روايات روز أمين

رواية جراح الروح لروز أمين الجزء الثاني

رواية جراح الروح لروز أمين الفصل الحادي عشر

🔹️ البارت الحادي عشر 🔹️

بعد مرور إسبوع

داخل كافيتريا الشركة، كانت فريدة تحتسي قهوتها بصحبة هشام ويتبادلان الأراء سوياً في التجهيزات الخاصة بمسكن الزوجية الخاص بهم
دلفَ فايز ونظر للجميع بترقب وتحدثَ بصوتِ عالي يملؤهٌ الحماس:
۔ليكم عندي خبر مهم جداً

نظر جميع الموظفين إليه بتمعن وأهتمام يترقبونَ إكمال حديثه ثم أردفَ هو قائلاً :
الشركه الألمانية…
وصمت لمدة ثواني ولكنها مرت علی الجميع كدهرِ ،
ثم نظر إليهم بحماس وهو يرفع يداه لأعلی وأردفَ قائلاً بنبرة حماسية:
الشركة وافقت علی دمج شركتنا لمجموعة شركاتها
وقفَ الجميع وصاحوا وهللوا بحماس وصوتٍ عالي ،وبدأوا بتبادل التهاني بينهم وبين مديرهم

ثم أكملَ فايز وهو يٌشير إلي فريدة بفخر :
۔وطبعاً مش لازم ننسی دور الباشمهندسة فريدة في طريقة تقديم شغلها المميز وإظهار أعلا إمكانيات شركتنا قدام العضو المنتدب،واللي أشاد بيه سليم الدمنهوري بذات نفسه !

نظر الجميع إلی فريدة وهم يصفقون بحرارة كتحية لها ويردفون بالشكر والتهاني
عدا تلك الواقفه التي تغلي من داخلها علی مدح فايز لصديقة دراستها التي دائماً ما تظهر تفوقها عليها وبمراحل،
إنها نورهان التي حدثت حالها بغضبٍ مٌشتعل،بالطبع لابد من أن يغمرها بالشكر لدی سيدُها،ولما لا وذلكَ الأبله عاشقً لعيناها حتی النخاع !

ثم نظرت إلی هشام وأكملت داخلها بإستهجان،يا لكَ من مُغفلٍ إيها الأبله ،ألم تری عشقَ ذلك الوسيمُ داخلُ عيناها اللعينةُ وهي تتطلع إليه ؟
أريدُ رؤيةُ ملامح وجهكَ حينما تكتشف تلكَ الحرباء المتلونة علی حقيقتها،
وأريدُ رؤية معالمِ وجهك حينما تكتشف أنك لم تكن سوی مٌغفلاً !
وأكملت بغل دفين،،ۜلو كان الأمرُ بيدي لأخبرتكَ في التو واللحظه ، ولكن لسوء حظي أنني مُقيدة و لن أستطيع إخباركَ علی الأقل بالوقت الحالي
ثم وجهت بصرها إلی فريدة وحدثت حالها بغل،لما يختارك ذلكَ الفايز لتلك المهمةِ اللعينه التي ستحصلين منها علی مبلغاً من المالِ لم ولن تحلمي بهِ قط ؟
أنا من كنتُ أحقُ منكِ بذلكَ المال ،أنا من أستحقُ هذا الإطراء ،لما الجميع دائماً يشيدون بكِ وبذكائكِ ؟
لما لا أكونُ أنا البديل ،لما ؟!
ثم نظرت إلی فريدة وهزت رأسها بتحية مُزيفة منها وأبتسمت لها بتخابث ،قابلتها فريدة بإبتسامة بشوشة وأمالت رأسها بإيماء
إبتسمت فريدة وسعدَ داخلها لأجل إتمام تلك الشراكة التي ستكون بمثابة خيط رفيع بينها وبين سليم ،أينعم هي من طلبت منهُ الإبتعاد، ولكن مازالَ قلبها مٌشتعلاً بنار فراقه،تريد رؤية عيناه الساحرة،تُريدُ الإستماع إلی نبرة صوتهِ الولهه وهو ينطق بحروف إسمها بتلذُذ،يعلم الله كيف مرَ هذا الإسبوع علی قلبها المسكين،ولكن ما بيدها لتفعله،فهذهِ إرادة الله وهذا قدرها وما عليها إلا الرضوخ والقبول به بنفسٍ راضيه !
ثم نظرت إلی هشام وجدتهُ مُكشعر الوجه حدثتهُ بتساؤل:
مالك يا هشام،معقولة مش مبسوط للنقلة الكبيرة اللي هنتنقل لها كلنا دي!

زفر بوجهٍ كاشر وتحدثَ بضيق:
۔أنا فعلاً مش مبسوط يا فريدة،وكل يوم كنت بدعي لربنا إن الشراكة دي متتمش
جحظت عيناها بذهول وأردفت مُتسائلة:
۔ إنتَ سامع نفسك بتقول إيه يا هشام،معقول بتدعي إن ربنا يحرمنا كلنا من زيادة مرتباتنا للضعف، ده علی الأقل دا إذا مكنش أكتر !
إنتَ مُتخيل حجم النقله إللي أنا وإنتَ علی الأقل هنتنقل لها ؟

أجابها بإقتضاب:
۔أنا مش مُتخيل غير رخامة وغرور إللي إسمه سليم وهو جاي الشركة ينَظر ويعدل علينا بما فينا مستر فايز بنفسه !

زفرت بضيق وأردفت قائلة بتملل :
۔يا سلام عليك يا هشام،هو أنتَ ما بتعرفش تفرح أبداً،دايماً تسيب الجانب الإيجابي لإي موضوع وتبص علی الجانب السلبي حتی ولو كان تأثيرة علينا لا يُذكر ،

وأكملت :
۔ثم إطمن يا سيدي وريح نفسك،سليم الدمنهوري مش فاضي لنا أساساً، عنده زيارات لشركات تانيه،ده غير زيارته وسفرة ل دبي !

نظر إليها بضيق وأردفَ قائلاً بنبرة حادة :
۔وحضرتك عرفتي منين بقا إن شاء الله المعلومات دي كلها ؟

نظرت إليه بإستغراب وأجابتهْ بتلقائية:
۔عرفت من مستر فايز طبعاً،وكمان عرفت من خلال شغلي معاه،إنتَ ناسي إني إشتغلت معاه إسبوع بحاله وكان من الطبيعي إني أعرف جدول أعماله الفترة الجايه !
أتی إليهم فايز بإبتسامة سعيدة علی ثغرةِ وأردفَ قائلاً ببشاشه موجهً حديثه إلی فريدة:
۔برافوا عليكِ يا فريدة،عمرك ما خيبتي نظرتي فيكِ أبداً،مستنيكي في مكتبي كمان نص ساعه، ليكي عندي مفاجأة حلوة جداً !

إبتسمت له وأجابت بسعادة وقلبٍ يتراقص من شدة سعادتة :
۔أشكرك يا فندم،ويارب دايماً أكون عند حسن ظن حضرتك فيا !
إبتسم لها ثم نظر بإستغراب لذلكَ الواقف بوجهٍ مُكشعر :
۔مالك يا هشام ،فيه حاجة مضيقاك ؟

أجابهٌ بإقتضاب :
۔لا يا فندم مفيش حاجه !

أردفَ قائلاً بتعجب:
۔ أومال مكشر كده ليه ؟
وأكملَ ساخراً:
۔أوعا تكون بتخاف تضحك ل وشك يكرمش يا إتش ؟

ضحكت فريدة بشدة٬نظر لها هشام بتعجب مصطنع وأردف :
۔مبسوطه سيادتك طبعاً

ضحكت وأردفت بدُعابهٍ :
۔جداً بصراحه

ضحكَ فايز ثم تحدثَ وهو يتحرك ويٌشير إلی فريدة بأصبع يده:
۔مستنيكي في مكتبي، أوعی تنسی !

اجابته بإبتسامة وحديث ذات معنی:
۔أكيد مش هنسی طبعاً !

بعد ذهاب فايز نظرت فريدة بتعجب إلی هشام وتحدثت بتساؤل:
۔أنا مش فاهمه يا هشام إنتَ ليه مكشر كده !

وأكملت بدلال:
۔طب ياسيدي لو مش فرحان علشان مرتبك إللي زاد،إفرح علشاني وعلشان المكافأة إللي مستر فايز وعدني بيها، واللي هتسهل عليا موضوع العربية !

أجابها بإبتسامة سعيدة لأجل سعادتها وأجاب:
۔أكيد طبعاً فرحان علشانك يا حبيبتي،أنا بس متضايق من إللي إسمه سليم مش أكتر !

نظرت له بأسی وأردفت قائلة :
۔ليه كل ده يا هشام،الراجل في حالة وطول الإسبوع إللي قعده هنا محاولش يضايقك أبداً ،بالعكس إنتِ إللي كنت بتستفزة بتصرفاتك معاه !

أخذ نفساً عميقاً وتحدث بضيق:
ؐ۔بصراحه كدة يا فريدة أنا بحس إن اللي إسمه سليم ده حاطط عينه عليكِ
وأكملَ بنبرة يكسوها الغضب:
۔دايماً بيبص لك نظرات غامضه من تحت لتحت ،نظرات ما يفهمهاش غير راجل زيه !
إرتعبت أوصالها وأقشعرَ بدنها من ما إستمعته للتو وأردفت قائلة بنبرة مّرتبكة:
۔ إيه التخاريف إللي بتقولها دي يا هشام ؟
أجابها بقوة وتأكيد:
۔دي مش تخاريف يا فريدة، الكلام إللي بقوله ليكي ده أنا متأكد منه زي ما أنا مُتأكد إني واقف بتكلم معاكي حالاً ،

وأكمل بتمني:
۔علشان كده أنا بطلب منك إنك تتجنبي أي فرصه شغل تجمعك بالشخص ده تاني،أرجوكِ يا فريدة !!
هزت رأسها بإيجاب وأخرجت صوتها وهي تٌحاول الثبات :
ؐ۔حاضر يا هشام،
وأكملت بكذب كي يُزيل تلكَ الأفكار من داخل رأسهُ :
۔بس أنا عاوزة أقول لك إن إحساسك ده ملهوش أي أساس من الصحة، ياريت تخرج الأفكار دي من دماغك علشان ترتاح
وأكملت سريعاً كي لا تُعطي لهُ فرصة التحدث من جديد:
۔أنا لازم أطلع مكتبي علشان هبعت إيميل مهم خاص بالشغل،وبعدها هروح للباشمهندس فايز

وتحركت هي إلی أعلی مٌتهربه من نظرات هشام

تحركَ إليه أدم صديق العمل بالشركه وحدثهُ بدعابة:
ؐأيوا يا سيدي مين قدك،إنتَ وخطيبتك هتقفشولكم قرشين حلوين يروقوكم !

نظر لهُ هشام وأكملَ بدعابة:
۔والله ما جايبنا لورا غير نقكم ده،أرحمونا أنتَ وزمايلك من عنيكم اللي راشقه جوة حياتنا موقفاها
ثم ضحكا معاً وأكملا حديثهما !

وصلت فريدة إلي مكتبها ووضعت يدها علی صدرها الذي يهبط ويعلو ويدق بوتيرة عالية من شدةْ رعبها ،
حدثت حالها،ياالله ساعدني فيما هو أتْ
ثم أخذت نفساً عميقاً هدأت بهِ حالها ،وخرجت مرةً أخری مٌتجههَ إلی مكتب فايز الذي رحبَ بها
وتحدثَ بإبتسامة فرحة:
۔مبروك عليكي المكافأة يا فريدة
إبتسمت بوجهِ بشوش وأردفت بإبتسامة عرفان:
۔ مٌتشكرة جداً لحضرتك يا فندم !
نظر لها وأجابها بدٌعابة:
۔طب مش تسألي الأول المكافأة قد إيه ؟
أجابتهْ بمداعبة منها :
۔والله يا باشمهندس أنا قنوعه جداً،يعني لو حضرتك هتديني مليون جنيه بس أنا راضيه بيهم

فتح فاهه مٌدعياً الذهول ثم حدثها بدعابة:
۔ لا فعلاً قنوعه يا باشمهندسة،ده أنا نفسي يا إللي إسمي مدير الشركة ،مش هتحصل علی نص المبلغ ده،

ثم أكملَ بإبتسامة مٌطمئنة:
۔بس ما تقلقيش،مكافأتك حلوة بردوا مش وحشه،وكمان ليكي عندي خبر حلو
أردفت بلهفة وتساؤل :
۔خير يا باشمهندس،قول حضرتك وفرحني !

أجابها بنبرة جادة٠٠٠٠بصي يا ستي،، أنا ليا صديق مدير بنك ،كلمته عن موضوع القروض الخاصة بالعربيات والراجل كتر خيرة قالي إنه هيساعدك ويخرج لك قرض بفايدة ضعيفه جداً ،
وكمان مش هيبقي بإسمك وهي دي الخدمه اللي قدمهالي ،

قالي إنه هيخلي موظف عنده من البنك يعمل القرض بإسمه،لإن زي ما هو معروف إن موظفين البنوك ليهم إمتيازات مخصوص علشانهم،
وأكملَ بإبتسامة:
۔بس ده طبعاً بعد ما أنا ضمنتك عنده وقولتله إني أضمنك زي نفسي بالظبط،فكدة مش مطلوب منك غير إنك تروحي مع الموظف بتاع البنك وتختاري الموديل واللون بتوع العربيه،وباقي الإجراءات هيخلصها الموظف،وإنتي هتدفعي مقدم بسيط للعربيه وده هيتحدد بناءً علی سعر العربيه إللي هتختاريها،وبعدها هتدفعي مبلغ معين كل شهر كتسديد للقرض
إنفرجت أساريرها وتحدثت بسعادة:
۔بجد مش عارفه أشكر حضرتك إزاي يا فندم ،مُتشكرة جداً علی وقفتك معايا بالشكل ده !

أجابها بإبتسامة:
۔مفيش داعي للشكر يا فريدة،إنتِ زي أختي الصغيرة ،وبعدين لازم أعترف إن لولا ذكائك وتميزك مكنتش الشركة حصلت علی الإتفاقيه دي من الأساس،يعني أنا إللي المفروض أشكرك !
إبتسمت له وشكرته وخرجت إلی مكتبها لتستكمل عملها

》》》》》》》¤《《《《《《《《

مساءً
داخل غرفة فريدة ونهلة المشتركة
كانت تجلس فوق مكتبها سانده ظهرها إلی الخلف مُمسكه بيدها هاتفها تتحدث إلى عبدالله
سألها عبدالله عبر الهاتف:
۔طمنيني يا حبيبتي،قولتي ل فريدة زي ما أتفقنا ؟

أغمضت عيناها بأسی وتحدثت بصوتٍ هادیء :
۔للأسف لا يا عبدالله ،فريدة مشغوله جداً الفترة دي في شغلها،وأنا شايفه إنه مش هينفع أفاتحها في التوقيت ده خالص،وبصراحه أكتر أنا شايفه إن الموضوع مش هينفع يتفتح في الوقت الحالي

أجابها عبدالله عبر هاتفه:
۔يا بنتي هو إنتِ كُنتي فاتحتي أهلك في الموضوع أصلاً علشان تقولي إنه مش هينفع ؟

أردفت نهلة بتعقل:
۔ الموضوع مش محتاج إني أفاتحهم فيه علشان أعرف إنه مش هينفع يا عبدالله،ما هو بالعقل كده،إزاي بابا هيوافق علی خطوبتك ليا وفريدة لسه بتجهز نفسها ؟

أجابها بهدوء:
۔يا حبيبي إنتِ بنفسك قولتيها ،فريدة هي إللي بتجهز نفسها ،يعني عمي فؤاد مفيش عليه أي مسؤليه من ناحية جهازها،وبعدين إنتِ كمان فاضل ليكي كام شهر وتخلصي جامعتك و تشتغلي ،وأنا خلاص حجزت لك مكانك من دالوقتٍ في شركة محترمة ومرتباتها كويسه جداً،يعني إنتِ كمان هتجهزي نفسك ومش هنلزم عمي فؤاد بحاجه،

وأكمل بقناعه:
۔ثم أنا مش عاوز منك حاجه يا نهلة،اللي تقدري عليه هاتيه واللي يفضل نبقا نكمله بعد جوازنا،ربنا سبحانهُ وتعالي خلق الكون في سبع أيام
تنهدت بإستسلام وأردفت :
۔أنا خايفه بابا يرفض مبدأ إرتباطي نفسه يا عبدالله وساعتها هنكون خسرنا كل حاجه!

أجابها بنبرة تحفيزية :
۔إسمعي كلامي إنتِ بس وقولي ل فريدة وهي أكيد هتساعدنا،فريدة عقلها كبير وبباكي بيحترمها وبياخد رأيها في كل حاجه،

وأكملَ بحب:
۔يا نهلة أنا بحبك ونفسي ناخد خطوة جادة في علاقتنا دي علشان ربنا يبارك لنا في حياتنا،وبعدين بصراحه بقا أنا متضايق من نفسي جداً إني بكلمك في التليفون من غير علم عمي فؤاد وطنط عايدة، وده شيء جارحني أوي ومحسسني إني مش راجل محترم ولا أمين عليكي ،فهماني يا نهلة؟
أجابته بهدوء :
۔فهماك يا عبدالله ،خلاص أنا هكلم فريدة النهارده وأقول لها وربنا يعمل لنا إللي فيه الخير

》》》》》》》¤《《《《《《《

أما فريدة التي كانت تجلس بجانب والدها ووالدتها يحتسون مشروب الشاي في جو يغلب عليه طابع الألفة والسكينة

تحدثت عايدة بسعادة:
۔ حلوة أوي المكافأة يا فريدة،وكمان موضوع العربيه أهو أتحل من عند ربنا

وأكملت بعملية:
۔أنا شايفه إنك تشيلي المكافأة علی جنب مع باقي فلوس جهازك وكدة تقريبا هيكفوا إن شاء الله وتبقي خلصتي
أجابتها فريدة بهدوء:
۔إن شاء الله يا ماما
تحدثت عايدة:
۔طب ما تعرفيش مرتبك هيزيد قد إيه ؟

أجابتها فريدة:
۔لسه يا ماما،الموضوع ده لسه هتنسقه الشركة مع الشركة إللي إنضمينا ليها،يعني الموضوع هياخد شوية وقت !

أجابت عايدة بإستغراب:
أومال إنتِ عرفتي فلوس المكافأه إزاي ؟

أجابتها فريدة:
۔مبلغ المكافأة شركتي هي اللي مكفأني بيه يا ماما،مكافأة تحفيزيه منهم علی تعبي في الإسبوع اللي فات،ملهوش علاقه بالشركة الجديدة !

ثم نظرت إلی والدها الجالس يستمع بصمتٍ تام وأردفت مٌتسائله:
۔مالك يا بابا،حضرتك ليه ساكت من وقت ما قعدنا ؟!
تنهد مطولاً وتحدثَ بأسی :
۔متضايق علشانك يا بنتي،فكراها سهله عليا إني محملك هم جهازك ؟
ونظر لها بعيون حانيه وأردفَ بحب ظهر بعيناه:
۔بس والله يا بنتي غصب عني ،أديكي شايفه الظروف بنفسك،البيت ومصاريفه،ومصاريف جامعة أختك،ودروس أسامة اللي عاوزة ميزانية لوحدها !
تألمت بشدة من تلك الكسرة التي تكسو صوت والدها وعيناه التي تتهرب من النظر إليها لضيق حاله

أجابته بإبتسامة بشوشة:
۔ومين إللي كان السبب في إنه وصلني وخلاني باشمهندسة وبقبض وبعرف أجهز نفسي،مش حضرتك وفلوسك بردوا يا بابا؟

حضرتك صرفت علينا وعلمتنا أحسن تعليم، والحمدلله مش مخلينا ناقصنا أي حاجه،يعني كله من خير ربنا علينا وخيرك يا حبيبي !

تحدثت عايدة بلوم :
۔ما أنتَ لو سمحت ل نهلة إنها تشتغل زي ما كانت عايزة ،كان زمانها علی الأقل بتصرف علی نفسها ومش محملاك هم مصاريف تعليمها ومواصلاتها ولبسها !
إحتد صوته وتحدثَ بنبرة صارمة:
۔أنا قولتلك 100 مرة ماتجبيش سيرة شغل الولاد طول ما هما بيدرسوا
وأكملَ بنبرة حزينة:
۔مش كفايه اللي حصل مع فريدة نتيجة شغلها وهي بتدرس،إنتِ وهي فرحتوا بالقرشين إللي كانت بتاخدهم في المكتب اللي كانت بتشتغل فيه والنتيجة كانت إيه؟

تألم قائلاً:
۔حلم عمري وعمرها في إنها تبقا دكتورة جامعية إتهد في يوم وليلة !

نزلت كلمات والدها علی قلبها شرخته وصرخَ قلبها وبلحظة إنهمرت دموعها علی وجنتيها حين تذكرت أسوء ذكری مرت بحياتها وعصفت بكيانها بالكامل
وقفت مٌعتذره وأتجهت سريعاً إلی غرفتها
تنهدت عايدة وأردفت بحزن:
۔كان لزمته أيه بس الكلام ده دالوقتِ يا فؤاد،كدة تكسر فرحتها

نظر لها وتنهد بألم وبصمت

////////////

أما داخل غرفة فريدة وبعد مده،هدأت فريدة كثيراً بعدما أخذتها نهلة بين أحضانها وواستها

وبعد قليل تحدثت نهلة بإرتباك:
۔فريدة،كنت عاوزة أقول لك علی حاجه،بصي هو الموضوع حصل من وقت طويل،لكن أنا بصراحه كنت محرجه أفاتحك فيه،
وكادت أن تٌكمل ولكن أوقفها حديث فريدة الحاد:
۔هتقعدي تبرري كده كتير،ما أنتِ عرفاني يا نهلة خُلقي ضيق ومابحبش المقدمات الطويله،إتفضلي إدخلي في الموضوع مباشرةً

أخذت نفساً عميقاً وأردفت بإحراج :
ؐ۔أنا وعبدالله محسن بنحب بعض من حوالي سبع شهور وهو عاوز يتقدم لي
جحظت عيون فريده وأردفت قائله بتساؤل:
عبدالله محسن عبدالحي؟
عبدالله اللي هو جارنا إبن طنط إعتماد ؟
نظرت أرضاً وأردفت بنبرة خجلة :
۔أيوة هو !

أردفت فريدة بتساؤل:
أوعي تكونوا بتخرجوا لوحدكم يا نهلة ؟

ردت سريعاً :
خالص يا فريدة والله،كل اللي بينا تليفونات مش أكتر، حتي لما ببقا واقفه في البلكونه وهو يخرج لبلكونته ويلاقيني بيدخل بسرعه ،بيخاف علشان ماحدش يشوفنا ويتكلم عليا
نظرت لها فريدة بترقب وتسائلت:
۔وهو عرف رقم تليفونك منين ؟

نظرت لها بخجل وأجابت:
۔ أخده من علی فون طنط إعتماد
نظرت لها ثم أبتسمت ببشاشه وأردفت بتساؤل:
۔ بتحبيه ؟
أطالت النظر لشقيقتها وأبتسمت وأجابتها بعيون هائمه :
ؐ۔أوي يا فريدة،بحبه بجنون

أمسكت فريدة كف شقيقتها وملست عليه بحنان وأردفت وهي تنظر لها بعيون حانية:
۔كبرتي يا قلبي وحبيتي،خلي بالك علی نفسك يا نهلة،قولي له لو حابب ييجي يتقدم يتفضل وأنا هكلم بابا وأقنعه يوافق !

تحدثت نهلة بلهفة:
۔بجد يا فريدة،بجد هتكلمي بابا وتقنعيه ؟

أجابتها بنبرة جادة :
۔عبدالله حد محترم وأبن أصول وشرف لأي عيلة إنها تناسبه ،كفايه إنه عارف حدودة معاكي ومتخطهاش

سعدت نهلة بشدی وبدأت تقص لشقيقتها كل ما حدث لها من مواقف مع عبدالله

》》》》》》》¤《《《《《《《

داخل شركة الحٌسيني لصناعة الأدوية

كان يمر داخل إحدی أفرع شركات والده الخاصة بصناعة الأدويه،يتفقدها بإهتمام وعمليه وهو يٌباشر عملهِ كمدير لهذا الفرع ومراقب علی جودة صناعة الأدوية
إنهٌ دكتور مراد صادق الحٌسيني ،شاب في بداية العقد الثالث من عمره،تخرج من كلية الصيدلة وعمل مع والده دكتور صادق الحٌسيني بشركاتهِ الشهيرة ذات السمعة الطيبة
كان يتحرك بهيئتهِ المُنمقه وأناقتهِ المعهودة وغروره اللامتناهي
وأثناء مرورهِ لتفقد إحدی المعامل ،توقف فجأةً وهو ينظر لأحدی الفتيات التي تتحدث بإنسجام عبر هاتفها تاركه ما يجب عليها فعله وهو المساعدة في صناعة وتركيب الأدوية
ذهب إليها وتحدث بحدة وغرور:
۔إنتِ بتعملي أيه عندك يا أستاذة ؟

نظرت له بإستغراب ،ثم أنهت حديثها مع حُسام سريعاً وتحدثت بتساؤل :
۔فندم !

أجابها بحده وكبرياء:
هو أنتِ كمان مسمعتيش سؤالي؟

وأكمل بتهكم:
۔ طبعاً ،وهتسمعيني إزاي وسيادتك مشغوله في الرغي في التليفونات

نظرت له بإستهجان وتحدثت بحده بعدما نجح غرورهٌ بإستشاطة داخلها الهادئ :
۔إنتَ مين وإزاي تسمح لنفسك تكلمني بالطريقه دي ؟
أمسكتها صديقتها سارة من يدها وهي توشي بجانب أٌذنها:
۔بتعملي إيه يا مجنونه ،ده دكتور مراد الحُسيني إبن صاحب الشركة والمدير التنفيذي للفرع إللي إحنا موجودين فيه ده !

أجابتها بحده وصوتٍ عالي ليصل حديثها إلي مسامع ذلك المغرور :
۔ولو ،ده ميدلوش الحق إنه يكلمني بالطريقة المتعجرفة دي !

تحرك إليها ووضع يداه داخل جيب بنطاله وضيق عيناه قائلاً بتكبر:
۔إنتِ بتتكلمي عني أنا بالشكل ده!

منين جبتي الجرأة اللي تخليكي تقفي قدام مراد الحُسيني وبكل بجاحه تنتقدي كلامي وتراجعيه !

وقفت أمامه قائلة بكبرياء وبنبرة ساخرة من حديثه:
من نفس المكان اللي جبت منه جرأة جلالتك اللي خلتك تكلمني بالطريقة دي وتدي لنفسك الحق إنك تقف قدامي وتحاسبني !

نظر الجميع لبعضهم البعض بذهول وبدأوا يتهامزون بنبرة ساخرة وهم ينظرون علی مديرهم المغرور وتلك الفتاه تٌكيل لهٌ وابلً من الكلمات اللازعة

نظر للجميع نظرة صارمة أخرستهم ثم حول بصرة لتلك الواقفه بشموخ وتحدثَ بكبرياء وهو يوجه حديثه للطبيب المسؤول الذي يترأس ذلك المعمل وتلك المجموعة:
البنت دي تخرج برة الشركة حالاً ومشفش وشها هنا مرة تانيه،مفهوم !

هز له رأسه بالإيجاب،بينما نظرت له ساخرة وتحدثت بقوة :
۔أنا إللي ميشرفنيش أقعد في مكان بيرأسه واحد عديم المهنيه زيك

قالت كلماتها ونزعت عنها الزي الأبيض المسمي ب “البالطو “وألقت به بعنف فوق المنضدة الموضوعة

إستشاط داخله من تلك الوقحة التي تتحداه وتقف بوجههِ بدلاً من أن تنحني أمامه وتترجاه كي يٌعيدها إلي العمل مرةً أخری

كاد أن يتحدث إلا أنه وجد صوت أباه يصدح من خلفه:
۔فيه أيه يا دكتور مراد،مزعل دكتور ريم مننا ليه ؟

إعتدل إلی والده لينظر إليه بذهول وتحدث:
۔مزعل دكتور ريم ؟

وأكملَ ساخراً :
۔وتطلع مين بجلالة قدرها الدكتورة ؟

نظرت عليه بقلبٍ مٌشتعل ووجهِ عابس فقد نجحَ ذلك المستبد المتعجرف لتحويل هدوئها إلی عاصفة
تحدث والدهُ بهدوء ووقار وهو ينظر لولدهِ نظرة تحذيرية بألا يتحامق:
دكتور مراد ،دكتورة ريم،،من فضلكم خلينا نتكلم في مكتبي أفضل

ونظر للحضور وتحدثَ بحده صارمه:
۔كل واحد علی شغله يا حضرات !

تحركت هي بجانب صادق تحت إستشاطت وذهول ذلك المصدوم من أفعال أبيه

نظر لهما صادق وهو يتوجه إلی مقعدهِ وأشار لهما يدعوهما للجلوس وتحدث :
ؐ۔إتفضلوا إرتاحوا يا دكاترة

نظر مراد بذهول إلی والدهِ الذي حظرة وأمرهُ بنظرة عيناه بأن يصمت :
۔ثم تحدث صادق بعملية:
۔خليني الأول أعرفكم علی بعض

وأشار إلی ولدهِ وهو يتحدث إلی ريم:
۔دكتور مراد الحٌسيني،المدير التنفيذي للفرع ده والمسؤول عن سلامة صناعة الأدوية،وفي نفس الوقت يبقا إبني الوحيد !

وأشار إلی مراد وأكملَ تعارف:
ودي دكتور ريم الدمنهوري،بنت سعادة قاسم بيه الدمنهوري،مسؤول كبير في الهيئة الدبلوماسية المصرية،والدكتورة موجودة هنا بقرار مني أنا شخصياً

إحتقنت ملامحهٌ بالغضب من نظرات تلك الصغيرة الشامته به وتحدثَ:
۔ بس يا باشا،،
قاطعة والدهُ بنبرة جاده:
۔ خلاص يا دكتور،بقول لك الدكتورة تحت إشرافي أنا شخصياً وفي حمايتي
ردت ريم بإعتراض:
۔أنا متشكرة جداً لإهتمام حضرتك يا دكتور،بس أنا أسفه،أنا مش هقدر أكمل تدريب في الشركة بعد إللي حصل من الدكتور المبجل
نظر لها صادق وتحدثَ بإبتسامة هادئة:
۔خلاص بقا يا دكتورة،ويا ستي لو الدكتور تجاوز معاكي في الكلام خليها عندي أنا،هو انا مش في مقام قاسم بيه عندك ولا إيه ؟

نظر إلی والده بأعصابٍ تغلي من نصرتهِ لتلك الفتاه التي إستطاعت أن تجعل داخله يغلي إستشاطً وغضبً

وتحدثَ بنبرة حاده إلي حدِ ما :
۔هو حضرتك كمان بتترجاها يا دكتور ؟
الدكتورة كانت سايبة شغلها ومقضياها رغي في التليفونات !

أجابته بقوة غير معتاده عليها ولكنهُ وبفضلهِ إستطاع إخراج الجانب الشرس المدفون بداخلها والتي لم تكن تعلم هي شخصياً بوجوده من الأساس :
۔ أولاً أنا مسمحش لحضرتك تتكلم عني بالشكل ده

ثانياً أنا كٌنت مخلصه الشغل المطلوب مني وده تقدر تسأل فيه دكتور حسن المسؤول عن تدريبي !

جاء ليتحدث ولكن أوقفهُ والده وتحدث ناهياً للجدال الدائر :
۔خلاص يا دكاتره لو سمحتم،الموضوع بسيط وميستاهلش كل الشد والجذب اللي بينكم ده !

وأكمل بعملية:
۔ودالوقت اتفضلي يا دكتورة علی شغلك لو سمحتي،
وأكمل بمجاملة وأبتسامة هادئه :
۔وياريت تبلغي تحياتي وسلامي ل قاسم باشا، وتشكري لي الباشمهندس سليم بالنيابة عني علی جودة وكفاءة الأجهزة اللي وردها لي من شركتة في ألمانيا !
هزت رأسها بإيجاب وتحدثت بإحترام:
۔يوصل يا فندم ،بعد إذن حضرتك !

ورمقت ذلك المغرور بنظرة شامته إنتصاريه وتحركت للخارج !

ثم تحرك هو إلی والده وتحدث بنبرة غاضبه حاول التحكم بها إلی أبعد الحدود وذلك إحترامً لوالده:
۔ممكن بقا يا دكتور تفهمني إيه اللي حصل من شوية ده ؟

وأكمل بغرور:
حضرتك باللي عملته ده كسرت كلمتي قدام الموجودين كلهم، ومحدش بعد كده هيحترم كلمتي ولا هياخد قراراتي علی محمل الجد !

تنهد أباه بهدوء وتحدث :
۔ إنتَ اللي حطيت نفسك في المأزق ده مش أنا يا دكتور ٬ كام مرة نبهتك لعصبيتك الزايدة وقولت لك لازم تتأني وتفكر كويس قبل ما تتخذ أي قرار، وخصوصاً لو كان خاص بالشغل،أيه الجريمة الكبری اللي إقترفتها البنت لما إتكلمت في التليفون،تفتكر حاجه تافهه زي دي تستاهل إنك تفصلها من التدريب وتطردها برة الشركة ؟
أجاب والدهُ بقوة:
۔أنا مطردتهاش علشان كده يا دكتور،أنا طردتها لما وقفت قدامي وأتحدتني وسخرت من إسلوبي وكلامي قدام كل الموجودين !

أجابه صادق بإعتراض:
۔وهي البنت عملت كده من نفسها يا دكتور ولا بعد ما حضرتك تهكمت عليها وسخرت منها قدام اللي موجودين كلهم ؟

وقف بشموخ وتحدث بغرور:
ؐ۔أنا أسف يا دكتور،بس لو حضرتك يهمك شكلي ووضعي في الشركة يبقا لازم البنت دي تسيب الشركة وحالاً !

أجابهُ بهدوء:
۔ياخسارة يا دكتور،علی قد ما ربنا إدی لك ذكاء وعبقرية في مجال شغلك،علی قد ما أدالك غباء إجتماعي ،وده السبب في إنك لحد النهارده مش عارف تكون شبكة إجتماعية حواليك بسبب غطرستك وتسرعك في الحكم علی الأمور

أجاب والده بعناد:ۨ
۔أنا مرتاح كده حضرتك٬ وبعدين أنا نفسي أفهم حضرتك متمسك بالبنت بالشكل ده ليه ؟

تحدث صادق:
۔ ببساطة لأني بستفاد من منصب بباها يا أستاذ

مراد بإستفهام:
۔بتستفاد إزاي يعني ؟

أجابه صادق:
۔ أنا أتعرفت علی قاسم الدمنهوري في إجتماع شامل لرأسة الوزرا ،كانوا بيناقشوا فيه أهمية صناعة الادوية في مصر وكيفية تصديرها للقارة الأفريقية،
إتعرفنا وبقينا بنتكلم كل فترة ،ولما سألت عنه عرفت إن إبنه بيشتغل مهندس إلكترونيات وماسك منصب مهم جداً في شركة عالمية ،قولت أستفاد منه في تجديد الأجهزه اللي عندنا في الشركات،وبالمرة أخليه يساعدني بخبرته في إختيار أجهزة متطورة تقدر تفيدنا في تطوير صناعة الأدوية،وبالفعل قاسم إداني رقمه وتواصلت معاه ،وساعدني جداً وبعت لي مجموعة أجهزة متطورة وبسعر مكنتش أحلم بيه !

وتنهد وتحدثَ بهدوء:
۔وعلي فكرة،قاسم مطلبش مني أدرب بنته معانا هنا،أنا اللي طلبت ده منه لما بالصدفه عرفت إن عنده بنت في صيدلة

وأكمل لذلك المستشاط :
ؐ۔فهمت أنا ليه مينفعش أمشيها يا مراد

وأكمل بمرارة وعيون حزينه:
۔وياريت يا أبني تحاول تنسی و تريح نفسك وتريحني معاك،بطل تبص لكل البنات علی إنهم القذرة اللي خانتك وهربت مع أعز أصحابك
صاح بغضب وتحدث بإشتعال ظهر بعيناه:
۔بابا لو سمحت !

تحدث صادق سريعاً:
۔خلاص يا أبني حقك عليا،إتفضل علی شغلك وياريت تحاول تتحكم في أعصابك أكتر من كده !

خرج كالإعصار المدمر وتوجه مباشرةً إلی مكتبه بعدما أغلق بابهٌ بشدة،توجه إلی مقعدهِ وجلس وهو بقمة غضبه، وكل ذرة بجسدة متشنجه نافرة وبشدة وهو يتذكر تلك الخائنة التي كان يعشقها منذ أن كانا يدرسان معاً بكلية الصيدلة،ثم إرتبط بها وأتمم خطبتهِ عليها، وبعدما أنفق عليها الغالي والنفيس هربت للخارج بصحبة صديقهُ المقرب،عشيقها والذي كانت قد تزوجته عرفياً في الخفاء،وذلك بعدما إستغلت مراد أسوء إستغلال وأستنزفت منه أموالاً طائلة بحجة شراء شقة الزوجية والإشراف علي تجهيزها بنفسها،
هربت للخارج بصحبة صديقهُ محملان بأمواله وشبكتهِ الباهظة الثمن،ومنذ ذلك اليوم تحول مراد من شخصٍ هادئ الطباع و ودود مع البشر،لشخص كارة وساخط علی كل ما هو مٌرتبط بتاء التأنيث

》》》》》》¤《《《《《《《《

مع غروب شمس اليوم التالي

داخل منزل حسن نور الدين

كان الأشقاء الثلاث يجلسون في حديقة منزلهم يتناولونَ مشروباً بارداً مع بعض التسالي والمقرمشات

نظر حازم إلی هشام الذي يٌمسك هاتفه ويبتسم بسعاده وهو يٌراسل فريدة علی تطبيق الواتساب وأردفَ بتساؤل مٌلح:
۔هو أنتَ يا أبني ما بتزهقش،طول اليوم معاها في الشغل ولما تروح يادوب تتغدا وتنام لك شوية،وبعدها تقوم تكلمها واتس،وبالليل تكلمها علشان تنام علی صوتها
وأكملَ ساخراً:
۔بالراحه علی نفسك يا نجم،خف شويه وأعمل حساب البوساء إللي زي حالاتي إللي مقضيها نكد صبح وليل
إبتسمَ هشام وترك هاتفهُ قائلاً بدعابة :
وأديني يا سيدي قفلت معاها،إيكش ترتاح يا سي حازم وتبطل قر !

أردفَ حازم مٌتسائلاً:
۔إلا قولي يا إتش،حسيت ب إيه لما شفت لُبنی ؟

ثم نظر إلي هادي وغمز بعينه وأردفَ ساخراً:
۔أصل بصراحه البنت شكلها راجعه مشتاقه أوي وحابه ترجع الماضى اللي كان
إنفجرا هادي وحازم ضاحكان وأبتسم هشام وأردفَ ساخراً:
۔لا والله،وهي بقا اللي قالت لك إنها حابه ترجع الماضي اللي فات ؟

أردفَ هادي قائلاً بدهاء:
۔ودي محتاجه حد يقول له عليها يا إتش،البنت جايبه لك رولكس يا معلم !

وأكملَ ساخراً بدعابة:
۔دي جايبه للمسكين حازم جوزين شربات من الرويعي !

إنفجرا ثلاثتهم من الضحك وأردفَ حازم مازحاً:
۔والفردتين طلعوا شمال يا باشا

ثم أكمل بنبرة جاده :
۔لا بجد يا إتش عاوزة أعرف إحساسك لما شفتها وسلمت عليها ؟

وأكملَ بعيون مٌتسائلة مٌبرراً :
۔أصل دايما أسمع عن الحب الأول وأنه من أصدق المشاعر إللي الإنسان بيعيشها،وعمرة ما يقدر ينساها مهما حب وعاش بعدها !
إبتسم هشام وتحدث بعيون سارحه هائمه رغماً عنه :
۔هو أنا ما أنكرش إني إتخطفت لما شفتها،وكمان حسيت برعشه لمست في جسمي كله وفي قلبي بالأخص ،هزت مشاعر مش عارف لها وصف ،
تقدر تقول كده هزة قويه بتهز مشاعرك وكيانك كله،
ده غير الحنين للماضي إللي في لحظة بيتملك منك ويرجعك لسنين ورا،بتحس نفس المشاعر ونفس رعشة القلب والجسد اللي كنت بتحسها زمان،

وأكملَ حين وعي علی حاله:
۔لحظات،مجرد لحظات بتعدی عليك كعمر بحاله وبعدها بتحصل صدمة الإفاقة،ودي الحمدلله ما أخدتش معايا ثواني ورجعت لوعيي من جديد !

كانا شقيقاهٌ ينظران إليه بتمعن يراقبان حركة عيناه وشفتاه المٌبتسمه حين تذكر الماضي
وجهَ هادي الحديث إليه مٌردفاً بإهتمام :
هشام، هو أنتَ فعلاَ نسيت لُبنی وحبيت فريدة ؟

وعند ذكر أخاه لنطق أحرف كلمة فريدة تحولَ وجه هشام إلی وجه عاشق ولهان في التوِ واللحظه،
وأجاب أخاه بعيون عاشقه لم يستطع السيطرة عليها :
۔أنا بعشق فريدة،مش بحبها يا هادي
نظر له حازم ذلكَ المسكين الذي لم يحالفهُ الحظ بمقابلة ذلكَ الذي يسمونهٌ العشق، نطق مستفسراً:
۔ودي تفرق يا هشام ؟

أجابهُ بنبرة هائمة:
۔تفرق كتير أوي يا حازم،العشق هو تخطيك الحب بمراحل،العشق معناه إنك وصلت لأعلی درجات الحب ،لما بتوصل لدرجة عاشق عمرك ما بتشوف عيب في حبيبك،دايماً تشوفه أجمل حد في الكون شكلاً وموضوعا ً ،كلامه أحلا كلام،أفعاله أحلا أفعال،العشق بيغسل قلوبنا من أي كرة وأي تفكير سلبي يا حازم

أجابهٌ هادي:
۔وياتري فريدة هي كمان وصلت معاك لدرجة العشق دي ؟
أجابهٌ بثقه :
۔بص يا هادي، فريدة خجوله جداً وصعب إنها تعبر عن مشاعرها بأريحيه ،وده طبعاً بحكم تدينها وقربها من ربنا،بس أنا متأكد من إنها بتعشقني زي ما بعشقها ويمكن أكتر

غمز حازم وتحدثَ بوقاحه:
۔تعرف يا إتش ،بيقولو إن الست المتدينه دي بتوري لجوزها الدلع والإنوثه علی حقها،زي كده الشيوخ والمتدينين ،

وأكملَ بنبرة جادة:
۔بياخدوها من باب عفة الزوج أو الزوجه،اللي هو هدلع جوزي وأتشقلب له علشان أعفة وما يطلعش يتشقلب برة

ضحكَ هادي وتحدثَ :
۔علي فكرة يا زومه إنتَ بتتكلم صح

زفر هشام بحنق وأردفَ بإعتراض وغيرة ظهرت بعيناه:
۔الكلام ده ما فيهوش هزار يا رجاله، ياريت تغيروا الموضوع !

إبتسمَ حازم وأحترمَ غيرة هشام عليۜی خطيبته وأردف قائلاً بدعابة ساخراً:
۔عندك حق يا إتش،نرجع بقا ل لُبنی

ضحك هادي ساخراً علی شقيقهٌ وتحدثَ :
۔ مخلاص يا زومه إتش قفلك الكلام في الموضوع بإعترافه عن عشق فريدة

إبتسم هشام ونظر إلى هادي وأردفَ بنبرة ساخرة :
ؐ۔ حازم شكله كدة رانيا منكدة عليه كالعادة فعاوز يتكلم في أي كلام والسلام !

》》》》》》》》¤《《《《《《《

داخل شقة كمال

كانت لُبنی تجلس فوق الأريكة تشاهد جهاز التلفاز بشرود ونظرة حزن تسكٌن داخل عيناها ،أتت إليها مُنی وجلست بجوارها وتحدثت بترقب شديد :
۔ لُبنی،عاوزة أتكلم معاكي في موضوع بس أرجوكي يا بنتي تفهميني كويس وتريحي قلبي

نظرت لها لُبنی تترقب ما هو أتْ فأكملت مُنی :
۔أنا عوزاكي تبعدي عن هشام خالص ومتحاوليش تقربي منه تاني،،

وأكملت بحزن:
۔لأني لاحظت لما كنا عندهم إن خالتك سميحة متضايقه من قربك منه ،ده غير هشام نفسه ورفضه اللي كان واضح قدامنا كلنا لأي محاولة منك للكلام معاه !

أخرجت زفيراً قوياً يدل علی ثُقلِ همومها الساكنة داخل صدرها المتألم

ثم نظرت لها قائلة بنبرة مُتألمه:
ؐ۔ إنتِ عوزاني أتخلی عن هشام يا ماما ؟
تنهدت مُنی بألم وهي تنظر لحالة طفلتها المزرية نتيجة عدم نسيانها لهشام وعشقه الذي بات يؤلم قلبها الضعيف

وتحدثت بصوتٍ مُتألم :
۔هشام هو إللي إتخلي يا بنتي،هشام نسيكي ورتب لحياته خلاص،سبيه يعيش يا بنتي

أجابتها بألم:
۔مش هقدر أعيش من غيرة يا ماما، أنا محتاجة له أوي في حياتي علشان أقدر أكمل

وأكملت بدموع:
۔كان نفسي إحكي له عن حقيقة سفري وأوضح له أنا ليه سبته زمان،كان نفسي أقول له إني متخلتش عنه زي ما هو فاكر

وهزت رأسها بأسي وأكملت:
۔بس مش عوزاة يرجع لي مُرغم،عوزاه يرجع لي علشان لسه بيحبني، مش شفقه ولا علشان صعبت عليه
بكت منی وتحدثت بحده:
۔خلاص يا لُبنی وقت الكلام عدی وفات،الكلام ده كان ينفع من أربع سنين لما قولت لك سبيني أقول له وإنتِ وقتها اللي عندتي وصممتي إن محدش يعرف،وأجبرتيني أكذب وأقول لهم إن بباكي هو إللي مصمم وعاوزنا نروح نعيش معاه في دبي

وأكملت بدموع:
۔ياما إتحايلت عليكي إني أقول لهشام علشان ييجي معانا،لكن إنتِ إللي رفضتي وأصريتي علی رأيك،وما كان مني أنا وأبوكي وأخوكي وقتها غير إننا نطيع أوامرك،

وأكملت بإنهيار :
۔ومكتفتيش بده وبس،لا،خلتينا ألفنا موضوع خطوبتك علی شاب إماراتي

أجابت والدتها بدموع وقلبٍ مُتألم من تذكر تلك النكبه التي مرت بها:
كان لازم أخليه ينساني ويكرهني يا ماما،كان لازم أقطع عنه أي أمل في إنه يستناني

تنهدت مُنی وتحدثت وهي تجفف دموعها:
۔خلاص يا لُبنی طالما إختارتي من الأول إنك تضحي علشانه يبقي تكملي الطريق لأخرة ،وسبيه يعيش حياته اللي إختارها بأديه

صاحت بدموع :
۔حاولت والله يا ماما،حاولت،بدليل خطوبتي من علاء اللي كانت من 8 شهور ،وصدقيني حاولت إني أكمل معاه وأنسی هشام لكن مقدرتش، والله العظيم مقدرت،غصب عني مش شايفه نفسي مع حد غيرة،غصب عني يا ماما

تحدثت مُنی وهي تحتضن صغيرتها بحب :
إنسی يا بنتي،هشام بيحب خطبته ومش هيسيبها علشان أي حد،حتی لو حكيتي له الحقيقه اللي خليتك بعدتي عنه وكذبتي عليه وفهمتيه إنك مش عوزاه
هزت رأسها بدموع ونفي وتحدثت من بين شهقاتها العالية :
ؐ۔مش هقدر أعيش من غير هشام يا ماما،مش هقدر
ربتت مُنی علی ظهر غاليتها المتألمة وتحدثت بقلبٍ يصرخ لأجلها :
۔هتقدري يا ماما،ربنا هيقويكي ويساعدك في إنك تنسيه وتكملي ،ربنا مش هيتخلي عنك وهيشملك بعطفه،و زي ما شملنا قبل كده ورزقك بحياة جديدة،هيعطف عليكي ويمحي حب هشام من قلبك علشان تقدري تكملي حياتك وإنتِ مرتاحه

بكت وبكت والدتها معها بإنهيارٍ تام وهي تحتضن صغيرتها لتُضمم جرحها النازف الذي لم يجف لحظه طيلة الأربع سنوات الماضيه !

》》》》》》》¤《《《《《《《

بعد منتصف الليل

كانت تتمدد فوق تختها تحاول أن تغفو ولكن هيهات،من أين يأتي النوم ونار الإشتياق قد إجتاحت روحها وتملكت منها ،

زفرت بضيق وأعتدلت وجلست ثم أسندت ظهرها علی ظهر التخت ،نظرت علی شقيقتها وجدتها غافية بسلام

تنهدت بإستسلام ونظرت لسقف الغرفه وأغمضت عيناها تحاول الإستجمام ،لكن غلبها الشوق لهْ،
أفتحت عيناها من جديد وأمسكت هاتفها وبدأت بتصفح صفحات التواصل الاجتماعي عبر حسابٌها التمويهي التي أنشأتهُ بعد أختراق حُسام لحسابها السابق،أغمضت عيناها من جديد وزفرت بضيق تحاول مجاهدة حالها بألا تضعف أمامَ ذلكَ القلب العنيد الذي ومازال يإنْ بعشقهِ بل أنهُ وصلَ بهِ الأمرُ بأن أصبحَ لا يدُق إلا من أجل عشقه ،ولا يُعطي الفرصه لها بنسيانه

أفتحت عيناها من جديد وبيدٍ مُرتعشة، وقلبٍ تتسارع دقاته،دلفت لحساب سليم وجدت صورة الحساب،
نظرت لعيناه بوله ودقات متسارعة وعيون عاشقة هائمة وهي تنظر له وتتحسس بيدها ملامح وجهه بصدرٍ يهبط ويعلو

سحبت شاشة هاتفٌها لأعلی وجدت لهٌ صورة أشعلت صدرها بنار الغيرة حين وجدتهْ يتوسط فتاتين ويضع يدهٌ في خصر إحداهن،فتيقنت أنها ريم شقيقته ،فقد شاهدت صورتها من قبل مع سليم،نعم لقد مرت أعوام وتغيرت ملامحُها ولكن تبقی منها بعض الملامح والشبه الذي يربط بينها وبين سليم،أما الفتاه الأخری والتي كانت ترتدي ثياباً تٌظهر كمَ إنوثتها الهائله،بالإضافة إلی نظرتها العاشقة التي كانت تنظر بها إلي سليم، تلك النظرات تعرفها هي جيداً

جن جنونها وأشتعلت نيران قلبها وثارت روحها بغضبٍ هائل، ولولا ستر الله علينا بأن نار القلوب تظل قاطنة بالقلوب لأشتعلت الغرفه بأكملها من شدة حرارتها

وهذا ما أرادهٌ سليم بالفعل حينما نشر تلكَ الصور وجعل مشاهدتها للعام لتأكدةِ من ان لها حسابً لم يتوصل هو إليه وذلك لشدة حرصها ،وتيقن أنها تراقبهٌ به للتطلع علی أخبارة،نعم فهو يحفظها ويحفظ تفكيرها عن ظهر قلب !

ومن غير الحبيبِ يحفظ تفاصيل معشوقه ؟

وبلحظهْ نزلت دموع عيناها وسرت تجري علی وجنتيها وكأنها ناراً حارقة تكوي كُلّ ما يُقابلها !

حدثت حالها بألم ودموع :
۔أفعلتها سليم ؟

أعشقتٌ غيري بتلك السرعه ؟

أين عشقٌكَ لي يا رجُل ؟

أكُنتُ تخدعني من جديد ؟

اللعنةُ عليك سليم !

اللعنه عليك مُدمري ومدمرُ أحلامي !

كيف لكَ أيها الحقير أن تُحطِمُ قلبي هكذا ؟

كيف لكَ أن تجعلُني أتألم من جديد بتلك الوحشيه ؟

لقد إشتعلَ داخلي من مجرد صورة يا رجل !

كيف لي أن أتحمل فكرة زواجك وإنجابُك أطفالاً من إمرأةً غيري ؟

ااااه سليم ،لما فعلت بنا ما فعلته بالماضي أيها الحقير ،لو أنكَ لم تترُكني ل أصبحَ الحالُ غير الحال!

وصرخ داخلها مناجياً ربه،يا الله،قلبي يتألمُ يا الله !!

فلتساعدني أرجوك،فلترحم قلبيّ الضعيف من تلك النيران المٌشتعله داخله يا الله تحاملت علی حالها ووقفت وتوجهت إلی المرحاض ،توضأت وأرتدت ثياب الصلاه وشرعت بتأديت صلاةُ قيامُ الليل

وسجدت تناجي ربها بدموع وتترجاه أن يرحمها وقلبها من تلك النيران المشتعلة التي لا تهدأ أبدا

وبعد مرور أكتر من ساعه كانت فوق تختها تُغمض عيناها وتغفو بثباتٍ عميق بعد أن هدأت وأغتسل قلبها بالمناجاة مع الله ،،

ومن لنا غير الله لنلتجأ إليه عند ضيقتنا !

تری ما قصة تلك الحياة الجديدة التي وهبها الله عز وجل إلي لُبنی كما ذكرتها مُنی ؟

إنتهي البارت
جراح الروح
بقلمي روز آمين

تابع هنا: رواية جراح الروح لروز امين الجزء الأول

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل حاجب الإعلانات لتستطيع تصفح الموقع