روايات روز أمين

رواية جراح الروح لروز أمين الجزء الثالث

رواية جراح الروح لروز أمين الفصل الثلاثون

🔹️البارت الثلاثون 🔹️

داخل منزل عزمي الشافعي

كان يجلس بوجهٍ غاضب وروحاً محترقة علی ما وصل إليه،بلحظة خسر كل شيئ وأنقلبَ السحرٌ علی الساحر

صاحت سميرة بملامح غاضبه ونبرة مٌلامه لإبنها:
۔ ياما نصحتك وقولت لك سيبك من عمتك وخططها الخايبه وخليك مع سليم تكسب،مسمعتش كلامي ومشيت وراها وأهي غرقتك

وأكملت بنواحٍ:
۔ شغلك وخسرته، وسمعتك كمهندس إضربت في السوق بعد إبن أمال ما حطك في دماغه ووصی عليك جميع الشركات في مجالكم ،حتی ريم إللي عملت كل ده علشانها،هي أول واحدة باعتك وفركشت الخطوبه،لا والأدهی إنها عملت لك بلوك علشان متعرفش توصل لها

إنتفضَ بجلستهِ وتحدثَ بفحيحٍ مٌتوعداً لسليم:
۔ وديني وما أعبد لأرد له الضربة بأقوی منها وأدمرة

صاح بهِ عزمي مٌتحدثاً بإعتراض :
۔ هترد له إيه يا أبني،هو الراجل كان أذاك إلا بعد ما أذيته وخربت له حياته،إحمد ربنا إنه طلع مٌسالم وأكتفی بفصلك من الشغل،واحد غيره كان أنتقم منك أشد إنتقام ولا كان أجر لك بلطجيه خلصوا عليك

واكملَ بتذكر :
۔ بالمناسبه يا حٌسام ،عملت إيه في موضوع الدوبلكس،ياتری شفت له بيعه علشان ترجع لعمتك فلوسها ؟

نظر لوالدهُ وأردفَ قائلاً برفضٍ تام :
۔ مش هرجع حاجه يا بابا وأعلا ما في خيلهم يركبوة

أجابهٌ عزمي مٌحذراً :
۔ أنا قولت لك اللي بلغني بيه قاسم وتهديده ليك وإنتَ حر،بس لازم تعرف إن قاسم مبيتكلمش وخلاص،ميغركش سكوته وهدوئة دي قرصته بالدم،

وأكملَ بعيون زائغة مٌتذكراً :
۔لو شٌفته عمل إيه مع أمال والقسوة والغل والجبروت إللي كان بيكلمها بيهم،كنت فهمت أنا ليه مٌصر إنك ترجع له فلوس إبنه

إبتسمت سميرة ساخرة وأردفت قائلة بنبرة شامته:
۔ياما كان نفسي أشوف أمال هانم اللي عامله لي فيها ملكة إنجلترا وهي مذلوله قدام خدمها

رمقها عزمي بنظرة ناريه وتحدثَ بتحذير :
۔وبعدين معاكي يا سميرة،مش هتبطلي طريقتك المستفزة دي

أشاحت لهٌ بيدها بإهمال

وأكملَ حٌسام بثقه قد تصل إلی الغرور :
۔إطمن يا بابا،أساساً موضوعي أنا وريم لسه ما أنتهاش،أنا بس مستني أنفرد بيها وأقعد معاها وأنا كفيل برجوعها ليا من جديد،والجوازة هتم يعني هتم

تحدثت ندی بصياحٍ وتملل :
۔كله من طمعك يا سي حسام،فضلت تلعب علی كل الحبال لحد ماغرقت وغرقتنا كلنا معاك،وبعد ما سليم عرف خطتك الخايبه حطك في دماغه وبقا كل تفكيرة في إنه إزاي يدمرك، وأبقا قابلني بقا لو لقيت شركة تشغلك بعد كدة

تحدثت سميرة بتفكير عقلاني :
۔أنا شايفه إن الحل الوحيد إنك تسافر برة البلد وتشتغل،طول ما سليم حاطك في دماغه إستحالة هتلاقي حد يشغلك هنا

أجابها سريعاً وبإصرار :
۔وأسيب ريم بالسهوله دي،ده علی جٌثتي

*☆*☆*☆*☆*
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين

فاقت علی صوت المنبه بعدما قررت أن تعود إلی طبيعتها الأولی وتذهب إلی عملها كي تندمج وتنغمس في دوامة العمل والحياة وتتناسی سليم وقصتها المحزنه معه ،
هكذا أوهمت حالها تلك الأبيه الشامخة

توضأت وصلت فرضها وإرتدت ثيابها،تحدثت إليها نهلة التي كانت تستعد هي الأخری للذهاب إلی جامعتها:
متأكده إنك هتقدري تروحي الشركة يا فريدة ؟

أجابت شقيقتها بثباتِ وقوه مفتعلان لم يفارقا وجهها مٌنذ تلك الواقعه:
۔هو أنا هفضل محبوسه في البيت ولا إيه يا نهلة،لازم أرجع وأمارس حياتي الطبيعيه والحمدلله إني مقدمتش إستقالتي زي البيه ما كان طالب مني

تحدثت نهلة بترقب علی إستحياء :
۔فريدة٬ لسه مش عاوزة تدي لنفسك ولسليم فرصة تانية ؟

إحتدت ملامحها وتحدثت :
۔ نهلة ،قولت لك قبل كده ياريت ماتتكلميش في الموضوع ده تاني وإنتِ برده مٌصره تفتحيه

إرتبكت نهلة وتحدثت سريعاً:
۔خلاص بقا متزعليش،أنا أسفه يا ستي واوعدك إن دي هتكون أخر مرة

تحركت بسيارتها متجههَ إلی مقر الشركة دلفت إلی الشركة برأسٍ شامخ تحت النظرات المٌشفقه عليها من الجميع والتي تجلدٌها وتُشعرها بمنتهی الألم

حدثت حالها بقلبٍ يتمزق ،توقفوا،ليتكم تعلمون أن تلك النظرات أشد علی جسدي من جلد السياط،توقفوا ،حباً بالله توقفوا،
كٌفوا عني بنظراتكم تلك،لا أريدٌ شفقةً من أحد،
فقط أتركوني بحالي وسألملم شتات نفسي وسأصبحٌ بخير !!!

إقترب الجميع منها للإطمئنان علی حالها ومن بينهم تلك الخبيثةٌ الملعونه صديقة السوء

بعد قليل دلفت إلی مكتبها مٌهلكة الروح،تحرك إليها فايز وتحدث بنبرة حماسيه:
۔ حمدالله على السلامه يا فريدة،برافوا عليكي إنك نزلتي شغلك،الشغل هو الحاجه الوحيده اللي هتخرجك من اللي إنتِ فيه ،

وأكملَ بتمني :
۔ ولو إني أتمنی إن الأمور بينك إنتِ والباشمهندس تتصلح وترجعوا لبعض تاني

شكرته فريدة وكعادتها ردت بدبلوماسيه وتحرك فايز من جديد إلی مكتبهِ

جلست تتابع عملها بعقلٍ مشوش وروحاً مٌتهالكه غير مستوعبه ما مرت به من تجربه قاسية أستنزفت كل طاقتها وأرهقتها

إستمعت إلی طرقات خفيفة فوق الباب سمحت للطارق قائلة:
۔أدخل

طلَ عليها ذلك الممزق لأجلها ،نظر لعيناها بإشتياقٍ ، ولكن ليس كالسابق،إشتياق العشرة،الصديقه،إشتياقاً للسند وأياماً جميلة مضت ولن تعود

نظرت لهٌ بحنين لرجٌلاً كان سنداً حقيقياً،رجٌلاً كُل ما تحملهٌ الكلمه من معنی وتحدثت:
۔ أهلاً يا هشام،إتفصل

تشجع وتحرك للداخل وجلس مقابلاً لها وتحدثَ بإهتمام:
۔عامله إيه،طمنيني عليكِ

إبتسمت بمرارة وألماً ظهر بعيناها لم تستطع تخبأتهٌ عنه وأجابته :
۔الحمدلله يا هشام،أنا تمام

تسائل بإهتمام :
۔مش عاوزة أي حاجه أعملها لك،أي مساعده أنا تحت أمرك

أجابته بإبتسامه هادئه :
۔متشكرة يا هشام

أردفَ مؤكداً بإهتمام :
۔إنتِ عارفه معزتك وغلاوتك عندي قد إيه يا فريدة ،أنا مبقولش كلام تأدية واجب،أنا فعلاً عاوز أقف جنبك وأساعدك علشان تتخطي أزمتك بسلام

إبتسمت بخفه وأجابته :
۔ أنا عارفه إنك راجل أصيل وبتعرض المساعدة بجد يا هشام ،بس لو بجد عاوز تساعدني،بلاش نظرة الشفقه اللي في عيونك دي لأنها بتدبحني،عاملوني عادي زي الأول،أنا مش أول واحده فرحها يتلغي في أخر لحظه،

ثم تنفست بعمقٍ وأردفت قائلة بيقين:
۔ قدر الله وما شاء فعل،وأنا الحمدلله راضيه ومسلمه لأمر ربنا وكلي يقين إنه هيعوضني خير

إبتسم لها بمرارة وأردف قائلاً :
۔ونعم بالله

وبلحظه إستمعا لطرقات عالية فوق الباب،سمحت فريدة للطارق فاقتحمت لُبنی دافعه الباب بقوة،
وأندفعت للداخل بوجهٍ غاضب

وقفت تهز جسدها بتوتر ويبدوا علی ملامحها العبوس والغضب وتحدثت موجهة حديثها إلی هشام مٌتجاهله تلك الجالسه :
۔عوزاك يا هشام !

ضيقَ عيناه وأجابها بتساؤل:
۔فيه إيه يا لُبنی؟

ألقت نظرة سريعة علی تلك المستغربه من طريقتها الحاده ثم عادت ببصرها إليه من جديد واردفت قائلة بضيق :
۔أكيد مش هنتكلم قدام الناس !

شعر هشام بالحرج التام لأجل فريدة من معاملة تلك المستفزة وتحمحمَ حرجاً موجهاً حديثهٌ إليها بنبرة حادة :
۔إرجعي لمكتبك يا لُبنی وأنا ربع ساعة بالكتير وهعدي عليكِ

تسمرت بوقفتها وتحدثت بغيرة قاتله:
۔دالوقت يا هشام،عوزاك في موضوع مهم مايحتملش التأجيل

إستشاط داخلهٌ من تلك العنيدة فتدخلت فريدة لتٌنهي الجدال :
۔ خلاص يا أستاذ هشام،إتفضل معاها ونبقي نكمل كلامنا بعدين

نظرت لها بقلبٍ مٌشتعل وتحدثت بنبرة ساخرة :
۔ والله أستاذ هشام مش مستني الأمر من جنابك علشان يتحرك مع خطيبته

نظرت لها فريدة بإستغراب ولكنها تحكمت بغضبها من تلك النبرة الساخرة لتقديرها لموقف لُبنی وغيرتها المشروعه علی رجٌلها ،ففضلت الصمت منعاً لإفتعال المشاكل

وقف هشام بعدما تملك منه الغضب ووجه حديثهٌ إلی فريدة بإحترام وتعمد تلفظهٌ إسمها بدون ألقاب لحرق روح تلك التي أحرجته :
۔هنكمل كلامنا وقت تاني يا فريدة بعد إذنك

وتحرك أمام تلك المٌستشاطه التي رمقت فريدة بنظرة حارقه قبل المغادرة خلف رجلها الأول والأخير

إبتسمت فريدة بمرارة سكنت حلقها علی ما وصلت إليه

دلف لداخل مكتبهِ وتلتهُ تلك الغاضبه التي ما أن خطت بساقيها للداخل حتی أغلقت الباب بعنفٍ شديد وألتفت بجسدها إليهٍ بوجهٍ غاضب

وكادت أن تتحدث لولا صوتهِ الهادر الذي أخرسها:
۔ ممكن تفهميني أيه قلة الذوق اللي إتعاملتي بيها مع فريدة دي؟

وأكملَ بنبرة حاده :
۔ثم إنتِ إزاي يا أستاذة تكلميني بالطريقه دي قدام فريدة ؟

إتسعت عيناها بغضبٍ وأشتعلت نار غيرتها وتحدثت بنبرة حادة :
۔ فريدة فريده،هو ده كل اللي شاغل بال سيادتك،وأنا يا هشام ؟
مشاعري وكرامتي ملهمش عندك حساب؟

أجابها بنبرة حاده :
۔ ومين اللي لمس كرامتك ولا جه جنبها يا لُبنی؟

نظرت له بعيون تطلق شزراً من شدة غيرتها وأجابته:
۔ وتفتكر لما ألاقي خطيبي قاعد في مكتب خطيبته الأولی ومقفول عليهم باب واحد ده ميجرحش كبريائي ويمس كرامتي يا أستاذ؟

زفر بضيق وأقتربت هي عليه وأحتضنت يداه برعايه ثم نظرت داخل عيناه برٌعبٍ وتسائلت بعيون بها لمعة دمعه تريد الفرار :
۔هشام،إوعا تكون بتفكر تسيبني وترجع لها ؟
وأكملت بدموعها التي لم تستطع التماسك:
۔ أنا ممكن أموت لو بعدت عني تاني يا هشام!

نزلت دموعها علی قلبهِ ألمته وحزن داخلهٌ،مد يدهٌ وتلمس بأصابعهِ الحانيه وجنتها مٌجففاً لها دموعها وتحدث بصوتٍ حنون صادق :
۔ إنتِ بتقولي أيه بس يا لُبنی،أسيبك إزاي بس يا قلبي وأنا ما صدقت إني لقيتك ،ده أنا برجوعك ليا رجعت لي روحي اللي كانت تايهه مني ،أنا بحبك يا لُبنی وعمري ما أقدر أستغنی عنك،ريحي بالك يا حبيبتي وطمني قلبك

وأكمل بشرحٍ لتصرفهْ :
۔أنا روحت لفريدة أقف معاها في أزمتها وأسألها لو محتاجه مني حاجه اعملها لها ،وده بحكم العشرة اللي كانت بينا وبحكم جمايلها عليا اللي ملهاش حدود،

وأكمل وهو ينظر داخل عيناها ليٌطمئنها :
۔ أنا لو معملتش كده أبقي قليل الأصل ومبقاش تربية حسن نور الدين يا لُبنی

هزت لهْ رأسها مٌتفهمه حديثهٌ وتحدثت من بين دموعها :
۔ أنا أسفه يا هشام،أنا محستش بنفسي لما عرفت إنك عندها،أنا بحبك وبموت من غيرتي عليك وخصوصاً من فريدة،علشان خاطري يا حبيبي حاول تراعي غيرتي عليك

رفع يدها وقربها من فمه وقبلها برقه أذابت كلاهٌما وأردف قائلاً بنبرة حنون :
۔ حاضر يا قلبي،وعلشان خاطري بلاش أشوف دموعك دي تاني،

وأكمل بعيون عاشقه :
۔مابقدرش أتحملها يا لُبنی

إبتسمت من بين دموعها وتحدثت بطاعة أثارته:
۔ حاضر يا حبيبي!

إبتسم لها وأبتسمت وأنتهی حزنهما قبل بدايته

*☆*☆*☆*☆*
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين

كان يرتدي ثيابهُ إستعداداً للذهاب إلي سليم
مد ذراعيهِ لزوجتهِ الجميله التي تقف خلفهٌ مٌمسكه بيدها سٌترتهِ لمساعدتهٌ في إرتدائها

إعتدلَ لها بعد إنتهائهٌ ومال علي وجنتها قبلها بهدوء وتحدثَ بإمتنان:
۔ تسلم إيدك يا حبيبتي

إبتسمت له أسما بهدوء ثم تسائلت بترقب:
۔ أنا خايفه علی سليم أوي يا علي،الضربه كانت شديدة وقاسية أوي عليه،مامته وأهله اللي إنصدم فيهم،ده غير حلمه اللي إنهار قدام عنيه بعد ما كان خلاص قرب يلمسٌه بإديه ويٌملكه

تنفس علي بتنهيده عاليه تنم عن مدی حزنهِ العميق لأجل صديق عمره وتحدث ليٌطمأنها:
۔ماتقلقيش يا حبيبتي،هي الضربه أه كانت قاضيه،لكن ده برضه سليم الدمنهوري،يعني ميتخافش عليه قريب أوي هيفوق وهيرجع أقوی من الأول

وأكمل بتأكيد :
۔ المسألة مسألة وقت مش أكتر،فريدة شوية وهتفوق من صدمتها وهتهدی وتعرف إن ملهاش غير حضن سليم وإن هو الوحيد اللي هيقدر يداوي جراحها

أجابتهْ بصوت يطغو عليه الأسی :
۔ ياريت يحصل كده يا علي وبسرعه،أنا بصراحه قلقانه عليهم أوي،وفريدة من يوم اللي حصل وهي قافله تليفونها ،وأنا أحترمت عٌزلتها ومرضتش أروح لها البيت

قبل وجنتها وتحدث علی عجل وهو يتحرك بإتجاه الباب الخارجي:
۔ إن شاء الله خير يا حبيبتي،انا هتحرك علشان متأخرش علی سليم

_____

بعد مده من الوقت كان يجلس مٌقابلاً لسليم داخل كافيتيريا الأوتيل

تحدث سليم بنبرة جاده:
تشرب إيه يا علي؟

أجابهٌ بهدوء :
۔أي عصير فريش ليا وليك

أشار سليم إلی العامل وطلب منه عصير إلی علي وقهوة له تحت إعتراض عَلي الذي تجاهلهٌ سليم

تحدث علي بترقب:
۔ سليم،خليني أروح لفريدة بيتها وأتكلم معاها

أجابهٌ بحده ونبرة صارمه:
۔ أوعا تعمل كده يا علي،كفاية إهانه لكرامتي اللي إتبعثرت علی إديها لحد كده

رد عليه علي مٌعترضاً:
۔مفيش كرامة بين العشاق يا سليم ؟

أجابهٌ بحده وعيون مشتعله تنمٌ عن مدی غضبهِ الداخلي:
۔لا فيه يا علي،لما الموضوع يوصل للإهانه لرجولتي يبقا فيه

أعذرها يا سليم،نطق بها علي

إنفجر الأخر وتحدث بحده:
۔ وأنا كل ده ماعذرتهاش يا علي؟

ده أنا سمعت منها اللي مفيش راجل يقبله علی كرامته ولا علی رجولته ومع ذلك قبلت وقولت لنفسي أعذرها يا سليم،اللي حصل مش قليل عليها وسيبها تهدی يومين وهتتراجع وتحس بغلطها،قبلت غلطها في رجولتي قدام أبويا وعيلتها كلها وسامحت،مطلوب مني إيه تاني أنا مش فاهم؟

تحدث علي في محاوله منه لتهدئة ذلك الثائر:
۔لازم تعذرها وتتفهم موقفها،فريدة لسه تحت تأثير الصدمه وبتتصرف بعدوانيه رداً لكرامتها

صاحَ بنبرة غاضبه لفتت إنتباه الحضور إليه :
۔ وأنا مين يعذرني يا علي،مين يخفف عني صدمتي في أمي وفقداني لحلم حياتي اللي إتبخر قدام عنيا في لحظة

وأكملَ بصلابه وجمود:
۔مش هغالط نفسي وأكابر وأقول لك إني خلاص مبقتش عاوزها أو إني بطلت أحبها،بالعكس،أنا بعد اللي حصل لي بقيت محتاج لها معايا أضعاف الأول،

وأسترسلَ حديثهٌ قائلاً بإصرار :
۔ بس خلاص،اللي بيني وبين فريدة بقا متوقف عليها هي يا علي،لو لسه عوزاني تتفضل تبرهن لي،غير كده أنا خلاص،عملت كل اللي عليا من ناحيتها،الكورة دالوقت في ملعبها

تنهد علي بأسی وأردفَ مٌتسائلاً:
۔ وميعاد سفرنا اللي قرب ده كمان هتعمل إيه فيه؟

أجابهٌ بردٍ قاطع ونبرة حادة :
۔ هنسافر طبعاً ونرجع لشغلنا،فاكرني هوقف حياتي وأقعد أستنی إشارة من الهانم لم تحن وترضی

تنهد علي بأسی علي حال صديقهٌ الذي برغم تألم روحهِ الشديد إلا أنهٌ يتظاهر بالقو،وهذا منتهی التحامل والالم النفسي

*☆*☆*☆*☆*
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين

خرجت من باب الشركهدة وكادت أن تصل إلي سيارتها المصطفه ،وجدت من يقطع عليها الطريق متحدثاً بلهفه ظهرت بعيناه :
۔وحشتيني يا ريم

نظرت لهٌ ببغضٍ وكرهً وأردفت قائلة بحده وهي تتطلع عليه بإشمئزاز:
۔معقوله بجاحتك دي إنتَ إزاي لسه عندك الجرأه تيجي وتقف قدامي وتبص في عيني بعد اللي عملته؟

أجابها بنبرة صوت هائمه كي يستنزف مشاعرها كقبل:
۔إهدي يا حبيبتي وخلينا نتكلم بهدوء

أجابته بنبرة صارمة:
۔ هنتكلم في إيه يا ندل،هو لسه فيه كلام يتقال بعد اللي عملته في أخويا !

تحدثَ مٌستعطفاً إياها :
۔أنا كل حاجه عملتها،عملتها علشانك وعلشان نكون مع بعض يا ريم !

ردت عليه بقوة :
۔لا وإنتَ الصادق،إنتَ كل حاجه عملتها كانت نابعه من قلبك الإسود وكرهك وغيرتك من أخويا،حقدك الأعمی هو اللي كان بيحركك يا حسام ،مش حبك ليا

وأثناء صياحهما كان مراد يخرج من باب الشركة ليتجه إلی منزله،وجدها تتشاجر مع أحدهم أسرع إليها بقلبٍ يغلي وبسرعة البرق كان يقف أمامها ويخبأها خلف بنيانهٌ القوي متسائلاً بحده بالغه وهو ينظر لذلك الحسام:
۔ فيه حاجه يا دكتورة ريم؟

كادت أن تتحدث قاطعها صوت ذلك الغاضب من تلك الحركة:
۔وتطلع إيه إنتَ كمان علشان تدي لنفسك الأحقيه إنك تتدخل في كلامنا؟

إجتمعَ رجال الأمن سريعاً يصطفون خلف مراد بحماية أشار لهم مراد بالإبتعاد فأبتعدوا

نظر لهٌ مراد من جديد ثم أجابهٌ بهيبة وثقه مٌعلناً عن حالهْ :
۔ أنا دكتو مراد الحسيني،صاحب الشركة اللي الدكتورة بتشتغل معايا فيها

رد عليهِ حٌسام بنبرة حاده :
۔ وتفتكر إن ده مبرر يديك الحق إنك تقتحم وقفنا بالشكل ده،وبعدين واحد وبيتكلم مع خطيبته ،تحشر نفسك وتتدخل في اللي ملكش فيه ليه ؟

ضيق مراد عيناً وفتح الأخری ناظراً له بتمعن وتحدث بهدوء :
۔ولما إنتَ تبقا خطيبها،أنا أبقا إيه بقا إن شاء الله ؟

كانت تقف خلفهٌ تشعر برجولتهِ وحمايتة،ورعايتهْ التي شملتها وأشعرتها بالأمان

نظر لهٌ بذهول وتحدث بصياحٍ وغضب تام :
۔ إنتَ بتخرف بتقول إيه !
هي مين دي اللي خطيبتك!

وكاد أن يتحرك ليجذبها من خلفهِ أوقفهٌ بإشارة من يده قائلاً بنبرة صارمة أربكتة:
۔ لو ناوي تقضي باقي حياتك مرمي فوق كرسي متحرك إتجرأ بس وألمسها

تحركت هي من خلفهِ ووقفت بجانب مراد لتعلن بأنها أصبحت خاصته وأردفت قائلة بنبرة قوية :
۔أيوة خطيبته،وياريت تمشي من هنا ومتورنيش وشك تاني وإلا قسماً بالله لأقول لبابا وسليم وأخليهم ي٠٠٠

لم تٌكمل جملتها لمقاطعة ذلك الثائر الذي نظر لها بعيون مٌلامه غاضبه منها :
۔في وجودي مبقاش فيه داعي لوجود بابا وسليم ،إنتِ خلا،،بقيتي مسؤله مني وأي حد هيتعرض لك هيبقا كأنه إتعرض لمراد الحسيني شخصياً

جحظت أعين حٌسام وشعر بطعنة داخل صدرةِ وتحدثَ بنبره ساخرة:
۔ده الموضوع بجد بقا،دي الهانم شكلها كانت مقرطساني ودايرة ترسم وتخطط هي وأمها علشان يوقعوا الباشا إبن الأكابر في شباكهم

واكملَ بغمزة وقحه من عيناه :
۔ ملعوبه يا بنت أمال وفي الجون خطتي ورسمي وحسبتي حسبتك إنتِ وامك وقولتوا لنفسكم نضمن الزبون وبعدها نقلب حسام ونخرجه برة اللعبه

وأكملَ مٌهدداً:
۔ بس نسيتي حاجه مهمه أوي ،إن أنا لحمي مٌر ومابتنازلش عن حاجه ملكي إلا بالدم

نظر له وتحدث بنبرة ساخرة مٌقلله من شأنه ٠٠٠ هو أنتَ علشان واحد حقير وماشي بالخطط فاكر إن كل الناس زيك ؟

وأكملَ مٌهدداً :
۔وتاني مرة تبقا تتكلم علی قدك يا شاطر،ولو علی الشر يا أهلاً بيك في دايرتي،بس خليك دكر وإتحمل اللي هيحصل لك للأخر

نظر لها بعيون مٌشتعلة ثم حول بصرةِ إليهِ وتحدث ساخراً :
۔دي الهانم شكلها حكيالك علی كل حاجه

وأكملَ بتساؤل أربكها وأرعبَ داخلها :
۔ طب ياتری بقا الهانم اللي دخلت عليك بوش البرائة اللي رسماه طول الوقت ،حكت لك إنها كانت شريكتي في أول تخطيط فرق بين فريدة وسليم ؟

إبتسم مٌراد ساخراً في حركة تؤكد عدم تصديقهُ

فأبتسمَ حٌسام قائلاً بنبرة واثقه وهو ينظر بتأكيد داخل عيناه:
۔ أكيد طبعاً مش هتحكي لك إنها لعبت علی أخوها وشاركت في مؤامرة علشان بس،تبقي معايا وفي حضني

ضيقَ عيناه بغضبٍ أشعلَ صدرة من ذكر تلك الكلمه ولم يشعر بحالهِ إلا وهو يمٌسكه من تلابيب سٌترتهِ ويهزهٌ بعنفٍ أرعبه،،وكزّ علي أسنانه وتحدثَ بفحيح :
۔ إنتَ شكلك كده ناوي علی موتك النهارده

جری عليهِ الأمن وتحدثت هي من بين رٌعبها:
۔ سيبه يا مراد من فضلك

نجح رجال الأمن في تخليصهٌ من قبضة مراد الذي أحكم الخناق عليه حتی أنه كاد أن يختنق وتزهق روحهٌ الشريرة حيثٌ الفناء

جذبهٌ الأمن وحركوهٌ للخلف وقف يتهاوي ويَسعل بشده ثم تطلع إليه وقهقهَ عالياً وتحدثَ :
۔مش مصدقني،ولا زعلت لما تخيلت الكلمه

كاد أن ينطلق بإتجاههِ ليفتك به مرةً أخری إلا أن يدها الرقيقه التي أمسكت بيدهِ وتغلبت علی شيطانه،نظر لها ورعشه سرت بجسده بالكامل،إلتقت الأعين تحت إستشاطت حسام وغليان قلبهِ وتحدثَ مجدداً كي ينهي عليها :
۔ ماتتكلمي يا دكتورة وتكذبيني لو تقدري ؟

إرتبكت بوقفتها وزاغَ بصرها فتيقن مراد من صحة حديث ذلك الحقير

نظر لها بإرتياب وشعر بطعنه قويه إقتحمت صدرهِ ،إبتلع لٌعابهٌ وتحدث وهو ينظر داخل عيناها موجهً الحديث لرجال الأمن:
۔مشوا الحقير ده من هنا،، ولو شفتوة مرة تانيه إمسكوة وبلغوا الشرطة وأعملوله بلاغ تعدي علي الشركة

إستشاط داخل حسام وتحدث بحديث ذات مغزي وهو مٌكبلاً من رجال الأمن ليوصلاه إلي سيارته حتی يرحل :
۔ أنا الحق عليا اللي بفوقك علشان ما يضحكش عليك مرة تانيه،شكلك كده حنيت لماضيك!

إستشاط داخلهٌ وكأنَ أحدهم أشعل ناراً داخلهٌ ثم سكبَ فوقها مادة قابلة للإٌشتعال فزادت من إشتعال روحهِ وتوهجها،

جری عليه كالأسد الجريح ،التقطهُ من بين أيدي رجال الأمن وبدأ يٌكيل لهٌ وابلً من الضربات المتتاليه التي أطيحت بهْ وجعلته يتهاوي ،ثم إحتجزةٌ بجانب السيارة ومازال يٌلكمهٌ فوق أنفه التي نزفت الدماء بغزارة ،وتارة فوق وجنتيه،بصعوبه بالغه أنقذهٌ رجال الأمن من بين براثين ذلك الغاضب

أوصلوهُ إلی سيارته تحت أعين ريم المذعورة ومراد الذي تطلع عليه وأشار بسبابته قائلاً بتهديد :
۔لو شفتك قدامي مرة تانيه هقتلك

إرتعب حٌسام من منظر ذلك الهائج الذي كاد علی وشك فقدان روحهِ علی يده،فحقاً مراد لديهِ قوة تصل للخارقه عندما يٌذكرهٌ أحدهم بتلك الواقعه

جری حٌسام وتحرك بسيارته مذعوراً وفهم أنهٌ لعب مع الخصم الخطأ ،أما مراد فكان صدرهٌ يعلو ويهبط من شدة الغضب،،حول بصره إلی تلك المرعوبه ورمقها بنظرة حارقه وتحرك إلی سيارته ليٌغادر،،

إلا أنها جرت إليه مٌتحدثه بدموع ونبرة مترجيه :
۔ مش هسيبك تمشي غير لما تسمعني

رمقها بنظرات مٌريبه بعيون غاضبه وأردفَ قائلاً بنبرة حادة :
۔ مش عاوز أسمع منك ولا كلمه ومش طايق أشوفك قدامي أساساً

إقتربت عليه وأمسكت ذراعهِ بترجي قائله بدموعٍ :
۔ لا يا مراد لازم تسمعني،الموضوع مش زي ما أنتَ فاهم ،الكلام اللي بيقوله ده محصلش بالصورة اللي إتكونت في دماغك

نظرت له بترجي وأسترسلت حديثها بتوسل :
۔ أرجوك يا مٌراد

نظر لها فاستشفَ الصدق من نظرة عيناها وأنتفض قلبهٌ صارخاً معنفاً ومطالباً إياه بأن يرحمها ويرحم حاله ويستمع إليها

إبتلع لٌعابهٌ من قربها وهيئتها المهلكه لرجولته،تنفس عالياً ثم تحرك لباب السيارة وفتحهٌ وأشار إليها بالدلوف

إرتبكت بوقفتها فتحدث هو ليٌطمئنها :
۔إركبي يا ريم،هنروح مكان مفتوح نتكلم فيه بدل وقفتنا دي

وأشارَ لأحد رجال الأمن قائلاً :
۔خد مفتاح عربية الدكتورة وإتحرك بيها ورانا

تنهدت براحه وتحركت وأستقلت سيارته وأغلق هو الباب وأتجه للناحيه الأخری وأستقل بجانبها وتحرك

كان الصمت سيد الموقف طوال الطريق، وصلا لمكانٍ عام وجلسا وبدأت ريم بقص ماحدث معها بالماضي،وأبلغته أنها كانت تبلغ من العمرٍ حينها السابعةٌ عشر وأبلغت والدتها بما إستمعت ولم يطرأ بمخيلتها أن تستغل والدتها ذلك الخبر وتتأمر مع حسام ضدَ سليم

كان يستمع إليها وهو مصدوماً من تلك المسماه بوالدتها وتحدثَ:
۔ أنا أسف يا ريم ،بس حقيقي مش قادر أتخيل ولا أستوعب جبروت مامتك في تدمير قلب أخوكي بالشكل البشع ده ،إزاي جالها قلب تعمل فيه كده؟

وأكملَ بحنان وإبتسامه زينة ثغرهِ حينما تذكر إمهِ الحنون:
۔ ده أنا مش قادر أنسی ضمة أمي ليا في عز جرحي،حضنها هو الحاجه الوحيدة اللي قوتني وخرجتني من وسط ظلماتي

نظرت له بدموع وتحدثت وهي تهز رأسها بنفي :
۔ أنا أمي مش وحشه يا مراد،بالعكس ،أمي ضحت علشاني أنا وسليم بكل حاجه،ضحت براحتها وبإنها تعيش عيشه كريمه من دخل بابا اللي مكنش قليل،لكن أمي فضلت إنها تعلمنا كويس علشان تضمن لنا مستقبل واعد ،،

أمي عيبها الوحيد إنها عاوزانا نعيش بطريقتها هي، بقلبها وعقلها هي،مش بقلوبنا وعقولنا إحنا !

كان يستمع لها بإعجابٍ وأندهاش،فبرغم صِغر سنها إلا أنها تمتلك عقلاً واعي وتفكيراً متعمقاً شامل من كل الجوانب

إبتسم لها بهدوء ونظر بعيناها وتعمقَ داخلهما وتحدث بعيون عاشقه:
۔ إنتِ جميلة أوي ياريم،مش بس من بره،لا،إنتِ أجمل بكتير من جوة

إنتعش قلبها وسعد داخلها لتصديقهِ ما روتهٌ علی مسامعه

فأكمل هو حديثهٌ :
۔ريم ،أنا عاوز أجيب بابا وماما ونيجي نطلبك رسمي،مش عاوز الإسبوع ده يعدي غير ودبلتي في صباعك

إنتفض قلبها فرحاً وأبتسمت خجلاً وتحدثت بنبرة صوت رقيقه :
۔مش عارفه يا مراد إذا كان الوقت مناسب ولا لاء

تسائل :
۔وإيه اللي هيخليه مش مناسب يا ريم ،ولا تقصدي علشان موضوع سليم ؟؟

أجابته بإختصار :
۔بالظبط ده اللي أقصده

فأجابها :
۔ إن شاء الله نحاول نتدخل أنا وإنتِ ونحل الخلاف اللي ما بينهم

ثم غمز بعيناه وتحدثَ :
۔ويمكن وقتها الفرحة تبقي فرحتين والخطوبة تبقا دٌخله

إرتبكت بجلستها ووقفت سريعاً تحت قهقهة مراد وتحدثت هي :
۔أنا ،أنا إتأخرت أوي ولازم أروح

وقف مقابلاً لها وتحدث وهو يٌخرج من حافظة أمواله بعض الأوراق المالية لتسديد الفاتورة :
تمام يا حبيبتي

وتحركا للخارج كٌلٍ إلی وجهته ولكن بقيا قلبيهما معاً

*☆*☆*☆*☆*
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين

في اليوم التالي داخل كافيتيريا الشركة
كان الجميع متواجد ،هشام بجانب لٌبنی يتناولون شطائرهم تحت سعادة قلبيهما،فايز مع أصدقاءٍ له ،فريدة التي تجلس بصحبة نورهان ونجوی التي وقفت بجانبها خلال أزمتها لتعلن عن معدنها الأصيل رغم مساوئها ،

ومن منا خالي من العيوب يا سادة !

دلف للداخل بهيئتهِ الجذابه بعد إنقطاع دام الكثير ،نظرت إليه وتسارعت دقات قلبها بوتيرة عاليه لتعلن لها عن فشلها الذريع لمحاولاتها المستميته لكرهه أو نسيانه

وقف فايز سريعاً وتحركَ إليه مٌرحباً به ،وتوجهَ سليم بجانب العامل الذي أحضرَ لهٌ جهاز صوتي ضخم ،وقف سليم ووضع فلاشه كانت بيده داخل جهاز الصوت

وتحدث لجذب إنتباه الجميع :
۔مساء الخير،،ۜمعايا مفاجأه من العيار التقيل ويهمني إن الكل يسمعها

ثم نظر إلی فريدة وتحدثَ بجمود :
۔ الحاجه دي تهمك إنتِ بالأخص يا باشمهندسة

ضيقت عيناها بإستغراب فابتسم ذلك السليم بمرارة وسحب عنها بصرهِ وضغط زر التشغيل

وإذ بصوت نورهان الواضح للجميع يصدح وهي تتحدث إلی حُسام :
۔ خلاص يا باشمهندس فهمت،أنا كده المطلوب مني أصور ڤيديو لفريدة يوم الفرح وهي خارجه بفضيحتها من باب الأوتيل وأبعته للرقم اللي بعتهولي علي الواتس!

أجابها حُسام بتأكيد :
۔ بالظبط كده يا نورهان

تحدثت بنبرة جشعه :
۔ تمام،بس ياريت تزود لي المبلغ شويه لأني محتاجه أكمل علی تمن الشقه اللي هشتريها

إتسعت حدقة عين فريدة ونظرت لتلك المجاورة لها والتي بدورها إنسحبت الدماء من عروق جسدها بالكامل،

يا إلهي، ما تلك الفضيحه التي لحقت بكِ أيتها الخبيثه
ماذا بينكِ وببن الله ليفضح سترك هكذا ويهتكهٌ أمام العلن!

صاح بها حٌسام قائلاً :
۔ هو إنتِ مبتشبعيش فلوس أبداً، إنتِ ليكِ خمس سنين بتاخدي مني فلوس بحجة الشقه دي

ردت عليه بتفاخر وغرور :
۔ أنا ما بخدش منك حسنه يا باشمهندس،ده تعبي ومجهودي المتميز،تقدر تقولي كنت هتعمل إيه من غيري،الخمس سنين اللي بتقول عليهم دول أنا كنت فيهم عينك في الشركة علي فريدة،كل أسرارها وأخبارها بوصلهالك يوم بيوم،ولولايا أنا كان زمان سليم واصل لها ويا عالم،كان ممكن يكونوا متجوزين ومخلفين كمان

نظرت إلی سليم بدمعه هاربه من بين عيناها،تألم هو لها وتأملَ خيراً

أجابها حٌسام بملل وتهكم :
۔ خلااااص إنتِ هتحكي لي علی إنجازاتك العظيمة في مراقبة الكونتيسه فريدة،فرحانة أوي بخيانتك لصاحبتك !

أجابته بحده :
۔ملهوش لزوم الكلام ده يا باشمهندس،

وأكملت بتهكم وإهانه لشخصه :
۔ولو كنت أنا بخون صاحبتي اللي أنا أصلاً مبطقهاش،فسيادتك وعلی حد علمي بتخون إبن عمتك وصديقك المقرب ،يعني الحال من بعضه، فملوش لزوم تقطيمك ده من الأساس

إنقضت المكالمة وبدأت أخری بصوتها :
إنقضت المكالمة وبدأت أخری بصوتها :
۔ إنتَ بتتنرفز عليا ليه دالوقت،أنا عملت كل اللي أقدر عليه وحاولت كتير مع هشام،حكيت له علي اللي كان بينها وبين سليم زمان وشحنته ضدها وخليته يروح لها مكتبها ويهددها وكنت متأكده إنها هتخاف علی إسمها من الفضيحة وترجع له

بس للأسف،من سوء حظنا إن سليم دخل عليهم وهما بيتكلموا وكالعادة ثبت الجميع بكلامه،وللأسف هشام طلع أهبل وأنسحب بهدوء

نظر لها هشام بعيون جاحظة غير مستوعبه وتذكرَ يوم زيارتها له داخل مكتبه

ثم نظر إلی فريدة مٌشفقاً علی حالتها وطعناتها التي تأتيها متتالية بالترتيب

إنقطع الإتصال وبدأ من جديد بتلك الرساله الصوتيه:
۔ كله تمام يا باشمهندس،المولد إنفض زي ما أنتَ عاوز بالظبط،وأنا سجلت فيديو خروجها من الأوتيل وبعته للرقم إللی إنتَ بعتهٌ لي في رسالتك !

وأكملت بجشعٍ وحقارة :
۔ مستنيه مكافأتي اللي وعدتني بيها توصل لي علی حسابي

كان الجميع يستمع بعيون مٌتسعه وعقول منذهله من شدة بشاعة تلك الصديقه التي تمثل الحب لصديقتها طول الوقت،

تعالت الهمهمات والأحاديث الجانبيه وهم ينظرون إليها بإشمئزاز

☆فسبحان الذي يٌمْهِلٌ ولا يٌهْمِل☆

نظرت لها تلك المغدورة ودموع الألم تٌغرق وجنتيها وتسيل،وتسائلت بذهول:
۔طب ليه،أنا عملت لك إية أستاهل عليه منك الغدر والخيانه،ده أنا عمري ما أذيتك،تأذيني وتتأمري علی فضيحتي أنا وأهلي بالشكل البشع ده ليه ؟

أردفت قائلة بنبرة ضعيفه مٌرتعشه :
۔ردي عليا،ساكته ليه؟

هٌنا إنهارت قواها الزائفة وبكت بشهيقٍ وأنين مسموع للجميع

جرت عليها نجوی وحاوطتها بذراعيها وتحدثت:
۔ إمسكي نفسك يا فريدة

كانت صامته تنظر أمامها في اللاشئ بوجهٍ يكسو عليهِ الجمود،خالي من أية تعابير توحي بحالتها

وجه حديثهٌ لها بقوة :
۔أنا كان ممكن أسمع التسجيلات للباشمهندسة لوحدها وده من باب الستر

وأكملَ بتشفي:
۔ بس إنتِ متستاهليش الستر ،وبصراحه حسيت إن حقارتك تستاهل تكريم أكبر وأعظم من إن صاحبتك لوحدها هي اللي تسمعه،

وأكملَ بيقين :
۔ كل ساقٍ سيسقی بما سقي ولا يظلم ربكَ أحد

هدر فايز بصوتٍ عالي ونبرة أمرة :
۔باشمهندسة نورهان،ربع ساعه وتكون إستقالتك موجوده علی مكتبي

قاطعهٌ سليم بردٍ قاطع :
۔ إقالة يا باشمهندس،مش إستقاله

ونظر لهٌ وأكملَ:
۔ وده أقل عقاب تستحقه واحده حقودة زيها إن يكون في الC.V بتاعها ورقة إقالة من شركة ليها إسمها ومكانتها زي شركتنا

إرتعب داخلها وشعرت بالكون يهتز من تحت قدميها ،بلحظة إنهارت أحلامها وتحولت لكابوساً مٌرعباً سيٌلازمها لباقي حياتها

تحركت للخارج تنظر أرضاً خشيةً نظرات الجميع التي تحتقرها وترمقها بنظراتٍ يملؤها الإشمئزاز وعدم الإحترام ، خرجت تجر أزيال خيبتها نتيجة أفعالها الشنعاء ،

☆إفعل ما شئت فكما تَدِينٌ تٌدَانْ ☆

نظر سليم لتلك الباكيه مٌتأملاً أن تعي ما فعلته من جرمٍ في حقه وتطلب منه تناسيه والبدء من جديد،لكنها وبكل جبروت تخلت عنه مٌجدداً وسحبت بصرها بعيداً

شعر بالدماء تنسحب من جسدهِ بالكامل وغصة مؤلمه وقفت بحلقه كادت أن تٌزهق روحه،إنسحب من المكان بخيبة أمل وخرجَ من الشركة بأكملها

تحت دموعها وحنينها إليه لكنها الكرامةٌ لعنة الله عليها هي من منعتها من الإنسياق وراء قلبها الذي يصرخ ويأنَ متألماً مٌطالباً إياه ليؤازها في ضرباتها المتتالة،كانت تٌريدُ الصراخ والإسراع خلفهٌ لترتمي داخل أحضانه وتحتمي بها

ولكن ليس كل ما يتمناهٌ المرأ يٌدركهُ

إستقل سيارته وقادها بغضبٍ عارم وبات يدقُ طارة السيارة بكف يدهٌ بعنفٍ

ويحدث حالهٌ بغصبٍ تام ،،
اللعنةُ عليّ وعلی قلبي وغبائي الذي مازال ينتظراكِ أيتها العنيدة عديمة الرحمه،كيف خٌدعت في تصنيف قلبك ووصفهِ بالرقيق ،
كيف أيتها المستبدة ذات القلب المتيبس كيف؟
من أين لكِ كل هذا الجبروت ؟

أغمض عيناه وزفر بشدة لينفث عن غضبهِ،لحظات مجرد لحظات وأفتحهما من جديد ليتفاجئ بشاحنه كبيرة مسرعة تتجه إليه في الطريق المعاكس ،

إنتبهَ سريعاً وبسرعة بديهه أمسك طارة السيارة وبذل كل جهدهٍ لتفادی الصدمة التي وإن تمت ستقضي عليه لا محال،إستمع لصوت صفيرٍ عالي ناتج عن إحتكاك إطارات سيارته بعنفٍ بالأسفلت،

وبأخر لحظه تغيرت وجهة سيارته للرصيف ليصتدم بشدة بعمود الإنارة وترتطم رأسهٌ بعنفٍ بطارة السياره !

ظل يحاول فتح عيناه بصعوبه ليستوعب ما حدث له،ولكن،وكأن غيمةٍ سوداء تسحبهٌ للمجهول رويداً رويدا،لم يستطع الصمود كثيراً،
لحظات وإستسلمَ لمصيريه وخَر فاقداً وعيهِ بالكامل!

إنتهی البارت
جراح الروح

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى