روايات روز أمين

رواية جراح الروح لروز أمين الجزء الثالث

رواية جراح الروح لروز أمين الفصل السابع والعشرون

🔹️البارت السابع والعشرون 🔹️
منذ ما يقارب من إسبوعان

كانت تجاور شقيقتها بالجلوس ،نطقت بإستهجان ناظره إليها بإندهاش :
۔يعني أيه الكلام ده يا أمال،معقولة توافقية علی الجنان ده؟

تحدثت أمال بإستسلام:
۔ وكنتِ عوزاني أعمل إيه قدام إصرارة يا أماني، ،إنتِ فاكرة إن سليم كان بياخد رأيي ؟

وأكملت بيقين :
۔ سليم كان بيبلغني بقرارة يا أماني،وسواء وافقت ولا رفضت كان هيتجوزها يعني هيتجوزها ،من الاخر كده مكَنتش هتفرق معاه موافقتي من عدمها

أردفت أماني بتساؤل مٌتعجب :
۔أفهم من كلامك ده إنك خلاص إستسلمتي وقبلتي ببنت الحواري دي زوجة لإبنك ؟

أجابتها بقوة ورفضٍ قاطع :
۔لا طبعاً،إيه التخاريف اللي بتقوليها دي، علی جثتي لو بنت الحواري دي دخلت بيتي وبقت مرات سليم

تنهدت أماني وزفرت بإرتياح وأردفت قائلة بهدوء :
۔ أيوة كده طمنتيني، وياتريی ناوية علی إيه ؟

أجابتها من بين أسنانها بغيظ وتشفي:
۔ناوية أفضحها هي وأهلها وأخلي سيرتهم علی كل لسان علشان يعرفوا إنهم لعبوا وإتحدوا الخصم الغلط

وبدأت تروي لها ما ستفعلة وما أوتي بخيالها المسموم من فكرة شيطانية قد أوحي لها بها ذلك الشيطان المٌسمي بحٌسام،،

والذي خططَ لكل هذا بعزيمة قوية وإصرارٍ تام حتی يقف ويشاهد بإستمتاع تدمير وذبح قلب سليم وهو يترك عشقهِ الأبدي وحب حياتة بلا رجعة

والذي يعلم جيداً أنه وبتواجدهٌ معها سيحيا حياة العاشقين ويتنعم داخل أحضانها بهناءٍ وسعادة مطلقة

وهذا ما لايتمناه حٌسام لعدوةِ اللدود مٌنذُ الصِغر والذي يكِنٌ له كٌرهً وعداوة غير مبرره ترجع أسبابها لسواد قلبهِ المليئ بالحقد ناحية ذلكَ السليم

بعد مدة تحدثت أماني بحذر:
۔ وتفتكري إن عزمي وسميرة وندی هيساعدوكي لله فا لله كده،أنا خايفه يكونوا بيخططوا ويوقعوا سليم في شباك بنتهم،وساعتها هتكوني خرجتي من حوار بنت الحواري علی بنت عزمي وسميرة، وما أدراكَ ما عزمي وسميرة يا أمال !

أجابتها بهدوء :
۔حٌسام هو المسؤول قدامي وهو اللي طلب منهم المساعده علشان يرضيني

وأكملت بإطمئنان:
۔ وبعدين متقلقيش، أنا فايقه لهم كويس أوي،أهم حاجه عندي الوقتِ إني أخلص من البنت دي،وبعدها أي حاجه تهون

عوده للحاضر

مساءً يوم الزفاف بمنزل قاسم الدمنهوري

كان يقف أمام مِرأتهِ يرتدي قميصهٌ الأبيض أمسك بزجاجة عِطرهِ المميز ونثرهٌ علی جسدهِ بسخاءٍ وإفراط،ثم أغلق زرائر القميص وأكمل إرتداء حِلة زواجهِ السوداء بقميصها الناصع البياض وببيونة جعلت منه وسيماً للغايه،

صففَ شعرهِ وهندمَ ذقنهِ ثم أخذ نفساً عميقاً وأخرجهُ بإسترخاء ونظر لحاله في إنعكاس المرأة برضا تام

كَادَ قلبهِ أن يخرج من مكانة ويتركهْ من شدة ضرباته التي تٌشبه صوت دق طبول الحرب المعلنة عن تقارب لقاء العشاق الذي طال إنتظارة

ثم تحركَ للخارج

نظر للحضور حيثٌ كان البهو مٌكتظاً بالجميع وهم ينتظرون خروجهٌ كي يذهبوا معاً إلی المكان الذي ستقام به مراسم الزفاف

إقتربَ عليهم وبسمة تحتل ثغرة،ينظر للجميع بسعادة والدتهٌ٬والدهِ،شقيقته ،حسام،نديۜی التي زينة ثغرها بإبتسامة سعيدة ، وسميرة التي تنظر إليه بتشفي لما هو قادم عليه،

أماني والتی حضرت لحالها دون زوجها وولدها اللذان سبقوها إلی العنوان المزيف التي أرسلتهما إليه حتی لا يتواصلا مع فريدة وأهلها ويساعداهما في الوصولِ إليهم

جرت إليه ريم وأحتضنته بسعادة وقبلته قائله بحنو:
: ألف مبروك يا حبيبي،زي القمر يا سليم،ربنا يتمم لك بخير

إبتسم لشقيقته وتحدث بسعادة بالغة :
۔ الله يبارك فيكي يا حبيبتي،عقبالك يا ريم

تحرك والده إليه بإبتسامة حانيه وأحتضنهٌ بسعادة بالغه مٌربتاً علی ظهرهِ بحنو وتحدث قائلاً :
۔ ألف ألف مبروك يا حبيبي،عشت وشفتك عريس يا سليم،عقبال ما أشوف عوضك يا أبني

أجاب والدهٌ بسعادة :
۔في حياة عينك يا حبيبي إن شاء الله

ثم حول بصرهِ إلی تلك الواقفه ويظهر عليها التعب ،تحرك إليها وتحدثَ مٌداعباً إياها :
۔هي حبيبتي مش هتبارك لي ولا إيه ؟

إبتسمت بوهن وتحدثت بصوتٍ ضعيف مٌفتعل :
۔ إزاي بقا يا حبيبي،ده أنا سعادتي النهاردة ماتتوصفش،ده اليوم اللي بتمناه من سنين يا سليم

نظر لها بتوجس وأردفَ مٌتسائلاً بقلق :
۔ مالك يا ماما ؟

بدأت تتهاوی بوقفتها وتحدثت بضعف ووهنٍ مٌصتنع بإتقان :
۔مفيش يا حبيبي،متقلقش، أنا كويسه

قالت كلماتها وأمسكت ذراعه وهي تصرخ متأوةً قبل ان تقع أرضاً فاقدة الوعي :
۔ إلحقني يا سليم

صرخت ريم وجرت عليها هي وأماني التي حملت رأسها من علی الأرض ووضعتها فوق ساقيها:
۔أماااال،مالك يا حبيبتي ،ردي عليااااا

جري الجميع وهم يدنون من مستوی وقوعها وبدأ سليم بمحاولة إفاقتها والقلق ينهش داخلة

نظرت أماني إلی سميرة وتحدثت بهلعٍ مٌصطنع :
۔ إتصلي يا سميرة بسرعة عليی عزمي يكلم دكتور مٌنير  صديقه يبعت لنا عربية إسعاف مجهزة

تحدثت سميرة :
۔برافوا عليكي يا أماني،كانت تايهه عني فين دي

ونظرت إلی ندی وأردفت قائلة بتخابث:
۔بسرعة يا ندی إتصلي ببابا

تحدثت ندی :
۔ ما أنتي عارفه يا مامي إن فوني مسقط شبكة من إمبارح

نظرت أماني إلي سليم الجالس مٌقابلاً لها وأردفت بنبرة مٌتعجله :
۔ إديها تليفونك بسرعه يا سليم تكلم خالك يبعت لنا عربية إسعاف مجهزة

تحركت ندی ودنت من مستواه وأردفت بنبرة مٌتلهفة:
۔بسرعة يا سليم

لم يكن يعي لأي شيئ من حوله غير وقوع غاليتهٌ المفاجئ،هز رأسهٌ بطاعه وأخرج هاتفه من دون وعي وضغط علی كلمة المرور أمام أعينها وأعطاها إياه

أجرت منه إتصالاها وأختفت من المكان بأكمله

وبعد حوالي 20 دقيقة كان سليم وقاسم يجاوران تلك المخادعة داخل عربة الإسعاف والتي كان حٌسام متفق مع سائقها مٌسبقاً علی أن يتحرك بهدوء ويتوههما بشوارع شديدة الإزدحام حتی يصعب عليه التحرك والمرور من بين السيارات ولا يٌوصلهم إلی المشفی المتفق عليه إلا بعد مرور الساعه والنصف علة الأقل حتی إقتراب فوات ميعاد الزفاف وإنقضاء وقتهْ المٌحدد

كان يجلس بجانبها مٌمسكاً بكف يدها يٌطمئنها
ينظر لها بألم يٌمزق داخلهٌ وهو يراها ترتدي ماسك التنفس الإصطناعي وتنظر إليه بعيون ضعيفه ونظرات يغلب عليها طابع الإنكسار ودموع التماسيح تزرف من عيناها بوهنٍ

أردف قائلاً بعيون مطمئنه عكس ما يدور داخله من قلقٍ ينهش قلبه خوفاً علی عزيزة عيناه ،غاليته، والدتهٌ الحبيبه :
۔متخافيش يا حبيبتي ،،إن شاء الله هتبقي كويسه،  هنوصل المستشفی وهيسعفوكي وهتبقي زي الفل

أكد ذلك الجالس بالجهه الاخری علی حديث ولدهِ قائلاً:
۔إن شاء الله ،إتحملي يا أمال كلها شوية وهنوصل

ثم نظر إلی المٌسعف الجالس بجانب أمال يٌمثل إسعافها
وجهَ قاسم حديثهٌ إليه :
هي العربية مبتتحركش ليه؟

أجابهٌ ذلك المٌخادع :
۔ الشوارع زحمة جداً يا أفندم ،شوية وهتروق وهنوصل

نظر سليم إلی والدهِ مٌتذكراً حبيبته المنتظرة وصوله وكأنهُ كان خارج نطاق الواقع وعاد فجأةً

مد يده داخل جيبه سريعاً ليلتقط هاتفه ويطمئن علی صغيرته ويخبرها بما جری كي لا تقلق وتنتظر مجيئةٌ

إنصدم حين تذكرَ أن ندی إستعارته منه كي تهاتف منه والدها
زفر بضيق ونظر إلی والدهٌ مٌحدثاً إياه  بابا من فضلك إديني تلفونك أتصل بفريدة وأطمنها، للأسف نسيت فوني مع ندی

مد قاسم يده داخل جيب سترته وأخرجَ منه هاتفه وأعطاه إياه ،نظر سليم بشاشته وضغط عليه لتشغيله ،لكن تفاجأ بفروغ البطاريه فحاول مراراً وتكراراً ولكن جميعٌ محاولاته بائت بالفشل

نظرت إليه أمال ورجعت بذاكرتها حين إستغلت وجود قاسم داخل المرحاض وأسرعت بإستبدال بطارية هاتفهِ بأخري غير صالحة

زفر سليم وأرجع شعر رأسهِ للخلف في حركة تعصبيه وتحدث:
۔البطاريه فاضيه يا بابا

نظر لهٌ قاسم مٌتحدثاً بنفي :
۔ فاضيه إزاي يا أبني، أنا شاحن الفون قبل ما أجي بنفسي

زفر سليم بضيق ثم حول بصرة لذلك الجالس وتحدث برجاء :
۔ممكن بعد إذنك أعمل مكالمة من تلفونك؟

تحدثَ ذلك الملاوع :
۔ أنا معييش تلفون يافندم وده بناءً علی التعليمات علشان متشوش علی الاجهزة الموجوده في العربية هنا

نظر لهٌ سليم بإستغراب من حديثهٌ الغير واقعي بالمرة وتحدث :
۔طب ممكن تطلب من السواق يديني٠٠٠

ولم يٌكمل جٌملتهْ حينما لاحظ تشنج والدته وأرتعاش جسدها بالكامل،إرتعب داخله هو وقاسم

وأسرع ذلك المخادع بتوصيل إحدی الأجهزة إلی قلبها وإعطائها إبرة مليئة بالفيتامينات المكملة غذائياً
وأدعي أنها مهدئة للتشنجات حتی إيصالها للمشفی

____

أما ريم التي كانت تبكي بشدة وهي تجاور حٌسام الذي يتحرك بسيارتهِ ذاهباً بها إلی المشفی ،أمسكت هاتفها ونظرت بشاشته كي تٌحادث شقيقها وتطمئن منهٌ علي حالة والدتها ،

زفرت بضيق وأردفت قائلة :
۔معرفش تلفوني ماله النهاردة،مش لاقط شبكه خالص

إبتسم داخل ذلكَ الماكر حين تذكرَ أنه طلب من صديقهٌ مهندس الإتصالات أن يقطع الخدمة عن هاتفها اليوم بأكمله حتي لا تستطيع أن تٌهاتف فريدة،أو تستقبل أية مكالمات

و تحدث بنبرة خبيثة :
۔تقريباً كده في عيب في الشبكة النهاردة ،أنا كمان فوني مش لاقط شبكه نهائي

تحدثت بدموع غزيرة :
۔ مش عارفه أيه إللي بيحصل لنا ده كله،وأمتی،،يوم فرح سليم اللي كلنا كنا مٌنتظرينه بفارغ الصبر

أجابها بتخابث:
۔إهدي يا حبيبتي من فضلك،كل حاجه هتبقيی كويسه

____

أما سليم

ضل علي ذلك الوضع الصعب ما يقارب من الساعةِ حتی وصلوا للمشفة تحت إنهيارهِ ورعبه من فكرة فقدانه لوالدته،وفكرة ما يٌدار الأن بعقل صغيرتهِ

وجدوا عزمي وأماني وسميرة بإنتظارهم
وفوجئوا بإستعدادات علی أعلا مستوی كي يوهما سليم وقاسم بصعوبة حالتها وخطورتها،، تحرك بها الممرضين سريعاً إلی غرفة الإنعاش

وكان بإنتظارها الطبيب ذو السمعة الملوثه الذي باع ضميرهٌ المهني بحفنه من الأموال الطائلة قد أعطتهٌ له تلك الكاذبه المٌدعية للمرض،بمساعدة ذلكَ الحقير المسمی بحسام قبل يومين وهو يتفق معه

دلف إليها الطبيب ثم خرج بعد مده بسيطه وتحدثَ بأسی مٌصطنع :
۔ للأسف،الأعراض والكشف الأولي بيشيروا إلی ذبحة صدريه

جحظت أعين سليم من هول ما أستمع وأرتعب داخل قاسم الذي تحدث :
۔ طب وحالتها إيه يا دكتور ؟

أجابهٌ بإدعاءٍ كاذب :
۔للأسف،الحالة خطيرة جداً ومحتاجه لمعجزة،أنا هدخل حالاً وهحاول بكل جهدي أنقذ الحالة

ثم نظر للجميع بأسی مٌصطنع وتحدثَ بمكرٍ كي يَدٌب الرعب داخل أوصالهما :
۔ إدعولها ،هي حالياً محتاجه لدعواتكم أكتر من أي وقت

ودلف لغرفة الإنعاش من جديد تحت صدمة سليم وقاسم

صاحت أماني بصياحٍ وعويل :
۔يا حبيبتي يا أمال كان مستخبي لك فين ده كله يا قلبي،يارب أقف معاها يارب

إحتضنتها سميرة وتحدثت بإدعاءٍ كاذب :
۔ إهدي يا أماني متعملش في نفسك كده لتتعبي إنتِ كمان،كفاية علينا اللي مرمية جوة بين الحياه والموت دي

طال إنتظار سليم والقلق بدأ ينهش داخله،قلقه علی والدته حبيبته القانطه بالداخل تصارع الحياة
وقلق قلبهِ الذي ينهش بداخله علی غاليته التي تنتظرة دون معرفة أسباب تأخرة إلی الأن

تحمحمَ وأخرج صوته بصعوبه موجهً حديثهُ إلی خاله :
۔ خالي من فضلك،محتاج تلفونك أكلم منه فريدة وأهلها علشان ميقلقوش من تأخيرنا عليهم

هٌنا صرخت به أماني وتحدثت بحده بالغه :
۔أمك بتموت جوة وأنتَ كل اللي فارق معاك وشاغل بالك إنك تطمن ست الحسن والجمال هي وأهلها ؟

تحدث عزمي بخباثه:
۔ إهدي يا أماني مش كده أومال

نظرت لأخيها وتحدثت بحده مٌصتنعه :
۔أهدی إزاي يا عزمي وكل اللي حصل لأختي ده بسبب اللي إسمها فريدة

نظر لها سليم بإستنكار فأكملت هي بإستماته وتأكيد ٠٠٠ أيوة يا سليم،دي الحقيقه اللي لازم تعرفها كويس أوي ،أمال ضغطت علی نفسها وعلی قلبها علشان تحاول تتقبلها كزوجة ليك ،

وكل ده ليه،كل ده لأنك أناني ومبتفكرش غير في نفسك وسعادتك وبس،إنتَ واحد أناني يا سليم

نظر لها بذهول وأشار بسبابته علی حاله ونطق بإستهجان :
۔أنا أناني يا خالتي ؟

أجابته بقوة ودموع مصطنعه٠:
۔ أيوة إنتَ أناني يا سليم،حرمتها من أجمل لحظة بتتمناها أي أم وتستناها من أول مابتخلف إبنها وتضمه لحضنها،حرمتها من إنها تفرح بالنسب اللي تتشرف بيه وتتمناه ليك

نظر لها قاسم وتحدثَ بحده :
۔ملوش لازمه الكلام ده دالوقتِ يا أماني ،مش وقته

ردت بحده لجلد ذاتهِ :
۔ لا وقته يا قاسم،لازم يعرف إن المسكينه اللي مرميه جوة دي ممكن تدفع حياتها تمن سعادته ،

ونظرت إليه وتحدثت بدموع ونبرة لائمة:
۔ياريت تكون مبسوط من النتيجة اللي وصلت لها أختي بسببك يا باشمهندس

تحرك للخارج غاضباً تاركاً إياهم مٌتوجه للحديقة لعدم قدرته للإستماع لحديث خالته الذي يجلد ذاته ويخبرهٌ كم هو حقاً أناني

وكان قد قرر للخروج إلی الشارع ليهاتف فريدة من إية كبينة خاصه بالإتصالات ويطمئمها،

وأثناء طريقهٌ للخارج إستمع لإحدی الممرضات تتحدث بالهاتف :
۔ أيوة يا حسام بيه،مدام أمال دخلت مع دكتور مٌنير أوضة الانعاش ،وإن شاء الله مش هيخرجها غير بعد الوقت اللي اتفقنا عليه مايعدي،

وأكملت بإنتشاء :
۔ بس ياريت متنساش حلاوتي يا باشا

أما عن حسام الذي كان قريباً جداً من المشفی ولكنهٌ ترك ريم بالسيارة مٌدعياً أنه سيجلب زجاجة مياة من إحدی المحال وذلكَ لعطشهِ الشديد ،وحدث الممرضة للإطمئنان علی سير خطتهِ بنجاح

جحظت عيناه من هول ما أستمعَ ،وبلحظة إستعادَ وعيهٌ وتركيزه تحرك من جديد إلی الداخل كالإعصار المدمر

نظر الجميع علی ذلك الغاضب وهو يقتحم الغرفة بمنتهي الهمجيه

تحدثت أماني صارخه بهلعٍ خوفاً من إنكشاف مٌخطتهم :
۔ بتعمل إيه يا مجنون ؟

جری خلفهٌ قاسم للداخل وتسمرا كلاهٌما عندما وجدا أمال تجلس فوق التخت بكامل صحتها وهي تنظر إلی هاتفها بإنتشاء وتٌشاهد الفيديو الخاص بخروج فريدة وأهلها من الفندق بخيبة أملهم،وذلكَ بعدما بعثتهٌ لها معدومة الضمير تلك المٌسماه بنورهان

أما الطبيب فكان يجلس فوق مقعداً جانبياً يتحدث إلی الممرضه المٌصاحبه له

نظر لها بصدمة عارمة وهو يهز رأسهٌ بعدم إستيعاب وإنكاراً لما يراه أمامه وتحدث بإنكسار :
۔لا يا أمي أرجوكِ،قولي لي إن اللي بفكر فيه ده مستحيل ،قولي لي إني في كابوس وإنك مستحيل تدبحيني بأديكي بالشكل البشع ده

إرتبكت وهربت الدماء من وجهها ثم تحدثت خجلاً :
۔ أنا عملت كل ده علشانك يا سليم، أنا بحميك من نفسك يا أبني

تحدثَ قاسم بذهول:
۔معقول فيه أم في الدنيا تكسر فرحة إبنها بإديها في أسعد ليلة في حياته،إنتِ لا يمكن تكوني بني أدمه طبيعية،إنتِ مريضة يا أمال

تحدث الطبيب بتبجح :
۔ من فضلكم يا جماعة تحلوا مشاكلكم دي بعيد عن هنا،أنا مش عاوز شوشرة في المستشفی

جری عليه سليم مثل الأسد الشرس حين ينقضَ علی فريسته وبدون مقدمات بدأ يٌكيل له اللكمات وهو يحدثهٌ بفحيحٍ :
۔شوشرة يا حقير يا مرتشي يا زباله،ده أنا هخرب بيتك وهطربق لك المستشفی دي كلها علی دماغك،وديني وما أعبد لأفضحك وأفصلك من النقابه يا أحقر خلق الله

جری عليه قاسم وبدأ بتخليص ذلك الحقير من يده وتحدث :
۔مش وقته يا سليم،يلا بينا علشان نلحق عروستك قبل ماتروح هي وأهلها،لسه فاضل ساعه علی إنتهاء الميعاد ان شاء الله نلحقهم

تحرك بجانب والدهُ ثم نظر لخاله وخالته وسميرة وهم واقفونَ بوجوهٍ شاحبه كالموتی وتحدثَ بإحتقار :
۔ ملعون أبو غبائي اللي صدق ناس معدومة الضمير زيكم،وصدق كذبكم ودموع التماسيح اللي نازله من عيون لقلوب ميته وعفا عليها الزمن،

وأكملَ بحدة ونبرة تهديدية :
۔من النهاردة مش عاوز أشوف خلقت حد فيكم قدامي ولو حتی صدفه،وقسماً بربي اللي هيقع منكم تحت إيدي بعد كده لأفعصة بدون ما يرمش لي جفن

ثم نظر إلی تلك الكاذبه المٌنكمشه علی حالها تبكي بصمتٍ تام،وتحدثَ بقوة وثبات:
۔أنا أمي ماتت النهاردة ودفنت حزني عليها برة قلبي، ومن اللحظة دي تنسي إن ليك إبن إسمه سليم،

وأكملَ بعيون مشتعلة:
۔ هخرج قلبي من بين ضلوعي وأدوس عليه بجزمتي وأمحي وجودك من جواه ومن حياتي كلها

نزلت كلماتهِ القوية علی قلبها جلدته وشرخت روحها،وتيقنت أنها خسرت ولدها للأبد

خرج كالإعصار من المشفی بأكملها بجوار والده الذي ذهب معه كي يٌسابقا الوقت ويحاولا إنقاذ ما يمكن إنقاذه

كاد أن يخرج من حديقة المشفی وجد ذلك الندل بوجههِ مٌصطحباً ريم وتلحق بهما تلك المخادعه الصغيرة التي كانت بإنتظارهما ليدلفوا سوياً

جری عليه كالوحش الكاسر وبكل ما أوتي من قوة بدأ يٌكيل له لكماتٍ متتاليه حتی أوقعهُ أرضاً وأنبطح فوقهٌ مٌستمراً بتسديد اللكمات بغلٍ لذلك الحقير حتی أمتلأ وجههٌ بالكامل بالدماء

وقفت ريم بالزاويه مٌنكمشه علی حالها تشاهد ذلكَ المنظر البشع بهلعٍ وهي تضع يدها فوق فاهها وتهز رأسها بزٌعرٍ تام وعدم إستيعاب لما يحدث

أما قاسم الذي دنی من مستوی ولدهِ يحاول تخليص ذلك الجبان من قبضة يده ولكن هيهات ،فقد كان يحاوط عٌنقه مضيقاً عليها الخناق بغلٍ وقوة مفرطة حتی أن روحهِ المليئة بالشر كادت أن تٌزهق من شدة ضغط سليم فوق عٌنقه

إجتمع المارة بمساعدة قاسم وخلصوا ذلك الندل من قبضة يدهِ بإعجوبه، وأبعدوه عنه وقف حٌسام يَسعل بشده مٌمسكاً بعنقهِ يحاول إستنشاق الهواء وتنظيم أنفاسهٌ المتقطعه

وقفَ ينظر إليه لاهثاً من شدة غضبهِ وتحدثَ بشرٍ وهو يٌشير إليه بسبابتهِ مٌهدداً إياه:
۔ راجعلك تاني يا خاين،تصفية حسابي معاك جه وقتها ،،

وأكملَ بوعيد وفحيح:
۔وإدعي ربنا إن موضوعي مع فريدة يكمل علی خير،وإلا قسماً بربي لتشوفوا شر سليم اللي عمركم ما هتتخيلوه وقت الحساب إبتدی والكل لازم يحاسب علی الفواتير،

ثم حول بصرهِ لتلكَ اللعينه المٌسماه بندی

إبتلعت لٌعابها وتحدثت بتخابث كي توهمهْ بعدم معرفتها بما حدث:
۔ فيه إيه يا سليم ؟

نظر لها بعيون تطلقٌ شزراً وتحدثَ بفحيحٍ مادداً يده :
۔هاتي موبايلي يا حقيرة

إرتعبت من نظرة عيناه المٌخيفه وبسرعة البرق مدت يدها داخل حقيبتها وأخرجته،جذبهٌ منها بحدة وعنف كادت أن تخلع يدها

حين جرت عليه تلك البريئه الباكيه التي تسائلت قائلة برعب :
۔ مالك يا سليم،ماما جرالها حاجه ؟

نظر لها بخيبة أمل وأردفَ قائلاً بنبرة مٌتألمه :
۔أمك دبحتني بسكينه تلمه يا ريم، مثلت إنها تعبانه علشان تكسرني قدام فريدة،أمك نهت علی أملي خلاص

هزت رأسها بهستيريا غير مصدقة لما أستمعته أذناها

جذبهٌ قاسم من ذراعهِ وأردفَ قائلاً :
۔مش وقته يا أبني،،يلا بينا نلحق عروستك

*☆*☆*☆*☆*
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين

تحرك مع والدهِ مباشرةً إلی منزل فريدة بعدما أعادَ تشغيل هاتفهِ وهاتف علی الذي كان مٌتجهاً إلی منزل قاسم ليطمئن علی الجميع ،وعلم منه ماحدث

وصلا للمنزل وجد الباب مفتوحاً علی مصرعيه،خطی للداخل مع والده وبصحبتهما المأذون الذي كان متفقاً معه لعقد القران داخل الأوتيل وذلك بعدما هاتفهٌ وجلبهٌ معه ،،

تحرك بجانب والدهُ خجلاً وكانا بموقفٍ لا يحسدا عليه

نظر إلی فؤاد الذي يجلس فوق الأريكة يضع يداه فوق رأسهِ والهم يظهر بملامح وجههِ الحزين علی ما أصاب عزيزة عيناه في اليوم الذي كان مٌنتظر أن يكون أسعد لياليها

يجاوراه شقيقاه أحمد وصالح يحاولان تهدأته والتخفيف عنه،ويلتف حولهم أنجالهم وأبناء عمومتهم وعبدالله ووالدهِ

تحدث سليم بنبرة صوت مٌتحشرجة حرجة :
۔السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نظر إليه الجميع ووقف أحمد ونجله زياد
أسرع أحمد إليه بغضبٍ وكاد أن يقترب منه ليٌفتك به ويٌكيل إليه بعض الضربات واللكمات كي يٌشفي غليلهٌ منه

أمسك بهِ عبدالله وزياد وأكرم كي لا يحتد بينهم الحال ويصل للمشاجرة

تحدث أحمد بحدة بالغة وهو يحاول الفكاك من بين أيديهم كي يتجه إليه ويٌبرحهٌ ضرباً :
۔يا بجاحتك يا أخي، إنتَ لسه ليك عين تيجي لحد هنا

صاح بهِ صالح الجالس بجانب شقيقهُ بصوتِ حاد ناهراً أخاهٌ:
۔إهدی يا أحمد وأقعد وخلينا نتكلم بهدوء كفيانا فضايح

زفر أحمد بضيق وكتم غيظه وهو ينظر لذلك الواقف بقلبٍ يغلي وينصهر ألماً وقلقاً علی صغيرتهِ

يريد الاطمئنان عليها ولا يبالي بكل ما يجري من حوله ،كل مايشغل بالهُ حالياً هو الركض إلی داخل غرفتها وسحبها وشق ضلوعهِ وأدخالها كي يحميها من العالم بأكملها ويمحي عنها أي حزنٍ قد أصاب قلبها الرقيق

تحدث قاسم بتعابير وجهٍ تنم عن مدی خجله :
۔أنا حقيقي أسف ومش عارف إيه اللي ممكن يتقال في موقف زي ده يا أستاذ فؤاد،بس لو تسمح لي أشرح لك اللي حصل معانا ومنعنا إننا نيجي القاعه أكون شاكر ليك

وقف صالح مٌتحاملاً علی حاله وذلك لأجل أن يجدا حلاً معاً وإنقاذ ما يمكن إنقاذة من تلك الفضيحه التي طالت إبنة أخيه

وتحدث بهدوء وهو يُشير بيده للجلوس :
۔ إتفضل أقعد يا قاسم بيه إنت والباشمهندس

وأكمل بنبرة حادة :
۔وأتفضل قول لنا مبرراتكم اللي منعتكم تيجوا الفرح ومن غير حتی متعتذروا بإتصال وتعرفونا

تنهد قاسم وجلس هو وسليم والمأذون بجانب ذلك الأب الحزين ،وبدأ بقص ماحدث معهم من مرض زوجته وبأنهم تركوا هواتفهم من تأثير الصدمه عليهم،وبالطبع لم يذكر أنها مجرد مؤامرة حقيرة من تلك اللعينه معدومة الضمير المسماة بزوجته كي لا يزدادَ الوضع سوءً

أردف فؤاد قائلاً بعتاب بعدما إستمع لحديث قاسم :
۔ولما هو ده فعلاً إللي حصل ماأتصلتوش بينا ليه وبلغتونا يا قاسم بيه ،علی الأقل مكناش إنتظرنا وشكلنا بقا وحش اوي كده قدام الناس  ؟

تنهد قاسم وأجاب :
۔صدقني يا أستاذ فؤاد كل حاجه حصلت بسرعة وكأننا كنا خارج نطاق الزمن

تنهد فؤاد بإستسلام و تحدثَ سليم بصوتٍ هادئ:
۔من فضلك يا عمي،أنا بستأذن حضرتك في إني أكتب كتابي دالوقتِ علی فريدة،وبعد كام يوم نبقا نعمل ترتيبات للفرح من جديد ،واللي حضرتك عاوزة كله أنا تحت أمرك فيه

نظر لهٌ فؤاد الذي بدا علی وجههِ الحزن والتعب وتحدثَ بإنكسار :
۔فرح إيه اللي عاوزنا نعيدة بعد الفضيحه إللي حصلت النهاردة يا باشمهندس،أنا بنتي قعدت في الاوتيل قدام الناس كلها مستنيه عريسها اللي معبرهاش يوم فرحها ولا حتي إتصل يعتذر

وأكملَ بألم:
۔وأي ناس إللي هروح أعزمهم تاني،الناس اللي زمانهم بيلسنوا علی شرف بنتي وبيألفوا عليها قصص وحكايات

هدر به أحمد قائلاً بحدة :
۔ قطع لسان اللي يتكلم علي بنتنا نص كلمة،بنتنا أشرف من الشرف والكل مٌتأكد من كده

نظر سليم إلی فؤاد وتحدث بهدوء :
۔كل حاجه هتتصلح يا عمي

هٌنا قرر قاسم التدخل قائلاً بتعقل :
۔ إسمعني كويس يا أستاذ فؤاد،إللي حصل حصل خلاص

وأكملَ بتعقل:
۔ دالوقت الكلام والعتاب لا هيقدم ولا هيأخر،أنا شايف إننا نكتب الكتاب وسليم ياخد عروسته للأوتيل اللي حاجزلها فيه ويتراضوا هناك براحتهم ،وبكده هنكون خرسنا كل الألسنه اللي بتتكلم ،وياسيدي لو علی الفرح والناس،بعد إسبوع يكونوا العرسان هديوا ونفسيتهم إرتاحت ونعمله من جديد

أكد صالح علی حديثهِ وكأنهٌ كان ينتظر تلك الكلمات:
۔عين العقل يا قاسم بيه ،كلام حضرتك محترم

وهز أحمد رأسهٌ بتأكيد هو الأخر وتحدث :
۔إيه رأيك في الكلام ده يا فؤاد

تنهد فؤاد إليهما وتحدث بهدوء :
۔ أنا معنديش مانع ، المهم فريدة هي اللي توافق

وقف سليم وأردف بهدوء :
۔بعد إذن حضرتك يا عمي ياريت تسمح لي أدخل لها وأبلغها بنفسي

هٌنا إستمع الجميع لصوت فتح الباب بقوه وخروج تلك التعيسة ذات الحظ العثر بهيئتها المزرية ووجهها الملطخ بالسواد من تأثيرالكحل العربي الذي إختلط بدموعها وتحول علی وجنتيها وكأنهٌ نهراً من السواد الجاري

نظر لها بقلبٍ يتمزق لسوء حالتها ،لثوب زفافها الذي أصبح بحالة مزريه كصاحبتهِ

لعيناها المنتفخة وأنفها وشفاها الذي كستهم حٌمرة دموع الحٌزنٍ والخزلان والقهر

إنتهي البارت
جراح الروح
بقلمي روز امين

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى