ويتذكر كيف كان يٌجلسها فوق ساقيه ويٌدللها وهو يٌطعمها بيده داخل  “Suite” :

_فطرنا يا ماما الحمدلله

واكمل بإحترام:

_هو بس فنجان قهوة من إيدك يا مليكة لإني محتاجه بجد

تحدثت بإبتسامة وهي تحمل أنس وتقبله قبل ان يتحرك للعب بجانب مروان :

_بس كده من عيوني أعمل لحضرتك فنجان مع ياسين يا ماما  ؟

تحدث من خلفها ذلك العاشق الولهان ذو القلب دائم الشباب الذي أتي ليٌكحل رموشَ عيناه برؤية محبوبته وخاطفة قلبهِ وأنفاسه :

_ خليهم تلات فناجين يا مليكة

حولت بصرها إليه وتحدثت :

_من عيوني يا عمو

وتحركت للداخل

نظر إلي حبيبة صباه فتاة عمرهِ الضائع مثلما يٌلقبٌها، إمرأتهِ المفضلة التي مهما مَرّ العٌمر دائماً ما يراها إبنة الثامنة عشر من عمرها،

بجمالها الأخاذ وبرائتها وخجلها وحٌمرة وجنتيها ،

إنتعش داخله وثار حينما وجدها ترفع عيناها إليه لتلتقي عيناهما ويٌشبع هو النظر من عيناها التي لم يراهما مٌنذ ثلاثةُ أيام

تحدثَ إليها بعيون عاشقة مٌتفحصة لكل إنشٍ في وجهها:

_ أزيك يا ثريا .

أجابته بهدوء وراحة:

_ أزيك إنتَ يا سيادة اللوا أخبار صحتك إيه ؟

_حديد ،

نطق بها عز بدعابة

إبتسم ياسين علي ذلك العاشق الذي لم يكلٌ ولم يمل يومً من ذلك العشق الذي أدمي روحه ووجعها بما يكفي

حين إبتسمت ثريا وتحدثت بتمني :

_يارب دايماً يا سيادة اللوا

حول بصرهِ إلي ياسين وتحدثَ :

_ حمدالله على السلامه يا ياسين

إبتسم ياسين وتحدث مداعبًا أباه:

_ أخيراً أخدت بالك إني موجود يا باشا ؟

أجابهٌ عز بحديث ذات مغزي وهو ينظر لعيناي ثريا :

_ مكانك في قلبي معلم و موجود ومحدش يقدر يقرب له يا ياسين

هز رأسهِ بيأس وتحدث بمداعبة:

_ عارف طبعاً ومتأكد من ده يا باشا:

وبعد مدة نظر عز إلي ثريا وتحدثَ بإهتمام وجدية:

_بلغتي يسرا ونرمين بحفلة ليلة رأس السنة يا ثريا ؟

أجابته بهدوء:

_ صدقني نسيت يا سيادة اللوا إن شاء الله هبقى أكلمهم بكرا

رد عليها ياسين بإحترام :

_ ماتتعبيش نفسك يا ماما أنا هكلمهم وهكلم أجوازهم لازم راجل مننا يكلمهم ويقدرهم علشان ميزعلوش  .

أجابته بحنان:

_ربنا يخليك ليهم يا حبيبي وتعيش وتقدرهم

جاءت مليكة بالقهوة وجلسوا جميعاً يحتسونها تحت نظرات عز الذي يفرقها علي كل إنش بوجه معشوقته الذي مهما مر العمر تزدادٌ جمالاً وسحراً أو هكذا هو يراها بعيناه العاشقه

***☆***☆***☆***☆**

أما داخل منزل عز

كانت ليالي تتحدث إلي عمتها بنبرة مٌتمردة:

_ ياسين متغير معايا أوي اليومين دول يا عمتو

أجابتها منال بتعقل وحكمة إكتسبتهم مؤخراً:

_ياسين مابيتغيرش غير لما إنتِ بتتغيري يا ليالي

وأكملت بنبرة مٌلامة:

_ للأسف أنا ملاحظة إنك رجعتي لهوسك للموضة وعمليات التجميل من جديد وبدأتي تهملي ياسين

أجابتها متحججة:

_وأنا بعمل كل ده ليه يا عمتو مش علشان أسعده وأخليه دايماً شايفني جميلة ؟

أجابتها منال بحكمة:

_أنا معنديش إعتراض إنك تهتمي بنفسك بالعكس ده ذكاء منك لكن خليكي ذكية وقربي من جوزك أكتر وأتدللي عليه إتعلمي من مليكة شوية مديه لكل حاجة في حياتها حقها وفي نفس الوقت مدلعه ياسين ومحسساه إنه أهم حاجة في حياتها

زفرت وتحدثت بضيق:

_يا عمتو مليكة غيري أنا سيدة مجتمع وبحب أظهر في المناسبات وأخطف الأضواء وده بيحتاج مني وقت ومجهود،

لكن مليكة بتحب قعدة البيت والولاد علشان كده عندها وقت تعمل كل اللي هي عايزاه بدون تقصير في حق حد

تنهدت منال وحدثتها بإستسلام :

_أنا قولت لك إللي عندي واللي لازم تعمليه ناحية جوزك وإنتِ بقي حرة

تحدثت بطاعة:

_ حاضر يا عمتو هحاول أفرغ له وقتي وأرجعه لحضني من جديد

***☆***☆***☆***☆***

ليلاً داخل فيلا عز

كان يجلس وتجاورهٌ ومنال التي تحمل عز صغير ياسين بين أحضانها  ويحتسيان مشروبً دافئً لتدفئتهم من صقيع ديسمبر القارص

ويلتف حولهما ياسين وليالي وطارق وجيجي

تحدث عز إلي جيجي وهو ينظر لبطنها المٌنتفخ:

_  إنتِ إيه حكايتك يا ست جيجي هو أنتِ مش ناوية تخلفي البنت دي ولا إيه؟

وأكملَ مٌداعبًا إياها:

_ أنا حاسس إنك حامل فيها من سنتين

ضحكت جيجي وأردفت قائلة وهي تنظر إلي طارق:

_  فاضل شهرين وتوصل بنت أبوها يا عمو

أردفت منال قائلة بسعادة:

_  توصل بالسلامة وتنور الدنيا كلها،

وقبلت الصغير وهي تتحدث:

_ أنا خلاص حجزتها عروسة لعز باشا الصغير

ثم حولت بصرها إلي ياسين وتسائلت :

_ إيه رأيك يا ياسين ؟

نظر ياسين إلي طارق وأردفَ قائلاً بدٌعابة:

_  مش لما توصل بالسلامة ونشوفها الأول يا ماما خليها طلعت شبه طارق أبلي إبني بيها ليه إن شاء الله  ؟

تعالت أصوات الجميع بالضحكات ورد عليهِ طارق:

_ طب إيه رأيك بقي إن بعد كلامك ده محدش هيتجوزها غير إبنك ،

ونظر إلي جيجي وتحدثَ بإطراء:

_ وبعدين إطمن يا سيادة العقيد أنا بنتي هتطلع قمر لأمها

تحدثت ليالي بدعابة:

_ مين يشهد للعروسة يا سي طارق

أجابها طارق مداعبًا إياها :

_جوزها طبعاً

ضحك الجميع وتحدثت منال :

_ربنا يسعدكم يا حبايبي وأشوفكم دايماً مبسوطين

تملل الصغير وأشارَ إلي والدهٌ قائلاً بنبرة صوت طفولية:

_  بابي أنا عاوز أروح لمامي

وقفَ ياسين سريعاً وحمل صغيره وقبلهٌ بنهم وتحدثَ بطاعة:

_  يلا يا حبيبي نروح لها

أشار لهٌ عز قائلاً :

_ مين اللي هيدي جدو بوسة وحضن قبل ما يمشي

هلل الصغير بسعادة رافعً يدهٌ :

_ أناااااا

إحتضن عز الصغير وهمس بجانب أذن ياسين:

_طبعاً الباشا ماصدق علشان يروح لمامي

إبتسمَ ياسين وتحدثَ:

_  طول عمرك وإنتَ قاريني صح يا باشا

ضحك كلاهٌما وتحرك ياسين بصغيرهٌ إلي مليكة فؤاده

☆***☆***☆***☆****☆

جاء يوم الحفل

الذي أقيمَ داخل حديقة عز ذات المساحة الهائلة

كان الجميع متواجد داخل الحفل المنظم بشكلٍ رائع

نرمين ويسرا وليالي وجيجي يتسامرون ويضحكون بسعادة

تحركَ ياسين متوجهاً إلي فيلا رائف حتي يٌجلب مليكتة للحفل وذلكَ بعدما خرج بصحبة ليالي أولاً

أما عٌمر المغربي الذي خرج من داخل الفيلا تحت نظرات الجميع الذين ينظرون إلي تلك الجميلة لمار، زوجتة والتي تحمل جنينهٌ الذي بلغ شهرهِ الرابع حيثٌ تعرف إليها من خلال العمل وعشقها وتزوجها عن قريب

تحرك بها إلي تجمع نساء العائلة وتحدثت لمار بإبتسامه:

_  هاي

نظرت لها نرمين وتحدثت:

_ أزيك يا مارو أخبار البيبي إيه ؟

أجابتها وهي تنظر إلي عٌمر بإبتسامة:

_  تاعبني أوي يا نيرو شكله كده هيطلع شقي زي باباه

ضحك عٌمر وتحدثَ بدٌعابة:

_  دايماً كده مسيحالي قدام العيلة كلها يا حرمنا المصون

أجابته بدعابة:

_ بفتري عليك يعني ؟

ضحكن نساء العائلة وتحدثت يسرا بإطراء:

_ عمر ده برنس العيلة كلها ومفيش زيه

أجابها عمر بدعابة:

_ أختي حبيبتي اللي عارفة ومقدرة قيمتي كويس مش زي ناس

جاء طارق من خلفه وتحدث :

_مساء الفل علي جميلات عيلة المغربي

ثم وقف بجانب زوجته ولف ذراعهِ حول خصرها وقربها منه برعاية نظرت له جيجي بعيون عاشقة

ثم وضع هو يده الأخرة فوق أحشائها المنتفخة والتي تحمل طفلتهِ التي أكتمل شهرها السابع وتحدثَ:

_ أخبار أميرة بابا وبرنسيس عيلة المغربي إيه ؟

ضحكت جيجي وتحدثت:

_زي القردة ومش مبطلة خبط فيا ،

ثم نظرت للجميع وتحدثت بدعابة:

_ الأستاذة شكلها بتغير علي الأستاذ مني تبقي قاعدة محترمة وهادية ومؤدبة وأول ما باباها ييجي جنبي الخبط والرزع يشتغل

ضحك الجميع وتحدث طارق مداعباً إياها:

_ وطول ما أنتي بتقولي عليها زي القردة مش هتبطل خبط فيكي لحد ما تحترميها وتديها قيمتها قدام الناس

حولَ الجميع أبصارهم علي ياسين ومليكة التي اتجهت إليهم أبصار الحضور بإنبهارٍ تام وذلك لإرتداء مليكة ثوبً رقيقَ للغاية ومميز مما جعلها تبدو كأميرة خارجة للتو من إحدي أساطير الحكايات الرائعة

وذلك الذي يٌجاورها بتفاخر تحدثَ مٌداعبًا إياها :

_ الليلة ليلتك يا ليكة عاوز أشوف الدلع كله النهاردة أنا سايب لك نفسي علي الأخر وعاوزك تنسيني الإرهاق والتعب اللي شفته في الشغل طول الإسبوع اللي فات.

ضحكت بإنوثة وأجابته:

_ بس كدة إنتَ تؤمر يا عيون ليكة ،

وأكملت بتساؤل :

_ تفتكر يا ياسين حجتك دخلت علي ليالي لما روحت لها إمبارح وقولت لها إنها وحشاك وعاوز تبات عندها ؟

ضحك برجولة وتحدثَ بنبرة لئيمة:

_   وإنتِ إيه اللي خلاكي متأكدة أوي كده إنها كانت حجة؟

نظرت إليه بحدة وبلحظة تحولت ملامحها من هادئة مطمئنة إلي شرسة وتحدثت بقلبٍ مٌشتعلً من الغيرة:

_ نعم معناه إيه كلامك ده بقى إن شاء الله ؟

ضحك برجولة بعدما رأي ما كان يريده وتحدث بإثارة:

_ إهدي يا شرس وفر الشراسة دي بالليل هنحتاج لها

إبتسمت خجلاً لعلمها مقصده وتحركت للداخل وبدأوا بالترحيب بالحضور معاً

وبعد مدة كانت تقف بجانب نساء العائلة وتحدثت وهي ترفع وجهها للسماء بإنتشاء:

_ الجو حلو أوي النهاردة حقيقي مٌبدع

تسائلت يسرا بإبتسامة:

_ لسه بتحبي الشتا زي زمان وبتتمشي فيه علي البحر يا مليكة ؟

إبتسمت بخفة وأجابتها بإنتشاء :

_ الشتا والبحر عشقي اللي مابينتهيش يا يسرا عمري ما هبطل أحبهم مهما مرت عليا السنين

نظرت لها نرمين وتحدثت بإستفسار:

_ حلو فستانك يا مليكة ده من إسكندرية ؟

أجابتها بعيون هائمة عند تذكرها لمعشوق عيناها :

_ياسين جبهولي معاه من باريس لما كان مسافر في مهمة من شهرين

ردت عليها نرمين بهدوء:

_  ياسين طول عمرة ذوقه لا يٌعلي عليه

ثم حولت بصرها إلي ليالي وتحدثت بلؤم:

_وطبعاً فستانك دي هو كمان ذوق ياسين يا لي لي ؟

أجابت بتفاخر لتحرق روح مليكة مٌدللة ياسين :

_إنتِ عارفاني يا نيرو مبحبش أكون تابع وألبس علي ذوق حد،

وأكملت بغرور:

_فستاني إختارت موديله بنفسي وأتواصلت مع أشهر دار أزياء في لندن وتابعتهم لحد ماخلصوة وبعتوه علشان كده هتلاقيه مميز وملوش مثيل

نظرت جميعهن لبعضِهن بإستغراب من حالة العداء والغرور التي تتحدث بها ليالي والتي كانت قد تناستها منذ زمنٍ بعيد

إبتسمت لها مليكة وتحدثت بهدوء وصدقٍ:

_ طول عمرك وإنتٍ ذوقك مٌميز وفريد يا ليالي

نظرت لها بإستغراب وبلحظة خجلت من حالها وتحدثت بهدوء:

_ميرسي يا مليكة إنتِ كمان ذوقك هادي وجميل

نظرت يسرا إلي مليكة بإستحسان لذكائها وحوارها الراقي الهادئ والتي إستطاعت به إمتصاص غضب ليالي وتحويلهٌ إلي هدوء وراحة

_________________

كانت لمار تتحرك بجانب عٌمر وهي تتأبط ذراعه بتملك وتحدثت وهي تنظر إلي مليكة وليالي المتجاورتان تتسامران براحة تظهر فوق ملامحهما:

_ أنا حقيقي بستغرب علاقة مليكة وليالي جداً إزاي متفاهمين وقادرين يتعايشوا مع بعض في هدوء كده وهما بيتقاسموا نفس الراجل ؟

ضحك عٌمر وتحدثَ بتفاخر:

_ السر كله يكمٌن في سحر وجبروت وحش المخابرات ياسين باشا المغربي ليس إلا

ضحكت وتحدثت:

_ حقيقي ياسين ده مختلف جداً اللي يقدر يعيش مع إتنين ستات ويخليهم يتفاهموا ويتفقوا علي حبه وحب ولاده بالشكل ده يبقي فعلاً جبار ويستحق الإشادة

ثم نظرت إليه وتحدثت بتهديد من بين أسنانها :

_تعرف يا روحي لو فكرت في يوم تقلده هعمل فيك إيه ؟

أجابها بضحك:

_ هو حد قال لك إني مستغني عن عمري

إبتسمت بتفاخر وتحدثت:

_ أحبك وإنتَ فاهم وواعي

أكملَ هو مٌفسراً:

_  وبعدين أنا ظروفي مختلفة كل الإختلاف عن ياسين أولاً أنا معنديش قدرة الأقناع العجيب والتلاعب اللي عند ياسين،

ثانياً بقي ياسين مكنش متفاهم هو وليالي ولا متجوزين عن حب

وأسترسل حديثهٌ بعيون عاشقة:

_ لكن أنا عاشق ودايب في غرامك يا نور عيوني

نظرت له بعشق وتحدثت:

_بحبك يا مارو

أجابها بهيام:

_بعشقك يا قلب مارو

تحدثت بتذكر بنبرة عملية:

_  بالمناسبة يا عٌمر يا تري كلمت عمو عز في فكرة شراكتنا مع طارق اللي اتكلمنا فيها من يومين ؟

أجابها عمر:

_   ما أنا قولت لك يا لومي إنه مش هينفع لا بابا ولا طارق هيوافقوا

وأكملَ:

_ وبعدين الشركة مش بتاعت طارق لوحده مليكة وولادها وعمتي ثريا ليهم 50 % من أسهم الشركة طارق ليه حق الإدارة بناءً علي رغبة عمتي ومليكة بحكمها وصية علي أولادها

تحدثت لمار بحماس:

_ يا حبيبي هو أحنا هناكل حقهم إحنا عندنا فكرة جديدة لو أتنفذت ممكن تنقل الشركة في مكانة تانية يعني هنفيد ونستفيد

أجابها بحيرة:

_  مش عارف يا لمار أنا شايف إننا نخلينا بعيد عن الشركة دي أسلم للجميع

تأفأفت وأجابته:

_ ٠أنا مش فاهمة إنتَ قلقان من الموضوع بالشكل ده ليه ؟

أجابها بتعقل:

_ لأن ده حق يتامي وماينفعش إننا نجازف بيه تحت أي مٌسمي ده غير إننا ممكن نتفهم غلط

تحركت بجانبه بدون إقتناع

____________

دلفت من باب الدخول تلك الجميلةٌ السمراء وهي تتأبط ذراع زوجها وحٌلم حياتها الذي تحول إلي أروع حقيقة إنغمست وذابت داخلٌها

نظر إليها بغيرة وتحدث بضيق بعدما رأي تسلط جميع العيون عليها:

_ يعني كان لازم يا هانم تلبسي الفستان اللي مخليكي زي القمر ده ؟

تحدثت بسعادة عندما شعرت بغيرته عليها :

_ مالوا بس الفستان يا حبيبي مهو عادي جداً أهو إنتَ مش واخد بالك من الفساتين اللي في الحفلة عاملة إزاي ؟

أجابها مٌضيقً عيناه بإستغراب من حديثها:

_ لا مش واخد بالي يا ست عاليا إنتِ عوزاني كمان أبص علي الستات وفساتينها ؟

أجابته بشراسة:

_  طب إعملها يا شريف وشوف اللي هيجري لك

ضحك برجولة وهو يشدد من مسكة يدها بتملك:

_عيوني مابتشفش غير عاليا وعيون عاليا وقلب عاليا اللي ملي عليا دنيتي

إبتسمت له بسعادة وتحدثت:

_ دايماً بتغلبني بكلامك اللي بيدوب قلبي معاه وينعشه يا شريف

في تلك الأثناء إقترب عليهما ياسين ومليكة التي تحدثت بعتاب محب:

_كل ده تأخير يا شريف الحفلة بدأت من بدري يا حبيبي

أجابها وهو يقبل وجنتيها تحت إستشاطة ياسين :

_معلش يا حبيبتي كان عندي هوا ومقدرتش أعتذر عنه

مالت علي علياء وهي تٌقبلها وتحتضنها وتحدثت:

_إيه يابنتي الجمال ده كله

أجابتها علياء:

_وانا هاجي إيه في جمالك يا ليكة

مد ياسين يده إلي شريف بترحاب:

_نورت الحفلة يا حضرة المذيع الواعد

إبتسم شريف وأجابهٌ:

_ الحفلة منورة بوجودك ياسين باشا

ثم تحدث ياسين بإحترام إلي علياء:

_أزيك يا عاليا أخبارك ايه ؟

أجابته بحب وأحترام لأبن عمها الأكبر الذي يٌعاملها ويهتم بها كإبنه لهْ:

_ الحمدلله يا أبيه

وجهت مليكة حديثها

بتساؤل:

_ امال فين حبيب عمتو  ؟

أجابتها علياء:

_ سبته مع هادية جارتي بيلعب مع أولادها

تحدثَ ياسين:

_مجبتهوش معاكي ليه يقعد في الفيلا مع الأولاد ؟

أجابته بإبتسامة:

_ مش مشكلة بقي مرة تانية إن شاء الله

___________

أما ذلك الولهان الذي تحركَ إلي تلك الجالسة بجانب والدة مليكة وتحدث إليهما:

_ مساء الخير كل سنه وأنتم طيبين يا هوانم

تحدثت ثريا بإبتسامة هادئه:

_ وإنتَ طيب وبخير وسعادة يا سيادة اللوا

نظر إلي سهير وتحدثَ:

_ سهير هانم منورانا يا أفندم .

أجابته سٌهير بإحترام :

_ده نورك يا سيادة اللوا

ثم تحدث بتخابث ومكرٍ ليس بجديدٍ عليه:

_أمال سالم بيه مش قاعد معاكي ليه ؟

أجابته وهي تتطلع حولها بإستكشاف:

_ مش عارفة راح فين من شوية كان واقف مع طارق وياسين وبعدها إختفي

أجابها بمكرٍ:

_تقريباً شفته من شوية كان واقف مع بنوته ورا في الجنينة

برقت عيناها بهلع وتسائلت:

_ بنوته ؟

أجابها بتخابث:

_أه بنت كده متدلعة تقريباً صديقة عٌمر إبني في الشغل

وقفت سريعاً وتحركت بهلع كمن لدغها عقرب وذهبت للبحث عن زوجها

وجلس هو مقابل تلك الجميلة وغمز بعيناه مٌتحدثًا:

_شقي أوي سالم بيه:

أجابته بإبتسامة لمعرفة ما فعله:

_هو بردوا اللي شقي ؟

أجابها بعيون هائمة:

_ظلماني علي فكرة

ثم أكمل بهيام:

_وبعدين معاكي يا ثريا ؟

هتفضلي تحلوي كده كتير إرحمي قلبي المسكين من شدة جمالك

نظرت له خجلاً وتحدثت بنبرة لائمة:

_ وبعدين معاك إنتَ يا عز

أجابها بهيام وهو مغمض العينان يتغني بكلماته:

_  يا جمال وسحر إسمي وإنتِ بتنطقيه وبيخرج زي المزيكا من بين شفايفك يا ثريا

أجابته بتوتر وأعتراض:

_حرام عليك اللي بتعمله في نفسك وفيا ده يا عز بلاش إسلوبك ده لو سمحت

تحدثَ وهو يمرر عيناه فوق ملامحها بهيام:

_ لو مش عاجبك كلامي إشتكيني لكبيري

نظرت إليه بإستغراب وتحدثت:

_ما إنتَ لو ليك كبير فعلاً زي ما بتقول كنت روحت له وأشتكيتك ليه

أجابها بهمسِ عابث أربكها:

_ قلبك يا ثريا، قلبك كبيري ومالك زمامي ،إشتكيني ليه وهو هيقول لك حرام عليكي إرحميه من قسوة الإشتياق

واسترسل بنظرات هائمة:

– طول عمر قلبك هو كبيري ومبتغايا يا ثريا

توترت ووقفت سريعاً معترضة علي حديثه وتحركت هرباً منه تحت إشتعال قلبهِ العاشق وهو يراقب هروبها منه بشرود

___________

يتبع باقي الحلقه هنزلها حالاً 🥰

#بسم_الله_الرحمن_الرحيم

#الجزء_التاني_من_الحلقة_الخاصة

بعد قليل إشتغلت الموسيقي لتعلن عن بداية رقص كل ثنائي معاً

تحدثَ ياسين إلي مليكة بتعقل:

_حبيبي أنا هاخد ليالي وأرقص معاها أول رقصة علشان متزعلش،

ثم أكمل بعيون عاشقة:

_وإحنا قدامنا الليل بطوله نبقي نرقص ونقول كل اللي عايزينه يا قلبي

هزت رأسها بتفهم وتحدثت:

_ تمام يا حبيبي أنا هروح أقعد مع ماما علشان وحشاني

وتحركت بالفعل وجلست بجانب ثريا وسٌهير التي تحدثت إليها :

_ماتجيبي الأولاد وتيجي تقضي معانا يوم يا مليكة هو أنا مبقتش أوحشك ولا إيه يا بنت إنتِ

أجابتها بنبرة حنون:

_ إزاي تقولي كده يا قلبي ده إنتِ بتوحشيني حتي وإنتِ معايا

ضحكت سٌهير وأردفت قائلة بدعابة:

_ بكاشة زي شريف أخوكِ بالظبط مباخدش منكم غير كلام وبس

ضحكت ثريا ووجهت حديثها إلي مليكة بدعابة:

_ جبتي لنفسك الكلام يا مليكة

ضحكت مليكة وأجابتها:

_ دافعي عني يا ماما هو أنا مش بنتك ولا إيه

وضعت ثريا يدها محتضنة كفها برعاية وتحدثت بصدق:

_بنتي وربي شاهد يا مليكة ربنا يبارك فيكي وفي أولادك يا حبيبتي

إبتسمت سٌهير وأمنت علي دعائها تحت سعادة مليكة

كان يراقص ليالي فتحدثت هي :

_كل سنة وإنتَ طيب يا حبيبي

إبتسم لها وتحدث:

_وإنتِ طيبة يا ليالي، علي فكرة

نظرت له

فأكمل هو بإطراء:

_فستانك شيك أوي وكأن موديله معمول مخصوص علشانك، طول عمر ذوقك مميز يا ليالي

سعدت وطار داخلها فرحاً وتحدثت:

_ متشكرة يا ياسين ربنا يخليك ليا

أما جيجي التي كانت تقطن داخل أحضان طارق بمنتهي الرومانسية

وجه طارق حديثهٌ إليها بهيام:

_كل سنة وإنتِ منورة حياتي يا قلبي

رفعت رأسها من فوق كتفهِ ونظرت إليه بعيون سعيدة:

_ وإنتَ سعيد وجوه حضني يا طروق

تحدث بهيام:

_ بحبك يا جيجي بحبك وكل يوم حبك في قلبي بيزيد ويكبر ،بحبك يا نور عيوني وهنا أيامي

أجابتهٌ بدلال:

_كفاية يا طارق كده هدوب من جمال وصفك وكلامك .

كان يجاورهما بالرقص يسرا وسليم الذي تحدثَ بعيون سعيدة:

_ قد إيه أنا إنسان محظوظ إن ربنا رزقني حبك يا يسرا بعشقك يا يسرا بعشقك

أجابته بصوتٍ سعيد :

_أنا اللي ربنا بيحبني لأنه عوضني بيك وبحبك يا سليم عمري ماتخيلت إن ربنا كان شايل لي حظي الحلو كله علشان يهديهولي مرة واحدة ويقول لي خدي يا يسرا حبي وعيشي شعور السعادة اللي إتحرمتي منها عمرك كله

ونرمين التي كانت ترتمي داخل أحضان زوجها سراج التي أنجبت منهٌ طفلً أسمته رائف تيمناً بشقيقها الراحل، وقد أتمْ الصغير الثامنة عشر شهراً ،

تحدث سراج بحب :

_كل سنة وإنتي طيبة يا حبيبتي

أجابته:

_  وإنتَ طيب يا حبيبي

أكملَ سراج بنبرة مٌتحمسة:

_ أما أنا حاجز لك حتة “Suite ” يجنن هنقضي فيه ليلتنا بعد الحفلة إن شاء الله

تحدثت هي بسعادة علي سخاء زوجها معها:

_ ربنا يخليك ليا يا سراج أنا أتفقت مع ماما هسيب لها علي ورائف وهي هتهتم بيهم

وبعد مدة تحركت ليالي وجلست بجانب والدتها وشقيقها

وأصطحب ياسين مليكة وبدأ بالرقص معها تحت سعادتهما البالغة

تحدثت داليدا :

_هتكملي سهرتك مع ياسين فين يا لي لي

ردت قسمت بتفاخر:

_ أكيد ياسين حاجز لها “Suite” في أكبر الأوتيلات طبعاً

تطلعت إليهم بإحراج وأردفت قائلة بنبرة خجلة:

_الحقيقة يا ماما  ياسين هيقضي ليلته مع مليكة النهاردة بس مش هيخرجوا هيقضوا الليلة هنا في البيت

نظرت لها داليدا وتحدثت بغرور:

_  وحتي لو ليلتها النهاردة إنتِ الأصل يا حبيبتي يعني لازم يقضي ليلة مميزة زي دي معاكي إنتِ مش معاها .

تحدثت ليالي بسذاجة:

_  مينفعش يا داليدا المفروض إن إمبارح كان يوم مليكة،

وأكملت بإبتسامة خجولة :

_بس يظهر إني كٌنت واحشة ياسين أوي ففضلني عليها وجه بات عندي

نظرت لها قسمت بإشمئزاز وتحدثت بنبرة ساخرة:

_ يا خيبتك القوية وإنتِ بقي خال عليكي تخطيط إبن منال ولعبه وصدقتيه ؟

وأكملت ناهرة:

_ البيه إستغفلك علشان يقضي إحتفال رأس السنة مع حبيبة القلب يا حنينة

جحظت عيناها وأردفت قائلة بنفي :

_لا يا مامي مظنش إن ياسين ممكن يفكر بالطريقة الخبيثة دي ياسين واضح جداً واللي بيعوزه بيعمله غصب عن أي حد

أردفت داليدا قائلة بذكاء:

_ ياسين لعبها بذكاء وريح دماغه علشان الموضوع ييجي في إطار طبيعي وسيادتك متعترضيش وتصدعيه وأكيد ده تخطيط العقربة اللي إسمها مليكة

شهقت وتحدثت بذهول :

_تفتكري يا ديدا ياسين ممكن يكون بيفكر بالطريقة دي ؟

ردت عليها قِسمت بإستهجان:

_ ده لو مفكرش بالطريقة والخبث ده ميبقاش ياسين المغربي

وأكملت:

_ إسمعيني كويس يا لي لي لازم تعرفيهم إنك كشفتي خطتهم وإنك مش سهلة وساذجة زي ماهما فاكرين

تسائلت بإهتمام:

_  قولي لي أعمل إيه يا مامي ؟

تحدثت قِسمت بغلٍ :

_ تقلبي عليهم الترابيزة وتفركشي لهم الليله اللي البيه مخطط يقضيها مع البرنسيس بتاعته

أكدت داليدا علي حديث والدتها قائلة:

_ برافوا عليكِ يا ماما

تنفست الصعداء واستعدت لخوض المعركة مع ياسين ومليكة وأنتوت إفساد ليلتهما

كان يقف بجانب إبنتهِ الجميلة أيسل التي تخطت عامها السابع عشر وأصبحت أيقونة من الجمال المتحرك

تحدثت أيسل برقة ونعومة:

_كل سنه وإنتَ طيب يا بابي

أجابها بعيون سعيدة بإبنتهِ الجميلة:

_ وإنتِ طيبة وسعيدة يا قلب بابي

تحركت إليهما ليالي وتحدثت بضيق:

_سيلا سبيني مع بابي شويه يا حبيبتي

أجابتها أيسل بإحترام وهدوء:

_أوكِ يا مامي

ونظرت لوالدها وتحدثت:

_بعد إذن حضرتك يا بابي

سمح لها ياسين وتحركت بالفعل وأنفتحت ليالي بالحديث بحدة:

_إنتَ جيت قضيت ليلتك معايا إمبارح ليه يا ياسين ؟

مع إنه كان يوم مليكة ودي عمرها ماحصلت وفوت يوم عندها

أجابها بكل هدوء:

_ ما أنا قولت لك إمبارح يا ليالي وحشتيني فجيت

أجابته بنبرة حادة:

_  إنتَ بتكذب يا ياسين إنتَ عملت كده علشان تبدأ سنة جديدة وإنتَ في حضن الهانم بتاعتك

تنفس الصعداء وأجابها من بين أسنانه بغضبٍ :

_خلي بالك من ألفاظك يا ليالي ومتقوليش كلام مش هتقدري علي تسديد فواتيره

وأكملَ بحزمٍ:

_ قدامي علي المكتب نتكلم هناك بدل ما اللي في الحفلة كلهم يتفرجوا علينا

تحركت بجانبه ورأتهم مليكة فتوترت وشعرت بإرتياب وتحركت خلفهم

دلف ياسين وليالي إلي المكتب وأغلق خلفهُ الباب

ثم إستدار لها ووضع يداه داخل جيب بنطاله وتحدثَ :

_إتفضلي يا هانم كملي الهرتلة اللي كنتِ بتقوليها برة أنا سامعك

كادت أن تتحدث قاطعتها تلك الطرقات

فتحدث ياسين بصوتٍ حاد:

_ أدخل

دلفت إليهما ونظرت لهما بإستغراب أغلقت الباب خلفها وتحركت إليهما وتسائلت بنبرة قلقة:

_خير يا ياسين فيه حاجة حصلت ؟

تحدث ياسين إليها بهدوء:

_ مفيش حاجة يا مليكة إخرجي إنتِي للضيوف علشان محدش يحس بحاجة

ردت ليالي بوجهٍ غاضب:

_وتخرج ليه ماتخليها تحضر الكلام وتسمع يا سيادة العقيد ولا خايف علي شعور الهانم لينجرح

نظرت لها مليكة وتحدثت بهدوء:

_فيه إيه يا ليالي إيه اللي مزعلك ومخليكي غضبانة بالشكل ده ؟

تحدثت بحدة بالغة وتهكم :

_يعني حقيقي مش عارفة إيه اللي مخليني غضبانة بالشكل ده يا مليكة ؟

هدر بها ذلك الواقف وقد تملك منه الغضب:

_ليالي بطلي هرتلة وخلي ليلتك تعدي علي خير

تحدثت مليكة بحيرة:

_ هو فيه إيه يا ياسين ؟

ثم تناقلت بينهما النظرات وأكملت:

_ماتفهموني إيه اللي حصل ؟

صاحت ليالي وتحدثت بنبرة غاضبةً:

_ فيه إني عرفت إني أكبر مغفلة وإن إنتِ والبيه إستغفلتوني وعملتوا خطة حقيرة عليا وأنا من غبائي صدقتكم

البيه اللي جاي يمثل عليا إمبارح ويسبل لي في عيونه ويشتكي لي غرامه وشوقه اللي جابه لحد عندي وانا اللي فرحت زي الهبلة وصدقت إنه ساب حضنك علشان ييجي يترمي جوة حضني أنا

وأكملت بإتهام :

_وفي الاخر تطلع خطة راسمينها عليا انتِ وهو علشان تستقبلوا السنة الجديدة وإنتم في حضن بعض

إبتلعت مليكة لعابها وتغير لون وجهها فتيقنت ليالي صحة حديث والدتها وشقيقتها

وتحدث ياسين ببرود وإنكارٍ ماكر:

