روايات روز أمين

رواية قلوب حائرة لروز أمين الجزء الرابع كامل

رواية قلوب حائرة لروز أمين الفصل الأربعون

بعد مرور خمسة أشهر

داخل جناحها الجديد الذي إختارهٌ ياسين بأدق تفاصيله بدايةً من ألوان الحوائط حتي الأثاث مِروراً بالتُحف واللمسات الأخيرة،

أفاقت من نومها وهي تتملل بفراشها بتعب نظر عليها ذلك العاشق الذي يقف أمام مرآته يرتدي رابطة عنقه كي يستعد للذهاب إلي عمله .

نظرت لهٌ بإبتسامة مٌشرقة وأردفت:

_صباح الخير يا حبيبي .

نظر لها بحب واتجه إليها ومال علي شفاها وضع قبلة رقيقة وتحدث:

_صباح الفل يا قلب حبيبك .

ثم جلس بجوارها ووضع يدهٌ فوق بطنها التي بدأ عليها ظهور علامات حمل جنينه وحلم عمره المٌنتظر الذي قارب عٌمرة علي الخمسة أشهر

مال علي بطنها وقبلها وهو يتحدث بدعابة:

_صباح الفل علي عز باشا اللي مطير النوم من عين أبوه، طبعاً سيادتك نايم جوه ومرتاح ومطلعه علي عيني أنا طول الليل .

ضحكت بأنوثة ولمست وجنته بأناملها الرقيقة وأردفت:

_حقه يتدلع طبعاً، ده عز باشا الصغير بجلالة قدره.

أجابها بدعابة:

_طبعاً ومين يشهد لإبن ياسين .

ردت عليه بسعادة:

_ حبيبته .

قبل وجنتها وتحدث بحنان:

_إيه بس اللي صحاكي يا قلبي ، نامي وإرتاحي إنتِ طول الليل تعبانة ومنمتيش غير متأخر .

إعتدلت بجلستها وضمته بأحضانها وتحدثت:

_هنزل معاك أعمل لك قهوتك وأطمن إنك فطرت كويس وبعدين هطلع أنام .

قبل باطن يدها وتحدث:

_يا حبيبي كده هتتعبي كفاية عليكي الأستاذ واللي عامله فيكي من قبل ما يشرف .

تحركت وبدأت بإرتداء ملابس ساترة لجسدها وأردفت:

_ صدقني يا حبيبي لو منزلتش وعملت لك قهوتك مش هرتاح ولا حتي هيجي لي نوم .

إبتسم لها وتحدث بعيون عاشقة:

_ يسلم لي الحنين اللي قلبه علي حبيبه .

نزلا معاً وهما يتشابكان الأيدي وصلا إلي الحديقة وجدا ثريا تجلس حول المنضدة بإنتظار الجميع وعَلية ومٌني تضعان الصحون المملؤة بطعام الإفطار .

تحدث ياسين بإبتسامة ووجه بشوش:

_ صباح الخير .

رد الجميع عليه وتحدثت ثريا بإبتسامة:

_صباح الفل يا حبيبي، يلا أقعد علشان تفطر .

نظر لها وهو يسحب المقعد ليٌجلس حبيبته وتحدث:

_الباشا وطارق إتأخروا ولا أنا إللي نازل بدري ؟

أجابته بإبتسامة:

_إنت اللي نازل بدري

أجابها وهو يضع حبة زيتون بفمه:

_ البركة في البيه إللي قلق نومي و مخلنيش عرفت أنام طول الليل .

ضحكت مليكة وتحدثت:

_أنا مش فاهمة إنت ليه حاطه في دماغك أوي كده، أمال لما ييجي هتعمل فيه إيه؟

ضحكت ثريا وأجابتها :

_هيدلعه ويوريه الهنا كله، ده هيبقي أخر العنقود يعني سكر معقود.

رد عز الذي دلف للتو هو وطارق من البوابة:

_ مين ده اللي هيبقي أخر العنقود لا طبعاً أنا عاوز أكتر نسل عيلتي وأحسنه، مش كفاية إنهم جايبين لي عيل واحد .

إبتسم طارق وهو يجلس:

_ صباح الفل .

رد الجميع عليه

ثم إبتسمت مليكة وأجابته:

_ مش بس لما يجي يا عمو نبقي نفكر في غيره .

أجابها عز:

_ إن شاء الله هييجي وهينور الدنيا كلها .

___________________

وصلت مليكة بشهرها السادس وبدأ جنينها يتحرك ويكبر داخل أحشائها تحت سعادتها وسعادة ياسين اللامتناهية من تحقيق حلمه الثاني بعد إمتلاك قلبها وكيانها ،كانت مٌسطحة فوق الأريكة في بهو المنزل تجلس بقبالتها ثريا تحمل أنس فوق ساقيها

دلف ياسين وألقي عليهم السلام ثم جلس بجوار مليكته وبحركة أذابتها رفع رأسها لأعلي وجلس ثم أرجع رأسها فوق ساقيه

ووضع يدة فوق وجنتها وتحدث:

_عاملة إيه يا حبيبي؟

أجابته بعيون سعيدة لإهتمامه:

_ الحمدلله يا ياسين كويسة.

تحدثت ثريا بإهتمام:

_علي فكرة يا ياسين، ما أكلتش كويس في الغدا .

نظر لها بإهتمام وتحدث :

_ليه كدة يا مليكة ؟

تنهدت بتعب وأردفت:

_مش قادرة يا ياسين حاسة إني تعبانة ومليش نفس للأكل.

أجابها بقلق ظهر علي وجهه:

_تعبانة إزاي ؟

أكلم لك دكتور أحمد ييجي يشوفك؟

أجابته بنبرة مطمئنة:

_ لا يا حبيبي أنا كويسة الحمدلله ،ده مجرد إرهاق من قلة النوم مش أكتر.

تنهد وتحدث إليها بإهتمام:

_خلاص هخلي علية تجهز لك طبق فاكهة وأنا هاكل معاكي تمام .

هزت لها رأسه بموافقة

كانت ثريا تنظر لهما براحة وضمير مٌستريح لإزاحة ذنبهما من فوق عاتقها .

وفي تلك الأثناء دلفت أيسل وحمزة كي يطمئنوا علي مروان وأنس وتحدثت أيسل بإبتسامة:

_أنووووس حبيبى .

نظرت لهما ثريا بإبتسامة وتحدثت إلي الصغير:

_مين إللي جاي يقعد مع أنوس ويلاعبه .

إبتسم الصغير وهلل بسعادة ، أما أيسل التي إختفت إبتسامتها حين وجدت أباها يحتضن رأس مليكة الموضوعة بعناية فوق ساقيه ،

نظرت لأبيها بحزن وغيرة واضحة ثم حولت بصرها إلي مليكة بكره لاحظهٌ ياسين وحزن بداخله

ولاحظته مليكة أيضاً فتحاملت علي حالها واعتدلت بجلستها حتي لاتٌحزن الفتاة أكثر

لاحظ ياسين تصرف مليكة وشكرها بعيناه علي تفهم حالة طفلته الغائرة علي أبيها

حملت أيسل أنس ثم تحركت وجاورت أبيها حتي تٌشغله عن تلك المليكة المتداخلة بحياتهما

جلسوا جميعاً يتسامرون ويضحكون ويتناولون التسالي والفاكهة الطازجة التي أحضرتها لهم ثريا

بعد مدة إنصرفت ثٌريا مٌصطحبة أنس كي تبدل له ثيابه التي إتسخت من تناولهٌ حلوي الشيكولا المحببة لديه

إحتضن ياسين أيسل وحمزه وحدثهما بهدوء وذكاء:

_ عاوز أعرفكم علي أخوكم الجديد

زفرت أيسل بضيق فأمسك ياسين يدها وقبلها وتحدث:

_تعرفي إنك هتكوني مامته الصغيرة ؟

نظرت له بإستنكار وتحدثت:

_مامته ! مامته إزاي يعني ؟

إبتسم لها ياسين وأردف بهدوء:

_طبعاً مامته مش إنتِ أخته الكبيرة يعني هيكون مسؤول منك ، إنتِ اللي هتكوني حمايته من أي خطر ،وتاخدي بالك منه وتوجهيه للصح لما يغلط، إنتي فاكرة إنك لما تكوني الأخت الكبيرة ده موضوع سهل؟

وأكمل مٌسترسلاً:

_ طبعاً لا، إنتِ عليكي دور كبير تجاه أخوكي وخصوصاً إنه هيبقي صغير ومحتاج لك ومحتاج رعايتك ليه .

إنفرجت أسارير الفتاة وشعرت بأهمية حالها وبدأت ملامح وجهها تلين

نظرت مليكة بفخر لزوجها الحكيم وأسلوبه الرائع في الإقناع وقبول الأمر .

فهلل حمزة قائلاً :

_وأنا كمان يا بابي عاوز أحمي أخويا وأدافع عنه .

إبتسم ياسين وأجابهٌ وهو يتحسس شعره بحنان:

_ ده شيئ مفروغ منه يا حمزة باشا ،إنت أخوه الكبير وطبيعي أخوك هيكون مسؤؤل منك وتحت حمايتك إنت ومروان وأنس كمان .

تنهد الطفلان براحة فأكمل ياسين مٌتسائلاً إياهم:

_ تحبوا تسلموا علي أخوكم وتتعرفوا عليه ؟

نظرت له أيسل بلهفة وتحدثت:

_إزاي يا بابي ؟

أمسك يدها وقبلها وأمسك يد أخاها وأجلسهم أمام مليكة ثم وضع كفيهما فوق أحشاء مليكة المنتفخة وبدأ يحرك لهما كفيهما بحركة إستفزت الجنين وبدأ بالتحرك في الداخل هلل الصغار وانتفض داخلهم بسعادة

تحدثت أيسل بعيون سعيدة وقلبٍ يتراقص:

_بابي ده بيتحرك بجد .

تحدث حمزة:

_هو كده شايفني يا بابي، هو كده بيسلم عليا صح ؟

أجابه ياسين بسعادة:

_هو كده بيبعت لكم إشارة إنه حاسس بيكم ومستني اليوم اللي يخرج فيه للدنيا علشان تهتموا بيه وتراعوه .

وجهت أيسل حديثها لأبيها:

_ هو هييجي بعد قد إيه يا بابي ؟

هٌنا تصرف ياسين بذكاء ونظر إلي مليكة وتحدث:

_طنط مليكة هي الوحيدة إللي تعرف .

نظرت لها الطفلة بحيرة حين أكمل ياسين مٌستكملاً دغدغة مشاعرها :

_وعلي فكرة أخوكم كده إتعرف عليكم وشافكم يعني تعملوا حسابكم إن كل يوم هتيجوا تسألوا عليه وتتكلموا معاه علشان ميزعلش منكم .

إبتسمت أيسل وتشجعت ونظرت إلي مليكة بإبتسامة خفيفة وتسائلت:

_ هو أخويا هييجي للدنيا أمتي؟

إبتسمت لها مليكة وأجابتها بوجهٍ بشوش:

_ بعد شهرين ونص إن شاء الله .

إبتسمت وأكملت :

_طب هو بيبقي صاحي طول الوقت ولا فيه أوقات ببكون نايم فيها، يعني علشان نجي له ويتحرك زي الوقت كدة ويسلم علينا .

أجابتها بحب:

_متقلقيش يا سيلا تعالي في أي وقت وهو هيحس بيكي وهيصحي علشان يلعب معاكي .

تناست الصغيرة حزنها من مليكة وبدأت بالإنخراط معها في الحديث .

تسائل حمزة أبيه مٌستفسراً:

_بابي هو البيبي إسمه إيه ؟

أسرعت أيسل بالإجابة:

_إسمه عز يا حمزة، أنا سمعت بابي كان بيقول لجدو إن عز الصغير شقي أوي وتاعب مامته من قبل ما يشرف .

ضحك ياسين وأجابها بدعابة:

_ ده إنتِ متابعة ومهتمة بقي .

ضحكت له وهزت رأسها بإيماء

ضل الجميع يضحون وتناست أيسل غضبها من مليكة مما أسعد ياسين كثيرا علي نجاحه في تقرب أطفاله بزوجته وطفله الجديد .

تناول ياسين عشائهٌ هو وأطفاله مع ثريا ومليكة والصغيران وبعد مدة أخذ أطفاله وذهب للمنزل حيث كانت ليلة مبيتهٌ عند ليالي،

دلف من الحديقة وجد أبيه ومنال وليالي وجيجي وطارق وعٌمر الجميع مٌجتمعون ويجلسون في الحديقة

جري الصغير إلي عز وهللَ بكل براءة وهو يخبره:

_جدوا أنا سلمت علي أخويا الصغير ولمسته كمان .

إبتسم عز وأردف ساخراً :

_أخوك الصغير ؟

ثم نظر إلي ياسين وأردفَ بدعابة:

_عملتها يا ياسين .

إبتسم لأبيه وتحدث:

_ظالمني دايماً يا باشا والله، الولد قصده علي عز الصغير .

تحدثت أيسل بإنتشاء وسعادة:

_أيوة يا جدو أنا حطيت إيدي علي بطن طنط مليكة والبيبي عرفني وأتحرك وقعد يلعب وكأنه فرحان بينا وعرفني أنا وحمزة .

لم تكمل الفتاة حديثها من صياح ليالي التي وقفت وهي تنظر إلي ياسين بإعتراض:

_هي حصلت تاخد ولادي للهانم وتسمم لي أفكارهم وتحاول تقربهم منها ومن إبنها ،

ثم أكملت بحدة:

_ إبعد عن ولادي يا ياسين،

ثم حولت بصرها للفتاة التي فزعت من هيئة والدتها وتحدثت:

_هي دي أخرتها يا سيلا، رايحة للهانم تقعدي معاها وتتلمسي إبنها، نسيتي قوام هي عملت إيه فيا ؟

هدر بها عز بغضب وتحدث:

_ ليالي، إيه الطريقة اللي بتكلمي بنتك بيها دي ؟

وقف ياسين وتحدث لأطفاله بهدوء ما قبل العاصفة:

_سيلا، خدي أخوكي وأدخلي أقعدوا مع أمير وشغلوا فيلم إسمعوه .

نظرت لهٌ الفتاة بحزن وأجابته بطاعة:

_ أوك يا بابي .

أخذت أخاها وتحركت للداخل

ثم حول بصره لتلك الغاضبة وتحدث ببرود:

_ كنتي بتقولي إيه بقي يا مدام فكريني كدة ؟

صاحت بغضب غير مبالية بهيئتة:

_إوعي تفتكر إني هسمح لك وأخليك تسحب ولادي عند الهانم أو حتي هخليهم يعتبروا إبنها ده أخ ليهم، إنت رجعت لها من جديد بعد كل اللي عملته فيك ده حقك ، لكن إللي مش من حقك إنك

لم تٌكمل جملتها لصياح ذلك الغاضب قائلاً:

_ ولااااادك، هما من إمتي بقوا ولادك يا هانم؟

فوقي يا ليالي واعرفي حجمك الحقيقي في حياة ولادك إيه، إنتِ مجرد برواز ليهم مش أكتر، من إمتي كنتي أم ليهم ؟

وأكملَ بحدة وهو يشير بأصبعه علي حاله:

_دول ولادي أنا ،أنا اللي راعيت وأنا اللي تابعت وأنا اللي سألت علي أفضل المدارس وأفضل النوادي وأفضل الأكاديميات ،

أنا وأمي إللي عملنا ولادي في الوقت إللي الهانم كانت مشغولة فيه مع أختها وأمها وماشية ورا عمليات التجميل والشوبينج إللي عمرها ما شبعت منه

تحدثت منال لتهدئة ياسين:

_ إهدي يا ياسين ليالي ماتقصدش .

صاح بها مٌعاتباً:

_هو حضرتك لسه هتدخلي تاني يا ماما ، لحد إمتي هتفضلي تتدخلي وتداري عليها ،الهانم بتكره ولادي فيا وفي أخوهم اللي لسه ما جاش علي وش الدنيا ،بنت أخوكي بتفرق ولادي وبتفصلهم لأحزاب، حزب ولاد ليالي وحزب ولاد مليكة، وياسين المغربي ملوش وجود ولا ليه قيمة عند الهانم .

وقف طارق وعمر بجوار ياسين لتهدئتة تحدث طارق:

_إهدي يا ياسين .

تحدث عز بحدة وغضب ظهر فوق ملامحهُ:

_ سيبه يا طارق، اللي سأل سؤال المفروض ياخد إجابته والهانم سألت ومن حق أخوك يجاوبها ويوضح لها .

نظرت له وتحدثت بعتاب:

_ حتي حضرتك يا عمو جاي معاه ضدي ؟

أجابها بتعجب:

_ جاي مع مين وضد مين ؟

هو إحنا في فريق كورة يا بنتي ،ده بيت وعيلة ولازم له عقل وحكمة علشان يستمر ويفضل مفتوح .

نظر لها ياسين وتحدث بنبرة تهديدية:

_بصي يا بنت الناس، أنا متقي ربنا فيكي وبعاملك بما يرضي الله ومراعي العشرة والسنين اللي قضيناها مع بعض والأهم من كل ده هي نفسية ولادي اللي إنتي أمهم،

وأكمل بحدة :

_لكن لو وجودك هيأثر علي ولادي ونفسيتهم بالسلب ساعتها هنسي كل اللي أنا قولته لك ده وهختار مصلحة ولادي إللي مفيش أهم منها في الدنيا عندي .

وأكمل بتهديد :

_لو عايزة تعيشي معايا في هدوء أوعي خيالك يصور لك إنك تسممي أفكار ولادي من ناحيتي أو ناحية أخوهم الصغير، فاااااهمه

إبتلعت لٌعابها من هيئته ونظرت له بغرور وكبرياء وتحركت لتدلف للداخل

هدر بها بصوته وتحدث:

_مسمعتش إجابة الهانم ليه ؟

تحاملت علي حالها وألتفت له وتحدثت بنبرة غاضبة:

_ حاضر يا ياسين بيه، أي أوامر تانية؟

نظر لها بإقتضاب وتحرك وجلس بجانب أبيه وتحركت هي للداخل .

_____________________

داخل غرفة العمليات تقطن مليكة فوق سرير العمليات إستعداداً لإجراء عملية إخراج جنينها للحياة

كان يقف بجانبها يرتدي اللباس الخاص بغرفة العمليات مٌمسك بيدها المٌرتعشة خوفاً فتحدث مٌطمئناً إياها:

_إهدي يا قلبي وأطمني، إن شاء الله أقل من نص ساعة وإنتي والبيبي هتبقوا زي الفل .

كانت تنظر لهْ بعيون مٌرتعبة وقلبٍ وجسدٍ مٌرتجف تحدثت بصوتٍ مهزوز:

_ ماتسبنيش يا ياسين، أوعي تسبني وتخرج لما يدوني البنج .

أجابها بحب:

_ أسيبك وأروح فين بس يا نبض قلبي، ما أنا لو هقدر أسيبك كنت وقفت معاهم برة من الأول ،

وأكملَ مٌطمئناً إياها:

_أنا دخلت معاكي وإن شاء الله مش هخرج من هنا غير بيكي وبأبني، إهدي يا عُمري ومش عاوزك تقلقي طول ما أنا جنبك

واسترسل بعيناي هائمة:

-عاوزك تعرفي إن يوم ما تحتاجيني ومتلقنيش جنبك تأكدي وقتها إني مش هيكون لي وجود في الحياة أساساً .

تمسكت بيده وتحدثت بعيناي عاشقة :

_بعد الشر عنك يا حبيبي، يسلم لي عمرك يا ياسين .

هٌنا جاء طبيب التخدير مع دكتور أحمد وزوجته مٌني وتحدث طبيب التخدير :

_ها يا مدام مليكة، جاهزة ؟

إبتلعت لعابها برعب وتمسكت أكثر بيده ربت علي يدها وأبتسم لها ليٌطمئنها

وتحدثَ هو للطبيب:

_ جاهزين إن شاء الله يا دكتور .

بدأ الطبيب بتفريغ ما تحتويه الإبرة من سائل المخدر

حين حدثها ياسين:

_إنطقي الشهادة يا مليكة:

هزت رأسها بإيماء وهي تنطق الشهادة:

_أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله

نطقتها مرتان ثم غابت عن الوعي بعدها، إنفطر قلبه حين أغمضت عيناها، نظر له أحمد وتحدث:

_ ما تقلقش يا سيادة العقيد، إن شاء الله العملية سهلة وهتقوم بالسلامة بسرعة.

كان مٌمسك بيدها ويشدد عليها كنوع من المؤازرة وهو يقرأ علي لسانهٍ ما تيسر من أيات الذِكر الحكيم

وفجأة إستمع لصوت طفلهِ، إنخطف قلبه ونظر إليه بتيهة، مشاعر مختلطة راودتهْ، سعادة، قلق، شعور بالإحتياج إلي البكاء

أتت إليه دكتورة مٌني وهي تحمل الصغير بفرحة عارمة وتناوله إياه قائلة:

_سمي الله وأمسك إبنك يا سيادة العقيد .

نظر لها بتيهة ثم حول بصره لذاك الملاك البرئ الذي يحاول فتح عيناه ببرائة شديدة ويمد يده علي شفتاه ليمتصَ إحدي أصابع يده، يبدوا أن الصغير جائع مٌتشوقاً لحليب صدر أمهِ الحنون .

نظر لهٌ بشرود وكاد أن يترك يدها ليتلقي حلم حياته الذي تحقق للتو أمام أعينه، لكنه توقفَ سريعاً مٌتذكراً وعده لحبيبته بألا يتركها وألا يترك يدها

نظر إلي مٌني وأردف بقلبٍ وعيونٍ حائرة:

_ مش هينفع أسيب إيدها، أخاف تفوق متلاقيش إيدي حضناها .

تفهمت حالتهْ الإنسانية وتحدثت بمساعدة:

_ طب أفرد دراعك وأنا هحطه لك عليه علشان تأذن له في ودانه .

هز رأسه سريعاً وكأنها ألقت له بطوق النجاة، فرد ذراعهٌ القوية ثم وضعت مٌني لهٌ الطفل، حين إنتفض قلب ياسين وهو ينظر إلي نسختهِ المصغرة، نعم فلقد ورث كٌلَ ما بهْ، زٌرقة عيناه ، تلك الشامة التي بأسفل ذقن ياسين، حتي نظرة عيناه، سبحان الله وكأنه ينظر إلي نسختهِ المٌصغرة .

نظر إلي تلك الغائبة عن الوعي وشدد علي يدها ثم حول بصره لذلك الجائع الذي مازال يمتص أصبعه .

حدثهٌ بعيناه:

-مرحباً صغيري، ملاكيَ البرئ ،طفلي الحبيب، ثمرت عشقي وجني أحلامي، حِلمٌ سنيني ،عدالةٌ أيامي

صغيري،كم من الأعوامِ أنتظرتك وتمنيتك ،كم تمنيتَ قدومك وحملك بين ذراعي بتلك الطريقة

نعم أحببت إخوتك وحملتهم وكم طار قلبي فرحاً بهم،

لكن لحَضرَتِكَ إختلاف، فأنتَ إبنٌ حٌلمْ سنيني، إبن غاليتي وغالية أمالي ، إبن مليكتي ومليكة أحلامي ،إبن عشقيَ الممنوع ،عشقي الذي حرمَ عليْ أعواماً وأعواماً حتي حان الميعاد وامتلكته بعد عذاب، وها أنا أمتلكك أيضاً صغيري،

أاااااااه صغيري لو تعلم ما في قلبي الأن من مشاعر متضاربة، أريد أن أصرخ بأعلى صوتي وأسمع العالم أجمع أن وأخيرا رضي الله عني وحقق لي مٌرادي الذي طالما تمنيته .

مال علي وجنة طفلهِ وتلمسها بشفتاه برقة وحنانٍ جارف وإذ بالصغير يلتهم شفتاه المقربه من جانب شفاه ويمتص إحداها لشدة جوعه .

إبتسم لصغيره ورفع وجهه وحدثه ،أمِثلي مٌشتاقٍ أنتَ إلي أبيكَ عزيز عيني ،أحبك فلذة كبدي ونبض قلبي،

أريد من الله أن يجعل السعادةٌ دارك،

ومال علي إحدي أذنه وبدأ بإلقاء الأذان بجانب أذنه وساعدته مٌني وحملته حتي يستطيع أن يلقي الأذان بالإذن الأخري

وما أن إنتهي شعر ببد حبيبته تتحرك داخل يداه،

نظر لها سريعاً بفرحة عارمة حين أخذت مٌني الصغير منه، بدأت بالإستفاقة وذلك بعد إنتهاء جراحتها أفتحت عيناها ببطيئٍ شديد ،

إقتربَ دكتور التخدير من وجهها وبدأ بلطمها بخفه علي وجنتها لإفاقتها

نظرت تتطلع للمكان وجدته مٌمسك بيدها وإبتسامته تملئ وجههْ

وضع يده علي وجنتها يتحسسها بسعادة ومازالت يده الأخري تٌمسك بيدها وأردفَ:

_ حمدالله على السلامة يا حبيبي .

تأوهت بعيونٍ مٌترجلة وصوتٍ خافت مٌتعب:

_ يااااسين ، ياسين .

أجابها بسعادة:

_نعم يا قلب ياسين من جوه، فوقي يا حبيبي وفتحي عيونك علشان تشوفي إبننا .

تلمست يدهِ المٌمسكه بيدها وتحدثت بخفوت:

_إنتَ مسبتش إيدي مش كده يا ياسين ؟

أجابها بإبتسامة:

_خالص يا حبيبي

إبتسمت بوهن وتسائلت:

_إبني فين يا ياسين، عز فين ؟

مال علي جبينها وقبله وتحدث:

_ المٌمرضة بتلبسه هدومه وهتجبهولك حالاً يا حبيبي

وبعد مدة جائت إليهما مٌني مٌمسكة بالصغير وتحدثت:

_أديني إتحولت لممرضة علشان خاطركم إنتوا وعز باشا الصغير .

إبتسم لها ياسين وتحدث وهو يسحب يداه من يد حبيبته ويتلقي صغيره بسعادة:

_نردها لك في الأفراح إن شاء الله يا دكتورة .

إبتسمت بسعادة حين رأت وجه صغيرها الملائكي وتحدثت بحنان وهي تنظر لوجههِ البرئ:

_ ياسين، ده شبهك أوي .

أجابتها مٌني بدُعابة:

_أيوة يا ستي وده ملهوش غير تفسير واحد، وهو إن سيادة العقيد غالي عندك أوي علشان تجيب لنا نسخه مكررة منه .

إبتسمت وهي تنظر إلي ياسين بحب وأردفت بوهن:

_بس سيادة العقيد نسخة فريدة صعب تكرارها .

نظر لها بسعادة وأستغرب جرأتها الجديدة عليها ، بعد مدة خرجت هي علي الترولي وهو جانبها يحمل طفلهٌ بسعادة بالغة، أسرع إليهم الجميع يستقبلوهم بسعادة وفرحة،

نقلها الأطباء داخل غرفتها الخاصة وأطمئنوا عليها ثم دخل الجميع للإطمئنان عليها .

تحدثت علياء وهي تضع يدها فوق بطنها المٌنتفخ الذي يحمل داخله صغيرها البالغ من العمر سبعة أشهر:

_أنتم السابقون ونحن اللاحقون يا أخت مليكة

ثم كعادتها أكملت بدعابة:

_قولي لي بقي، إحساسك كان إيه وإنتِ جوة أوضة العمليات ؟

ضحكت مليكة بوهن وأكمل شريف وهو يحتضن حبيبته التي تحمل قطعه منه:

_ أكيد كانت في أحسن حالاتها طبعاً .

ثم غمز لشقيقته وتحدث:

_مش كده يا مليكة ؟

أجابته بوهن:

_هو كده بالظبط .

أردفت علياء بدعابة:

_بتغمز لأختك علشان تطمني يا حضرة الباشمذيع، ما أنا عارفة أكيد إن الموضوع مٌرعب ومستعدة لكدة كمان، بس ليا عندك شرط .

أجابها بعيون عاشقة:

_عالية الغالية تؤمر وأمرها يٌطاع .

إبتسمت له بحب وتحدثت:

_تدخل معايا زي سيادة العقيد ما دخل مع مليكة .

هز رأسهٌ بطاعة وأجابها:

_ ده شيئ مفروغ منه يا قلبي .

إقتربت منال بوجهِ سعيد وهي تحمل الصغير ووجهت حديثها إلي مليكة:

_ جبتيه منين الولد ده يا مليكة، أنا حاسة إني شايفة قدامي ياسين من 42 سنة

ثم حولت بصرها إلي ثريا وأكملت:

_ شفتي يا ثريا، الولد ماشاء الله نسخة مكررة من ياسين

هزت ثريا رأسها بسعادة:

_ده حقيقي يا منال الولد الله أكبر زي القمر يا حبيبي،

ثم ربتت علي يد ياسين الجالس بجوار حوريته وأكملت:

_ ربنا يبارك لك فيه هو وأخواته يا حبيبي .

أجابها بحب:

_ حبيبتي يا ماما .

تحدثت منال بسعادة إلي مليكة:

_يكون في علمك الولد ده أنا اللي هربيه، كفاية عليا أبوه جدته الله يرحمها هي اللي ربته، ومن بعدها أنا وثريا ربناه هو وأخواته مع ولادها .

ونظرت إلي ثريا بحنين وأردفت:

_فاكرة يا ثريا ؟

أجابتها ثريا وهي تفتح أيديها لتتلقي منها الصغير:

_ وهي دي حاجة تتنسي يا منال، دي كانت أحلي أيام والله .

ثم نظرت للصغير وأبتسمت بسعادة:

_الله أكبر يا حبيبي زي الملاك

إلتهم الصغير أصبع يده من جديد فأردفت ثريا بنبرة جادة:

_ عز شكله جعان يا مليكة، خديه يا حبيبتي رضعيه .

تحدثت سٌهير:

_ هاتيه أغير له الكافولا الأول وبعدين أدهولها ترضعه

ضحك عبدالرحمن بطريقة ساخرة وهو ينظر إلي عز فتحدث عز بإعتراض:

_عز جعان وغيروله الكافولا، ده أنتوا قاصدين تهزئوني بقي .

ثم نظر إلي ياسين وأكملَ بدعابة:

_الواد ده تغير له إسمه وحالاً، مش علي أخر الزمن يتقال لي أنا الكلام ده،

وأكملَ بمعاتبة:

_وفرحان لي أوي يا أخويا

وأكملَ مٌقلداً ياسين بطريقة ساخرة:

_أبشر يا عز باشا، عز باشا الصغير في الطريق إليك .

ضحك ياسين برجولة وتحدث طارق مٌداعباً أباه:

_عرفت بقي يا باشا أنا ليه ما سميتش أمير علي إسم سعادتك ؟

نظر لهٌ عز مُضيقاً عيناه وتحدث ساخراً:

_لا يا راجل، يعني في الأخر طلعت صاحب نظرة مستقبلية وأنا ما أعرفش .

رفع طارق يداه وتحدث:

_طبعاً مش إبن اللوا عز المغربي .

ضحك الجميع علي مناغشة عز لأبنائه

وتحدثت سلمي مٌداعبة مليكة:

_عقبال المرة الجايه يا ليكة .

أجابتها بوهن:

_ حرام عليكي يا سلمي تاني .

أجابها ياسين:

_ نعم، إيه تاني دي، ده إحنا كدة يدوب قصينا الشريط وهنبدأ الإفتتاحية

ثم وجه حديثهٌ إلي سلمي:

_ فهمي صاحبتك ووعيها .

رفعت يداها بإستسلام وتحدثت بدعابة:

_تاااااني ،لا يا سيدي أنا حرمت أتدخل في حياة أي حد تاني وخصوصاً إنتم، ربنا يكفينا شر قلبتك يا سيادة العقيد .

ضحك وحدثها:

_ مبتنسيش حاجة خالص كدة، وبعدين يا ست إنتِ أنا مش روحت لك بعد اللي حصل بإسبوعين وأعتذرت لك إنتي وأحمد .

أجابته بدعابة:

_هو أه إعتذرت لنا عن سوء التفاهم اللي حصل بس بعد ما عيشتنا أسبوعين في رعب .

ضحكت مليكة وأردفت:

_ إنسي بقي يا سلمي قلبك أبيض يا حبيبتي، وبعدين ياسين مكنش فاهم الموضوع صح ولما روحت له وشرحت له الوضع طردني أنا وراح أعتذر لك إنتِ وجوزك .

وأكملت ساخرة:

_ شفتي حبيبي قد إيه حنين عليا

ضحكت سلمي وتحدث ياسين:

_٠هو أنا شكلي بيتسف عليا، صح ؟

أردفت سلمي ضاحكة:

_لا طبعاً هو حد يقدر يسف علي ياسين باشا المغربي .

______________________

بعد إسبوع كان حفل سبوع الصغير الذي أقيمَ في فيلا رائف بحضور جميع الأقارب والأحباء إلا من ليالي التي فضلت المكوث وحيدة في غرفتها تبكي بشدة من غيرتها من قدوم طفل مليكة

كانت أيسل وحمزة ومروان وأنس يلتفون حول الصغير بسعادة ويداعبوه بمحبة

نظر ياسين إلي مليكة وأستأذنها وأخذ الصغير وذهب به إلي ليالي، خطي به لداخل غرفتها وجدها تجلس فوق تختها وهي تبكي

إقترب إليها وقلبهٌ يتمزق لأجلها نظرت له بعيون باكية إبتسم لها بحب ومد لها يده بالصغير وقربهٌ من صدرها

نظرت له بإستغراب فتحدث هو:

_ ضمي عز لحضنك يا ليالي، ده أخو حمزة وسيلا وسندهم في الدنيا بعد ربنا .

نظرت لذلك الصغير ووجهه الملائكي إنتفض قلبها له وبدون وعي مدت يدها وحملته وابتسمت له، حين نظر لها الصغير بعيناه شبيهة ياسين

إبتسمت ومدت يدها لتمسك بيده وإذ بالصغير يقبض بيده ويشدد علي أصبعها في حركه أذابت قلبها، وضعت قٌبلة حانية علي وجنته ثم نظرت لزوجها وتحدثت:

_شبهك أوي يا ياسين .

أجابها بإبتسامة:

_وفيه شبه كمان من سيلا .

إبتسمت وأعادت النظر للصغير، جلس ياسين بجانبها وسحبها داخل أحضانه وقبل رأسها وأردفَ قائلاً بحنان:

_ليالي، أنا عاوز أعيش حياتي معاكم في هدوء، نفسي ترجعي إنتِ ومليكة مع بعض زي الأول علشان خاطر الولاد، مش عاوز ولادي يتربوا في جو كله مشاحنات ومشاكل، ممكن يا حبيبتي تعملي ده علشاني ؟

نظرت له وتحدثت بألم:

_بس أنا خلاص مابقاليش وجود في حياتك يا ياسين .

أجابها بهدوء:

_ مين قال كده، إنتِ مراتي حبيبتي اللي عمري ما أقدر أستغني عنها، إم ولادي حبايبي وعشرة عمري ،بالعكس، إنتِ ليكي مميزات عندي كتير أوي يا ليالي

سعد قلبها ونظرت إليه وتسائلت:

_بجد يا ياسين، يعني إنت فعلا لسة بتحبني ؟

أجابها بكذب مقبول:

_وعمري ما هقدر أبطل أحبك يا ليالي، بالعكس إنتي غالية عندي أوي وهتغلي أكتر لما تحاولي معايا في إني أحافظ علي بيتنا وولادنا .

ثم أكمل بدهاء:

_بصي لعز كده يا ليالي، شوفي قد إيه صغير وبرئ ومحتاج رعاية وعٌمر وصبر علشان يتربي ،أنا عاوزك تساعدي مليكة في تربيته، أنا نفسي تعيشي معاها شعور الأمومة من جديد وتحاولي تعوضي اللي فاتك مع ولادك في عز .

إبتسمت بسعادة وأجابته:

_ومليكة هتوافق علي كدة ؟

أجابها بصدق:

_أكيد يا حبيبتي، مليكة بتحبك وماهتصدق انك ترجعي معاها زي الأول .

وقف وحمل منها الصغير وتحدث:

_ يلا قومي غيري هدومك علشان تحضري سبوع إبنك .

إبتسمت وتحدثت:

_ إبني ؟

أجابها بصدق:

_ أيوة يا ليالي إبنك، ومن النهاردة بقي عندك تلات أولاد ومش عاوزك تفرقي بينهم في المعاملة أبداً .

هزت رأسها بسعادة وبالفعل إرتدث ثوباً أنيقاً جعلها كملكة وذهبت وهي تحمل الصغير بجانب زوجها الذي أحاط كتفها بذراعه بعناية ودلف بها تحت أنظار الجميع الذين غمرتهم السعادة لأجل ذلك المشهد الإنساني من الدرجة الأولي .

إبتسمت لمليكة وقبلتها وأبتدي الحفل في جو ملئ بالسعادة والبهجة من جميع الحضور.

___________________________

بعد مرور خمسة أشهر .

كانت تقف بجواره داخل الحمام بدلال أنثوي وهو يهذب من ذقنه

تحدثت بدلال:

_ هو إنتَ إزاي قمر كده طول الوقت يا ياسين ؟

ضحك برجولة أهلكتها وتحدث بإعتراض:

_ هو فيه راجل طول بعرض زيي كده يتقاله قمر بردو يا قمر إنتَ .

ضحكت وأردفت:

_طب ياتري بقي الراجل الطويل العريض ده أبو عيون جريئة تسحر يتقال له إيه ؟

أوقف تشغيل الماكينة ونظر لها بعيون راغبة وتحدث بتحذير:

_إنتِ قد اللي بتعمليه ده ؟

مطت شفتاها بدلال وأجابته:

_وأنا عملت إيه بس، جاوبني بقي علي سؤالي يلا .

غمز لها بعيناه وأجاب:

_يتقال له إنت إزاي راجل أوي كدة ،يتقال له إنت إزاي كاريزما وبتعرف تشد حبيبتك ليك كدة

ثم جذبها داخل أحضانه بطريقة أذابتها

وبعد مده من الوقت جهزت له حمامهْ وتحدثت وهي تخرج من الحمام تحت صوت همهمة طفلها :

_هطلع علشان عز بيزن وشكله كده جعان وعاوز يرضع .

هز له رأسه بإيماء فأكملت هي :

_حبيبي بليز ممكن أخد تليفونك أكلم منه ماما أطمن عليها، ولما تخرج أرجوك كلم لي الشركة وشوف لي خطي موقوف ليه .

أجابها بطاعة:

_حاضر يا حبيبي من عيوني، سلمي علي ماما

خرجت وأمسكت هاتف ياسين ووضعت كلمة السر التي تعرفها جيداً من عاشقها الذي أمسكها زمام أمور حياته بأكملها

كادت أن تطلب رقم والدتها إلا أن الصغير بكي فذهبت إليه وحملته برعاية وهي تقبله بحب وتحدثهٌ بدلال :

_إيه يا زوز يا قلب مامي زعلان ليه بس يا حبيبي،

جلست وأخذت الصغير بأحضانها وبدأت بإرضاعه

ضغطت بالخطأ ودلفت إلي ملف الفيديوهات وهي تهدهد الصغير وترضعه نظرت للهاتف وكادت أن تخرج إلا أن وقعت عيناها علي فيديو بإسم رائف ،

نظرت له بإستغراب وحنين إنتفض قلبها لذكري مٌحب لم تري منه إلا كل الخير والود

كادت أن تخرج من الملف ولكنه الفضول قام معها بالواجب ،

إبتلعت لعابها خوفاً من خروج ياسين وغيرتهٌ الشديدة من مجرد نطق إسمه علي شفاها ولكنها إستمعت لصوت صنبور الماء مما يدل علي عدم إنتهائه من أخذ حمامه

فاطمأنت وفتحت الفيديو لتراه وإذ بها تري زوجها السابق مع شقيقته ورغماً عنها نزلت دموع الحنين وهي تراه بوجهه البشوش الخلوق ،ااااااه رائف كم كنت طيب رقيق القلب يا فتي، فليرحمك الله .

وفجأة فتحت فاهها وجحظت عيناها بغضبٍ شديد مما إستمعته من إتهامات تلك الحقودة لها بشرفها ،إشتعل صدرها بنار

نظرت لصغيرها وجدته غفي بسلام حملته بهدوء ووضعته بمهدهِ

وقفت وهي تنظر وتعيد الفيديو من جديد وهي تشتعل وتستشيطٌ غضباً

خرج من الحمام واتجه لتلك التي تعطيهِ ظهرها إحتضنها من الخلف وهو يدفن وجهه بعنقها يشتم عبيرها الذي يعشقه قائلا:

_ كلمتي ماما ؟

لم يكمل جملته وجدها تنفض يداه عنها وأستدارت له وهي تنظر له بعيون تطلق شرراً وتحدثت:

_ قد كده أنا رخيصة في نظرك وقليلة عندك لدرجة إنك تتهاون مع الحقيرة اللي طعناني في شرفي وبتتعامل معاها عادي جداً ؟

نظر لها مٌستغرباً وحدث حاله، بما تهذي تلك المتهورة ؟

عن أي تهاون وأي شرف تتحدث !

سألها:

_ بتقولي إيه أنا مش فاهم منك حاجه ؟

صاحت بغضبٍ وعيونٍ مٌشتعلة:

_متحاولش تتخابث عليا يا أستاذ، أنا شفت الفيديو وسمعت كل كلمة فيه .

نظر لها بتيهة حين أكملت هي:

_أنا بجد مصدومة فيك،

وبكت بحرقة:

_ إنتَ إزاي قبلت علي مراتك وأم إبنك يتقال في حقها كلام زي ده ؟

إزاي تكون بتحبني وبتعشقني للدرجة دي وفي نفس الوقت ترضي إن الحقيرة دي تطعني في شرفي كده عادي ؟

ثم نظرت له بتيهة وتحدثت:

_ورائف، ياتري هو كمان صدق كلامها ولا ،

جحظت عيناها وتحدثت :

_أكيد ده اليوم إللي رائف مات فيه، صح، التقارير قالت إنه كان سايق بجنون

ثم نظرت له وتحدثت بإستنكار:

_وإنت يا ياسين عارف إنها السبب في موت رائف وسكت، لا وبتتعامل معاها عادي جداً ولا كأنها عملت حاجة.

صرخ بها لعدم إستيعابه بما تتحدث به:

_ إنتي بتقولي إيه أنا مش فاهم منك حاجة؟

وإيه فتح موضوع حادثة رائف الوقت، ومين دي إللي إتجرأت وجابت سيرتك ؟

نظرت له بإحتقار وأردفت:

_ ياريت تبطل تمثيل بقي لاني خلاص ربنا كشف سترك إنت وبنت عمك وخلاني أشوف الفيديو علشان أعرف حقيقة كل إللي حواليا صح .

هدر بها بغضب وأمسك يدها وهزها بعنف وتحدث :

_إتكلمي عدل وبطريقة محترمة ، والوقت تنطقي وتقولي لي تقصدي إيه بالتخاريف اللي عمالة تهذي بيها دي .

نظرت له بتحدي وأمسكت الهاتف وأدارت تشغيل الفيديو وصوبتهْ أمام عيناه وتحدثت:

_ بتكلم عن ده يا محترم .

نظر للفيديو بألم علي عدم وفائة بوعده لإبنتي عمه بعدم مشاهدة ما بداخل الفيديو لكن يبدوا أن للقدر رأي أخر .

جحظت عيناه مما إستمع إليه، جن جنونه وكور بيده وهو يشاهد تلك الحقيرة وهي ترمي زوجته بالباطل،نظر إلي رائف وتعبيرات وجههِ وغضبه وتأكد وقتها أن تلك النرمين هي من كانت سبباً في موت رائف .

كور يدة بغل وظهر غضبٍ عارم علي ملامحه وتحدث من ببن أسنانه:

_يا حقيرة، قسماً بربي لأدفعك التمن غالي يا حقيرة، وإنتِ يا يٌسرا، حسابك معايا هيبقي عسير .

إبتلعت لعابها من هيئتة وتأكدت أنه لم يكن علي علم بما يوجد بداخل الفيديو لكنها إستغربت وجوده بهاتفه .

تحدثت بهدوء علي إستحياء:

_هو إنتَ مكنتش تعرف إللي موجود في الفيديو ؟

حول بصره إليها بغضب وكأنه أفاق و إستشعر وجودها:

_ للدرجة دي شيفاني مش راجل قدامك علشان أسمع كلام زي ده علي مراتي وأسكت ؟

واسترسل مفسراً:

-الحكاية وبإختصار يا هانم إن نرمين هانم ويسرا اللي كنت فاكرها غلبانة

وبدأ بقص الحكاية لها

بعدما أنهي حديثه تحدثت هي بتساؤل:

_ناوي تعمل إيه يا ياسين، أنا لازم أخد حقي من نرمين .

نظر لها بغضب وتحدث:

_ ماأسموش حقك يا مدام، ده إسمه شرفي وعرضي إللي خاضت فيه نرمين بكل سهولة، وأنا بقي هدفها تمنه غالي وغالي أوي .

إتجهت إليه وتحدثت خجلاً:

_أنا أسفة يا حبيبي أرجوك تعذرني، أنا لما شفت الفيديو علي فونك متخيلتش للحظة إنك ممكن ماتكونش شفته .

وضعت يدها علي ذراعه نفضها هو بغضبٍ عارم وتحدث بصياح:

_ماهو لو فيه ثقة وحب حقيقي يا مدام مكنتيش شكيتي في جوزك لحظة واحدة ،

وأكمل بغضب:

_لكن إنتِ عمرك ما هتتغيري .

وتحرك ليخرج جرت عليه وأمسكته من ذراعهْ وتحدثت بنبرة توسلية:

_ ما تمشيش وإنت زعلان مني يا ياسين، أرجوك سامحني كان غصب عني والله، لو خرجت وسبتني وإنت زعلان أنا ممكن يجرا لي حاجة.

هدر بها بصوتٍ أرعبها:

_ إبعدي عني أحسن لك

إنتفض الصغير وفاق من غفوته علي صوت أبيه الهادر، نظرت له بتوسل ثم حولت بصرها لصغيرها الباكي ،

فنفض هو يدها بغضب وعنف وخرج مٌسرعاً من الجناح بل ومن المنزل بأكمله .

جرت علي صغيرها بلهفة وأخذته بأحضانها وهي تهدهده بحنان حتي إستكان داخل أحضانها من جديد .

_____________________

بعد يومان بعث ياسين إلي يسرا إستدعاها من أسوان وأيضاً طلب حضور نرمين وأبيه وطارق ومليكة ، ألتقي الجميع داخل فيلا المعمورة المملوكة لعز المغربي وذلك حتي يكون اللقاء والحديث بعيداً عن المنزل ومن به .

وقف ياسين بوجه يسرا ونرمين وهما تبتلعان لعابهما شبه تيقنتا من سبب إستدعاء ياسين لهما

وتحدث ليسرا بأسف:

_لما جيتي وطلبتي مني مساعدة نرمين في المشكلة إللي كانت فيها ما أتأخرتش لحظة واحدة وما طأرتحتش غير لما قبضت علي الحقير اللي كان بيهدد بنت عمي وربيته صح،

ثم نظر إلي نرمين وأكمل:

_ أتاري الحقيرة اللي عايزة تتربي بجد هي إللي أنا كٌنت رايح أدافع عنها مش حد تاني

وبدون مقدمات قام بصفعها علي وجهها بشدة جعلها تترنح

حين وقف عز وطارق سريعاً ليلحقا به وتحدثَ عز هادراً:

_ياسين، إنتَ إتجننت ؟

وأخذ عز نرمين المٌرتعشة وأدخلها بأحضانه الحانية ،

وضعت يسرا يدها علي فمها بذهول وهي تهز رأسها وتيقنت من كشف السر الذي طالما حاولت تخبأته

بينما ضلت مليكة مستكينة بجلستها

جذب طارق ياسين من ذراعه وأبعده عن نرمين وتحدث بنبرة حادة:

_إهدي يا ياسين، إيه إللي حصل لده كله ؟

إتجه ياسين إلي شاشه كبيرة معلقة وضع بها داتا ووقف قبل التشغيل ونظر لأبيه وشقيقه وتحدث بحدة:

_بعد حادثة رائف بسنة، الهوانم جم لعندي وقالو لي إن فيه حد بيهدد نرمين هانم بفيديو ليها مع رائف، لما بحثت في الموضوع اكتشفت إن اللي بيهدد المدام

وهٌنا نظر إلي طارق:

_يبقي المهندس وائل اللي كان ماسك صيانة الكاميرات في الشركة عندك، ولما كنت حابب أعرف إيه اللي في الفيديو يخلي واحد زي وائل يتجرأ ويطلب من الهانم 7مليون جنيه مقابل إنه يديها الفيديو ،

وهٌنا حول بصره إلي يسرا الباكية وهي تنظر لهْ خجلاُ:

_ وقتها منعتني يسرا هانم وحلفتني برحمة عمي ورائف إني أتخلص من الفيديو من غير ما أحاول أشوف إللي فيه ، ولما سألتها للدرجة دي اللي في الفيديو صعب ردت بكل ثقة وقالت لي مش صعب أد ما هو سر بين أخت وأخوها،

بس من سوء حظكم إني عمري ما بتخلص من ملف وقع في إيدي إلا لما بحتفظ بنسخة منه، وعلشان ربنا حق وأسمه العدل ومبيرضاش إلا بالعدل، خلي الفيديو يقع بالصدفة في أيد مليكة وتشوفه علشان حقيقتكم تنكشف .

ونظر إلي يٌسرا نظرة حسرة وأكمل:

_ يا خسارة يا يٌسرا، كنت دايماً شايفك وباصص لك بنظرة تانية خالص ،

أجهشت في البكاء بشده وتسائل عز بفضول:

_ فيه إيه الفيديو ده يا ياسين ؟

أجابه بثقة:

_الوقت تشوف بنفسك يا باشا .

نظرت له نرمين بترجي وتحدثت:

_أرجوك بلاش يا ياسين حاسبني بيني وبينك بس بلاش عمي وطارق أرجوك .

نظر لها طارق بإحتقار وتحدث:

_أنا متأكد من قبل ما أشوف الفيديو إنه يخص يوم حادثة رائف .

أشار لها ياسين بأن تصمت وأشعل الفيديو

وصمت الجميع وبدأوا يشاهدون محتوي الفيديو

علا صوت رائف وهو ينظر إلي شقيقته بجنون ويدافع عن شرف زوجته ورجولته المٌهانة

كان الجميع ينظر بصدمة ومليكة التي ذرف دمعٌها حسرة علي هيئة رائف وتسائلت ،

ماذا كان شعورك رائف حين كنت تقود السيارة أكنت تشٌكٌ بي ؟

إنتهي الفيديو ووقف طارق كالثور الهائج وأسرع وانقض علي نرمين وبدأ بصفعها بجنون وأمسكها من عنقها وشدد عليه وهو يردد :

_يا حقيرة، ياحقيرة إنتي السبب في موته أنا كنت حاسس، كنت حاسس يا حقيرة،

جذبه عز ويسرا وخلصاها من بين يداه بإعجوبة

حين ضلت تَسعل وتشهق بشدة

ونظر طارق للشاشة علي رائف بجنون وتحدث بتيهة وحنين وهو يري صديقهٌ وأخاه الذي إفتقده بحياته:

_ ياتري يا حبيبي كنت حاسس بإيه وأنت بتجري وسايق عربيتك بجنون ؟

طب ليه ما جتليش يا حبيبي وقولت لي؟

ليه مجتش إتكلمت معايا زي عوايدك يا رائف؟

مش أنتَ كنت متعود تحكي لي علي كل حاجة مضايقاك، ياريتك جيت لي كنت هديتك وعرفتك إنها مجرد واحدة حقودة وبتقول كده من غيرتها وحقدها من حبيبتك ونور عيونك .

شعر ياسين بغصة بقلبه من حديث طارق حول بصره لتلك الجالسة وجدها تموت ألماً ودموعها تنزل علي خديها كشلالات،

تنفس بغضب وغيرة غصباً عنه برغم أنهٌ يموت ألماً علي ما شعر به إبن عمهِ الغالي من طعنة في رجولته قبل وفاته مباشرةً، إلا أنه الأن عاشق حتي النخاع وليس علي العاشقِ حرج .

كان الكل في حالة صدمة مما شاهدوه للتو

عز الجالس يشبك يداه وينظر أسفل قدميه بصدمة وألم ينهش صدره علي رائف ،

ويسرا الباكية ونرمين التي تبكي بمرارة وتندب حظها لإكتشاف سرها بعد طيلة تلك المدة،

نظرت إلي مليكة بحقد فهي من كشفته

جفف طارق دمعه خانته ونزلت من عيناه ثم إلتفت إلي ياسين وتحدث بحدة:

_وأنت يا باشا بأي حق تدخل شركتي وتحكم وتتحكم وتفصل موظفين وتعاقبهم من غير حتي ما ترجع لي ولا كأني موجود، قد كده أنا مليش قيمة عندك ؟

وأكملَ بحدة:

_ولعلمك بقي سيادتك السبب في تأخير إن الهانم تنكشف حقيقتها القذرة قدامنا لحد الوقت ،فاكر بعد موت رائف لما قولت لها وواجهتها قدامكم كلكم بزيارتها لرائف وسألتها ليه صوتهم كان عالي، وقتها سيادتك عملت فيها السند والحما وقولت لي مش وقته يا طارق ،

وكانت النتيجة إيه بتراخيك في الموضوع ، كانت النتيجة إنها إتجرأت أكتر وأكتر علي مليكة ومكانتش بتسيب فرصة غير لما تيجي عليها وتجلدها بالكلام

نظر ياسين بصدمة من حديث طارق وتحدث:

_ إنتَ بتقول لي أنا الكلام ده يا طارق ؟

أجابه بقوة ونبرة حادة:

_أيوة بقولهولك وبحملك النتيجة .

هدر عز بطارق وتحدث:

_ طاااارق إنت إتجننت، إزاي تكلم أخوك الكبير كده ؟

نظرت يسرا لطارق وتحدثت بدموع:

_ياسين ملوش ذنب يا طارق، ياسين وقف معانا بكل قوته ومنع المهندس النصاب فإنه يستغلنا ،العيب كله والذنب عندي أنا ، أنا اللي إترجيته وحلفته ميقولش لحد، لو عاوز تلوم علي حد وتحمله ذنب اللي حصل حملني أنا .

ثم نظرت إلي ياسين وتحدثت:

_سامحني يا ياسين وأسفة إني خيبت ظنك فيا، بس أنا كل إللي كنت بفكر فيه وقتها إن الموضوع ميوصلش لأمي، لان الفيديو ده لو وصل لأمي هتموت وهي بتتفرج عليه مش هنلحق حتي نسعفها، أنا خفت علي أمي مش علي نرمين زي ما أنتَ فاهم والله .

وقفت مليكة وتحدثت بحدة:

_ وأنا يا يسرا مافكرتيش فيا ،شرفي وسمعتي إللي أختك طعنتني فيهم وأتهمتني بأبشع الكلام، مفكرتيش في حقي عليكي وعليها ليه

وبكت بحرقه إتجهَ إليها وأدخلها داخل أحضانه وتحدث:

_ إهدي وأقعدي علشان ماتتعبيش .

وقفت نرمين ونظرت إليها بغل وتحدثت بحقد :

_ إنتي تخرصي خالص علشان إنتِ السبب في كل اللي إحنا فيه ده

وأكملت بحقد وهيستريا:

_من يوم ما دخلتي البيت وإنتِ شوهتي كل حياتي، رائف اللي مكانش عنده أغلي مني نسيني بسببك وبسبب لعنة حبك، وبعد ما كنت أنا بير أسراره وصاحبته مابقتش حتي بشوفه من أول ما خطبك وأتجوزك،

نستيه كل حاجة بقي كل حبه وهداياه ودلعه ليكي لوحدك،

حتي عمي وياسين وطارق كلهم حبوكي وبقوا يدلعوكي ويجبولك الهدايا وكأنك إنتي اللي بنتهم مش أنا

وأكملت بدموع:

_الكل أهملني ونسيني في وجودك حتي أمي ويسرا كانوا دايما ييجوا معاكي ويشكروا فيكي وفي صفاتك ولو كنت أعترض علي كلامهم كانوا بييجوا معاكي ضدي، قدرتي تضحكي عليهم كلهم ببرائتك الخداعة

وأكملت بحقد:

_حتي جوزي اللي كان بيعشقني لما سحبتيه وراكي وخلتيه ما يشوفنيش في وجودك ،

جن جنونه وكاد أن يذهب إليها ليصفعها علها تفوق من هذيانها

أمسكه عز بتعقل ونظر له نظرة ذات معني بأن يتركها تكمل وتخرج ما بصدرها ،

ذهب لإمرأته وأمسك يدها ليهدئ من روعها وأجلسها وهو مازال مٌمسك بها

أكملت نرمين بحقد:

_سبت لك المكان كله علشان تشبعي بيه وأخدت جوزي ومشيت

وبكت بحرقه:

-وأتنسيت بمرور الأيام، بقيت بجيلكم في المناسبات وحفلات الهانم إللي رائف مكنش بيبطلها علشان بس يشوف سعادتها في عنيها ،كلكم حبتوها

وصرخت وهي تُشير إلي ياسين:

_حتي إنتَ يا ياسين كنت مغرقها بالهدايا الغالية إللي أنا أولي بيها، عاشت وأتهنت في عز بابا وفلوسه اللي أنا كنت أحق بيها ،كانت دايماً ماركة عربيتها أعلي من ماركة عربيتي ،سفرها وفسحها دايماً في مكان أغلي وأفخم من الأماكن إللي كنت بروحها .

ثم نظرت إلي مليكة بحقد وصرخت:

_إنتِ سرقتي مني كل حاجة، كل حاجة ،حتي بعد ما رائف مات أخدتي كل حاجة إنتي وولادك، وأنا أدوني الفتافيت اللي أتبقت من مليكة بنت سالم عثمان حتة الموظف الكحيان إللي محلتوش غير مرتبه

وبقيتي إنتي الهانم صاحبة الأراضي والشركة وأنا طلعت كالعادة خسرانة

نظرت لها مليكة بتيهة وتحدثت:

_إنتِ مريضة يا نرمين ولازم تتعالجي ،إنتِ بجد مش طبيعية، ده أنتِ حتي مش ندمانة ولا حاسة بالذنب من ناحية أخوكي إللي قتلتيه بحقدك وغيرتك ،أخوكي إللي عمره ماعمل فيكي غير كل خير ،

وأكملت بدموع :

_رائف ماكانش يستاهل منك كده أبداً مايستاهلش النار إللي شعللتيها جوه قلبه بكل جبروت قبل موته ،إزاي جالك قلب تطعنيه في رجولته وشرفه، إزاي قدرتي تحطي عينك في عينه وإنتِ بتفتري علي مراته ؟

صاحت بها بكل جبروت وتحدثت:

_لكن أنا ما أفترتش عليكي في حاجة، تنكري إنك كنت بتشاغلي جوزي؟

هٌنا لم تتحمل يسرا وصفعتها علي وجهها وتحدثت :

_إتقي ربنا في كلامك وفوقي قبل فوات الأوان بقي، إنتِ كذبتي الكذبة وهتصدقيها، يعلم ربنا إن مليكة بريئة من إتهامك ده وأنا شاهدة إن كل كلامك غيرة وحقد، قلبك من كتر حقدة عماكي عن الحقيقة وخلاكي تفتري وتكذبي علشان تبرري لنفسك وضميرك إن إنتِ صح .

صرخت مليكة وتحدثت بكل صوتها:

_حسبنا الله ونعم الوكيل فيكي ربنا ينتقم لي منك علي كل الكلام إللي أفتريتي عليا بيه،

ونظرت لزوجها تستنجد به ضمها إليه بعناية

وتحدث إلي والده المصدوم بكل ما يجري من حوله:

_ بعد إذن سعادتك يا باشا، أنا مراتي ليها حق و مش هتنازل عنه .

تنفس عز الصعداء ونظر إلي ولده وأجابه:

_إيه إللي يرضيك إنتَ ومراتك يا ياسين ؟

نظر لتلك الحقيرة وتحدث:

_الحقير جوزها ما يدخلش برجله حي المغربي وإلا قسماً بربي أقتله وأتسجن فيه، وهي نفسها ماتدخلش البيت علي مراتي إلا للضرورة القصوي، وتتصل تستأذن من سعادتك قبل ماتيحي علشان أخرج مراتي من البيت كله، لإني ببساطة مايشرفنيش إن مراتي تبقي معاها في مكان واحد بعد النهاردة،

وأكملَ مٌفسراً:

_وده بس علشان خاطر عمتي متعرفش إللي حصل وتتعب .

نظرت له بغل وتحدثت بصياح:

_ بأي حق بتقرر، ده بيت بابا ومحدش ليه الحق إنه يمنعني من دخوله

وأكملت بتحدي:

_وهدخل ياياسين وجوزي قبل مني .

أجابتها مليكه بقوة :

_ده بيت ولاد رائف اللي إنتي قتلتيه يا مجرمة :

أكملَ ياسين بكل برود:

_خلاص، أنا بقي هروح لعمتي وهوريها الفيديو وهي تحكم بنفسها وتقول إذا كنتي تدخلي ولا لا،

وأكملَ بتهديد:

_ ده غير إن لو عمتي عرفت هضطر أودي الفيديو للنيابة وهي تحقق فيه بمعرفتها ،دي قضية سب وقذف صريحة.

إبتلعت نرمين لعابها حين تحدث طارق:

_كده كده الفيديو لازم يروح النيابة.

هدر بهما عز وتحدث بحدة:

_جري إيه إنت وهو، هتودوا إختكم النيابة؟

صاح ياسين :

_دي مش أختي يا باشا ومايشرفنيش إني يكون لي أخت زيها

وهدر طارق هو الأخر بتذمر:

_ ولا أنا كمان يشرفني إني يكون لي أخت زيها .

نظر لها ياسين وأردفَ:

_ماسمعتش قرارك يا مدام ؟

تحدثت بإستسلام:

_موافقة علي كلامك،أهم حاجة ماما وباقي العيلة ميعرفوش اللي حصل،

ونظرت لعمها بدموع ونظرة تجلد بها ذاته:

_ موافقة إني أتمنع أنا وإبني من دخول بيت بابا يا عمي علشان خاطر ترضوا مليكة .

أجابها عز بهدوء:

_إنتِ اللي وصلتي نفسك لكدة بأديكي يا بنتي ،إنتِ بتدفعي تمن فاتورتك مش أكتر .

أكملَ ياسين بحدة:

_ومن النهاردة تمسحي رقم تليفوني من عندك وتنسي إن كان ليكي إبن عم إسمه ياسين المغربي،

وأكملَ مٌهدداً:

_وقسماً بربي لو سيرة مراتي جت علي لسانك بخير أو بشر بعد النهاردة لأحاسبك حساب الملكين وساعتها محدش هيعرف يخلصك من قبضة إيدي .

وأكمل طارق:

_وأنا كمان تنسيني وتنسي إنك تعرفيني أصلاً .

تحدثت بإبتسامة ساخرة:

_ متشكرة جداً يا ولاد عمي يا رجالة المغربي علي الوقوف جنب بناتكم بالشكل ده .

تنهد عز وتحدث متألماً:

_إنتِ اللي جنيتي علي نفسك يا نرمين ، وأنا طبعاً مش هقدر أقول لك زيهم لانك في الأخر بنت أخويا، لحمي ودمي اللي مش هينفع أتخلي عنه ولا أدي له ضهري

نظر ياسين إلي يسرا وتحدث بأسف:

_ياخسارة يا يٌسرا .

بكت يٌسرا وأكمل عز:

_ متظلمش يسرا يا ياسين، يسرا كانت خايفة علي أمها وده حقها يا أبني، يسرا إتحطت في موقف لا تٌحسد عليه .

نظر إلي إمرأته وأمسك يدها وتحدث لها:

_ يلا علشان إتأخرتي علي الولد .

وقفت معه ثم نظرت إلي نرمين وأردفت :

_إنتي ظلمتيني وأفتريتي عليا وده عند ربنا إسمه قذف محصنات وربنا ما بيسامحش فيه ،ولا أنا كمان مسامحة

وأكملت بقلبٍ يحترق:

– ومن كل قلبي بطلب من ربنا يجيب لي حقي ويوريني عجايب قدرته في رد حقي منك .

أخذ زوجته وأنطلق بسيارته دون كلام وقف أمام الفيلا وتحدث بنبرة حادة:

_إنزلي .

نظرت له بخجل وتحدثت برجاء:

_تعالي أدخل معايا، أنا محتاجة لك أوي يا ياسين أرجوك تعالي،

أجابها بإقتضاب وصوتٍ حاد:

_قولت لك إنزلي .

نزلت دموعها وأمسكت يدهُ المٌمسكة بالمقود وقبلتها وتحدثت:

_ علشان خاطري تنزل معايا، وحياة عز يا ياسين تدخل معايا ،تعالي شوف عز إنتَ مشفتهوش بقالك يومين من وقت اللي حصل، وحياة عز

تنهد بإستسلام ورق قلبه العاشق لحالتها نزل معها وصعد لجناحهما سوياً

وقف بجوار مهد صغيره وحمله وبدأ بتقبيلهٌ بشغف،

أما هي فقد أبدلت ثيابها بأخري بيتية مريحة ووقفت بجانبهِ وهو يداعب ويقبل صغيره البالغ خمسة أشهر

تحسست ظهرة بحنان وأردفت:

_ علشان خاطري متزعلش مني .

نفض يدها من عليهْ بغضب وتحدث:

_هو أنا مش جبت لك حقك يا مدام، عاوزة مني إيه تاني ؟

أجابته بحب:

_عاوزة رضاك عليا يا ياسين ،أرجوك سامحني، صدقني لما شفت الفيديو إتجننت ومكنتش في وعيي ولا عارفة أنا بقول إيه .

أجابها بحدة:

_ ماهو لو فيه ثقة يا هانم عمرك ماكنتي هتشكي فيا ،كنتي جيتي وسألتيني وأستنيتي تفسيري لوجود الفيديو معايا، لكن إنتِ عُمرك ما حبتيني بالشكل الكافي اللي يخليكي تثقي فيا يا مليكة، دايماً بتفشلي قدام أي إختبار يقابلنا وده ملوش معني عندي غير إنك فعلاً محبتنيش كفاية

نزلت دموعها وتحدثت وهي تحتضن ذراعه بتملك:

_ متقولش كده يا حبيبي أرجوك، والله العظيم أنا بعشق التراب اللي بتمشي عليه، أنا حبيتك أكتر من روحي يا ياسين وكل يوم عشقي ليك بيزيد ويقوي أكتر من اليوم اللي قبله، بس إللي شفته وسمعته كان فوق طاقتي،

أرجوك يا ياسين سامحني وقدر الضغط النفسي اللي إتحطيت فيه، أنا سمعت إللي عمري ما كنت أتخيل إني أسمعه، كنت مستني مني إيه ؟

حدثها بحدة رغم لين قلبهْ لها ولحديثها ونفض يدها عنه قائلاً :

_إبعدي عندي يا مليكة .

وفجأة وجد صغيره يلاغي ولأول مرة مٌهمهماً بسعادة وهو ينظر له وكأنهٌ يترجاه أن يصفح عن والدته همهمَ الصغير بحروف واضحة إلي حدٍ ما :

_باااابا، با با

نظر لهْ ياسين بقلبٍ ملهوف وعيونٍ سعيدة قائلاً:

_يا قلب بابا ونور عيون بابا يا حبيبي .

نظر له الصغير وضحك بسعادة

نظرت لهْ بسعادة وتحدثت:

_ ياسين ده بيلاغي وكأنه عاوز يتكلم .

نظر لها بسعادة وأجابها:

_ده نطق بابا يا مليكة .

إبتسمت له بسعادة وسحبته من يده وجلسا سوياً فوق الأريكة وضلا يداعبان صغيرهم بسعادة، ثم رمت رأسها علي كتفهْ بحنان

إبتسم هو وتنهد براحة ولف ذراعهْ وحاوطها بعناية ، سعِدَ داخلها وتنهدت بإنتشاء علي مسامحة ياسينها لها،

رفعت حالها ونظرت له بعيون عاشقة أذابت قلبهْ ووضعت قٌبله حنون فوق شفاه لمراضاته، نظر لها برضا وتجاوب معها بها

وما بيده ليفعله سوي مسامحتها والصفح عنها

فهو عاشق ودائماً يكونٌ للعشق رأيًٌ أخري

#إنتهي_البارت

#قلوب_حائرة

#روز_آمين

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى