 
						رواية قلوب حائرة لروز أمين الفصل الثالث والثلاثون
إعترفَ ياسين بعشقهِ الخفي منذ الكثير، فهل بهذا الإعتراف تنتهي ألامهم وعذابهم ويبدأ حصاد سنوات الرخاء ؟
أم أن للحزن بقية داخل تلك القلوب الحائرة؟
عادت مليكة بأطفالها إلي أرض الوطن بإشراقة وطلة جديدة عليهم فسرها الجميع إلي راحتها عند شقيقها واهتمامه بحالتها النفسية والمزاجية كانت عائدة مٌحملةً بالهدايا الثمينة للجميع ،
وبعدها بيومان رجع ياسين مٌشتاقاً لإمرأة حياته التي لم يعٌد يٌطيق الإبتعادٌ عنها حتي ولو دقائق ،كان يشتاقها حد الجنون حتي أنهٌ قضي ليلتهِ الاولي داخل أحضانها وكانت حجته هي إشتياقه للصغير الذي غفي داخل أحضانه من شدة إشتياقه له، وبعدها إستدعي ياسين مٌني حتي توصلهٌ إلي ثريا ليغفي داخل أحضانها .
وقضي ياسين ليلته داخل أحضان مليكته فوق أريكتهٌ الخاصة بهْ لحين إيجاد طريقة يٌخبر بها ثريا عن نيته لتغيير الغرفة بل والجناح بأكمله، وهذا بعدما إستعطفته مليكة بأن لا يٌعلن عن زواجهما علي الأقل في الوقت الراهن مراعاةً لحالة ثريا وأطاعها كعادته لنيل رضاها الذي تمناهٌ طيلة عٌمرٍ بأكمله .
__________________________
كانت ليالي تدور حول حالها كالمجنونة تحادث والدتها في الهاتف:
_ما قالش يا مامي، كل اللي قاله مافيش سفر السنة دي وأقعدي إهتمي بولادك، بقوله لازم أروح الدكتور مأكد لي علشان ميعاد حقن الخطوط الرفيعة اللي في وشي
تخيلي البارد يرد عليا ويقول لي أنا حابك ومتقبلك علي كده، حرق دمي ،
واستطردت غاضبة:
_عارفة إيه أكتر حاجة حارقة دمي يا مامي، إنه فضل منيمني لحد ما دخلت الموقع وحجزت ميعادنا عند الدكتور حتي تذاكر الطيران لما حجزتها، كان فاضل بس أدفع وأكد الحجز ،
وصاحت بغضب:
_تخيلي إنه ما حوليش علي الكريدت كارد غير مصروفي الشخصي اللي بالعافية يكفيني مشاريب أو غدا برة .
صاحت قسمت علي الهاتف والغل يتآكل من صدرها:
_اتجنن ده ولا إيه، والهانم عمتك رأيها إيه في عمايل إبنها السودا دي ؟
أجابتها ليالي:
_ عمتو مش موجودة، معزومة علي العشا هي وعمو عز عند رئيس الجهاز ولسه ماقولتلهاش .
صاحت قسمت وتحدثت بغل:
_طبعاً الهانم خارجة ولا علي بالها وسايبة إبنها يبهدل فيكي براحته ،
واستطردت بتحريض:
_ليالي إنتي لازم تشوفي لك حل مع ياسين، إحنا لازم نسافر السنة دي، إنتي ناسية إن فرح بنت أميرة عصمت صاحبتي قرب و لازم نحضره وإحنا في أبهي صورنا
وأكملت بأمر:
_راضيه يا ليالي، شوفي إيه اللي مزعله منك ولو وصلت إنك تتأسفي له أعملي كده ،
ضلَتا تتحدثان والغل يتأكل داخلهما من صفعة ياسين لليالي التي لم تَعيِ حتي الأن أنها رداً علي غبائها .
_______________________
مرت الأيام وجاء موعد الحفل الصاخب الذي أشرفت منال علي تجهيزه ليظهر للعلن بأعلي مستوي يليق بسيادة اللواء عز المغربي ونجله سيادة العقيد ياسين المغربي
وصل الحضور جميعاً عدا مليكة التي مازالت بمنزلها تتزين بأبهي صورها بثوبها الأنيق الفريد الذي أختارهٌ ياسينها بعناية فائقة
نزلت الدرج وجدت شريف بإنتظارها علي أحر من الجمر ليذهب ليري عليائهٌ التي مَنعت عن عيناه النوم
ولكن وللأسف كانت تجاورهُ سالي التي بَعثَ لها عز بطاقة دعوة لكونها خطيبة شريف
نظرت سالي علي الهابطة من فوق الدرج وكأنها حورية نزلت من الجنة والحقد يتآكلٌها
نظر لها شريف بإنبهار وتحدث:
_ واااااو، إيه يا بنتي الجمال والأناقة والشياكة دي كلها، معقولة جمالك ده يا ليكة ؟
وصلت إليه وهي تقبله وتحدثت:
_ عيونك الحلوين يا حبيبي
ثم أحالت وجهها إلي سالي وتحدثت بمجاملة وهي تمد يدها دون تقبيلها :
_أهلا يا سالي نورتي حي المغربي .
إبتسمت بسماجة وتحدثت بمجاملة:
_ميرسي يا مليكة .
تحدثت علية:
_ بسم الله الله أكبر ماشاء الله عليكي يا ست البنات، إللي يشوفك يقول رجعتي لورا عشر سنين علي الأقل .
إبتسمت مليكة لذكر عَلية عشر سنوات وتحدثت:
_ حبيبتي يا داده، أمال فين ماما ويسرا ؟
أجابتها عَلية بإحترام:
_ كلهم مشيوا وسبقوكي علشان يكونوا مع منال هانم في إستقبال الضيوف .
تحدثت مليكة بإهتمام:
_طب من فضلك يا داده خلي بالك كويس من الولاد، هما فوق كلهم ومعاه أيسل وسارة فياريت كل شوية تشوفيهم ليكونوا محتاجين حاجة، وياريت تبعتي هدي تقعد مع الناني وتساعدها في رعايتهم علشان ميغلبوهاش .
تحدث شريف:
_ يلا يا بنتي إتأخرنا، ده ياسين كلمني من بدري وقالي أعدي عليكي أجيبك علشان معاه ناس مهمة ومش هينفع يسيبهم، وقال لي لما أقرب عند البوابة أرن عليه يطلع لك .
أما داخل الحفل خرجت ليالي من باب الفيلا كالعادة مٌتأخرة ظناً منها أنها أميرة الحفل المتوجة التي لابد أن تصل مؤخراً، كانت أنيقة وجميلة كعادتها
نظرت إلي ياسين وجدته يقف مع رئيس الجهاز وزوجته ذهبت إليه بكل كبرياء نظر ياسين إليها وابتسمَ لها وأمسك يدها بإحترام تقدمت هي بكل ثقة وألقت السلام بإبتسامة مجاملة علي رئيس الجهاز وزوجته،
رن هاتف ياسين أخرجهٌ من جيب سٌترته نظر به وابتسمَ وتحدث:
_ بعد إذن سعادتك يا باشا، البيت بيت حضرتك
وذهب بإتجاه البوابة تاركاً ليالي مٌستغربة ردة فعله
خرج من البوابة نظر لها وإذا بقلبه يرتجف من شدة إنبهاره بجمالها الأخاذ،
أمسك يدها وهو يقبلها بهيام مٌتناسياً تواجد شريف وتلك السالي التي تكاد تٌصاب بذبحة صدرية من شدة ضيقها .
أفاق علي حالهْ فمد يدهٌ بإحترام إلي شريف مٌتحدثاً:
_مذيعنا العظيم، شرفتنا .
هز له شريف رأسه بحب فقد بدأ بتقبله بل وبمحبته وذلك لإهتمامه الزائد بشقيقته .
تحدث شريف :
_الشرف ليا ياسين باشا
ثم حول بصره الي الواقفة تنظر إليه بإبتسامة وتحدث:
_أستاذة سالي نورتي حي المغربي يا أفندم ونورتينا .
إبتسمت بسعادة حقيقية وتحدثت:
_ميرسي يا ياسين باشا
سبقهم شريف وسالي إلي الدخول .
_________________
كانت تقف بجانب شقيقها تٌسلط بصرها بلهفة علي البوابة الرئيسية لتراهٌ فقد إشتاقت رؤياهُ حد الجنون وما إن رأته وبجوارهِ تلك التي تتأبط ذراعهْ وتجاورهٌ بتفاخر حتي غزي الإحباط والحزن داخلها حولت بصرها بخيبة أمل إلي الجهة الأخري
وبعد قليل دلف ياسين مٌحاوطاً أميرتهٌ من خصرها في حركة تملكية
تحولت الأنظار جميعاً إلي تلك الساحرة وطلتها البهية وهالتها التي حاوطتها وجعلت منها أميرة،
كانت كملكة متوجة بذلك الثوب الذي أقل ما يٌقال عنه أنه صممَ خصيصاً لتلك الحورية لتظهر بكل هذا السحر، كانت ترتدي خاتمها الفريد الذي لم ترتديه إلا بعد رجوع ياسين مٌدعية أنهٌ هديتها منه،
وأيضا ذلك العٌقد الثمين الذي أهداها إياه ليلية الاوتيل بعد الحادث، كانت جميلة جذابة وكأن العشق صنعَ وجعلَ منها مليكة جديدة منطلقة جميلة
نظرت لهما ليالي وأبتدي داخلها في الاشتغال وخصوصاً أن هذا يحدث أمام صديقاتها وأصدقاء زوجها وزوجاتهم علاوةً إلي جميع الأقرباء والمعارف
كان يحاوطها ويتحرك بها ويظهر علي وجهه كم التفاخر والعشق الذي يكنهما لها داخلها
وصل بها إلي مكان الفرقة العازفة ثم أمسكَ المايك وتحدث:
_مساء الخير علي ضيوفنا الكرام إللي شرفونا بحضورهم الكريم
ثم نظر للجميع وتحدث بفخر:
_كلكم طبعا عارفين مراتي الأولي وأم أولادي، ليالي هانم العشري
وألتفت لها وأشار إليها بإبتسامة وأماءَ برأسهِ كتحية لها وإحترام ،
ردتها هي بإبتسامة مجاملة تداري بها إشتعالها الداخلي الذي كاد أن يٌشعل الحفل بأكمله
وكانت جميع صديقاتها يتهامزون فيما بينهم
ثم نظر لمليكته بعشق ظهر بعيناه وتحدث بفخر واعتزاز:
_حابب النهاردة أقدم لكم مراتي التانية، مليكة هانم المغربي ،
تهامس البعض بينهم فبعض المعازيم مثل زوجات زملائه بالعمل لم يكن لديهم علم بزواجهٌ الثاني
وتحدث بدعابة لطيفة:
_حبيت بس أوريكوا أنا قد إيه راجل محظوظ مش بس كده، لا ومسيطر كمان، وغمز بعينه لأبيه .
ضحك الجميع وأمائوا لهٌ وصفق الجميع كتحية له ولإمرأتيه شديدتان السحر والجمال
نظر له عز وأشار بأيديه كتحية منه
نظرت يسرا لوالدتها بترقب أمائت لها ثريا بابتسامة وتحدثت:
_أنا كويسة يا حبيبتي ماتقلقيش .
أما داليدا التي حدثت والدتها بوجهِ كاد أن يشتعل من غضبه:
_الوضع ده ما بقاش يتسكت عليه يا مامي، ياسين خلاص بيتصرف على أساس ان البنت بقت مراته بجد، أنا حاسة إنه تمم جوازه منها .
أجابتها قِسمت بغل:
_ياسين خلاص أعلن الحرب علي أختك وأنا شايفة إن لازم له وقفة.
وبلحظة إشتغلت الموسقي علي غنوة أمال ماهر أنا بعشق الغني قدام عنيك، أمسك يدها وتحركَ بها للمكان المخصص بالرقص ولف يدهٌ حول خصرها وأمسك يدها بيدهِ الأخري .
تحدثت هي خجلاً:
_أرجوك يا ياسين بطل إللي بتعمله ده، إنتَ كده بتكسفني أوي علي فكرة.
أجابها بحب:
_ فيه حد يتكسف من جوزه بردوا
وأكملَ بحب ليٌخرجها من خجلها:
_تعرفي إني ندمان أوي إني إشتريت لك الفستان ده .
تحدثت بقلق:
_ليه يا ياسين، هو للدرجة دي مش حلو ؟
أجابها بنفي:
_تؤ، هو للدرجة دي يهوس، للدرجة دي يجنن، للدرجة دي بان جماله وأناقته لما لبسته مليكة الحلوة
وأكمل بوقاحة:
-لدرجة إني غيران منه عليكي وقررت خلاص إنه مش هيتلبس تاني برة أوضة النوم .
إبتسمت له وتحدثت برضي:
_ اللي إنتَ عاوزه كله أنا هعمله لك يا ياسين
تنهد وتحدث بحب:
_الله يكون في عونك يا ياسين يا مسكين .
__________________
كانت تقف بجوار بعض أصدقائها تحدثت إحداهنَ :
_هو مش المفروض الرقصة الأولي دي تبقي مخصصة علشانك يا لي لي ؟
تحدثت أخري ساخرةً:
_ هو المفروض يا ديما تبقي الأولي والأخيرة وده بناءً علي كلام لي لي إنها مجرد جوازة صوري مش أكتر .
ثم نظرت لها ونطقت بتساؤل خبيث:
_ولا هي خلاص مبقتش صوري يا لي لي ؟
تحدثت ليالي بكبرياء وتعالي وثقة مٌصطنعة:
_ تفتكروا إن ليالي العشري بجلالة قدرها كانت هتقبل بوضع زي ده لو مكانتش فعلا مش أكتر من مجرد عقد إتفاق ؟
ثم تحدثت بغرور :
_ياسين بيحاول يداري حقيقة الأمر علشان يا حرام شكلها ما يبقاش وحش قدام المعازيم، وهي دي كل الحكاية مش أكتر
وقالت بإنسحاب:
_ بعد إذنكم هروح أشوف باقي المعازيم .
ضحكن جميعهن بعد ذهاب تلك المغرورة وتحدثت إحداهنَ ساخرةً:
_قال صوري قال، مبقاش ديما الصراف إن ما كانت ليالي هي اللي بقت مجرد جوازة صوري والدليل علي صحة كلامي إنه لما جه يقدمهم للمعازيم قدم ليالي ولقبها بالعشري، لكن لما جه يقدم مليكة قال مليكة المغربي في إشارة واضحة وصريحة منه للجميع إنها أصبحت ملكية خاصة
ضحكن جميعهن وتحدثت إحداهن بتأكيد:
_وأنا رأيي من رأيك يا ديما، ده الباشا هياكلها بعنيه وهي جنبه يا بنتي، ده بيبص لها بصة أول مرة أشوفها جوه عيونه
ضحكت إحداهن وتحدثت بخٌبث:
_ده انتي مركزة بقي مع عيون الباشا لدرجة إنك حافظة وعارفة كل نظراته .
أجابتها بمكر ودعابة:
_هاتي لي ست فيكي يا إسكندرية كلها مش مركزة مع ياسين المغربي وعيون ياسين المغربي
ضحكن بصوتٍ عالي وأكملن نميمتهن
_________________________
إنتهت الرقصة، أخذها بكل فخر ووصل بها إلي حيثٌ جلوس ثريا وسٌهير ويسرا وإبتسام
وتحدث بدعابة وبشاشة وجهْ وسعادة:
_معقولة جمال هوانم المغربي ده كله ،سبتوا إيه لباقي ستات إسكندرية يا هوانم ؟
إنسحبت مليكة خجلاً من قبضة يده المحاطة بخصرها بتملك وتحركت وجاورت يسرا بالجلوس
إبتسم هو وعذر حيائها .
وتحدثت سٌهير بإعتراض مٌصطنع:
_طب وياتري إللي مش من المغربي زيي أنا ومدام إبتسام نظامه إيه معاك يا ياسين باشا ؟
إبتسم وتحدث بإحترام:
_يا أفندم جمال حضرتك وإبتسام هانم خارج المقارنة أساساً، لانه مع إحترامي للجميع ملوش زي .
تحدثت إبتسام بدعابة:
_طب وياتري مليكة كده معانا خارج الحسبة هي كمان ؟
إبتسم لها وتحدث بتملك:
_مين قال، مليكة بقت مغربي قلباً وقالباً.
إبتسمت خجلاً وسحبت عيناها بعيداً عنه
أما شريف الذي تحركَ بخطيبته إلي مقر جلوس والدته وترك سالي بصحبتهم بعد إلقاء التحية إليهم وخاصة إبتسام التي رحب بها بحرارة
تحركَ نحو تواجد علياء التي كانت تضحك بإنوثة مغرية بالنسبة له وهي تتحدث مع شقيقها إسلام
إقترب عليهم وتحدث بترحاب:
_ده إيه النور ده كله، إسكندرية كلها نورت يا شباب .
نظر له إسلام بإنبهار وتحدث:
_ إسكندرية منورة بأهلها مذيعي المفضل .
نظر إليه بإحترام وتحدث:
_حبيبي يا إسلام ،
ثم أحال ببصره علي تلك الواقفة ولم تعيرهٌ أية إهتمام وتحدث بهيام فقد إشتاقها حد الجنون:
_إزيك يا عاليا أخبارك إيه ؟
نظرت له بفتور وتحدثت بنبرة باردة:
_ أهلا أستاذ شريف .
إستغرب حالها وتسائل داخله لما تلك المعامله عاليتي ؟
في نفس التوقيت جاء عٌمر وتحدثَ:
_ منورين يا شباب .
إبتسمت له علياء ورمقتهٌ بنظرة جذابة وتحدثت عن قصد:
_ عٌمر إزيك، زعلانة منك علي فكرة، بقي أبقي موجودة في إسكندرية من إمبارح ومتفكرش حتي تعزم عليا بخروجة زي المرة إللي فاتت؟
إستغرب عٌمر من طريقتها وتحدثَ بسعادة وغرور ظهرا عليه:
_برنسيس عالية تؤمر، ليكي عليا هسهرك بكرة سهراية هتعيشي باقي عمرك كله وإنتي مش قادرة تنسيها .
أجابته بابتسامة ودعابة:
_ أرجوك
وضحكا إثنتيهم
كان يقف والغيرة تتآكل وتنهش داخلهْ
حدث حاله:
_أجننتي يا فتاة، ماذا تفعلين أيتها الغبية، أقسم بربي علياء إن لم تكٌفي عن تلك الأفعال الصبيانية لأفعل ما لا يٌحمد عقباه وليكن ما يكون !
فاق من تفكيره وغضبه علي يد سالي التي أتت وإحتضنت يده بتملك وهي تنظر لعلياء بغرور وكبرياء قائلةً:
_إزيك يااااا، إسمك إيه مٌمكن تفكريني ؟
نظر لها إسلام بضيق وتحدث بإعتزاز:_
_إسمها حضرة الأستاذة المحامية علياء حسن المغربي بنت الباشمهندس حسن المغربي
نظر شريف سريعً إلي إسلام وتحدث مٌعتذراً:
_ أكيد سالي متقصدش يا إسلام
ثم رمقها بنظرة غضب وتحدث:
_هي بس خانها التعبير ليس إلا ، مش كده ولا إيه يا سالي ؟
إرتبكت من حدة صوت شريف فتحدثت بلطفٍ مٌصطنع:
_أكيد يا حبيبي طبعا
ثم نظرت إلي علياء الواقفة بفخر وعلي وجهها إبتسامة نصر وتحدثت سالي:
_إزيك يا عالية، أخبارك إيه ؟
إبتسمت لها بطريقة ساخرة وتحدثت:
_ أنا تمام، إنتي بقي إللي أخبارك إيه ؟
تحدثَ عٌمر هامساً لشريف بصوتٍ هادئ :
_يا أخي البنات الشرقيين دول عليهم حركات، مقضينها طول الوقت قصف جبهات وغيرة ويمكن ده اللي بيخليهم مميزين ويجذبوا الواحد ويشدوه ليهم .
رمقه شريف بنظرة غاضبة، رفع عمر يداهُ بإستسلام ثم وجه بصره إلي علياء حين إستمع بدأ الموسيقي وتحدث :
_مٌمكن الليدي علياء المغربي تسمح لي بالرقصة دي ؟
نظر لهٌ بحقد لاحظته سالي بقلبٍ مٌشتعل ثم حول بصره بجنون علي تلكَ المٌبتسمة بدهاء
وتحدثت:
_سوري يا عمر ما برقصش، لكن ممكن أتمشي معاك لحد البوفيه وتعزمني علي عصير فريش
نظرت بكبرياء إلي الواقف يستشيطٌ غضباً وتلك المجاورة لهْ وتحدثت:
_ بعد إذنكم .
ثم نظرت لأخيها متحدثة بدٌعابة:
_بعد إذنك صديقي العزيز .
أماءَ لها إسلام وتحركت بصحبة عٌمر تحت أنظار ذلك الذي سيصاب بذبحة صدرية لا مٌحال ،
إنسحبَ إسلام معتذراَ
أحالت بصرِها لذلك الناظر بغضب علي تلك العلياء وتحدثت سالي بغضب:
_هو فيه إيه بالظبط يا شريف ؟
نظر لها وتحدث:
_ تقصدي إيه يا سالي؟
أجابته بغضب:
_أقصد أجازتك اللي أخدتها في غير ميعادها ، وسفرك لأسوان إللي بالصدفة عرفته من مامتك،
سؤالي المهم بقى لحضرتك إشمعنا أخدت أجازة في الوقت ده وبالتحديد لأسوان وكل ده بعد البنت دي ما ظهرت في حياتنا؟
نظر لها بضيق وتحدث:
_أظن ده لا وقت خناقات ونكد ولا ده وقت أسأله، واتفضلي قدامي علشان أوصلك لمكان ماما ومليكة علشان أروح أسلم علي سيادة اللوا ،
أوصلها ووقفْ بعيداً وداخلهِ يحترق وهو ينظر عليها وهي تٌجاور عٌمر وتتحرك بدلال تحتسي مشروبها وهما يتحدثان ويضحكان بسعادة ظاهرة علي وجوههما .
________
أمسكَ طارق يد جيجي وتحدث:
_ ليدي جيجي تسمحي لي بالرقصة دي ؟
إبتسمت له بعشق وتحدثت :
_بس عاوزة رقصة فرفوشة يا طارق، حاسة نفسي مبسوطة النهاردة وعاوزة رقصة كده تفرفشني .
أجابها بتساؤل:
_إنتي تؤمري يا قلبي، قولي لي حابة ترقصي علي إيه ؟
تحدتث بتفكر:
_أممممم نانسي عجرم الدنيا بتحلي وأنا وياك .
وبالفعل طلب طارق غنوة جيجي وبدأ بالرقص بمرح وسعادة أبهر الجميع وبلحظة نشر حالة من السعادة الهائلة بالمكان ، بدأ الكابلز بالتجمع علي الإستيدج والرقص حول تلك الثنائي المنطلق .
____________
كان يقف بجانب والده يختلس النظر إليها، فهمس عز بجانب أذنه مٌتحدثاً:
_ يا أبني إتقل شوية مش كده، ده أنا قولت بعد إسبوع العسل بتاع لندن هترجع هادي وعاقل ومستكفي .
أجابهٌ بدعابة:
_هو فيه حد بردوا بيكتفي من شهد العسل يا باشا ؟
إبتسم عز وأجاب :
_براحتك أنا بس خايف عليك من مواعة النفس
ثم نظر إلي ليالي وتحدث :
_لازم تحدق شوية علشان تعمل توازن في حاسة التذوق، ولا إيه ؟
ضحك ياسين برجولة وتحدث:
_ أوامر سعادتك يا باشا، وماله نحدق منحدقش ليه .
نظر له عز وتحدث بجدية:
_ مش ناوي تعلن عن الموضوع ؟
أجابه ياسين بضيق:
_مليكة خايفة وقلقانة علشان عمتي، بتقول لي إنها مش هتقدر تتحمل الخبر ولا هتتقبله،
تحدث عز بعقلانية:
_طبيعي يا أبني إن ثريا مش هتتقبل الوضع بسهولة ويمكن كمان تتصدم في الأول، لكن كمان ثريا ست مؤمنة وأكيد لما تهدي وتفكر هتتقبله بالتدريج وبعدها الموضوع هيتحول لأمر واقع للجميع
وغمز بعينه وتحدث:
_ أنا بس خايف ليكون جاي لنا ضيف جديد قريب وساعتها هتضروا مرغمين تعلنوا ، وشكلكم هيبقي وحش أوي بصراحة.
إبتسم ياسين بسعادة وأجاب :
_طب ياريت، ده أنا كل صبري عليها وعلي تأجيلها الغير مبرر إن فعلاً الموضوع ده يكون حصل، وقتها هحطها قدام الأمر الواقع علشان تبقي تعارضني بعد كده تاني
نظر له بتساؤل:
_طب وأمك وليالي هتعمل معاهم إيه ؟
أجاب بثقة وقوة:
_ساعتها الكل هيتحط قدام الأمر الواقع، أنا راجل ومارست حقي الشرعي مع مراتي وده حق مكتسب ليا لا هو عيب ولا حرام علشان حد يتجرأ ويقف يقول لي إنتَ عملت كده ليه ؟
إبتسم عز وتحدثَ بتفاخر:
_ جبروت يا ابني والله .
أجابه بفخر:
_ تربية معاليك يا باشا وليا الفخر .
تحدث عز بمداعبة:
_ لا تربيتي إيه بقي، ده أنا بفكر أخد عندك درس وأتربي من جديد.
ضحكا إثنتيهما وتابع حديثهما .
_____________
كانت تجلس بجانب يسرا السعيدة بوجهها المٌنير تحدثت بدعابة:
_مفيش حاجة عاوزة تقوليها لي ؟
أجابتها يسرا بإبتسامة:
_ حاجة !حاجة زي إيه مثلا ؟
أجابتها مليكة بمداعبة:
_مثلاً زي سيادة القبطان إللي فجأة ظهر عندك في الأصدقاء ومابيسبش بوست غير لما يعمل لاف عليه، ده غير بوستات وفيديوهات الحب إللي بدأ ينزلها علي صفحته .
إرتبكت يسرا وتحدثت بتلبك :
_ أنا كنت هقول لك إنه بعت لي طلب صداقة ودخل لي سألني على ياسين أيام الحادثة، بس نسيت صدقيني .
نظرت لها مليكة وتحدثت:
_ ما تيجي نتمشي شوية
وبالفعل وقفتا وتحدثت مليكة بنبرة ودودة:
_يسرا، مٌمكن تفتحِي لي قلبك وتحكي لي علي إللي جواه أنا أكيد هفهمك وصدقيني كل إللي هتحكيه هيبقي سر بينا، محدش هيعرفه غيرنا إحنا الإتنين .
نظرت لها بتيهة وتحدثت:
_بحبه يا مليكة بس خايفة، خايفة أخوض التجربة دي تاني، خايفة من نظرة ولادي ليا، ماما وأنتوا وعيلة جوزي ، خايفة من الكل يا مليكة
وفي نفس الوقت بحبه واتعلقت بيه، أمتي وإزاي ده حصل مش عارفة، لكن أهو حصل وخلاص، المشكلة إنه فاتحني في جواز .
إبتسمت مليكة وأجابتها بحماس:
_طب دي خطوة بيثبت بيها مدي إحترامه ليكي قبل نفسه، سليم بطلبه ده أثبت إنه راجل محترم يا يسرا، إنسي عقلك شوية وادي له أجازه وأمشي ورا قلبك وشوفيه هيقول لك إيه .
أجابتها بتوتر:
_ أيوة يا مليكة بس ده عاوزني أعيش معاه أنا وولادي في أسوان وهيجيب إبنه يعيش معانا .
تحدثت مليكة:
_طب وإيه المشكلة في كده يا يسرا ما هو ده الوضع الطبيعي إنك هتعيشي معاه، ولا إنتي مٌعترضة علي وجود إبنه ؟
نفت سريعً:
_ بالعكس يا مليكة، الولد زي الملاك يا حبيبي وكمان يتيم يعني هيكون إبني التالت أكيد ،
حتي ولادي سليم بعت لهم آد وفكرهم بنفسه أيام الرحلة واتصاحب عليهم جداً وهما كمان حبوه أوي وبيكلموني دايماً عنه .
ردت مليكة بعيون ووجهٍ بشوش:
_طب والله برافو عليه إنه قرب للولاد بالشكل ده، بس بردو مش فاهمة إيه هو سبب خوفك وقلقك ؟
تنهدت يسرا وأردفت:
_أولاً لو سافرت أسوان ده معناه إني هسيب ماما، وأنا مقدرش أبعد عنها يا مليكة، ماما مابتقدرش تقعد لحظة واحدة من غيري،
ثانياً لو إتجوزت أهل جوزي ممكن ياخدوا الولاد مني ولو ده حصل وقتها أنا ممكن أموت فيها .
أجابتها بطمئنة:
_أول حاجة بالنسبة لماما ملكيش حق خالص إنك تقلقي عليها لان أنا وياسين والولاد معاها ، ثانياً بقي أهل جوزك مين دول إللي تقلقي منهم،
وأجابت بفخر:
_ أكيد ياسين مش هيسمح لهم بحاجة زي كده .
كانت تنظر لها وفجأة وبدون شعور حزن داخلها من فرحة عيناي مليكة وهي تنطق لإسم ياسين بعيون عاشقة وصوتٍ هائم
نظرت لها يسرا وتسائلت:
_ مليكة هو أنا مٌمكن أسألك سؤال ؟
أمائت برأسها بموافقة:
_طبعاً يا يسرا إتفضلي .
تحدثت يسرا علي إستحياء:
_هو أنتي حبيتي ياسين ؟
إبتلعت لعابها وشحب وجهها وسحبت بصرها خجلاً
أمسكت يسرا يدها لتٌطمئنها وأبتسمت بمرارة وتحدثت:
_ يلا بينا نقعد مع ماما .
________________________
إقتربت ليالي من ياسين الواقف مع أحد أصدقائه وتحدثت بدلال:
_ممكن أمير باشا يسمح لي أخد منه ياسين دقيقة.
أجابها بإحترام:
_أكيد يا أفندم بعد إذنكم .
نظرت له بابتسامة مٌصطنعة كي لا يلاحظ الحضور وتحدثت:
_ ممكن البيه يفهمني إيه إللي حصل من شوية ده إنت، إزاي تسمح لنفسك تمسك وسط الهانم وتتحرك بيها كده وكأنها مراتك بجد لا وكمان ترقص معاها رقصتك الأولي،
إيه إللي عاوز توصله ليا من تصرفاتك دي يا ياسين، عاوز تخليني أغير مثلاً؟ بس ده بُعدك، مش ليالي العشري إللي تغير من واحدة زي دي، أنا فين وهي فين يا بيه
وأكملت بتساؤل وحيرة:
_أنا مش فاهمة إنت بتتصرف معايا كده ليه؟ خليك صريح وواضح وقولي سبب تصرفاتك دي إيه ، الأول تمنعني من السفر ومتحوليش فلوسي بتاعة كل شهر، والوقت تحرجني وتخلي إللي يسوي واللي مايسواش يبص لي علي إني الست إللي جوزها متجوز عليها فعلا مش مجرد حتة ورقة ،
كانت تتحدث بغضب عارم ظهر بصوتها ولكنها تحاول كظمهْ
إستمع إليها بإبتسامة هادئة وبرود مٌميت ثم تحدث:
_خلصتي كل كلامك ولا لسه فيه كلام تاني عاوزة تقوليه، علي العموم مش وقت كلام، لما يتقفل علينا باب أوضتنا نبقي نتكلم ونحاول نعالج مشاكلك العميقة ونشوف حل لشكل سيادتك إللي مبقاش تمام قدام الناس
ثم إبتسمَ ساخراً وتحرك تاركاً إياها تستشيط غضباً .
________________
كان يقف بعيداً عن الضوضاء ليستعيد نشاط ذهنهِ ولو قليلا
إقتربت منه وتحدثت بنبرة ملاطفة:
_مساء الخير علي الناس إللي نسيتنا وأوام نسيت عشرتنا، بقي زعلان من ثريا ومقاطعها يا سيادة اللوا ؟
نظر لها نظرة إشتياق رغم تحكمه بحاله حتي يظهر أمام عيناها بثبات و تحدث ساخراً:
_قولت أريحك مني خالص علشان وجودي ما يسببلكيش أي إزعاج وما أكونش تقيل عليكي وما أظنش إن بعادي فارق معاكي في حاجة .
نظرت له وتسائلت:
_ تفتكر إنه فعلاً مش فارق معايا يا سيادة اللوا ؟
أجابها بثقة:
_مش أفتكر، أنا متأكد من ده .
أجابته بابتسامة خفيفة:
_تبقي غلطان ومتعرفش معزتك وغلاوتك في قلوبنا قد إيه .
نظر لها بعتاب وتحدث بنبرة مٌلامة:
_ أنا لو فعلا غالي عندك مكنتيش عملتي فيا كده يا ثريا، مكنتيش رضيتي بظلمي البين علي أديكي طول السنين دي كلها .
تنهدت بألم وتحدثت:
_الدنيا مبتديش للإنسان كل حاجه يا عز، وإحنا كفايه علينا لمة ولادنا وسعادتهم حوالينا
وإحنا يا ثريا:
_قالها بألم يمزق داخله
أجابته بإبتسامة رضا:
_ما إحنا كويسين أهو والحمدلله، عيلتنا بخير ومترابطة ومتماسكة وقلبنا علي قلب بعض، وأحفادنا حوالينا ضحكتهم بتضوي وتنور ليالينا، هنعوز إيه تاني أكتر من كده ؟
ونظرت له وتحدثت بملاطفة واستسماح:
_ جالك قلب تزعل مني وتقاطعني ، طب بذمتك موحشكش فطار ثريا ،طب والله طول الفترة اللي فاتت وأنا شايلة همك علشان عارفة إنك أكيد بتروح شغلك من غير فطار .
أجابها بمعاتبة مرحة ومٌداعبة:
_لو شايلة همي بجد كنتي عملتي لي شوية محشي ولا شوية ملوخية وجوزين حمام وبعتهوملي بدل أكل منال إللي نشف معدتي طول الفترة اللي فاتت .
ضحكا إثنتيهما وتحدثت هي:
_ بس كده، إنت تؤمر يا سيادة اللوا بكرة هجهزل لك سفرة من بتوع أمي وأمك الله يرحمهم وكُل يا سيدي وعوض معدتك عن فترة الجفاف والحرمان إللي فاتت .
حدثها بعيون عاشقة وصوتٍ لأول مرة يٌظهرهُ لها :
_ثريا أنا روحي بترد فيا لما بسمع إسمي من بين شفايفك، مٌمكن متحرمنيش من المتعة دي،
وأكملَ مٌترجياً:
_ أنا عارف إنه خلاص مبقاش ينفع نصيبنا يتلاقي ونتجمع، بس علي الأقل متحرمنيش من نظرة عنيكي ولا نطق شفايفك لإسمي، ممكن تعملي كده علشان عز يا كٌل حياة عز .
إبتلعت لٌعابها وأهتز كيانها من نظرة ذلك العاشق المسكين وحزن داخلها لأجله ولأجل حرمانه الظاهر بصوته،
أمائت له بابتسامة هادئه وأنصرفت سريعً من أمامه حتي لا يتجرأ ويطلب المزيد وتضعف هي
أما هو فكان في عالمه الخاص فاليوم هو أسعد ليالي حياته فلقد رأي ضحكتها وسمع إسمه من بين شفتاها وهي تنظر داخل عيناه فماذا سيتمني بعد ،
مسكينً عز أيها العاشق الذي أدمي الهوي قلبه
أما منال التي كانت تتحرك بين المعازيم وتشعر بحالها وكأنها الملكة الأٌم غير مبالية بما يجري من حولها من ياسين أو عز أو ليالي
_________________
بعد قليل كانت تخرج من الحمام في طريقها للخارج، وجدت من يسحبها بيده بعنف ويشدها داخل غرفه مغلقة
نظرت لهٌ بقوة وتحدثت:
_ إيه الهمجية إللي إنت فيها دي يا أستاذ؟ إنت إزاي تسمح لنفسك تشدني وتدخلني هنا غصب عني وكمان تقفل الباب؟
يظهر إني كنت غلطانة في نظرتي بالحكم عليك
كادت ان تتحرك أسرع ووقف خلف الباب وأغلقهٌ بجسدهِ العريض مانعاً إياها من الخروج
قائلاً بشرار يتطاير من داخل عيناه:
_إنتي فاكرة نفسك هتخرجي من هنا قبل ما تفهميني وتشرحي لي إيه الهبل اللي بتعمليه برة ده ؟
وأكمل بغضب وعيون تشتعل ناراً:
_إنتٍ إزاي تسمحي لنفسك يا محترمة تتكلمي مع الزفت اللي إسمع عٌمر بالطريقة المايعة دي، لا وكمان تروحي تقفي لوحدك معاه وتشربوا عصير، أنا بجد مصدوم فيكي ومش قادر أستوعب تصرفاتك معاه
ربعت يداها فوق صدرها وتحدثت ببرود أعصاب:
_وحضرتك تضايق وتتصدم ليه إن شاء الله، أنا اللي بجد مستغربة ردة فعلك وحمقتك دي،
واسترسلت بنبرة ساخرة:
_ تكونش قريبي وأنا مش واخدة بالي، ده أحنا حتي ما نعرفش بعض للدرجة اللي تسمح لك تكلمني بالطريقة دي.
أجابها بغضب:
_ عاااااليا، ما تحاوليش تستفزيني وتخليني أخرج غضبي عليكي .
ردت بغضب:
_نعم يا أستاذ، غضبك عليا، وإنت تكون لي إيه إن شاء الله علشان تغضب عليا ؟
أمسك يدها وتحدث بثقة:
_إنتي عارفة كويس أوي أنا أبقي لك إيه وإنتي بتمثلي لي إيه .
صاحت به وهي تنفض يدها عنه:
_ لا والله مش عارفة وأحب إنك تعرفني ؟
إقتربَ منها ونظر داخل عيناها بهيام وأمسك يدها وتحدث بحب:
_ إنتي حبيبتي وأنا حبيبك يا عالية، إنتي حلمي اللي كنت بدور عليه وأخيرا لقيته،
وأنا حبيبك إللي عشقي مدوب قلبك في غرامه، حبيبك اللي عيونك الحلوة فتنت عليكي من أول مرة شفتك وقالت لي علي كل اللي جواكي ،بحبك يا عالية، بحبك .
كادت أن تضعف أمام سحر عيناه ورعشة شفتاه وهو يتحدث بصدق يظهر بصوته، لكنها عادت لرٌشدها سريعً فهي علياء العالية ذات الأصل الشامخ .
شدت يدها من بين يده وتحدثت بكبرياء:
_والله أنا كل اللي أعرفه إن سيادتك خاطب وجاي الحفلة وبكل جبروت وحاطت إيدك في إيديها
أمسك يدها من جديد وتحدثَ بحب:
_ النهاردة هنهي كل حاجة بيني وبينها، مش هيكون لها أي وجود في حياتي من النهاردة ،
إقتربَ من عيناها كمسحور وتحدث:
_ عالية، موافقة تكوني شريكة حياتي، أنا عاوزك تكوني أم ولادي يا عاليا .
أخذ صدرها يعلو ويهبط
لم تشعر بحالها إلا ودموعها تهبط من عيناها من هول ما إستمعت ،فكم تمنت وحلمت وسرحت بخيالها أن تستمع لتلك الكلمات التي بها حياة قلبها .
نظر لها بحنان ومد يدهُ وجفف لها دموعها وتحدث :
_ دموعك غالية أوي يا عالية، هقبلها بس المرة دي علشان عارفها دموع الفرح
وتحدثَ بتأثر:
_ تتجوزيني يا عالية .
إبتسمت بدموع وهزت رأسها بإيماء وسعادة .
تحدث بلهفة مٌحاوطاً وجهها بعناية:
_بحبك يا عالية، بحبك أوي .
ضحكت بسعادة وتحدثت :
_إتمنيت كتير أسمعها منك وياما استنيتها، مع إني كنت شايفاك حلم بعيد ومستحيل يتحقق ، بس دايمآ قلبي كان بيطمني ويطبطب عليا ويقول لي متقلقيش، شريف ليكي وإنتي ليه يا عالية، سنتين وأنا قلبي بينكوي بنار حبك مكلش ولا مل ولا فقد الأمل .
إبتسم لها وتحدث بوعد :
_هعوضك يا حبيبي، صدقيني هعوضك عن كل حاجة عيشتيها في بعدي .
ثم جفف لها دموعها وتحدث:
_ يلا أخرجي علشان محدش ياخد باله ونبقي نتكلم بالليل .
وبالفعل خرجا ولكن بقلوب بالحب هائمة بالعشق نابضة
كان يقف بجوار شقيقتهِ ينظر إلي علياء بشرود ووجهِ مبتسم حدثته مليكة:
_شريف، أنت عاوز إيه من عالية بالظبط ؟
نظر لها وابتسم وأردفَ بصراحة :
_هتجوزها يا مليكة، بحبها وهتجوزها .
أجابته مليكة بعيون سعيدة:
_بجد يا شريف، تعرف إن من وقت ما أتصلت بيا وطلبت رقمها وأنا أتمنيت إنها تكون من نصيبك .
نظر لها بإستغراب وتحدث:
_تصوري افتكرتك هتعترضي وتقعدي بقي تفحميني بمثالياتك الهبلة وتقولي لي مينعش تغدر بسالي بعد ما أمنت لك والكلام بتاعك ده .
إبتسمت بمرارة وأردفت:
_ حكايتك مع سالي مسيرها للفشل، يبقي تنتهي دلوقتي أحسن ما يكون فيه بيت وولاد وبردوا هتنتهي، ربنا يسهلها بعيد عننا .
نظر لها بإستغراب وتحدث:
_هو أنا ليه ليا فترة حاسس إنك بتتجنبي أي حديث معايا عن سالي، حتي الوقت حسيت إنك مبسوطة باللي حصل .
تحدثت:
_ بصراحة يا شريف حصل منها موقف قفلني أوي وخوفني منها عليك ،
وقصت له ما جري .
تحدث هو بغضب:
_وإنتي إزاي يا مليكة تسمحي لها تتكلم معاكي بالطريقة دي، إنتي من إمتي بقيتي سلبية كده ؟
في تلك اللحظات كان يأتي إليها عاشقها الذي أشتاقها حد الجنون ولكن مجاملة الضيوف والتحدث إليهم أخذ منه الكثير من الوقت وجد شريف يحتد في حواره معها
تحدث مٌنزعجاً :
_فيه إيه يا جماعة، مالك يا شريف؟
نظرت لأخاها تستعطف نظراته زفر شريف من تصرفاتها وتحدث:
_ مفيش يا سيادة العقيد، كان عندي مشكلة كده وكنت بحكي لمليكة عليها، بعد إذنكم .
كاد أن يتحدث ولكن قاطع صوته صوت ليالي في المايك وهي تناديه بدلال:
_ حبيبي، مٌمكن تطلع علي الاستدج علشان غنوتنا لرقصتنا سوا هتبدأ
نظر لها بإستغراب ثم حول بصره لتلك المٌشتعلة داخلياً وقلبها المتألم وتحدث:
_حقك علي قلبي والله غصب عني .
إبتسمت له بمرارة وتحدثت كي لا تحزنه:
_ولا يهمك يا حبيبي أنا مش زعلانة يلا روح لها .
تحرك إليها بإبتسامة مٌزيفة من أجل الحضور وبدأت رقصتهم وضعت ليالي رأسها فوق كتفه ولفت ذراعها بدلال حول عنقه مع إشتعال مليكة بنارها الحارقة لقلبها العاشق .
إقتربَ أحدهم من مليكة ويبدوا عليه عدم الإتزان وتحدث:
_هو الجميل واقف لوحده ليه، ماتيجي أعزمك علي الرقصة دي .
إرتعبت مليكة من حالته وتحدثت بتوتر:
_مٌمكن تبعد لو سمحت .
أجابها وهو يقترب عليها مٌمسكاً بذراعها:
_ أبعد إيه بس وإنتي قمر كده، أنا بقول تيجي معايا نكمل سهرتنا في شقتي، هتعجبك أوي صدقيني .
تحدثت مليكة وهي تنفض يدها برعب:
_أيدك يا حيوان .
لم تٌكمل جملتها ووجدت من يسحبه بعنف ويلكمهٌ علي أنفه عدة لكمات جعلت أنفه ينزف بغزارة،
ثم أشار لرجال الأمن الذين تجمعوا وتحدث بعنف وقلبٍ يشتعل :
_الزبالة ده يترمي في أوضة الجنايني ويتربط زي الحيوان لحد الحفلة ما تخلص علشان أربيه بإيدي .
حالة من الهرج والمرج أصابت الجميع وأمسك شريف ذلك المتحرش ولكمهٌ وتحدث:
_لا ده يخصني يا باشا، ده لازم يموت من الضرب النهاردة علشان يحرم يمد إيده ويلمس أسياده بعد كده .
كان ياسين مٌحتضن تلك المرتعشة بين يديه تحدث إلي شريف بلهجة أمرة:
_شريف، مش وقته علشان الناس الموجودة، تعالي معايا ندخل مليكة جوة
وبالفعل تحرك ياسين وهو مٌحتضناً إياها برعاية وكأنه محتضن طفلته الصغيرة ودلفا للداخل ودلفت خلفهم سٌهير التي إرتعبت علي صغيرتها وثريا ويسرا وعلياء وأبتسام،
حاوط وجهها بكفيه وتحدث :
_إهدي يا حبيبي وما تخافيش، قسما بربي لأخسفه ورا الشمس وما هخلي الدبان الأزرق يعرف له طريق .
هزت لهٌ رأسها وهي تبكي وتهتز من شدة رعبها جرت عليه سٌهير شدتها من بين يديه وأدخلتها أحضانها وتحدثت:
_ إهدي يا قلبي أنا معاكي يا ماما متخافيش .
خرج ياسين للخارج وجد ليالي مٌتخشبة مكانها بعدما تركها وجري إلي مليكته بعدما وجد أحدهم يقترب من وقفتها
تحرك بجانبها وتحدث سريعً:
_إنزلي اقعدي مع مامتك ومتقفليش كده
وذهب إلي المايك وأمسكه وتحدث بإبتسامة هادئة عكس ما يدور داخله :
_معلش يا بشوات، أنا أسف علي المشهد إللي حصل من شوية وأتمني تنسوة وتكملوا حفلتكم عادي، مشرفينا يا جماعة
أماءَ له الجميع بموافقة وانطلق الحفل من جديد
دلف عٌمر للداخل ويبدوا عليه أيضاً عدم الإتزان ولكن مٌتماسك إلي حد كبير وتحدث إلي مليكة الجالسة بأحضان سٌهير :
_سوري يا مليكة علي إللي حصل بس أكيد چو ما كانش يقصد إللي فهمتيه، إنتي بصراحة كبرتي الموضوع أوي وكمان ياسين عامل چو بهمجية غير مقبولة .
تحدثَ شريف بغضبٍ عارم:
_إنتَ إتجننت يا بني أدم إنتَ، هي مين دي إللي كبرت الموضوع وهمجية إيه اللي بتتكلم عنها، الهمجية دي أنا هوريها لك علي حق لما الناس إللي برة دي تمشي .
تحدثَ عٌمر ببرود:
_لا ده يظهر إن مش بس ياسين إللي همجي .
تحدثت علياء بغضب:
_بذمتك مش مكسوف من نفسك ، بقي أنت راجل ومحسوب علي رجالة المغربي ؟
نظر لها بتسلي وتحدث بوقاحة لا متناهية:
_علي فكرة بقي أنا راجل وراجل أوي وأعجبك كمان، تحبي تجربي ؟
وقف شريف وبدون مقدمات لكمهٌ علي أنفه وتحدث:
_شكلك كده يَلاَ ناقص رباية وأنا بقي نويت أكملها لك .
وقفت ثريا هي وأبتسام وأبعدا عٌمر من قبضة يد شريف وتحدثت ثريا:
_إخص عليك الله يكسفك، قد كده بلاد الغرب جعلت منك مسخ، يا خسارتك يا ابن سيادة اللوا .
دلفت منال وجدت عٌمر أنفه ينزف وثريا تعنفه بالكلام تحدثت بغضب:
_ هو إيه إللي بيحصل هنا بالظبط؟
وجرت علي صغيرها وهي تحاوط وجهه بهلع وتحدثت:
_ مالك يا موري ؟
مين إللي جت له الجرأة يعمل فيك كده يا حبيبي ؟
كاد أن يتحدث دلف ياسين للداخل وأمسكهٌ من يدها بعنف وتحدث:
_هي دي الأشكال إللي عازمها لنا ف حفلة اللوا عز المغربي يا محترم ؟
أجابهٌ عٌمر ببرود:
_نزل أيدك يا ياسين وبطل الهمجية بتاعتك دي وأتعامل زي الناس المتحضرة الراقية، وبعدين إنتَ عارف إللي بتتكلم عنه ده يبقي إبن مين ؟
أجابهٌ ياسين ومازال مٌمسكاً بتلابيب حلته ويهزه بعنف:
_أكيد إبن راجل تافه مش فاضي يربي إبنه وبلا المجتمع بشبه المذكر ده .
شدت منال عٌمر من بين قبضة ياسين:
_إهدي يا ياسين مينفعش تعامل أخوك كده قدام الناس .
أجابها ياسين بغضبٍ عارم:
_هو ده كل اللي يهم جنابك يا منال هانم؟
الناس وكلام الناس؟
طب وشكلنا اللي بقي يكسف من الأشكال الضالة اللي إبنك مدخلها بيوتنا،
البيه اللي واقفة تدافعي عنه شارب هو وأصحابه
البيه مدخل خمور وسجاير محشية في حفلة فيها رئيس جهاز المخابرات وجميع قامات الجهاز، إنتي متخيلة حجم المصيبة والإحراج إللي إبنك حطنا فيه ؟
أشاح بيده بتأفف وتحدث وهو يتأرجح:
_يا أخي قرفتنا بقا بكلامك ده، وبعدين هو چو كان عمل إيه يعني، انتوا اللي عالم مقفل وراجعي أنا مش فاهم فيها إيه لما يمسك ايدها ويطلبها للرقص ؟
جري عليه ياسين وأمسكه من تلابيبه وتحدث بعنف:
_هي حصلت تتكلم كده علي مرات أخوك يا عديم النخوة يا عرة الرجالة.
جرت ثريا ومنال وإبتسام عليه ليسحبوه من قبضة يده أما شريف ضل جالساً يشاهد ما يفعلهٌ ياسين بذلك البارد بإستمتاع
دلفت ليالي ونرمين يهرولوا إلي ياسين ليفضوا ذلك الإشتباك تحت رعب مليكة ودموعها وقلقها علي ياسين .
تحدث عٌمر بغضب وصفاقة:
_كل الثورة إللي إنتَ عاملها دي علشان مليكة ،أومال لو كانت معتبراك جوزها بجد وقدرتك كراجل ونولتك المراد كنت عملت فينا إيه ؟
نزلت الكلمة علي قلبها كالصاعقة حزناً لأجل رجٌلها وحبيب حياتها .
لم يشعر بحاله إلا وهو يصفعه علي وجهه عدة صفعات متتالية تحت صريخ منال ومحاولة جذب ثريا ويسرا عٌمر من بين يديه ولكن هيهات، فقد تملكَ منهٌ الغضب ولم يستطع أحد فكاك قبضته من علي عٌمر
تحدثت ثريا ونرمين:
_ سيبه يا ياسين سيبه مينفعش كده .
صاح بهما بغضب:
_ أوعي حد منكم يقرب ده قليل الأدب ومحتاج يتربي من جديد ،
وسحبهٌ وتحرك بهِ داخل الغرفة تحت صياح منال وتوسلاتها:
_ أبوس أيدك يا ياسين تسيبه ده مش في وعيه يا أبني ومش عارف هو بيقول إيه .
كاد أن يغلق الباب وتحدث بغضب:
_ماما إبعدي لو سمحتي وأوعي حد يحاول يتدخل .
جرت عليه بإرتعاب قبل أن يغلق باب الغرفة عليهما وأمسكت يده برعب ونظرت لهٌ متوسلة:
_ سيبه يا ياسين .
نظر لها وتحدث بحدة:
_إبعدي يا مليكة وملكيش دعوة بالموضوع ده .
تحدثت بتوسل وهي مٌمسكة بيده بترجي ودموع وخوف:
_أرجوك يا ياسين سيبه، علشان خاطري سيبه .
نظر لها ولم يستطع مٌجابهة توسلات عيناها له وخوفها الشديد
تركه بعنف أوقعهٌ أرضاً وخرج لوالده وطارق لإكمال الحفل واستقبال الضيوف .
تحت نظرات الجميع المستغربة من تأثير مليكة الهادئة علي ذلك الثائر الهائج بتلك البساطة.
جرت منال علي ولدها وهي تحتضنه وتقبله ثم نظرت إلي مليكة وتحدثت بشكر:
_متشكرة يا مليكة، متشكرة أوي .
تحدثت ليالي بغل :
_بتشكريها علي إيه، ماهي كل المصايب إللي حصلت دي بسببها هي .
نظرت نرمين بغل علي مليكة
صاحت سٌهير بها:
_ حاسبي علي كلامك يا ليالي ومتغلطيش وإلا هحاسبك علي كل حرف هتنطقيه في حق بنتي .
دلف طارق وجد الداخل مٌشتعل تحدث مٌهدئاً للوضع :
_إهدوا يا جماعة من فضلكم ،ماما من فضلك خدي عمتي وليالي والبنات واخرجوا بره علشان الناس بتسأل عليكم علشان الحفلة انتهت والناس هتبتدي تمشي .
وأنت ياشريف من فضلك أخرج أقعد برة ومليكة وطنط ويسرا هيفضلوا هنا لحد ما الناس تمشي .
ثم تحركَ إلي عٌمر الذي بدأ يترنح من مفعول الخمر وجذبه من يد والدته وتحدث:
_ وأنتَ يا بيه تعالي أطلعك أوضتك علشان تنام شوية قبل ماتدخل علي ليفل الوحش وتتحاسب حساب الملكين .
إنتهي الحفل ودلف عز واعتذر من مليكة وسالم وسٌهير وشريف ،ذهبت مليكة بصحبة والدتها التي أصرت علي المبيت وأخذ إبنتها داخل أحضانها وهذا ما أزعج ياسين كثيراً ،
وانصرف الجميع
هل ياسين سيقف مٌتكتف الأيدي بعدما حدث وخصوصاً حديث عٌمر المهين لكرامته ورجولته ؟
أم أنه سيعلن عن إتمام زيجته بها حتي ولو إعترضت هي وليحدث ما يحدث ؟
كل هذا سنتعرف عليه في البارت القادم بإذن الله
#انتهي_البارت
#قلوب_حائرة
#روز_آمين




