روايات روز أمين

رواية قلوب حائرة لروز أمين الجزء الرابع كامل

رواية قلوب حائرة لروز أمين الفصل السابع والثلاثون

بعد مرور ثلاثة أيام داخل منزل سالم عثمان

كانت تلتف هي وعائلتها حول سفرة الطعام يتناولونَ إفطار يوم الجمعة

وسط اجواء تتسم بالمحبة والود بعد أن إستردت بعض صحتها ونشاطها بفضل الله ثم أبيها ووالدتها وشريف .

نظر سالم إلي مروان وتحدث بإهتمام:

_إيه يا مروان مبتاكلش ليه يا حبيبي ؟

تحدث إليه الصغير بإحترام:

_مش قادر يا جدو أكلت تشيز كيك مع خالوا من شوية وقت وشبعت خلاص .

نظرت سٌهير إلي شريف ووجهة له اللوم:

_أنا مش قولت لك متدلوش غير بعد الأكل عجبك كده أهو مافطرش .

اجابها شريف مٌدافعاً عن حاله:

_ أعمل إيه بس يا سوسو في قلبي الضعيف إللي مبيقدرش يقاوم ويرفض أي طلب لحبايبه ،

ثم نظر إلي مروان وتحدثَ بدعابة:

_عجبك كده يا سي مروان أديك جبت لي الكلام أتفضل كٌل بقي علشان أخدك معايا بالليل الإستوديو .

أما أنس الجالس بأحضان سٌهير تٌطعمهْ فقد رفعَ يده وتحدث بإنتشاء:

_أنا باكل أهو يا خالو خدني أنا كمان مع مارو .

نظر له شريف وبعث له قٌبلة في الهواء وتحدث بحب:

_ يا قلب خالو إنت أصلاً أول حد جاي معايا ،

هلل الصغيران .

كانت تبتسم داخلياً من الإهتمام المٌحاطة به هي وأطفالها من عائلتها المحبة .

تحدث والدها بإهتمام:

_كملي أكلك يا حبيبتي .

نظرت له بابتسامة حانية وأردفت:

_شبعت خلاص يا بابا .

أصر عليها وأكمل:

_علشان خاطري يا حبيبتي كملي أكلك .

هزت رأسها له بطاعة وأشرعت بتناول ماتبقي لها .

تحدثت سٌهير بجدية:

_هو إنتَ يا سالم مش ناوي تسافر أسوان إنتَ وشريف علشان تقعدوا مع حسن المغربي وتتفقوا علي ميعاد وترتيبات الخطوبة ؟

أجابها سالم :

_يومين بس لما صحة مليكة تبقي أحسن وهنسافر إن شاء الله .

أجابته سٌهير :

_أنا بس كنت عاوزة أعرف ميعاد الخطوبة علشان أبلغ سيف يعمل حساب أجازته هو ومراته.

نظرت لهٌ مليكة وتحدثت:

_ أنا الحمدلله بقيت كويسة يا بابا سافر حضرتك إنتَ وشريف ومتعطلوش نفسكم وأنا والولاد أدينا قاعدين مع ماما .

نظر لها شريف وتحدث:

_لا ياحبيبتي لما تبقي كويسة ونطمن عليكي نبقي وقتها نسافر .

إبتسمت له وتحدثت بحب:

_صدقني يا حبيبي انا بقيت كويسة وبعدين بصراحة كده أنا بتلك علشان أسافر أسوان عاليا وحشتني جدا هي وطنط ونفسي أشوفهم .

تحدثت سٌهير إلي مليكة بإبتسامة:

_تعرفي يا مليكة اني حبيت البنت دي أوي فاكرة يوم ما عزمتيها علي الغدا هنا سبحان الله أول ما شفتها دخلت قلبي وحبيتها علطول وليها هاله كده من أول مادخلت المكان نورته وخلقت فيه جو من السعادة والبهجة ده غير إنها مؤدبة ومتربية صح .

ثم تحدثت بإستهجان :

_عكس إللي إسمها سالي دي خالص المرتين إللي جت فيهم هنا كانت بتقعد مكشرة وتبص علي كل حاجة حواليها بإشمئزاز حقيقي كانت قليلة الذوق فرق السما من الأرض بينها وببن عاليا .

كان يستمع لوالدتهٌ وحبها وراحتها لعاليتهْ بقلبٍ سعيد .

حدثها سالم بإقتضاب:

_الله يسهل لها يا سٌهير البنت راحت لحالها مفيش داعي تجيبي سيرتها وتحملينا ذنوب وإحنا قاعدين .

رد شريف تأكيداً علي حديث والده:

_بابا عنده حق يا ماما وبعدين ياريت حضرتك تعتبريها صفحة في حياتنا وأتقفلت علشان سيرتها متجيش بعد كده قدام علياء وتضايق .

بعد حوالي ساعة كان الجميع يجلس في البهو يحتسون مشروب القهوة تحدث مروان:

_ مامي هي نانا هتيجي أمتي ؟

أجابتهْ:

_بعد صلاة الجمعة ان شاء الله يا حبيبي .

نظر لها سالم وتحدث:

_ هي ثريا هانم جاية يا مليكة ؟

سبقتها سٌهير بالرد:

_طارق إتصل بشريف وأستأذنه إنه هيجيب عمته وييجوا علشان يطمنوا علي مليكة والأولاد .

أردف سالم بإعجاب:

_الست دي محترمة وتصرفاتها تصرفات واحدة متربية وبنت أصول بجد .

ونظر إلي مليكة وأسترسلَ حديثهْ :

_ياريت يابنتي تخلي بالك منها وتحطيها جوه عيونك .

إبتسمت له وتحدثت بصوتٍ هادئ :

_ هي اللي واخدة بالها مني ومن ولادي يا بابا ربنا يبارك لي فيها .

_________________________________

داخل حديقة منزل رائف

كان الجميع مٌلتفونَ حول مائدة الإفطار كالعادة

ولكن بقلوبٍ محملة بأثقال من التعب والألم والفراق والهجران ،

قلب ثريا المٌتالم من فراق فلذات أكباد فقيدها الغالي وعٌقدت ذنبها التي لازمتها بعدما حل بمليكة من تعب وألم وما أوت إليه بفضلها ،

أما ياسين العاشق المجروح وقلبهٌ الذي مازال ينزف ويتألم مٌتأثراً بما فعلته به معشوقته وبرغم أنه إستمع إليها إلا أنه لم يقتنع بأعذارها إلي الأن وأكثر ما ألمَ قلبهْ وأكمل عليه هو إبتعادها وأختفائها عن عيناه،

ويسرا وعز وطارق ومنال التي مازالت تتألم من مجرد نظرتها داخل عيون ياسين وهي تري بهما ألمٍ مٌميت وفقدان الثقة.

تحدثت راقية بفضول كعادتها:

_ هي مليكة لسه مجتش من عند باباها يا ثريا ؟

إنفطر قلبه وأنخلع من مجرد ذكر أحدهم لإسمها .

أجابتها ثريا بصدرٍ مٌحملٍ بالهموم:

_لسه يا راقية هتقعد كمان كام يوم هناك لحد ماتبقي كويسة إن شاء الله .

أجابتها بإستغراب:

_غريبة أوي إشمعنا يعني المرة دي إللي راحت بيت باباها ده عمرها ماحصلت من ساعة ما دخلت بيتكم ده حتي وقت ما ولدت الولدين لا انتي ولا رائف الله يرحمه كنتوا بترضوا إنها تسيب البيت وتروح لباباها مكنتش حتة وقعه دي .

إشتعل داخله من تلك المٌتحشرة ولكنهٌ تمالك حالهْ إلي أبعد الحدود وتحدث بنبرة باردة ساخرة بعض الشئ:

_تعرفي إن حضرتك كان هيبقي لك مستقبل هايل في شرطة المباحث وخصوصاً قسم التحقيقات إنتي مكانك مش هنا خالص يا طنط للأسف حضرتك موجودة في المكان الغلط .

إبتسمَ عز بهدوء علي قذف جبهة إبنه لتلك الراقية الغير راقية بالمرة .

إبتسمت بسذاجة وتحدثت:

_تصدق ماما الله يرحمها كانت دايماً تقول لي كده بس مكنتش بصدقها .

أجابها ياسين ساخراً:

_ ملكيش حق حضرتك كان لازم تصدقيها كان زمانك في حتة تانية خالص ومريحانا .

نظرت له بإستهجان فأكملَ هو بمراوغة:

_ أقصد يعني مريحانا من ناحية مستقبل حضرتك السياسي إللي أكيد كنا هنبقي مبسوطين جداً بيه علشانك .

إبتسمت ثريا بوهن وأبتسمَ الجميع علي سخرية ياسين الغير مباشرة من تلك الراقية.

رمقها عبدالرحمن بنظرة حارقة وتحدث:

_ كٌلي يا راقية كٌلي الاكل مفيد جداً في حالتك دي يا ماما .

نظر عز إلي عبدالرحمن وتحدث بجدية:

_ الباشمهندس حسن ماكلمكش في حاجة يا عبدالرحمن ؟

أجابهٌ عبدالرحمن:

_ قصدك علي موضوع عاليا وشريف عثمان ؟

هز رأسه بإيجاب فأكملَ عبدالرحمن:

_أه كلمني وأنا بصراحة فرحت جداً للبنت ولاد سالم عثمان محترمين ورجالة يٌعتمد عليهم بجد .

نظر عٌمر إلي والدة وتحدث:

_شريف وعاليا إزاي يعني هو مش شريف ده خاطب مذيعة معاه ؟

أجابهٌ طارق :

_فركش يا عٌمر وخطب عاليا عقبالك يا هندسة .

ضحك عٌمر ورفع يده:

_ بعد الشر عليا أنا كده تمام أوي لحالي أحلالي .

ثم نظر إلي ياسين وحزنه الظاهر علي ملامحه وتحدث:

_ وأنا ليه أجيب لنفسي وجع القلب والهم أنا كده برنس في نفسي وعاجبني حالي .

تحدثت منال إلي ثريا:

_ مبروك لعاليا يا ثريا شريف حد محترم ويستاهلها بجد .

هزت لها رأسها بهدوء وتحدثت:

_الله يبارك فيكي يا منال عقبال ماتفرحي بعٌمر إن شاء الله .

نظرت لها راقية وتحدثت:

_ ألف مبروك يا ثريا والخطوبة إمتي إن شاء الله ؟

اجابتها ثريا:

_إن شاء الله هيحددوا الإسبوع ده حسن كان بيقول لي إحتمال تكون بعد إسبوع .

تحدث عبدالرحمن:

_ المفروض حسن ييجي يعمل الخطوبة هنا في الفيلا وأهو يبقي في وسط أهله ويسهل علينا كلنا موضوع السفر .

تحدثت ليالي مٌوجهةً حديثها إلي عز مٌتسائلة:

_هو عمو حسن هيعمل الخطوبة في أسوان ؟

وأكملت مٌبتسمة لفكرة فك حصارها الجبري الذي فرضهٌ عليها ياسين:

_ علي كده إحنا هنسافر أسوان الأسبوع ده ؟

نظر لها ياسين وابتسم ساخراً من تلك الفارغة ذات العقل الفارغ

تحدثت ثريا رداً علي عبدالرحمن:

_ أنا قولت له وقال لي إنه مش هينفع يا عبدالرحمن قال علشان أصحابه ومعارفه وجيرانه وكمان أهل إبتسام موضوع السفر هيكون صعب عليهم .

نظر ياسين بأسي لتلك الصامتة التي تداعب طعامها الموضوع أمامها بعبث ويبدوا عليها الحزن نعم إنها يسرا لا غيرها

تنهد بألم ثم نظر لأبيه وعمهِ وتحامل علي حالهِ وتحدث بابتسامة مرسومة:

_إحنا كمان عندنا كتب كتاب قريب إن شاء الله .

نظر لهٌ عبدالرحمن وأردفَ مٌستفهماً:

_كتب كتاب مرة واحدة وياتري مين سعيد الحظ ده يا ياسين ؟

إبتسم وليد بسماجة وتحدث إلي ياسين مٌداعباً إياه:

_أكيد طبعاً سيادة العقيد يا بابا وده إقتناعاً منه بمقولة التالتة تابتة ولا إيه يا ياسين باشا ؟

إبتسم ياسين بجانب فمه ساخراً

وأكملَ طارق مٌدافعاً عن أخيه:

_ لا سيادة العقيد متبرع لك بالطالعة دي بالنيابة عنه يا وليد باشا .

ثم نظر إلي هالة زوجة وليد المبتسمة بشماتة في زوجها فأكملَ طارق:

_ أنا أسف يا هالة بس الأفية حكمت .

إبتسمت هالة وأجابته بإحترام:

_بتتأسف علي إيه يا طارق علي أساس إنه مكنش هيعملها بدل المرة خمسة .

ردت عليها راقية ساخرةً:

_ ما هو من خيبتك يا حبيبتي ماأنتي لو مالية عين جوزك صح ماكانش فكر يتجوز عليكي .

حزنت هالة فهدر عبدالرحمن براقية قاذفاً بجبهتها قائلاً:

_لا وإنتي الصادقة ده من خيبته هو وعينه الفارغة وأكبر دليل علي كلامي ده أنا قدامك أهو ومع ذلك راضي وشاكر ربي علي أمل إنه تكفير ذنوب المفروض الإنسان يحمد ربنا علي السراء والضراء .

إبتسمت هالة حين إنتفضت راقية كمن لدغها عقرب وتحدثت بحدة:

_تقصد إيه بكلامك ده يا عبدالرحمن ؟

إبتسم ياسين بوهن وهو ينظر لأبيه المٌبتسم بطريقة ساخرة علي ذلك الثنائي العجيب .

حينها تحدث طارق مٌحاولاً التلطيف:

_عمي طبعاً يقصد إن حضرتك السراء اللي عايش يحمد ربنا عليها يا طنط ،

ثم نظر إلي عبدالرحمن غامزاً بعينه بذات معني وأسترسلَ حديثه:

_ولا أيه يا عبدالرحمن باشا ؟

ضحك عبدالرحمن وأكملَ:

_ طبعاً يا طارق ودي بردوا محتاجه سؤال يا أبني .

رمقتهٌ راقية بنظرة حارقة حين أكملَ وليد مٌتسائلاً:

_ لا بجد يا ياسين كتب كتاب مين ده إللي عندنا قريب ؟

حول بصره إلي يٌسرا التي إنتفض جسدها خجلاً وهي غير متوقعة حديث ياسين عنها فأكملَ هو:

_ كتب كتاب أجمل وأعقل بنات العيلة يسرا هانم المغربي .

إبتسمت له بحب وأبتسمت ثريا لسعادتها التي ظهرت بملامحها رغماً عنها .

نظرت لها منال وتحدثت بسعادة:

_ده إيه الأخبار الحلوة دي يا يسرا ده حصل أمتي وإزاي؟

أجابتها خجلاً:

_ده واحد شغال قبطان مع خالو حسن إتعرفنا عليه وإحنا في أسوان يا طنط

أردفت جيجي بسعادة:

_ألف مبروك يا يسرا .

تحدثت ليالي:

_ شكلي كده أنا أخر من يعلم كعادتي .

ضحكت لها جيجي وتحدثت :

_أنا عرفت بالصدفة في مرة واحنا بنتكلم أنا ويسرا ومليكة .

نظر ياسين إلي والده وتحدث:

_شوف يا بابا الوقت اللي يناسب حضرتك إنت وعمي علشان أرد علي سليم يجيب أهله وييجوا علشان نقعد ونتعرف وتحددوا ميعاد كتب الكتاب إن شاء الله .

أجابهٌ عز:

_ خليها بعد خطوبة عاليا يا ياسين نكون فوقنا علشان نعرف نرتب أمورنا بالراحة

ثم نظر إلي يسرا وتحدث بحنان أبوي:

_دي يسرا المغربي يعني لازم يتعملها حفلة متعملتش في إسكندرية كلها .

نظرت له بعيون مغيمة بدموع السعادة وأردفت:

_ربنا يخليك ليا يا حبيبي وميحرمنيش منك أبداً .

إبتسم لها بحنان أبوي .

تحدثت راقية وهي تنظر علي أطفال يسرا وهم يمرحون بعيداً هم وباقي أطفال الأسرة:

_إتكلمتي مع ولادك يا يسرا واخدتي رأيهم ؟

إبتسمت خجلاً ثم حولت بصرها إلي ياسين وطارق وتحدثت إليهم بإبتسامة شكر:

_ ياسين وطارق قعدوا وأتكلموا معاهم والحمد لله الولاد وافقوا .

إبتسم إثنتيهم لها ثم أكملَ طارق بحب:

_ ألف مبروك يا حبيبتى ربنا يتمم لك علي خير إن شاء الله .

ردت عليه بسعادة:

_متشكرة يا حبيبي متحرمش منك أبدا.

تحدثت ثريا إلي طارق:

_ متنساش ميعادنا عند سالم عثمان النهاردة يا طارق .

إنتفض داخله ونظر لها مٌتلهفاً وأردفَ:

_ هتروحي تجيبي الولاد يا ماما ؟

تنهدت بأسي وتحدثت:

_لا يا ياسين هروح أشوفهم وأشوف مليكة وأقعد معاهم شوية.

تحدث بحدة ظهرت بصوته:

_وليه حضرتك ماتجيبهومش النهاردة، بيتهيألي كفاية عليهم كده ليها 3 أيام قاعدة هناك حتي علشان نفسية الولاد متتأثرش .

نظرت ليالي لزوجها بحزن وغل وهي تري بعيناها إشتياقه ولوعة فؤاده وهو يتحدث عن غريمتها

تحدث طارق بعقلانية:

_ مليكة نفسيتها بتتحسن هناك يا ياسين أنا من رأيي إنها تستني هناك شوية كمان .

تحدثت راقية ساخرةً:

_وهي إيه اللي كان تعب نفسيتها هنا يا طارق صحيح إللي يلاقي دلع ولا يدلعش يبقي حرام عليه .

نظر عز إلي ثريا وتحدث:

_حاولي تقنعيها ترجع بسرعة يا ثريا الولاد وحشوني والبيت وحش أوي وملوش طعم من غيرهم .

أجابتهْ:

_هشوف النهاردة لو عرفت أجبهم معايا يباتوا في حضني ويقعدوا معانا ويبقي حتي طارق يوديهم بكرة أخر اليوم .

إختنق داخله من موقف ثريا وتراخيها بإعطائها حرية المكوث ببيت أبيها ولكن لم يٌظهر هذا حفاظاً علي كرامته امامهم .

_________________________________

كانت تجلس بشرفة مسكن والدها وبجوارها طارق الذي إستأذن عمته وسٌهير وشريف وطلب الجلوس معها بمفرده

تحدث طارق:

_ لحد أمتي هتفضلي تهربي يا مليكة إرجعي وخليكي قوية وواجهي \

نظرت له بإستغراب وتحدثت:

_ هروب هو أنا كده من وجهة نظرك بهرب يا طارق ؟

منا روحت له وواجهته وشرحت له كل حاجة حصلت وبمنتهي الصراحة و كانت النتيجة إيه ؟

أخوك طردني من حياته يا طارق طردني وأتهمني بأبشع الإتهامات إللي عمري ما هقدر أسامحه عليها أبداً مهما حاولت

وأكملت بحزن:

_أنا كل ما الوقت يعدي وأفتكر كلامه معايا وأتهاماته ليا بحس أنا قد إيه مكنش ليا أي قيمغ عنده كان نفسي يعذر ضعفي وتشتت ذهني كان نفسي يعذرني ويحتويني ،أستنيته يجري عليا ويضمني ليه ويطمن خوفي ويخفف عني ألمي وصرخة قلبي إللي كان بينزف بس للأسف ده محصلش

ثم نظرت له وتحدثت بتألم:

_للأسف يا طارق حكايتنا أنا وياسين إنتهت قبل حتي ما تبتدي .

نظر لها بإستنكار وتسائل:

_والحب إللي بينكم يا مليكة، الحب اللي ساكن في عيون ياسين وبيظهر للدنيا كلها بمجرد ما يبص لك، حبك ولهفتك عليه اللي شفتهم بعيوني يوم ما روحتي له معايا المستشفي، كل ده خلاص إتبخر وتاه مع أول مشكلة واجهتكم ؟

تحدثت بتألم وقلبٍ نازف:

_دي مش مجرد مشكلة يا طارق، دي عاصفة واجتاحت وجدانا وأخدت معاها كل حاجة حلوة كانت بينا، ماسبتش جوانا غير الحقيقة المرة وهي إن حبنا كان ضعيف أوي لدرجة إنه مقدرش يقف في وش العاصفة ويثبت ويقاوم،

حبنا كان أشبه ببيت مبني علي الرمل إختفي وأتمحي من الوجود مع أول موجة قابلته ، الشرخ إللي حصل بيني وبين ياسين مستحيل يتصلح ويرجع زي الأول يا طارق أنا وياسين خلاص خسرنا بعض وللأبد ،

وأكملت بحكمة:

_ويمكن ده يكون أفضل لينا إحنا الإتنين .

ثم نظرت للداخل وثبتت بصرها علي ثريا الحاضنة أطفالها بوجهها الحزين وأكملت:

_وكفاية أوي إننا كنا السبب في جرح وألم أعز الناس علي قلوبنا .

_____________________________

إستغلَ خلو المنزل من ثريا ويسرا الجالسة بغرفتها وصعد هو لجناحها ودلف إليه،

وقف ينظر لكل ما يخٌصها بألم يمزق داخله أمسك فرشاة شعرها وأغمض عيناهْ وأشتم بها عبيرها لقد أشتاقها حد الجنون .

ثم تحرك أمام خزانتها الخاصة وفتحها وقعت عيناه علي ثوباً كان قد أبتاعهٌ لها من لندن كانت قد إرتدته في عشائهما مع شقيقها وزوجته ،

وضعهٌ علي أنفه ليشتمه وأغمض عيناه بتلذذ وبدأ بتذكر هذا العشاء كم كانً رائعاً ورومانسياً ،تذكرَ كيفَ قضيا وأكملا ليلتهما معاً ؟

كم بث لها مدي عشقه وكم تجاوبت هي معه ،

كم كانت رقيقة وحالمة للغاية ، حقاً كان يوماً مٌميزاً لهما ،تذكر كيفَ إستيقظت من غفوتها حين شعرت بعدم وجوده بجانبها ،تذكر أيضاً إعترافه لها بتلك الذكريات المؤلمة ،

لم يشعر بحاله إلا وهو يعتسر بيدهِ ذلك الثوب بغضب و يحدث حاله ،كيف لكي أن تفعلي هذا بقلبي بعد إعترافيَ العظيم بمدي عشقي لكِ منذ البعيد ؟

كيف أستطعتي أن تؤلميني هكذا ؟

لقد أعترفتٌ لكي بما أكِنهٌ داخل صدري منذ عقود أيتها الصغيرة،كيف لكي أن تخوني ثقتي بكِ وتغدري بي هكذا، لم أتوقعها منكْ أبدا ،لقد دمرتي داخلي مليكتي،

وأكمل بغضب، لا ولن أٌعيدكِ لأحضاني من جديد حتي تستشعري مدي عظمة الذنب الذي أقترفتهِ بي، نعم أحتاجك وبشدة،نعم توقفت حياتي بدونك حتي أنني أشعر بأني لم أعد أستطيع التنفس بغيابك قلبي يتمزق ألماً منذ رحيلك لكن بلي سأتحامل علي حالي وأستقوي علي قلبي حتيتشعري بعظمة ما فعلتيه بقلبيَ المِسكين،

أشتم ثوبها وأحتضنهُ بحنان وأكملَ أحبك مليكة بل أعشق تفاصيلك إمرأتي ،

تنهد بألم وأرجع ذلك الثوب بمكانه و وقف ينظر لكل أشيائها ثم أغلق باب الجناح وذهبَ .

______________________________

دقت باب غرفة أبيها وهي تٌمسك بيدها حامل به فنجاناً من القهوة دلفت وأعطته لأبيها مٌبتسمة:

_أتفضل قهوتك يا بابا .

إبتسم وهو يمد يده يتناوله مٌتحدثاً لها:

_ إقعدي يا مليكة عاوز أتكلم معاكي شوية .

جلست بجانب والدها فوق تخته فاسترسل سالم حديثه بتعقل:

_الأول عاوز أقول لك إنك لازم تبقي متأكدة من إنك أغلي حد ف حياتي كلها أغلي حتي من أمك ومن أخواتك الرجالة لإن البنت هي رحمة وجنة أبوها علي الأرض يا مليكة ،

ثم تنهد وتحدث:

_أنا لما عرفت مشكلتك روحت ووقفت معاكي ضد عيلة المغربي وأخدتك من وسطهم إنتي وولادك رغم إعتراضهم علي ده لكن وقفت وثبت قدامهم وكنت لك السند والسد المنيع وده حقك عليا ،

وتنهدَ بألم وأكملَ:

_ لكن ده ما يمنعش إني أصارحك وأقول لك إنك غلطي يا بنتي وغلطك كان كبير أوي لدرجة إنه صدمني فيكي،

تألم داخلها من كلمة والدها لها ،

فأكملَ سالم بتعقل:

_علي فكرة يا مليكة أنا برغم زعلي من ياسين ومن معاملته ليكي قدام أهله إلا إني عاذره ومقدر حزنه وغضبه الكبير منك، ياسين راجل مش قليل علشان يتعمل فيه كده يا بنتي، كمان عاذره في اللي عمله وحالة الجنون إللي حصلت له لما عرف بالموضوع بالصدفة من برة مش منك للأسف .

وأكملَ:

_أنا مقدر موقفه وعاذرة في كل إنفعلاته وكلامه ليكي وغضبه منك أنا سبب إعتراضي الوحيد إنه فتح الموضوع وحاسبك قدام أهله ويمكن لو كان حكم عقله وحاسبك بينك وبينه وجه قال لي كان ممكن يبقى لي رد فعل تاني،

وأكملَ مٌفسراً لها الوضع:

_تقيلة أوي يا بنتي علي راجل زي ياسين لما يحس إن مراته رافضة تخلف منه وكمان بتاخد موانع من وراه ووصل بيها الأمر إنها تقتل إبنه بإديها لمجرد إنها تحافظ علي صورة الأرملة الوفية لجوزها السابق ،

كل ده كان بيفكر فيه ياسين وبيقطع فيه وهو بيكلمك قدام أهله ده طبعاً قبل ما يعرف حقيقة إن الجنين كان مشوه وبردوا كان رد فعل طبيعي منه إنه يحملك ذنب التشوه ده ،

أنا راجل يا بنتي وبفسرلك الموضوع من وجهة نظر ياسين .

كانت تستمع له بألم يمزق داخلها نعم هي تعلم أن أبيها محق لكنها أيصاً غاضبة وحزينة منهْ،

وتنهد بالم وتحدث:

_ ما علينا اللي حصل حصل وخلاص خلينا في اللي جاي أنا بصراحة يا بنتي مش عجباني ضعف شخصيتك وأستسلامك بالشكل ده، إيه في الدنيا كلها يستاهل إن يجي لك إكتئاب وتدخلي في نوبة حزن كانت ممكن تقضي عليكي و لولا إن ربنا ألهمني وأرسلني ليكي في الوقت المناسب يا عالم كان ممكن حالتك توصل لإيه ،

وأكملَ بقوة وعزيمة يٌريد إيصالها وأنتقالها لقرة عينه:

_أنا عاوزك تبقي أقوي وأشجع من كده مش حابب أشوف مليكة البنت البريئة اللي لسه عايشة بمشاعر وقلب بنت ال 18 سنه ، إنتي أم وزوجة وقربتي علي سن ال 30 ولازم تقوي أكتر من كده علشان خاطر أولادك،

لازم تكوني سند لأولادك ومتعتمديش علي حد في الأول إعتمدتي علي رائف ورميتي حملك كله عليه وأهو راح وسابك ،بعدها سندتي علي ثريا ومش هنكر إن الست ونعم السند ليكي ولأولادك لكن مش دايمالك يا بنتي،

وبعد ثريا سندتي علي ياسين وأديكي شفتي حتة مشكلة كانت هتهد كل اللي بينكم في لحظة ،

ولولا إن ياسين راجل عاقل وبيحبك بجد وحكم عقله كان طلقك وأخد منك الولاد علشان ينتقم منك ويردلك إللي عملتيه فيه، وعلي فكرة كان يقدر يعمل كده وللأسف محدش كان هيقدر يقف قصاده وخصوصاً بعد موضوع إجهاضك وحتة أخدك للحبوب من وراه كانت هتبقى نقطة ضعف في قضية ضمك لأولادك

تحدثت بألم:

_ حضرتك عاوز توصل لي إيه يا بابا ؟

أجابها بقوة:

_عاوز أشوف مليكة جديدة ، مليكة قوية سند لنفسها وسد منيع لولادها ،مش عاوزك تعتمدي علي حد تاني حتي لو كان الحد ده أنا شخصياً،

إنتي كبرتي ولازم تبقي قوية وتقفي في وش الكل،

وأكملَ بحماس يحاول به بث روح العزيمة داخلها:

_ أوعي تسمحي لأي حد مهما كان إنه يكسرك أو يهينك، ردي وخدي حقك بإيدك وأوعي تسكتي لأي حد مهما كان هو مين متعمليش حساب لأي مخلوق غير لولادك وبس حتي ثريا نفسها أوعي تيجي علي نفسك تاني وتتحاملي عليها علشان خاطر أي حد وافتكري دايماً إن الغلطة الوحيدة اللي وقعتي فيها كانت بسبب خوفك علي غيرك وعلي مشاعره ،

وأردفَ بتسائل :

_ فهماني يا مليكة ؟

إبتسمت وهزت رأسها بقوة وأجابت:

_فهماك يا حبيبي ومش عوزاك تقلق عليا أبداً إللي حصل غير فيا حاجات كتير أوي عرفني إني مش لازم أعتمد علي حد ولا أنتظر وعود وأفعال من حد علشان موصلش نفسي لدرجة الخِذلان ،

وأجابت بقوة:

_ متقلقش عليا يا بابا ربنا سبحانه وتعالي بيخلق لنا من وسط المحن منح وربنا رزقني بالمحنة دي علشان أطلع منها أقوي وعندي صبر وقوة عزيمة أقدر أكمل بيهم طريقي مع ولادي .

إبتسم لها وشدد علي يدها وتحدث:

_هي دي مليكة اللي مش حابب أشوف غيرها بعد النهاردة .

إرتمت داخل أحضانه وتنهدت بإرتياح .

_____________________________

بعد مرور إسبوع داخل مدينة أسوان الساحرة

كان الجميع داخل منزل حسن المغربي يهيئونَ أنفسهم لإستقبال حفل الخطوبة الذي سيقام ليلاً علي ظهر إحدي البواخر العملاقة المتواجدة داخل نهر النيل ،

فقد وصلَت أمس ثريا ويسرا ونرمين وزوجها وأطفالهم وطارق ومنال بزوجتي ولديها وعبدالرحمن وراقية وعائلتهما

أتي ياسين وعز ظهراً وذلك لصعوبة طبيعة عملهما .

كان يشتاقها حد الهوس فهي لم تأتي بعد من بيت أبيها نظر ياسين إلي الحضور يبحث بعيناهِ عنها بينهم ولكنهٌ لو يجدها

ثم تحدث إلي عمته بهدوء عكس ما يدور داخله من حنين واشتياق جارف:

_أمال أنس ومروان فين يا عمتي ؟

أجابته بهدوء:

_في الأوتيل إللي نازلين فيه يا حبيبي .

تسائل بحدة:

_أوتيل إيه ده إللي نازلين فيه ؟

أجابته:

_ عمك حسن عزم علي سالم عثمان ينزلوا هنا معانا لكن هو مرضيش علشان العدد هنا كبير وحجزوا في أوتيل هو ومراته وولاده وباقي عيلته إللي جايين يحضروا الخطوبة.

أجابها بإنفعال لم يستطع السيطرة عليه:

_أيوة يا عمتي كل اللي بتقوليه ده ماله ومال إن الهانم مش هنا هي وولادها ؟

تنهدت وتحدثت:

_هي حابة تكون مع أخوها وأهلها في اليوم ده يا ياسين وده برضوا حقها يا أبني .

زفر بضيق وتحدث بإنفعال:

_عمتي أنا الوضع ده ما بقاش ينفعني ، إتكلمي مع الهانم وفهميها إنها هترجع من هنا علي البيت مش ناقص دلع ستات فاضي أنا .

أجابته بتهدئة:

_حاضر يا ياسين من غير ما تقول يا أبني أنا كنت هعمل كده أنا أصلاً خلاص تعبت من بٌعد الولاد عن حضني ومش قادرة أتحمل البٌعد ده أكتر من كده .

أتي المساء وكل عائلة المغربي مجتمعة فوق الباخرة بإنتظار عائلة عثمان حسب التقاليد والعادات حتي تبدأ مَراسم الحفل ،

كان يقف مٌنتظراً حضورها بقلبٍ ينتفض مٌتشوقاً لرؤية من حرمت علي عيناه النوم طيلة العشرة أيام السابقة ،

وبلحظة وجدها تهلٌ عليه بإشراقتها الجذابة وقد إستعادت بريق عيناها ووجهها من جديد ترتدي ثوبٍ أزرق اللون جعلها أكثر جاذبية وجمالاً .

إنتفض قلبهٌ مٌطالباً إياهٌ بالذهاب إليها وأخفائها بين ضلوعه ليٌخفيها عن عيون البشر الذين أثارهم جمالها الأخاذ ،

كانت تتأبط ذراع والدها وتتحدث معه ويضحكان بسعادة

وقفَ الجميع لإستقبالهم والترحاب بهم حسب العرف صافحوا الجميع حتي وصلوا إليه

تحامل علي حالهْ ونظر إليها بكبرياء قابلتهٌ هي ببرود ونظرات خاليه من التعبير مما إستشاط داخله وأشعله لكنه تحامل وتظاهر ببرودِ مٌميت أشعل داخلها هي الأخري ولكنها أيضاً لم تظهره ،

صافحَ أباها وتحدث :

_مبروك لشريف يا سالم بيه .

أجابهٌ سالم بإقتضاب فهو مازال غاضباً منهْ:

_متشكر يا سيادة العقيد عقبال أولادك .

نظر لها ببرود وتحدث بإقتضاب وملامح جامدة:

_ مبروك .

قابلته بنفس البرود وأكتفت بابتسامة سمجة وهزت رأسها

ثم تحركت مع أبيها تاركة خلفها ذلك الذي لو خرجت النار التي بداخله لتفحم المكان بمن فيهِ بلمح البصر ولكنه تظاهر ببرودٍ مٌميت ولما لا وهو ياسين المغربي .

نظر عليها وجدها تقف بجوار ذلك الرؤؤف الذي ما أن لمحها حتي أسرعَ إليها يتسامر ويضحك وكأنهٌ تربي معها منذُ الصغر .

حدث حاله:

_الويلٌ لكي أيتها الحمقاء أرجو ألا تعبثي معي حتي لا أٌحرقك بنيران غضبي .

وجد من يضع يده فوق كتفه نظر سريعاً وجدهٌ عز الذي تحدثٌ مٌداعباً إياه:

_ فات المعاد وبقينا بعاااد مش قولت لك البعد جفا ،قولت لك روح هاتها وراضيها بكلمتين قبل البعد والهجران ما يعمل شرخ كبير ويبقي صعب تصليحه .

إبتسمَ لأبيه وتحدث بكبرباء:

_مش قبل ما تعرف غلطها وتدركه وهي بنفسها اللي ترجع ندمانة وتعتذر .

تحدث عز ضاحكاً:

_مش باين يا سيادة العقيد حِسبتك المرة دي شكلها خرمت منك البت منفضة لك علي الأخر دي حتي مكلفتش نفسها ترد عليك وهزت لك راسها تسديد نمر مش أكتر .

وأكملَ ساخراً :

_يظهر إن بنت سالم عثمان أعلنت الحرب عليك وسنت سيفها إستعداداً للمعركة يا سيادة العقيد .

ضحك لأبيه وأردفَ بغرور:

_ معركتها معايا خسرانة يا باشا أخرها معايا أديها الإشارة بعيوني هتلغي كل إستعدادتها وتستعد لمعركة تانية خالص،

وأكمل بكبرياء:

_معركة عشقي إللي دايماً بكون أنا فيها المنتصر .

أجابه أبيه:

_ساعات غرورنا بيعمينا عن إننا نشوف الحقيقة قدامنا يا ياسين ولو حقيقي مش ملاحظ التغيير اللي حصل في شخصية مليكة ونظرت الثقة إللي في عنيها وهي داخلة في أيد باباها وبتبص علي الكل من مركز قوة، تبقي عندك مشلكة في النظر ولازم تعالجها وبسرعة ،

ثم تحدث ساخراً :

_أتمني لك سهرة سعيدة يا سيادة العقيد .

وأنسحب عز وتركه لإشتعاله من جديد وهو يراها تحتضن والدها بسعادة وتتحدث إليه بدلال أثار داخله .

وصلا العروسان إلي الباخرة وقف الجميع وبدأوا بالتصفيق الحاد لتهنئتهم جميعاً كان يتشابكان الأيدي والنظرات شعر شريف بأحاسيس ولأول مرة تجتاح عالمه شعور بالقوة، بالإمتلاك ملكَ هو بحب أميرته،

جلس شريف وعلياء بالمكان المخصص لهما وأنهالت عليهم المباركات من الجميع .

وبعد مدة صعدت لهما هي وسيف وزوجته نهي

تحدثت مليكة بسعادة بالغة:

_مش قادرة أوصف لكم سعادتي بيكم قد إيه يه النهاردة،

ثم نظرت إلي علياء وأردفت:

_مبروك يا عاليا .

أجابتها علياء بعيون مفرطة بالسعادة:

_ ميرسي يا مليكة .

وبعد مدة بدأت رقصتهما معاً وضع شريف يده علي كتفها بحذرٍ شديد وأمسك اليد الأخري مع ابتعاد المسافة بينهما نظر بعيناها مَسحوراً بجمالها وتحدث بعيون عاشقة:

_ مبروك يا عاليا ألف مبروك يا حبيبي .

أجابته بصدرٍ ينتفض من شدة سعادتها:

_شريف قول لي إنك بجد معايا وإن اللي إحنا فيه ده حقيقي مش حلم زي ما كنت دايما بتمني .

أجابها بجنون عاشق:

_إنتي بين إدين حبيبك يا عاليا وبعد شهرين بالظبط هتكوني جوه حضنه ومنورة بيته هعيشك اللي عمرك ما حلمتي بيه ولا حتي مَر في خيالك .

كان صدرها يعلو ويهبط من شدة سعادتها تحدثت بهيام عاشقة:

_بحبك يا شريف بحبك وعمري في يوم ما هبطل أحبك أبداَ .

تنهد بحرارة وأكمل:

_علي فكرة أنا شكلي غلطت إني معملتش كتب كتاب النهاردة موضوع الخطوبة ده موضوع فاكس ومينفعش مع إللي زينا .

ضحكت بإنوثة أنهت علي ما تبقي من حصونه وتحدث مهدداً:

_لا بقولك إيه إهدي كده وأعقلي علشان الليلة دي تعدي علي خير ، يعني بلاش الضحكة ونظرات السحر اللي بتبصي لي بيها دي .

مدت شفتاها بطفولة وتسائلت :

_طب أعمل إيه؟

ضحك وأكمل:

_ إبعدي عيونك عني يا عاليا .

أجابتهٌ بسحر :

_وهتقدر ؟

نظر لها وتحدث مسحوراً:

_ إزاي وأمتي قدرتي تستحوذي علي كل كياني بالسرعة دي ؟

وأكملَ بعيون سارحة ف ملكوت عشقها:

_ أنا وصلت لدرجة إني بحس إني مش قادر أتنفس لمجرد ما بتبعدي عني يا عاليا ،

وأكملَ بتمني:

_مٌمكن حبيبي ما يبعدش عن عيوني تاني ؟

إنتفض داخلها وتحدثت:

_ بحبك يا شريف .

كانت تقف وحيدة ذهبت إليها ليالي ووقفت بجوارها وهي تبتسم قائلة بتعالي:

_القطة الهربانة أخيراً ظهرت وبانت من جديد .

نظرت لها وتحدثت بقوة مصحوبة بإبتسامة:

_اللي بيهرب ده بيكون حد ضعيف وأنا عمري ما كنت ضعيفة، بس يظهر إني طيبتي الزيادة معاكم واحترامي للجميع وخوفي علي مشاعرهم إتفسر غلط، بس عادي لو علي كده بسيطة.

أجابتها بغل:

_إنتي بجحة أوي علي فكرة، لسه ليكي عين تقفي وتتكلمي بعد خيانتك وجرحك ليا بالشكل ده، إزاي جالك قلب تعملي فيا كده وأنا إللي عمري ما أذيتك حتي بكلمة

أجابتها بقوة:

_ بلاش الكلام الكبير أوي ده يا ليالي لانه بصراحة مش لايق عليكي ولا أنا بقي يدخل عليا كلامك من الأساس،

وأكملت بتساؤل:

_إيه هو اللي عملته فيكي ؟

إني أتقيت ربنا في الراجل اللي أنا متجوزاه وأديته حقه إللي ربنا شرعهُ له فيا ؟

وأكملت بنبرة ساخرة:

_بيتهيأ لي يا ليالي الموضوع مش مٌميت ولا صعب بالنسبة لك، بدليل كلامك ليا قبل كده عن علاقات ياسين اللي مكانتش بتخلص ومع ذلك كنتي متعايشة معاها ومتقبلاها عادي جداً .

نظرت لها بشرود وتسائلت:

_إنتِ إللي قولتي لياسين؟

أجابتها بقوة:

_أه أنا اللي قولت له، وبعد كده أي حد هيضايقني بكلمة مش هتعجبني مش هسكت له وهردها له بأقوي منها .

نظرت لها بإستغراب وتحدثت:

_ وياتري بقي جبتي جرأتك دي كلها منين ، لتكوني معتمدة علي ياسين وفاكراه هيقف جنبك وهيحميكي بعد عملتك السودا معاه ، ده إنتِ تبقي مسكينة أوي ومتعرفيش اللي مستنيكي من ياسين ياحرام ،

وأكملت بنبرة شامتة:

_أحب أقول لك إنك لازم تستعدي وتجهزي نفسك لأسوء معاملة هتتعاملي بيها في حياتك كلها .

إبتسمت لها وتحدثت بنبرة ساخرة:

_ قصدك زي معاملته ليكي كده ؟

كادت أن ترد ولكن أسكتها مجيئ شقيقها سيف الذي إحتضنها برعاية وتحدث وهو يقبل جبهة شقيقته:

_ ليالي هانم عقبال أولادك .

ردت بإبتسامة مجاملة:

_ميرسي يا دكتور بعد إذنكم .

كان ينظر علي إمرأتيه ويرصد تعبيرات وجههما الحادة إبتسم ساخراً

بعد قليل أتي إليه دكتور سيف ووقف بجانبه صامتاً حين تحدث ياسين :

_شفت إللي أختك عملته فيا يا دكتور ؟

أجابه سيف بنبرة مٌستائة:

_أعذرها يا سيادة العقيد، مليكة عملت كده غصب عنها .

رد بحدة:

_للأسف يا دكتور مش لاقي لها عندي أي أعذار إنت بنفسك شفت أنا قد إيه كنت بطمنها وأشجعها وقد أيه كنت بجتهد في إني أحسسها بالأمان، وفي الأخر أكتشف إنها كانت بتاخد حبوب من ورايا وكمان توصل ببها الجرأة إنها تجهض نفسها وتكذب وتقول لي واقعة علي ضهرها .

تحدث سيف بهدوء:

_ لكن مليكة ما أجهضتش نفسها ولا حاجة البيبي كان مشوه بنسبة عالية جداً وكان لازم ينزل علشان صحة مليكة، وأنا بنفسي شفت الإشاعة لما طلبت من ماما تخلي مليكة تبعت لي النسخة إللي معاها علشان اتأكد لتكون الدكتورة غلطانة في تشخيصها .

رد عليه بحدة:

_ وهو مين كان السبب في التشوه ده من الاول، مش هي بردوا يا دكتور والحبوب إللي كانت بتاخدها من ورايا ؟

أجابهٌ سيف بعملية:

_ بص يا ياسين باشا، أنا مش جاي أتكلم معاك علشان نقول مين إلغلطان ومين المظلوم لأن للأسف أختي غلطانة وغلطها كبير ،لكن إسمح لي إنتَ كمان غلطت لما إتسرعت وأتكلمت معاها قدام الكل وكشفت حقيقة علاقتكم بطريقة مهينة جداً ليها ،

وأكملَ مٌعاتباً:

_كان ممكن حضرتك وبكل سهولة تحل الموضوع ما بينكم ولو حتي كنت تبعد وتعاقبها بس بينكم وبين بعض، مليكة بموقفك ده معاها للأسف فقدت أمانها اللي كانت بتحسه وهي جنبك، وأسمح لي بقي لازم تبذل مجهود مضاعف علشان تقدر توصلها للإحساس ده تاني، ده طبعاً لو لسه باقي عليها وعلي حبها ليك.

إبتسمَ ساخراً وتحدث بغرور:

_كده العنوان غلط يا دكتور إنتَ كده بدلت الأدوار، الكلام ده تروح تقوله للهانم أختك مش ليا أنا خالص .

____________________

كانت ثريا تجلس بجوار يٌسرا ومنال وجيجي وليالي ونرمين

نظرت يسرا وجدت فارسها يقترب عليها بطلته الرجولية المهلكة لقلبها العاشق حد الجنون ،

إقتربَ عليهم وهو يصطحب والدته وطفله وتحدث بإحترام:

_مساء الخير يا أفندم .

رد الجميع بإحترام ووقفوا لتبادل السلام مع تلك السيدة الوقورة التي نظرت إلي يٌسرا بإبتسامة رضا وتحدثت:

_أكيد إنتِ يسرا، بالظبط زي ما وصفك سليم، وش ملائكي الطلة فيه تجلب الراحة والهدوء للقلب .

إبتسمت خجلاً وتحدثت:

_ده من أصل حضرتك يا أفندم متشكرة جداً لذوق حضرتك .

قبلتها بحنان ثم نظرت إلي ثريا السعيدة لأجل إبنتها الجميلة وتحدثت:

_أكيد حضرتك مامت يٌسرا لان ماشاء الله نفس الملامح المريحة ونفس هدوء الروح .

إبتسمت ثريا وأكملا تعارفهم وسلامهم للجميع

أما سليم الذي إستأذنَ من ياسين أن يجلس هو و يٌسرا بمفرديهما سويا وبالطبع وافقَ ياسين

تحدث سليم بعيون فارس عاشق:

_ عقبالنا يا حبيبتي .

إبتسمت خجلاً فأكمل هو:

_علي فكرة أنا قعدت مع سيادة اللوا وسيادة العقيد من شوية وأتفقنا إننا هنقعد بكرة عند الباشمهندس ونتفق علي كل حاجة، يعني بدل ما نسافر إسكندرية وكده .

إبتسمت له وتحدثت:

_كده أفضل بردوا .

نظر لها وتحدث:

_ إن شاء الله هنكتب الكتاب علي طول، أنا خلاص مبقتش قد البعد أكتر من كده يا يسرا، مش قادر أفهم إزاي قدرتي تسيطري علي مشاعري وكياني بالشكل ده .

إبتسمت وأردفت بحب:

_أنا اللي مش عارفة إزاي سلمتك قلبي بسهولة كده، أنا مبقتش أقدر ما أسمعش صوتك في يوم يا سليم ، إنت بقيت إدمان بالنسبة لي .

نظر لعيناها وتحدث بسحر:

_بحبك يا يسرا، بحبك ونفسي أسمع منك كلمة بحبك يا سليم ،قوليها لي من فضلك .

نظرت له خجلاً ونطقتها أخيراً :

_بحبك يا سليم، بحبك ونفسي أكمل اللي باقي من حياتي معاك .

إنتفض داخله عند سماعه لتلك الكلمة التي طالما تمناها منها منذ أن رأها هنا داخل أسوان .

كانت ثريا تنظر من بعيد علي وجه إبنتها السعيد وعشقها الواضح بعيناها ،حزنت من داخلها وتذكرت كيف لها أن حجبت ذلك الحق عن مليكة وكانت تحزن من داخلها وهي تري بوادر عشقها لحلالها .

نظر عز إلي ثريا وجدها تقف بجانب شقيقها إقترب منهما وتحدث ليٌصرف حسن حتي يغتنم فرصة الإنفراد بها:

_إيه يا باشمهندس واقف كده ليه، ماتروح يا أبني ترحب بضيوفك مينفعش تسيبهم كده .

أجابهٌ حسن بإقتناع:

_ والله عندك حق يا عز، طب خليك واقف مع ثريا علشان ماتقفش لوحدها .

أجابه وهو ينظر لعيناها :

_إطمن يا حبيبي ومتقلقش من الناحية دي ،

إنصرف حسن .

فأقترب عليها وتحدث بعيون عاشقة:

_جري أيه ياست إنتِ، وبعدين في جمالك اللي ما بيهداش أبداً ده ، إنتِ هتفضلي حلوة كده العمر كله .

إبتسمت خجلاً وأردفت:

_وبعدين معاك يا عز، شكلك مش ناوي تجيبها البَر .

أجابها بمداعبة:

_وأجيبها البَر ليه وأنا فارس ومليش زي في العوم ، لو بس تسيبي لي نفسك وتسلمي لي زمام روحك كنت أخدك معايا لبحر إحلامي ونعوم فيه سوا،صدقيني هتشوفي فيه اللي  ولامره ما كان ييجي حتي في خيالك .

إهتز داخلها وتحدثت بنبرة جادة:

_من فضلك يا عز بلاش الكلام ده لو سمحت وخلينا ماشيين زي ما أحنا، ماتخلنيش أندم علي إني فتحت لك قلبي وصارحتك وقبلت أسمع إعتراف عشقك ليا زمان .

كاد أن يجيبها لكنه إهتز عند سماع صوت منال الحاد وهي تتسائل بلهجة مٌرعبة:

_ واقفين بعيد كده ليه ؟

إرتجف عز وأستعاذ بالله من الشيطان سراً ثم إستعاد توازنهُ وتحدث ساخراً:

_ يعني هنكون واقفين بنحكي في قصة غرامي الضايع ،ولا هكون بعرض عليها أعلمها العوم في بحر الهوي .

وأكملَ بجدية رسمها علي وجهه ببراعة تامة:

_ واقفين بنتكلم في موضوع يسرا وبسمع من ثريا طلباتها علشان هنقعد مع العريس وأهله بكرة في بيت حسن .

نظرت له ثريا وأستغربت مراوغة ذلك المخادع ذو الحس الفكاهي العالي التي باتت تتقبله بل وتدمنه .

إبتسمت ووجهت حديثها إلي منال:

_بالظبط زي ما قالك سيادة اللوا يا منال بعد إذنكم .

نظرت له منال نظرة حادة قاتلة ذات معني ،

إستقبلها هو وتحدث مٌراوغاً إياها:

_بس إيه الجمال والشياكة والأناقة إللي إنتِ فيهم دول يا منال ،ده إللي يشوفك يفتكرك أخت العروسة اللي يدوب تسبقها بكام سنه .

لان وجهها قليلا من حدته فأكمل هو :

_هو أنتي عملتي دايت يا منال! ماشاء الله جسمك خاسس جدا والفستان متناسق معاه ومخليكي ولا عارضات الأزياء .

إنفرج فاهها بشدة وتحدثت بلهفة:

_ بجد يا عز يعني الرجيم باين عليا وفرق مع مقاس الفستان ؟

زفر براحة أنه وأخيراً أفلت من نكد منال الحصري له وأكملَ حديثه المراوغ معها .

كان ينظر لها وهي تجاور ذلك الرؤؤف وهما يتسامران ويضحكان سويا والغضب يتأكل داخله تحرك إليها وتحدث بهدوء عكس ما يدور داخله

نظر إلي رؤؤف وتحدث بسماجة:

_مش تروح تستقبل الضيوف مع أبوك وأخوك ولا إنت ملكش في وقفات الرجالة؟

شعر رؤؤف بغيرة ياسين فعذره علي تلك الكلمة المهينة وأبتسم له وتحدث ليٌطمئن قلبه :

_لا إزاي ليا وليا أوي كمان والدليل علي كده إني واقف مع واحدة بمية راجل تربية أبوها بجد .

ثم حول بصره إليها وتحدث:

_ بعد إذنك يا مليكة .

هزت رأسها بابتسامة وتحرك هو

وتحدث ياسين علي الفور:

_علي فكرة يا هانم إنتي هتروحي من هنا معايا علي بيت عمي حسن ومن بكرة هنكون في إسكندرية ف ببتك إنتِ والولاد يعني تعملي حسابك مفيش قعاد تاني عند سالم بيه،

ونظر لها مٌبرراً:

_ للدرجة دي مابقتيش بتحسي بمشاعر الناس،

نظرت له بعيونها الساحرة فأكملَ مهزوزاً:

_عمتي دي ذنبها إيه تتحرم من مروان وأنس كل ده ، للدرجة دي بيِعتي الكل ومبقاش فارق معاكي حد ؟

تنهدت بضيق وأردفت:

_ موضوع إني هرجع من هنا لبيتي في إسكندرية ده أنا كنت مقرراه أساساً يعني مفيش داعي تنسب لنفسك الفضل فيه،

وأكملت بإستفزاز شديد:

_أما بقي موضوع إني أرَوح من هنا علي بيت الباشمهندس حسن فده مش هيحصل أنا قاعدة في الأوتيل مع بابا وماما وأخواتي، وزي ما جيت معاهم هروح بردوا معاهم، فياريت تتقبل الوضع بدل ما يحصل مشاكل وتنتهي بإني بردوا هرجع الأوتيل مع بابا وأخواتي .

أجابها بإستقطاب وغضب:

_ياريت ماتستفزنيش وتخليني أخرج عليكي غضبي .

أجابته بقوة:

_أخرك هاتوا معايا يا ياسين يا مغربي، أنا خلاص مبقتش بتهدد إنسي مليكة الضعيفة المٌستكينة بتاعت زمان .

نظر لها بإستغراب وتحدث:

_ منين جبتي جٌمد القلب والقوة إللي بتتكلمي بيها دي؟

نظرت له بقوة وتحدي قائلة:

_من جبروتك وقسوة قلبك وده كان أول درس إتعملته بفضلك أستاذي العظيم .

نظر داخل عيناها بحزنٍ عميق وتحدثَ بصوتٍ متأثر:

_ بقي أول ما تتعلمي مني تتعلمي القسوة والجبروت طب كنتي إتعلمي مني الثقة والقوة والمواجهة اللي ياما حاولت أقويكي وأبثهم جوة روحك .

إبتسمت ساخرة وأردفت:

_التعليم بيكون علي قد قوة الدرس يا أستاذي، وبصراحة إنت تفوقت علي نفسك في توصيل درسك الأخير ليا لدرجة إنه إتطبع وعلم جوايا وبالتالي بقي من المستحيل إنه يتنسي

ألقت بجملتها عليه وتحركت علي الفور من جواره وتركته شارد الذهن مشتت الكيانِ يرتجف داخلياً من فكرة محو عشقهِ من داخلها أو إبعاده عن أحضانها من جديد،

نفض رأسه من تلك الأفكار سريعاً وأستعاد قوته وثقته وحدث حاله:

_إهدئ يا فتي وأسترجع قوتك وأستعد لجولات جديدة مع تلك المشاكسة ذات المخالب .

ونظر لها وابتسم وحدث حاله أحببت تلك القوية ذات المخالب الجارحة التي رأيتها منذٌ القليل، ما عليكي صغيرتي، فلنبدأ جولتنا داخل حلبة المصارعة ، ولنري لمن النصر مليكتي ؟

تٌري ما الذي ينتظر أبطالنا بعدما أعلن كٌلٍ منهما الحرب علي الأخر ؟

#إنتهي_البارت

#قلوب_حائرة

#بقلمي_روز_آمين

 

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى