روايات روز أمين

رواية جراح الروح لروز أمين الجزء الثالث

رواية جراح الروح لروز أمين الفصل الثاني والعشرون

🔹️البارت الثاني والعشرون🔹️

عادت فريدة إلی منزلها بقلبٍ هائماً سعيد يحوم في سماء العشقٍ والغرام وينتظر غدٍ جديداً مشرقا مع حبيباً طال إنتظار لٌقياه

وجدت عبدالله يجلس بجانب فؤاد وعايدة ونهلة !

وبعد أن ألقت عليهم التحية وجلست
تحدث إليها عبدالله الذي كان بإنتظارها :
۔بعد إذنك يا باشمهندسة،كٌنت حابب أتكلم معاكي في موضوع ده طبعاً لو تسمحي لي !

نظرت إلية فريدة وأبتسمت وأردفت قائلة بأخوة:
۔ أولاً إسمي فريدة ،ولا عاوزني أنا كمان أقولك يا متر ونقضيها ألقاب ؟

وبعدين إنت طول عمرك أخ وسند لينا من أيام ما كٌنا صٌغيرين يا عبدالله، ورابط الأخوة ده متانته زادت من بعد خطوبتك لنهلة ،
وأبتسمت قائلة:
۔ بالإختصار كده إنتَ بالذات تقول اللي إنتَ عاوزة كله!

تحدث إليها عبداللة ببشاشة وجه:
۔تسلمي يا فريدة،وده عشمي فيكي بردوا

تحدث فؤاد الذي كان يعلم بالأمر مٌسبقاً هو وعايدة ونهلة من عبداللة بذاته :

۔خدي عبدالله وأخرجوا للبلكونه علشان تاخدوا راحتكم في الكلام يا فريدة

هزت رأسها وأردفت قائله بطاعة:
۔حاضر يا بابا

وقفت وأشارت بيدها إلی عبدالله بإتجاه شرفة المنزل،وتحدثت نهلة وهي تنتوي التحرك إلی المطبخ:
۔وأنا هروح أعمل لكم حاجه تشربوها

تحركت فريدة وجلست مقابل عبدالله الذي بدا علی وجههِ القلق والتوتر

فابتسمت فريدة وتحدثت بذكاء وفطانة :
۔ده أنتَ حتی مش عارف تفاتحني في الموضوع يا عبدالله،
يبقي إزاي هتقدر تقنعني بيه؟

وأكملت بدعابه:
۔ للأسف،المرة دي ما أحسنتش إختيار موكلك!

هز رأسهٌ وأبتسمَ معجباً بذكائها وأردفَ قائلاً:
۔أو يمكن يكون موكلي هو اللي ما أختارش المحامي الصح اللي يعرف يدافع عنه !

إبتسم كلاهما واستكملَ هو حديثهٌ قائلاً بهدوء:
۔أنا يمكن أكون معنديش مَلكِة إختيار الكلمات المناسبه للمواقف اللي زي دي،لكن كل اللي أقدر أقولهٌ لك إن هشام فعلاً بيحبك،وجداً كمان

أجابته بإبتسامة ساخرة:
۔وهو اللي بيحب واحدة بيخونها وهما مخطوبين يا عبدالله ؟

أومال بعد الجواز كان هيعمل فيا إيه؟

تحمحمَ عبدالله بإحراج من تساؤلها المقنع وتحدثَ محاولاً إقناعها:
۔بصي يا فريدة،أنا طبعاً ضد اللي هشام عمله ومش معنی إني بتوسط له عندك إني موافق علی تصرفة ولا حتی إني مهون من اللي حصل ومن صدمتك فيه

وأكملَ معللاً :
۔ بس أنا ما وافقتش أتدخل وأكلمك إلا لما شفت في عيون هشام صدق مشاعرة من ناحيك ،وكمان الندم اللي ظاهر أوي في صوته ومالي نظرة عنيه،

وأكملَ برجاء:
۔ أديله فرصه يا فريدة،هشام حد كويس ويستاهل فرصة تانيه،
وكلنا عارفين الكلام ده كويس،هشام من وقت ماخطبك ودخل بينا وعاشرناه لمسنا جواه الطيبه والأخلاق،وأنا واثق بحث المحامي اللي جوايا إن الموضوع وراه مؤامرة زي هشام ما بيقول !

تنهدت بصدرٍ محملٍ بالأثقال وتحدثت بألم ظهر بملامحها:
۔ولو فعلاً الموضوع وراه مؤامرة يا عبدالله،تفتكر إن ده ممكن يكون عذر،وياتري المؤامرة هي كمان اللي أجبرته علی إنه يٌخني ،

وأكملت بمرارة أنثی ذٌبحت:
۔أنا سمعته بوداني وهو بيتغزل فيها ،سمعته وشفته وهو ماسك إديها بعيون مغرومة،شفته بنفسي محدش قال لي يا عبدالله !

كان ينظر لعيونها الحزينه المغيمة بدموع الألم ،يبحث داخلهٌ عن كلماتٍ تليقٌ بموقفهما هذا يحاول بها إقناعها ولكن بالنهاية هي علی حق ،

فلقد دق هشام أخر مسمار بنعش قصتهما معاً
ولهذا فعليهِ تحمل نتائج أفعالهْ الغير محسوبه

في تلك الاثناء أتت إليهم نهلة وهي تحمل بيديها كؤوس المشروب،وقف عبدالله سريعاً وحمل عنها الحامل ووضعه فوق المنضدة البلاستيكية الصغيرة

نظرت لهما نهلة وأستغربت حالتهما،فريدة بعيونها المغيمة بدموع الألم،وملامح وجهها الحزينه،
وعبدالله التي ظهر علی ملامحهِ الأسی

تحدثت وهي تجلس:
۔ مالكم، فيه إيه ؟

تنهد عبدالله وهو ناظراً إليها وأجابها بهدوء:
۔ مفيش حاجه يا حبيبتي

تحدثت نهلة التي كانت مٌعترضة من الاساس علی تدخل عبدالله:
۔أنا قٌلت لك من الأول بلاش تكلمها يا عبدالله،الموضوع إنتهی بالنسبة لفريدة وأنا كمان شايفة كده

وأكملت بنبرة حادة:
۔هشام نهی الموضوع بإيدة وأنا بقا شايفة إنه ميستاهلش أي فرصة !!

رمقها عبدالله بنظرة حاده وتحدث بضيق معنفاً إياها :
۔وبعدين معاكي يا نهلة،إحنا بنحاول نهدي مش نشعلل الموضوع أكتر ،وبعدين هو ده اللي إتفقنا عليه ؟

رمقتهٌ نهلة بنفس ذات النظرة وكادت ان تتحدث

أسكتتها فريدة برجاء:
۔أرجوكم يا جماعه متخلونيش أحس بالذنب،مش معقول أول خلاف بينكم هيكون بسببي؟

زفر عبدالله وأكملت فريدة:
۔إهدي يا عبدالله من فضلك،وياريت تبلغ موكلك إن قضيته معايا خسرانه،قوله القاضي حكم والحكم إتنفذ وإنتهی الأمر

ثم وقفت وأمسكت كأس مشروبها وتحدثت بإبتسامة مرحه:
۔أروح أشرب بقا العصير بتاعي جنب ماما وبابا علشان مبقاش عزول،

ونظرت إلی نهلة قائله بدٌعابه :
۔ فكي التكشيرة دي وأفردي وشك يا نانا!

إبتسمت نهلة وأتجهت فريدة إلی والديها

نظر عبدالله إلی نهلة وتحدثَ بعيون عاشقه:
۔ مسكينه فريدة ومعزورة ،مش عارفه إننا بقينا لبعض النفس اللي من غيره منقدرش نعيش!

نظرت إليه بعيون خجله ووجهٍ يشع إحمراراً من شدة العشقٍ والخجلٌ معاً وتحدثت:
۔ربنا يخليك ليا يا عبدالله !

تنفس براحة وأردفَ بعيون تطلق قلوباً من شدة عشقها:
۔ربنا يصبر قلبك علی اللي إنت فيه يا عبدالله!

أما فريدة التي جلست بجانب والديها وأسامة بهدوء،ففهم والديها من ملامح وجهها أن عبدالله لم يستطع إقناعها

تحدثت علی إستحياء بعدما نظرت إلي عايدة وأسامة وطلبت منهما العون :
۔بابا،كنت حابه أكلم حضرتك في موضوع تغيير فرش البيت ،ماما كانت قالت لي إنها إدت لحضرتك فكرة عن الموضوع !

تغيرت ملامح فؤاد وأقشعرت وزفر بضيق
فأكملَ أسامة حديث فريدة :
۔ وغلاوة ماما عندك يا بابا لتوافق،ده الفرش ده من ساعة ما أنا أتولدت،نفسنا نفرح بقا ونجدد أي حاجه في حياتنا !

من فلوسي يا أسامه،أجددلكم من حر مالي !
قالها فؤاد بحده

فإسترسلت فريدة حديثها بحنان:
۔وهو مين اللي عملنا كلنا ووصلنا للي إحنا فيه ده بعد ربنا يا بابا ؟
وأكملت بتأكيد وجبر خاطر:
۔مش حضرتك !

وجهت عايدة حديثها إلی فؤاد برجاء:
۔وافق علشان خاطرنا يا فؤاد،أهل عبدالله بييجوم كل شويه،وبكرة فريدة هي كمان تتخطب ويدخل لنا ناس جديدة

نظر فؤاد إلی فريدة وأبتسم لها وأردفَ قائلاً بدٌعابه:
۔ يبقا الباشمهندسة عاملة علی شكلها هي بقا ؟

إبتسمت له وتحدثت بتأكيد:
۔ولو فرضنا إن ده صح يا عم فؤاد،بردوا هتفضل معترض ؟

أجابها بإبتسامة :
۔ساعتها الكلام كله هيختلف يا باشمهندسة

ضحك أسامة وصفق بطفوله وأردف قائلاً بسعادة:
۔ يعني حضرتك موافق يا بابا ؟

ضحك لهم وهز رأسهُ بموافقه تحت سعادتهم وتصفيق أسامة وتهليله

أقبلت عليهم نهلة ويجاورها عبداللة وهما يتسائلان بإستغراب عما يحدث،أخبرهم أسامه وسعدت نهلة كثيراً بهذا الخبر

فتحدثت فريدة :
۔ طالما حضرتك وافقت يا بابا ،فأسمح لي أنا هكلم أستاذ إبراهيم وهخليه يأجرلنا الشقه الفاضية اللي تحتنا ننقل فيها حاجتنا،وحضرتك كلم لنا حد ييجي يتمن العفش ده وياخده،
تحدثت عايدة بسعادة :
۔ وبالمرة يا فؤاد شوف لنا صنايعي إبن حلال يدهن لنا الشقه

تحدث عبدالله بنبرة حماسية :
۔سيبي لي أنا الموضوع ده يا طنط،أنا أعرف نقاش ماشاء الله إيدة تتلف في حرير،وكمان سريع وهيسلمك الشقه بسرعه

كان الجميع يتحدث بسعادة وفرحه وهم يتبادلون المهام بينهم ،فحقاً هذة الطبقة البسيطه يسعدها حتی القليل
*☆*☆*☆*☆*
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين

في نفس التوقيت
داخل المطعم المتواجد بالأوتيل الذي يسكٌن بهِ سليم
يجلس فوق طاولة الطعام ويجاورةٌ عَلي وحٌسام يتناولون طعام العشاء سوياً إحتفالاً بنجاح خطتهم

تحدث حٌسام بإنتشاء:
۔ بس بجد برافوا عليك سليم،
وأكملَ بمداعبه:
۔ مكنتش أعرف إنك جامد اوي كدة في إقناع الجنس الناعم،ملعوبه،أقنعت الإتنين في لمح البصر،لُبنی بإنها تلعب معاك وهي حتی متعرفش إسمك،وبعدها فريدة في إنها تروح تقفش الحزين وهو مدلوق زي الجردل !

وأكملَ بإطراء وإشاده :
۔ بجد،أرفعلك القبعه يا هندسة،أستاذ

ضحك الجميع وتسائل سليم بتخابث:
۔وياتری بقا ده زم ولا مدح يا حسام ؟

اجابهٌ بتأكيد :
۔ مدح طبعاً يا باشا

تحدث عَلي بإشادة وإفصاح ناظراً إلی حٌسام :
۔أومال لو عرفت إنه أقنع فريدة النهاردة وخلاها وافقت علی الخطوبه هتقول إيه !

نظر حٌسام إلي سليم بذهول وأردفَ مٌتسائلاً :
۔فعلاً ؟

هز سليم رأسهُ وتنهد براحة تامه وظهرت علی ملامحهِ السعادة وتحدث:
۔فعلاً ياحسام،أخيراً أقنعتها

ضحك حسام وأردف قائلاً :
۔لا ده أنا كده أنحني لك إحتراماً وتقديراً

وأكملَ بنبرة قلقه إصطنعها بإتقان :
۔بس عمتي وعمي قاسم،هتعمل معاهم إية ؟

أجابه وهو ينظر إلی طبقة ويقطع بسكينهُ الحاد بعض اللحوم ليتناولها:
۔أكيد هقولهم ،وبسرعة جداً كمان علشان ألحق أظبط أموري وأخلص أوراق فريدة الخاصة بالسفر!

أردف علي قائلاً بتذكير :
۔ الموضوع كله لازم يخلص قبل مِعاد سفرنا يا سليم، متنساش إن أجازتنا قربت تخلص ولازم نرجع لألمانيا

هز سليم رأسهٌ وتحدثَ بطمأنينة :
۔ماتقلقش يا علي،أنا عامل حساب الوقت كويس أوي

وأكملوا طعامهم وحديثهم معاً وأكملوا سهرتهم

*☆*☆*☆*☆*
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين

في اليوم التالي داخل الشركة
بأجواءٍ مشحونه ووجوهٍ مٌكتظه ،يلتف موظفين الشركة حول المنضدة المتواجدة داخل غرفة الإجتماعات

حيث هشام الذي يصوب سهام أنظارهِ الخارقة كالسيوف والتي لو خرجت وتوجهت لأنهت علی سليم وحولت جسدهِ إلی أشلاء صغيرة !

وتارة ينظر بعيون هائمة نادمه متحسرة ،وقلبٍ يلعنهُ ويلعن غبائهٌ الذي جعلهٌ يفقد جوهرتهٌ الثمينه بهذة السهولة واليسر  !

أما عن نورهان التي تنظر إلی فريدة بقلبٍ يملؤهٌ الحقد والغيرة من صديقة دراستها التي تفوقت عليها وأصبحت تمتلك مكانه مرموقه داخل الشركة وحتی مع سليم في الشركة الألمانيه مما جلب لها اموالًا تراها نورهان هي الاولی والأحقُ بها !

وأيضاً نجوی التي تحقد علی فريدة وذلك لنظرات سليم الخاطفة لها والتي لم يلاحظها سواها ويرجع ذلكَ لذكاء سليم وتحفظهٌ علی أن لا يٌظهر مشاعرهُ للعلن،بسبب مهنيته في عمله،فكم تمنت هي تلك النظرات لحالها،وأيضاً منصبها بجوارة الذي كان سيٌزيد من الوصل أكثر وأكثر

وفريدة التي تشعر بالإختناق من مجرد تواجدها مع ذلك الخائن بغرفة واحده،كلما نظرت إليه أو إستمعت لنبرة صوتهْ تذكرت صوتهٌ الهائم وهو يمدح بجمال تلك اللبنی ويطعنها بإنوثتها وكبريائها،نعم تعلم أن سليم وراء ما حدث،لكن ذلك لم يعفي هشام من الخيانه وهي التي وثقت به وتوسمت به الخير !

وسليم الذي يشعر بغيرة رجولية تأكل داخله وتنهشهٌ دون رحمة من مجرد نظرات ذلك اللزج لحبيبته وأمرأتهٌ الوحيدة،زوجتهِ المستقبليه!

أما عن عَلي الذي يجلس مرتخيً وهو يٌشاهد بمرح وأستمتاع وكأنهٌ يشاهد فيلماً صامتاً لوجوة معبرة تؤدي عملها بإتقانٍ رائع  !!

إنتهی الإجتماع الذي إتسم بعدم التركيز وكانت معظم كلماته ما بين،نعم،حضرتك تقصدني أنا بالكلام ده يا أفندم،معلش ما كنتش واخد بالي،لو بعد إذنك تعيد عليا تاني اللي مطلوب مني لأني مفهمتش كويس!

مما جعل فايز كاد أن يفقد أعصابه ويقتلع شعر رأسهِ من هؤلاء التائهون ذواتِ العقول المشتته الذين سيصيبونهٌ بذبحة صدريه لا محال  !

تحرك الجميع وكادوا أن يهموا للخروج إلي أن إستمعوا لصوت فايز وهو يتحدث :
۔فريدة وهشام،إستنوا لو سمحتم عاوزكم في موضوع خاص !

خرج الجميع عدا سليم الذي إلتفت إلی فايز بملامح جامدة وعيون كالصقر وتحدث دون إدراك:
۔ ياريت وقت تاني يا فايز بيه لأني محتاج الباشمهندسة ضروري في شغل خاص بمنصبها الجديد كمستشارة !

ودَ هشام أن ينقض عليه كالأسد الذي ينقضَ علی فريستهِ ويٌلكمهٌ حتی يوقعهُ أرضاً !

نظر لهٌ فايز وتحدث بإستئذان :
۔معلش يا باشمهندس،صدقني الموضوع ضروري ومش هياخد اكتر من ربع ساعه وبعدها الباشمهندسة هتكون تحت أمر سيادتك !

نظر له سليم بإقتضاب مما جعل الرعب يدبٌ في أوصال فايز حتی أنه كاد أن يتراجع لولا نظرات فريدة المطمئنة إلی سليم !

والذي تحدث بعدها بهدوء وطمأنينة:
۔تمام يا فايز بيه،بس ياريت بسرعة !

خرج سليم وأشار فايز إلی إثنتيهم قائلاً بهدوء:
۔ إتفضلوا يا ولاد أقعدوا

بعد الجلوس تحدث:
۔ إنتم طبعاً عارفين ومتأكدين إنتوا قد أيه غاليين عليا وإني بعزكم زي إخواتي الصغيرين بالظبط،

وأكملَ بأسی وهو يهز رأسهٌ:
۔ أنا حقيقي إنصدمت لما عرفت من نورهان إنكم فشكلتم خطوبتكم ،
وأنا كأخ ليكم بقولكم إني مش مبسوط ولا موافق علی القرار ده

وأكملَ بطريقه ساخرة لينهي خلافهما بطريقه لطيفه:
۔فعلشان كده ومن غير ما ندخل في تفاصيل كتير، أنا قررت إنكم ترجعوا لبعض وحالاً !

إبتسم له هشام وأردف قائلاً بحماس وعيون عاشقه تنظر لعيناها:
۔وأنا موفق جداً علی قرار حضرتك ده يا باشمهندس!

نظر فايز إلی فريدة التي إكتظت ملامحها بالغضب وتحدث هو :
۔أوكِ يا فريدة ؟

تنهدت بهدوء وتحدثت بلباقة تٌجيدها :
۔ أكيد حضرتك عارف معزتك ودرجة إحترامي لشخصك قد إيه،بس أنا فعلا أسفه جداً ويعز عليا إني أرفض لحضرتك طلب،بس الحقيقة أنا وأستاذ هشام طرقنا إتقطعت وإختلفت الإتجاهات،وحقيقي موضوعنا إنتهی بالنسبة لي وبدون راجعة !

وأكملت :
۔ ربنا يسهل له ويسعده مع حد غيري

كان يستمع لها بقلبٍ يتمزق ألماً وندماً وعيونً تطلب الصفح والمغفرة والرحمه لقلبٍ أضناهٌ الهوی، ولكن هيهات فهي لم تعطة حتی فرصة النظر لعيناها!

تنهد فايز وتحدثَ برجاء :
۔طب علشان خاطري إدي لنفسك فرصة تفكري

أجابته وهي تقف وتٌجمع أشيائها بعملية :
۔خاطرك غالي عندي جداً يا باشمهندس،وعلشان كدة مش هقدر أخدعك وأقول لك هفكر وأنا من جوايا حاسمة قراري !

وتحدثت ناهية الحوار:
۔لو تسمح لي أستأذن علشان عندي شغل كتير ومحتاج يخلص إنهاردة !

سمح لها فايز بالمغادرة بعدما رأی إصرارها لعدم العودة مرةً أخري
بعد خروجها وجه فايز حديثهٌ إلی ذلكَ الجالس بحزن كمن توفي لهٌ عزيزاً في التو واللحظه :
۔إنتَ هببت أيه للبت خلاها مش طايقه تبص في وشك كده ؟
عملت إيه يا حزين ؟

ثم أكملَ مٌتسائلاً :
۔ الموضوع فيه ستات يلاَ،صح ؟

تنهد هشام وتحدث مٌفسراً:
۔أيوة،ومن غير الخوض في تفاصيل صدقني يا أفندم لعبة وأتلعبت عليا

قهقهَ فايز عالياً وتحدثَ ساخراً:
۔وبادئها بدري كدة ليه يا دنجوان عصرك،العط ده بيبقا بعد الجواز يا مغفل،مش قبلة !

*☆*☆*☆*☆*
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين

دلفت إلی مكتبها وكادت أن تجلس إلی أن أستمعت لطرقات قوية فوق الباب سمحت لطارقها ودلف هو سريعاً حينما إستمع السماح لهْ

وقف ينظر إليها وتسائل بعيون غاضبه فلم يعٌد لديه القدرة علی السيطرة علی حالهِ وغضبهْ :
۔ البية المحترم طبعاً كان عايزكم علشان يحاول يخليكي تتراجعي في قرارك صح ؟؟

تنهدت بأسی وهي تری حالتهٌ وغضبهٌ الثائر وتحدثت لتهدئته:
۔ممكن تهدی علشان خاطري،صدقني مفيش حاجة تستاهل غضبك ده كله !

رد عليها بضيق:
ؐ۔بتطلبي مني أهدی إزاي وهو لسه بيحاول يخليكي تتراجعي عن قرارك ؟

تحركت من مكانها ووقفت أمامهٌ ونظرت داخل عيناهٌ بإبتسامة ساحرة حاولت بها إمتصاص غضبهِ وبالفعل إستطاعت فعلها وبجدارة

ثم تحدثت بصوتٍ حنون خدر جميع حواسه وجعلهُ يشعر بالهدوء والسكينه :
۔سليم،أنا قلبي إختار ومن زمان أوي،صدقني الموضوع مش مستاهل قلقك ده كله،
وأكملت بإبتسامة عاشقة:
۔ قلبي وملكته،وروحي وفؤادي بقوا ملك أديك،عاوز إيه تاني علشان تهدی!

حضنك،قالها بعيون متمنيه،مٌتيمة وعاشقه

وأكمل بهيام:
۔نفسي أستكين جوة حضنك وترتاح روحي يا فريدة،نفسي أغمض عيوني وأفتحهم ألاقيكي بقيتي مراتي ومنورة حياتي وبيتي،ساعتها بس هرتاح وأهدی!

أنزلت عيناها خجلاً وأبتسمت بوجنتيها التي أصبحت بحمرة ثمرة التفاح الناضجة التي وجبَ الإستمتاع بقضمها والتمتع بلذاذتها

وتحدثت بهدوء :
۔إن شاء الله هيحصل يا سليم،بس لحد ميحصل أرجوك أصبر ومتحاولش تحتك بهشام بأي شكل من الأشكال،

زفر هو بضيق فأكملت هي بنبرة حنون إمتصت بها غضبه:
۔علشان خاطر فريدة أعمل كدة ♡

إنتفض جسدةِ بالكامل وتحدث كالمسحور:
۔علشان خاطر فريدة سليم يعمل أي حاجه في الكون ♡

*☆*☆*☆*☆*
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين

كانت تخرج من المرحاض الخاص بالشركة
تتحرك داخل رواق الشركة عائدة إلی المختبر التي تعمل به تحت إشراف دكتور محمود

وجدتهْ أمامها ،كان يتجول داخل الشركة ليتابع سير العمل كعادته ولكن بذهنٍ شارد حزين،وذلكَ لعدم إستطاعته لرؤيتةِ لمن إحتلت قلعته العالية

فقد تغيبت عن الشركة منذ يومان لمتابعة محاضراتها الخاصه بكليتها،ولقد ذهب منذ القليل إلی المعمل ليراها ويُشبع عيناه منها متعللاً بمتابعة سير العمل، ولكنه أٌحبط حين لم يجدها وظن أنها لم تأتي اليوم أيضاً ،،

وبلحظه تسمر ونظرَ أمامهُ بعيون جاحظه مندهشه من رؤية ملاكهِ البريئ التي طلت كشمسٍ ساطعة أنارت ظلمة حياتهِ السابقة

تعالت دقات قلبه بوتيرة سريعة معلنه عن عشقه المؤكد لذلك الملاك البريئ ،نظر لها حتی يُشبع عيناه ويٌكَحِلها برؤيتها البهية ،فقد إشتاق رؤياها وأصابهٌ غيابها بالجنون

إنتفض قلبها حين رأته وهو يتجه إليها بالطريق المعاكس
تنفست بوتيرة سريعة وأنتظرت توبيخها علی يده كالعاده ،
ولكنها تفاجات من ذلك الذي قطع طريقها ووقف مقابلاً لها بإبتسامة جعلتها تقسم داخلها أنها أجمل إبتسامة رأتها بأعينها لأكثر رجلاً وسيماً بالعالم

نظر إليها وتحدث بإبتسامة جذابة خرجت عٌنوةً عنه ولم يستطع التحكم.بها :
۔إزيك يا دكتورة

نظرت إليه بتعجب وأردفت قائلة بهدوء وحذر :
۔ الحمدلله يا دكتور

وكادت أن تتحرك ماضيه بطريقها أوقفها بصوتهِ المهتم :
۔ دكتورة ريم

نظرت له غير مصدقه لإستماعها لحروف إسمها بكل ذلك الهمس الذي حركَ داخلها فأكمل هو بتساؤل  :
۔ياتری مرتاحه في شغلك مع دكتور محمود ؟

تحدثت بإستغراب :
۔ الحمدلله ،دكتور محمود مرن جداً في شغله وصدرة رحب وكلنا بنتعلم منه

إسترسلَ حديثهٌ بإهتمام بعثر داخلها وجعلها تتهاوی بوقفتها :
۔ لو إحتجتي أي حاجه بخصوص شغلك هنا أنا تحت أمرك

أجابته بصوتٍ رقيق هز كيانة وزلزله:
۔متشكرة يا دكتور

فأكمل هو ليٌطيل معها الحديث :
۔ علی فكرة ،خط الإنتاج الجديد الخاص بتجربتك هينزل السوق من أول الشهر الجاي،مبروك

نظرت له بسعاده وعيون مشرقة وأردفت قائلة :
۔ متشكرة يا دكتور

نظر داخل عيناها وتاهَ داخلهما وتحدث وكأنهٌ مسلوب الإرادة :
۔دكتورة ريم،أنا أسف علی كل حاجه حصلت مني الفترة اللي فاتت وضايقتك مني

مالت رأسها وهي تنظر له بإندهاش فأبتسم هو وأكملَ :
۔أنا عارف إنك مستغربه كلامي،بس أنا حسيت إني زودتها معاكِ وأكتشفت إنك إنسانة محترمة وتستحقي التقدير،فحسيت إني مدين ليكِ بإعتذار

وأكملَ :
۔وأرجوكِ لو إحتاجتي لأي حاجه متتردديش في إنك تيجي لي المكتب وأنا أكيد هوفرلك أي حاجه أو أي إستشارة تحتاجي لها

إبتسمت بسعادة وتحدثت برقة :
۔أنا متشكرة جدا يا دكتور،وحقيقي مش قادرة أوصف لك مدی سعادتي من كلام حضرتك

نظر داخل عيناها وتاهَ في بحرهما العميق وتحدثت هي بإنسحاب هاربه من سحر عيناه وتأثيرهما الهائل عليها :
۔ بعد إذن حضرتك

وقف ينظر إلی طيفها بشرود إلی أن إختفت للداخل ،تنفس بإرتياح وشعر بسعادة لم يشعر بمثلها من ذي قبل،ثم تحرك عائداً إلی مكتبهٌ بقلبٍ طائر

*☆*☆*☆*☆*
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين

في اليوم التالي
داخل إحدی الكافيهات
كان يجلس قاسم بمقابل ولدهْ وهما يحتسيان مشروبهما المفضل ،وهي القهوةِ لا غير

كان ينظر لأبيهِ بتدقيقٍ راصداً ردة فعله علی حديثهٌ الذي أبلغهٌ إياهْ مٌنذ قليل

طالَ صمت قاسم ناظراً إلی فنجان قهوتهِ بشرود،ثم تنهدَ وتحدث بهدوء وتمعن:
۔هو أحنا مش إتكلمنا في الموضوع ده قبل كده وقفلناه يا سليم ؟

اجابهٌ سليم بتذكير:
۔إحنا فعلاً إتكلمنا في الموضوع ده يا بابا لكن لا قفلناه ولا حتی إتناقشنا فيه بالعقل،إحنا اتخانقنا لو حضرتك تفتكر !

تنهد قاسم وتحدثَ بإستسلام :
۔عاوز إية يا سليم ؟

نظر لداخل عيناهِ يستنبط من داخلهما تعاطفهٌ معه وشعوره بهِ وتحملهٌ المسؤلية كوالدٍ لهْ

وأردفَ قائلاً بهدوء وأستعطاف :
۔ عاوزك تفهمني وتقدر حالة قلبي العاشق،عاوزك تحس بيا كراجل قبل ما تكون أب،
وأكملَ بتفسير:
۔أنا كلمت حضرتك وإتقابلنا بعيد عن البيت علشان نتكلم مع بعض راجل لراجل ومتأكد إنك هتفهمني !!

وأسترسل حديثهٌ بأسی :
۔ وصدقني يا بابا أنا لو أقدر أبعد عن فريدة علشان أرضيكم مكنتش إترددت لحظة واحدة

ثم رفع كتفيه بإستسلام وتحدثَ بصوتٍ ضعيفاً مهزوم يٌبكي الحجر :
۔ بس مش بإيدي،والله ما بإيدي،فريدة بقت بتجري في دمي يا بابا وفكرة إني أكمل حياتي من غيرها أصبحت مستحيلة

نظر قاسم إلي ولدهِ بقلبٍ نازف وشعور الخزی يٌدمي قلبه علی ما فعلهٌ بولدهِ الوحيد

فأكملَ سليم مٌستغلاً حالة والدهِ مٌدغدغاً لمشاعرهْ:
۔قولت إيه يا بابا، هتقف معايا علشان أحقق حلمي وأقدر أضم حبيبتي في حضني ؟

أخذ نفسً عميقاً ثم أخرجهٌ بهدوء وأبتسم بخفة قائلاً بصوتٍ حنون:
۔ معنديش غيرك علشان أقف معاه وأساندة يا سليم!!

إنتعش داخلهٌ من شدة سعادتهْ وأمسك يد والدهٌ الموضوعة فوق المنضدة وقبلها بسعادة وتحدثَ :
۔كنت متأكد إن حضرتك هتفهمني وتقف معايا !

تحدث قاسم بهدوء :
۔مش عاوزك تتفائل أوي كده يا سليم، للأسف أمال مش هتسكت وهتولع الدنيا،علشان كدة لازم تكون عارف إنك هتفتح علی نفسك أبواب جهنم ولازم تكون جاهز لها كويس،

ثم أكملَ مطمئنً لهٌ بإبتسامة حانيه :
۔بس مش عاوزك تقلق،من النهاردة أبوك هيكون في ظهرك ومش هيتخلی عنك تاني  أبداً !!

إبتسم لوالدهُ وتحدثَ بإطراء:
۔ربنا يبارك لي فيك يا حبيبي،وأنا مش عاوز غيرك جنبي !

*☆*☆*☆*☆*
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين

داخل منزل عزمي
تحدثت ندی بضيق إلي والدتها :
۔وبعدين يا ست ماما،إنتي هتفضلي قاعدة تتفرجي عليا كده وسليم أجازته قربت تخلص ؟

ردت سميرة بإقتضاب وتسائلت:
۔وأنا في إيدي إيه أعمله ومعملتوش يا ندی

أجابتها ندی:
۔ إعزميه علی العشا زي ما وعدتيني وسيبي الباقي عليا لما ييجي هنا ،انا هعرف أشغله بيا

زفرت سميرة بضيق وتحدثت :
۔هو أنا عارفه أوصل له هو ولا الحربايه عمتك علشان أعزمهم
ده الست قليلة الذوق بكلمها إمبارح وبقولها هاجي أقعد معاكي شوية أنا وندی،تخيلي ترد عليا وتقولي أيه؟
قالتلي بكل عنتظه،

وتحدثت بصوتٍ مٌقلد ساخراً:
۔سوري يا سميرة،أصلي معزومه علی العشا في بيت مستشار في القضاء صديق لقاسم، وأنا حالياً عند الكوافير ومش فاضيه،خليها وقت تاني !

وأكملت بغضبٍ شديد:
۔الله يرحم أمها عديله اللي كانت لما تغسل وشها بالصابونه النابولسي تعمل فرح

تأففت ندی ودبت بأرجلها علی الأرض وتحدثت بإعتراض:
۔أنا مليش دعوة بالكلام ده كله،إنسي لي مشاكلك إنتِ وعمتي وأركنيها علی جنب وتتفضلي تعزميهم هنا في أقرب وقت ،

ماأنا مش هفضل قاعدة مستنيه لحد ما ألاقي سليم أجازته خلصت وراجع لألمانيا من غيري !

زفرت سميرة وتحدثت بضيق:
۔ما هو لو الغبي اللي إسمه حٌسام يرضی يساعدنا كان الموضوع بقا أسهل كتير ،بس المغفل خايف من الحرباية وبنتها ليغضبوا عليه !

أجابتها ندی بغضب:
۔حسام ده أكبر أناني ومبيفكرش غير في نفسه وفي مصلحته وبس ،وعلشان كده لازم نفكر في حل يكون بعيد عنه !

*☆*☆*☆*☆*
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين

عصراً داخل منزل فؤاد
تحركت فريدة من غرفتها متوجهه إلی المطبخ تبحث عن والدتها بعد أن جفاها النوم بسبب التفكير

وجدتها تجلس حول الطاوله تصنع لحالها قدحاً من القهوة علی ذلكَ المشعل الصغير المسميَ ب( السبرتاية )

فأتجهت إليها وتحدثت بمرح ودعابة:
۔يامزاجك العالي يا عايدة هانم،حضرتك بتستغلي ان البيت كله نايم وقاعدة تعملي قهوتك بمزاج علی السبرتايه ؟

ضحكت عايدة وتحدثت وهي تٌفرغ ما بداخل الكنكة داخل القدح المخصص لها وتناولهٌ إلی فريدة التي جلست قٌبالتها :
۔لاقيتكم كلكم نايمين وانا قاعدة لوحدي ،قولت أدلع نفسي وأشرب لي فنجان قهوة بمزاج

وبدأت في الشروع في صنع قدحاً لها

أمسكت فريدة قدح القهوة وقربتهٌ من أنفها ثم أغمضت عيناها وبدأت تشتم رائحتة المٌنعشه بإستمتاع ومزاجٍ تام،أرتشفت منه وتذوقته وأفتحت عيناها قائلة :
۔تسلم أيدك يا ماما !!

أجابتها عايدة بذكاء:
۔بالهنا والشفا،ها،مش هتقولي لي إيه اللي مطير النوم من عينك ومخليكي راجعة من برة الضحكه ماليه وشك ومنوراه ؟

إبتسمت علی ذكاء تلك السيدة البسيطه التي تمتلك من البصيرة ما لم يمتلكهُ غيرها من أصحاب أعلی الشهادات

أخذت نفساً عميقاً وصارحت والدتها:
۔أنا جايه علشان فعلاً أحكي لك يا ماما،

أخذت نفساً عميقاً وتحدثت:
۔لما روحت لأسما إمبارح لقيت سليم مستنيني هناك ،هو اللي كان مخطط للمقابله،
نظرت لعيناي والدتها وتحدثت بترقب:
۔سليم عرض عليا الجواز يا ماما !

تنهدت عايدة ونظرت لإبنتها بملامح مٌبهمه وتحدثت:
۔وإنتِ رديتي عليه وقولتي له إيه ؟

نظرت فريدة لوالدتها وصمتت فتحدثت عايدة بنبرة مٌلامه:
۔موافقه يا فريدة ؟
بعد كل الإهانات اللي سمعتيها من أمه ليكي وليا موافقه كدة عادي ؟

وأكملت بتفسير  :
۔أنا مرضيتش أحاسب سليم علی كلام أمه لما جه يعتذر لإنه كان في بيتي ،وبرغم إني عارفه ومتأكدة إنه جاي من نفسه وإنها متعرفش حاجه عن الزيارة دي بس عديت الموضوع بمزاجي علشان ما يصحش أضايقه وهو في بيتي،

وأكملت بإعتراض :
۔ بس متوصلش إنك توافقي علی الجواز منه،إنتي غاليه أوي يا فريدة،علشان كده لازم اللي يطلبك أهلة قبل منه يكونوا شايفينك ملكة وأعلی من إبنهم كمان ومرحبين بيكِ وسطهم

وأكملت بنبرة مٌعترضه:
۔ده غير اللي إسمه سليم ده كمان واللي عملة فيكِ زمان ،إيه ،،نسيتي إنه سابك وغدر بيكِ بعد ما علق قلبك بيه ؟

نظرت لها بعيون مٌطالبه بالشعور بقلبها العاشق وتحدثت :
۔أنا بحب سليم يا ماما وعمري ماقدرت أنساه،حاولت والله بس غصب عني ماقدرتش

وأكملت بمبرر :
۔ولو علي أمه سليم وعدني إنه مش هيسمح لها تتدخل في حياتنا أبداً ،ده غير إنه هياخدني معاه ألمانيا ونعيش هناك ،وبكده هكون مرتاحه أكتر،أول حاجه هكون مع الإنسان إللي بحبه وبتمناه ،وكمان هكبر في شغلي وأحقق كل أحلامي وأنا معاه !

تنهدت عايدة بمرارة وتحدثت:
۔أنا خايفه عليكي يا فريدة !

أجابتها بنبرة مٌترجية :
۔أرجوكِ يا ماما إفهميني وأقفي جنبي ،أنا حاولت أنسی سليم والله بس قلبي كان أقوی مني ومن إرادتي

تنهدت عايدة وتسائلت :
۔والبيه بقا قال لك هييجي أمتي يخطبك ؟

تهللت أساريرها وتحدثت سريعاً:
۔لو عليه كان عاوز يبجي بعد يومين يتقدم لي،بس أنا أقنعته إنه يستنی كمان إسبوعين علشان يكون عدی وقت كفايه علی موضوع هشام
ثم تسائلت بترقب :
۔قولتي إيه يا ماما ؟

تنهدت عايدة بقلق وتحدثت :
۔لله الأمر من قبل ومن بعد،ربنا يستر وأبوكي مايخدش باله ويفتكر أمه لما كانت هنا

أجابتها فريدة بطمأنة:
۔هو بابا كان لحق شافها يا ماما،إن شاء الله مش هيفتكرها !!

نظرت عايدة لسعادة إبنتها التي ولأول مرة تراها عليها،وتنهدت بقلبٍ مٌحملً بأثقال الهموم من ما هو أت والتي تستشعرهٌ بقلب الأم

*☆*☆*☆*☆*
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين

داخل منزل قاسم الدمنهوري
كان الصمت يعمٌ أرجاء المكان بعدما أبلغ والدتة وشقيقته أنه قرر وانتوي الزواج من فريدة وذلك قبل موعد انتهاء الأجازة المحددة له

جلس يترقب وجه والدتة التي تنظر إليه بنظراتٍ مبهمه لم يستطع تفسيرها رغم ذكائهُ الخارق

إعتدلت بجلستها وحولت بصرها إلی قاسم وأردفت قائلة بجمود:
۔وإنتَ موافقه علی الكلام ده ؟؟

نظر إليها قاسم وتحدث بتعقل وهدوء:
۔دي حياته وهو أكثر  واحد يقدر يحدد ويعرف هو عاوز إيه ،وفي النهاية إبنك راجل ويمتلك عقل يأهله علی صحة الإختيار
وهو أختار اللي شايف وحاسس إنها هتسعدة ،

وأكملَ بحديث ذات مغزی يدل علی موافقته:
۔وإحنا ما علينا إلا إننا نبارك الإختيار ده ونتمنی له السعادة مع إللي إختارها قلبه !

نظرت ريم إلی والدتها تترقب إجابتها بفارغ الصبر
صمتت والكل يترقب جوابها ،أطالت النظر إلی سليم بنظرات غامضة مٌبهمة

ثم تحدثت إليه قائلة :
۔ إنتَ جاي تبلغني بقرارك ليه وإنتَ عارف ومتأكد رفضي للموضوع ده يا سليم ؟

نظر لعيناها بحب وتحدث بصوتٍ حنون مترجي :
۔ مش عاوز أبدأ حياتي مع الإنسانه الوحيدة اللي إختارها قلبي من غير رضاكِ يا أمي،عندي أمل إنك تسعدي قلبي وتمني عليا بموافقتك ومباركتك

وأكملَ برجاء:
۔أرجوكِ يا أمي ،لو فعلاً تهمك سعادتي وافقي،لو سمحتي !

تحدثت ريم بإستعطاف لقلب والدتها :
۔وافقي يا مامي علشان خاطر سليم ،من فضلك !!

صمت رهيب ولحظات تمر كأعوام علی الجميع
نظرت إلي سليم وتحدثت بإبتسامة خفيفة :
۔ مبروك يا سليم !!

نظر لها قاسم مضيقاً عيناه بتشكيك غير مستوعب لما أستمعهٌ من شريكة حياتة التي يعرفها جيداً عن ظهر قلب

أما سليم الذي وقف وتحرك إلی والدتهِ غير مصدقاً لما إستمعتهٌ أذناه للتو وهو يسألها بلهفه:
۔ فعلاً وافقتي يا أمي ؟

وبدأ يكيلها وابلًا من القبلات المتفرقة تارة فوق جبهتها وتارة فوق وجنتيها وتارة أخرى فوق يداها !

ملست علي رأس ولدها بحنان وأردفت قائلة بتأكيد:
۔أيوة يا سليم موافقة،في النهاية أنا هعوز إيه من الدنيا غير إني أشوفك سعيد إنتَ وأختك

وأكملت بتعالي:
۔أنا طبعاً كنت بتمنی لك واحده تليق بمقامك وتتباهی بيها و بأهلها قدام الناس،بس طالما ده إختيارك وقرارك يبقا مفيش في إيدي حاجه تانيه غير إني أوافق وأنساق لرغبتك

تحدث سليم بإبتسامة سعيدة:
۔صدقيني يا أمي فريدة أحسن بنت في الدنيا وتشرف أي حد،،وأنا متأكد إنك لما تعرفيها وتعاشريها هتحبيها جداً وبكرة هفكرك !

صدقت ريم بإنتشاء علي حديث شقيقها :
۔ سليم عنده حق يا مامي،فعلاً لما تشوفي فريدة وتتعاملي معاها هتحبيها جداً

هزت رأسها بإيماء وأبتسامة خفيفه ثم غيرت مجری الحديث عن عمد:
۔ وإنتَ بقا هتفضل قاعد لي في الأوتيلات كدة كتير؟

وأكملت بنبرة مٌلامه :
۔ أنا حقيقي يا سليم مصدومه ومش قادرة أستوعب تفكيرك ولا متقبلاه،معقوله كل ما نختلف في الرأي علی حاجة تروح سايب البيت وجري علی الأوتيل ؟

نظر إليها وتحدث :
۔هو أنا يعني بروح الأوتيل ليه يا ماما،مش علشان أمنع دايرة الخلاف اللي ما بينا من إنها تكبر وتوسع، بدي لنفسي وليكم فرصة ناخد فيها هدنه نفكر فيها بعقل ونراجع قراراتنا وكلامنا

ثم أبتسم لها وأردف قائلاً ليرضيها:
۔علی العموم أنا هبات هنا النهاردة وبكرة إن شاء الله هروح الأوتيل  أعمل Check out وأجيب حاجتي

إبتسمت له برضا وأكملت ريم بسعادة:
۔طب ممكن بقا تاخدني معاك وإنتَ رايح بكرة تجيب حاجتك، علشان بصراحه كدة طمعانه في إنك تعزمني علی الغدا في مطعم الأوتيل ،الأكل هناك تحفة وعجبني جداً وحابه أكرر التجربة!!

إبتسم لشقيقته وأجابها:
۔ بس كدة،إنتِ تؤمري يا قلبي !

إبتسمت بدلال وأردفت:
۔ربنا يخليك ليا يا حبيبي

وجلسا يتثامرون ويضحكون بسعادة تحت سعادة سليم وحديثه عن تخطيطاته لزفافة المنتظر الذي طال إنتظارة
——————

بعد مدة دلف قاسم إلی غرفة نومه ووقف ينظر بترقب إلی تلك الجالسه أمام مرأتها
سألها بنبرة مشككة:
۔إنتِ فعلا وافقتي علی جواز سليم من فريدة ؟

لم تكلف حالها عناء النظر لوجههِ وأجابته بإقتضاب:
۔ ما أنتَ سامعني وأنا بقول لإبنك إني موافقه يا قاسم  !!

نظر لها بتشكيك وأردفَ قائلاً:
۔عاوزة تقنعيني إن بعد كل إللي عملتيه طول السنين إللي فاتت دي علشان تبعدي إبنك عن البنت ،تيجي النهاردة وتوافقي كدة بمنتهی السهولة ؟

مش عارف ليه مش مقتنع بموافقتك دي يا أمال،وياريت تخيبي لي ظني ومتكونيش بتخططي لحاجه كدة ولا كده،ساعتها صدقيني هتخسري إبنك وللأبد !

أجابته دون النظر إليه وهي تضع بعضاً من الكريمات المرطبة فوق يديها وتدلكهما بعنايه:
۔أنا لا بخطط ولا بتكتك يا قاسم،كل الحكاية إني إتأكدت إن سليم هينفذ إللي هو عاوزة مهما أعترضت ولا رفضت،فحبيت أريح دماغي وأسيبه يجرب بنفسه !

ونظرت إليه وهي تتسائل بإعتراض:
۔ ثم أنا مش فاهمة إنتَ مستغرب أوي كدة ليه ، إذا كٌنت إنتَ نفسك وافقت بسهولة بعد ما كٌنت معترض ؟
تفرق إية موافقتك من موافقتي مش فاهمه ؟

أجابها بإعتراض وتشكيك:
۔لااااا،تفرق كتير أوي يا أمال،أنا أعتراضي بنيته بناء علی رأيك إنتِ شخصياً،إنتِ إللي أقنعتيني إن لا البنت ولا أهلها يليقوا بسليم،وإن سليم يستاهل فرصة أحسن من دي بكتير

وأكملَ بإطراء :
۔ لكن بصراحه  لما شفت البنت ولقيتها قد إيه محترمة وذكيه وجميلة وكمان لبقه،وقتها بس أتأكدت إن اللي يربي التربية الحسنه دي لازم يكونوا ناس محترمين ويستحقوا التقدير

وأكملَ بلوم لحالهِ قبلها:
۔ ده غير الحسرة والألم اللي شفتهم في عيون إبني لما كانت البنت واقفه مع خطيبها وباين عليهم الإنسجام،ساعتها بس إحتقرت نفسي وصغرت أوي في عيني ،وأتأكدت إني مكنتش الأب الداعم لأبني

علشان كدة أول ما ربنا بعت لي الفرصة إني أصلح غلطي في حق سليم متردتش لحظه واحده !

إبتسمت له بخفة وأردفت قائلة بجمود وهي تتحرك إلی التخت :
۔وهو ده اللي حصل معايا بالظبط يا قاسم ،أنا كمان فكرت في راحة إبني وسعادته !!

تمددت فوق تختها ودثرت حالها تحت غطائها وتحدثت بإبتسامة سمجه منهية الحديث:
۔تصبح علی خير يا قاسم !
من فضلك إقفل النور

وقف يتطلع عليها بشرود وتيهه من أمرها العجيب وهدوئها الذي يراها عليه ولأول مرة،والذي يٌشبه هدوء ما قبل العاصفه !

هل وافقت أمال بتلك السهولة علی زيجة إبنها من فريدة؟

أم أنها تستعد للتخطيط لشيئ ما لا يعلمهُ سوی الله وسواها ؟

إنتهي البارت
جراح الروح
روز أمين

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى