روايات روز أمين

رواية جراح الروح لروز أمين الجزء الثالث

رواية جراح الروح لروز أمين الفصل الرابع والعشرون

🔹️البارت الرابع والعشرون 🔹️

صباح اليوم التالي
ترجلت فريدة من سيارتها وأعطت المفاتيح للعامل المختص كي يصفها داخل جراچ الشركة
دلفت للداخل وفجأة تسمرت وأتسعت عيناها بذهول،شعرت بروحها تحومٌ من شدة سعادتها التي تملكت من روحها،نظرت أمامها بسعادة وجدت ما جعل صدرها ينتفض فرحاً
♡إنهٌ سَليمٌها♡
☆فارسٌها النبيلٌ ومٌرادِها☆
☆معشوقٌ عيناها أسِرٌ روحِها☆
☆فارِسٌ أحلامها مٌتملكٌ فؤادها☆
☆ خاطفٌ أنفاسٌها،، مالكٌ زمامٌها ☆

كان بإنتظارها يقف بطولهِ الفارع وجسدةِ العريض،كفارسٍ هٌمام خرجَ للتوِ من إحدی الأساطير العريقه كي يخطف أميرتهٌ الحسناء بجوادةِ العربيٌ الأصيل ☆

يرتدي حلةٌ سوداء يٌطلقٌ العنان لأزرار قميصهٌ العٌلويّ ليٌظهر صدرةٍ بمظهرٍ شديد الرجوله مٌهلك لإنوثتها وروحها العاشقه☆

ممٌسكَ بين يديه باقة من أروع الزهور وأجملها، ممزوجةً باللونين القٌرمزي والأبيض معاً مما أعطاها مظهراً خلاب

يصطف خلفهُ جميع موظفي الشركة والذين أتوا لينتظرونها لتهنئتها وعلی رأسهم فايز الذي لم يتفاجأ بالخبر حين أخبرهم بهِ سليم مٌنذٌ قليل ،فقد إستشفَ بفطانته إهتمام سليم المبالغ به بفريدة وفهم عشق ذلك الرجل لتلك الحسناء

إبتسمت بسعادة حين وجدته يقترب عليها بطلتهِ المٌهلكه لقلبها الولهان، إبتلعت لٌعابها من شدة وسامته وهو يبتسم لها بسعادة ظهرت علی ملامح وجههِ فزادتها وسامه وجاذبيه مهلكه لروحها

مد يدهٌ إليها بالزهور ونظر بهيام وعيونٍ تكادٌ تلتهمٌ جميع ملامحها وتحدثَ بصوتٍ حنونٍ هائم :
۔ مبروك يا عيون سليم !

إنتشی داخلها ودقت طبول السعادة داخل قلبها الرقيق ونظرت له بعيون هائمة حاولت التحكم بها ولكنها فشلت فشلاً ذريعاً

وتحدثت بصوتٍ حنون أذابهْ وهز كل ذرةٍ بكيانه :
۔الله يبارك فيك يا سليم !

تحرك إليها فايز وتحدثَ بإبتسامة :
۔ألف ألف مبروك يا فريده ،حقيقي تستاهلوا بعض

أجابته بإبتسامة:
۔ميرسي يا باشمهندس

أتت إليها نورهان التي رسمت علی وجهها إبتسامة مزيفه خبأت خلفها مدی حقدها لتلك المسكينة التي لا ذنبَ لها سوی أنها حالمه ومتفوقه وتمتلك روحاً شفافة

وتحدثت وهي تحتضنها كالأفعی التي تحتضن ضحيتها وتشدد من إحتوائها بجلدها الناعم الملمس،حتی تتمكن من تكسير عظامها لتسهيل إلتهامها في الوقت المناسب :
۔ مبرك يا فريدة،ألف ألف مبروك يا حبيبتي ،ماتتصوريش فرحتي بيكي قد إيه النهاردة،مع إني عاتبه عليكي علشان خبيتي عليا

أجابتها بإختصار لضيق الوقت وشدة الزحام مِن مَن يقتربون منها لتقديم التهنئة:
۔صدقيني يا نور الموضوع كله كان مفاجأة بالنسبة لي

ثم تهافت عليها المهنئون يقدمون لها التهاني هي وذلكَ الواقف بجانبها يشعر بتفاخر وكبرياء وقلبٍ يهيمُ فرحاً وسعادة علی أنه وأخيراً إقتیي جوهرتهٌ الثمينة

تحركَ عمال الكافيتريا بين الحضور وهم يوزعون الشيكولا والحلوی وعٌلب المياه الغازيه إحتفالاً بتلكَ المناسبة السعيدة وذلكَ بناءً علی توصية سليم بحد ذاته

كان ينظر عليهما من أعلی مٌمسكَ بقوة وغضبٍ بسور الشرفه المطله علی مدخل الشركة،بقلبٍ يحترق علی تلك التي عشق روحها الطيبه وقلبها ناصع البياض،تلك التي أزرتهٌ ووقفت بجانبه وأسندته بقوة حين تخلی عنه الجميع

تلك الجميلةٌ ذات الحس المرهف والضمير المستيقظ،تلك الجوهرة التي أضاعها بغبائهِ
نعم مازال لديهِ عشقٍ للُبنی من مامضي ،ولكنهُ ليس كافياً ليٌنسيهِ تلك الشفافه،جميلة القلب والعقلِ والروح

☆كيف لهٌ أن ينسی من وقفت معهٌ بأحلكِ الليالي وأسوأها ☆
☆كيف سيحيا بدونِ عينَاها وضحكَتِها ☆
☆حديثها ورِقتها ،خجلها وعِفتُها☆
☆فسلاماً علي من ملكت الروح بعذوبتها ☆
☆أما أنا
☆فليّ الله يصبرٌني علی مٌرِ الأيامِ وقسوتِها☆

حدثَ حالهٌ بغضبٍ،اللعنةٌ عليك سليم،اللعنةٌ عليكَ أيها المخادع المكار،اللعنةٌ عليك وعلی غبائي ومراهقتي المتأخرة،

اللعنةٌ علی كل من باعد بيني وبينك جوهرتي،قلبي يحترق لأجل خسارتك غاليتي !

عزائي أن تكوني سعيدة بحياتك بعدي،أما أنا فلي الله بعدكِ عزيزة عيني وأسرتي !

تحرك بقلبٍ يحترق متجهاً إلی مكتبة ،وقرر أن يتناساها وينغمس بالعمل محاولاً نسيانها وأن يٌكمل حياتهٌ بدونها ويتحمل ويلاتها

*☆*☆*☆*☆*
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين

داخل شركة الحٌسيني
كانت تتحرك داخل الرواق تتجه إلى البوفية الخاص بالدور المتواجده به

وجدها تتحرك فاتجهَ إليها بعيون تٌطلق قلوباً من شدة سعادتها،فقد قرر أن يٌطلق العنان لمشاعرهِ البريئه تجاهها وذلكً بعد الفشل الذريع في محاولاتهِ المستميتة لأجل نسيانها وإخراجَها من قلبهِ وعقله

إقتربَ عليها وأردفَ قائلاً بإحترام ونبرة صوت هادئة :
۔دكتورة ريم،إزيك

إرتبكَ داخلها حين رأتهْ،فقد أصبح هذا هو حالها مؤخراً عندما تنظر داخل عيناه أو تستمع لرنينَ صوته العذب
وأردفت قائلة بصوتٍ هادئ :
۔أزيك إنتَ يا دكتور

إبتسم بجاذبية علی إرتباكها حديث الولادة المصاحب بنظرة تيهه عندما تراه،وهذا وإن دل لديهِ بشئ فيدل علی أنها بدأت تشعر بما غزی قلبه إتجاهها وبالطبع فهو يغزو قلبها أيضاً

فتحدثَ بهدوء كي لا يٌربكها أكثر :
ؐ۔رايحة فين ؟

نظرت له بإستغراب لتطفلهٌ الغير معتاد وأجابت :
۔ رايحة البوفيه هجيب حاجه أشربها

نظر لها مضيق العينان متسائلاً :
۔ورايحة بنفسك ليه،ماتطلبي البوفيه وهيبعتوا لك اللي إنتِ عوزاه مع عامل البوفيه ؟

أجابته بكلماتٍ تٌظهر كم أنَ روحها جميلة :
۔وعلی إيه أتعب العامل معايا،وبعدين أنا بحب أتمشی بدل القعدة علی الكرسي طول اليوم

وأبتسمت وتحدثت خجلاً :
ؐ۔ وبيني وبينك كده أنا خرجت النهاردة من غير فطار وجعانة جداً،هروح أشوف أي بسكوت أو أي حاجة تنفع تتاكل مع النسكافية

إبتسم لها وأنساق بجانبها متجهَ معها إلی البوفية ودلفا معاً ، إنتفض عمال البوفيه من جلستهم ونهضوا واقفين بإحترام

وتحدث أحدهم وعيناها بالأسفل :
۔ تحت أمرك يا مراد بيه

إبتسمت علی إستحياء منه،من رعب هؤلاء المساكين الذين هلعوا خوفةً من بطش ذلكَ المتجبر بهم كعادتة ،نظر بجانبهِ لها وأبتسم لأجل إبتسامتها

ثم وجهَ حديثهٌ للعامل بهدوء :
۔ شوف دكتورة ريم تطلب إيه الأول

إستغرب العامل تعامل مديرةٌ بكل تلك الهدوء والسكينة مع إحدی بنات حواء

ثم نظر إلی ريم وتسائل بإحترام :
۔أؤمري يا دكتورة ؟

أجابته بإبتسامة بشوشه :
۔ الأمر لله وحده ،عاوزة نسكافيه من غير سكر ومعاه أي بسكوت سادة

نظر لها وأجابها نافياً:
۔ للأسف يا دكتور مفيش بسكوت

تسائلت :
۔ ولا كيك ؟

هز رأسهُ قائلاً :
۔مفيش أي مأكولات في البوفيه،البوفيه هنا مشاريب فقط لا غير يا فندم

نظرت ببلاهه وتحدثت بإعتراض :
۔ يعني إيه بوفيه في شركة كبيرة زي دي وميكونش فيه حتی باكو بسكوت يتقدم مع الشاي لو حد من الموظفين حس بالجوع

أنزل بصرهِ أرضاً قائلاً علی إستحياء :
۔ دي أوامر يا دكتورة

تحدثت بإستهجان :
۔أوامر ؟

والأوامر دي خرجت من دماغ أنهی عبقري إن شاء الله

إبتسم ذلك الواقف بجانبها يستمع حديثها مع العامل بصمتٍ وضحكات داخليه

أمال علی أٌذنها بهدوء هامسً بدعابه :
۔أوامر من دماغ دراكولا الشركة اللي واقف جنب حضرتك

أغمضت عيناها خجلاً ونظرت بجانب عيناها تترقب لذلكَ الواقف

ثم تحدثت إلی العامل بدعابة :
۔قرار صائب طبعاً وفي مصلحة الموظفين ،إحنا جايين نشتغل يا حسن،مش هنهرج بقا ونقضيها شاي وبسكوت ونضيع وقت الشركة

وتحمحمت وأردفت بطريقة ساخرة وهي تٌشير لساعة يدها :
۔إستعجل بالنسكافية يا حسن من فضلك،إحنا كدة بنهدر وقت الشركة يا إبني

ضحك علی جمال وخفة ظلها ووجهَ حديثة إلی حسن :
۔ تتصرف في علبة بسكوت سادة حالاً وتجيبها علی مكتبي مع النسكافية بتاع الدكتورة وقهوتي الساده

ثم نظر لها بجانب عيناه وأكمل حديثه :
ؐ۔ ومن بكرة تنزل في البوفيه أي حاجه ممكن يحتاجوها الدكاترة والموظفين هنا في الشركة

وأشار بيده إليها ليحثها علی التحرك أمامه وأردف قائلاً :
۔إتفضلي يا دكتورة نكمل شغلنا في مكتبي

تحركت بجانبه وتسائلت حين خرجا من البوفيه :
۔ شغل إية ده اللي حضرتك عاوزني فيه ؟

أجابها :
۔عاوز أسألك وأخد رأيك في موضوع خاص بالشغل هنا في الشركة

ضيقت عيناها وتسائلت وهي تٌشير بسبابتها علی حالها بتعجب:
۔ حضرتك متأكد من إنك عاوز تاخد رأيي أنا ؟

إبتسم بخفه ودلف معاً لباب المكتب وتحدثَ وهو يشير إليها بالجلوس :
۔ أعتبر ده تواضع منك ؟

وأتجهَ إلي مقعدهِ الرئيسي خلف مكتبهِ وأكمل بنبرة معظمه :
۔ إنتِ مش عارفة قيمة نفسك وعقلك ولا إية يا دكتورة

إبتسمت لإطرائه عليها

خلع حلة بدلتة وعلقها خلفه وبدأ برفع أكمام قميصهٌ بطريقة جعلته أكثر وسامه،

إنتفض قلبها وأرتبكت من شدة وسامته ورجولته وغضت بصرها سريعاً

لاحظ هو إرتباكها وسعدَ داخلهٌ بشدة وتنهد براحه

ثم بدأ يتحدثا بالعمل وتوقفا حين إستمعا لطرقات خفيفه فوق الباب
تحدث مراد بهدوء :
۔ أدخل

دلف العامل ومعه عٌلبة بسكوت كانت متواجدة بالفعل لديهم خاصة بهم وأنزل النسكافيه وقدح القهوة وخرج سريعاْ

كان يتحدث معها بالعمل تحت سعادتهِ المطلقة وهو يراها تتناول طعامها خجلاً مع المشروب ويبدوا عليها الجوع الشديد

وبعد مده دلف صادق إلی مكتب مراد،شعر بغصة مؤلمة إقتحمت صدرةِ حينما وجدها تجلس أمام صغيرهٌ بكل أريحيه ووجد السعادة تكسو وجه فلذة كبده

تسائل صادق بعدما ألقی التحيه  :
۔ لعل وجودك هنا خير يا دكتورة ريم ؟

نظرت له بإستغراب في حين غلی داخل مراد من إحراج والدهِ لمن خطفت قلبهْ مؤخراً

وقفت ريم وأبتسمت بوجهها الصابح وتحدثت :
۔ لا إطمن يا دكتور صادق،خير جداً إن شاء الله،أنا ودكتور مراد كٌنا بنتناقش في بعض الأمور الخاصة بالفرع هنا

ثم أبتسمت وحولت بصرها إلی مراد وتحدثت مٌداعبة إياه :
۔ دكتور مراد عمل لنا هدنة من لعبة القط والفار والحمدلله تجاوزنا المرحلة دي وبقينا أصدقاء كمان

ثم أشارت إلی عٌلبة البسكوت الموضوعة فوق المنضدة وتحدثت بخفة ظل :
۔ده حتی سمح للبسكوت يتواجد معانا في الشركة بدون قيود ولا فرض رسوم

كان يستمع لحديثها وهو ينظر لوجه فلذة كبده الذي يبتسم بسعادة لم يرهٌ عليها منذٌ الكثير

فتحدث صادق مٌتعمداً لإفاقة مراد :
۔ أخبار خطيبك إيه يا ريم،مش هنفرح بيكِ قريب ولا إية ؟

إرتبكَ داخلها وأنكمشت أسفل معدتها وأكشعرت ملامح وجهها لا إرادياً عندما تذكرت حٌسام

علی الجهه الأخری إرتخت أعضاء جسده ولانت بعدما لاحظَ تشنُجها وردة فعل وجهها التي تدل علی ضيقها وضيق صدرها من مجرد الحديث عنه

فهي حقاً أصبحت مٌؤخراً لم تعٌد تٌريد الإستماع حتی لذكر إسمه ،فلقد باتت تشعر بالإختناق مباشرةً لمجرد الإشارة من أحدهم إلی شخصة

وأردفت قائلة بلامبالاة:
۔ لسه بدري يا دكتور،أنا حالياً مابفكرش غير في دراستي وإزاي أتخرج منها بتفوق علشان أكون جديرة بالمكانة اللي حضرتك وضعتني فيها

أجابها ذلكَ المنتشي التي كست ملامحهِ السعادة فجعلت منه وسيماً بشكلٍ مبالغ به تحت أنظار والدهُ المشتته:
۔برافوا عليكي يا دكتورة،كلام عملي وصحيح جداً لحد متمكن من نفسه ومن قدراته

نظر والدهٌ لملامحهِ بعقلٍ مشوش وقلبٍ مشتت مٌتسائلاً هل يفرح لأجل سعادة صغيرةٌ المزيفه،أم يحزن ويستعد لما هو أتْ

فأكملت ريم بسعاده وهي تستعد للخروج :
۔ علی العموم عندنا فرح قريب جداً ،الباشمهندس سليم خطب وهيتجوز في خلال إسبوعين إن شاء الله،وأكيد حضراتكم هتكونم أول المدعوين

إبتسما كلاهما وهنأها وخرجت هي وضل صادق ينظر لوجه إبنه السعيد وهو مٌكتف الأيدي ولا يدري ماذا يتوجب عليه فعله

*☆*☆*☆*☆*
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين

أما ذلكَ العاشق
الذي كان متواجداً داخل مكتبها يجلس أمامها، مٌستندً بساعديهٌ فوق المكتب ويضع كف يدهُ علی وجنتهِ ،ينظر إليها بعيون هائمة عاشقه حتی النخاع

تحدث بعدم إستيعاب :
۔أنا مش مصدق نفسي يا فريدة،من كتر ما أتمنيت اليوم ده وحلمت بيه مش مصدق إنه أخيراً حصل وقريب جداً هتكوني مراتي،نور عيوني وأميرة حياتي

إبتسمت له وسحبت بصرها للأسفل خجلاً فتحدثَ هو معترضاً :
۔بتحرميني من عيونك ليه يا فريدة ؟
وأكملَ بهيام:
۔بصي لي يا حبيبي
بصي لي خلي سليم يشبع من عيون حبيبه اللي إتحرم منها سنين وسنين

وأكملَ بصوتٍ ذائبٌ عشقاً أذاب روحها وجعل قلبها يصرخ مٌطالباً إياه:
۔ يا فريدة

نظرت له بعيون هائمة مطيعه مسحورة فأكملَ هو ليٌنهي علی ما تبقی من صبرها وتماسكها الهش:
۔ بحبك يا فريدة

تحدثت مستعطفه إياه بشفاه مرتعشه :
۔سليم

أجابها بطاعه وعشق:
۔يا عيون سليم

تحدثت خجلاً :
۔وبعدين معاك يا سليم ،كفايه كده أرجوك

أجابها هائماً :
۔كفاية إيه ،هو أحنا لسه قولنا حاجه ،إحنا لسه بنبتدي يا حبيبي

وأكملَ:
۔ لسه هنقول اللي ماقولنهوش طول الخمس سنين إللي فاتوا ،هوريكي الغرام علی أصوله يا فريدة
غرام سليم الدمنهوري لمراته حبيبته اللي عاش عمرة كله يتمنی اليوم اللي ياخدها فيه جوة حضنه ويتقفل عليهم باب واحد

وأكملَ بنبرة حماسية:
۔إسبوعين يا فريدة،إسبوعين بس وهتكوني حلالي،وساعتها هعوضك وهعوض نفسي عن سنين الحرمان اللي عشناها،هدوقك شهد الغرام،غرام سليم لفريدة أحلامه

كانت تستمع لكلماتهِ بقلب هائم وروحٍ حالمه ومشاعر مدغدغة وكأنها تتراقص عليۜی نغمات عازف بيانو محترف إستطاع تملكَ روحها بالكامل وجعل منها راقصة بالية محترفة

إستفاقت علی حالها وتحدثت خجلاً:
۔أرجوك كفاية يا سليم،حرام عليك اللي بتعمله فيا ده !

غمز بعيناه وأجابها بوقاحة:
۔هو أنا لسه عملت حاجه يا قلب سليم،إصبري ،ده أنا هبهرك

إبتلعت لعلبها وتحدثت بإرتباك:
۔إنت قليل الأدب علي فكرة،وإتفضل بقا علی مكتبك

ضحك برجولة وتحدث بوقاحة:
۔ قليل الأدب من مجرد تلميح،أومال وقت التنفيذ هتعملي إية ؟

وقهقهٌ مسترسلاً حديثهْ:
۔هتقدمي فيا بلاغ لشرطة الأداب قسم مكافحة إفساد الأخلاق والفضيلة

وقفت بإرتباك وتحدثت وهي تٌشير إليه للخارج :
۔سليم من فضلك، ياريت تتفضل علی مكتبك لأن عندي شغل كتير محتاج يخلص،

وأكملت وهي تتهرب من عيناه :
۔وياريت تبطل تلميحاتك دي لإنها بتوترني وبتضايقني

وقف وتحرك إليها وأقترب من وقفتها ،تلفحتها رائحة عطرة التي باتت تعشقها كما تعشقه وشعرت بقشعريرة تسري بجسدها من مجرد إقترابه،بات صدرها يعلو ويهبط بسرعة فائقة

فتسائل هو بهمس عابث بعثرَ كيانها:
۔فعلاً تلميحاتي بتضايقك وتوترك ؟

أجابتهٌ برجاء وإرتباك حاجبه عيناها عنهْ:
۔سليم

أجابها هامسًاً بعثر داخلها :
۔عيونه

تحدثت بقلبٍ ينتفض:
۔كفاية أرجوك ،متعملش فيا كدة

تسائلَ وهو يقترب أكثر:
۔كدة اللي هو إزاي يا فريدة ،ممكن أعرف هو قربي بيعمل إيه في حبيبي ؟

أعلنت إستسلامها ورمت حالها بإهمال فوق مقعدها وتحدثت بنبرة توسلية :
۔أخرج يا سليم من فضلك،أرجوك أخرج،إنتَ ناسي إننا في الشركة

أجابها بهيام:
۔عيونك تنسي الواحد إسمه وزمانه يا حبيبي

ثم زفر بهدوء وتراجع للخلف وتنهد براحه وعيون هائمه :
۔بحبك يا فريدة،بحبك

ثم تحرك للخارج وأغلق خلفهٌ الباب،وتنهدت هي ثم وضعت يدها فوق صدرها

وابتسمت بسعادة وحدثت حالها،ماأجمل شعورٌ عِشقَكَ حبيبي،يالك من رجٌلًا ساحراً وسيماً
أعشقٌكَ يا رجلي،أعشقٌ كٌلَ ما بكْ

☆ عيناك الساحرةٌ المتيمةَ بالنظرِ إليْ رسمي☆
☆صوتكَ الهائمٌ وهو يتغنيّ بحروف إسمي☆
☆روحكَ السارحةٌ في سماءِ عشقي وهمسي☆

أعشقٌكَ سَليم،أعشَقٌكَ وأنتظر ضمتك الحلال لي ولقلبي المسكين الذي طال إنتظارهُ لفرحة لٌقياكَ

سأنتظر لٌقيانا وأنا علی أحر من الجمر من شدة الإشتياق
أحبك سَليمي بل أعشقٌكَ رجٌليّ الوحيد وزوجيّ المنتظر

*☆*☆*☆*☆*
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين

داخل منزل حسن نور الدين وبالتحديد داخل شقة هادي

خرجت دعاء من المرحاض بعدما أخذت حمامً دافئاً وجدت  زوجها يحمل طفلهِ الرضيع ويهدهدهُ بين راحتيه

تحركت إليه بهدوء وتحدثت هامسة :
البيبي نام ؟

هز لها رأسهٌ بإيجاب وتحرك بملاكهِ وقبل جبهتهٌ بحنان ثم وضعهٌ داخل مهدهِ بهدوء وعاد إليها

وبعد مده كانت تقبع داخل أحضانه فوق تختهما وهو يحتويها بحنان متمدداً بجوارها

تحدثت دعاء بنبرة صوت مهموم :
۔ هادي،أنا عاوزة أقول لك علی حاجه

قبل جبهتها بحب وأردفَ قائلاً بدعابه :
قولي علی حاجه

تنهدت دعاء وتحدثت :
۔ أنا حاسه إن رانيا هي المتصل المجهول إللي كانت بتكلم لُبنی

وفجأة وبدون مقدمات إنفجر هادي ضاحكاً بصوتٍ عالي جعلها تبتعد عن أحضانه وجلست تنظر إليه بوجهٍ عابس

وأردفت قائلة بغضبٍ طفولي :
۔شكراً يا هادي علی تقديرك ليا ولكلامي

أردفَ قائلا ًوهو يحاول السيطرة علی نوبة الضحك التي أصابته من حديث زوجته الساذج :
۔ أنا أسف يا حبيبتي،حقيقي مقصدش أتريق علی كلامك،،بس بجد يا دعاء كلامك مش منطقي خالص

ربعت يداها علي صدرها وتحدثت بوجهٍ كاشر :
۔ طب مش تسألني يا أستاذ إيه إللي خلاني أقول لك كلامي دي قبل ما تتريق

نظر لها وكتم ضحكاته محاولاً السيطرة وتحدث بهدوء :
۔أنا اسف يا قلبي،إتفضلي قوليلي أسبابك

زفرت بضيق وأكملت :
۔ بص يا هادي،إنتَ عارفني مبحبش أظلم حد ولا أفتري عليه بالكلام، علشان كده هقولك شكوكي وإنتَ أحكم بنفسك،

وأسترسلت حديثها :
۔ من فترة كده رانيا استدرجتني في الكلام وعرفت مني علاقة هشام ولُبنی القديمة والغريبه إنها فرحت اوي وقتها ،وبعدها بدأت تتقرب من لُبنی وأخدت رقم تليفونها وبقت تكلمها علی طول،ده غير إنها كانت بتتصرف مؤخراً بطريقه غريبة

إبتسم لها هادي وتحدثَ بتعقل :
۔ أنا معاكي في كلامك وأصدق إن رانيا كانت ممكن تعمل أي حاجه علشان تخلي هشام يسيب فريدة،لأن زي ما كان واضح للجميع إن رانيا بتغير من فريده وبتحقد عليها ،

وأكملَ حديثهٌ مٌعترضاً :
۔ بس أنا مش معاكِ في موضوع إن رانيا هي المتصل المجهول،لسبب بسيط جداً وهو إن رانيا أغبی من إنها تخطط بالذكاء ده كلة ،ده غير private number

واللي رانيا لا تقدر علی تمنه ولا حتی كان ييجي في مخيلتها

تنهدت وأردفت بتفهم وهي تهز رأسها :
۔ كلامك صح ،بس أنا بردوا حاسه إن رانيا مش بريئة من موضوع هشام وفريدة

تنهد هادي وتحدث بنبرة جادة :
۔ربنا يستر عليها الفترة اللي جاية،حازم هيفوقها من عمايلها دي كلها علی كابوس عمرها

ضيقت عيناها بإستغراب وأردفت قائلة:
۔ تقصد إيه بكلامك ده يا هادي  ؟

تنهدَ مهموماً وأجابها وهو يسحبها داخل أحضانه من جديد ويدثرها تحت الغطاء بعناية :
۔ ما أقصدش حاجه يا حبيبتي ،تعالي في حضني ونامي لك شوية قبل الولد ما يصحي

تنهدت بإسترخاء ووضعت رأسها فوق زراعه وأغمضت عيناها مستسلمة للنوم بأحضان زوجها الدافئة

أما هادي الذي شرد بحديث شقيقهُ الذي أخبرهٌ به منذُ يومان علی أنه عشق صديقةُ له بالعمل وينتوي إخبار والديه وزوجته لإتمام زواجهٌ منها وذلكَ لعدم راحته مع زوجته

*☆*☆*☆*☆*
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين

في اليوم التالي داخل مسكن غادة
كان هشام يجلس فوق الأريكة مجاوراً خَالتِهْ التي تواسيه وتٌعينهٌ علی حالة كعادتها

إستمعا لصوت جرس المنزل فتحركت غادة وفتحت الباب،فوجئت ب لُبنی تقف أمامها،تنهدت وأشارت لها بالدخول

دلفت للداخل ونظرت إليه والدموع تمليئ مقلتيها وتحدثت بندمِ:
۔أنا أسفه يا هشام،أرجوك تسامحني

وقفَ كمن لدغهٌ عقرب وتحدث بحدة:
۔أسفه علی إيه يا أستاذة،علی إنك إتفقتي مع واحد حقير ومثلتي عليا دور الحب علشان تخلي فريدة تسيبني ؟

تحدثت بصياح بنبرة معترضه :
۔أنا ممثلتش عليك الحب يا هشام وإنتَ عارف كده كويس أوي ،

وأكملت بنبرة صريحه:
۔ومش هنكر اللي عملته ولا هتكسف منه،ولو رجع بيا الزمن تاني مش هتردد لحظه واحده بإني أعمل أي حاجه في سبيل إني أرجعك ليا تاني

تحدثت غاده بمحاولة منها لتهدئة كلاهما :
۔إهدوا وأتكلموا بالراحه وبالعقل علشان تعرفوا تفهموا بعض !

وقف هشام وحمل أشيائه قائلاً وهو يستعد للذهاب :
۔أنا لا طايق أتكلم مع حد ولا عاوز أفهم حاجه،أنا ماشي !

جرت عليه وأمسكته من ساعديه وتحدثت بتوسل ودموع:
۔أرجوك تسمعني يا هشام،أديني فرصة أتكلم وأشرح لك كل إللي حصل،وأنا راضيه بحكمك عليا بعدها

وأكملت بعيون باكية مٌترجية:
۔ أنا محتاجة لك أوي يا هشام ،أرجوك متسبنيش وتمشي !

نظر لعيناها مطولاً،وبلحظه أنتفض داخلهٌ وأرتعش صارخاً متمرداً معلناً عن إنهيار وذوبان جبل الجليد الذي ضل يٌشيدهٌ  داخل قلبهِ طيلة السنوات الأربع الماضيه
ضل يٌشيدهٌ حتی لا يأتي اليوم الذي يضعف به أمام عيناها مرةً أخری ولكن يبدو أنهٌ حانَ الأن أوان الأنهيار

أمالت رأسها له في حركة توسلية شلة بها حركته وتسمر بوقفته

فأكملت هي بهمس عابث له،بعدما شعرت ببداية لينه لها :
۔تعالَ نتكلم جوة ،أرجوك يا هشام،أنا تعبانه وفعلاً محتاجه أتكلم معاك !

إبتلع لٌعابه فاستغلت هي ضعفه وسحبته من يدهٌ وأنساق هو ورائها مٌمتثلاً لأمر الهوی ولأمرها

نظرت لهما غادة وتنهدت متمنيه داخل نفسها بأن يتفقا ويعودان لعهدهما السابق

دلفا لداخل حجرة المعيشه وأجلسته فوق الأريكه وجلست بجانبه ثم أمسكت يده تحت إنتفاض قلبه وتحدثت :
۔خلاص يا هشام،ملوش لزوم تعاند وتغالط نفسك أكتر من كده،أنا بحبك وعمري ماقدرت أنساك ،وإنتِ بتحبني وعمرك ماقدرت تنساني،يبقا ليه العند والبعاد ؟

وأكملت بترجي :
۔خلينا نرجع تاني يا هشام،خلينا نتجوز زي ما كنت بتطلب مني زمان !

إنتفضَ جسدهِ غضباً عندما ذكرته بالماضي وبلحظة إستفاقَ من حالة الهيام تلك التي سيطرت عليه،فجذبَ يدهٌ منها بعنف وتحدث بصياح ونبرة محتده:
۔أتجوزك علشان ترجعي من تاني تسبيني وتقولي لي إحنا زي الإخوات ومننفعش لبعض يا هشام

هزت رأسها بدموع وأردفت قائلة بنفي:
۔عمري ما هعمل كده لأني بحبك

أجابها بحده وعيون تطلق شرزاً:
۔طب ما أنتِ بردوا كنتِ بتحبيني زمان،وحبك ده ما منعكيش ولا شفع لي عندك إنك تفضلي معايا،سبتيني علشان تسافري لباباكي وتتمتعي وتعيشي حياتك في دبي،إتكبرتي عليا وعلی عيشتي وحسستيني بعجزي وقلة حيلتي ومستوايا اللي مايلقش بمستوی جنابك

وأسترسلَ حديثهٌ بصياحٍ عالي :
۔ويوم ماقررتي ترجعي رجعتي علشان تخربي لي حياتي اللي عشت أبني فيها علشان أتخبي ورا جدرانها وأنسی بيها تجربة غدرك المرة !

وأكملَ بإتهام وصياحٍ عالي:
۔يوم ما رجعتي رجعتي علشان تخلي فريدة تسيبني وتتخلي عني زي ما أنتِ عملتي معايا بالظبط،يعني ماأكتفتيش باللي عملتيه فيا زمان،لا رجعتي علشان تخليني أعيش نفس تجربتك المرة من جديد علی إيد فريدة

وأكملَ بمرارة وعيون بها لمعة دموع حبيسة تأبي النزول :
۔ فريده الإنسانه الوحيده اللي إحتوتني بإحترامها وولائها ليا وصبرها معايا ،ووقفتها في ظهري وإصرارها علی إننا نتخطي الصعب ونصنع حياه أفضل بمجهودنا وكفاحنا مع بعض

وأكملَ معنفاً إياها :
۔ فريده قبلت بيا وبظروفي اللي إنتِ إتمردتي عليها وروحتي تعيشي حياه الرفاهية عند أبوكي

وسبحان الله،بعد ماسافرتي علی طول قابلت فريدة بالصدفه،وكانت دي الصدفة اللي غيرت حياتي 180 درجة للأفضل

ونظر لها بقلبٍ يتألم وعيون حزينة تتلئ لئ بها حبات الدموع :
۔فريدة كانت القشه اللي إتعلقت بيها علشان أخرج من بحر ظٌلماتك اللي رمتيني فيه ومشيتي وسبتيني بدون رحمة !

وأكملَ مٌتألماً :
۔فريدة قدمت لي كل حاجه فقدتها علی أديكي، قدمت لي ثقتي في نفسي اللي عليت وأرتفعت لعنان السما بفضلها ،قدمت لي الإحترام في معاملتها الراقيه ليا ،عاملتني كإنسان ليه قيمة،ومكتفتش بكده وبس،لا فريدة فضلت جنبي وتدعمني عند رؤسائها ومديرينها لحد موصلت للمكانة اللي حسيت بيها إني بقيت بني ادم ليه قيمة بجد

وأكملَ بعيون تَحِنٌ لذكری أجمل وأنقی فتاة قابلها بحياته وأضاعها بغبائة وضعفه الذكوري :
۔فريدة كانت السبب في كل حاجه حلوة حصلت لي في حياتي،فريدة كانت كل حياتي

ثم نظر لها وهدر بها بإشمئزاز ووجع دفين لسنواتٍ مضت:
۔إنتِ بقا عملتي لي إيه غير إنك إتمردتي علی ظروفي وروحتي تعيشي في الرخاء عند أبوكي

كانت تنظر له بقلبٍ يتأكل ندماً وغيرة وحسرة،و تهز رأسها بنفي ودموعها تنهمرٌ فوق وجنتيها وتحدثت مفسرة :
۔ إنتَ فاهم غلط يا هشام ،إنتَ كده بتظلمني ،أنا مسبتكش علشان ظروفك الماديه

نظر لها بإشمئزاز وتحدث مٌتسائلاً :
۔ أومال سبتيني ليه يا حب عمري ؟

بكت وأنزلت بصرها للأسفل وصمتت

نظر لها وتحدث بنبرة حادة :
۔من الهاردة مش عاوز أشوف وشك قدامي في أي مكان أروحه يا لُبنی

وخطي خطوتين وفجأة تسمر بوقفته وتزلزلَ جسدهِ بالكامل حين إستمع لحديثها بنبرة صوتها الباكي :
۔ أنا سافرت علشان ماتشوفنيش وأنا بموت يا هشام،أنا كنت مريضة لوكيميا في مرحلة متأخرة

فاق كلاهٌما علی صوتٍ تهشمٍ عالٍ ،إلتفتا حيثٌ مصدر الصوت،وجدا غادة تقف واضعه يدها فوق فمها بذهول وعيون جاحظة ،تتناثر حولها قطع زجاجية نتيجة تهشم تلك الكؤؤس التي كانت تحملٌها وتدلف بها إليهما،ووقعت منها علی أثر ما إستمعته من فم إبنة شقيقتها

أما هو التي نزلت عليه كلماتها كالصاعقة الكهربائية ،حول بصره إليها وتحدثَ بذهول :
۔ إنتِ بتقولي أيه يا لُبنی

بكت بحرقة وجرت عليها غاده تسألها والقلق ينهش داخلٌها :
۔ لُبنی ،،إنتِ بتقولي إيه

تحرك بخطواتٍ مرتبكه ووقف مقابلاً لها وتسائل بصوتٍ حذر والقلق ينهش داخله :
۔ قبل أي حاجه طمنيني وقولي لي إنك خفيتي وبقيتي كويسه ؟

هزت رأسها من بين دموعها الغزيرة بإيجاب

فتنفس هو براحه كمن كان خارج الحياة وعادَ إليها بسلام

أمسكت غادة التي تبكي بشدة يدها تجرها خلفها للأريكة وأجلستها وتحدث بهدوء :
۔ أنا كنت حاسة إن سفرك إنتِ وأمك وراه حاجه كبيرة، بس كنت طول الوقت بكذب إحساسي

إحكي لي كل حاجه من الأول

نظرت لهما وبكت حين تذكرت أسوء ذكری في تاريخ حياتها علی الإطلاق

فلاش بااااااااك

قبل أربعة أعوام من وقتنا الحالي

كانت تتحرك داخل جامعتها بجانب صديقاتها ،فتحرك شاباً إليهما قائلاً:
۔ نتيجة التحاليل بتاعت الحملة اللي وزارة الصحة كانت عملاها لنا ظهرت يا بنات،كل واحده تروح تستلم أوراق تحاليلها وتطمن علی نفسها

ضحكت لُبنی قائلة بدعابة :
۔وإنتَ بقا دخل عليك حوار الإهتمام من الدولة والكلام الفاكس ده ياأبني ده مجرد برتوكول ظاهري ولا منه أي لازمه

تحدث هيثم معترضاً لا طبعاً يا لُبنی مش مجرد برتكول،الدولة عامله الحملة دي علشان إكتشاف الأمراض وإزدياد فرصة علاجها وشفائها بدري

هزت رأسها بعدم إقتناع وذهبت لإستلام نتيجة التحليل الخاص بها

نظر لها الموظف الخاص بتسليم نتائج التحاليل مطولاً ثم تحدث بنبرة قلقه ?
۔ أنسه لُبنی،مفيش أي أعراض غريبة حسيتي بيها الفترة اللي فاتت؟

تساءلت بعدم فهم :
۔ أعراض زي أي يعني مش فاهمه ؟

أجابها بهدوء :
۔ بصي يا أنسه ،نتيجة التحاليل بتقول إن فيه أجسام غريبة في الدم ،لازم تخضعي لكشف كامل عند دكتور خبرة وتروحي معمل كويس وتعملي تحليل CBC وربنا معاكي إن شاء الله

إرتبكت لُبنی من حديثهُ وعادت إلی المنزل وقصت علی مسامع والدتها ما دار بينها وبين ذلكَ المختص

بعد مرور ثلاثة أيام كانت تقبع فوق تختها بحالة لا يرثی لها تنظر لسقف الغرفه بشرود وصمتٍ مخيف، تجاورها والدتها التي تحتضن كف يدها وتبكي بألمٍ يمزق جسدها بالكامل وليس قلبها فقط،
وذلكَ بعدما كشفت التحاليل والأشعة التلفزيونية أنها مريضة بسرطان الدم بمرحلة متأخرة وتحتاج إلی معجزة لشفائها

أخبرهم الطبيب أيضاً أن العلاج الأسلم هو زرع نخاع لها من أحد أقرباء الدرجه الأولی وبعدها ستخضع للعلاج الكيميائي

دلف شقيقها إليهما وهو يتحدث إلی والدهِ عبر تطبيق الفيديو كول من جهاز الحاسوب

وبعد مدة من الدموع والألام من الجميع

تحدثَ كمال بحنان ليٌطمئن فلذة كبدهِ :
۔متخافيش يا لُبنی،هتتعالجي وهتبقي كويسه،لو هتضر أبيع هدومي وأعالجك مش هتأخر عليكي يا بنتي،أنا هحجز وهنزل مصر في أقرب وقت

بعد قليل خرجت لُبنی لبهو المسكن وجدت والدتها وشقيقها يجلسان بوجهٍ مهموم حزين

جلست مقابله لهما وتحدثت بجمود إصطنعته بصعوبه :
۔أنا قررت أسيب هشام ،وهسافر عند بابا أقضي أيامي إللي بقيالي في هدوء بعيد عن الكل

نظرت لها والدتها بألم فأكملت هي:
۔مش عاوزة أي حد يعرف بقصة مرضي،أنا فاضل لي إسبوع وأبدأ إمتحاناتي ،هخلصها علشان محدش يشك في حاجة وبعدها هسافر دبي عند بابا

بكت والدتها بقهرٍ وتحدثَ ماجد بنبرة حادة :
۔ إيه كمية الإحباط إللي في كلامك دي يا لُبنی ؟

وأكملَ بنبرة حماسية أمرة :
۔ أنا مش هسمح لك تكوني بالضعف ده إنتِ فاهمه ،هتتعالجي وهتخفي وإحنا كلنا هنكون معاكِ وحواليكي ومش هنسيبك،أنا وبابا وماما وهشام وكل حبايبك هندعمك ونقف معاكِ

صرخت به وتحدثت بإنهيار :
۔قولت لك مش عاوزة حد يعرف وخصوصاً هشام

أردفت منی قائلة بدموع :
۔ليه بس يا بنتي، هشام بيحبك وأكيد وجودة معاكي هيفرق في نفسيتك وهيسرع شفاكي

صرخت لُبنی قائلة بيأسٍ وإنهيار ودموع :
۔إنتِ بتضحكي علی نفسك ولا بتضحكي عليا يا ماما ؟

أنا وإنتِ عارفين كويس أوي إن إللي بييجي له المرض ده مبينجاش منه،

وأكملت بضعف وأستسلام  :
۔ تيتا وعمتو متوفيين بنفس المرض وأنا أكيد هموت زيهم

جري عليها ماجد وأحتضنها بإحتواء وتحدثَ بدموع :
۔خلاص يا حبيبتي إهدي ،أنا هكلم بابا وأقول له يلغي الحجز وأنا وأنتِ هنسافر له وهتتعالجي هناك وهتبقي زي الفل

أكملت والدته علی حديثهٌ بتأكيد:
۔ وأنا هسافر معاكم ،وهتخفي يا قلبي،بس أنا هتصل بهشام وأقول له  علشان يعمل حسابة ويسافر معانا

خرجت من أحضان شقيقها تهز رأسها رفضاً بطريقه هيستيرية
وأردفت قائلة :
۔قولت لك هشام مش لازم يعرف يا ماما

وأكملت ببكاءٍ حارق للقلوب :
۔هشام مايستاهلش إني أوجعه يا ماما،أنا هسيبه وهسافر علشان يكرهني وينساني،مش عوزاه يشوفني وأنا بتألم ويتوجع علشاني،

وأكملت بمرارة تٌدمي القلوب وهي تتلمس شعر رأسها بحسرة :
۔عاوزه لما أجي علی باله يفتكرني وأنا في أجمل صورة ليا ،
عوزاه يفضل فاكر لُبنی الجميله اللي حبها وحلم معاها ببيت صغير يضمهم

وبعد جدال طويل وافقتها منی وماجد وابلغا والدها وبالفعل بعد تأدية الإختبارات أبلغت هشام أنها لا تريد الزواج منه، وسافرت وتركته محطم الأمالِ والوجدان

بعد ذهابها إلی دبي تبرع لها أحد الأثرياء المقربين من كمال بمبلغاً طائل وساعدها علی السفر إلی أمريكا وبدأت رحلة علاجها التي إستغرقت ثلاثة أعوام حتی الشفاء الكامل

داقت خلالهم الويلات وكم قابلتها لحظات ضعف ولحظات استسلام حتی تجاوزت محنتها بفضل الله ثم الصبر والدعاء من والديها ومنها وشقيقها

تذكرت بإحدی المرات التي كانت تقبع فوق سرير المشفي بهيئة مزرية وجسدٍ نحيل ووجةٍ ذابل وذلكَ من تأثير جلسات العلاج الكميائي التي خضعت إليه بعد زرع النخاع داخل عظامها والذي تبرعَ لها به شقيقها ماجد

تحدثت بصوتٍ ضعيف إلی شقيقها الجالس بجانبها هو ووالدتها :
۔ماجد،إتصل بهشام وكلمه في أي حاجه،نفسي أسمع صوته،وحشني أوي

بكت والدتها وأردفت قائلة بمرارة تسكن داخلها :
۔ خليني أكلمه وأقوله ييجي يقف معاكي يا لُبنی

هزت رأسها بضعف وهوان وأردفت قائلة:
۔ عوزاه ييجي يشوفني وأنا بالشكل ده،ليه كده يا ماما،للدرجة دي مش خايفه عليه وعلی قلبه من الوجع

هز ماجد رأسهٌ بطاعة وأجابها :
۔متجهديش نفسك بالكلام يا حبيبتي وأنا هتصل لك عليه بكرة علشان ممنوع دخول التليفونات وانتي واخده الجلسه

في اليوم التالي هاتف ماجد هشام لتستمع لُبنی صوته وتٌريح قلبها المشتاق،لكنه لم يجب علی المكالمة التي كررها ماجد ولكن دون فائدة

إستمرت رحلة العلاج ثلاثة أعوام كاملة وبعدها تم الشفاء بفضل الله ،ضلت لُبنی عاماً أخر بدبي عندما علمت بخطبة هشام لأخری وأندماجه معها ونسيانها،حاولت الإرتباط بأخر حتی تمحو هشام من ذاكرتها ويصبح من ماضيها وتكمل هي حياتها بدونه،ولكنها فشلت فشلاً زريعاً ،وبعدها قررت العوده هي وأسرتها إلي أرض الوطن

عودة للحاضر !
إنتهت من سرد قصة مرضها المٌميت ونظرت إليه تستشف من عيناه السماح والغفران

كان ينظر لها بذهول وصدمة ألجمته وشلت جميع جسدةِ بالكامل

أما عن غادة التي كانت تبكي بإنهيار،أمسكت كفي يداها وقبلتهما وأردفت قائلة بدموع :
۔كل ده يحصل لك ومتقوللناش

تحركت إلی ذلكَ الساكن بجلسته وجلست بجانبه وتسائلت بترقب :
۔ ساكت ليه يا هشام ؟

إبتسمَ ساخراً وأجابها بنبرة متهكمه :
۔ منتظرة تسمعي مني إيه يا لُبنی،أجري عليكِ وأحضنك وأقول لك أنا أسف ،ط،أقول لك أنا أسف علی إنك خلتيني أعيش تجربة وجعت روحي ودمرت كياني سنين،إنتِ عارفة إنتِ عملتي فيا إيه ؟

ثم نظر لها بإشمئزاز قائلاً :
۔ تعرفي يا لُبنی،إنتِ أكتر واحده أنانية أنا شفتها في حياتي ،كنتِ أنانية حتی في مرضك وقررتي تخبيه عن الكل،

كنتي أنانية وإنتِ بتدبحي روحي وتحسسيني أنا قد أيه قليل الحيلة ومش قادر أحقق لك أحلامك،مشيتي ومهمكيش أهلي وأصحابي هيبصولي إزاي ،

حتی لما قررتي ترجعي رجعتي علشان نفسك،قررتي تدبحي فريدة بسكينه تلمه ومهمكيش قلبها اللي إتكسر وثقتها في نفسها إللي كانت ممكن تدمر لولا قوتها وثباتها،وبردوا ده عملتيه علشان نفسك

وراجعه تاني وبكل بساطة عاوزة تاخدي كل حاجه من غير ماتخسري أي حاجه،

وتسائل :
۔ده في شرع مين الكلام ده يا لُبنی هانم ؟

أجابته بعيون متوسلة:
۔في شرع القلوب العاشقة يا هشام،
وأكملت بدموع وترجي:
۔أنا راجعه من رحلة الموت وأنكتب لي عمر جديد ونفسي أعيشه في حضنك يا هشام

أمسكت يدهٌ وقبلتها ودموع الندم تنهمر من مقلتيها بغزارة :
۔سامحني يا هشام وأديني فرصه ثانية ،أنا بحبك ومستعده أعيش عمري كله تحت رجليك ،بس خليني جنبك أرجوك متبعدنيش

تماسك لأبعد الحدود كي لا يرتمي بأحضانها ويبكي كطفلٍ صغير وجد ملاذهٌ الأمن بوجود أمه نبع الطمأنينه والامان

نظر لها وأخذ نفسً طويلاً وتحدث مٌعترفاً بتألم :
۔أنا عمري مانسيتك يا لُبنی،أنا كنت بتناساكي ،كنت بتلاشی أي حد يجيب سيرتك علشان محسش بحنين ناحيتك

إنفرجت أساريرها وتحدثت بحماس وفرحة عارمة:
۔يعني إنتَ لسه بتحبني يا هشام ؟

أجابها بإبتسامة وعيون عاشقه:
۔أنا أكتشفت النهاردة بس إن عمري مابطلت أحبك يا لُبنی!

تسائلت هي بحماس:
۔هشام،إنتَ لسه عاوز تتجوزني؟

إبتسم لها بحب وهز رأسه بإيجاب

فتحدثت هي سريعاً بسعاده :
۔وأنا موافقه،موافقه إني أكون مراتك يا هشام

تحركت غاده إليهما وإبتسمت بسعادة وأحتضنت إبنة شقيتها التي كادت أن تحلق في السماء من شدة سعادتها

ثم تحركت لهشام الذي هب واقفاً وأحتضنته بسعاده قائلة :
۔ألف مبروك يا حبيبي،عين العقل يا هشام،عين العقل يا حبيبي

ثم نظرت إلي لُبنی وأشارت لها لتقترب وأحتضنت كلاهما بسعاده وحب تحت نظرات الهيام والسعاده التي تنطق من نظراتهما بعضهما البعض

سعد داخله وهو ينظر إليها وقرر أن يٌكمل حياتهٌ مع لُبنی ليٌنسيها ألام الماضي ويتناسی معها ألام ماضيهِ وحاضرهِ

وينغمس داخل أحضانها ويذوبُ فيها ويسبح،علها تنسيه تلك البريئة جميلة الروح،صافية القلب التي لم ولن ينسی برائتها مهما طال الزمن ☆

ولكن صبراً هشام،فالزمن كفيلٌ يا ولدي أن يٌنسيكَ صافية القلب والروح ،نعم لن يستطيع أن يَمحي تفاصيلها من مٌخيلتكَ ،ولكن ستتناساها وتتغافلَ وجودها وخصوصً بوجود تلك العاشقة لٌبني  ♡

ستزورُ مُخيلتكَ كُلَ حينٍ والأخر مثل طيفٍ جميل يمر عبرَ خيالك السارح ،مثل نسمة هواءٍ منعشةً في نهار صيفٍ ساخن تلفحٌ وجهكَ تٌنعشهٌ وتٌسعدٌ فؤادكَ ،تبتسم لتلك الذكری بسعادة،ثم تستمرٌ بالمضي قدماً في رحلة حياتك مع عاشقة عيناك “لٌبنی ”

هكذا هي الحياة،وهذا هو حالٌ العاشقين

إنتهي البارت
جراح الروح
بقلمي روز آمين

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى