 
						رواية جراح الروح لروز أمين الفصل الثالث عشر
🔹️البارت الثالث عشر🔹️
دلفت فريدة إلی حيثُ والدها بمفردها وذلكَ حسب أرشادات الطبيب
وجدته يقبع بإستسلام فوق تخت المشفی وتجلس بجانبه عايدة مُمسكه بيده بعناية وحب،
نظر عليها وأبتسمَ بوهنْ ،تحركت إليه،وبرغم إدعائها التماسك إلا أنها لم تستطع حينما وجدته يرقد بجسدٍ ضعيف وعلی الفور نزلت دموعها رُغماً عنها،
صرخ داخلُها رافضاً مكوثهُ بتلك الحالة المُمزقه لقلبها الضعيف تجاهه،إنهُ والدها سندها وعزيزُ عيناها،بطلها ورجٌلها وفارسها الأول،كيف له أن يكون بهذا الوهن والضعف وهي التي دائماً تستمدٌ منهِ قوتها وثباتها
وصلت إليه وأنحنت إلی مستوی كف يده وقبلته بعنايه ثم أردفت بإبتسامة خرجت حزينة عنوةً عنها،وعيون مٌتألمة رغم محاولاتها المٌستميته لمٌداراة وجعها الساكن روحها:
۔حمدالله علی سلامتك يا حبيبي،
وأكملت بدعابة:
۔كدة يا سي بابا تخُضنا عليك بالشكل ده،إيه،حضرتك كُنت عاوز تعرف مقدار غلاوتك عندنا ؟
إبتسم بوهن وأخرج كلماتهٌ بصوتٍ ضعيف مٌتعبْ مٌتألم:
۔بالظبط كدة !
تحدثت عايدة وهي تٌقبل جبهته وتتحسس شعر رأسهٍ بحنان:
۔وهو أنتَ لسه محتاج تعرف غلاتك يا فؤاد،ده أنا والولاد كٌنا هنموت من الرعب عليك !!
نظر إليها بعيون مٌحبه وضل يتبادلان نظرات العشق وبعدها نظر إلی فريدة وتسائل :
۔أخوكي فين ؟
تحدثت عايدة بنبرة قلقه :
۔قاعد برة مرعوب ،خايف يدخل عندك بعد إللي حصل،،
وأكملت لتهدئته وأمتصاص غضبه من ناحية صغيرها:
۔علشان خاطري متزعلش نفسك يا فؤاد، والله الواد من ساعة إللي حصل وهو دموعه ما نشفت !
أغمضَ فؤاد عيناه بألم ثم بادرت فريدة بالحديث بتعقل :
۔الحمدلله يا بابا، المفروض نحمد ربنا علی كل إللي حصل ده،
وأكملت بيقين لتهدئة والدها من إتجاه أخاها:
۔ده لولا إللي حصل من أسامة وأتسبب لحضرتك في التعب ده مكناش عرفنا إن حضرتك عندك مشاكل في الشريان التاجي ومحتاج تدخل جراحي فوراً،،
سبحان الله، كلها أسباب ربنا بيسببها علشان نوصل للي ربنا سبحانه وتعالي عاوزه،واللي أكيد فيه نجاتنا !
هز فؤاد رأسهٌ وأردفَ برضا ويقين :
۔ونعم بالله العلي العظيم !
أردفت عايدة قائله بترقب لوجه زوجها :
۔والله عندك حق يا بنتي !
تحدثت فريدة بهدوء:
۔بابا،بعد إذنك أنا هخرج أجيب أسامة علشان يطمن عليك وياريت حضرتك ما تضايقش،إتفقنا يا حبيبي؟
هز رأسه بموافقه وبعد قليل كان أسامه يقف أمامه بدموع مٌمسكَ بيدهِ يٌقبلها قائلاً بندم :
۔أنا أسف يا بابا أرجوك سامحني ،صدقني عمري ما هعمل حاجه تزعلك مني تاني ،والله يا بابا ما هحطها في بُقي تاني !
نظر له فؤاد وتحدث بصوتٍ ضعيف يكاد يٌسمع:
۔وعد ؟
أجابهٌ أسامة :
۔وعد يا بابا صدقني
هز فؤاد رأسه وتحدثت عايدة إلی فريدة :
۔خدي أخوكي وأطلعوا علشان بابا ميتعبش
تحدثت وهي تقبل جبهة والدها :
۔هشام برة وحابب يطمن عليۜی حضرتك ؟
هز رأسهُ بموافقه وتحدثت هي إلي والدتها :
۔هدخل هشام بس يا ماما ومحدش تاني هيدخل ،الناس برة كتير جدا وإدارة المستشفی بدأت تضايق،تقريباً المنطقه كلها برة،ده غير أعمامي وولادهم اللي جايين في الطريق وزمانهم علی وصول
تحدثت عايدة:
۔الناس كلها بتحب أبوكي يا فريدة،دخلي هشام وأنا هقوله يقول لهم إيه
خرجت فريدة ودلف هشام لهما فعايدة وفؤاد يعتبراه إبنهما البكري ولديهِ غلاوة كبيرة بقلب كٌلٍ منهما ،،
وبعد مده خرج هشام للجمع المتواجد بالمشفی وأخبرهم أن عليهم الرحيل حتی لا تنزعج إدارة المشفی من شدة الزحام،
وذهبت نهلة وأسامه إلی منزلهم بصحبة عبدالله ووالدتهٌ وتبقت عايدة وفريدة وهشام
في المساء خرجت فريدة إلی حديقة المشفی لإستنشاق بعض الهواء النقي بعيداً عن رائحة المستشفيات التي تكرهها منذٌ صِغرها
تحركَ خلفها هشام وتحدثَ بصوتٍ عالي يطغي عليهِ الغضب :
۔بيتهيء لي خلاص إطمنتي علی بباكي والوقتِ ممكن نتكلم ؟
نظرت له بوجهٍ مٌرهق وتسائلت بهدوء ونبرة مٌتعبه:
۔هنتكلم في إيه يا هشام ؟
أجابها بقوة :
۔نتكلم مثلاً علی البيه إللي كان سارح بينكم في المستشفی ولا كأنه واحد من العيله ؟
وأكملَ بنبرة غَائِرة:
۔مرة يتكلم مع مامتك إللي قاعدة جوة تقول فيه وفي تفكيرة شعر، ومرة مع أسامه اللي كان ناقص ياخده بالأحضان وهو ماشي،لا وكمان بكل وقاحه واقف قدامي يقول له أبقي خد رقمي من فريدة،
وأكملَ بغضب ونبرة حادة:
۔سؤالي بقا يا هانم،رقم البيه بيعمل أيه معاكي لحد دالوقت ؟
كان حجته الشغل والمعلومات اللي كان عاوز يعرفها بخصوص إتفاقية الزفت دي، وأهي تمت وخلصنا ،
وأكملَ بنبرة غاضبه:
۔رقمه بقا لسه بيعمل إيه مع سيادتك ؟
وأكملَ:
۔والسؤال الأهم يا أستاذه ، إزاي واحده محترمه زيك تقبل تركب عربية مع راجل غريب عنها،ده أنتِ مطلعه عين أمي في الموضوع ده يا فريدة،وأقدر بكل سهوله أعد لك المرات إللي ركبتي فيهم معايا عربيتي ؟
وضعت كف يداها فوق وجهها وفركتهْ بتعب وإرهاق ثم رفعت له عيناها وأردفت بإستنكار :
۔هو أنتَ فعلاً شايف إن ده وقت ومكان الكلام اللي بتقوله ده ؟
وأكملت بنبرة مٌلامه:
ؐ۔يعني بدل ما تقعد تطمني علی أبويا إللي مرمي جوة علی سرير وقلبه موصل بأسلاك وداخل علی عمليه يا عالم هيقوم منها ولا لاء، جاي تحاسبني ؟
واقف تحاسبني وتلومني علی واحد وقف معايا وساعدني وقت شدتي وأحتياجي ؟
وأكملت بعيون ضعيفه:
۔ده أنا كنت خارجه من الشركة منهارة وربنا وحده يعلم إيه إللي بيا وهوصل للمستشفی إزاي ؟
وأكملت مبررة:
۔وجوده في اللحظه دي كان طوق النجاة بالنسبة لي ،وصلني لبابا في وقت قياسي ووقف معانا وقعد يهدي في ماما إللي كانت منهارة،،
ولا أسامة العيل الصغير إللي كان هيموت من رعبه بعد اللي حصل قدام عيونه،،جاي تلومني عليی أيه يا هشام ؟
ده بدل ما تحمد ربنا وتفرح إن ربنا سخر لنا حد يقف معانا في شدتنا ؟
أنا بجد مستغرباك ومش قادرة أستوعب تفكيرك ده
وأكملت بنبرة لائمه:
۔إزاي قادر تكون أناني أوي كده في تفكيرك ؟
إزاي مفكرتش فيا وفي حالتي وألمي ورعبي علی أبويا اللي مليش سند غيرة في الدنيا بعد ربنا ؟
إزاي مفرقش معاك خوف أسامه ورعبه اللي كان مالي قلبه ولا أمي اللي كانت هتموت من رعبها علی رفيق عمرها وحبيبها ،يا خسارة يا هشام،إفتكرتك أعقل من كدة بكتير
صمت رهيب حل بهما وجلسا صامتان،،
شعر بخزيٍ عميق بعد حديثها الذي أحزنهٌ وبينَ لهٌ كم هو حقاً أناني وتفكيرةٌ محدود داخل نطاق حاله فقط،،
بعد مدة تحدثَ بنبرة هادئه ونظرات خزي:
۔أنا أسف يا فريدة،أنا بعترف لك إني فعلاً كنت أناني في تفكيري ،،بس أنا حقيقي مقدرتش أشوف غير نار غيرتي عليكي وأنا متخيلك راكبه العربيه جنب إللي إسمه سليم ده
تنهدت بقلة صبر وتحدثت بإستسلام :
۔أنا طالعه أشوف ماما لتكون محتاجه حاجه وبعدها هروح لأني بجد فقدت طاقتي ومش قادرة أقعد أكتر من كده
حدثها هو بهدوء:
۔أنا جاي معاكي وهوصلك وأرجع هنا تاني
صعدت لوالدها إطمئنت عليه وتحدث عمها الذي أتی من السويس هو وولديه حين علموا بما حدث لشقيقهم
تحدث أحمد إلی عايدة :
۔يلا أنتي كمان يا أم أسامه روحي مع فريدة وأنا هبات مع فؤاد
رفضت عايدة وتحدثت بعيون تكسوها غشاوة دموع :
۔أنا مش هسيب فؤاد ومش هروح البيت غير وإحنا مع بعض زي ما خرجنا !
حدثتها فريدة:
۔عمي بيتكلم صح يا ماما،حضرتك مش هتعرفي تتصرفي لو لا قدر الله بابا أحتاج لدكتور أو أي مساعدة،عمي الأنسب إنه يبات مع بابا
وبالكاد أقنع فؤاد والجميع عايدة علی مغادرة المشفي مع فريدة وهشام ،،
تحدثَ هشام إلی أبناء عم فريدة:
۔طب إتفضلوا باتوا معايا في بيتي يا شباب،إحنا عندنا شقه فاضيه في البيت و إن شاء الله هتخدوا راحتكم فيها
أجابهٌ ذياد الإبن الأكبر بإحترام:
۔متشكرين يا أستاذ هشام علی كرم أخلاقك،بس إحنا عندنا شقه هنا في القاهرة،شارينها للطواریء اللي زي دي !
وشكرةُ أحمد أيضاً
وصلت عايدة وفريدة بصحبة هشام إلی مكان السيارة، بادرت فريده وتحركت نحو الباب الخلفي وصعدت بالكنبة الخلفيه
نظرت لها والدتها بإستغراب ثم حولت بصرها إلی هشام الذي كسي الحزن وجههٌ،،تحركت هي غير مواليه بهما فالأن ليس وقت هذهِ المهاترات بالنسبة لحالتها،،
وفتحت الباب الامامي وجلست بجانب هشام الذي جلس خلف مقود القيادة وتحركَ، ووجهَ المِرأةٌ وسلطها علی ملامح فريدة الحزينه
تحدث هشام بهدوء وهو ينظر إلی عايدة:
۔تحبوا تاكلوا إيه يا ماما ؟
أجابته عايدة برفضٍ قاطع :
۔ولا أي حاجه يا حبيبي،روحنا بس علشان محتاجه أغير هدومي وأريح جسمي شوية علشان أجي لعمك بدري ان شاء الله
أجابها بإصرار :
۔ياحبيبتي مينفعش تقعدي طول اليوم من غير أكل،وكمان علشان فريدة وأسامة ونهلة ياكلوا أي حاجه معاكي
ثم وجهَ حديثهٌ لتلك الحزينه الشاردة في حالة والدها :
۔تحبي تاكلي حاجه معينه يا فريدة ولا أجيب لك علی ذوقي ؟
نظرت له وتنهدت بتعب :
۔متجيبش حاجه يا هشام،محدش ليه نفس للأكل،أنا عن نفسي تعبانه وكل إللي محتجاه هو إني أنام وبس
تحدثت عايده :
۔يا أبني متتعبش نفسك، أنا كنت سالقه اللحمه وعامله خضار وسلطه وكنت بجهز للرز وحصل إللي حصل،يعني أكيد نهلة كملت عمايل الرز وأكلت هي وأخوها
لم يستمع لهما وصف سيارته وتوقفَ أمامْ مطعم للمأكولات المشوية وجلب بعض الأصناف المحببه لديهم مع بعض السلطات والمقبلات وأستقل السيارة من جديد
أتتها رسالة بهاتفها نظرت بها تحت أنظار هشام المُسلطه عليها ،كانت من سليم يطمئنَ بها علی حالة والدها ووالدتها المنهاررة ،أجابته بإختصار أنهما بخير، ففهم هو أنها بوضع لم يسنح لها بفرصة الحديث،
أغمضت عيناها بتألم لحالة أبيها وألقت رأسها بإهمال مٌستندة علی زجاج النافذة تحت بصر ذلك المستشاط
ثم رن هاتفها مرةً أخری نظرت بشاشته وجدتهُ فايز
ردت بهدوء تحت أنظار هشام المٌترقبه:
أهلا يا باشمهندس !
إنزعجَ هشام بشدة ظناً منه أنه سليم
فأكملت فريدة بهدوء:
متشكره لحضرتك يا فندم وبعدين حضرتك كلمتني كذا مرة برغم إنشغالك،يبقا فين التقصير إللي حضرتك بتقول عليه ده
لاحظت فريده نظرات هشام فردت متعمدة ليطمئن قلبهْ ويستريح من تلك الشكوك التي إنتابته مؤخراً :
۔هيعملها بكره إن شاء الله، وبجد متشكره جداً لإهتمام حضرتك مستر فايز !
وأغلقت تحت إرتياح هشام
وأخيراً وصلوا لمنزلهم صعدت فريدة ووالدتها وتحركَ هشام عائداً إلی منزله، أخذت فريدة حماماً دافئاً وتناولت بعض اللقيمات القليله هي ووالدتها ونهلة وأسامة
وأتجهت إلي تختها وغفت بعمق لتعب عقلها وجسدها المنهكان
في اليوم التالي
أجری فؤاد جراحتهُ بنجاح وخرج بنفس اليوم من المشفی وأستقرت حالتهِ كثيراً ،
وبعد أربع أيام إستلمت فريدة سيارتها تحت سعادتها أنها وأخيراً سيستريح بالها من ذهابها للعمل بهدوء نفسي وأيضاً المال المُهدر التي كانت تنفقه علة السيارات المستأجرة
إبتعد سليم ولم يتصل بها نهائياً من بعد اليوم الذي أجری والدها به الجراحه وحدثها ليطمئن عليه، تحت إستغرابها من إبتعاده
أحقاً قرر نسيانها أو لم يكن يعشقها من الأساس ؟
》》》》》》》¤《《《《《《《《
وصلت لُبنی إلي مسكن غادة بعدما أخبرها المتصل المجهول أن هشام سيذهب بعد قليل إلی غادة ليتناول غدائهُ بصحبتها
إستقبلت غادة لُبنی التي أتت مٌحمله بالحلوی الشرقيه التي يعشقها هشام بإستغراب فتحدثت:
۔لُبنی،مقولتيش إنك جايه يعني ؟؟
أجابتها بتملل وأنزعاج:
۔ أرجع تاني يعني ولا إيه ؟
ضحكت غادة وتحدثت بدعابة:
۔أدخلي أدخلي يا قماصه،لسه زي ما أنتِ ومتغيرتيش ،بتتأمصي من أقل كلمه ،
ثم نظرت إلی العٌلبة التي بيدها وأردفت بسعادة:
۔وكمان جايبة لي الحلويات إللي بحبها
وضعت العُلبه بين يدي غاده،وفكت لُبنی شعرها من ربطته لينسابَ فوق ظهرها في مظهر مّبهر ثم اجابتها بدُعابه :
۔وهو أنا عندي أغلي منك يا دودَه !
ثم أشتمت بأنفها وأغمضت عيناها بتلذُذ وأردفت بتساؤل:
۔إيه ريحة الأكل إللي تجنن دي ،إنتِ عازمه حد من ورايا ولا إيه يا دوده ؟
نظرت لها بترقب وأردفت قائله :
۔مستنيه هشام علی الغدا،إتصل من الشغل وقال لي إنه هيعدي عليا يتغدا ويقضي اليوم معايا
تصنعت الإندهاش وتحدثت بلؤم:
۔طب أمشي أنا ولا إيه ؟
أجابتها غادة بهدوء :
۔وتمشي ليه يا بنتي،هو أنتِ غريبه؟
وأكملت بحديث ذات مغزی :
۔وبعدين هشام خلاص بقا زي أخوكي عادي يعني لما تقعدوا مع بعض تتغدوا
حزن داخلها من إلقاء تلك الكلمة علی مسامعها ،هزت رأسها بإيماء وتحدثت بأسی:
۔عندك حق يا غادة
إستمعا إلی جرس الباب تحركت غادة ووضعت وفتحت الباب ومازالت بيدها عُلبة الحلوی نظر لها هشام وتحدثَ:
۔يعني مكلفه نفسك وعزماني علی الغدا وكمان جايبة لي الحلويات إللي بحبها ؟؟
وأكملَ بدُعابه وهو يقبل وجنتيها بالتبادل:
۔كتير عليا كده والله يا غادة
ثم دلف للداخل وفجأة تسمرَ مكانه حين وجدها أمامهِ تبتسم له بعيون مُتلهفه وكأنها كانت تنتظر قدومه بفارغ الصبر
عاد به الزمان إلی ما قبل الأربع سنوات،حين كانت تنتظرة هُنا،بنفس المكان ونفس الهيئةِ ونفس الإبتسامة الجذابة،ونفس لهفة العيون الهائمة بعشقه
☆ولكن☆
ولكن ما تغير هو الزمان☆
فلا أصبحَ الزمان هو الزمان☆
ولا عاد هو يشعر بها كما كان ☆
ولا بقی كيانهُ مٌتيمًُ بعيناها و ولهان ☆
ولا أصبحَ قلبهِ يشعر في حضرتها بالأمان ☆
☆مثل زمان☆
نظرت لهْ بإبتسامتها الرائعه وعيناها الولهه بطلتها عليه ،تلك النظرات الولهه التي تختصهْ هو فقط
نظرَ لها بعد لملمة كيانه من حضورهِ لذلك الموقف المُهيب وتلك الذكری التي أرجعته للوراء سنوات وسنوات
وأردفَ بهدوء بعدما تحدی حاله وأستقوی عليها:
۔أزيك يا لُبنی،أخبارك وأخبار خالتي إيه ؟
أجابته بصوتٍ أنثوي جذاب :
۔أنا كويسه يا هشام،إنتِ اللي عامل إيه ،،طمني عليك وعلی أخبارك
أجابها بهدوء وهو يتجه إلي الأريكه ليجلس:
۔كله تمام الحمدلله
ثم نظر إلی غادة الواقفه تتطلع علی إبنة شقيقتها بألم وتحدثَ هو:
۔إيه يا دودو،طابخه لنا إيه إنهاردة ؟
أجابته بهدوء :
۔كل الأكل إللي إنت بتحبه يا حبيبي،بس شكل لُبنی حماتها هتحبها ان شاء الله ،علشان كدة جت وهتشاركنا
تحدثت لُبنی بدلال أنثوي مقصود:
۔بس أنا عاوزة إبنها هو إللي يحبني يا دودو !
تجاهل هشام دلالها وأنوثتها المُتعمدة وأردف ناظراً إلی غادة عن قصد ليلغي أي أفكار قد تطرأ بمخيلتها ومخيلتهِ:
۔علي فكرة يا غادة،ديدا بتسلم عليكي كتير
إستشاطَ داخلها وهبت نار الغيرة داخل قلبها المسكين
أجابته غادة بهدوء:
۔الله يسلمها ،باباها أخبارة إيه الوقتِ ؟
أجابها بهدوء :
۔الحمد لله صحته إتحسنت كتير،ده حتی ماشاء الله بقا أحسن من قبل مايتعب،يظهر إن موضوع الشريان اللي كان مسدود ده كان مأثر علی صحته
تحدثت غادة وهي تتجه إلی المطبخ:
۔طب كويس،لما رحنا نزورة أنا ومامتك كان لسه تعبان
وأردفت من داخل المطبخ :
۔قوم بدل هدومك يا إتش علشان تاكل براحتك،هتلاقي بيجامتك في أوضة الولاد علی السرير،
ثم وجهت حديثها إلی لُبنی:
۔وإنتِ يا لولو تعالي ساعديني
أبدل ثيابه وأستغلَ وجود لُبنی بجانب السفرة لتوضيبها،وتحرك هو إلي المطبخ ووقف أمام غادة ينظر لها بإمتعاض وضيق وعيون مٌتسائله
فهمت هي وأجابته :
۔والله ما قولت لها حاجه ولا كٌنت أعرف إنها جايه أصلاً
أردفَ قائلاً بضيق:
۔طب ليه مكلمتنيش لما وصلت هي،مكنتش جيت ؟
أجابته بنبرة مفسرة:
۔ ملحقتش يا هشام،وبعدين مالك مكبر الموضوع كده ليه ؟
زفر بضيق وأردفَ بتعجب:
۔هو إنتي شايفه الموضوع عادي يا غادة ؟
يعني عادي أنا ولُبنی نرجع نجتمع هنا تاني بعد كل اللي كان بينا زمان ؟
طب ولو فريدة عرفت ساعتها يبقا إيه موقفي ؟
أجابته:
۔وفريدة هتعرف منين بس يا هشام؟
وأكملت :
۔وحتي يا سيدي لو عرفت ،هي أصلاً تعرف إللي كان بينك وبين لُبنی منين
أجابها بتأكيد:
۔تعرف طبعاً ،أنا حكيت لها كل حاجه عن الموضوع قبل الخطوبه
دلفت لٌبنی فصمتا كلاهما وتحدثت هي بتساؤل :
۔فيه حاجه ؟
أجابتها غادة:
۔مفيش حاجه يا حبيبتي ،ده هشام كان بيسألني عامله أكل إيه ،يلا يا هشام خد بولة السلطة خرجها علی السفرة وإحنا هنجيب باقي الأكل ونحصلك
تحرك هو وأجتمعوا حول مائدة الطعام وحاوطته لُبنی بنظراتها وأهتمامها به ووضع الطعام أمامه بإهتمام وحب
مما جعل داخله مُبعثر ولكنهٌ تداركَ حالهٌ ولملمَ كيانهُ سريعاْ حتي أنه أنهی طعامه وأبدل ثيابه وذهب سريعاً كي لا يٌعطي إليها ولحالة أية فرصة للضعف
بعد رحيله وقفت غادة أمامها وربعت يديها فوق صدرها وأردفت بتساؤل:
۔وبعدين معاكي يا لُبنی ،ناوية علی إية يا بنت أختي ؟
ضحكت وتحركت إلی الأريكة مكان جلوس هشام وأمسكت كوب الشاي الخاص به ومدت شفتاها مكان شفتاه وتلمستها بوله دون خجل وتحدثت:
۔ناوية أرجع حياتي إللي ضاعت مني تاني،ناويه أرجع هشام لحضني من جديد يا غادة
أجابتها بصياح :
۔وهو كان مين إللي ضيع حياتك زي ما بتقولي يا لُبنی مش إنتِ ؟
وأكملت لتٌحبطها:
۔وبعدين ريحي نفسك،هشام بيعشق فريدة وبيتمنی لها الرضا ومستحيل يسيبها علشان أي حد
تحدثت بإبتسامة وعيون عاشقه :
۔وهو أنا بالنسبة لهشام أي حد بردوا يا دودة،ثم أنا معرفش حاجه إسمها مستحيل في قاموس حياتي
وأكملت بإصرار وعيون حزينه:
۔هشام حبيبي أنا، ومش هسمح لأي حد ياخده من حضني
تنهدت غادة وضلت تحادثها وتحثها علی التراجع عن خطتها التي ستبوء بالفشل بالتأكيد،ولكنها لن تبالي
》》》》》》》¤《《《《《《《
في اليوم التالي
كان يجلس بصحبة فايز بمكتبه
تحدثَ فايز بهدوء:
كله تمام يا باشمهندس،،ۜالموضوع تم زي ما حضرتك رتبت له بالظبط،الموظف راح معاها وهي إختارت العربيه اللي عوزاها وأستلمتها خلاص ،وإن شاء الله المبلغ الشهري اللي هتدفعه فريدة هيتحول في الحساب اللي إتفقنا عليه مع مدير البنك
وأكملَ مٌستغرباً:
۔بس أنا مش فاهم ليه حضرتك أصريت إن الباشمهندسة فريدة متعرفش حاجة عن الموضوع ده ؟
أجابهُ سليم بهدوء:
۔الباشمهندسة فريدة عندها عزة نفس وإعتزاز عالي بكرامتها،وعمرها مكانت هتقبل مساعدتي ليها،
وأكملَ بجديه:
۔الموضوع من ناحيتك إنتَ طبيعي أكتر ومقبول
نظر لهٌ فايز بإستغراب وبدأ الشك يتسلل لقلبهِ بأن ذلك السليم يعشق تلك الفريدةِ من نوعها
أما فريدة التي كانت تعمل داخل مكتبها حين أتاها إتصال من مكتب سكرتارية فايز يخبرها بأن عليها القدوم لأمرٍ عاجل
دلفت إلی المكتب تفاجأت بوجود سليم،إرتبكَ داخلها ولم تستطع التمالك من إظهار مشاعرها فتغلبت عليها مشاعر الأنثي التي بداخلها ونظرت إليه بعيون مٌعاتبه لعدم تقديرةٌ لها وإهمالها وعدم الإتصال بها بأي شكل من الأشكال طوال الفترةِ الماضية
تمالكت من حالها ولملمت روحها وتحدثت بكبرياء حاولت به تخبأت ما بداخلها:
۔مساء الخير
أجابها بهدوء ونبرة باردة أحرقت روحها :
۔أهلاّ يا باشمهندسة
تحدثَ فايز الذي بدأ يتأكد من عشق ذلكَ الثنائي وهو يٌشير إليها بالجلوس:
۔أتفضلي يا باشمهندسة أقعدي
تحركت بهدوء وجلست بالمقعد المقابل ل سليم ونظرت عليه بإرتباك
تحدثَ فايز الذي يجلس خلف مقعد مكتبه:
۔باشمهندس سليم عنده مفاجأه حلوة ليكي،أحب تسمعيها منه هو شخصياً
نظرت إليهِ بتيهه وعيون متسائله قابلها هو ببرود ونبرة صوت عمليه مٌوجهً حديثهٌ إلی فايز:
۔هي مش مفاجأه علی أد ما هو حق واجب ومشروع للباشمهندسة،
ثم نظر إليها بنظرات مٌبهمه جافة تخلو من أي تعبيرات وأردفَ بنبرة جادة وعمليه:
۔أول حاجه الشركة خصصت لك مكافأة علی تعبك و وقتك إللي مبخلتيش علينا بيه ،وإن شاء الله المكافأة تكون مٌرضيه ليكي
نظرت له وتنهدت من شدة ألمها الذي تملك من روحها من تلك المعاملة الجافة وأردفت بهدوء:
۔أنا مٌتشكرة جداً يا باشمهندس،بس أنا شايفه إني ما عملتش حاجه لشركة حضرتك أستاهل عليها مكافأة، أنا كل إللي عملته هو إني قومت بشغلي الخاص بشركتي،واللي بالفعل أخدت عليه مكافأتي إللي أستحقها من الشركة
أجابها بنبرة جاده:
۔إزاي بقا يا باشمهندسة،،حضرتك كرستي معظم وقتك وساعدتيني في حسم إختياري بوقت قياسي،وده ليه تقديرة عندنا ، إحنا شركة عالميه وبنقدر وقت ومجهود الأشخاص جداً ،وحضرتك إدتينا من وقتك ومجهودك ما يكفي لإستحقاق الكافأة ،
وزي ما فيدتي شركتك كمان أفدتي شركتنا،مش بس شركتكم اللي ربحت من خلال إتفاقية الشراكه ،كمان شركتنا أكيد كسبانه من ورا الموضوع ،
وأكملَ بنبرة عملية:
۔تاني حاجة ودي الأهم،هي إني رشحتك للشركة علشان تكوني عضو معانا في اللجنة الإستشارية للشركة الألمانية،
والحقيقه هما رحبوا بالإختيار بعد شهادتي أنا والباشمهندس علي في حق قدراتك ،وإن شاء أخر الأسبوع وإحنا بنمضي عقود إتمام إتفاقية الشراكة بين الشركتين هنمضي معاكي عقد إنضمامك لينا
سعد داخلها وطارت من شدة فرحها من ترشحها لذلكَ المنصب ذات الأهمية والشأن العظيمان،وسعدت لتلك الخطوة المهمه لبناء تاريخ إسمها في مجال عالم الإلكترونيات
وتحدثت بإبتسامة سعيدة ووجهٍ بشوش نست بهما ما أصابها من جفاء معاملته:
۔أنا بجد مش عارفه أشكر حضرتك إزاي يا باشمهندس
تحدثَ بعمليه ووجهِ غامض يحاول خلفهٌ تخبأة شدة سعادته وروحهِ الهائمه لأجل سعادة خليلته :
۔الموضوع مش مستدعي أي شكر يا باشمهندسة:
۔ولولا أنك تستحقي المنصب ده عن جدارة عمري ما كنت هرشحك ليه لا أنا ولا الباشمهندس علي غلاب
أردفَ فايز بسعادة لأجل فريدة فهو دائماً يراها مٌتميزة ودئوبه بعملها وحقاً تستحق الأفضل :
ؐ۔ألف ألف مبروك يا فريدة،حقيقي تستحقي المنصب وبجدارة
وأكملَ بإطراء وهو ينظر إلی سليم :
۔إختيار موفق يا باشمهندس، أحييك عليه
إبتسمت له فريدة وأردفت :
۔مٌتشكرة جداً يا فندم،كله بفضل توجيهات سعادتك
وأكملَ سليم :
۔متشكر يا فايز بيه، نيجي بقا لموضوع الحفلة الخاصة بتوقيع عقد الشراكة، ودي هتتم في نهاية الإسبوع علشان يكونوا مديرين الشركة وصلوا من ألمانيا،
وبالنسبه للحفله مش عايز حضرتك تشغل بالك بيها خالص، أنا أتفقت مع شركة تنظيم حفلات وهي أختارت المكان وهترتب كل حاجه علی أعلی مستوی
أردفَ فايز بنبرة مُتسائلة حرجه :
۔طب بالنسبه لنفقات الحفله ها ٠٠٠٠
ولم يكمل حديثه حين قاطعهُ سليم بجديه:
۔ كل النفقات الخاصة بالحفلة هتتكفلها الشركة عندنا
وقفت فريدة بإعتذار وأردفت :
۔أستأذن حضراتكم لو مش محتاجيني في حاجه تانيه علشان عندي شغل
وقف سليم هو الأخر متحدثاً إليها :
ؐ۔إحنا خلاص خلصنا كلامنا وأنا مضطر أستأذن لاني مرتبط بمواعيد مهمة
تحدث إليه فايز :
۔شرفتنا يا باشمهندس وإن شاء الله هجهز لحضرتك المكتب لو حبيت في أي وقت تيجي تشوف شغلك منه
خرجت وخرج هو خلفها وتحدث بجديه وهو يتحرك بجانبها :
۔ أستاذ فؤاد أخباره إيه ؟
أجابته بخيبة أمل وعيون حزينه لسؤالهِ بتلك الجديه:
۔الحمدلله، أحسن كتير
أجابها وهو يتجه إلی المصعد :
۔الحمدلله ،حمدالله علی سلامته،بعد إذنك
تركها وأنطلق وضغط زر المصعد وهبط تحت نظراتها وشرودها وذهولها من تغييرهٌ المفاجئ
دلفت إلی مكتبها وصفقت خلفها الباب بشدة من أثر غضبها العارم وبدأت تتحرك داخل المكتب ذهاباً وإياباً وهي تفرك يديها ببعضهما بغضبٍ تام
ثم توقفت فجأة وحدثت حالها،مابكِ أيتها الغاضبةٌ ؟؟
لما بركان الغضب الثائر بداخلك هذا ؟
لما غضبتي من تلك المعامله،أولم يكن هذا بطلبك أنتِ ؟
أولم تترجيه بأن يتركك وشأنك،أنتِ من بادرتي بطلبِ الإبتعاد،
إذاً لما العويل والغضب الأن ؟
إستفيقي وعودي لوعيكِ فريدة،إتقي الله في هشام و نفسكجاهدي نفسك وأدبيها يا فتاه ،
وأكملت بيقين،إستعيذي بالله من شيطانكِ الرجيم،،أرجميهِ بذكرْ اللهِ والتحلي بالصبر والقرب من الله
ليس لديكِ طريقه للنجاة سوي القرب من الله عز وجل
تنهدت وأستعاذت بالله وجلست خلف مكتبها وبدأت بإشغال روحها ولهيها بالإنغماس بالعمل
》》》》》》》¤《《《《《《
داخل شركة الحسيني
كانت تقف داخل المعمل الخاص بصناعة الأدوية بجانب أصدقائها والكمييائي المختص التي تعمل تحت إشرافه
دلف إليهم مراد بكل ثقه بعدما استدعاه الكميائي المختص بتدريبهم، وقف بجوارهم يتطلع علی تلك التجربه الناجحة التي أبهرت الصيدلي المتخصص عن اكتشاف إحدی العقاقير الجديدة ،
تحدث مراد بهدوء وأتزان :
۔هايل يادكتور،الإكتشاف ده ممكن يبقا نقلة كبيرة للشركة ويخلينا نتبوء مكانة عالية ويجعل من شركتنا رائدة في مجال صناعة الأدوية !
ثم نظر إلي الكميائي وتحدثَ بجدية:
۔حقيقي برافوا دكتور حسين
إبتسم ذلك الكميائي الذي تعدي عامهٌ الخمسين وتحدث وهو يُشير إلی ريم الواقفه تبتسم بسعادة لا يضاهيها شعور :
۔الحقيقه يا دكتور مراد اللي تستحق الشكر هي دكتور ريم صاحبة الفكرة ،انا ما عليا غير إني شاركتها تنفيذ التجربة واللي الحمدلله أثبتت نجاحها الباهر
نظر ليتطلع إلي التي يُشير إليها الكميائي وإذ به فجأةً تنقبض عضلات جسدة وتتيبس،وتكشعر ملامح وجههِ ويظهر عليها الغضب ،
ثم رمقها بنظرات ناريه وانسحب من المكان دون أن يتفوه بكلمه واحده، مما إستشاط غضبها وجعل الدموع تترقرق داخل مقلتيها البنيتان ذوات الرموش الكثيفه
تحدث إليها الكميائي بهدوء بعدما لاحظ دموعها الأبيه:
۔معلش يا دكتور ريم،دكتور مراد يمكن مابيعرفش يعبر كويس بالكلام،بس يكفي إن التجربة عجبتة وأكيد كمان هيعمل لك شهادة تَضاف لك في مشروع التخرج
هزت رأسها بإيجاب ولم تستطع إخراج صوتها من شدة خجلها وحزنها معاً وأكملا من جديد ما كان يفعلاه
وبعد قليل كانت تخرج من الشركة بصحبة صديقتها سارة، وقفت وتحدثت بنبرة غاضبه:
۔بني آدم مريض،،المفروض يروح يتعالج
ضحكت سارة وتحدثت:
۔يا بنتي انسي بقا ،إنتِ هتفضلي طول اليوم تاكلي في نفسك كده ،اللي حصل حصل كبري دماغك
أجابتها ريم بضيق:
۔ أنا مش فاهمه هو حاططني في دماغه وبيكرهني كدة ليه ؟
ردت عليها سارة بإنتشاء:
۔طب اسمعي الجديد بقا
نظرت لها ريم بترقب فأكملت سارة:
۔فاكرة اليوم اللي إتخانق معاكي فيه ،لما روحت عملت عنه سيرش لقيت الجرايد الصفرا كاتبه بالبونط العريض،،تفاصيل فضيحة إبن الحٌسيني ، الفضول جنني ودخلت أشوف،لقيتهم كاتبين إن خطيبته سابته وهربت مع صديق عمره قبل فرحهم بتلات شهور
شهقت ريم ووضعت يدها فوق فمها بذهول وتحدثت:
۔ معقوله !
تحدثت ساره بتأكيد :
۔ايوة يا بنتي زي ما بقولك كده، وعرفت كمان إن من يومها وهو بقا معقد ستات ورافض الجواز ،والدليل علی كده معاملته ليكي يوم التليفون وكمان إنهاردة ،الواد إتعقد يا حرام وكرة الصنف كله
هزت ريم رأسها وتحدثت بنفي :
۔يا بنتي متصدقيش كلام الجرايد اللي من النوعيه دي، تلاقيهم كانوا قابضين من منافسين شركة بباه وبيشهروا بيه مش أكتر
أكدت سارة:
۔ودي حاجه تفوتني بردوا ،أنا بحثت عن البنت المذكور إسمها وفعلا الموضوع طلع حقيقي
نظرا إثنتيهم لذلك المغرور الذي يخرج من باب الشركه متوجهً إلی سيارتهِ التي أتي بها العامل إليه بكل إحترام ،
وتحرك هو يتخطاهم بكل غرور وكبرياء دون النظر إليهما وأستقل سيارته
فتحدثت ريم وهي تنظر إليه:
۔والله مجنون،وكلامك ده أكد لي اكتر إنه فعلا مريض نفسي وان المفروض ياخدوه يعالجوه، مش يسيبوه كده يقرف في خلق الله ويعقدهم في حياتهم
نظرت عليه سارة وتحدثت بإعجاب :
۔بس بصراحه الواد قمر ،طول بعرض بعضلات ،حاجه كده من الأخر
ضحكت ريم وتحدثت وهي تتحرك بإتجاه سيارتها لتستقلها:
۔ أهو قدامك، روحي فكي له عقدته وحلال عليكي
ضحكت سارة التي إستقلت بجانبها وتحدثت:
۔يااااريت كان ينفع،بس للأسف مليش في الصعب، انا بتاعة التجارب السهله المستقرة،والحمدلله ده كله لقيته في احمد خطيبي،بس ربنا يبعد عني أمه ورزالتها
ضحكت الفتاتان تحت أنظار ذلك الجالس بسيارته يدعي مهاتفتة لأحدهم، وهو يراقب تعبرات وجهها ويقرأ حركة شفاها من تحت نظارتهِ الشمسيه الذي يحجب بها عيناه ،
كان غاضبً إلی حدٍ كبير بعدما فهم من حركة شفاها ونظرات عيناها عليه أنها وصديقتها يسخران منه ووصفته هي بالجنون
فتوعد لها وأنتوي علی أن يٌضيق عليها الخناق بالشركة ويُريها كيفَ يكون الجنون حتی تفر هاربه من الشركة ولا تعود إليها من جديد،و حتی لا يري وجهها الذي بات يؤرقهُ ويصيبهُ بالإشمئزاز والتشنج كلما نظر إليها ورأها أمامه
》》》》》》¤《《《《《《《
في المساء
جاء هشام إلی منزل فؤاد ليطمئن علي حالتةِ الصحيه،
جلست معهُ فريدة وقصت لهم ما حدث ،،
مما أشعل النار من جديد داخل صدر هشام ولكنهُ فضلَ الصمت مؤقتاً
هللت والدتها وسعدت كثيراً وأردفت بسعادة:
۔ألف مبروك يا فريدة،ربنا يا بنتي يكتب لك السعد والهنا كله
علی عكسِ والدها الذي تحدث بقلق :
۔أيوا يا بنتي بس الكلام ده معناه إنك ممكن تسافري برة البلد في أي وقت ؟
أجابته فريدة بهدوء:
۔موضوع السفر مش وارد في الوقت الحالي يا بابا، أنا معظم شغلي معاهم هيكون عبر مشاركتي ليهم أون لاين،وأحتمال السفر هيكون ضعيف جداً
تحدثت نهلة بسعادة قائلة:
۔حتی لو فيه سفر يا بابا إيه المشكله، حضرتك عارف النقله دي لفريدة معناها إيه وهي لسه في بداية مشوارها كده،ده غير إن أكيد المرتب هيكون مجزي جداً
ثم نظرت إلی شقيقتها وتحدثت بدعابة :
۔شكلك كده عديتي خلاص يا فيري
إبتسمت لشقيقتها وترقبت ردة فعل والدها وهشام علی الموضوع
تنهدَ فؤاد بإستسلام ثم نظر إلی هشام الصامت وأردفَ بتساؤل :
۔ وإنتَ أيه رأيك في الموضوع ده يا هشام ؟
إبتسمَ هشام بجانب فمه بطريقه ساخرة وأردفَ قائلاً أيضاً بنبرة ساخرة:
۔ كتر خيرك والله يا عمي إن حضرتك أخدت بالك إني موجود
نظر لهٌ الجميع خجلاً فحقاً هم تغافلوا وجوده أو علی الأقل فريدة هي من تغافلت !
وأكملَ هو مٌعاتباً :
۔وبعدين أظن إن رأيي ملهوش أي أهمية بالنسبة للباشمهندسة،،
بدليل إنها أدت موافقتها للباشوات من غير حتی متقول لهم أدوني وقت أعرف البني أدم إللي أنا مخطوبة ليه، وأشوف رأيه إيه في موضوع السفر
إبتلعت لُعابها خجلاً فحقاً هي مخطئة وأردفت بتعقل ونبرة هادئة:
۔أنا حقيقي أسفه يا هشام،بس أكيد أنا مقصدتش أضايقك أو حتی أوصلك الإحساس اللي حسيته ده ،
وأكملت مٌبررة:
۔أنا وافقت علشان عارفه إنك أكيد مش هتكره لي الخير،ثم إن سليم الدمنهوري زي ما أنتَ عارف، تفكيرة عملي ومعندوش حاجه إسمها لما أسأل خطيبي،كده كنت هخلي شكلي وحش جداً قدامه يا هشام
أجابها وهو يهز رأسهٌ ساخراً:
۔لا إزاي،أهم حاجه إن شكلك ميبقاش وحش قدام سليم الدمنهوري،لكن بالنسبة لهشام الغلبان يتفلق ويولع
نظرت لهٌ بهدوء فأكمل والدٌها:
۔إنتَ إيه بس إللي مزعلك كدة يا هشام ؟
أجابهٌ بنبرة هادئة عكس ما يدور داخله من بركان :
۔ لازم أزعل لما ألاقي نفسي أخر إهتمامات خطيبتي ،لما فريدة تاخد قرارات مصيريه زي دي من غير ما ترجع لي يبقا أنا مليش أي قيمة ولا لازمه عندها يا عمي !
تحدثت عايدة بنفيٍ قاطع :
ؐ۔متقولش كدة يا حبيبي،ده أنت علی العين والراس ورأيك بالنسبة لفريدة أهم رأي ده أنت هتبقا راجلها وسندها بعد ربنا يا هشام
أجابها بجديه :
۔مش باين يا ماما،لو فعلاً فريدة بتعتبرني إني هكون راجلها مكنتش تجاهلت وجودي ورأيي بالشكل المهين لرجولتي ده،
وأكملَ بضيق ظهر بصوته:
۔يعني أيه ميكونليش رأي في موضوع يخصني من الدرجة الأولی بالشكل ده !
تحدثت فريدة بهدوء:
۔بس الموضوع ميخصش حد غيري يا هشام،ده شغلي ومستقبلي وأظن إنه ميزعلكش إن يبقالي كارير في شغلي
أجابها بقوة ونبرة حادة:
۔لما مراتي إللي هتبقا في بيتي وأبقا مسؤل عنها تيجي في يوم وتقولي إنها مسافرة برة مصر في شغل ضروري،يبقا ساعتها الموضوع يخصني ولا لاء يا باشمهندسة؟
إنتِ مش هتعيشي حياتك لوحدك يا فريدة،
وأكمل بحدة ظهرت بصوته رغم محاولاتهٌ المٌستميته في السيطرة علي غضبه:
۔أنا شريكك في الحياة دي، وبالتالي قراراتنا لازم ناخدها بتنسيق وموافقه مننا إحنا الإثنين، وإلا وقتها حياتنا هتتحول لفوضي
تحدثَ فؤاد بهدوء :
۔أقعد مع فريدة يا أبني وأستقروا علی رأي ،وفي الأخر مش هيتم غير اللي يرضيك
وقفَ وأشارَ إلی غرفة الضيافه وتحدثَ :
تمام يا عمي، وأنا بعد إذن حضرتك محتاج أقعد حالاً مع فريدة لوحدنا
وافقَ فؤاد ودلفت فريدة مع هشام داخل الغرفة وبقيا بابها مفتوحاً
وتحدثت عايدة بنبرة صوت مٌلامه:
۔ملكش حق تقول له مش هيحصل إلا اللي يرضيك،،ۜكدة طمعته في بنتك يا فؤاد
أجابها بهدوء :
۔متقلقيش يا عايدة،فريدة هتعرف تقنعه وهيتفقوا من غير مشاكل إن شاء الله !
أما بالداخل تحدثَ ذلكَ المٌستشاط بعيون غاضبه ليٌعلن عن إخراج غضبه الذي كتمهُ بالخارج مضطراً:
۔هو ده وعدك ليا يا فريدة ؟
إنتِ مش وعدتيني إنك هترفضي أي عرض ممكن يخليكي تشتغلي تاني مع إللي إسمه سليم ده ؟
تحدثت بأسي وعيون حزينه لأجل ما أصابهُ من حزن عند إستماعه لذلكَ الخبر :
۔من فضلك يا هشام إهدی علشان نعرف نتفاهم كويس،طول ما أنتَ متنرفز بالشكل ده مش هنعرف نسمع بعض
إبتسمَ ساخراً وأردفَ:
۔أديني هديت يا أستاذة،أتفضلي إتكلمي، أنا سامعك
أخذت نفساً عميقً وأردفت بهدوء:
۔ هو أنتَ تكره لي الخير يا هشام ؟
أجابها بهدوء:
۔أكيد لا ،بس لو الخير ده هيكون سبب في خراب حياتنا وخلق مشاكل إحنا في غنی عنها يبقا مش خير من الأساس
أردفت بهدوء:
۔المشاكل دي ملهاش وجود غير في دماغك وبس يا هشام،ده خير وفرصة عمري اللي هثبت للكل إني أكبر غبية لو فرطت فيها وسيبتها ،
ده مستوی وظيفي تاني،عارف يعني إيه أكون مستشارة لشركة عالمية زي دي في سني ده ،طب إنتَ عارف مرتبي كام من الوظيفة دي ؟
أجابها بضيق :
۔وإحنا مش محتاجين فلوس يا فريدة،إحنا مرتباتنا إتضاعفت وتقريباً خلصنا جهازنا،
وأكملَ بحب:
۔وأنا بعد كده مش هخليكي محتاجه لأي حاجه خالص،حتي لو هضطر أشتغل شغل تاني بالليل هعمل كدة علشان أعيشك في المستوی إللي يليق بيكي وتستحقيه
هزت رأسها بإعتراض وأردفت مٌفسرةً :
۔يا هشام إنتَ ليه مش قادر تفهمني،أنا مش هاممني الفلوس علی قد ما هاممني المستوی الوظيفي وتقدم مستوايا في شغلي بالشكل السريع ده
وقفَ بغضب وتحدثَ بعناد:
۔وأنا مش موافق يا فريدة
تنهدت بألم وتحدثت بنبرة حزينه وصوتٍ مٌختنق:
۔يا خسارة يا هشام،،كان نفسي توفي بوعدك ليا اللي قطعته علی نفسك أول ما أرتبطنا،
وأكملت بتذكير:
۔لما قولت لي إنك هتقف دايما في ضهري وهتدعمني لحد ما أوصل لأعلی المناصب في وظيفتي
أجابها بحدة:
۔وأنا لسه عند وعدي ليكي،لكن بعيد عن سليم الدمنهوري ،قولتي أيه ؟؟
أجابته بنبرة جادة قاطعه وحزينه :
۔أنا مش هعتذر عن المنصب ده يا هشام
نظر لها بعيون حادة وأردفَ قائلاً:
۔ده أخر كلام عندك ؟
صمتت ولم ترد ففهم هو وخرج كالإعصار من الغرفة بل ومن المنزل بأكمله
خرجت إلی والدها الذي تحدثَ بإعتراض :
۔إنتي كدة ممكن تخسري هشام يا بنتي !
أجابت بقوة :
۔مش هتوصل للخسارة إن شاء الله يا بابا،هشام طيب،هما يومين وهيهدي ويراجع نفسه تاني
أردفت عايدة :
۔ربنا يهديه
دلفت إلي غرفتها فلحقتها نهلة التي أردفت بحديث ذات مغزی :
۔أنا شايفه إن القدر بيخدمك وبيعمل معاكي أحلا واجب
نظرت لها بإستغراب فأكملت نهلة بدهاء:
۔الشغل اللي هيخليكي قريبه من سليم وممكن كمان تسافري معاه،
وهشام وغضبه ورفضه للموضوع كله من الأساس
وإنتِ وإصرارك اللي عكس رغبة هشام،واللي ممكن يخليه ينهي موضوع خطوبتكم بمنتهی السهوله ،
وأكملت بذكاء :
۔ وكده تبقا إتحلت من عند هشام نفسه وريح لك ضميرك اللي كان موقفك محلك سر
نظرت لها بذهول وأردفت بقلبٍ مٌنتفض، لما تدري هل هو خوف وحزن لأجل هشام ،أم أنه سعادة لا متناهيه من حديث نهلة:
۔إنتِ بتقولي أيه يا نهلة،إزاي تفكري بالطريقه دي ؟
كادت نهلة أن تٌكمل فأسكتها حديث فريدة :
۔من فضلك يا نهلة، سيبيني لوحدي وأخرجي
وبالفعل خرجت نهله وخرجت هي إلی الشرفه لتشتم بعض الهواء علهُ يهديء نبضات قلبها وروعها وحزنها علی هشام وما أصابهْ من حزن لأجل ذلك الموضوع
إنتهي البارت
تري ما الذي سيحدث في تلك الحفله ؟؟
وهل ستمضي فريدة ذلك العقد الذي يرفضهُ هشام ؟
أم أنها ستتراجع من أجل إرضائه وعدم صنع شرخ بعلاقتهما بهذا القرار ؟
كل هذا وأكثر سنتعرف عليه من خلال الاحداث في البارت القادم
إنتظروني ورواية
☆جراح الروح☆
بقلمي روز آمين