_ وتفتكري إني لو فعلاً عاوز أقضي الليلة مع مليكة محتاج أعمل مخطط أهبل زي اللي بتقولي عليه ده وألف اللفة دي كلها ؟

وأكمل بتجبر :

_طب بإمارة إيه يا ليالي هخاف منك مثلاً ؟

أجابتهٌ بنبرة حادة:

_ عارفة إنك بجح وأخر حاجة ممكن تعمل حسابها هو رأيي او زعلي يا ياسين بس انتَ لعبتها بذكاء علشان تريح دماغك من الصداع

أجابها بهدوء ونبرة تهديدية:

_طب متاخدي لك ساتر وتقفي علي جنب بدل ما ينوبك من صداعي وغضبي اللي مش هتقدري عليه

تحدثت بصياحٍ وإصرار:

_ مش هسكت يا ياسين والليلة دي ليلتي ومش هتنازل عنها

صمت ياسين فتحدثت مليكة بإستنكار:

_ليلتك اللي هي إزاي يعني ؟

وأكملت بغضبٍ حاد دفاعً عن حقها الشرعي بزوجها:

_ ليلتك أخدتيها إمبارح يا حبيبتي والليلة دي ياسين هيقضيها في جناحي أنا

وقفت ليالي مقابلة لها وتحدثت بإصرار وعند:

_ ياسين مش خارج من جناحي النهاردة وهيقضي الليلة معايا يا مليكة

تحدثت مليكة بتملك:

_وأنا بقول لك وبأكد لك إن ياسين مش هيقضي ليلته غير في جناحي أنا والمفروض تفهمي لوحدك إنه لو عاوز يستقبل السنة الجديدة في حضنك مكنش جالك إمبارح

ثارت من حديثها القاتل لإنوثتها وأردفت قائلة بإصرار:

_ طب أيه رأيك بقي يا مليكة بسبب الكلمتين دول ياسين مش هيستقبل سنته الجديدة غير في حضني وعلي سريري

أخرسهما صوتهِ الهادر متحدثً بغضبٍ تام بعدما فاض به الكيل وطفح :

_ جري إيه منك ليها إنتم إتهبلتوا ولا إيه  ياسين مين يا حٌرمة إنتِ وهي اللي قاعدين تشقطوه وترموة لبعض

جحظت عيناهما وتحدثت مليكة بإستنكار:

_ إنتَ بتقولي أنا يا ياسين حٌرمة ؟

وتلتها ليالي التي تحدثت بإشمئزاز:

_” Oh No” حُرمة بقيت بيئة أوي يا سيادة العقيد

تحدث هو بعدما فاض بهِ الكيلٌ من كلاهما:

_ طب إسمعي بقا منك ليها قدامكم خمس دقايق بالظبط وتختفوا من قدامي وتعدلوا خلقتكم دي وتطلعوا تستقبلوا الضيوف وكأن مفيش حاجه حصلت،

وأكملَ وهو يُشير بسبابته بوعيد :

_ وإلا قسماً بربي

لم يٌكمل جملته فقاطعته مليكة بحدة وعناد:

_وأنا مش طالعة من هنا غير لما أعرف هتبات فين يا ياسين ؟

أجابها بهدوء ما يسبق العاصفة متحدثً من بين أسنانه:

_ إسمعي الكلام وأطلعي برة يا مليكة

أجابته بإصرار وعناد:

_مش طالعة يا ياسين

وأردفت ليالي وهي تنظر إلي مليكة بعناد:

_ وأنا مش خارجة غير لما تقولي وتوعدني إنك هتبات في أوضتي يا ياسين.

وقف مٌقابلاً إياهم ونظر لهما بابتسامة مستفزة باردة وتحدثَ بدهاء:

_طب إسمعوا بقي نهاية الكلام وختامه المسك زي ما بيقولوا

ثم أشار لإثنتيهما :

_إنتم الإتنين هتباتوا هنا في المكتب وبالهدوم اللي عليكم دي

وأقسمَ بوعيد:

_وقسماً بربي اللي هتخرج من باب المكتب ده النهاردة لتطلع منه علي بيت أبوها وما هتدخل البيت برجلها تاني

وأكملَ مٌهدداً:

_وتنسي إن ليها ولاد وهتفضل متعلقة لا هي اللي متجوزة ولا هي اللي مطلقة

ونظر لكلتاهما وتحدثَ ببرودٍ قاتل ليس بجديدٍ عليه :

_أه وبالمناسبة إنتوا كنتوا بتسألوا هبات فين النهاردة هتصل حالاً وأحجز “Suite” في أفخم فندق فيكي يا إسكندرية وهبات فيه لوحدي وهراقب من تليفوني الكاميرا بتاعت المكتب

وأكملَ بوعيد:

_ وعاوز واحدة فيكم تتحرك برة المكتب ده النهاردة

وتحركَ بإتجاه الباب وكاد أن يخرج

إلا أنهٌ حول بصرهِ مرةً أخري لكلتا التي إرتسمت علي ملامحهما علامات الذهول والصدمة

وتحدث بإبتسامة سمجة ونبرة ساخرة:

_ زوجاتي العزيزات كل سنة وإنتم طيبين وأتمني لكم ليلة سعيدة تقضوها في حضن بعض

وخرج وصفق خلفهِ الباب تاركً كلتاهما تنظران بشرود علي أثر ذلك الذي صفعهما بقوة دون أن يلمس خديهما

تحركت مليكة بشرود وأرتمت فوق الأريكة بإهمال وتحدثت بتيهة:

_ هو إللي حصل من شوية ده حقيقي ولا أنا بيتهيئ لي

تحركت ليالي وجلست بجانبها وتحدثت بشرود وإنكار:

_ لا طبعاً مش حقيقي ده أكيد كابوس ما أنا مستحيل أتخيل إن ياسين يخليني أقضي ليلتي هنا قاعدة علي الكنبة دي طول الليل في عز البرد ده  لا وكمان بالفستان ده وتحت منه الكورسية

تحدثت مليكة بتيهة:

_ طب وولادي مش هنيمهم في سرايرهم وأغطيهم من البرد وأطمن عليهم ؟

مستحيل ياسين يعمل فيا كده أكيد كان بيهزر وهيدخل الوقتِ ويراضيني ويخرجني من هنا

إبتسمت ليالي ساخرة وأردفت قائلة بتفسير:

_ لا يا حبيبتي مبيهزرش ياسين المغربي توقعي منه أي حاجة إنتِ بس اللي لسة مشفتيش الوش التاني ليه

ياسين غدار وقلاب زي البحر بالظبط ملوش أمان

نظرت لها مليكة وتحدثت:

_ تفتكري إحنا زودناها معاه ؟

تنهدت وأجابتها:

_بيتهيئ لي أه ،

ثم تأفأفت وأكملت بنبرة نادمة:

_  أنا غلطانة إللي سمعت كلام مامي علي الاقل كان زماني نايمة في سريري الدافي ولابسه بيجامتي المريحة

بعد مدة طويلة إستمعن لخبطات فوق الباب

دلفت منه مٌني العاملة وهي تحمل بيديها بعض الأغطية و تجاورها هدي التي تحمل حامل به بعض الأطعمه والمشربات

وتحدثت مني علي إستحياء:

_ ياسين باشا باعت لحضراتكم الحاجات دي وبيقول لكم خلوا بالكم من بعض كويس

ثم خرجت هي وهدي ونظرت كٌلً منهما للأخري وبدون سابق إنذار أنطلقتا بالضحكات الساخرة التي وصلت لحد الهيستيريا

وقضى ليلتهما تتمللان من ضيق الأريكة وضيق ثوبيهما وعدم راحتيهما وما أن حل ضوء النهار وأنكشفَ حتي إنطلقت سريعاً كلاهٌما كٌلٍ إلي جَناحها لتخلع عنها ثوبها وتدلف إلي المرحاض لتنعم بحمامٍ ساخن علهٌ يٌهدئ روعها من ما خاضته بتلك الليلةِ البائسة

***☆***☆***☆***☆***

بعد مرور خمسة أيام من عقاب ياسين الشديد لإمرأتيهِ ،

كان يجلس بجانب والدهِ في حديقة المنزل يتحاوران معاً بخصوص العمل ومازال معاقب إثنتيهما ويقبع داخل غرفة لحالةِ

أتت إليهِ مٌني وتحدثت بإحترام:

_ياسين باشا عز مش مبطل عياط وعاوز حضرتك تروح له حالاً .

نظر لها مٌضيقاً العينان وتحدث بإستفسار:

_٠يعني إيه مش مبطل عياط؟

تعبان يعني ولا إيه ؟

أجابتهٌ مٌني بطمأنة:

_لا يا باشا الحمدلله هو بخير هو بس مش عاوز ينام وطالب حضرتك تروح له علشان ينام في حضنك .

تنهد ياسين وأجابها بهدوء :

_طب روحي هاتيه يا مٌني

تحدثت سريعاً:

_ هو فعلاً كان عاوز ييجي معايا لكن مليكة هانم موافقتش وخافت عليه ليبرد أصله لسه واخد دٌش يا باشا

قهقهَ عز عالياً وتحدث قائلاً بنبرة ساخرة:

_يا ضنايا يا أبني ،

ثم نظر إلي ياسين وتحدثَ ساخراً:

_في دي بقى مليكة عداها العيب وأزح الولد يا قلب أمه لسه واخد دٌش وإنتَ عارف بقى يا ياسين البرد اليومين دول جبار ومبيرحمش

قهقهَ كلاهما وتحدث إلي أبيه مٌتسائلاً:

_طب والعمل سعادتك ؟

أجابهٌ عز بدهاء:

_تروح طبعاً وفوراً ولا أنتَ يرضيك عذاب الشوق واللهفة اللي الولد فيهم ده حتي غلط علي صحته .

وبعدين طالما الولد قدم فروض الولاء والطاعة وطلب الصفح يبقي ليه لا

قهقه كلاهما سوياً

وأسترسل عز حديثهٌ قائلاً بحديث ذات مغزي:

_ بس أوعي تغرق في بحر عز وتنسي الطرف التاني العدل يا سيادة العقيد .

نظر له ياسين وتحدثَ بحديث ذات معني:

_طب عز وقدم فروض الطاعة وطلب الصفح يتساوي إزاي بحمزة اللي ولا علي باله أصلاً

وأكملَ معترضاً بذكاء :

_إسمح لي يا باشا  المساواة هنا هتبقي منتهي الظلم.

أجابهُ عز بمكر:

_ وطبعاً الموضوع ده جاي لك علي الطبطاب يا أبن عز

ضحك برجولة ووقف وتحدث إلي أبيهِ بإنتشاء :

_تصبح علي خير يا باشا

أجابهٌ بدعابة:

_ الله يقويك يا حبيبي .

تحرك بجانب مٌني إلي أعلي حتي وصل إلي جناح مليكة وكاد أن يتخطاه مٌتجهاً لغرفة صغيرهُ الذي أكملَ عامهِ الثالث،

ولكن أوقفهٌ صوت مٌني وهي تنبههٌ :

_ياسين باشا عز في جناح مليكة هانم .

نظر لها مٌستغرباً وتحدث بحديث ذات مغزي ومعني:

_ يا خوفي لتكوني غيرتي وجهتك وبقيتي بتلعبي لحساب مليكة هانم يا مٌني ؟

إبتسمت له وتحدثت بإحترام:

_ليه يا باشا هو حد قال لحضرتك أني مستغنية عن عمري .

إبتسم لها بتسلي وتحدث بدهاء:

_يعجبني فيكي ذكائك يا مني يلا إنزلي شوفي شغلك

تحركت مني للأسفل

وأتجه هو للباب وأخذ نفسًا عميقاً حتي يتحكم في ضبط مشاعره ودقات قلبهِ المتسارعة المشتاقة بجنون لمليكة حياته مٌنذٌ ذلكَ اليوم

دق الباب ودلف للداخل وعلي الفور إبتلع لعابهٌ وحاول جاهداً التحكم بحاله وضبط النفس حتي يظهر بالثبات من هول ما رأي تمالكَ من حاله لأبعد الحدود حتي لا يٌسرع إليها ويرفعها مٌعلقاً إياها بين أحضانه ليذوبا معاً في بحر عشقهما المميز .

نظر علي تلك المستلقية فوق تختها بمنتهي الإثارة ترتدي شورتًا قصيراً للغاية وكنزة باللون الأحمر بحمالة رفيعة بصدرٍ مفتوح يٌظهر أكثر مما يٌخفي وتحتضن صغيرها بعناية

إستدارت هي بجسدها ونظرت عليه بإنوثة بعثرت كيانهْ فاتحة شفاهها المغطاة بطلاء باللون النبيتي الذي يعشقهٌ عليها ذلك الولهان

إبتلع لٌعابهٌ بصعوبة وتمالك من حالهِ لأبعد الحدود من مظهرها الذي يدعو للجنون ولا شيئ غيرة

ونظر إلي صغيرة الذي وما أن رأه حتي هلل ووقف علي الفور مٌصفقًا بسعادة

إتجهَ ياسين إلي صغيرهِ مٌتجاهلاً تلك المٌهلكة لروحه وحملهٌ وأحتضنه وبدأ يٌكيل له وابلاً من القبلات وتحدث بنبرة هادئة عكس بركانهِ الداخلي :

_إيه يا قلب بابي مالك يا حبيبي ؟

رد الصغير ذو الثلاث أعوام بتلقائية:

_ أنا زعلان منك كتير يا بابي علشان مش جيت تاخد عز في حضنك وتبوسه

نظر ياسين لصغيرهِ وضيقَ عين وفتح الأخري مٌستغربًا حديث صغيرهِ الذي يسبق سنه وتحدثَ:

_ مش إحنا إتغدينا مع بعض النهاردة وقضينا طول اليوم في حمام السباحة مع إخواتك وبعدها بوستك بوسة كبيرة ؟

رد الصغير بتلقائية:

_  أيوة ماأنا عارف وقولت كده لمامي بس هي قالت لي إن لازم بابي يبجي يحضنك ويبوسك وإنتَ في السرير

حول بصره لتلك التي تكاد تختفي من شدة خجلها وتضغط بأسنانها علي شفاها السفلي مما أثارهُ أكثر وأكثر

جلس ياسين بجانبها وأخذ صغيرهُ بين أحضانهِ وبدأ بقص حكاية لهْ حتي غفي بسلام

ثم تحمحمَ مٌتسائلاً لتلك الصامتة:

_  هتنيمي الولد هنا ولا أوديه اوضته ؟

أجابته بهمسٍ عابث بعثر كيانه:

_ وديه أوضته هيرتاح هناك أكتر

تحمحمَ وحمل صغيره وأتجهَ بهِ إلي غرفته ودثرهٌ بعناية تحت الفراش

ثم عاد إليها من جديد وتحدثَ مٌترفعًا متمنعاً:

_  أنا ماشي عاوزة حاجة ؟

إستشاط داخلها من ذلك المٌتصنع البرود وقررت أن تعاقبه بنفس سلاح البرود وأجابته بنبرة باردة مٌبتسمة بسماجة:

_ متشكرة يا ياسين تصبح علي خير .

إنصدم من ردة فعلها الغير متوقعة وحدث حاله بجنون أي خير تتحدثين عنه أيتها المشعوذة الصغيرة ؟

أبعد ما أشعلتي داخلي وبعثرتي روحي بهيئتك المهلكة تلك تتحدثين بكل برود وتٌرسليني من جنتك بتلك البساطة،

من أين حصلتي علي ذلك اللؤم مٌدللتي ؟

نظرت إليه وتحدثت لتحرق روحه وتشعلها:

_ فيه حاجه يا ياسين ؟

فاق من شرودهُ وهز رأسهٌ نافياً وتحدثَ بعيون مٌشتعلة:

_مفيش حاجة تصبحي علي خير ،

وتحرك سريعاً للخارج وأغلق خلفهٌ الباب بحدة

إنتفض داخلها وأرتعبت من فكرة إبتعاده، كادت أن تبكي لكنها وبلحظة فكرت وتحركت سريعاً إلي الباب لتلحق به قبل المغادرة

فتحت بابها وجدته متسمراً واقفً أمام الباب لا هو يستطيع الدخول إمتثالاً لكرامته ،

ولا قلبهِ يستطيع الرحيل وترك معشوقة قلبه ومليكته

نظرت له وألتقت الأعين وتحدثت بما يفوقٌ حديثٌ اللسان بمراحل

أمسكت يدة وشدتها لتحثهٌ وتدعوهُ إلي الدخول مرةً أخري لجنتها إنساق إليها ودلف معها وكأنهٌ مٌسحوراً

وما أن أغلق هو الباب حتي رمت حالها داخل أحضانهٌ كقطة شيرازي تتمسح بصاحبها وتطلب ودهٌ وحنانه ،

والذي بدوره لف ساعديه حول خصرها ورفعها للأعلي محتضناً إياها لتتعلق ساقيها بالهواء

نظر بعيناها وتحدث بهيام:

_ وحشتي ياسين يا عيون ياسين

أجابته بدلال وترفع :

_ لو كنت وحشت ياسين بجد كان جه وأترمي في حضني بدل ما يقسي عليا بالشكل ده

مال علي شفتاها وألتهمهما بشغفٍ وهيام وبعد مدة إبتعد عنها وهو يلهث قائلاً :

_حد بردوا يقسي علي روحه ده أنتي روحي يا غالية

تحرك بها إلي اليخت ومازال معلقاً إياها داخل أحضانه وغمز بعيناه وتحدث بوقاحة:

_ هو عز بقي عنده كام سنة ؟

أجابته بهمس :

_ تلات سنين

غمز بعيناه وتحدث:

_ طب مش كفاية عليه دلع لحد كده إحنا لازم نجيب له بنوتة شقية كده شبه مليكة الحلوة تلعب معاه

ضحكت خجلاً فأكمل وهو يضعها فوق التخت بعناية وحنان:

_ أنا عاوز بنتي تنورني بعد تسع شهور من النهاردة،

وغمز بعيناه:

_ إتفقنا

إبتسمت خجلاً ثم غاصا معاً في درب عشقهما الحلال المميز

بعد مدة كانت مستلقية تحت الفراش تتنعم بأحضانه الدافئة

تحرك هو تاركً إياها مٌتجهاً إلي خزنتهِ الخاصة وفتحها ثم أخرج منها عٌلبة كبيرة وتحرك إليها من جديد وجلس بجانبها وأفتح العٌلبة تحت إنبهارها الذي يعشقه ويحفزة علي ان يٌزيدها أكثر وأكثر من هداياه المميزة لها هي وفقط

وتحدثت هي حين رأت ذلك العِقدٌ الفريد من نوعه:

_ وااااو يا ياسين معقولة في جمال بالشكل ده ؟

مال علي شفاها واقتطتفَ قٌبلة سريعة بجانب شفاها وتحدث:

_ جمالك فاق الحدود ولازم له ذوق نادر علشان يليق بمقامك يا ملكة

أمسك العقد واستعد واستدارت هي ورفعت شعرها فألبسها إياه ثم مال علي عٌنقها وفرقَ عليه وابلاً من القبلات الشغوفة

وتحدث بعيون عاشقة:

_ كل سنه وإنتِ في حضن حبيبك وساكنة روحه ومتربعة علي عرش قلبه

إبتسمت بسعادة وأردفت قائلة بعيون هائمة في بحر عيناه:

_كل سنه وإنتَ سعيد وجوة حضني يا حبيبي

ثم جرت مٌسرعة تنظر بمرأتها بسعادة بالغة وهي تتحسس العقد وتنظر إليه في إنعكاس صورته بالمرأة بإنبهار وتسائلت بتعجب:

_ أمتي جبته وإزاي ؟

أشار لها فتحركت إليه مسرعة وتنهد براحة وهو يستلقي علي ظهره ويجذبها إليه لترتضم بصدرهِ قائلاً :

_العقد ده بقاله سنه بيتصنع بمزاج علشان يطلع في أبهي صورة له ويليق برقبة مليكة هانم المغربي  مرات ياسين ونور عيونه وعمره اللي رجع له بعد سنين ضياع

كانت تنظر إليه بهيام وحالة غرام تسيطر عليها وتحدثت بعيون عاشقة:

_  أنا بحبك أوي يا ياسين

أجابها بجنون عاشق:

_ وأنا بعشق التراب اللي بتمشي عليه يا قلب ياسين

دثرت حالها داخل أحضانه ووضعت رأسها موضع قلبه لتستمع لدقاته وتحدثت برجاء:

_ ممكن ماتبعدش عني تاني يا ياسين أنا ببقي ضايعة من غيرك وروحي بتبقي تايهة مني

أجابها بصوتٍ يملئهُ العشق:

_  هو فيه حد بيبعد عن روحه إنتِ روحي اللي ببُعدي عنها بتروح روحي مني

دثرت حالها داخل أحضانهِ أكثر وأكثر وضلا طوال الليل يُسقيها من شهد الغرام ويٌسمعها أحلي كلام الهوي والعشق،

عشقه المميز الخاص بها

عشق الياسين لمليكة فؤاده

تمت بحمد الله الحلقة الخاصة من

#قلوب_حائرة

#بقلمي_روز_آمين

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى