روايات روز أمين

رواية قلوب حائرة لروز أمين الجزء الرابع كامل

رواية قلوب حائرة لروز أمين الفصل الرابع والثلاثون

في اليوم التالي علي التوالي

كان الجميع يجلس داخل غرفة عٌمر عز، ياسين ،طارق،منال

تحدث عز مٌوجهاً حديثهٌ إلي عٌمر بعيون غاضبة:

_ مع إني طول عمري ضد مبدأ الضرب وربيتكم كلكم من غير ما أمد أيدي علي واحد فيكم ومع ذلك أنا مع ياسين في كل إللي عمله معاك ولو وصل الأمر بيه بإنه يضربك بجزمته مكنتش هقدر ألوم عليه

وتحدث بغضب:

_إزاي جتلك الجرأة تتكلم مع أخوك الكبير بالطريقة إللي أقل ما يقال عنها إنها طريقة شوارعية لواحد مشفش يوم واحد تربية في حياته ،

إزاي جتلك الجرأة تهين أخوك الكبير إللي في مقام أبوك بكلامك البزيئ وياريتكم كنتوا لوحدكم ده اللي يحزن ويقهر إنه  حصل قدام كل ستات العيلة ،

تحدث عز بخيبة أمل:

_ أنا مش قادر أصدق إن أنت إبني عٌمر اللي ربيته وتعبت عليه .

تحدث مٌطأطأ الرأس خجلاً:

_داد أنا أسف بس صدقني أنا مكنش قصدي أقول الكلام ده لياسين أنا أصلاً مكنت٠٠٠٠٠٠

وصمت خجلاً

أكملَ عز مٌعنفاً إياه:

_سكت ليه ما تكمل يا عٌمر بيه كمل يا باشمهندس يا خريج “الكامبريدج” يا ابن عيلة المغربي يا متربي،

وأكمل بصياح وغضب:

_كمل وقول جملتك  قول مكنتش في وعيي يا بابا، بص في عنيا يا أبن سيادة اللوا وقول أصلي كنت شارب خمور وضارب حشيش يا بابا، قول لي إن أنا إتجرأت ووصل بيا الأمر إني أدخل حشيش وخمور في بيتك يا بابا،

قول لي إني عيل تافه ومش مقدر مسؤلية منصب حضرتك إنتَ وأخويا وضيوفكم يا بابا ،

وأكملَ بحدة:

_ للدرجة دي هونت عليك أنا وأخوك علشان تخاطر بتاريخنا إللي قعدنا نبني فيه سنين أكتر من عمرك، علشان في الأخر ييجي عيل تافه إمعه زيك ما يساويش تمن البدلة اللي لابسها ويحرجني بالشكل ده،

ده لولا إن أخوك إتصرف بسرعة وبرر للي موجودين إن الولد نفسيته مش طبيعية وبحنكة وهدوء خلي رجالته لموا الصيع اللي إنتَ عازمهم وخرجوهم  من غير ماحد ياخد باله يا عالم كان أيه إللي حصل تاني منهم ،

واحتد صوته بغضب وأكمل:

_للدرجة دي مبقتش راجل ولا عندك نخوة ولا كرامة لما تبرر لعيل قذر أنه يلمس أيد مرات أخوك وبدل ما تيجي تتأسف لأخوك وتبوس علي رجله تهينه قدام ستات العيلة بالطريقة القذرة دي ،

تعرف إيه إنتَ عن أخوك واللي إتحمله علشان العيلة وعلشان بيت أبن عمك ميتقفلش، تعرف إيه أصلاً عن إللي بينه وبين مراته علشان تقوله كده .

نظر ياسين سريعاً إلي والده خوفاً من أن يٌكمل

ثم تنهد عز بضيق و أكملَ أمراً:

_ياسين إسحب لي منه العربية ووقف لي كل الكريدت كارد اللي معاه،

ونظر لهْ وأكمل:

_ وخروج من البيت تاني مفيش ، السواق بتاع عربية منال هيوديك شغلك ويجيبك  .

نظر له بإعتراض وتحدث:

_لكن ده ماينفعش يا داد أنا مش صغير علشان تحبسني في البيت وتعاملني بالطريقة اللاأدمية  دي .

وقف عز وتحدثَ بصياح:

_ أخرس يلا ومسمعلكش صوت وإلا قسماً بربي أحبسك ف أوضة الكلب إللي في الجنينة وأعرفك بجد المعاملة اللاأدمية بتكون إزاي .

وقفت منال وتحدثت بهدوء وحذر خوفاً من عز:

_إهدي يا عز الأمور ماتتاخدش كده ،الولد عنده حق هو فعلاً مش صغير علشان تعامله كده .

هدر بها بصوتٍ عالي وكأنه كان ينتظر منها الإشارة ليٌعطيها هي الأخري نصيبها:

_ إنتي بالذات ماأسمعش صوتك نهائي علشان إنت اللي وصلتيه للنتيجة دي .

تحدثت بهدوء:

_هو كان عمل إيه يعني زيادة عن إللي الشباب بيعملوه ما كل إللي في سنه بيعملوا كده وأهي فترة وتعدي .

صاح بها عالياً:

_مش مكسوفة من نفسك وأنتي قاعدة تبرري لننوس عينك الحرام والغلط بتحللي وتستهيني بكبيرة من كبائر الدين علشان تدافعي عنه في الباطل،

وصاح بغضب:

_وأنا مستغرب كلامك ليه إذا كنتي إنتي أصلاً إللي وصلتيه لكده ،وصلتيه بدلعك وإهمالك والفلوس إللي كنتي بتحولهاله وهو برة من ورايا واللي كذا مرة نبهتك ليها وقولتلك ابنك شاب ولوحده برة بدون رقيب والفلوس هتفسده مش هتصلحه ،

كنتي تردي بكل عنتظة وكبرياء وتقولي لي ابني مصاحب ولاد ناس كبار أوي ولازم يبقي قدهم ويصرف زيهم ،

وأدي النتيجة قدامك إبن عز المغربي سكري وحشاش ومعندوش لانخوة ولا غيرة علي أهل بيته،  من الاخر كده إبنك مش راجل يا مدام  يارب تكوني مبسوطة بنتيجة تربيتك يا هانم .

وقف عٌمر بوجه أبيه وتحدث برفض:

_ أنا بقي مش موافق بقرارات حضرتك دي وأظن إن القانون بيمنع إنك تعاملني بالطريقة دي .

لم يدري بحاله إلا وصفعة قوية نزلت علي وجهه جعلتهٌ يترنح من شدتها .

جري ياسين وطارق إلي والدهما وأمسكاه وتحدث ياسين :

_إهدي يا باشا لو سمحت خلينا نتفاهم .

نفض عز يد ياسين وطارق وتحدث بغضب ناظراً إلي عٌمر:

_ قانون مين يلا إللي هيمنعني إني أربي أبني الفاسد إنتَ فاكرلي نفسك في بلاد الغرب إللي معندهمش غير كلام بيرددوه زي البغبغانات،

خايل عليك كلام الإنشا بتاعهم عن الديمقراطية وحرية الأفراد وأول ما واحد بيقع تحت أديهم يرددو جملتهم الشهيرة فلتذهب الديمقراطية إلي الجحيم أمام أمن الأوطان ،

وصاحَ بحدة:

_أنا هنا القانون بيسمح لي وبيديلي كل الحق فأني أربي إبني الفاسد ومسيبوش يمشي يفسد في خلق الله ،

وهدر به ساخراً:

_فهمت يا أبن منال ومش هقول يا أبن عز علشان أنتَ مش تربيتي إنتَ تربية أمك الغير مسؤولة ونتيجة دلعها الأعوج يعني من الأخر تربية ماتشرفش .

أمسك طارق عٌمر وضغط علي يده وتحدث ناظراً لأبيه:

_ عٌمر مايقصدش اللي قاله لحضرتك يا باشا هدي نفسك وكل اللي حضرتك أمرت بيه هيتنفذ ،

ثم وجه حديثهٌ إلي عٌمر قائلاً:

_مش كده يا عٌمر ؟

إبتلع عمر لٌعابه من هيئة أبيه الغاضبة التي ولأول مرة يراها وتحدث:

_سوري يا داد وأنا موافق علي أي حاجة حضرتك تشوفها .

تحدث عز أمراً بغضب:

_أول حاجة مش عاوز أسمع كلمة داد دي تاني إسترجل يلا وقول يا بابا ،

تاني حاجة ودي الأهم قسماً بربي لو وقعت تحت إيدي تاني في أي غلطة مهما كانت صغيرة ما هرحمك يا عٌمر ،

وتحدث بغضب ونبرة آمرة:

_ودلوقتي أعتذر لأخوك وبوس علي راسه يلااااا

إبتعد ياسين بضيق وتحدث رافضاً:

_وأنا بعد إذنك مايلزمنيش منه أسف يا باشا .

ذهب عٌمر إليه وتحدث بأسي وندم فهو حقاً يحترم ياسين ويقدره:

_أنا أسف يا ياسين والله ما كنت في وعيي ولا كنت عارف أنا بقول إيه أرجوك سامحني وحاول تنسي وأنا هروح لمليكة أعتذرلها .

تحدث ياسين بضيق :

_متروحش لمليكة يا عٌمر الموضوع إنتهي وخلصنا .

إقترب عٌمر منه وقبل رأسه وتحدث بندم فمهما كانت أفعاله وتغيٌر شخصيته إلا أنه توجد بداخله البذرة الطيبة:

_ أنا أسف يا ياسين أرجوك تسامحني .

هز ياسين رأسه بإيماء وتحدث بنبرة جادة:

_ خلاص يا عٌمر لكن ياريت تخلي بالك من تصرفاتك بعد كده المرة دي العقاب سهل علشان أول غلطة بعد كده هتتحاسب حساب عسير لأنك أصبحت علي دراية بكل قوانين العيلة فمن الطبيعي العقاب هيكون أشد .

نظر عز إلي ياسين وطارق وتحدثَ بنبرة حازمة:

_ياسين، طارق من النهاردة البيه بقي مسؤليتكم قدامي عاوز من النهاردة ما يغبش لحظة واحدة عن عنيكم وأي غلطة تانية ليه هعتبركم مسؤولين قدامي زيكم زيه بالظبط .

رد ياسين وطارق:

_ ما تقلقش يا باشا .

إنسحبا عز  وياسين من الغرفة وبقيا طارق ومنال مع عٌمر

التي ما إن خرج زوجها حتي صاحت وتحدثت بغضب:

_عاجبك إللي حصلي بسببك ده يا عٌمر بيه أنا يا أبني مش منبهة عليك وقولت لك باباك بيقولك إختار أصحابك اللي هيحضروا ووعدتك وقولت لك بلاش شرب وأنا هعمل لك حفلة أبقي أعمل فيها إللي إنتَ عاوزة .

نظر لها طارق بذهول وتحدث:

_إيه يا ماما إللي حضرتك بتقوليه ده حضرتك فاهمة وواعية إنتي بتقولي إيه ،

ده بابا لو عرف الكلام ده هيخرب الدنيا وبعدين الكلام إللي حضرتك بتقوليه ده من الكبائر وتشيلي وزر كبير عليه ،طب حتي خافي عليه لا قدر الله يجراله حاجة وهو بيتنيل يشرب القرف ده ولا حتي خافي من أنه يفقد عقله ويعمل جريمة وهو مش داري بنفسه .

تنهدت منال وتحدثت بإستسلام:

_ خلاص يا طارق لو سمحت أنا مش مستحملة وبعدين أنا بفكره بكلامنا قبل الحفلة لكن طبعاً كل ده اتلغي بعد قرارات باباك ،

ثم نظرت إلي عٌمر وتحدثت بنبرة أمرة:

_ إللي طبعاً لازم تتنفذ بالحرف الواحد وإلا وقتها متلومش غير نفسك عز غضبه غبي إسألني أنا عنه مايغركش وش الحنية اللي بيعاملكم بيه ده لو قلب عليك هتشوف أيام ما يعلم بيها إلا ربنا .

_________________________

كان يتحرك بجانب أبيه حتي وصلا للحديقة نظر عز إلي ياسين وتحدث بجدية:

_بيتهيألي يا سيادة العقيد أن الأوان الكل يعرف موضوع جوازكم الفعلي علشان الكل يحط لسانه جوه بٌقه ويسكت وكفاية دلع ودلال علي الهانم لحد كده ولا أنتَ  ٱيه رأيك ؟

هز رأسه بتأكيد وتحدث:

_عند حضرتك حق يا باشا الموضوع فعلاً باخ أوي ولازم الصورة توضح للكل أنا بس هسيبها يوم ولا أتنين تهدي فيهم وهبلغها بالموضوع .

تحدث عز بجدية وصوتٍ حاد:

_ياسين إجمد شوية مع البنت أنا مش عجباني طريقتك دي معاها، دور ياسين الخاضع المفعول بيه ده مش لايق عليك، إنشف شوية معاها يا سيادة العقيد ، يا سيدي حب ودوب زي ما أنتَ عاوز بس تفضل ياسين القوي إللي مفيش حاجة تقدر تأثر عليه وعلي شخصيته الحاسمة، مفهوم .

أجابهٌ بهدوء وإحترام:

_حاضر يا باشا إن شاء الله الإسبوع ده مش هيعدي إلا والموضوع ده مٌنتهي .

_______________________________

كانت تجلس بمكتبها داخل الإذاعة دلف إليها بعد الإستئذان وجلس أمامها و بدون مقدمات تحدث:

_سالي إحنا مش هينفع نكمل أكتر من كده مع بعض للأسف إحنا وصلنا لطريق  مسدود وبقي من المستحيل إننا نكمل فيه .

جحظت عيناها من هول ما استمعت فهي حقاً تريده وتعشقه لكن عشقها مميت خانق لهْ ، عشق مَرَضِي مرتبط بحب السيطرة والتملك وهذا ما لا يتماشي مع شخصية شريف الرجولية.

تحدثت بإرتباك وحزن ظهر عليها:

_إنتَ بتقول إيه يا شريف إيه الهزار البايخ بتاعك ده ؟

تنهد بألم لأجلها ولأجل عظمة اللحظة وتحدث:

_ للأسف يا سالي ده مش هزار إحنا فعلاً مش هينفع نكمل مع بعض وأنا بتمنى لك من كل قلبي إنك تلاقي الإنسان إللي يستاهلك ويقدرك وتعيشي معاه سعيدة.

إنتفضت بغضب قائلة:

_وياتري بقي سيادتك إنتَ كمان لقيت الإنسانة إللي هتقدر تسعدك وتستاهلك ؟

وأكملت بغضب وحدة:

_وطبعاً الإنسانة إللي قدرت تقدرك وتحسسك بقيمتك إسمها عاليا مش كده يا محترم .

نظر لها وحاول تماسك حاله وتحدث:

_ متخلطيش الأوراق ببعضها يا سالي لو سمحتي وياريت تخلينا في موضوعنا ومتصعبيهاش علينا أكتر من كده .

صرخت به وتحدثت:

_ مصعبهاش الموضوع فعلا مستحيل يا شريف إنتَ متخيل إني ممكن أعيش واتقبل فكرة إني ماأكونش معاك كده عادي ؟

زفر بضيق وأجابها بهدوء:

_سالي من فضلك بعادنا أصبح حتمي وضروري إحنا كده كده مبقناش متفاهمين ده غير إن مؤخراً كترت خلافاتنا ومشاكلنا وده يمكن يكون مؤشر لينا وإشارة من ربنا علي إننا ننهي في الوقت المناسب بدل مانتجوز ونضطر ننفصل وده هيكون أصعب بكتير من موقفنا الحالي .

تحدثت بحزن:

_ إنت زعلان مني علشان مسألتش علي مليكة بعد الحفلة هي إشتكت لك مني صح ؟

صاح بها وتحدث:

_مليكة ما اشتكتش يا سالي حتي لما عملت لها إستدعاء وضايقتيها بكلامك اللي معرفش جبتي منين الجرأة علشان تقولي لها كده واللي بالصدفة عرفته إمبارح .

تحدثت بإنفعال وتأكيد:

_شفت هو ده إللي أنا بقصده مليكة مابتحبنيش يا شريف من أول مره شافتني فيها، مليكة عاوزة تبعدك عني علشان تستحوذ عليك هي عارفة ومتأكدة إنك بتحبني وإني هقدر أشدك لدنيتي منها ومن كل اللي حواليك علشان كده هي بتحاول تبعدك عني .

أجابها بإستغراب:

_ إنتي مش طبيعية ياسالي إنتي بتتكلمي كده علي مليكة ! مليكة مبتعرفش تكره وتخطط زي ما بتدَعي عليها أنا أول ما ارتبطنا لو تفتكري قولت لك إن أهلي وأولهم مليكة خط أحمر،

لكن للأسف عديتي علي الكلمة مرور الكرام ومفهمتيهاش كويس ،أنا إللي يحب أهلي ويحترمهم أحطه جوه عيوني وأقفل عليه حتي ولو كان مقصر في حقي أنا شخصياً ،لكن إللي يكره أهلي ويحقد عليهم ميلزمنيش حتي لو كنت أنا كل دنيته ،

وقف وخلع عنه خاتم خٌطبته ووضعهٌ أمامها وتحدث:

_الشبكة شرعاً من حقك وأنا متنازل لك عنها بنفس راضية وربنا يوفقك مع شخص يقدرك ويحبك .

وخرج وأغلق الباب بهدوء

نظرت بشرود إلي طيفهِ وتحدثت بغل:

_مليكة مليكة

_______________________________

كانت تجلس بغرفتها ودموعها تنساب بغزارة فوق وجنتيها فقد مرَ يومان منذ تلك الواقعة ولم يذهب إليها أو حتي حدثها خلال الهاتف جففت دموعها وأمسكت هاتفها وصغطت زر الإتصال

كان يجلس بمكتبه يتفحص بعض الأوراق الموجودة أمامه بدقة فجأة رنَ هاتفه إلتقطهٌ ونظر به وجد رقمها إنتفض صدره وتنهد بألم

خلع عنه نظارتهٌ الطبية المخصصة للقراءة التي ما زاداتهٌ إلا وسامة فوق وسامتهْ وضعها علي مكتبه

وتحرك نحو الشباك وتحدث بصوتٍ هادئ بارد:

_أيوة يا مليكة

إنتفض قلبها بسعادة حين إستمعت لصوت حبيبها الغائب منذٌ يومين وتحدثت بدموع :

_ أنا أسفة والله أسفة حقك عليا يا حبيبي .

كانت تنطق حبيبي بمنتهي العشق والصدق مما أثار قلبهْ،

تمالك من حاله جاهداً أن يٌظهر صوته بثبات أمام سحر صوتها ومناداته حبيبي بكل هذا السحر تحدث جاداً:

_خلاص يا مليكة من فضلك ما تعيطيش .

تحدثت بلهفة وتساؤل:

_أنا عارفة إنك زعلان ويمكن تكون زعلان مني أنا كمان وعلشان كده ليك يومين مبتجيش عندي وعارفة كمان إن من حقك تزعل،

وأكملت بهيام وضعف:

_ بس إنتَ وحشتني أوي يا ياسين وحشني حضنك ،وحشتني نظرة عيونك، أنا محتاجة لحضنك أوي يا ياسين أرجوك تعال عندي النهاردة .

كانت كلماتها تنزل علي قلبهِ تٌنعشهْ كقطراتٍ مياه مٌثلجة في نهارِ صيفٍ شديدٌ الحرارة

تحدث بإشتياق لم يعد لديه القدرة لمداراته:

_إنتي كمان وحشتيني أوي ،وعلي فكرة يا حبيبي أنا مبعرفش أزعل منك  أنا بس إللي حصل ربكني وضايقني وحبيت أقعد مع نفسي شوية

تحدثت بغيرة ظهرت بصوتها:

_وياتري ليالي هي نفسك إللي حبيت تقعد معاها يا ياسين ؟

ضحك برجولة أهلكتها وتحدث:

_ وهو ده بقي سبب عياط مليكة الحلوة، طمني قلبك يا حبيبي أنا كنت بايت في المكتب تحت طول اليومين إللي فاتوا .

تنهدت بإرتياح مٌبتسمة وتحدثت :

_مش عيب علي فكرة إني أحب جوزي وأغير عليه من أي حد .

تحدث بهيام:

_وجوزك بيعشق غيرتك عليه وعاوز يشوف ردة فعل الغيرة دي عملي لما أجيلك بالليل .

إبتسمت وتحدثت:

_بس إنت تعالي يا حبيبي وأنا أنسيك أي حاجة ضايقتك طول الفترة إللي فاتت ،

ثم أكملت بإرتباك:

_ياسين كنت بستأذنك علشان أروح عند سلمي كانت عايزاني أروح معاها مشوار خاص بيها ضروري .

تحدث بتساؤل:

_ مشوار إيه ده ؟

إبتلعت لعابها وأجابت:

_ هتروح تشتري شوية حاجات ليها ومحتجاني أكون معاها .

أجابها ياسين:

_تمام يا حبيبي بس حاولي ماتتأخريش علشان الولاد .

أجابتهْ بطاعة:

_ حاضر يا ياسين أنا هستناك أوعي تتأخر عليا .

أجابها بصوتٍ عاشق:

_لو كان ينفع أسيب شغلي وأجيلك حالاً مكٌنتش هتأخر صدقيني .

ضل يتحدثان بكلمات الغزل التي لم تنتهي وبعد مدة أغلقت معه وجهزت حالها لتذهب إلي سلمي

_________________________

كانت تتحدث بهاتفها بتأثر من داخل غرفتها:

_ يا سليم أرجوك أفهمني أنا كل إللي بطلبه منك تديني وقتي مش أكتر .

أجابها سليم بنبرة حادة:

_ياريت يا يسرا تحترمي عقلي شوية وتصارحيني بحقيقة تأجيلك الغير مبرر بالنسبة لي وبلاش نغمة الخوف والقلق إللي كل شوية تبرري بيهم تأجيل موضوعنا

أنا مش صغير علشان كل شوية تمطوحي فيا بالشكل المهين ده ،

وأكملَ بنبرة بالغة الجدية:

_قدامك يومين بالظبط تفكري فيهم وبعدها تبلغيني بقرارك النهائي يا أجيب أهلي بعدها وأجي أتقدم لك زي أي راجل بيحترم ذاته،

يا إما يا بنت الناس كل واحد فينا ينسي إنه أتعرف علي التاني ولا حتي مر في حياته .

جحظت عيناها وأهتز قلبها رعباً من مجرد ذكرهٌ للفكرة وتحدثت بتألم :

_كده يا سليم وقدرت تقولها ليسرا ؟

تحدث بحدة:

_أنا راجل بحترم ذاتي وبقدرها يا يسرا وعمري ما هسمح إني أهنها مش هستني لما ألاقي خالك جاي يتهمني إني إتعديت علي حرمة بيته وخونت أمانته لما أعتبرني من أهله وعرفني بيكم وقدمكم ليا

ولا ألاقي واحد من أهلك جاي يقول لي بمناسبة إيه بتكلم بنتنا، لو إنتي مش خايفة علي نفسك إللي أنا عارف قيمتها كويس أوي وطالب أغليها وأقدرها وأحطها في الإطار الصحيح يبقي ملوش لزوم نكمل مع بعض قدامك يومين زي ما قولت لك وبعدها هعرف أنا أبقي إيه بالنسبة لك بالظبط

مع السلامه يا يسرا ،

وأغلق الهاتف دون إعطائها حق الرد .

نزلت دموعها بغزارة وتألم داخلها شعرت بألم داخل قلبها لم تشعٌر بمثيلهٌ طيلة حياتها بأكملها جلست تبكي وفجأة تذكرت مليكة وقررت أن تتحدث معها دلفت للمرحاض واغتسلت وخرجت

كادت أن تصعد الدرج وجدت مليكة تنزل الدرج بثياب تٌظهر نية خروجها ،

نظرت لها وتحدثت بتساؤل:

_انتي خارجة ؟

أجابتها بوجهٍ شاحب:

_ أه يا يسرا رايحة لسلمي ،

ثم دققت النظر لها وتحدثت:

_مالك يا يسرا إنتي كنتي بتعيطي ؟

أجابتها:

_ سليم كلمني وخيرني يا إما أحدد له ميعاد مع أهلي ،يا إما كل واحد مننا يروح لحاله .

تنهدت مليكة بألم وتحدثت بنبرة جادة:

_بصراحة يا يسرا سليم عنده حق لو عايزة نصيحتي خليني أكلم لك ياسين النهاردة وأخليه يكلم ماما ثريا طالما إنتي مكسوفة تفاتحيها ،سليم فرصة حلوة أوي ليكي يا يسرا وحرام تضيع منك .

هزت رأسها بإستسلام:

_ خلاص يا مليكة كلمي ياسين ويلا روحي لسلمي علشان متتأخريش .

أمائت لها وخرجت للحديقة وجدت ثريا تجلس بجانب أحفادها تحدثت:

_ أنا ماشية يا ماما ومش هتأخر إن شاء الله .

اجابتها ثريا:

_ تمام يا حبيبتي خلي بالك من نفسك وأكلك اليومين دول يا مليكة وشك أصفر ومش عاجبني .

أجابتها :

_حاضر يا ماما بعد إذنك .

________________________

عند نرمين كانت تٌحادث ليالي بنبرة يكسوها الغل:

_ ياما قولت لك ونبهتك يا ليالي لكن سيادتك مكنتيش بتصدقيني ،ياما قولت لك خلي بالك من ياسين، قولت لك إني حاسة إنه حبها ومش بعيد يخليها تسلم له وتحبه هي كمان وده إللي أنا متأكدة من إنه حصل .

أجابتها ليالي بنفي:

_ لا طبعاً أنا متأكدة من إنها مسلمتلوش نفسها هي بس مبسوطة بإهتمامه بيها وعاجبها سهوكته وهو بيبصلها وأبن عمك أستاذ في كده ماشاء الله عليه .

أجابتها نرمين بنبرة ساخرة:

_ والله شكلك ما هتقتنعي غير لما تلاقي ياسين بيجهز لسبوع النونو الجديد .

تحدثت بصياح تأكيداً لكلام مٌني جاسوسة ياسين لعمتها:

_بتقولي إيه إنتي يا نرمين بقولك أنا متأكدة من إنه ملمسهاش .

أجابتها نرمين بضيق:

_خلاص يا ليالي براحتك خليكي قاعدة تتفرجي بس أبقي إفتكري إني نبهتك ،

وأكملت بخبث:

_أظن إن إنتي أخدتي بالك من الكولية والخاتم إللي الهانم كانت لبساهم ماأظنش إن واحد هيجيب لواحدة هدايا غالية بالطريقة المبالغ فيها دي من غير ما يكون أخد منها اللي عاوزة وزيادة كمان أصلك متعرفيش إللي إسمها مليكة دي قدي دي عامله زي الحية بتتلون بألف لون ولون .

تنهدت ليالي بألم وتحدثت:

_ سبيني في حالي أرجوكي يا نرمين أصلاً البيت مولع من يوم الحفلة المشؤومة دي البيه واخد إللي حصل حجة وبيبات في المكتب ولا معبرني وعمتو طول الوقت دايرة ورا عمو عز وبتحاول تراضيه علشان ينسي المصيبة إللي عٌمر بيه عملها ومنفضة ليا خالص،

وأكملت بحزن ظهر بصوتها:

_ده غير إني بقيت تسلية الهوانم في قعدات النوادي والكافيهات الكل بيتكلم عن ليالي العشري إللي جوزها رقص رقصته الأولي مع مراته الجديدة ومشلش عينه من عليها لحظة واحدة طول الحفلة كانت حفلة مشؤومة ياريتها ما أتعملت .

أجابتها نرمين بغل:

_مهو المفروض إن كل إللي بتقوليه ده يكون دافع ليكي علشان تتخلصي منها بسرعة.

أجابتها ساخرة:

_أتخلص منها أروح أقتلها مثلاً  وحياتك بلاش كلام فارغ يا نرمين ده أبن عمك أعلن عليا الحرب من غير ما أعمل أي حاجة تخيلي بقي لو عملت مشاكل هيعمل فيا أيه ؟

تحدثت نرمين:

_طول ماأنتي جبانة وسلبية كده من حقه يبهدل فيكي براحته .

أجابتها بثقة:

_وأنا أحط نفسي في وش مدفعه ليه عمتو تخلص بس من موضوع عٌمر وأكيد هتشوف لي حل لموضوعي أنا متأكدة من كده .

أغلقت نرمين هاتفها بخيبة أمل بعد تلك المكالمة الغير مجدية بالمرة فا ليالي مهما كانت متعالية ومغرورة ولكن داخلها ليس بالسئ الذي يجعلها تخطط وتؤذي الأخرين بهذا الشكل .

__________________________

ليلاً داخل جناح مليكة

كانت تجلس فوق ساقيه علي أريكته تقطع له الفواكه المتنوعة وتطعمه بفمه بدلال ويلتقطها هو من يدها بسعادة

تحدثت بهيام:

_ مٌمكن ماتبعدش عن حضني تاني أبداً حتي لو في يوم زعلت مني لأي سببٍ كان أزعل مني بس وأنت في حضني أرجوك يا ياسين  .

نظر لها بهيام وتحدث بصوتٍ حنون:

_أنا عمري ماأقدر أبعد عنك يا مليكة وأبعد إزاي وحضنك بقي بالنسبة لي هو النفس والحياة.

أخذ صَحن الفاكهة ووضعهٌ جانباً فوق المنضدة حاوط وجهها بيداه بعناية وتحدث بنبرة جادة:

_  مليكة إحنا لازم نعلن إن جوازنا بقي فعلي وإننا عايشين مع بعض زي أي أتنين متجوزين طبيعي  .

نظر لها بترقب وجد غيمة من الدموع تجمعت بمقلتيها ثم هزت رأسها بإيماء وتحدثت بصوتٍ ضعيف:

_تمام يا ياسين أعمل إللي إنتَ شايفه صح  .

تنهد بإنتشاء وتحدث بفرحة:

_ أنا بكرة هفاتح عمتي في الموضوع وأقولها  وكمان هفاتحها في إننا نتنقل في الجناح اللي كنت ساكن فيه قبل ده مش قادر أقعد هنا أكتر من كده يا مليكة ،حاسس إني بتخنق وتاني يوم هجمع الكل عندنا وهبلغهم بالموضوع .

إنتفض داخلها وارتعبت وضعت كف يدها علي وجنته وتحدثت بإستعطاف:

_ أستني يومين كمان يا ياسين يومين بس أكيد مش هيفرقو معاك في حاجة وبعدين كلمها  .

نظر لها بإستعراب وتحدث:

_إشمعنا يومين يعني وبعدين أيه إللي مٌمكن يتغير في اليومين دول مش فاهم أنا ؟

إرتبكت وتحدثت:

_ أنا قصدي علشان تخلص موضوع يسرا أقعد بكرة إتكلم مع يسرا وقولها تخلي سليم يكلمك وبعدها هتحتاج تتكلم مع ماما علشان تحاول تقنعها بالموضوع

نظرت له بقلق وهي تترقب ردة فعله .

هز رأسه بإيماء وتحدث:

_ خلاص أنا بكرة هخلص من الموضوع ده كله بس تاني يوم هتكلم مع عمتي ومش عاوز أسمع منك أي إعتراض تاني في الموضوع ده مفهوم يا مليكة؟

رمت حالها داخل أحضانه وشددت من إحتضانه وتحدثت بدموع:

_ حاضر يا حبيبي والله حاضر .

أخرجها من بين أحضانه ونظر لها بإستغراب وتحدث بقلبٍ يتمزق لأجل دموعها:

_ مالك يا حبيبي، ليه دموعك دي يا مليكة؟

تحدثت بدموع وحب:

_ أنا بحبك أوي يا ياسين والله بحبك أوي .

أدخلها داخل أحضانه وشدد عليها وهو يتحدث:

_ وأنا بعشقك يا قلب وروح وعمر ياسين كله  .

وأخذ يهدهدٌها بحنان وبعد مدة من إستكانتها داخل أحضانه خرجت ونظرت له وتحدثت بإرتباك:

_ ياسين بعد إذنك أنا عاوزة بكرة أروح عند سلمي .

نظر لها وتحدث بإستغراب:

_ مش كٌنتي عند سلمي النهاردة هتروحي تاني تعملي لها إيه ؟

تلعثمت وتحدثت:

_ أصلها جابت كذا قطعة ملابس أون لاين وحابة تاخد رأيي فيهم وهي بتقيسهم كمان أنا حابة أقعد معاها وأفضفض شوية.

نظر لها بريبة وتحدث مٌتسائلاً:

_ مالك يا مليكة أنا ليه من وقت ما جيت وأنا حاسس إنك قلقانة ومرتبكة ؟

هو فيه حاجة أنا معرفهاش ؟

إبتلعت لٌعابها وتحدثت مٌبررةً:

_هيكون فيه إيه بس يا حبيبي كل الحكاية إني متوترة علشان رد فعل ماما ثريا علي موضوعنا مش أكتر .

أمسك وجهها ثم مال علي شفتاها ووضع قٌبلة حميمية ثم أبتعد ونظر لها بحب وتحدث مٌطمئناً إياها:

_ مش عايزك تقلقي من أي حاجة طول ماأنا جنبك أنا كفيل إني أحميكي وأبعد عنك أي شيئ ممكن يأذيكي أو يأذي مشاعرك جوزك حمايتك وسدك المنيع يا قلب جوزك .

إبتسمت له بطمئنة وتحدثت :

_ربنا يخليك ليا يا ياسين إنتَ أحلي حاجة حصلت لي في حياتي .

تسطح علي ظهره وأخذها فوق صدره يهدهدها كطفلته وبمرور الوقت إستكانت وغفت بسلام بين أحضانه قبل جبهتها وغفي بعد إطمئنانه عليها .

__________________________

اليوم التالي وقت الغروب

كانت ثريا تجلس ويجاورها عز وياسين بالحديقة

إقترب مروان من ياسين وتحدث:

_هي مامي إتأخرت كده ليه يا عمو ياسين ؟

أجابه ياسين وهو يمسح علي شعر رأسهِ بحنان أبوي:

_الوقت تيجي يا حبيبي متقلقش .

نظر له عز وتحدث :

_عامل إيه في دراستك يا مروان؟

تحدث الصغير بإنتشاء :

_كويس أوي يا جدوا علاماتي كلها دايماً الأعلي .

قبلهٌ عز بسعادة:

_برافوا عليك يا وَحشْ عاوزك كده دايماً رافع راسنا ومشرفنا  .

جري الصغير ليلهو مع أخيه وباقي أطفال العائلة وتحدث ياسين:

_مقولتليش رأي حضرتك إيه في الكلام إللي أنا قولته يا ماما ؟

تحدثت بتيهة:

_.مش عارفة أقولك إيه يا ياسين بصراحة يا إبني أنا عمري ما تخيلت إن يسرا تتجوز وتسيبني وتبعد عني،

ثم نظرت إلي عز وتحدثت بتأثر:

_ أنا تعبت من بعد حبايبي عني يا عز الأول أبويا وأمي وبعدهم أحمد وبعده رائف حتي يسرا اللي ربنا عوضني بيها وطبطب عليا بحنيتها تتجوز في أخر الدنيا وتسيبني مش كفاية عليا حسن وولاده إللي مبشفهمش غير من السنة للسنة .

أجابها عز بهدوء :

_وإحنا رحنا فين يا ثريا ،ما إحنا كلنا جنبك أهو وياسين ومليكة والولاد حواليكي ومعاكي،

وبعدين أنا عازر تفكيرك بس أسمحي لي ده تفكير أناني جدا إنتي كده بتحكمي علي يسرا بإنها تعيش وحيدة باقي عمرها يا ثريا إحنا مش هنعيش لهم العمر كله حتي ولادها مسيرهم يكبروا ويتجوزا ويبعدوا عنها ودي سنة الحياة .

نظرت له بتيهة:

_فأكمل ياسين حديث والدهْ:

_الباشا عنده حق يا عمتي، ده غير إني سألت علي سليم ولقيته حد محترم جداً وابن ناس وبجد يسرا محتاجة في حياتها راجل زي ده يعوضها عن كل اللي شافته في حياتها ويكون لها سند وعون، سبيها تعيش حياتها يا عمتي علشان يسرا تستاهل كده بجد ،

ومش عاوزك تقلقي علي نفسك يا حبيبتي طول ما أنا جنبك .

كادت أن ترد عليه ولكنهم فوجئوا بدخول سيارة سلمي للداخل ووقوفها ثم ترجلت سلمي منها وفتحت الباب المجاور وهي تٌسند مليكة لتٌخرجها ويبدوا عليها التعب التام

إنتفض قلبهٌ رعباً وجري عليها بسرعة شديدة وتبعهٌ الجميع بهلع حتي أطفالها .

وقف أمامها يتفحصها بجنون ورعب قائلاً:

_فيه إيه يا مليكة، مالك ؟

إبتسمت له بضعف ووجهٍ شاحب وتحدثت سريعاً كي تٌطمئنه:

_ أنا كويسة يا ياسين متقلقش .

حملها بين ساعديه وتحركَ للداخل مع تساؤل ثريا ورعبها:

_ مالها مليكة يا سلمي و إيه حالتها دي ؟

تحدثت سلمي بإرتياب:

_ مليكة إتزحلقت ووقعت عندي يا طنط .

وصل بها ياسين لغرفة الضيوف ووضعها بعناية فوق التخت

تحدث عز بقلق:

_ أنا هتصل بالدكتور ييجي يفحصها حالاً  .

إرتبكت سلمي وتحدثت سريعاً:

_ مفيش داعي يا عمو أنا أخدتها وروحنا لدكتور جنبنا كشف عليها وقال إنها كويسة هي بس محتاجة ترتاح شوية مع تغذية مش أكتر .

سألتها ثريا بإستفسار:

_مليكة وقعت إزاي يا سلمي ؟

أجابتها سلمي شارحة:

_أسر إبني كان بياكل موزه وللأسف رمي قشرتها علي الأرض و مليكة بالصدفة كانت رايحة الحمام داست عليها من غير ما تشوفها ووقعت ،أخدتها للدكتور والحمدلله طمنا وقال انها كويسة

كان يجلس بجوارها والقلق ينهش داخله يريد أن يٌدخلها بين أحضانها ليٌطمئنها ويطمئن حالة، أمسك يدها بحنان ونظر لعيناها الساكن بداخلهما حٌزنٍ عميق إستغربهٌ هو وتحدث:

_إنتي كويسة ؟

هزت لهٌ رأسها بإيماء مع لمعة دمعة حبيسة داخل عيناها .

تحدث وهو يتحرك :

_يلا بينا هاخدك علي المستشفي وأعمل لك إشاعة علشان أطمن عليكي .

أجابتهٌ سلمي سريعاً :

_الدكتور إللي رحنا له عملها إشاعة علي ضهرها ودماغها والحمدلله طمنا .

نظر لها ياسين وتحدث :

_كويس يعني يا سلمي الدكتور ده ولا إيه ؟

أمسكت هي يده وتحدثت بصوتٍ مٌختنق بالدموع:

_ صدقني أنا كويسة أرجوك ماتقلقش .

تحدث عز:

_ سلامتك يا حبيبتي ألف سلامة عليكي .

أجابته بضعف:

_الله يسلمك يا عمو.

تحدثت ثريا وهي تأخذها بأحضانها:

_ سلامتك يا مليكة ألف سلامة عليكي يا قلبي

قفز الصغير لأحضانها مع تألمها الشديد الذي كتمته حتي لا يشعر بها ياسين ولكنه بالفعل شعر وأبعد الصغير وأدخله بأحضانه قائلاً:

_ تعالي في حضني أنا يا أنس علشان مامي تعبانه شوية.

أمسك مروان الجالس بجانبها يدها وقبلها بقلق مٌتحدثاً:

_ إنتِ كويسة يا مامي ؟

ملست علي شعرهِ بحنان قائلة بصوتٍ مٌتعب:

_ أنا كويسة يا قلبي ماتقلقش .

تحدث أنس ببرائه:

_ سلامتك يا مامي  .

إبتسمت لصغيرها القاطن بأحضان حبيبها وتحدثت :

_يسلم لي عمرك يا قلب مامي .

وقفت ثريا وتحدثت بإهتمام:

_ أنا هروح أعمل لك حبة شوربة تدفي لك معدتك وأشوف يسرا فين  .

تحدث عز وهو يتحرك خلفها :

_لو مش هضايقك تعملي لي فنجان قهوة معاكي يا ثريا، دماغي هتنفجر من الصداع  .

تحركت سلمي وجلست بجانبها فوق التخت

أما هو فكان ينظر لها بقلبٍ ينزف ويتألم لأجل وجهها الشاحب وتعبها الظاهر داخل عيناها .

أمسكت يدهٌ من جديد وابتسمت بوهن وتحدثت لطمأنته:

_أنا كويسة يا ياسين، إطمن  .

إحتضن يدها بعنايه وأماءً لها بابتسامة حزينه .

تٌري ما سر تلك النظرات الحزينة والدموع القاطنة بعيون تلك الحائرة ؟

#إنتهي_البارت

#قلوب_حائرة

#روز_آمين

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى