روايات روز أمين

رواية جراح الروح لروز أمين الجزء الثالث

رواية جراح الروح لروز أمين الفصل الثامن والعشرون

🔹️ البارت الثامن والعشرون🔹️

هٌنا إستمع الجميع لصوت فتح الباب بقوه وخروج تلك التعيسة ذات الحظ العثر بهيئتها المزرية ووجهها الملطخ بالسواد من تأثيرالكحل العربي الذي إختلط بدموعها وتحول علي وجنتيها وكأنهٌ نهراً من السواد الجاري

نظر لها بقلبٍ يتمزق لسوء حالتها،لثوب زفافها الذي أصبح بحالة مزريه كصاحبتهِ

لعيناها المنتفخة وأنفها وشفاها الذي كستهم حٌمرة دموع الحٌزنٍ والخزلان والقهر

بادلتهْ نظراته بأخری كٌارهه،حاقدة وتحركت إليه كالبركان الثائر المتدفق بعد الكتمان والفوران وأخذت تضربهٌ علی صدرة بكل ما أوتيت من قوة

وقفَ ناظراً إليها بخجلٍ يتلقی ضرباتها بصدرٍ رحب وأستسلامٍ تام متهاوياً بوقفته كي يعطيها الفرصة حتی تٌخرج شحنة غضبها وتٌنفس عن روحها الجريحه

وتحدثت بحده وهي تٌكيل له الضربات المتتالية تحت ذهول الجميع من حالتها الجنونية التي ولأول مرة يروها عليها :
۔جاي بعد إيه يا حقير،جاي بعد مافرجت الناس كلها عليا وأنا خارجة بفستان فرحي في أيد أبويا زي مادخلت ؟

وأكملت بذهول:
۔كتب كتاب إيه اللي جاي وعاوز تكتبه ؟
إنتَ فاكر إني ممكن أءمن لك تاني وأعتبرك راجل بعد النهاردة

جری عليها عمها أحمد وأحتضنها وبدأ يٌملس علی ظهرها بحنان في حركة مهدأه لها:
۔إهدي يا فريدة ،إهدي يا بنتي

إشتعلت داخلهٌ نيران الغيرة وأستشاطَ غضباً وهو يراها داخل أحضان عمها ،رحماك ياالله فقد فاض بهِ الكيل وطفح

ولم يعٌد يستطع التحمل بعد ،فاليوم كان من المفترض أن تكون داخل أحضانه هو لينعم معها بالغرق داخل بحر شهدهما المٌنتظر مٌنذُ الزمان ،ولكن أنظر كيف أصبحَ الحال

فتحرك بإتجاهها وتحدثَ بهدوء عكس ما يدور داخله من نارٍ مٌشتعله :
۔فريدة،خلينا نقعد لوحدنا ونتكلم وأنا هفهمك علی كل حاجه

نظرت إليه من بين دموعها وأنهيارها بإشمئزاز وتحدثت:
۔ إطلع برة، ومن النهاردة مش عاوزة أشوف وشك قدامي

وقف والده وتحدث بهدوء محاولاً إمتصاص غضبها:
۔ إهدي يا بنتي،الموضوع حصل فيه لَبسْ،سليم هيبقا يفهمك علی اللي حصل بعدين،المهم دالوقتِ إنكم تكتبوا الكتاب وتروحي مع جوزك الأوتيل وهناك إتكلموا وإتفاهموا براحتكم،لازم نكتب الكتاب علشان نخرص أي حد يحاول يجيب سيرتك

نظرت له وتحدثت بحده بالغة:
۔وهما الناس لسه هيتكلموا يا قاسم بية،ده أنا بقيت تسلية الناس لمدة شهر قدام علی الأقل،والفضل في ده يرجع لندالة إبنك المتأصلة فيه

تدخل صالح بالحديث قائلاً بنبرة تعقليه:
۔ إستهدي بالله يا بنتي وخلينا نكتب الكتاب ونقطع إلسنة الناس اللي بتتكلم

قاطعت حديثهٌ بحدة وعيون مٌتسعه متمردة :
۔علی جثتي يا عمي إني أكون مرات واحد زي ده

رد عليها سليم بحده :
۔إهدي يا فريدة وبطلي صراخ ،إهدي وخلينا نكتب الكتاب وخلصينا من الموقف البايخ ده

نظرت له بحدة وتحدثت بنبرة ساخرة:
۔ نكتب الكتاب،إنتَ بتتكلم جد،ده أنتَ لو أخر راجل في الدنيا دي كلها لا يمكن أءمن علی نفسي معاك بعد إللي عملته النهاردة،أنا بكرهك يا سليم،بكرهك

وأكملت بإشمئزاز:
۔ تعرف  ؟
أنا عمري في حياتي ما كرهت حد،بس إتعلمت الكرة علی أديك وأبتديت بيك

كان ينظر لحالتها بقلبٍ محطم الأمالِ،تمني لو أن له الأحقيه لأخذها داخل أحضانه وضمها وطمئنة داخلها وتطييب جراح قلبها النازف

وتحدث داخلهٌ بتألم،رٌحمٌاكٍ مولاتي،فلترحمي عذابي ولترتمي بأحضاني وأتركِ ضِمامَ جِراحكِ لقلبي،فهو بها كفيل !

أجابها بتأثر وقلبٍ مٌمزق لأجلها عاذراً جرحها :
۔ خلينا نكتب الكتاب وبعدها إبقي إكرهيني زي ما أنتِ عاوزة

كانت عايدة تقف أمام غرفة فريدة تبكي بحرقة علی صغيرتها وتجاورها شقيقتها عفاف تحتضنها بإحتواء

فصرخت عايدة بتألم وتأوهت:
۔ يا ميلة بختك يا بنتي يا ميلة بختك،الصبر من عندك يارب

وقف فؤاد وذهب إليها وأخذها بين أحضانه وقبل جبينها وجفف بكفي يداه دموعها وتحدثَ بهدوء:
۔ وافقي يا بنتي،وافقي علشان كلام الناس

سحبت حالها من بين أحضانه ونظرت له بحده وأجابته بنبرة جامدة :
۔وأنا يا بابا،مش مهم عندك الإهانة إللي حسيتها النهارده،مش مهم أقضي باقية حياتي مع بني أدم كل ما أبص في وشه أفتكر قهرة قلبي وفرجة الناس عليا!

صاحت عايدة من بين دموعها الحارة بنبرة صوت مٌلامه :
۔مش وقت كلام إنشا يا فريدة،الناس هتاكل وشنا يا بنتي

إنسحبت من بين يدي والدها ووقفت منتصبة الظهر ورفعت رأسها لأعلی بشموخ وتحدثت بعزة وكرامة :
۔ أخر همي الناس،أنا واحدة واثقة في نفسي وفي أخلاقي ومش ههتم ولا أدفن نفسي مع واحد ملوش كلمة ولا عهد علشان خاطر كلام الناس

نزلت عليه كلماتها المهينة لشخصة ورجولته كمدمرة قتالية فتكت به وبرجولته وبكل كيانة،نظر لها بعيون مٌلامة،تلاقت عيناها بعيناه التي صرخت بها تترجاها كي تتوقف وترضخ لأمر الهوی وترحم قلوبهم الهرمة التي أدماها الهوی

تحدث صالح برجاء:
۔خلاص بقا يا فريدة،وافقي يا بنتي علشان خاطر أبوكِ التعبان ده

أجابته بقوة وإصرار:
۔ ريح نفسك يا عمي،أنا مش هتجوز غير راجل بجد،راجل ليه كلمة وعهد وأبقی مطمنه علی نفسي وأنا معاه،

وأكملت بنبرة قويه وهي تنظر إليه بإشمئزاز:
۔مش محتاجه أشباه رجال أنا في حياتي

نظر لها بعيون مٌتسعة مصدومة مما إستمع من إمرأته

سحبت عنهٌ عيناها ثم حولت بصرها إلی قاسم الواقف يستمع بإستسلام وقلب يتمزق لأجل صغيرهُ مٌحترق القلب والكيان

وأكملت هي بكل شموخ شبه طاردة إياهم :
۔نورت يا قاسم بيه،متنساش تاخد إبنك في إيدك وإنتَ خارج

قالت كلماتها الهادمة لأخر أمل لهْ وتحركت إلی غرفتها بعد أن فجرت قنبلتها بوجوة الجميع،وتركت خلفها قلوباً جميعها تحترق ألماً علی تلك الحزينة وذلك المٌحطم

وقف ينظر علي طيفها بشرود وعقلٍ يرفض تصديق ما رأه وأستمعةُ مٌنذٌ القليل

وحدث حالهٌ بذهول،أحقاً إنتهت حكايتنا؟
لا فريدة،حباً في الله لا تفعليها !
عودي لأحضاني فالبرد بدأ يتغلغلُ بين عظامي
سيهلكني الإشتياق يا فتاة

لا تقوليها
فقد سئمتٌ مذاق المرارِ
ولم أعٌد أحتمِلُ الإنتظار

أستفاق علی صوت أباه وهو يربت علی كتفهِ ويحدثه بإستسلام :
۔ يلا بينا يا أبني،ربنا يعوض عليك

نظر له يتيهه وعدم إستيعاب لما يحدث من حوله

وهٌنا صرخت عايدة بتألم :
۔يا مِيلة بختك يا بنتي ،يا فرحتك اللي إتقلبت لسواد يا فريدة،لاحول ولا قوة الا بالله،الصبر من عندك يا رب

تحدثَ صالح بحده :
۔وحدي الله يا أم أسامة وأدخلي لبنتك وحاولي تعقليها علشان ننهي الموضوع ونخرص ألسنة الناس

إرتمی فؤاد بجسدهِ فوق الأريكة بإستسلام وأردفَ قائلاً:
۔ريح نفسك يا صالح،بنتي وأنا عارفها كويس وطلما قالت لا يعني هي لا،
وأكمل بإستسلام:
۔ لله الأمر من قبل ومن بعد،لله الأمر من قبل ومن بعد

تحدث أحمد بحدة وهو يتحرك إلی غرفتها :
۔يعني إية قالت لا،الموضوع مبقاش بمزاجها،دي فضيحة للعيلة كلها ولازم تتلم

وقفَ فؤاد وتحدث بقوة ووعيد :
۔ أحمد ،أوعي تدخل لها،الموضوع إنتهی وأنا عمري ماهجبر بنتي علی حاجه هي مش عوزاها

ثم حولَ بصرهِ إلي قاسم وتحدثَ:
۔ إتفضل حضرتك يا قاسم بيه علشان متعطلش نفسك،وأنا إن شاء الله لو بنتي هديت وجد أي جديد وغيرت رأيها هبلغك في التليفون

هز رأسهُ بتفهم وتحدثَ بهدوء :
۔إن شاء الله يا أستاذ فؤاد،وأنا وسليم تحت أمركم في أي وقت،،ومرة تانيه بكرر أسفي علی اللي حصل

وأمسك يد سليم الذي مازال شارداً وعينهِ علی باب غرفتها وتحدث وهو يسحبهْ ليحثهٌ علی الخروج:
۔ يلا يا باشمهندس

إنساق معه للخارج تحت نظرات الجميع وغادر المأذون وأنتهی أخر أمل

*☆*☆*☆*☆*
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين

عاد قاسم إلی منزلهِ بمفردهِ بعدما أصر سليم الذهاب إلی الأوتيل الذي كان من المفترض أن يقضي ليلتهِ الأولی به مع حٌلم حياته الذي تحولَ إلی كابوسٍ مٌهلك لروحهْ

دلفَ للداخل وجد أمال ويجاوراها أماني وعزمي

تحدثت أماني بنبرة مٌتلهفه :
۔عملتوا إيه يا قاسم،وفين سليم ؟

أجابها بنبرة حادة:
۔ إطمني يا أماني هانم ،الخطة الحقيرة بتاعتكم جنت ثمارها  والبنت رفضت تتمم الجوازة

ثم نظر إليهم بإشمئزاز وتحدثَ إلی تلك الجالسه بجمود:
طول عمري وأنا بديكي عذرك لأي حاجه بتعمليها مع ولادك وأقول من خوفها عليهم،لكن عمري ما فكرت إن الحقارة توصل بيكي بإنك تكسري إبنك في أسعد ليلة عاش عمرة كله يحلم بيها ويستناها

وأكملَ مفسراً:
۔إنتِ مش بس كسرتي فريدة وأهلها ،إنتِ كسرتي هيبتي ورجولتي ورجولة إبنك قدام الناس كلها،

وأكمل بإشمئزاز :
۔حقد قلبك وغرورك عماكي وخلاكي متفكريش حتی في الناس اللي أنا عزمتهم وشكلي هيبقا إيه قدامهم،وإزاي هيبصولي أنا وإبني بعد ما شافونا بعيونهم وإحنا بنكسر بنت بريئه في يوم فرحها ونفضحها هي وأهلها بالشكل المهين ده

الناس كلها هتعيش تحتقرني أنا وأبني وده بفضل غبائك وسواد قلبك يا هانم

أجابته بهدوء ونبرة مٌنكسرة :
۔متقلقش يا قاسم،أنا خليت أماني تنزلي منشور علی صفحات التواصل عندي،وزمان الكل عرف إننا محضرناش علشان تعبي ودخولي المستشفی وكمان علشان سمعة البنت متتأثرش

وأكملت بنيرة لائمة :
۔مع إنها هي السبب في اللي حصل ده كله،هي وأهلها اللي وصلونا للنتيجة دي بطمعهم وحلمهم اللي أعلی من مقامهم،لو سمعوا كلامي من الأول وبعدوا عن إبني مكنش حصل كٌل ده

كان يستمع لها بذهول وإشمئزاز
وحدثَ حالهِ،مَن تلك المرأه بحق الله ؟
أتلك هي أم أولادي ورفيقةٌ دربي!
تلك الغبيه عديمة الرحمه فاقدة الإنسانيه
أتلك هي من أمنتها علی بيتي وعرضي وأولادي؟

☆عذراً فلذات قلبي،، فقد أسئتٌ الإختارَ☆

تحدث إليها بقوة:
۔ أمال،من النهارده إنتِ مٌحرمه عليا كزوجة،

وأكملَ مٌبرراً :
۔ ولولا إني خايف علی بنتي اللي علی وش جواز وسمعتها أنا كنت طلقتك وخرجتك من حياتي وحياة أولادي للأبد ،بس للأسف فيه أصول وتقاليد بتحكمنا وتخلينا نكمل في حاجات غصب عننا

نزلت كلماتهٌ عليها كالصاعقة الكهربائية التي شلت جميع جسدها،نظرت لهْ بعيون جاحظة وتحدثت بإرتجاف ونبرة مٌتلبكة :
۔إنتَ بتقول إيه يا قاسم !

نظر لها بحقدٍ وأجابها بإشمئزاز:
۔ اللي سمعتيه يا هانم،من النهاردة إنتِ مجرد سراب ملوش وجود بالنسبة لي

ثم نظر إلی عزمي المذعور وتحدثَ بقوة :
۔وإنتَ يا خيال المأته، بلغ الحقير إبنك إن نجوم السما بقت أقرب له من بنتي

وأكملَ هو موجهاً حديثهٌ إلی أمال المصدومه بنبرة حاسمه وحاده :
۔الشقه اللي خدتي شقی إبني وتمن غربته وأدتيها لإبن أخوكي المجرم رشوة علشان يساعدك في تدمير إبنك تتباع وفلوس إبني ترجعله علی داير مليم،وإلا قسماً بالله هحبسه وهخرب بيته

وقف عزمي وتحدث بهدوء في محاولة منه لتهدأت ذلك الثائر :
۔ إهدي بس يا قاسم وخلينا نتكلم بالعقل

اكملت اماني حديث شقيقها:
۔ إهدي يا قاسم ومتخليش موضوع زي ده يأثر علی ترابط عيلتنا

جحظت عيناه ونظر لهما بتعجب متحدثاً:
۔ أي عقل اللي عاوزيني أتكلم بيه وأنتوا بكل جبروت إتجمعتوا ودبحتوا إبني قدام عنيا

وصاح بصوتٍ عالي مٌرعب للجميع :
۔من النهاردة مش عاوز أشوف وش واحد منكم هنا تاني وأحمدوا ربنا إني مبحبش الأذيه وبخاف من ربنا،وإلا كنتوا هتشوفوا مني أسود أيام حياتكم بعد اللي عملتوة في إبني

وأشار بيدهِ للخارج :
۔ودالوقتِ إتفضلوا من غير مطرود وياريت دي تكون أخر مرة أشوف خلقكم هنا في بيتي

وقفت أمال وتحدثت بحده :
۔ قاسم، إنتَ إتجننت بتطرد إخواتي من بيتي !

أجابها بقوة وحده :
۔ده مش بيتك ده بيت إبني وخيرة وتمن غربتة سنين

وأكملَ :
۔ وإنتِ يا ناكرة الجميل بدل ما تحمدي ربنا عليه وتحطي إبنك جوة عيونك علی اللي عمله معاكي،أخدتي شقاه وتعبه وبهدلتيه علی خطتك القذرة في تدميرة

كادت أن تتحدث أخرصها بإشارة من يده ونظرة غاضبه من عيناه قائلاً بحده :
۔ كلمه واحده وهتبقي طالق وهتخرجي معاهم وساعتها إبقي شوفي مين فيهم هيتحملك في بيته ويصرف عليكي

إرتبكَ عزمي وتحدث سريعاً وهو يحث أماني علی التحرك :
۔وعلي إيه المشاكل يا جماعه،إهدوا كده ووحدوا الله يلا بينا يا أماني نروح

كادت أن تتحدث جذبها عزمي من يدها وأكد :
۔ يلااااا

وخرجا مسرعين ونظر هو لها وتحدثَ بلهجه أمره:
۔ من النهاردة مش عاوز أشوف وشك قدامي،وطول ما أنا موجود في البيت ممنوع تخرجي من باب أوضتك

وأسترسلَ حديثهٌ بإشمئزاز :
۔ولولا إني مبقتش مطمن علی بنتي معاكِ ،أنا كنت أخدت شقه وعشت فيها لوحدي علشان ما أشوفش وشك ولو بالصدفة

كانت تنظر إليه بصدمه وذهول وهي تهز رأسها بصمتٍ تام خشيةً غضبته التي ولأول مرة تراهُ عليها مٌنذٌ زواجهما

تحركَ إلی غرفة إبنتهِ ودلفَ ليطمئن عليها ،وجدها متكورة علی حالها كوضع الجنين، غارقة بدموعها علی حال شقيقها المغدور به من أقرب أحبائه!

تحرك إليها وجلس بجانبها ،إعتدلت هي وأرتمت داخل أحضان والدها وبكت بإنهيارٍ تام علی ما أصابهم
وتسائلت عن حال شقيقها فأخبرها أباها بما حدثَ

فتحدثت بدموع:
۔ بابا،أنا عاوزة أفسخ خطوبتي من الحقير اللي إسمه حُسام

هز رأسهٌ وتحدثَ :
إطمني يا حبيبتي،أنا بلغت أبوه ونهيت معاه الموضوع

بكت بإنهيارٍ وتحدثت بعدم إستيعاب:
۔أنا مش قادرة أستوعب إن سليم هان علی ماما للدرجة دي و قدرت تعمل فيه كده أنا زعلانه منها أوي يا بابا

أخذها داخل أحضانه وربت علی ظهرها بحنان وتحدث:
۔للأسف يا بنتي،أمك فاكرة إنها بكدة بتحمي أخوكي

وأكملَ بعقلانيه كي لا يٌزيدها علی إبنتهِ ويساعدها علی عقوق والدتها:
۔هي أكيد مكنتش تقصد تأذيه محدش في الدنيا دي كلها هيخاف عليكم ويحبكم قدها،بس أمك تفكيرها غلط وبدل ماتحميكم أذتكم من غير ماتقصد

وأكملَ مٌحذراً إياها:
۔ علشان كده يا ريم عاوزك تاخدي بالك من تصرفاتها كويس جداً،وأي حاجه تقلقك تبلغيني بيها

هزت رأسها إلی والدها وخرج هو وطلب من العمال أن يجهزوا لهٌ غرفة سليم ويقوموا بنقل جميع ما يخصهٌ بها لتٌصبح هي غرفتهٌ الأساسيه بعد الأن تحت ذهول أمال الغير مستوعبه لما يحدث من حولها وما أوت إليه بيدها

*☆*☆*☆*☆*
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين

وصل للأوتيل وصعد لأعلی ووقف أمام باب ال Suite الذي كان من المفترض أن يدلف إليه حاملاً إياها بين ساعديه وهو بقمة سعادتهِ بعدما حقق حٌلم حياتة وأقتنی جوهرتهِ الثمينة

ولكن تأتي الرياحٌ بما لا تشتهي السفنِ

دلف بيدٍ فارغةً وقلبٍ مٌحطم تكسوة برودة كاليل شتاءٍ مٌمطراً قارص البرودة،ليلةٍ من ليالي يناير الصقيعة
خطی للداخل بساقٍ مٌرتعشه وقلبٍ ممزق وروحٍ تتهاوی وتتأرجح من شدة تمزقها

خطی بقلب ينزفٌ دماً وكأن أحدهم غرس بمنتصفهِ خنجرٍ مٌسمم

تطلع حولة بحسرة عاتية تملكت من قلبةِ
تلكَ الليلة التي عاش طيلة حياتة يحلم بها ويتمناها وينتظرها ويخطط لها بمنتهی الحرفية،تحولت بلحظة إلی أسوء كابوس وليلة ستمر عليه ويتذكرها مهما طال ومر العمرْ

كانت من المفترض أن تكون تلك هي أسعد ليالية
حيثُ حَلٌمُ بأن يحملٌها بين ساعدية القويتان ويدلفُ بها بإشتياق العمر،ينظر لمقلتيها الساحرتين،لكريزتيها التي تٌشبه حباة الكرز في موسمِ حصادها ،ينهال عليهما برقة ليقتطف منهما أول ثمار عشقهما الحلال

ولكن، أنظر كيف أصبح الحال!

هو الأن وحيداً بقلبٍ مكسور وروحٍ ممزقة ينظر من حولهِ بنفسٍ محطمة

نظر لتلك الورود المنثورة بعناية فوق تختهِ بفراشهِ الوثير الذي كان من المفترض أن ينعم فوقهِ داخل أحضان معشوقته الحانيه

نظر لتلك الشموع وما يجاورها من مشروبها المفضل ونوع الشيكولا المحبب لديها الذي إنتقاهٌ بعناية فائقة لنيل رضائها

تحرك بخٌطي بطيئة حتی وصل إلی التخت،نظر لثوبها الحريري بملمسهِ الناعم، القصير للغايه والملفت للنظر ومٌحرق للروح بلونهِ ناصعٌ البياض وهو موضوع بعناية بجانب منامة هادئة اللون له

مال علی ثوبها وبيدٍ مٌرتعشة أمسكهٌ ورفعهٌ لمستوی أنفه وأغمض عيناهٌ وبدأ بإنتشائةِ،وأستنشاق عطرها التي إختارته بعناية بمساعدته،والتي نثرته والدتها فوق ثوبها بسخاء

هٌنا لم تعد لساقيه ولا لقلبهِ التحملٌ بعد خارت قواه وجث علی ركبتيه أرضاً،أطلقَ صرخة من أعماق قلبهِ الممزق حزناً وألماً علی حاله وما وصل إليه:
۔أاااااااااااه،

يا الله ،قف بجانبي وساعدني لأتحمل ذلك الألم المٌميت،روحي تتهاوی يا إلهي،أشعر وكأن روحي تفارقني،لم أعد أستطيع تحمل كل هذا الوجع المميت،

فريددددددة ،،

أهٍ ياحٌبْ العمرٍ يا مٌرّ الزمانٍ ☆
عسي عقلي يتوهٌ بزحمة النسيانٍ☆
والقلبٌ تلهوهُ الحياةٌ ويتناسی الحنينِ☆
عسی جراحَ الروحٍ تذبلٌ،وتذوبُ مع فقد الأماني ☆
حتی أعودٌ وأعلن توبتي،من ذلكَ العشقِ الأناني☆
عشقاً أهلكَني وفي غيباتِ جٌب الأحزانِ ألقاني☆

ولكن،كيف السبيل إلی النجاةِ بدون عشقكٍ مولاتي

وبكی وزرفت دموعهُ العزيزة الأبية علی حالهِ و غاليته وما وصلا إليه بيد أقرب أحبائة

تلك التي تسمی والدتهٌ والتي من المفترض أن تكون أول من تسعی لجلب سعادتة وهنا قلبهِ بقرب حبيبة عيناه

بكی لأول مرة بحياته وهو القوي ذو القلب الجامد المتمكن من حاله،بكی بضعفٍ ووهنٍ وحزن تملك من داخله وهوی روحهِ وألمها  !

*☆*☆*☆*☆*
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين

بعد يومان
داخل غرفة حازم
كان يقبع فوق تختهِ وحيداً كعادتهِ يفكر في من شغلت بالهِ مؤخراً

دلفت رانيا إليه وجاورته وبدأت تثرثر كعادتها

وتحدثت بنبرة شامته ظهرة بإبتسامتها :
۔شفت إللي حصل لفريدة يا حازم،مش هتصدق والله لو حكيت لك اللي هشام كان بيحكيه لعمو حسن وطنط سميحه من شويه

وبدأت بسرد الحكايه تحت إستغراب حازم من تلك الشامته في مصائب البشر وفضائحهم

وبعدما إنتهت من سرد التفاصيل،أكملت بضحكه شامته:
۔البنت خلاص،فضيحتها بقت علی كل لسان!

كادت أن تٌكمل أخرصها حديثه الهادئ النبرة العاصف المعنی وهو يتحدث بجمود:
۔ رانيا،أنا هتجوز!

تري كيفَ ستكون ردة فعل رانيا علی قنبلة حازم الذي ألقاها بوجهها ؟

إنتهی البارت
جراح الروح
بقلمي روز آمين

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى