روايات روز أمين

رواية جراح الروح لروز أمين الجزء الثاني

رواية جراح الروح لروز أمين الفصل السابع عشر

🔹️ البارت السابع عشر 🔹️

وقف مراد وهو ينظر إليها بشر وتحدث بفحيح:
۔إنتِ إزاي تتجرئي وتتكلمي معايا بالطريقه دي ،إنتِ نسيتي نفسك

وكاد أن يٌكمل لكنهٌ توقفَ فجأة وتشنجت جميع أعضاء جسدهِ بطريقةِ مُرعبه ، تحجرت عيناه وتملكت رعشة قوية من جسدهِ بالكامل، وبلحظه سقطَ أرضاً بطولهِ الفارع

جحظت عين ريم ووضعت يدها فوق فاهِهَ شاهقه من هول ما رأت

ثم إستفاقت علی صوت سامح الذي جری وتدلی لمستواه وصرخ بها:
۔ساعديني يا دكتورة

إستفاقت علی حالها وجرت إلی مقعده وسحبت جاكيت الحله،ونزلت لمستواه ووضعتها تحت رأسهِ
ثم نظرت له برعب وجدت صف أسنانه تنتفض وتكادُ أن تٌغلق في حركة تشنجيه

صرخت بسامح وتحدثت:
۔إنده لأي حد من بره بسرعه يساعدنا

خرج هو

ومدت هي يدها حول عٌنقها وسحبت وشاحاً تضعهُ للزينه،وأطبقته وبصعوبه بالغه فتحت فمه ووضعت جزءً منه حتی لا تلتصق أسنانه ببعضها

كان ينظر إليها برعب وضعفٍ شديد،وبلحظه أمسك كف يدها وكأنهٌ يطلب العونَ منها، وأعتصرهٌ لدرجة ألمتها لكنها تحملت وحدثته بنبرة مٌطمئنه:
۔متخافش،هتبقی كويس،،أنا معاك ومش هسيبك

كانت تلك الكلمات المطمئنة هي أخر ما إستمعَ إليه،وبدأ جفني عيناه تتعلقان لأعلی وحل مكان السواد بياضاً كاملاً ،وإزداد جسدهِ بالإنتفاض وكأن أحدهم قد أوصلَ جسدهِ بفولت كهرباءٍ عالي

صرخت بأعلی صوتٍ لها :
۔حد يلحقناااااا ،ساعدونااااا

وهنا وصل والدهْ الذي أتی مهرولاً حين أبلغهٌ سامح ودنی من مستوی صغيرهُ ،وحمل رأسهِ ووضعها فوق ساقه وتحدث برعب وهلع ظهر بعيناه:
۔لاء يا مراد،متوجعش قلبي تاني عليك يا أبني،ده أنا مصدقت إنك رجعت لطبيعتك ،فوق يا حبيبي،أمك لو شافتك كده تاني هتموت !!

كانت تستمع لوالدهٌ ودموعها تهبط فوق وجنتيها وشعور الذنب والندم يعتصر قلبها ويُدميه

هٌنا قد أتی الطبيب الخاص بالشركة ودنی لمستواه وتحدثَ :
۔إبعدي من فضلك يا دكتورة

كادت أن تتحرك ولكنها وجدت يدها مٌكبلة بضغطت يده التي تعتصرها وتٌشدد عليها بإحكام وذلكَ نتيجة تشنج جسدةِ

نظر لها الطبيب بتفهم وتحدث إلي صادق :
۔ قوم من فضلك يا صادق بيه

تحرك صادق وجلس الطبيب محلهٌ وتحدث إلی ريم :
۔أنا هحاول أفتح بقه وإنتِ إمسكي الإيشارب وأسحبيه بسرعه علشان أحطله البرشامه تحت لسانه

هزت رأسها بدموع هيستيريه ،وبالفعل سحبت بيدها الغير مٌكبله الإيشارب ووضع الطبيب الدواء ثم حقنهٌ بدواءٍ مهدئ كي تلين أعضائة من تلك الحالة،

وأمر الحضور أن يحملوة ليضعوة فوق الأريكة،حملوة مع مراعاة ريم ويدها التي مازال قابضٍ عليها بإحكام

كان يقبع فوق الأريكه وتجلس هي أرضاً وتقترب منه ودموعها تسيلُ علی وجنتيها بحرارة وحزن

هي من تسببت له بتلك الحاله،هي بعنادها وغبائها

كانت تنظر بندم إلی والدهٌ الذي يقف خلف الأريكه يٌملس علی شعرة ويتلو بعض أيات القرأن الكريم

وبعد مرور حوالي خمس دقائق بدأ يستفيق ويتنفس بهدوء وبدأت عيناه تستعيد طبيعتها رويداً رويدا ،نظر بعيناه حوله بإستغراب، يتفقد ويستوعب أين هو،

كان شبه حالم ،وجدها بوجهها الذي يٌشبه نور الشمس في سطوعها ،تبكي ندماً وألماً،وتنظر لهُ بأسفٍ وأسی
نظر لها بهدوء وتاه بجمالُ عيناها وكأنهُ خارج نطاق الواقع،

ضل ينظر لها ولدموعها بإستغراب وشرود

حدثَ حالهٌ بإستغراب ،لما تبكي تلك الصغيرة،وماالذي أتی بها محلُ غفوتي ،

هل هذا حُلمُ،أم إنه من وحي الخيال ؟

أتدرين أيتها الصغيرة ، لكي عينان صافيتان بريئتان ،بل يُمكن أن أجزم أنهما أروع ما رأت عيني علی الإطلاق

وكم أن ملامح وجهكِ بريئة ،هل هذة براءةُ حقاً ؟

أم أن هذا قناعاً تُخفي خلفهٌ وجهكِ البشع ككُلِ النساء ؟

نعم كل بنات حواء خبيثات ملعونات،إلا مِن أمي

تحدث والدهٌ بسعادة :
۔حمدالله علی سلامتك يا حبيبي

نظر بشرود يتفقد لصوت والده الذي يرن في أذناه وكأنهٌ صدی صوت

إلتفَ إلی والده وبدأ يستفيق رويداً رويداً،وبلحظه إنتفض ونظر حولهُ بهلع وجلس سريعاً عندما لاحظ إمساكهِ ليدها، وبلحظه إستفاقَ و نفضها بعيداً عنه كمن لدغهٌ عقرب وتحدثَ بحده:
۔ أنا إيه اللي حصل لي ؟

سحبت هي يدها وتحسستها بألم ونظرت بها ،وجدت بعض الخدوش نتيجة غرس أظافرة بلحمها بحدة

نظر هو لها ورأی بعض الخدوش وبعض الدماء الخفيفه تسيل منها

تحرك والده وجلس بجانبه وتحدثَ وهو يتلمس وجنتهِ بحنان:
۔إيه إللي حصل يا مراد ووصلك للحالة دي تاني ؟

هُنا تبادلت النظرات بينها وبين سامح خجلاً

ثم أنزلت بصرها للأسفل تستعد لإعترافه ،كان ينظر لها وهو يتذكر ويستعيد كل ما حدث،

ثم أخذ نفساً عميقاً وتحدث :
۔ مفيش حاجه حصلت يا بابا،أنا بخير الحمدلله

نظرت له بإستغراب فتحدثَ والدهُ إليها:
۔إيدك بتنزف يا بنتي !

ثم حول بصرةِ إلی الطبيب وتحدثَ :
۔طهرلها الجرح من فضلك يا دكتور
وأكملَ:
۔أنا أسف يا بنتي

تحدثت هي علی الفور :
۔ملوش داعي يا دكتور،أنا معايا مطهر في شنتطي هروح أطهرها بنفسي

ثم نظرت إلی مراد وتحدثت بنظرات يملؤها الندم والخجل:
۔سلامتك يا دكتور

هز رأسه دون النظر إليها وتحركت هي للخارج

_____

وبعد مدة تحركت لمكتب صادق وتحدثت:
۔هو أنا ممكن أسأل حضرتك سؤال ؟

تنهد هو وتحدثَ :
۔عارف سؤالك وهجاوبك عليه،مراد عنده كهربا زيادة في المخ،جت له نتيجة صدمة حصلت له من فترة

ورفعَ وجههُ لها وتحدث بألم:
۔أكيد قريتي في المواقع عن طعنة الغدر والخيانة اللي إتعرض لها علی إيد حبيبتة وصديق عمرة !

وقتها إتصدم بس كبريائه منعه إنه يعبر عن مشاعره،فضل متماسك وبيمارس حياته بشكل طبيعي وكابت ألمه وحزنه جواه،لحد ما في يوم جسمة أعلن عصيانه عليه وأعلن ضعفه وعدم قدرته علی الإستحمال وأنهار ،

وأكملَ بحزن:
۔في يوم أمه لقته إتأخر في النوم ودخلت تصحيه، لقيته بالوضع اللي شفتيه عليه من شوية،قعد يتعالج فترة كبيرة و الحمدلله ربنا شفاه

وأكملَ بإستغراب:
۔مش عارف إيه إللي حصل وخلاه إنتكس تاني،أنا هتجنن ،أمه لو عرفت باللي حصل النهاردة ممكن يجرالها حاجه

كانت تستمع له والذنب يمزق داخلها ولكن لم تكن لديها الجرأة لتعترف وتُخبره بأنها هي من أجرمت بحق وحيدهُ وذكرته بأسوء ذكری له

*☆*☆*☆*☆*

في اليوم التالي

كان يجلس بجوارها يتحدث بوجهٍ غاضب مٌكشعر:
۔ يعني إيه متقوليليش علی خبر مهم زي ده؟

يعني أعرف بالصدفه من عمتو بموضوع التجربة ، لا وكمان إتفقتي علی العقد وبنوده من غير متاخدي رأيي ؟

تحدثت بإستغراب:
فيه إيه يا حٌسام ،مالك مكبر الموضوع كده ليه ؟

تحدثَ بغضب:
۔لانه فعلاً كبير يا ريم،المفروض كنتي بلغتيني أول واحد بالموضوع ،وكمان كنا أخدنا التجربه وعرضناها علی كذا شركة وشفنا أعلا عرض ومضينا بناءً عليه،مش تخلي الشركة تستغلك بالشكل الأهبل ده

تحدثت بإستغراب:
۔أعلی عرض،هو أنا داخله سباق يا حُسام،يكفيني إني هتعين في شركة محترمة وكبيرة زي شركة الحٌسيني

وبعدين إطمن ،سليم إتصل بدكتور صادق وحفظ لي كل حقوقي

أجاب معترض:
۔وليه سليم اللي يقعد ويتفق،المفروض أنا الأولی اللي أقعد وأتفق علی كل حاجه

وأكملَ بتهكم :
۔طبعاً وسليم بيه هيهتم ليه،ما هي لو الفلوس دي داخله جيبه هو كان لف بالتجربة علی شركات مصر كلها لحد موصل لأعلی سعر،لكن طالما الموضوع يخصني أنا لازم يختار لك الأسوء

تحدثت بحده:
۔لأخر مرة هنبهك وأقولك خلي بالك وإنتَ بتتكلم عن سليم يا حُسام،أنا مبقتش قادرة أتحمل إسلوبك العدائي المستفز اللي بتتكلم بيه عن أخويا أكتر من كدة

تحدثَ هو بصوتٍ حنون ليمتص غضبها الذي أصابها:
۔إهدي يا قلبي،إنتِ زعلتي ليه كده،أنا مقصدش أبداً المعنی اللي وصل لك من كلامي،أنا خايف عليكي يا ريم،هي الفلوس دي مش هتدخل بيتنا وتبقا بتاعت ولادنا في المستقبل،يبقي من الطبيعي أخاف عليكي وعليها

نظرت له بإستغراب ولامت حالها علی أنها لم تكتشف ذلكَ الوجه القبيح لحُسام من ذي قبل !!

أتت إليهم أمال وتحدثت مرحبه :
۔أهلاً يا حُسام

وقفت ريم متحدثه بإستئذان:
۔بعد إذنكم

إستشاط داخله من تمرد تلك الريم عليه ولأول مرة،وشعر بالريبة إنه ولأول مرة لم يستطع إغوائها والسيطرة عليها كٌلياً

*☆*☆*☆*☆*

في اليوم التالي

وبالتحديد داخل منزل حسن نور الدين

كان المنزل يأجٌ بالزائرين الذين أتوا لحضور حفل السبوع الخاص بطفل هادي الجديد

كانت الحديقة مٌزينة بالبالون المعلق بألوانهُ المٌبهجه الخاصة بتلك المناسبة،وبعض أفرع الزينة الخاصة بهذا الإحتفال وأيضاً وضعت طاولات مٌستطيلة بطول الحديقة بأكملها تلتف حولها بعض المقاعد لإستقبال المعازيم

كان يقف أمام المنزل بإنتظار فريدة التي إقترب موعد وصولها هي وعائلتها !

خرجت لّبنی إليه وتحركت بدلال أٌنثوي تحت أنظارة المعجبة بشياكتها وأناقتها الزائدة عن الحد ،والتي تأنقت بها خصيصاً لمواجهة غريمتُها فريدة التي ولأول مرة ستراها

تحركت وأقتربت منه قائلة بصوتٍ أنثوي:
۔ واقف كدة لية يا هشام ؟

أجابها بنبرة صوت حماسية متعمدة أشعلت نيران الغيرة داخِلُها:
۔مستني فريدة، أصلها أول مرة تيجي هنا وخايف لتتلغبط في العنوان!

هزت رأسها بإبتسامة حاولت بها تخبأة نيرانها المشتعله وأردفت قائلة :
۔هي مجتش هنا خالص من وقت ما أتخطبتم ؟

إنتظرت حتی يٌعيرها إهتمام ويجيبها ولكنهُ وبلحظة تخطاها وتعمدَ تجاهلها حين نظر بعيناه ووجد فريدة تتحرك بسيارتها بإتجاههُ

تحرك سريعاً وفتح لها باب السيارة ليستقبلها بلهفة عيناه التي تنظر إليها بإنبهارٍ تام من شدة جمالها الأخاد وأناقتها الغير معهودة،

فحقاً مؤخراً وتحديداً بعد عودة سليم أصبحت فريدة تهتم لأناقتها وجاذبيتها بشكلٍ ملحوظ

علی عكس السابق حيثٌ كانت ترتدي ثياباً عملية أكثر منها جذابة وأنثوية،

مد لها يدة وهو يتلمس يدها وينظر داخل عيناها بولهٍ وعشقٍ ظاهرً للكفيف

نظرت لٌبنی بقلبٍ يتمزق إلی معشوقها الأول والأخير وهو يتطلع بنظرات يملئها الغرام والولهْ إلی غريمتٌها التي أعلنت الحرب عليها حتی من قبل أن تراها،
وزادَ كٌرهها وعدائها لها حين رصدت تلك النظرات التي تفوقت بمراحل علی نظراتهِ السابقة لها

تحركَ هشام لإستقبال عايدة وقبل يدها بسعادة مٌردفً:
۔نورتي المنطقة كلها يا ماما

إبتسمت لهْ عايدة وأردفت قائلة بحب:
۔المنطقة والدنيا كلها منورة طول ما أنتَ فيها يا حبيبي !

ثم حول بصرةِ إلی نهلة ومد يدهٌ يصافحها بإحترام :
۔أهلاً بعروستنا الجميلة !

إبتسمت نهلة بسعادة وتحدثت :
۔مبروك علي البيبي يا هشام،عقبال فرحك علی فيري !

حول بصرةٍ سريعاً إلی فريدة وتحدث بعيون مٌتلهفة :
۔يارب يا نهلة،يسمع منك ربنا !

ثم تحرك بجانب فريدة وأشار لهم بالدلوف إلی الداخل لكنهٌ توقفَ حين وجد لُبنی بوجههِ،شعر بالإرتباك لا يدري لما،وقف وأشار لها بالتعرف إلی نهلة وعايدة

حتی وصلَ إلي فريدة فنظر إلي فريدة وأردف قائلاً بنبرة فخورة قوية :
۔فريدة خطيبتي !

ثم أشارَ إلی لُبنی وتحدث إلی فريدة:
۔لُبنی بنت خالتي !

نظرت فريدة إليها بإستغراب لعدم علمها بوصول لُبنی من دبي، ولكنها تلاشت تلك النقطة وتحدثت بوجةٍ بشوش ونبرة مٌرحبة :
۔أهلاً وسهلاً يا لُبنی !

نظرت لها لُبنی نظرة غامضة وأردفت قائلة بنبرة باردة خالية من أية مشاعر:
۔أهلاً بيكِ !

نظر هشام إلي لُبنی بضيق ثم دلف للداخل بجانب فريدة تاركً لٌبنی خلفهٌ تستشيطٌ غضباً من عدم تقديرةٌ لها

في الداخل رحب الجميع بفريدة ووالدتها وشقيقتها وقدمت عايدة ونهلة الهدايا للمولود ووالدتهُ

ثم تقدمت فريدة بجانب هشام ومدت يدها بتلك الهدية التي إختارتها هي علی ذوقها ودفعَ ثمنٌها هشام وتحدثت :
۔ألف مبروك علی البيبي يا دعاء،،يتربی في عزكم إن شاء الله !

إبتسمت دعاء وأردفت قائلة بشكر :
۔تعبتي نفسك ليه يا فريدة،أردهالك يوم فرحك إن شاء الله

أمن الجميع خلفها وتحدثت سميحة بحب :
۔عقبال فرحك إنتِ وهشام يا فريدة !

أردفَ هشام قائلاً بإبتسامة وتمني :
۔يارب يا ماما يارب !

نظرت للأسفل خجلاً وجلست بجانب دعاء ،

دلفت رانيا للداخل وأقتربت من فريدة وأردفت قائلة بنبرة ساخرة وهي تٌقبلها برياء:
۔أخيراً إتنازلتي وشرفتينا يا فريدة !

خجلت فريدة من تلميحات رانيا السخيفه في حين تحدثت عايدة مٌعللة :
۔معلش يا بنتي ،،أصل عمك فؤاد صعب في تحكماته شويه بخصوص البنات !!

أكدت سميحة علي حديثها قائلة بإحترام أشعل رانيا:
۔ونعم التربية يا حبيبتي،ما أسمهاش تحكمات ،إسمها تربية صحيحة وتشرف

نظر هشام إلی رانيا باقتضاب وأردف قائلاً :
ؐ۔وأهي جت وشرفت يا رانيا المفروض يبقا الترحيب ب نورتي البيت، شرفتينا ،مش كدة ولا إيه ؟

إبتسمت له رانيا إبتسامة خبيثه وتحدثت:
۔نورتينا يا فريدة

حملَ هشام الصغير ومد يده إلی فريدة التي تلبكت وسعد داخلها ولم تدري ماذا عليها أن تفعل ،إبتسم لها هشام بحنان وأردفَ بنبرة هادئة:
۔أفتحي أديكي

إبتسمت بتوتر وفتحت ذراعيها وتلقت الصغير تحت سعادة قلبها ولهفتهِ ،

نظرت بوجههِ الملائكي ومالت عليی وجنتهِ الوردية اللون ذات الملمس الحريري وتلمستها بشفاها الناعمة وهي مغمضة العينان،

تحت أنظار هشام الذي ذاب قلبهٌ من مجرد مظهرها وهي تٌقبل ذلك المحظوظ

أردف قائلاً بدعابة :
۔بالراحة علي الولد وعلی قلبي يا باشمهندسة،لا أنا ولا هو قد اللي بتعملية ده!

ضحك الجميع علی دٌعابة هشام، أما فريدة التي خجلت من كلماته وتلميحاته ،

إبتسمت ومدت يدها بالصغير إلی سميحة التي إبتسمت وتحدثت بحنان ونبرة سعيدة:
۔عقبال فرحك علی الغالي يا حبيبتي

إبتسمت لها وتحدثت بهدوء:
۔مٌتشكرة يا ماما

كانت لُبني تراقب الوضع في صمت وتُحاول تقييم العلاقة بين فريدة وهشام من خلال رؤية إنفعالات نظراتهما وحديثهما لبعضهما البعض

وبعد مدة كان الجميع في الحديقة يمارسون الطقوس والعادات المصرية الخاصة بتلك المناسبة المبهجه

إنتهی الإحتفال تحت سعادة الجميع إلا من لُبنی ورانيا

تحركت فريدة مع عائلتها لتستقل سيارتها عائدين إلی منزلهم ،ويجاورها هشام الذي يتحرك بجانب فريدة،إستقلت والدتها المقعد الأمامي أما نهلة تحركت وجلست بالخلف،
وقفت فريدة تطالع هشام الناظر لها بعيون هائمة فتسائلت هي بإستفهام :
۔مقولتليش يعني إن لٌبنی رجعت من دبي ؟

نظر لها وتحامل عليدی حالهِ وأجابها بلامبالاة وعدم إهتمام مصطنعين :
۔مجتش فرصة،وبعدين الموضوع كله لا يٌعنينا بشيء

إبتسمت لهْ وأردفت قائلة بنبرة حنون:
۔ممكن تيجي بكرة بالليل تقعد معايا شوية ؟

تراقص قلبهٌ فرحاً وشعر برجولتهْ وأنهٌ وأخيراً بدأ بالإستحواذ علی قلب فريدة

فأجابها وهو ينظر إليها برجولة وتفاخر :
۔هو أنا بقيت أوحشك أوي كدة،مش قادرة تتحملي فكرة إن بكرة أجازة من الشغل ومش هتشوفيني ؟

إبتسمت خجلاً وأردفت بتهرب:
۔تصبح علی خير يا هشام

رد بصوتٍ ولهان:
۔ أصبح علي خير إيه،إنتِ فاكرة كدة إن اليوم خلص،أنا عاوز أسهر معاكي علی الفون النهاردة،روحي ولما البيت يهدي هنا وكل الناس تمشي هكلمك،

وأكملَ برجاء:
۔إوعي تنامي ؟

أجابته بوجهٍ سعيد لسعادته :
۔هستناك

وأنتهي الإحتفال وأنسحب الجميع إلا من لُبنی التي قررت أن تقضي ليلتها في منزل خالتها متحججه بأنها ستساعد خالتها في تنظيف تلك الفوضی التي خلفها الإحتفال

بعد مدة خرج هشام إلی الحديقة كي يتحدث إلی فريدة عبر الهاتف

وقبل أن يٌخرج هاتفه من جيب بنطالة إستمع إلی صوتها الرقيق من خلفه:
۔حلوة خطيبتك علی فكرة

إستدار لينظر لها وأردف بهدوء:
۔مٌتشكر يا لُبنی،،إن شاء الله قريب تلاقي إنسان كويس يفهمك وتكملوا حياتكم مع بعض !

إبتسمت بألم وظهر الحزن داخل مِقلتيها وتحدثت بنبرة بائسه:
۔للأسف مش هيحصل يا هشام،أنا مش عاوزة أظلم حد معايا أكتر من كدة ،كفاية الإتنين إللي إتخطبت لهم قبل كده وكسرت قلبهم !

نظر لها بعيون تائهه حزينه لأجل غيمة دموع الألم والندم التي تسكن مِقلتيها كلما نظر إليها، وتحدث بهدوء:
۔ليه مٌصره تسجني روحك في ذكريات الماضي يا لُبنی،ليه متديش لنفسك فرصة تحبي وتعيشي من جديد ؟

وأكملَ محفزاً إياها:
۔علی فكرة الموضوع سهل ومٌمكن،
وأشار بسبابتهِ إلی صدرهْ كمثال:
۔وأنا أكبر مثال قدامك أهو،لكن إنتِ إللي مش مديه لنفسك الفرصة يا لُبنی،أخرجي برة دايرة الماضي إللي بتلفي فيها طول الوقت وأسمحي لقلبك يعيش و يتنفس

نزلت دموعها بألم وتحدثت بشهقات مُتقطعه :
۔حاولت ومقدرتش يا هشام،والله حاولت ،
وهزت رأسها بدموع وأردفت قائلة بضعف :
۔بس الموضوع مش بإيدي صدقني،غصب عني مش قادرة أخرجك من جوايا،حبك بقا بيجري في دمي يا هشام،مش قادرة أتخيل نفسي جوة حضن راجل غيرك !!

إنتفض داخله برهبه وسعدَ من حديثها الذي أشعرهُ بالفخر وبرجولته، وبالحنين إلي ماضي مازال يسكن روحه ويريد الخروج، لكنهٌ يكبتهٌ ويضغط عليه بكل ما أوتيَ من قوة

حاول تهدئة حاله وعدم السماح لحالهِ بالتمادي والإنجراف وراء تلك المشاعر التي تٌريد من يطلق لها العنان

وأردف قائلاً بهدوء عكس ما بداخله:
۔صدقيني إنتِ إللي واهمه نفسك بكدة،إن شاء الله هتقابلي الشخص المناسب وتحبية

هزت رأسها رافضتاً حديثةُ:
۔قولت لك حاولت ومقدرتش

ثم أكملت برجاء وعيون مٌتوسلة:
۔أنا مش عاوزة حاجه من الدنيا كلها غيرك يا هشام،وكل إللي بطلبه منك هو إنك تسيبني أحبك ومتبعدنيش عنك

كاد أن يعترض لكنها أوقفتهٌ بنبرة مٌتلهفه٠٠٠أنا مش هضايقك خالص ولا حتی عوزاك تتجاوب معايا، أنا كل إللي بطلبه منك إنك تسمحي لي أفضل قريبه منك،يعني لما أكون مخنوقه ومشتاقة لك تسمح لي أكلمك وأشوفك و تسمعني،مش أكتر من كده

شعر بحيرة داخله وكمية مشاعر مبعثرة ومشتته وغير محددة،،

وأردف قائلاً بإعتراض:
۔ بس أنا مش هعرف أعمل كدة يا لُبنی،لأني ببساطة بحب فريدة ومش هسمح لنفسي إني أأذي مشاعرها،فريدة متستاهلش مني كده !

أجابته بعيون مٌتوسلة ونبرة صوت مٌترجيه صادقه:
۔أنا عارفه إنتَ قد إيه بتحبها ومتفهمه لده كويس أوي،بس وحياة الحب إللي كان بينا يا هشام لتوافق تخليني جنبك،أنتَ لو بعدت عني أنا ممكن أفكر أخلص من حياتي كلها !

نظر لها برعب دب داخل أوصالهٌ من فكرة خسارتها وتحدث معنفاً إياها:
۔يه الهبل إللي بتقوليه ده،إنتِ إتجننتي يا لُبنی إزاي تفكري في كدة ؟

أجابتهٌ بدموع وألم عاشقه يمزق داخلها :
۔يا هشام إفهمني،أنا حياتي من غيرك زي عدمها،ده إللي إنتَ مش قادر تفهمه،أرجوك متحرمنيش من سعادة قلبي في قربك !

زفر بضيق وفكر قليلاً ثم أتخذ قرارة بالموافقه ،ظناً منهٌ أنهٌ سيقربها منه ولكن لم يسمح لمشاعرة بالإنجراف وراءَ ماضيهِ معها،والذي يخشي خروجهٌ ورجوعهٌ مرة أخری طيلة الوقت

هز رأسهُ بموافقه وأبتسامة خفيفه، تحت سعادتها اللامتناهيه ،لم تشعر بحالها إلا وهي ترتمي داخل أحضانه وتشكرةٌ بعرفان

إهتز جسدهٌ وأقشعر من تقربها المفاجيء ،وفجأه شعر بنفس مشاعرةِ الماضيه لها بل وأشد،شعر بروحهِ تحوم في سماء الهوى،كاد أن يندمج معها ويذهب لماضيه الجميل، لكنه وبلحظه وعی علی حاله وأبعدها سريعاً

وهو ينظر إليها ويبتلع لٌعابه من هيئتها وهي سعيدة،كم كانت فاتنه، بل رائعة الجمال

تحدث بحده وتهديد مٌصطنع :
۔أخر مرة تعملي التصرف ده تاني وإلا هرجع في وعدي ليكي مفهوم ؟

هزت رأسها بسعاده وأردفت بنبرة خجلة:

هزت رأسها بسعاده وأردفت بنبرة خجلة:
۔أنا أسفه يا هشام،بس بجد محسيتش بنفسي من شدة فرحتي

نظر لها وهز رأسهِ بتفهم وأبتلعَ لٌعابهٌ من شدة تأثرة
كان كل هذا يحدث تحت أنظار تلك الرانيا التي تقف مختبئه في زاوية من زوايا شرفتها تراقب ذلك اللقاء بقلبٍ سعيد ومنتشي

وأيضاً غادة التي تراقب ذلك اللقاء بقلبٍ حزين من شرفة المطبخ

إنسجمَ معها بالحديث حتی أنهٌ نسی أمر فريدة التي وعدها بإنتظارهِ لمحادثتها،ولكنه إنشغل عنها وجلس مع لُبنی يتسامران بقلوب طائرة

تري ما الذي يحملهٌ الغد لعلاقة هشام ولبني ؟

*☆*☆*☆*☆*

بعد عدة أيام

داخل مدينة السلام كما لُقبت
مدينة شرم الشيخ،مدينة السحر والجمال حيت الهواء النقي والمناظر الطبيعية الخلابة التي تجذب البصر إليها وتٌريح النفوس

كانت تتحرك أمام البحر بأصوات أمواجهِ الهائجة المتمردة ،،أمسكت هاتفها وضغطت زر الإتصال وأنتظرت ليٌجيب سليم عليها كي تطمئن عليه

أما عند سليم الذي كان يقبع فوق تختهِ مٌتسطحً يغفو بجسدٍ مٌنهك،، داخل ال Suite المتواجد بالفندق الذي إنتقل إليهُ فور سفر عائلتةٌ مع عائلة عَلي للإستجمام !!!

إستمعَ إلي رنين هاتفه بدأ بفتح عيناه بتثاقل،زفر بضيق لعدم أخذهِ القسط الكافي من النوم وعدم راحة جسدهِ المٌنهك

مد يدهُ وألتقط الهاتف من فوق الكومود ونظر بهِ وأجاب علی الفور حين وجد نقش إسم والدتهِ
سليم بصوتٍ ناعس متحشرج :
۔صباح الخير يا ماما

أجابته أمال بحب ولهفة أم:
۔صباح النور يا باشمهندس،صوتك بيقول إنك لسه نايم ؟

تنهد سليم وهو يتمطئ وأجابها وهو يجلس فوق التخت :
ؐ۔لسه والله يا ماما،كان عندي شغل كتير بالليل ونمت متأخر

وأكملَ مٌضيقاً عيناه بتساؤل وفضول:
۔خير يا حبيبتي إيه اللي مخليكي تتصلي بدري كده ؟
بابا وريم كويسين ؟

أجابته بهدوء ليطمئن:
ؐكلنا بخير يا حبيبي، أنا بس حبيت أقول لك إننا حجزنا و راجعين القاهرة النهارده بالليل ،فياريت تجهز شنطتك وتعمل check out قبل متنزل علی شغلك وترجع من الشغل علي البيت

أجابها بهدوء:
۔ خليها لبكرة يا ماما ،مش هتفرق من يوم

أردفت بحنين ومشاعر صادقه:
يا حبيبي وحشتني وعاوزة أملي عيني منك،مش كفايه إن أجازتك قربت تخلص وملحقتش أقعد معاك ولا أشبع منك،ده أنتَ حتی مرضيتش تيجي تقضي معانا الإسبوع بتاع شرم يا سليم !

سعِدَ داخلهِ من مشاعر والدتهِ الصادقة التي وصلتهْ
وأردف قائلاً بسعادة :
۔أمال هانم تؤمر وأنا عليا التنفيذ،وصدقيني يا حبيبتي لو عوزاني أخد أول طيارة رايحه شرم وأجي لك حالاً مش هتأخر !

إبتسمت وأنتشي داخلها بسعادة وأردفت بحب:
۔ربنا يخليك ليا يا حبيبي، متنساش تروح علی البيت علی طول،أنا خليت هنيه تعمل لك الأكلات اللي بتحبها،وكمان خليتهم يملوا الثلاجه فواكة وحلويات،يعني البيت فيه كل حاجه ممكن تحتاج لها

أغلق مع والدته وتحرك من تختهِ ووقف بوسط ال Suite وبدأ بممارسة تمارينهُ الصباحيه ،وبعد مده كان يقف تحت صنبور المياه ليستحم ،
وخرج من جديد وبدأ في ارتداء ملابسهِ

وبالفعل لملم أشيائه وأغلق حسابهِ بالأوتيل ووضع حقيبتهِ بالسيارة وتحرك ذاهباً إلي مقر الشركة التي تعمل بها فريدة

—————————

كانت تجلس خلف مكتبها منهمكه في عملها،مٌنكبه علی أوراقها الموضوعه أمامها إستمعت إلی طرقات خفيفه فوق الباب ،
سمحت للطارق بالدلوف قائلة بصوتٍ جاد:
۔أدخل

دلف سليم وتحرك إليها وبلحظه توقفَ عن الحركة ،نظر إليها بولهْ وقلبٍ هائم فقد إشتاقها حقاً وأشتاقْ الحديثٌ معها،إشتاق النظر لعيناها،الوقوف أمامها والقرب من جسدها المٌهلك لروحهِ ،النظر لكريزتيها المٌهلكه لرجولته،

صرخ قلبهُ مُطالباً إياهٌ بالركض إليها وجذبها من خصرها وإلصاقها بصدرة وضمها بقوة ليٌشبع روحهُ العطشه لها ولرائحتها المٌميزة

أما فريدة التي كانت تجلس مٌنكبه علی أوراقها،لا تبالي بذلك الواقف أمامها وروحه تحترق من شدة الإشتياق

وبلحظه حسم أمرة ونظف حنجرته وتحدثَ بصوتٍ غلب عليه طابع الحنان رٌغماً عنهْ:
۔صباح الخير يا باشمهندسة !

كانت مٌنشغله لأبعد الحدود بفحص أوراقها وبلحظه إشتعلت جميع حواسها وأنتفض قلبها بنشوة وبسرعة البرق رفعت بصرها تنظر إليه بعيون مُشتاقه متفحصه لكل إنشٍ بوجههِ،إشتعل داخلها من هيئتهِ المهلكه لروحها،

فقد كان يرتدي حلةٍ سوداء وقميصٍ أبيض يطلق العنان لزرائِرةِ العٌلوي ليٌظهر منه صدرةِ الملفت للنظر والمٌهلك لروحها العاشقة

وبلحظه عادت لوعيها وغضت بصرها بسرعة البرق وأستغفرت ربها وطلبت منه العفو والمغفرة

أما هو فقد طار داخلهُ وسعد وتفاخرَ برجولتهِ حين رأی عشقها ولهفتها الظاهرة بعيناها التي تنطقٌ غراماً ولهفه
وبلحظه تذكرت هي وجه والدتهِ وهي تَكيلُ لها وابل الإهانات والإتهامات الباطلة ،

فحسمت أمرها سريعاً وأعتدلت بجلستها ورسمت علی ملامحها الجمود وأردفت قائلة بصوتٍ جاد:
۔أهلاً يا باشمهندس،خير ؟

هز رأسهُ بإستسلام لتحولها السريع وكبتها لمشاعرها الصادقة

إبتسم لها وأردفَ قائلاً بهدوء:
۔أكيد خير يا باشمهندسة
وأكملَ مٌتحججاً :
كُنت عاوزك تبعتي لي ملف ***وعلی فكرة كلمت مِستر فايز عليه قبل ما أدخل لك علی طول !

هزت رأسها بتفهم وأردفت قائلة بعملية:
۔ومن غير ما تستأذنه يا باشمهندس،حضرتك بعد توقيع الشراكة أصبحت عضو رسمي معانا ومن حقك تطلع علی أي ملف خاص بالشركة،ومستر فايز بلغني إن أي حاجه حضرتك تحتاج لها أنفذهالك فوراً

تحرك إليها ووضع كفيه فوق المكتب سانداً عليه بساعديه القويتان ومال برأسهِ عليها حتي إقترب منها كثيراً

ومررَ لسانهِ فوق شفتاه بطريقة مٌثيرة أذابت حصونها وجعلت داخلها يتهاوی وأردف قائلاً بإثارة ووقاحه :
۔أي حاجه أي حاجه ؟

إبتلعت لٌعابها بصعوبه من هيئته المٌهلكه لإنوثتها وأردفت قائلة بتلعثم ونبرة خجلة:
۔من فضلك إبعد يا باشمهندس،وياريت بلاش إسلوب المراوغه في الكلام ده لأني مبحبهوش !

إبتسم لها وتحدثَ بمراوغه وعيون ساحرة :
۔طب متجربي تحبيه،مش يمكن يعجبك؟

إرتبكت بجلستها من تلميحاته وأردفت بتساؤل بنبرة جاده :
۔هو إيه ده حضرتك إللي ممكن يعجبني ؟

إعتدل بوقفته ووضع يداه داخل جيب بنطاله وأصبحَ جذاباً بطريقة جعلت قلبها المسكين يصرخ طالباً منهٌ الرحمه،

وضحك برجوله هدمت ما تبقی من حصونها قائلاً:
۔إسلوبي يا باشمهندسة

وأكملَ بوقاحة:
۔ ولا،إنتِ فهمتي حاجه تانيه من كلامي !

وقفت بحزم ورسمت الجمود فوق ملامحها وأردفت بقوة:
۔ولا تانيه ولا تالته ،إتفضل حضرتك علی مكتبك وأنا خمس دقايق وهبعت لسيادتك الملف حالاً ،

وأكملت بحدة وعملية:
۔أي أوامر تانيه حضرتك؟

إبتسم لها وتحدثَ بنبرة صوت هادئة :
۔حالياً لا،لكن أكيد هاجي لك تاني،وقريب أوي

وأردف قائلا بحنان وهو يتحرك نحو الباب:
۔شكراً يا فريدة

تحرك خارجاً وأغلق خلفهُ الباب ،تنفست هي الصعداء وكأنها كانت ممنوعه من التنفس وألقت بحالها فوق مقعدها وأغمضت عيناها بإرتباك

*☆*☆*☆*☆*

أمام جامعة القاهرة

كان يقف عبدالله بإنتظار نهلة ليصطحبها كي يتناولان الغداء سوياً بإحدی المطاعم وذلك بعد أن إستطاعَ أخذ الإذن من والدها بالخروج معها

تحركت وهي تخطو خطواتها خارج الحرم الجامعي تحت سعادتها اللامتناهية،رأته يقف بعيداً بطلتةِ الساحرة لقلبها العاشق، تحركت إليه سريعاً
قابلها هو بفرحة عارمة، فها هو أول لقاء لهما معاً بالخارج ومٌصرح بهِ من والدها أيضاً !

مد يدهُ لها مٌحتضناً كف يدها الصغير بحنان ونظر بعيناها الخجلة قائلاً:
۔أزيك يا نهلة

أجابته وهي تنظر داخل مِقلتيهِ البنيتين قائلة بصوتٍ يرتجف من شدة خجلة وسعادتهِ معاً :
۔أزيك إنتَ يا عبدالله !

إبتسم لها وأردفِ قائلاً بحب:
۔تعرفي إني طول عمري بحب إسمي ومعتز بيه أوي ، لكن حبيته أكتر وحسيت قد إيه هو مميز لما سمعته من بين شفايفك !

نظرت لهْ وأردفت قائلة بملامه مٌحببه:
۔وبعدين معاك يا عبدالله !

أجابها بعيونه الساحره :
۔عيون وقلب عبدالله

إبتسمت خجلاً فأشار لها بالتحرك إلی السيارة وبالفعل تحركت وأستقلت بجانبهِ سيارتهٌ البسيطة الحال وهي بقمة سعادتها !

وصلا معاً إلی إحدی المطاعم المتوسطة الحال،سحب لها المقعد بكل إحترام تحت شدة سعادتها ،جلست بهدوء وتحركَ عبدالله وجلس بالمقابل ونظر لها بإبتسامتهِ البريئه

أتی إليهما النادل وتحدثَ بإحترام :
۔مساء الخير يا فندم،نورتونا

ومد يدهُ إلی عبدالله وناولهٌ قائمة الطعام
نظر عبدالله إلی حبيبته وأردف قائلاً بحنان:
۔ها يا حبيبتي،تحبي تاكلي إيه ؟

إبتسمت له وأردفت خجلاً :
۔عادي إللي تختارة !

رد عليها بتصميم وهو يناولها قائمة الطعام بإحترام:
۔أنا نفسي أكل علی ذوقك،يلا إختاري ليا وليكي !

إبتسمت وهي تنظر إليه بعيون هائمة سعيدة من إهتمامه بها ،

ثم نظرت إلی القائمة وأردفت قائلة وهي تنظر إلی النادل وتحادثهُ بإحترام لشخصهْ:
۔ ياريت لو سمحت تجيب لنا إسكالوب بانيه وبطاطس محمرة ومعاهم أسباجتي وسلطة خضرا

إبتسم لها عبدالله لمعرفتهِ أنها طلبت تلك الوجبه خصيصاً لمعرفتها بعشقهِ لها !

إنصرف النادل ونظر لها ذلك العاشق بعيونهٌ البٌنية اللون الساحرة وأردفَ قائلاً:
ؐ۔طلبتي الإسباجتي والإسكالوب علشاني،صح يا نهلة؟

أجابته بعيون هائمه وروحِ طائرة سعيدة :
۔لو قٌلت لك إنهم بقوا وجبتي المفضله أنا كمان هتصدقني ؟

أجابها سريعاً بصدق:
۔هصدقك لسبب واحد،إن أنا كمان بقيت بعشق كل تفاصيلك وكل حاجه بتحبيها

وأكملُ بعيون مٌغرمة وصوتٍ هائم عاشق:
۔بحبك يا نهلة بحبك وبقيت بحسب الأيام والليالي اللي فاضله علی ميعاد جوازنا،
وأكملَ بإشتياق :
۔سنتين كتير أوي يا نهلة ، ياتری هقدر أتحملهم ؟

أجابتهُ بوجهٍ يشعٌ إحمراراً من شدة خجلها:
۔إن شاء الله هيعدوا بسرعه يا عبدالله

رد بلهفه:
۔يارب يا قلبي،يارب

ضلا يتحدثان بسعادة وقلوب مٌتراقصه حتی أتی النادل إليهما وأنزل لهما الطعام وبدأ بتناولهِ تحت نظراتهم العاشقه لبعضهما!

*☆*☆*☆*☆*

في مساء اليوم التالي !!!

وبالتحديد داخل النيل، كانت فريدی وهشام يصعدان إلي يختٍ فخمٍ مٌخصص لإقامة الحفلات والمناسبات وذلك لتلبية دعوة عَلي وزوجتهِ أسما لحضور حفل يوم ميلاد طفلهما السعيد سليم ،،

كانت أسما وعَلي يقفان عند مقدمة اليخت لإستقبال باقي الضيوف حتی يكتمل العدد ويٌبلغوا القبطان بالتحرك داخل المياة ليبدأ الحفل

كان الجميع بإنتظار أخر شخصان حتی يتحرك اليخت ويٌبحر،

وفجأة ظهرت هي وهشام بطلتها البهيه ،كانت أشبة بحوريات الجنة بثوبها الحريري بملمسهِ الناعم ، ولونهِ الأزرق الأخاذ للبصر،ومطرز بتطريز رقيقٍ للغايه وحجابها الأوڤ وايت الذي جعل منها ملكة متوجه ،

كانت مٌبهرة بمقلتيها الرمادية وشفتاها الكريزية ووجها الصافي الغير مٌتكلف

جذبت إنتباه الجميع حين دلفت بجوار ذلك الأنيق ذو الطلةِ الرجوليه بجسدةِ الرياضي ومظهرهِ المٌنمق

إشتعل داخل سليم وصرخ قلبهِ حين رأى ذلك الهشام وهو يٌمسك يدها لتصعد سٌلم اليخت

إبتسمت فريدة إلى أسما وأقتربت عليها وقبلتها بود قائلة:
۔كل سنه وسليم بخير وسعادة

أجابتها أسما بوجهِ بشوش :
۔وإنتِ طيبه يا فريدة،مبسوطة جداً إنكم جيتم !

ثم نظرت إلی هشام وهزت برأسها كتحية له وتحدثت بترحاب:
۔نورتنا أستاذ هشام !

أجابها بإحترام ووجهٍ بشوش :
۔مٌتشكر يا فندم وكل سنه وأنتم طيبين !

ثم حول بصرهِ إلی عَلي وتحدثَ بإحترام :
۔أزيك يا باشمهندس !

أجابهٌ عَلي بإبتسامة ترحاب:
۔تسلم أستاذ هشام،نورتنا يا باشا !

وأشار لهما بالدخول والجلوس ثم أخبر مساعد القبطان بإكتمال العدد،وتحركَ اليخت

في تلك الأثناء أسرع الصغير إلی فريدة التي رأها مٌسبقاً ولكنه ضل مٌتذكراً إياها ،قابلتهُ فريدة بحبٍ شديد وترحاب !

ثم تحركت فريدة وهشام وجلسا بعد أن ألقوا التحيه علی الحضور دون سلام باليد، عدا والدة علي ووالدهُ وأيضاً عائلة أسما

كان ينظر أمامهُ بلامبالاه إصطنعها لحاله حتی لا يشعُر عليه أحد ولا لألمه !!

أما أمال التي نظرت إلی فريدة بكبرياء وغرور مما أستدعَ فريدة إلي رد تلك النظرة لها وبنفس درجة الكبرياء والتحدي

نظر سليم عليهما مُضيقاً عيناهْ بإستغراب وهو يری تبادل نظرات التحدي الظاهرة بعيناهما بعضهما البعض،

وبلحظه ودهاءٍ معهودٍ هو عليه بدأ يربط بين تغيُر فريدة الكٌلي بمعاملتهِ ،،وبين هدوء وأستكانة والدتهِ في الفترة الأخيرة !

وفهم أن لقاء الجبابرة الذي كان يخشاه قد حدثَ بالفعل،ولكن كيف وأين ،هو لا يدري

تلك المرة قد جري الماء من تحته ولن يشعر هو به !!

فإحتقر غبائهِ وحزنَ ولعنَ حالهْ ولامها علی عدم رؤيتهِ ورصد كل ما يدورٌ من حولهِ من جميع الإتجهات

لاحظ قاسم هو أيضاً صراع النظرات المٌتبادله بين سليم،أمال،فريدة التي تعرف علی شخصيتها من نظرات الولهْ التي تنطلق من مِقلتي ولدهِ بإتجاه تلك الفريدة

مال علی أٌذِن أمال وهمسَ بذكاء:
۔بردوا نفذتي إللي في دماغك وروحتي هددتي البنت يا أمال !!

إلتفتت إليهِ سريعاً بنظرات حائرة ونطقت بتساؤل:
۔وإنتَ عرفت منين يا قاسم ؟

إبتسمَ ساخراً وأجابها بدهاء :
۔من أسلحة الدمار الشامل المٌتبادلة اللي خارجه من عيونكم لبعض إنتِ وهي

وأكملَ بإطراء:
۔بس تصدقي إن إبنك معزور، البنت فعلاً زي القمر وجذابه جداً،ده غير إنها شيك ومنمقه في نفسها والذكاء باين أوي من نظرة عنيها !!

إبتسمت ساخرة وتحدثت بتهكم :
۔وتفتكر إن دي مقومات تشفع لها وتخليني أتنازل وأتغاضي عن أصلها ونشأتها ؟

تنهدَ قاسم براحه وأجابها بتأكيد علی حديثها:
۔عندك حق طبعاً،أنا كٌنت بحاول أشوفها بعيون سليم مش أكتر !

إبتسمت بإنتصار وتنفست بهدوء وراحة!

أما سليم الذي تابعَ بتدقيق ملامح والديهْ وحركة شفاههما وحاول جاهداً قراءة ما يدٌور بينهما وفهم من حركة الشفاه والنظر إلی فريدة أن والدتهُ قد إقترفت كارثةٌ ما
تحركَ سليم إلي فريدة ووقف بقبالتها هي وهشام وأردفَ قائلاً بإبتسامه يخبئ خلفها نارهِ المٌشتعله :
۔مساء الخير،أزيك يا باشمهندسة!

أجابته بإقتضاب وملامح جامدة فهم منها أن ماكان يخشاه قد تم بالفعل :
۔أهلاً بحضرتك

ثم حولَ بصرهِ إلی هشام وتحامل علی حالهِ وأبتسمَ بزيف وتحدثَ من بين أسنانه:
۔أزيك يا أستاذ هشام،أخبارك إيه ؟

أجابهٌ هشام بنظرة تحدي:
۔الحمد لله ،أنا تمام جداً !!

أتی عَلي إليهم بعدما لاحظ ضعف سليم داخل عيناه، وعدم سيطرتهِ علی حاله وقدرته علی الإبتعاد عن فريدة وتركها لحالها بصحبة هشام

إقترب عَلي عليهم وأشار إلی سليم بالجلوس علی نفس الطاولة بعدما رحب بهما،وجلس هو الأخر مما أسعد سليم من تصرف صديقهٌ وشعورةٌ به وبقلبهِ المٌتألم
إرتعبَ داخل فريدة من تواجد سليم وهشام علی نفس الطاولة،،

بادرَ عَلي بالتحدث حتی يٌذيب جبل الجليد المتواجد بين هشام وسليم،ونظر لثلاثتهم موجهً الحديث إليهم :
۔أخبار الشغل إيه يا أساتذه ؟

أجابهٌ هشام :
۔كله تمام الحمدلله !

أسترسلَ سليم حديثهٌ بنبرة جادة:
۔إن شاء الله فيه إجتماع مهم بعد يومين لكل كوادر الشركة،وفيه قرارات مهمه لازم تتاخد علشان محتاجين نظبط الشغل أكتر من كدة

ضيقَ هشام عيناه وتحدثَ بتهكم:
۔قرارات إيه دي اللي هتتاخد،بيتهيئ لي إن نظام الشركة عندنا ناجح جداً ومش محتاج لأي قرارات إضافيه،والدليل علی كدة إن شركتنا محققه مكاسب مالية عالية جداً السنة دي !

إبتسمَ لهُ سليم ساخراً وأردفَ قائلاً بتهكم:
۔أديك قٌولتها بنفسك ،بيتهئ لك،،،

وأكمل بنبرة عملية جادة:
عود نفسك يا أستاذ هشام إن دايماً كل نقطه بتوصل لها فيه إللي أعلی منها واللي لازم تحارب علشان تطولها،وبعدها تبص علی اللي يليها ،النجاح ملهوش سقف يا حضرة المحاسب الناجح !

ثم حول بصرةِ إلی الجالسه تستمع لهم بصمتٍ تام وكأن الأمر لا يعنيها وأكملَ مٌتسائلاً لها بإهتمام:
۔ أنتِ إيه رأيك في الكلام ده يا باشمهندسة؟

كانت تستمع إليه وشعور الذنب يتأكل داخلٌها لإحساسها الدائم بخيانتها ل هشام في حضور سليم

تحاملت علی حالها ونظرت إليه وأردفت بهدوء ومهنيه:
۔كلام حضرتك صحيح ويٌحترم طبعاً ،لأن من أسباب نجاح أي كيان إن القائمين عليه ميشعروش بالكمال أبداً، ودايماً يسعوا للتطوير والتقدم فيه أكتر وأكتر !!

نظر لها سليم بإعجاب لم يستطع مٌداراته تحت إشتعال صدر هشام الغائر،

ثم حول بصرهْ إلی هشام وأشار إليها بكف يده مُحدثً هشام بتأكيد :
۔شوفت يا أستاذ هشام،هو ده الرأي الصحيح للشخص الناجح اللي معندوش نقطة نهاية للنجاح

ثم تبادل نظراته بين ثلاثتهم وأردفَ قائلاً:
۔الطموح والنجاح ملهومش سقف يا أساتذه

أتت إليهم أسما ووضعت يداها فوق كتفي زوجها بحنان ونظرت للجميع وأردفت بإبتسامه :
۔ممكن بقا تبطلوا كلام في الشغل وتقوموا علشان نطفي الشمع

وقف هشام ومد يدهٌ إلی فريده كي يٌشعل داخل سليم ويٌثبت للجميع ملكيتهِ لتلك الجميله الفاتنه،

إستشاط داخل سليم وغلي عندما وجد فريدة تنظر إلي يدهِ بتردد ولكنها وبلحظه حسمت أمرها وسلمت لهٌ يدها بترحاب كي تقطع الأمل أمام سليم

تحركَ الحضور وألتفوا حول قالب الحلوی المخصص للإحتفال وبدأ الجميع بالتصفيق الخفيف والغناء
أما هشام فقد أتاهٌ إتصال فاضطر أن يتحرك بعيداً ليٌجيب علی والدهِ

إقترب سليم مٌستغلاً الوضع وأنشغال الحضور بالغناء،
قربَ فمهِ من أذنها وتحدث بهمس عابث مثير أرعب جسدها قائلاً بتوعد:
۔وحياتك عندي لأحاسبك علی كل مرة سمحتي له فيها بإنه يلمس حاجة متخصوش ،حسابك تقل معايا أوي يا فريدة ،بس ولا يهمك،الحساب يجمع،ووقته قرب أوي !

إرتعبت أوصالها من همسهِ وأقترابهْ بهذا الشكل المٌثير،ولكنها تماسكت وضلت ناظرة أمامها بثبات مزيف حتيی لا تُلفت الأنظار إليها

ولكن كان هناكِ من يراقب تقاربهٌ منها والغل يتأكل قلبه، إنها أمال لا غيرها التي تأكدت من عشق إبنها الهائل لتلك اللعينه

أتی هشام بعدما أبتعد سليم قليلاً عن فريدة وأطفئ الطفل شموعهُ الثلاث تحت تصفيق حار من الجميع وبدأت الهدايا تنهالُ عليه من الحضور

إقتربت فريدة من الصغير وقبلته وأعطته هديتٌها هي وهشام تحت سعادة الطفل وشكرهٌ لها

وبعد مُده كانت تقف عند سور اليخت هي وهشام وهما منسجمان بالحديث ويضحكان بسعادة والإرتياح يظهر علی ملاحمهما

كان يقف بعيداً ذلك العاشق الولهان صاحب القلب الدامي الذي إشتعل قلبهُ وأحترقت روحهِ مما يراهٌ أمامهْ ،،
☆رفقاً بقلبي أميرتي ☆
☆فقد هَرمَ ولم يعٌد لديهِ القدرة علي تحمل الجراحٌ بعدْ☆
. ☆ألم يحن الأوان للصفح والغفران☆

نظر عليهِ قاسم وتألم قلبهٌ علی حال صغيرهُ وحالة الإشتعال الذي يُداريها تحت ملامحهِ الجامدة الذي أتقنَ رسمها ببراعه،ولكن لم تنطلي علی والدهُ فهو أدری الناس بهْ

تحرك إلی إبنهِ ووقفَ بجانبه ووضع يدهٌ مربتً علی كتفه قائلاً بحديث ذاتَ مغزی?
۔متزعلش علی حاجه مش من نصيبك يا أبني،أكيد ربنا شايل لك الأحسن والأفضل علشان يكافئك !!

نظر إلی والدهِ وأردف بنبرة قوية واثقه:
۔ومين اللي قال إنها مش من نصيبي يا قاسم باشا،يا عالم بكرة هيحصل فيه إيه،ربك خلاف الظنون !

نظر قاسم إلی ولدهِ وتحدثَ بنبرة قلقه متسائلاً:
۔ناوي علی إيه يا سليم،ياريت يا إبني تفكر بعقلك قبل قلبك ،فكر في مستقبلك وفي أولادك اللي هييجوا بعد كده

نظر إلی فريدة وتحدث بعشقٍ يملئٌ صوته وعيناه وأردفَ قائلاً بتفاخر:
۔طب بذمتك فيه أطهر من دي أم لأولادي،ولا أجمل من كدة مستقبل ؟

ثم نظر إلی والدهِ وأردف بعيون عاشقهْ مٌتخلياً عن كبريائة :
۔إبنك عاشق ولهان وبيتمني القٌرب والرضا ♡

وأكمل بولهْ:
۔سليم داب قلبه وأنتهی الأمر يا أبو سليم ♡

تنهد قاسم بحزنٍ وشعر بغصةٍ تقتحم صدرة،وغضِبَ من حالهِ ومن زوجتهِ علی عدم شعورهما بقلب صغيرهما الذي أدماهٌ الهوی وأذابه،وبدلاً من أن يصطفا بجانب ولدهما ويدعماه،
يقفان بوجهه ويحاربا قلب صغيرهما العاشق بكل ما أوتوا من قوة !

أما عن ريم التي كانت تنظر إلی أخيها بقلبٍ حزين يتألم لأجله ،إقتربت من فريدة وأردفت بإبتسامه ووجهِ بشوش:
۔زيك يا باشمهندسة!

نظرت إليها فريدة وابتسمت ومدت يدها لها وأردفت بترحاب:
۔أهلاً وسهلاً يا ريم إزيك ،أخبارك إيه؟

أجابتها ريم ؟
۔أنا تمام الحمدلله

نظرت فريدة إلی هشام وأشارت بيدها إلی ريم وبدأت بتقديمها:
۔دي ريم الدمنهوري يا هشام،أخت باشمهندس سليم،إتعرفت عليها في حفله الشركة

ثم نظرت إلی هشام وأردفت قائله:
۔وده أستاذ هشام يا ريم،خطيبي وزميلي في الشركة

نظر لها هشام بإحترام وأردفَ قائلاً :
۔إتشرفت بمعرفتك أستاذة ريم

ردتها ريم له

وبعد مدة تحرك علي وأسما ووقف بجانب فريدة وهشام

وأثناء إنشغال علي وهشام بالحديث وأندماجهما

تحدثت أسما إلی فريدة قائله وهي تنظر إلی أمال:
۔فريدة،تعالي أعرفك علی مامت سليم !

هزت فريدة رأسها برفض سريعاً وأردفت بإعتراض وقوة :
۔لا يا أسما لو سمحتي، أنا مش حابه أتعرف علی حد !!

نظرت لها أسما وأستغربت طريقة رفضها العنيف والتي هي عكس طبيعتها الهادئة، ولكنها إحترمت رغبتها وغيرت مجری الحديث كي لا تٌزعجٌها أكثر !!

إنقضي اليوم ورحل الجميع كٌلٍ بإتجاهه تحت مشاعر مختلفه ومختلطه أيضاً

*☆*☆*☆*☆*

بعد أنتهاء الحفل عاد سليم بصحبة أسرته إلی منزلهم،

كادت أمال أن تتحرك داخل غرفتها إلی أن أوقفها صوت سليم الحازم :
۔لو سمحتي يا ماما،

إستدارت أمال ونظرت إليه فأكملَ هو بقوة وملامح جامدة:
۔بيتهئ لي إحنا محتاجين نتكلم مع بعض شوية !

نظرت إليه أمال وأردفت بنبرة متهربه :
۔مش شايف إن الوقت متأخر علی الكلام يا باشمهندس ؟

أجابها بحده وحديث ذات مغزی:
۔بالعكس ده هو ده الوقت المناسب للكلام يا أمي !

أغمض قاسم عيناه بأسی لعلمهِ ما سيتحدث بهِ إبنه
فنظر إلی ريم وتحدثَ :
۔أدخلي أوضتك إنتِ يا ريم،غيري هدومك ونامي،

ثم نظر إلی سليم و أمال وتحدث بنبرة جادة:
۔إتفضلوا نتكلم جوة بدل ما الشغالين يتفرجوا علينا زي المرة اللي فاتت

زفرت أمال بضيق وتحركت للداخل وتحرك خلفها قاسم وسليم وأغلق سليم باب الغرفه وتحدث :
۔إتفضلي يا ماما،أنا سامعك !!

ضحكت بطريقة ساخرة وتحدثت٠:
۔أتفضل أقول إيه يا سليم،هو مين فينا اللي طالب يتكلم ؟

أجابها بقوة :
۔حضرتك إللي هتتكلمي يا ماما،هتقولي لي شفتي فريدة أمتی وأزاي وفين ؟

ونظر لها بتدقيق راصداً ردة فعلها

كانت تتهرب من نظراتهِ المتفحصه لها وأردفت بإنكار :
۔فريدة مين دي كمان اللي شفتها وأ ٠٠٠

كادت ان تٌكمل لكنهٌ قاطعها بحده :
۔شفتي فريدة فين وأمتی يا أمي ؟

رمقتهٌ بنظرة حادة وصاحت بنبرة غاضبه :
۔روحت لها بيتها ياسليم،روحت هددتها هي وأمها وعرفتهم مقامهم ،عريتهم قدام نفسهم و وريتهم حجمهم الطبيعي !

جحظت عيناه من هول ما إستمع إليه وتحدث بذهول:
۔هو حضرتك بتتكلمي بجد ؟
يعني إنتِ حقيقي روحتي إقتحمتي علی الناس بيتهم
وأتهجمتي عليهم ؟

ضحكت وتحدثت بنبرة ساخرة:
۔بيت إيه اللي إقتحمته عليهم يا سليم ،

وأكملت بإشمئزاز:
۔أنا كان نفسي تيجي معايا علشان تشوف المزبله إللي عايشه فيها ست الحسن والجمال بتاعتك هي وأهلها وبيسموة بيت

وأكملت بنبرة جاده:
۔تعرف يا سليم،أنا كنت شاكه إنها ممكن تكون بتحبك ،لكن بعد ما رٌحت أنا وخالتك وشٌفنا عيشتها المؤرفة هي وأهلها، إتأكدنا إنها فعلاً طمعانه فيك علشان تنشلها من القرف اللي هي عايشه فيه

ونظرت إلی قاسم الذي يجلس يستمع فقط ولا يُعقب وأكملت بتعالي وغرور:
۔لو شٌفت المنطقه اللي عايشه فيها يا قاسم،Oh No !!

وأقشعرت بوجهها بإشمئزاز مكملة:
۔ولا مامتها ،ياااااي ،طالعه علينا من المطبخ رابطة شعرها بإيشارب ولابسه جلبية مرضاش أخلي رٌقية تنظف لي البيت بيها !

نظر لها بإندهاش وتحدث بذهول:
۔إمتي وأزاي إتحولتي وبقيتي بالصورة الشنيعة إللي ظاهرة قدامي دي ؟

معقوله إنتِ أمي الست المكافحة إللي ضحت علشان أولادها وحرمت نفسها حتی من الاكل الكويس علشان تعلمهم ؟

أول ما ربنا يدينا تتكبري وتسخري من خلقه بالطريقه البشعة دي ؟

وأكملَ :
۔وعلي فكرة بقا يا ماما،أنا شفت مامت فريدة،ست محترمه ومنمقة في لبسها ونظيفه جداً،حتی كلامها كلام ست واعيه وفاهمه الدنيا كويس جداً،،وأحسن من ناس كتير عاملين فيها سيدات مجتمع وهما جواهم فاضي

ثم حول بصرهِ إلی والده وأردفَ مٌستغربً صمته :
۔حضرتك ساكت ليه يا بابا،معقولة حضرتك كنت عارف اللي ماما عملته وسكت وعجبك تصرفها ؟

تنهد قاسم وأردف قائلاً بنفي:
۔طبعاً مكٌنتش أعرف يا سليم،ولو عرفت كنت أكيد منعتها إنها تعمل كده،
واكملَ بنبرة هادئة:
ؐبس ده ميمنعش إن أمك من حقها تدافع عنك وتختارلك الأفضل ،

يمكن الطريقه اللي إتصرفت بيها كانت غلط، لكن الدافع معنديش أي إعتراض عليه ،أمك خايفه عليك يا سليم وده حقها

أفحمهُ رد والدهِ البارد وسحق داخله،وقف ينظر إليهما بشموخ وأردفَ قائلاً بحسم :
۔ أنا كمان من حقي أدافع عن إختياراتي وأحفظ كرامة البنت إللي بحبها واللي إن شاء الله هتكون مراتي وأم أولادي

ونظر إلی والدتهِ وتحدث بقوة وحزم :
۔قدام حضرتك إختيار من إتنين ملهومش تالت ،الأول هو إن حضرتك تيجي معايا بكرة ونروح للست اللي حضرتك أهنتيها في بيتها وتعتذري لها،وأظن ده أقل شيئ نقدر نعمله علشان نرد ليها إعتبارها

أجابت بقوة ونبرة مٌستفزة قبل أن يٌكمل :
ؐ۔علی جٌثتي يا سليم

وأكمل والدهِ معترضاً بحده:
۔إنت إتجننت يا سليم،عاوز أمك تروح تهين نفسها وتعتذر لواحده في بيتها ؟

رد سليم بقوة:
۔الست اللي حضرتك مستكتر إن أمي تروح تعتذر لها دي ،أمي بنفسها هي اللي راحت لها نفس البيت ده واهانتها وأهانت بنتها فيه

وأكملَ بحده:
۔إحنا بنصحح أوضاع ليس إلا يا قاسم باشا !!

تحدث قاسم برفضٍ قاطع:
ؐ۔وأنا قُلت مش هيحصل يا سليم !

إبتسم لأبيه وتحدث :
۔يبقا مفيش غير الحل التاني، وهو إني هيسيب البيت دالوقت حالاً ومش راجع هنا تاني

ردت بصياح :
ؐإنتَ بتهددنا يا سليم،بتحطني قدام الأمر الواقع،يعني ياإما أروح أتزل لأم الشرشوحه بتاعتك وأعتذر لها ، يا إما هتقاطعنا وتسيب البيت ؟

أجابها بقوة رافعً رأسهُ بشموخ:
۔بالظبط كده يا أمي !

إبتسمت ساخرة وأردفت بقوة مماثله وتحدي:
ؐ۔وأنا مش هروح يا سليم

إبتسم لها وهز رأسهٌ بإيجاب وتوجه إلی الباب وذهب لغرفته وبدأ بجمع أشيائة

دلف والدهِ قائلاً وهو ينظر إليه:
۔إعقل يا سليم وبلاش تهور،مش معقول كل ما تختلف إنتَ وأمك تلم هدومك وتروح تقعد في الأوتيل ،أظن إنتَ كبرت علی حركات الولاد دي

جمع أشيائة ونظر إليه قائلاً :
۔أنا فعلاً كبرت يا بابا،وده اللي حضراتكم مش قادرين تشوفوه ولا تفهموة،وعلشان كبرت فاسمح لي،من النهاردة هكون مسؤل عن إختياراتي ،ومن غير ما أشارك فيها أي حد

حتی إحنا يا سليم ؟ قالها قاسم بتساؤل

أجابهٌ سليم:
۔حضراتكم اللي إخترتم وحكمتم بكدة،مش أنا يا بابا

وحمل حقيبتهِ وخرج من الشقه إلی الأوتيل مباشرةً تحت إشتعال أمال وكرهها أكثر وحقدها علی تلك الفريدة

تٌری ماالذي يجعل سليم متأكداً طوال الوقت أن فريدة هي دون غيرها من ستكون زوجته وأم أطفاله المستقبلية ؟

إنتهي البارت
جراح الروح
بقلمي روز آمين

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى