 
						هياكل النجوم لياسمين رحمي الفصل الثاني
الشقة كانت متوضبة، واضح إن “سلمى” نضفتها أو استعانت بحد ينضفها قبل موتها علطول، ابتسمت، كان عندي إحساس إني دي البداية، بداية عهدي أنا، عهد “يمنى الخياط”….
فتحت التليفزيون، كان برنامج بيحكي عن “سلمى” وفي الخلفية شاشة كبيرة بتعرض صورها، مكنتش قادرة أشوف حاجة عنها، قلبي وجعني بما فيه الكفاية، قلبت لقيت برنامج مستضيف زميلة ممثلة مثلت معاها وبتحكي عنها وعن شخصيتها خلف الكواليس، قفلت التليفزيون، كل حاجة فيه بتفكرني بيها…
كان قدامي كده كده أقل من ساعة وأنزل عشان العرض المسرحي اللي بقدمه بقالي شهور…
…………………….
زمايلي واحد واحد عزوني، فضلوا يتكلموا كتير عن “سلمى”، متكلموش غير عنها، محدش اتكلم عن العرض، والمخرج عبر لي عن ذهوله من مكالمتي اليوم اللي قبله وقراري إني أرجع للشغل تاني، قال لي أنه مكنش متخيل إني مستعدة لإني أكيد متدمرة، إذا كان هو شخصيًا مهزوز من موتها وحالته النفسية زفت فما بال أختها، أنا مودي كان كويس لما روحت بس خلال المراحل دي وعبال ما الستارة فتحت كنت خلاص دخلت في مود كئيب، كل حاجة بتفكرني، كل حد بيفكرني بيها…
واتفتحت الستارة، أنا مكنتش في المشهد الأولاني، وكالعادة مع بداية المشهد التاني دخلت بنفس الإسلوب، انطلقت وأنا بزعق بطريقة مبهجة لكني سمعت حد بيتشحتف، وبعدين حد تاني، صوت عياط في كل حته، كل الجمهور بيعيط!
التفت ليهم، وقفت متسمرة، الناس كانت بتبصلي وتعيط، كل واحد فيهم، وزمايلي وقفوا تمثيل، اللي بص في الأرض واللي بصلي واللي بص للناس، والكل اتجمد كإننا اتحولنا لتماثيل في معبد روماني!
في الآخر استسلمت، الدموع ملت عنيا وجريت من خشبة المسرح للكواليس!
لميت حاجتي بسرعة ومشيت من الباب الخلفي…
مش عايزنني أتعافى، كلهم ضدي، ياه يا “سلمى”، داهية يكون تأثيرك وانتي ميتة أكبر من تأثيرك وانتي عايشة!
نمت من العياط، اتهديت ولقيت نفسي بصحى في نفس المعاد بتاع كل يوم…
روحت عالمطبخ قبل ما أدخل الحمام، علقت عالقهوة….
-عندك مسرح النهارده برضه؟
“سلمى” هي اللي سألت، كانت قاعدة على كرسي قدام الطرابيزة، كنت لسه مدياها ضهري، رديت عليها:
=المفروض، بس معرفش إذا كنت هروح ولا لأ.
-يا شيخة ريحي، الفن اللي بتنهكي نفسك عشانه ده وبتديه كل حاجة مش هيقدرك ولا يديكي المقابل المرضي ليكي.
=مين اللي بتتكلم؟
ضحكت وبوقها مقفول، ضحكة مُرة ممزوجة بسخرية.
بعدها قالت:
=فاكرة أول عرض ليا؟
-إلا فاكرة، دانا فضلت أعيد في شريط الفيديو لحد ما سف وباظ، كنت ساعتها عيلة صغيرة، عندي يدوب 4 سنين، حضرت العرض ومتأكدة إني كنت مبهورة بيكي بس نسيته، لكن العرض اتصور فيديو وكبرت عليه، كنت أول مهووسة بيكي..
روحت الحمام وهناك افتكرت، “سلمى” ميتة! أومال مين اللي كانت قاعدة معايا في المطبخ؟!
جسمي كله كان بيترعش، خايفة أروح للمطبخ، خرجت جري من الحمام لأوضة النوم وقفلت على نفسي الباب بالمفتاح، قعدت مدة وافتكرت إني كنت سايبة القهوة عالنار، وبعدين؟ هفضل حابسة نفسي لحد إمتى، فتحت الباب وأنا بقرا قصار السور اللي حافظاها….
كان في صوت خروشة جامدة، صوت القهوة اللي اتدلقت واتحرقت على البوتاجاز، ومكنش في “سلمى”، بصيت في كل الاتجاهات، مكنش في حد…
صحيح اللي حصل كان مرعب بس ممكن يكون بسبب اللي بمر بيه، مهو الحالة اللي كنت فيها مش سهلة برضه…
عملت قهوة تانية وسرحت، بفتكر شريط الفيديو….
تابع هنا قصة غرفة الدردشة لياسمين رحمي

