 
						رواية جراح الروح لروز أمين الفصل التاسع عشر
🔹️ البارت التاسع عشر 🔹️
وبعد دقائق معدوده كانت فريدة قد حسمت أمرها وقررت الذهاب حتی تقطع الشك باليقين ،إرتدت ثيابها وأستقلت سيارتها مٌتجهه إلی ذلك العنوان الذي أملاهٌ لها ذلكَ المجهول غريب الأطوار
وصلت إلی مقر المطعم المذكور وصفت سيارتها
كان هناك من يجلس داخل سيارتهْ ويراقب عن كثب مدخل المطعم،وجدها تدلف إلی الداخل بسيقان مٌرتجفه ووجهٍ تٌسيطر علی ملامحهِ علامات الإرتباك والتوتر
أمسكَ بهاتفهِ وضغط فوق زرٍ لإرسال رسالة نصية ،،والتي وصلت في التو واللحظه إلی هاتف لُبنی التي كانت تجلس أمام هشام يحتسيان مشروباً تحت سعادتهما اللامتناهية
فتحت لُبنی الرسالة بحرصٍ شديد وجدت نصها كالتالي ،فريدة وصلت،جهزي نفسك للوضع اللي إتفقنا عليه !
أغلقت الهاتف بإرتباك تحت نظرات هشام المٌستغربه
وبلحظة لملمت شتاتها ونظرت إلی هشام بعيونها العاشقه وأردفت قائلة بهيام :
۔أنا مبسوطه أوي يا هشام إننا رجعنا مع بعض تاني،مبسوطه وراضيه باللي إنتَ سمحت لي بيه منك حتی ولو كان بسيط
رأت طيفاً يقترب من بعيد فتيقنت أنها فريدة
فأكملت بهمسٍ عابث وإنوثة قاتلة لرجولته بعثرت بها كيانهْ :
۔هشام ،هو أنا ليه عيوني مبقتش بتشوف في الدنيا كلها راجل غيرك،إنتَ إزاي خلتني أختزل كل رجالة العالم فيك بالشكل ده ♡
وتسائلت بهمس عابس أثار رجولته :
۔هشام ،ياتری لسه بتشوفني حلوة زي زمان ؟
وصلت فريدة للداخل وباتت تٌحرك عيناها هنا وهناك،تبحث ما إذا كانت هذة إكذوبة كما يتمنی داخلٌها ،أم أنها حقيقه ستفقدها الثقه من جديد بحالها وبكل من حولها
وبلحظه تسمرت بوقفتها حين رأت وجه لُبنی ويقابلها هشام الذي تيقنت من شخصهِ
إبتلعت لعابها وشعرت بإنهيار الكون بأكملهِ من تحت قدميها ،تحركت ببطئٍ حتی وقفت خلف هشام وأمام لُبنی التي تظاهرت بعدم رؤيتها حتی تٌكمل الخطه التي وضِعَت لها من خلال ذلكَ المتصل المجهول !
مد هشام كفَ يدهٌ وحاوط بهِ كف لٌبنی بلمسه حنون وأردفَ بصوتٍ هائم :
۔ طول عمري وأنا بشوفك أجمل بنت في الدنيا كلها يا لُبنی،
وأكملَ بإثارة متأثراً من إبتسامتها ونظرتها الجذابه المليئة بالأنوثة التي يفتقدها مع فريدة :
۔يا بنتي إنتٍ تجسيد حي لمعنی الإنوثه !!
نزلت تلك الكلمات علی قلبها المصدوم كصاعقةٍ كهربائيه دمرته وبعثرت داخلها بأكملة،
نعم لم تَكِنٌ لهٌ العشقَ داخل قلبها بيوم من الايام ،لكن يكفي أنها وثقت به وبقلبه ،ويكفي أنها فضلته وفضلت راحته وسعادته علی سعادة قلبها وقلب حبيبها الممزقْ الروح ،تمسكت به لأجل عدم جرح روحهِ للمرة الثانية علی يدها ،
ولكن،أنظر ماذا فعل هو ؟
تحاملت علی حالِها وأخرجت صوتها بصعوبه قائله بنبرة صوت مٌرتجفه :
۔ ولما هي عاجباك أوي كدة وبتمثل لك المعنی الحقيقي للإنوثه،كٌنت بتخطبني أنا ليه يا محترم ؟
إنتفض بجلستةِ بهلعٍ حين إستمعَ إلی صوتها وأهتز كمن لدغهُ عقرب
وقف سريعاً وألتفَ إليها بجسدٍ مٌرتجف وعيونٍ جاحظه،
وتلعثمَ بكلماتهِ قائلاً بتبرير :
۔ ف،فريدة،،أ،أ،أنا كنت بهزر علی فكرة
وبدأ بالهزيان تحت دموعها التي إنهمرت رٌغماً عنها وهي تنظر إليه بصدمه وذهول وخزلان وألم يعتصر داخلٌها ويٌزلزلهْ :
۔ إوعي تكوني صدقتي اللي سمعتيه ده يا فريدة،صدقيني أنا بهزر مع لُبنی،هي كانت متضايقه ونفسيتها تعبانه وطلبت مني نخرج وأنا جيت علشان ٠٠٠٠٠
قاطعتهْ هي بدموعها وصوتٍ ضعيفٍ مهزوم:
۔جيت علشان تأزرها وتقف معاها وتخرجها من الإكتئاب،مش كده يا هشام ؟
إلتفتَ هو ونظر إلی لُبنی التي تجلس بهدوء وتحدث بنبرة مٌتلبكه:
۔ قولي لها يا لُبنی،قولي لها إن اللي بتفكر فيه وفهمته ده مش حقيقي ،قولي لها إن مفيش بينا أي حاجه !
وصاح بها عالياً:
۔ماتتكلمي إنتِ ساكته ليه ؟
كادت لُبنی أن تتحدث أوقفتها فريدة بإشارة من يدها وأردفت قائلة بكبرياء :
۔ وأنا مش محتاجه حد يقولي حاجه يا محترم،اللي شفته بعيوني وسمعته بوداني كافي أوي في إنه يمحي أي صورة مثالية رسمتهالك في يوم من الأيام !
وأطالت النظر إليه وهي تهز رأسها بأسی وأسف، ثم أنتزعت خاتم خٌطبتها من يدها بعنفٍ وألقته بإهمال فوق المنضدة بجانب هاتفه وأشيائة الموضوعه
أردف هو قائلاً برجاءٍ وعيون مْتوسلة:
۔فريدة أنا عمري ماحبيت حد غيرك وإنتي عارفه كده كويس،أرجوكِ بلاش تدمريني وتضيعي كل إللي بينا في لحظة غضب !
رمقتهُ بنظرة إحتقار ثم جففت دموعها بكبرياء وأنطلقت سريعاً للخارج
إلتقط أشيائهُ وخاتمها سريعاً وتحرك وهو يلهث خلفها ويترجاها أن تُعطي له فرصه وتستمع إليه
أما لُبنی التي إنتابتها مشاعر مختلطة مبعثرة ما بين سعادة وحزن،سعاده لأجل نجاح مخططها مع ذلكَ المجهول ورجوع هشام إليها وإحياء قلبها المٌمزق من جديد،،
وبنفس اللحظة شعرت بحزنٍ عميق يغزو قلبها ويعتصره لأجل تلك الفريدة ودموعها وألامها التي نزلت علی صدرها ومزقته،فبالنهاية لُبنی ليست بسيئه،
كل ما في الأمر أنها عاشقة تقطعت بها الطرق بينها وبين حبيبها فكان من البديهي أنها تتمسك بأية فرصة لإحياء قلبهما معاً ووصل الطريق بينهما من جديد،وها قد كان
_____
تحركت فريدة بغضبٍ حتی وصلت لمكان إصطفاف سيارتها وكادت أن تفتح بابها إلی أن أوقفها هشام ممٌسكاً يدها برجاء مٌتحدثاً:
۔ أرجوك يا فريدة أديني فرصة أشرح لك وأفهمك إللي حصل جوة بالظبط
نفضت عنها يده بحده بالغة وأردفت بغضبٍ تام وهي تنظر إليه بنظرات يملئها الإحتقار والإشمئزاز:
۔إبعد إيدك عني لأكسرهالك،وأوعا تفكر تيجي ورايا أو حتی تلحقني بعربيتك،ولو لسه عندك ولو ذرة كرامة تحترم نفسك ومتخطيش خطوة واحده في البيت عندنا
ورمقتهْ بنظرة إشمئزاز قائلة :
۔كل اللي بينا أنتهی يا محترم،وشبكتك وحاجتك بالكامل هتوصل لك لحد باب بيتك في أقرب وقت
وأردفت بعيون حزينه ونبرة مٌنكسرة :
۔يا خسارة،أنا إزاي إنخدعت فيك وأفتكرتك حد محترم ،إزاي ؟
تحدثَ بلهفه مٌستعطفاً إياها :
۔ يا فريدة صدقيني الموضوع مش زي ما أنتِ فهماه،علشان كدة بقول لك لازم نقعد ونتكلم !
تحدثت بدموع :
۔أنا كل إللي محزني إني أكتشفت أنا قد إيه كٌنت غبية لما أفتكرتك بتحبني بجد، ده أنا فضلتك علی نفسي ،كنت بخاف عليك وعلی قلبك أكتر مبخاف علی قلبي
أنا معملتش فيك اللي أستاهل عليه غدرك وخيانتك،
وأكملت بضعفٍ ودمعة هاربه :
۔أنا ما أستاهلش منك كدة أبداً ،والله ما أستاهل
نظر لها بعيون مغيمه بدموع الحزن والألم والندم وهز رأسهٌ مٌتوسلاً إياها قائلاً :
۔أرجوكي يا حبيبتي متدبحنيش ببعدك عني ،بعدك عني فيه هلاكي يا فريدة
أجابته بقوة :
۔وقربك مني فيه دبح لكرامتي وكبريائي،وده إللي عمري ماهقبله
وإسترسلت حديثها بذهول :
۔تعرف يا هشام، أنا لو حد حكالي اللي حصل من شويه أكيد مكٌنتش هصدقه مهما كان هو مين، لكن علشان ربنا بيحبني بعت لي اللي يكتشف خيانتك ويتصل بيا ينبهني،وكمان يديني العنوان،
ثم أكملت بنبرة وأبتسامة حزينة ساخرة:
۔قال وأنا من تغفيلي وسذاجتي مكٌنتش مصدقاه ومكُنتش هاجي ،لكن الحمدلله إن ربنا نور بصيرتي في أخر لحظة وخلاني أجي علشان أشوفك وإنتَ بتجسدلي أبشع صور الخيانه !
ضيق عيناه وتسائل بإستغراب:
۔ واحد،واحد مين دي اللي إتصل بيكي يا فريده ؟
إبتسمت بجانب فمها بطريقه ساخرة وأردفت قائلة بتهكم:
۔الحقيقه الصوت كان غريب ومقدرش أحدد إذا كان واحد ولا واحدة،بس الأكيد إنها واحدة من اللي كنت بتستغفلني معاهم ولما سيبتها ورجعت لبنت خالتك حبت تنتقم منك !!
كان يجلس براحة وأسترخاء داخل سيارتهْ ينظر إليهما بسعاده وضحكات متتاليه تصل لحد القهقهَ وبالأخص بعدما هاتف لُبنی بحكم أنهٌ المتصل المجهول وأبلغتهْ بما حدثَ بالداخل
نعم يا ساااادة !
☆إنهٌ سليم الدمنهوري لا غير☆
☆فالحربٌ خُدعةْ وما أجملٌ الحربْ لأجلِ عيناكِ☆
☆ولو عادَ بيَ الزمانٌ لفعلتٌها مراراً لعيونَ مولاتيّ☆
☆فأنا الصريعٌ الذي قاتلٌ بإستماته☆
☆ لأجلِ إنتزاعُ الترياقُ، والعودة بحياتي☆
☆ومن غيرهِ ذلكَ العاشق الولهان ☆
هو من فعل كل هذا لأجلها
لأجل إسترجاع معشوقة عيناهْ
☆عشقهِ الأبدي☆
☆فريدتة ☆
إنهٌ العشقْ يا ساده،
وعندما يتحدثُ القلب،فما من العقلِ إلا الإنسياق والإستجابه لأمر الهوی
————————-
فلاااش باااك !!!!
كان يقود سيارتهْ عائداً من عملهِ إلی منزله،إستمع إلی رنين هاتفه فضغط زر الإجابه قائلاً بدٌعابه:
۔ لحقت أوحشك بالسرعة دي،إحنا يا أبني مش لسه سايبين بعض من ربع ساعة !
ضحك علي وأردفَ بدٌعابة:
۔يا باشا إنتَ بتوحشني حتی وإنتَ معايا
قهقهَ سليم وأردف قائلاً بمرح :
۔أه لو أسما سمعتك،هتحرم عليا أدخل بيتكم تاني
قهقه عَلي وأجابهٌ بدعابه مماثلة :
۔ لا ما أنا أعترفت لها إنك كٌنت أول حب في حياتي وهي مقدرة النقطة دي
وأكملَ بنبرة جاده:
۔المهم، أسما عزماك علی العشا النهارده،ومش هتقبل أي أعذار ،أوعی تتأخر !
إبتسم سليم وتحدث بإيجاب:
۔ مش هتأخر ،أنا أساساً كٌنت هاجي علشان أشوف سولي لأنه وحشني جداً !
أتفقا معاً وأغلق هاتفهُ وبالفعل ذهب في المساء إلی منزل عَلي،،
دلف للداخل يحمل معهُ بعض الأكياس المحمله بالألعاب والحلوی للصغير
رأهُ الصغير وجري عليه بلهفة وهو يهلل بإسمه ۔
: عمو سليييييم
حملهُ سليم براحتيهْ وبدأ بتقبيله وأردف قائلاً بدلال:
۔يا قلب عمو سليم إنتَ ،وحشتني يا سولي !!
ثم حول بصرهِ إلی أسما الواقفه بإستقبالة ببشاشة وجهها الضاحك:
۔ أسما،أزيك أخبارك إيه ؟
أجابته بإبتسامة بشوشه:
۔الحمدلله يا سليم،
وأشارت بيدها إلی الداخل قائلة:
۔صاحبك مستنيك جوة ،إدخل له !!
أعطاها الأكياس وتحرك للداخل وهو يحمل الصغير ويداعبهٌ بدلال ويٌكيلهٌ القبلات ،
وفجأة تسمرَ بوقفتهِ وعبس وجههٌ حين وجد حٌسام يجلس بجانب عَلي !!
أنزل الصغير بهدوء وعاد للخارج مرةً أخری !!
حين جري إليه الصغير وأمسكهٌ من ساقه مٌتحدثاً بنبرة طفوليه بريئة :
۔عمو سليم،رايح فين ؟
دنی من مستوی الصغير وحدثهٌ بوجةٍ بشوش:
۔أنا أسف يا حبيبي،بس أنا لازم أمشي حالاً لأني أفتكرت إن كان عندي مشوار ضروري وناسيه !
وكاد أن يتحرك إلی أن ألحقْ بهِ عَليِ وأمسك معصمهِ قائلاً:
۔رايح فين يا سليم ؟
أفلت معصمهِ ونفضه من قبضة علي ونظر لهٌ بعيون تطلقٌ شرزاً:
۔بتحطني قدام الأمر الواقع يا علي ؟
وأكملَ بحدة:
۔ إنتَ إزاي تدي لنفسك الحق إنك تخدعني وتجبني لحد هنا وتجبرني إني أقعد مع البني أدم ده في مكان واحد ؟
تحركت أسما إليه وتحدثت برجاء:
۔ إهدي يا سليم من فضلك وتعالَ أقعد مع حٌسام وحاولوا تصفوا الخلاف اللي ما بينكم ،إنتم أهل يا سليم،، وحُسام خطيب أختك ومش معقول هتفضلوا متخاصمين العمر كله !
صاح سليم قائلاً بغضبٍ عارم :
۔ ده بني أدم خاين يا أسما وأنا ولا يشرفني إنه يبقا صاحبي ولا حتی خطيب أختي !!
وقف حٌسام وتحرك إلی وقفت سليم وتحدثَ برجاء:
۔من فضلك يا سليم خلينا نقعد ونتكلم بهدوء واللي يرضيك كله أنا هعملهٌ لك،
وياسيدي لو علی فريدة أنا مستعد أروح لها وأحكيلها علی كل اللي حصل وأقول لها إن أنا السبب في البعد اللي حصل ما بينكم !
نظر إليهِ بعيون غاضبه وأردفَ قائلاً بصياح :
۔وإنتَ بقا فاكر إنك بالكلام الأهبل دة مٌمكن تكفر عن إللي عملته معايا ولا حتی تخليني أغفرلك خيانتك ليا ؟
تحدث عَليِ وهو يربت فوق كتف سليم ويُشير إليه للداخل:
۔ من فضلك يا سليم تعالَ نقعد ونتفاهم ،حٌسام عرف غلطته خلاص وندم عليها !
نظرت إليه أسما وأردفت بعيون مٌترجية:
۔علشان خاطري أنا يا سليم أدخل ،،،
نظر إليها فأكملت بعيون مٌتوسله:
۔علشان خاطري !
زفر بضيق وتحرك للداخل لأجل أسما وتحدثَ بنبرة غاضبة :
۔ أنا هدخل علشان خاطرك إنتِ بس يا أسما !
دلف الجميع وجلسوا
أخذ حٌسام نفساً طويلاً ثم أخرجهٌ وتحدثَ بنبرة خجلة :
۔أنا بجد أسف يا سليم ،بس صدقني كل اللي حصل ده كان غصب عني،إنتَ أكتر واحد في الدنيا دي عارف عمتي كويس،
وعارف إنها لما بتحط حاجه في دماغها بتنفذها،
وأكملَ :
۔ وأنا والله ما كان قصدي أبداً إني أفرق بينك وببن فريدة،بس زي ما أنتَ عارف عمتي مكنتش موافقة أساساً بموضوع خطوبتي من ريم،،،
لكن لما عرفت موضوع فريدة عن طريق الصدفة من ريم ساومتني إنها ممكن توافق من جوازي من ريم بشرط إني أبعد عنك فريدة،
ورفع كتفيه بإستسلام قائلاً بمنتهي الأنانية :
۔الموضوع بالنسبة لي كان مسألة حياة أو موت !!
نظر له سليم بإقتضاب فأكملَ حُسام مُبرراً:
۔أيوة يا سليم،بُعد ريم عني كان بالنسبة لي الموت البطيئ !
إستشاط سليم غضباً وأردفَ قائلاً بصوتٍ حاد:
۔ وطبعاً علشان سيادتك ترتاح وتريح قلبك،تقوم تدوس بجزمتك علي قلب سليم وتفعصة ،مش كدة يا حُسام بيه ؟
تدخلَ عَلي لتهدئة الوضع:
۔ اللي فات إنتهی يا جماعه وياريت منتكلمش فيه علشان منفتحش في الجراح من جديد،،
أنا شايف إنكم تنسوا كل اللي حصل وتفتحوا مع بعض صفحة جديدة،،
ونظر إلی سليم مٌتحدثاً:
۔في النهايه يا سليم حٌسام هيبقی جوز أختك ومش معقول هتفضلوا كدة !
وتحدثَ حٌسام بإنتشاء :
۔وأنا زي مقولت لك هروح لفريدة وهقول لها علی كل اللي حصل !
تحدث عَلي بجديه :
۔للأسف يا حٌسام أنا أتكلمت مع فريدة وهي رافضة فكرة الرجوع أساساً ،بتقول إنها لا يمكن تغدر بخطيبها !
نظر حُسام إلي علي وتحدثَ بجدية :
طب وبعدين،هنقف كدة نتفرج ؟
طب إيه رأيكم لو نساوم خطيبها علی منصب كبير في شركة من اللي نعرفهم، أو مبلغ كدة محترم يخليه يسيبها هو
نظر سليم إلي حُسام مُضيقاً عيناه بتساؤل:
۔هو أنتَ فعلاً عاوز تساعدني يا حُسام ؟
أجابه حٌسام بتأكيد وعللَ:
۔ أيوة طبعاً يا سليم،بصراحة ريم زعلانه جداً علشان خصامنا ودايماً حزينة وأنا نفسي أنهيه بجد علشان أفرحها !
سألهُ سليم بنبرة جادة:
۔ طب ولو طلعت دي مؤامرة من مؤامراتك مع عمتك ؟
اجابهٌ حسام بنبرة حزينه :
۔أنا مش وحش أوي كدة يا سليم،أنا يمكن أه مش مثالي وعندي عيوب كتير،لكن مش معنی كدة إني شيطان !
أطالَ سليم النظر إلية بتشكيك ثم تحدثَ :
۔ وأنا هديلك فرصة تحاول تصلح غلطك يا حُسام وتثبت لي إنك فعلاً راجل وتستحق ريم !
تحدثت أسما بإنتشاء:
۔برافوا عليك يا سليم،وأكيد حُسام هيحاول بكل جهدة يرجع ثقتك فيه تاني،
ثم حولت بصرها إلی حسام وتسائلت :
۔مش كدة يا حُسام؟
أجابها بتأكيد :
۔أكيد أنا مش غبي لدرجة إني أغلط نفس الغلطة مرتين يا أسما !
وأكملَ :
۔بس علشان نبقا واضحين من الأول أنا هفضل زي ما أنا مع عمتي وهحاول أفهمها طول الوقت إني لسه علی إتفاقي معاها،بس طبعاً ده هيبقا مجرد كلام علشان مترجعش في إتفاقها معايا وتفركش خطوبتي من ريم !
نظر له سليم وأردفَ بتفهم :
۔وأنا معنديش أي مانع،
وأكملَ بوعيد:
۔لكن قسماً بربي يا حسام لو أكتشفت إنك نقضت إتفاقك معايا ماهخليك تطول شعرة واحدة من ريم طول ما أنا عايش على وش الأرض !
توافقوا جميعاً وبدأو بالتفكير سوياً
وتحدث سليم:
۔ أنا شايف إن الحل الوحيد هو إننا نراقب هشام ونمسك عليه أي غلطة، وساعتها فريدة هي بنفسها اللي هتضطر تسيبه لأن للأسف فريدة قافلة موضوع الرجوع من ناحيتها نهائي،علشان كده لازم نلاقي سبب قوي ومقنع يخليها تسيبه وهي ضميرها مرتاح !!
نظر له علي وأردفَ مٌتسائلاً بإهتمام :
۔عندك خطة ؟
أجابهٌ بتأكيد:
۔عندي،وأساساً كُنت هنفذها الإسبوع ده بصوا، مبدأياً كده إحنا محتاجين حد شغال في شركة الإتصالات ويكون شخص موثوق فيه !
تحدث حسام بجدية :
۔موجود يا هندسة ،فاكر مهندس إيهاب عبداللطيف إللي كان معانا في الكلية ،شغال دالوقتي في شركة الإتصالات وماسك فيها منصب مهم،قابلته صدفة من حوالي سنتين وأنا وهو بقينا أصحاب جداً !
تحدث سليم بإنتشاء:
۔كدة حلو أوي،ياريت تاخد لنا منه ميعاد في أسرع وقت علشان نحاول نقنعه إنه يسجل لنا كل مكالمات هشام ويبعتها لي،يمكن نلاقي له أي ثغرة نحاول بيها نمسك خيط ونمشي وراة !
هز حسام رأسهُ بطاعه وأكملوا وضع خطتهم بالإيقاع بهشام داخل براثينهم !!
وبالفعل أستعانَوا بصديقهم وجعلوهُ يسجل لهم كل محادثات هشام علی هاتفة ويرسلها إلی سليم ،كي يتعرف علی مستجداته وأسرارةُ علهُ يجد ثغرة يمكن له عن طريقها الوصول إلی المُستحيل
وقد كان ،فقد وجد مكالمة إبنة خالتهِ له وتذكيرةُ دائماً بالماضي ،فقرر اللعب مع تلك العاشقه التي كانت بمثابة الحصان الرابح بالنسبة له،وقد كان بالفعل
خططَوا معاً لكل شيئ،وحينما إستمع سليم مكالمة لُبنی مع هشام تنفس بإنتشاء كمن كان خارج نطاق الحياة وها هو عاد إليها من جديد !
جلب شريحة هاتف private numberووضع علی هاتفة برنامج خاصيه تغيير الأصوات وبدأ بالتواصل مع لٌبنی التي ظنت وتعاملت معه علی أنهٌ فتاه حينما أبلغها أنهٌ يكنُ العداء إلی فريدة كي يٌقنعها بالإتفاق معه بتلك الخطه !
———————–
عودة للحاضر !
شاهدها وهي تستقل سيارتها بغضبٍ تحت محايلات من ذلك المغفل الذي سقط بين براثين سليم بمنتهی الغباء والسهولة !
قهقهَ بسعادة وتحرك بإرتياح متجهاً إیي الأوتيل الذي يسكٌن به حالياً
_____
وصلت لمنزلها ودموعها تنهمر من مٍقلتيها وصدرها يعلو ويهبط من شدة شهقاتها العالية،أسرعَ إليها والدها ووالدتها ونهله يسألاها بقلق عن ما حدثَ وأوصلها لتلك الحالة
جلست وقصت لهم ماحدث تحت إستغرابهم جميعاً وعدم تصديقهم لما بدر من هشام نحو فريدة التي كان يظهر مدی عشقهٌ لها للكفيف
*☆*☆*☆*☆*
أما هشام الذي ضل واقفاً ينظر بشرود إلی أثر فريدة ،أخرجهٌ صوت لُبنی التي وقفت أمامهٌ بأسی مدعيه الخجل والأسف قائله:
۔أنا مش عارفه أقول لك أيه يا هشام،أنا بجد أسفه علی اللي حصل
فاق من شرودة وأحال بصرةِ إليها وكأنهٌ إسترد وعيه للتو،،
أمسكها من يدها ساحباً إياها بعنف حيث وقوف السيارة وفتح بابها وألقاها بحده ،ثم أغلق الباب وتحركَ للإتجاه الأخر وصعد بجانبها
وتحدثَ بفحيح يشبه فحيح الأفعی:
۔ مين إللي كلم فريدة في التليفون وقالها إننا هنا ؟
تلبكت وتوترت بجلستها وأردفت قائلة بإرتباك:
۔معرفش يا هشام ،صدقني معرفش إنتَ بتتكلم عن إيه !
صاح بغضبٍ مٌريب أرعب أوصالها :
۔قولي لي الصراحة ونجي نفسك،أنا كدة كدة هعرف وساعتها صدقيني مش هرحمك !
إرتعب جسدها من هيئتهْ الغاضبة وقصت له كل ما حدثَ معها ،فطلب منها رقم تلك المٌتصلة وللأسف أخبرته أنه Private number
فلعن حظهٌ وغبائة بعدما تأكدَ أنه وقع في فخٍ قد أعٌدَ لهٌ بمهارة عاليه وهو كالأبله وقع داخلهْ بكل سذاجة
*☆*☆*☆*☆*
دلف هشام إلی منزلهِ وجد والدهِ ووالدته وهادي وحازم بإنتظارة
إبتلع لُعابهِ بتوتر وبالأخص عندما رأی نظرات الغضب تتطاير من مقلتي والدهِ الذي تحدث سريعاً بنبرات غاضبه
إنتفضَ حسن في جلستهِ وتحدث بنبرة غاضبة:
۔ حمدالله علی السلامه يا دنچوان عصرك وأوانك،تعالی هنا يا محترم وفسرلي الكلام اللي فؤاد إتصل وقالهولي ده
وقفت سميحه وأردفت قائلة بنبرة مٌرتبكه :
۔ إهدي يا حسن علشان صحتك وهشام ياأخويا هيحكي لنا علی كل اللي حصل،واللي أنا متأكدة إنه مش أكتر من سوء تفاهم
ثم نظرت إلی هشام وأردفت مٌتسائله :
۔مش كده يا هشام ؟
أكد هادي علی صحة حديث والدته لتهدئة والدهِ :
۔أكيد طبعاً يا ماما،تعالَ أقعد يا هشام وأحكي لنا إيه اللي حصل بالظبط
جلس هشام بإرتباك وبدأ يقص علی مسامعهم ما حدث وما قصتهٌ لُبنی علی مسامعة
بعد مدة تحدث حسن بنبرة غاضبة:
۔وإنتَ فاكر يا بية إن الكلام اللي إنتَ قولته ده يعفيك من الغلط،بالعكس، ده يدينك أكتر ويبين قد إيه سيادتك تافه ومفعول بيك ،حتة بت شاورت لك بصباعها،سيبت خطيبتك المحترمه بنت الأصول اللي وقفت جنبك وسندتك في وقت إحتياجك ،وجريت تلهث وتريل علی اللي رمتك زمان وأستكبرت عليك
إبتلع هشام غصة مريرة داخل حلقة من حديث والدهِ الموجع لكرامته ولرجولته
وتحدث ناظراً لأسفل قدمية:
۔أنا عارف إني غلطان وأتصرفت بغباء،
وأكملَ مٌترجياً:
۔ بس أرجوك يا بابا أقف جنبي وكلم عمي فؤاد علشان نحاول نحل الموضوع بسرعة وأراضي فريدة، لأنها رافضة تسمعني
أجابهٌ حسن بنبرة صوت غاضبة:
۔ عندها حق طبعاً ترفض تبص في خلقتك بعد عملتك السودا دي
ثم وقف بغضبٍ وأتجه للداخل وتلتهٌ زوجته وذلك بعدما حدثَ فؤاد وطلب منه تحديد موعد لزيارته هو وهشام كي يشرح إلی فريدة ملابسات تلك المؤامرة وليتصافوا من جديد
تحدث حازم بعد دلوف والديه للداخل :
۔ وأما أنتَ واقع لشوشتك ودايب فيها كدة داير تعُط من وراها ليه ؟
يا جبروتك يا أخي،الواحد يستنی أما يتجوز ويضمن إللي بيحبها في بيته وبعدين يعٌط براحته ،إنتَ بقا قلبت بجبروتك كل الموازين
نظر إلی أخيه وتحدث بحدة وهو يزفر بغضبٍ وضيق:
۔حاااازم،نقطني بسكاتك أنا مش ناقصك،كفاية عليا اللي أنا فيه !
نظر هادي إلی هشام بتعجب وأردفَ قائلاً بنبرة مٌلامه:
۔عاوز الصراحه يا هشام ،إنتَ غلطان ،أنا بجد مصدوم من تصرفاتك دي،إيه اللي جری لك يَلاَ ؟
إنتَ طول عمرك عاقل وبتحكِمْ عقلك قبل أي خطوة بتخطيها ،إيه إللي حصل لك خلاك تتصرف بالغباء ده ؟
أجابهٌ حازم بنبرة ساخرة :
۔ أعذرة يا هادي،البت لُبنی بجبروتها دخلت علية داخلة شديدة وحطت علية بكل ثٌقلها ،إنتَ مشفتش يوم السبوع كانت محوطاه ودايرة وراه وبتبص له إزاي،
ثم نظر إلی هشام وأكملَ مٌستفزاً إياه:
۔ والله يا إتش أنا لو مكانك في اليوم ده لكنت أعلنت إستسلامي ورفعت الراية البيضا وكتبت كتابي عليها وش
نظر لهُ هشام وزفر بضيق ووقف قائلاً بحده
۔أنا داخل أوضتي أحسن ما أرتكب جناية حالاً
وخطا خطواتهٍ للداخل حين نظر هادي إلی حازم نظرة صارمه وأردفَ بنبرة حادة مٌلامة :
۔يا أخي إنتَ مش هتكبر أبداً،شايف أخوك في المصيبه دي وقاعد تهزر وتضحك ولا هامك
نظر إلی هادي وأبتسم بجانب فاهه بطريقة ساخرة وتحدث بلامبالاة :
۔مٌصيبه،وهو كان مين اللي عمل كدة فيه،مش هو ؟
واكملَ بتعقل :
۔وبعدين مٌصيبة إيه اللي بتتكلم عنها دي ،يا باشا أخوك في كلا الحالتين كسبان ،سواء فريدة تفهمت الموضوع ورجعت له وعاش مع اللي بيحبها،أو حتی سابته وخطب هو لُبنی وأتجوزها
وقتها هيعيش مع اللي بتحبه،واللي أكيد هتوريه الدلع ألوان،وهو كمان هيرجع معاها أمجاده القديمة
ثم قهقه عالياً وأردف :
۔ الواد هشام ده طول عمرة محظوظ وأمة دعيالة
ضحك هادي وهز رأسهٌ بإستسلام قائلاً:
۔ده أنتَ مسخرة والله يا حازم !!
*☆*☆*☆*☆*
أما عن لُبنی التي عادت إلی منزلها وجدت والدتها بإنتظارها وما أن رأتها حتی جذبتها من معصمها بشدة ودلفت بها لغرفتها وأغلقت الباب حتی لا يستمع أباها وأخاها حديثهما
نظرت لُبنی إلی والدتها بريبة وتحدثت بنبرة لئيمة:
۔فيه إيه يا ماما ؟
نفضت مٌنی يدها بعنف وأردفت بنبرة مٌتسائلة غاضبة:
۔إنتِ اللي هتقولي لي فيه إيه،،وإيه الكلام إللي غادة متصله بيا تقولهٌ لي ده ؟
إنتِ فعلاً كنتي خارجة مع هشام وخطيبته شافت البيه وهو ماسك إيدك ونازل فيكي غزل وغرام ؟
وقفت بشموخ وأجابتها بقوة وتبجح:
۔أيوة يا ماما حصل،ويمكن ربنا عمل كدة علشان هشام يرجع لي تاني ونتجوز
نظرت لها منی بذهول :
۔وكمان بتعترفي قدامي بكل بجاحة،هي دي أخرة الحرية والثقة اللي أدتهم لك يا لُبنی؟
تروحي تخربي حياة إبن خالتك إللي إنتِ سبتية من الأول،
وأكملت وهي تُشير إلی حالها بسبابتها:
۔طب وأنا،مفكرتيش أختي ممكن تقول إية عليا ولا حتی تفكر فيكي إزاي ؟
تحركت وهي تٌخرج هاتفٌها من حقيبتها وتضعهُ علی جهاز الشاحن
ثم نظرت إري والدتها وتحدثت ببرود ولا مبالاة مٌصطنعة:
۔متكبريش الموضوع أوي كده يا ماما،خالتو سميحة حنينة وهتنسی كل حاجة بسرعة ،صدقيني كلها أسبوع ولا أتنين وتلاقيها جاية بنفسها تطلبني لهشام
نظرت منی إلی إبنتها وبرودها الغير طبيعي بالمرة وقررت الإنسحاب من أمام تلك الباردة الغير مبالية بما أقترفته من خطأٍ كبير،،حتی لا يشعر عليهما كمال أو ماجد
خرجت والدتها ونظرت هي بشرود لأثرها وبدون مقدمات أجهشت في بكاءٍ مرير وأنهار قناع القوة التي كانت ترتديه،إنهارت لحزنها علی مظهر فريدة وكسرتها التي لم تفارق مخيلتها من وقت ما حدث
وحدثت حالها،سامحني يا الله،لم يكن لدي خيارً أخر،
خُيرتُ بين إحياء قلبي أم قلبها،وبطبيعة البشر إخترت قلبي
*☆*☆*☆*☆*
عند منتصف الليل داخل غرفة فريدة
كانت منكمشة علی حالها حاضنها ساقيها بساعديها بإحتواء ودموعها تسيل فوق وجنتيها بحرارة
تجلس بجانبها نهلة ووالدتها يحتضناها برعاية وتبكيان لإجل ألم غاليتهم
إستمعن لبعض الطرقات الخفيفه فوق الباب
جففت فريدة دموعها سريعاً وتحدثت عايدة إلی الطارق:
۔أدخل
دلف فؤاد وهو يتطلع بحزنٍ إلی غاليته وحزنها
تحرك وجلس بجانبها بعدما إبتعدت نهلة وأفسحت لهٌ المجال،
وضع يدهُ بحنان علی وجنتيها وجفف لها دمعه هاربة ،نظرت لعيناي والدها بضعف ثم أرتمت داخل أحضانه بإشتياق ،حاوطها والدها ولف ساعديهِ حولها وشدد من إحتضانها بحنان
ثم تحدث بنبرة حنون :
۔كفاية يا بنتي،متعمليش في نفسك كدة،
ثم أخرجها من بين أحضانه ونظر لها وأردف قائلاً بترقب:
۔حسن نور الدين إتصل عليا دالوقتِ وبيقول إنه عاوز يجيب هشام بكرة وييجوا يوضحولك سوء التفاهم اللي حصل
تحدثت نهلة بنبرة غاضبة:
۔هو لسه ليه عين ييجي هنا تاني بعد اللي عملة ؟
رد عليها والدها بهدوء:
۔بيقول إن هشام بيقول إنها لعبه وأتعملت عليه،وبيقول إن فيه واحدة كانت بتكلم البنت و لعبت عليها وهي اللي حرضتها علشان تعمل كده ،وهي كمان اللي إتصلت بفريدة وبلغتها بالمكان
نظرت له فريدة وأردفت قائلة بدموع:
۔وحضرتك صدقته ؟
تنهد فؤاد وتحدثَ بقلبٍ مُحملٍ بالأثقال :
۔ أنا بقول تقعدي معاه وتسمعيه ،مش يمكن فعلاً تكون مؤامرة وأتعملت عليكم
أكدت عايدة علی حديثه وهي تنظر بترقب إلی فريدة:
۔كل شيئ ممكن يا بنتي، وخصوصاً إن هشام محترم وبيحبك ومن وقت ما خطبك عمرنا ما شفنا منه حاجه وحشه !
أجابتها بصوتٍ ضعيف مٌنكسر:
۔وتفتكري يا ماما إنها لو مؤامرة بجد زي مبيقول دي حاجه ممكن تشفع له ولا تبرر له خيانته ليا؟
أجابها فؤاد بقلة حيلة :
۔ يا بنتي إديلة فرصه ،الولد فعلاً بيحبك وشاريكي، وحتی يا بنتي لو فرضنا إنه فعلاً غلط وضعف وقابل بنت خالته ،ده مش معناه إنكم تفسخوا الخطبه،إحنا بشر يا فريدة وكلنا خطائين
نظرت لوالدها بذهول وأردفت قائلة بغضب:
۔معقوله يا بابا حضرتك بتطلب مني أرجع له واسامحه بعد اللي عمله ؟
وأكملت بدموع:
۔ ده واحد خاني وعاش قصة حب عليا وإحنا لسه مخطوبين وعلی البر،أومال بعد الجواز هيعمل فيا أيه ؟
أجابها فؤاد بضعف :
۔يا فريدة أنا كبرت وإنتِ كمان يا بنتي كبرتي،
أنا نفسي أطمن عليكِ قبل ما يجرالي حاجه
تحدثت عايدة بلهفة:
۔ بعد الشر عنك يا فؤاد ، ربنا يخليك لينا يا حبيبي وتجوزهم وتشوف ولاد ولادهم كمان !
بكت فريدة بحرقة وهزت رأسها بأسی وأردفت قائلة:
۔أرجوك يا بابا بلاش تضغط عليا لأني أخدت قراري والموضوع مٌنتهي بالنسبة لي !
تسائل فؤاد بنبرة حزينه:
۔ ده أخر كلام عندك يا بنتي ؟
أردفت بنبرة جادة واثقه:
۔أيوة يا بابا،أخر كلام !!
تنهد فؤاد وتحدث بأسی :
۔خلاص ،يبقا هكلم حسن نور الدين بكرة وأقوله إن كل شيئ نصيب !
تنهدت عايده بأسی وذلك لمعزة هشام ومكانته الكبيرة داخل قلبها، وتحدثت إلی فريدة بترقب:
۔طب أدي لنفسك فرصة كمان يومين تفكري فيهم يا بنتي
نظر إليها فؤاد وأجابها بردٍ قاطع :
۔خلاص يا عايدة،متضغطيش عليها أكتر من كدة
وأشار لها ولنهلة وأردف :
۔ يلا بينا نخرج وسيبوها ترتاح شويه !
خرج الجميع وجلست هي تبكي بحسرة وألم يتملكان من قلبها علی الخيانه والخزلان التي تعرضت لهما علی يد هشام التي كانت تظنهٌ السند التي ستتوكئ عليه من غدر الحياة
______
أما ذلك العاشق المٌنتصر، فكان يقف بإنتشاء داخل شرفة غرفتهِ الموجوده داخل الأوتيل،
يتنفس براحة وينظر للسماء مٌراقباً لنجومها اللامعة بهدوء
أخذ نفساً عميقاً بسعادة وحدث حالهِ بإنتشاء ،هانت صغيرتي،لم يتبق علی دخولَكِ عالمى سوی القليل،فأصبري غاليتي ،إصبري لنظفرَا معاً بنتيجة صبرنا وتحملنا لكل تلك الصعاب،
وأكملَ بهيام،أعشقٌكِ فريدة،أعشقٌكِ وأشتاقكِ حد الجنون،كاد صبري أن ينفد صغيرتي،أكادٌ أجنُ من ويلِ الإشتياق
فلتساعدني إلهي لأتحمل ما تبقی
ثم أغمض عيناهُ ونظر للأعلی وبدأ بالتفس الشديد وإخراجهِ بهدوء،كي يُهدئ من إشتعال نيران الإشتياق الساكنة بداخلهْ
انتهي البارت
جراح الروح
بقلمي روز آمين




