روايات روز أمين

رواية جراح الروح لروز أمين الجزء الثاني

رواية جراح الروح لروز أمين الفصل الثاني عشر

🔹️ البارت الثاني عشر 🔹️

في اليوم التالي
مساءً داخل مسكن قاسم الدمنهوري
كان يجلس كُل من
قاسم،أمال،سليم،ريم، بصحبة عائلة عزمي الشافعي

تحدثَ عزمي بإبتسامة سمجه:
۔أنا قولت نيجي إحنا نقضي معاكم اليوم ونشوف الباشمهندس سليم اللي ليه أكتر من أسبوعين في مصر وحتی مفكرش ييجي يسلم علی خاله بعد غياب خمس سنين بحالهم  !

نظر إليه سليم وتحدثَ بإحترام ؟
۔صدقني يا خالي غصب عني،أنا يُعتبر مبدخلش البيت غير علشان النوم حتی إسأل ماما

تحدثث أمال بإبتسامة مجاملة لعدم تقبلها لشقيقها وزوجته اللذان ظلماها هي وشقيقتها ومنعوهما من ميراثهما الشرعي !

وأردفت قائلة بغرور:
۔ الحقيقه سليم من وقت ما وصل مصر وكل يوم بيمر علی الشركات ويقيمها ،وفعلا مبيجيش غير وقت النوم !

وأكملت بكبرياء:
۔ ما أنتوا عارفين منصب الباشمهندس كبير ومهم إزاي ،الشركة بتثق فيه ثقة عمياء ،ده كمان مسافر بعد كام يوم دبي علشان يقيم كام شركة هناك مقدمين طلبات دمج شركاتهم مع شركتة !

إشتعل داخل سميرة من تلك المغرورة المتسلطة وكادت أن تقف وتُمسك بتلك الفاز الكريستالية الموضوعه جانباً، وتفتك برأس تلك الشمطاء المتكبرة !

حدثت حالها بغل،،من يستمع إلی حديثك يظنُ أنها شركة العائلة التي أسسها لهٌ ذلكٌ الأبله القاطن بجانبك والذي يدعی قاسم،

يالكِ من شمطاء حمقاء،رحم الله تلك الأيام حينما كنتي لا تجدين ما تسدي بهِ جوعك،

أتتكبرين علی سيدتك وسيدة عائلتك بالكامل أيتها الخنفُساء ،حقاً عائلة رعاع،
لا أدري ماذا فعلت بدنياي لأقع وسط ذلك المستنقع المُسمی بعائلة زوجي تلك

ثم وعت علی حالها وتحدثت بنفاق :
۔وهو فيه زي الباشمهندس سليم في الدنيا كلها،ربنا يعلي قدرة كمان وكمان

ثم تحدثت برياء:
۔مش عارفه يا أمال هتصدقيني ولا لاء،بس أنا فعلاً بحب سليم وبتمنی له كل الخير ،ودايماً بدعيله أكتر مبدعي لأولادي نفسهم

كانت تنظر لها مستشفه كذبها وريائها

حدثت حالها بضيق،ماذا دهاكِ أيتها الساحرة ،
أتظنين أنني بذلك الغباء لأصدق مشعوذة شريرة مثلك ؟

ثم عن أي دُعاء تتحدثين أيتها الحرباء المتلونة،

أكادُ أجزم أنك حتی لا تتذكري أولادك بذلك الدعاء التي تتحدثين عنه،
هذا وإن كنتي تركعين لربك من الأساس،
أيتها الشيطانةُ بالعة السحت وأموال اليتامی داخل كرشكِ اللعين !

ثم تحدثت بإبتسامة مزيفه قائله بكبرياء:
۔أكيد طبعاً،مهو  بالنسبة لك زي حُسام

ثم صاحت بصوتها لتستدعي العامله بكبرياء:
۔ليندا ،ليندا
أتت العامله الفلبينية

التي وما إن رأتها سميرة حتی لوت فاهها
وحدثت حالها،،فلبينية يا إبنة عديلة،رحم الله ذلك الأيشارب الذي كنتِ تحبكين بهِ رأسك وأنتِ تُمسكين بتلك الخرقةِ المتهالكه وتنظفين بها أخشاب منزلك الحقير

تحدثت العامله بلغه ركِيكه:
۔أفندم مدام ؟

تحدثت أمال بغرور :
۔شوفي الضيوف يشربوا إيه !

وجهَ قاسم حديثهُ إلی أمال بإحراج :
۔ضيوف إيه بس يا أمال،الجماعه أصحاب بيت،
وتحدثَ لحِسها علی التحرك:
۔قومي بلغي المطبخ علشان يجهزوا عشا يليق بأستاذ عزمي ومدام سميرة والأولاد !!

إبتسمت ريم لحديث والدها وتحدثت بحماس :
۔ أنا هقوم أبلغهم يا بابا

تحدثت سميرة :
۔ملوش لزوم يا قاسم بيه،هو أحنا أغراب للكلام ده !!

أجابها سليم بإحترام :
۔إزاي يا طنط، حضراتكم مشرفينا النهاردة وده أقل واجب يتقدم لكم

تحدثت أمال مٌرغمه:
۔تحبي أخلي الطباخ يعملكم أصناف معينه يا سميرة،ولا تاكلوا علی ذوقي ؟

أجابتها سميرة بنفاق :
۔أكيد علی ذوقك ،هو فيه زي ذوقك يا أمال

رد عليها عزمي بنفاق:
۔عندك حق طبعاً يا سميرة، أمال طول عمرها ملكة الذوق

إبتسمت أمال علی ذلك الثنائي المنافق من الدرجة الأولی  وأنسحبت إلی المطبخ

ثم نظرت سميرة إلی إبنتها نظرة ذات معنی

وقفت ندی وتحدثت بنبرة حماسيه :
۔ما تيجي يا سليم إنتَ وحسام نقعد في البلكون ونسيب الكبار يقعدوا براحتهم  ،أكيد فيه كلام كتير حابين يتكلموا فيه

تحدثت وياليتها لم تتحدث، ألقی سليم نظرة حارقه علی حُسام الجالس ينظر إليه يترقب لردة فعلهِ،

فتحدثَ سليم بإحترام مٌفتعل:
۔أتفضلوا إنتم يا ندی وخدوا راحتكم ،ذأنا للأسف مضطر أدخل أوضتي علشان عندي شغل مهم

ثم نظر إلى عزمي وتحدثَ
۔بعد إذن حضرتك يا خالي،وإن شاء الله  لما العشا يجهز أكون خلصت شغل وأجي أتعشا معاكم

تحدثَ عزمي:
۔ براحتك يا حبيبي ،ربنا يقويك

ثم نظر إلی سميرة التي إحتقنَ وجهها وتحدثَ :
۔بعد إذن حضرتك يا طنط

هزت رأسها بإبتسامه كاذبه، أما حُسام وندی فقد إستشاط داخلهما من عدم تقدير سليم لكلٍ منهما ،وتحركا إلی الشرفة وقفا بجانب بعضهما

حين نظر حُسام إلی ندی وحدثها بنبرة ساخرة:
۔يا بنتي سيبك بقا من كلام ماما إللي هيقلل من كرامتك ده وسيبك من إللي إسمه سليم ده كمان،

صدقيني سليم عمرة مهيفكر فيكي، وحتی لو حصلت المعجزة وفكر، عمتك عمرها ما هتسمح له بكدة،

واكملَ بتأكيد:
۔إنتِ مش شايفه قذف الجبهات اللي بالعيون بينها وبين ماما،أنا متأكد إن الاتنين لو سمحت لهم الفرصه هيقطعوا بعض !

أجابته بتذمر :
۔وأنا قولت لك قبل كدة إن سليم مش هيكون لحد غيري أنا، وبكره هفكرك !

أتت ريم إليهما وتحدثت لهما وهي تُشير إلی العامله:
۔أتفضلو ،أنا خليت داده رُقيه تعمل لنا نسكافيه ، هيعجبكم أوي علی فكرة،أصل سليم جايبه معاه هو والقهوة من ألمانيا !

تحركت ندی وأخذت كوب النسكافيه الخاص بها وتحدثت بتخابث:
۔أسيبكم بقا علشان تقعدوا براحتكم !

غمز لها حُسام بشكر حين إبتسمت ريم خجلاً
وتحركت هي إلی بهو الشقه وأستغلت إنشغال الجميع بالحديث و وجود عمتها بالمطبخ لإشرافها علی العشاء

وتحركت للداخل حتی وقفت أمام غرفة سليم ثم دقت بابها بخفه وفتحتهْ حتی قبل أن يأذن لها هو بالدخول،

وجدته يقف بالشرفة ينظر إلی السماء شارداً

شعر بأقدام تتحرك خلفه فهو لم يستمع لخبطها نتيجة ضعفه، وأيضاً لشرودةٍ في من ملكت عقله ووجدانه وأثرتهْ

نظر خلفه وتساؤل مُضيقاً عيناه بإستغراب :
۔ندی،فيه حاجه ؟

ثم نظر لباب الغرفه وجدهُ موصدْ،
تحرك سريعاً كمن لدغهُ عقرب وأمسك المقبض وفتح الباب علی مصرعيهْ

أمالت هي رأسها بإستغراب ونظرت إليه وتحدثت بإستنكار:
۔فتحت الباب ليه يا سليم ؟

أجابها وهو مازال مُتسمراً بجانب الباب :
۔علشان ميصحش وجودك هنا والباب مقفول،وميصحش وجودك في أوضتي من الأساس يا ندی!

أجابته بدلال وإثارة :
۔هو فيه إيه يا سليم،إنتَ ليه مٌصر تتعامل معايا علی إني غريبه عنك ؟

أردفَ قائلاً بهدوء :
۔ بالعكس يا ندی،أنا بعتبرك زي ريم بالظبط وبخاف عليكي زيها،وعلشان كدة من واجبي إني أحافظ علی شكلك وسُمعتك قدام الناس !

زفرت وأردفت قائلة بتذمر وأعتراض:
۔إيه حكاية بعتبرك زي ريم إللي كل شويه تقولها لي دي ،أولاً أنا مش أختك،ولا عمري إعتبرتك زي حُسام،

وأكملت بإستعطاف ودلال:
۔يا سليم أنا محتاجه فرصه أتكلم فيها معاك وأشرح لك كل اللي جوايا وبحس بيه من ناحيتك،هي فرصة واحده بس، وإنتَ في كل مرة بحاول أخلق الفرصة دي بتصدني و مش بتسمح لي بيها

أجابها بإصرار :
۔من فضلك يا ندی أخرجي من الأوضه حالاً لإن وجودك هنا مش مقبول ،وممكن يتفسر غلط

كادت أن تتحدث ولكن أسكتها دلوف أمال التي وقفت بجانب سليم ونظرت إليها بإستنكار وتسائلت بنبرة حادة مُتعجبه:
۔سايبه مامتك وبباكي برة وجايه تعملي إيه هنا يا ندی!

إرتبكت ندی وأردفت قائلة بكذب وهي تٌمسك هاتفها :
۔أنا كُنت جايه أسأل سليم عن حاجه خاصه بحسابي علی جوجل يا عمتو !

نظر لها بإستغراب وتعجب من كذبها وقدرتها علی تلون وجهها رغم صِغر سنها

أجابتها أمال بنبره جاده:
۔ ما أنتِ سامعه سليم وهو بيقول إن عنده شغل مهم هيعمله ،ثم إن وجودك في أوضة شاب عازب غلط ومرفوض،وبيتهيئ لي وقفة سليم عند الباب وفتحه ليه أكبر دليل منه علی إن وجودك هنا مش مقبول وغير مرغوب فيه بالنسبة له، ده غير إنه مش فاضي لجوجل والكلام التافه ده !

كان يستمع لحديث والدته بأريحيه لصحته ،وأيضاً لعلمهِ لأغراض ندی من التقرب إليه وهو ما يرفضه شكلاً وموضوعاً !

تحركت ندی بقلبٍ يملئهُ الغضب من هذه العمه التي أفسدت عليها فرصتها في التقرب من سليم

وتحدثت بنبرة هادئه عكس ما بداخلها تماماً:
۔أنا أسفه يا عمتو،أكيد مقصدتش أعطل سليم عن شغله

ثم تحركت ووقفت مقابله ل سليم وتحدثت بنبرة صوت رقيقه :
۔بعد إذنك يا سليم

هز لها رأسه بجمود ووجهِ خالي من أي تعبير
وخرجت

وزفر هو وتحركِ للداخل وتحدثَ إلی والدته بعتاب :
۔هو إزاي خالي سايب ندی توصل للحالة دي يا ماما، إزاي توصل بيها الجرأة إنها تدخل لراجل أوضته وتقفل باباها من غير خجل ولا حياء ؟

ده غير لبسها الضيق وشعرها،هو مستني إيه علشان يقول لها تلبس حجابها الشرعي وتلتزم بلبسها  ؟

تنهدت وأردفت قائلة :
وهو خالك ولا الهانم مراته فاضيين لها !

تحدث سليم بنبرة جاده:
۔ ياريت يا ماما تخلي بالك من ريم ومتسمحيش لها تخرج وتخطلت معاها  !

أجابته بجدية:
۔هو أنتَ مش عارف باباك وتشدده معاها يا سليم،ده مبيسمحلهاش تخرج برة البيت من بعد أذان المغرب، ودايماً بيراقب لبسها بنفسه !

بعد مرور حوالي ساعة كان الجميع يلتفون حول سفرة الطعام

نظرت سميرة إلی الطعام وتحدثت :
۔حلو أوي الأكل يا أمال،بس أكيد مش في طعامة ولذاذة أكلك

وتسائلت:
۔هو أنتِ مبقتيش بتدخلي المطبخ خالص ؟

إبتسمت أمال بمجاملة وأجابتها:
۔ بصراحه لا بقا عندي وقت ولا صبر علی وقفة المطبخ زي زمان،

ثم نظرت إلی سليم وتحدثت بحنان:
۔ بس ده ميمنعش إن من وقت ما سليم رجع وأنا تقريباً بدخل المطبخ يومياً،إنتِ عارفه بقا أكل دول أوروبا إللي ملوش لا طعم ولا لون !

تحدث عزمي بحديث ذات مغزی ومقصود ناظراً إلی سليم :
۔ أنا شايف إن سليم لازم يستغل أجازته دي ويخطب ويتجوز وياخد مراته معاه تطبخ له هي بنفسها،

وأكملَ بإبتسامه سمجة:
۔ولا أنتَ إيه رأيك يا باشمهندس  ؟

إبتسمَ إلی خاله وتحدثَ عن قصد:
۔لسه بدري علی الخطوة دي حضرتك !

أجابته سميرة بإستماتة للتأكيد علی حديث زوجها الموجه :
۔بدري من عمرك يا حبيبي، ده كل إللي من سنك معاهم أولاد،مفيش غيرك إنت وحُسام،بس علی الأقل حُسام خاطب وعذرة إن ريم لسه بتكمل تعليمها،لكن إنتَ بقا عذرك إيه يا باشمهندس ؟

ثم نظرت إلی قاسم وتحدثت:
۔جری إيه يا قاسم بيه، هو حضرتك مش حابب تشوف أحفادك وهما بيلعبوا حواليك ولا إيه ؟

أجابها بعيون سعيدة من مجرد ذكر إسم أحفاده:
۔أكيد نفسي وجداً كمان،بس أنا في أيدي إيه أعمله إذا كان صاحب القرار نفسه شايف إن لسه شويه علی الخطوة دي؟

نظرت إلی سليم وتحدثت بإستماتة :
۔ولا شويه ولا حاجه يا سليم ،قرر إنتَ بس وسيب الباقي علينا،حتی علشان تفرح بابا وماما !

كانت ندی تستمع إليهم وهي تنظر إل سليم بعيون سعيده وقلبٍ يتراقص

تحدثت أمال ناهيه الموضوع لمعرفة غرض أخيها وزوجته من فتح ذلك الموضوع الأن :
۔ياريت يا جماعه تقفلوا علی الموضوع ده علشان سليم بيتضايق ،

وأكملت بحديث ذات مغزی:
۔وبعدين خلينا نستمتع بطعم الأكل ونستمتع بلمتنا الحلوة إللي مبتتكررش كتير

أجابها عزمي بسماجة:
۔ متقلقيش يا حبيبتي،إن شاء الله زياراتنا هتتكرر كتير بعد كدة !

إبتسمت له بمجاملة وأكملا طعامهم

تحت أنظار ندی الجريئة إلی سليم الذي يتلاشاها وينظر إلی صَحن طعامهِ الموضوع أمامه

》》》》》》》¤《《《《《《《

ذهبت فريدة بصحبة هشام وموظف البنك الذي أرسلهُ معهما مديرهُ وذلكَ بناءً علی توصية مِستر فايز

إختارت فريدة ماركة سيارتها ولونها تحت سعادتها الهائلة،
وخرجوا من المعرض ليستقلوا سيارتهم

تحدثت فريدة إلی الموظف بإحترام وشكر:
۔حقيقي مش عارفه أشكر حضرتك إزاي يا أستاذ أمير،مُتشكرة جداً وياريت تبلغ شكري ل أحمد بيه مدير البنك !

أجابها أمير بوجهِ بشوش :
۔علی أيه الشكر بس يا باشمهندسة،أنا معملتش غير المطلوب مني،وبعيداً عن أي توصيه أنا تحت أمرك في أي حاجه تحتاجيها بعد كدة !

ثم نظر إلی هشام وتحدثَ بإحترام :
۔أستاذ هشام، أتشرفت بمعرفتك يا باشا ،ويشرفني إنك تعتبرنا من النهاردة أصحاب

أجابهُ هشام ببشاشة وجه:
۔أكيد يا باشا دي مش محتاجه كلام !

تحدثت فريدة إلی أمير بتساؤل:
۔هو أنا كدة ممكن أستلم العربيه أمتی؟

أجابها بنبرة عملية:
۔إن شاء الله إسبوع بالكتير وتستلميها

وأكمل بتساؤل :
۔بالمناسبه يا باشمهندسة،حضرتك بتعرفي تسوقي ؟
والسؤال الأهم ، ياتری معاكي رخصه ؟

أجابهُ هشام :
۔فريدة واخدة Course تدريب وبتعرف تسوق كويس جداً  !

وأكملت فريدة :
۔ وبالنسبه للرخصه فهي معايا من سنه تقريبا ولسه ساريه ،متقلقش !

تحدث أمير بنبرة جادة:
۔كدة كويس جداً،إستني مني تليفون هبلغك فيه بميعاد الإستلام !

شكراه وإستقلت فريدة سيارة هشام وتحدث هو بسعادة :
إيه يا بنتي السعادة اللي علی وشك دي كلها،ده أنا حاسس إنك فرحانه أكتر من يوم خطوبتنا ؟

ضحكت وأردفت قائلة بدُعابة:
۔أرجوك يا إتش متظلمنيش ،هما تقريبا المناسبتين نفس الفرحة !

ضحك برجوله وتحدثَ برضا:
۔وأنا يا ستي موافق ومرحب كمان،

وأكملَ بعشق:
۔أهم حاجة تكون حبيبتي سعيدة ومرتاحه ،،ۜ

وأكملَ بتذكر:
۔فاكرة يا فريدة يوم ما إشتريت عربيتي ؟ۜ

إبتسمت له بسعاده وتحدثت:
۔كُنت فرحانه علشانك جداً لما شفت مدی سعادتك وإنتَ بتحقق أول حلم ليك !

أجابها بعيون شاكرة ممتنه لها ولفضلها عليه:
ؐ۔كله بفضلك يا فريدة،كل اللي أنا فيه ده واللي وصلت له كان بفضلك وبفضل وقفتك معايا !

نظرت له بعيون بها بعض عبرات الدموع لأجله وتحدثت:
۔كله بفضل الله أولاً ثم مجهودك وتميزك يا هشام

أجابها بإصرار:
۔ونعم بالله يا فريدة،بس حقيقي الفضل كله يرجع لك بعد ربنا،يوم ما قابلتك أول مرة في مصلحة الضرايب،
وأكملَ بإبتسامة حانية:
۔فاكرة يا فريدة ؟

فلااااااش بااااك
قبل أقل من ثلاث سنوات

كانت تقف أمامَ نافذة الموظف الموجود داخل مصلحة الضرائب المصرية ويليها صفَ من البشر كُلِ ينتظر دوره،
تحدثت إلی الموضف بتيهة:
۔يعني أختمه منين الورق ده حضرتك ؟

أجابها الموظف بضيق ووجهٍ عابس :
۔يا أستاذه قولت لك إطلعي الدور الرابع وإسالي علی الاستاذ عبدالجواد وخليه يختمهولك،

وبعدها روحي شباك 9 اشتري ورقتين دمغة من أم 7 جنيه،وبعدها روحي شباك 11 للأستاذة خيريه وخليها تطبع لك ورقة الدمغه وتمضيهولك، وبعدها تعالي لي هنا علشان أختمهولك بختم النسر !

وقفت تنظر له فاتحه فاهها ببلاهه غير مستوعبه لما يتفوه به صاحب ذلك الوجه العابس وتحدثت بتيهة:
۔أنا مش فاهمه أي حاجه من اللي حضرتك قولتها لي دي ،وبعدين أيه اللفة الطويلة دي كلها،هيجري إيه يعني لو الموظف منكم يخلص الورق كله بدل شحططت الناس بالشكل ده  ؟

أجابها الموظف بسماجة وغرور :
۔ ده روتين يا أستاذه ،هو حضرتك جايه تعلمينا شغلنا وتعدلي علينا ؟

وأكملَ بنبرة حادة:
۔إتفضلي علشان سيادتك معطلة كل الناس اللي وراكي دي !

تحركت من أمامه وهي تزفر بضيق وتنظر إلي تلك الاوراق التي بيدها بتيهة

تحرك إليها ذلك المراقب لها من بعيد وهو يری حيرتها بعدما إستمع لحديثها مع الموظف
وتحدث بإحترام :
۔صباح الخير يا أنسه

نظرت له ببلاهه وأستغراب وتحدث هو :
۔شكلك كده لسه متخرجه جديد ومأخدتيش علی شغل المحاسبه وبهدلته في وسط المصالح الحكومية

أجابته بوجهِ عابس:
۔أنا مهندسة إلكترونيات ومليش علاقه بالمحاسبة نهائي ،كل الحكاية إن ليا صديقة محاسبة في الشركه وهي اللي مسؤله عن تخليص المعاملات دي من المصلحه ،

وللأسف حصلت لها ظروف مفاجئة ،وطلبت مني أجي هنا اخلص الورق مكانها، و الورق ده لو ما اتمضاش النهاردة هتحصل لها مشكلة وممكن تتأذي فيها،

وأكملت بقلة حيلة:
۔وأديني واقفه محتاسة ومش فاهمه أي حاجه من اللي قالها لي سيادة المبجل ده كمان   !!

تحدث بهدوء :
ولا يهمك ،أنا بشتغل محاسب في مكتب محاسبة،وشغلتي تخليص المعاملات اللي من النوعيه دي ،

وأشار بيده:
۔هاتي الورق وتعالي معايا وأنا إن شاء الله هخلصهولك بسرعه !

نظرت له بريبة،فضحك هو ببشاشة وجه ، وأخرج من سترته بطاقة تعريفة والكارنيه الخاص بعمله وتحدث:
۔متقلقيش،مش هاخد الورق وأطلع أجري

إبتسمت بإحراج وتحدثت بإحباط:
۔أنا أسفه ،بس الحقيقة الزمن اللي إحنا عايشينه يتطلب مننا الحرص الزايد في تعاملاتنا مع كل الناس

هز راسهِ بتفهم وتحدث مؤكداً علی حديثها:
۔في دي بقا عندك حق

وتحركت هي معه وبعد حوالي نصف ساعه كانت تخرج بجانبه من مبني مصلحة الضرائب وهي تتنفس بإنتشاء وتحدثت :
۔أخيرااااااا،أنا حقيقي مش عارفه أشكرك إزاي يا أستاذ هشام

أجابها بهدوء:
۔علي إيه بس ،دي حاجه بسيطه !

نظرت له بتمعن ثم أردفت قائلة :
۔خسارة إنك شغال في مكتب محاسبة صغير زي اللي قولت لي عليه ،إنتَ بذكائك وشطارتك دي تستاهل تشتغل في أكبر الشركات

أجابها بيقين ووجهٍ محبط :
۔الحمدلله علی كل حال يا باشمهندسة

تحدثت هي بحماس:
۔بقول لك إيه،متديني رقم تليفونك، ولو إن شاء الله الشركة عندنا إحتاجت محاسبين هرشحك للمدير وأتصل بيك تيجي تعمل إنترڤيو !

إبتسم لها بمرارة وأملي عليها رقم هاتفه،ولكن من داخله كان يتيقن انها لن تفعل لهٌ شيئ وكل حماسها هذا،مجرد ثرثرة ليس إلا

عودة للحاضر !

إبتسم لها وتحدث بعيون مُمتنه :
۔عمري منسيت اليوم ده ولا هقدر أنساه، لأنه بالنسبة لي كان يوم سعدي من كل النواحي،
ده اليوم اللي شفتك فيه أول مرة، ومكنتش أعرف وقتها إنك هتكوني حبيبتي وعوض ربنا اللي كان شايلهولي علشان يكافئني بيه ويعوضني عن تجربتي المُرة مع لُبنی

أجابته بمرارة بصوتها:
۔محدش عارف مين فينا اللي كان العوض للتاني يا هشام  !

إبتسمَ لها وتحدث:
۔تعرفي إني مكنتش مصدقك لما أخدتي رقم تليفوني وقولتي إنك هتساعديني ؟

إبتسم وتحدثَ بتذكر :
۔ قولت لنفسي دي واحده الجلاله وخداها علشان خدمتها وخلصت لها الأوراق

وأكملَ بضحك:
۔بعد يا حرام ما كانت واقفه محتاسه فيها ومش عارفه تروح فين وتيجي منين ،قولت أكيد بتقول كده وخلاص علشان تجاملني بكلمتين ،

وأكملَ :
۔ومصدقتش نفسي لما لقيتك بتتصلي بيا بعد إسبوع وبتقولي لي إن شركتكم طالبه محاسب، وإنك رشحتيني والمدير علشان بيثق فيكي وافق حتی من غير إنترڤيو !

إبتسمت لسعادته وتحدثت:
۔يااااه يا هشام،إنتَ لسه فاكر  !

أجابها بعرفان وصوتٍ حنون:
۔وأنسي إزاي يا فريدة وإنتِ كنتي السبب في كل حاجه حلوة حصلت لي في حياتي،

إنتِ وقفتي جنبي وساعدتيني في الوقت اللي مكنش عندي ثقه في أي حد ،ولا حتی في نفسي،

وأكملَ بعيون شاكرة:
۔ إنتِ مكتفتيش بإنك خليتي المدير وظفني وبس يا فريدة،إنتَ كُنتي بتساعديني وتجيبي لي شغل إضافي من شركات أصحابك بيشتغلوا فيها، المعاملات الحسابية اللي كُنت بخلصهالهم من المصالح الحكومية وكنت باخد عليها فلوس حلوة جداً،

وأكملَ بإبتسامه:
۔ لدرجة إني إشتريت عربيتي في أقل من ست شهور ،وكل ده قبل معترف لك بحبي اللي كان كل يوم بيزيد عن اليوم اللي قبله،إنتِ كنتي بتساعديني من غير أي غرض يا فريدة !

وأكملَ بنبرة صوت متأثره :
أنا قبل ما أقابلك كُنت فاقد الأهليه ولقيت روحي بلقياكِ !

أجابته بعيون حنونه :
۔إنتَ إبن حلال وتستاهل كل خير يا هشام

أستاهلك يا فريدة،أنا أستاهلك…،قالها بتأكيد وعيونٍ عاشقه وصوتٍ حنونٍ صادق

صرخ قلبها متألمً مُطالباً إياهُ بالرحمة  !

ثم زفر ليُخرج من داخله ما أصابه من حُزن لتذكرة تلكَ الأيام الصعبه التي مر بها ،،وتحدثَ :
۔بصي بقا يا ستي، بالمناسبة السعيدة دي أنا عازمك علی الغدا في أفخم مطعم علی النيل فيكي يا قاهرة !

إبتسمت بسعادة وأردفت قائلة:
۔مُتشكرة يا هشام !

أجابها بنبرة مٌلامة وقلبٍ يريدُ المزيد:
۔بس كدة يا فريدة،متشكرة يا هشام ؟

وأكملَ بحب:
۔مفيش ربنا يخليك ليا يا هشام،بحبك يا هشام ،بعشقك وبحلم باليوم اللي هتضمني فيه لحضنك يا هشام !

إشتعل وجهها وتحول للون الوردي الداكن من شدة خجلها !!

ضحك عالياً برجوله وأردفَ قائلاً :
۔خلاص خلاص،إهدي يا قلبي، كدة هتنصهري مني وشويه ومش هلاقيكي !

ثم أردفَ قائلاً بصوتٍ هائم  :
۔فريدة
نظرت له فتحدث هو بولهْ وعيون عاشقه ٠٠٠ بحبك ♡

إبتسمت وأردفت قائلة بنبرة خجلة :
۔وبعدين معاك يا هشام

ضحك هو وأردفَ قائلاً بإنتشاء:
أحلا هشام بسمعها في حياتي كلها منك إنتِ يا فريدة !

وبعد مدة وصلا لمقصدهم ودلفَ إلی المطعم لتناول غدائهما

》》》》》》》¤《《《《《《《

بعد يومان كانت تجلس بمكتبها تعمل علی جهاز الحاسوب الخاص بها،وجدت هاتفها يرن معلناً عن وصول مكالمة،نظرت به وأستغربت حين وجدت نقش إسم والدتها،

ردت علي الفور
إرتعبت أوصالها حين إستمعت لصوت والدتها الباكي وهي تستنجد بها قائلة بصراخ :
۔إلحقيني يا فريدة،أبوكي اُغمی عليه ومبيردش عليا  !

وقفت مرتعبه وتحدثت :
۔ أغمی عليه إزاي يا ماما ،إيه اللي حصل ،وأنتوا فين دالوقت ؟

صرخت عايدة :
۔أنا في البيت والجيران طلبوا الإسعاف ولسه مجتش ومش عارفه أعمل إيه ؟

أجابتها علی الفور وهي تلتقط حقيبة يدها :
۔إهدي يا ماما وأنا هكلم عمو عزيز ييجي لكم حالاً،هو جنبك وأكيد هيوصل أسرع، وإطلعي علی مستشفي ***
هي أقرب ليكم وكمان مستواها كويس ،وأنا هسبقك علی هناك حالاً

حدثتها عايدة :
۔بسرعه يا فريدة،خلي هشام يجيبك بالعربيه علشان توصلي أسرع ويقف معانا

أجابتها فريده بأسی :
۔هشام في مصلحة الضرايب بيخلص ورق ومش هييجي الوقت خالص،

أغلقت مع والدتها وهاتفت عزيز الذي طمئنها وأخبرها أنه قريب جداً من موقع مسكنهم

وصلت إليی مكتب فايز وتحدثت إليه :
۔بعد إذن حضرتك يا باشمهندس أنا لازم أمشي حالاً

أجابها سريعاً:
۔خير يا فريدة،فيه حاجه ؟

أجابته سريعاً:
۔بابا تعبان شويه ولازم أروح له المستشفی !

أجابها وهو يتحرك ليحثها علی الخروج :
۔تمام،تحبي أجي معاكي أوصلك ؟

أجابتهْ سريعاً:
۔متشكرة يا فندم،أنا هاخد تاكسي من قدام الشركة !

وصلت للمصعد الذي كان يصعد إليها بالفعل وأنفتح بابه ،وجدت سليم بوجهها وكأنها وجدت ضالتها ،ودت لو أن لها الحق في أن ترتمي داخل أحضانه ليمتص عنها رُعبها وهلعها الذي أصابها من ذلك الخبر المشؤم ويتولی هو أمرها

تحدثَ فايز بإحترام :
۔أهلا باشمهندس سليم،في ميعادك مظبوط يا فندم ،
وأشار بيده بإتجاه مكتبهْ:.
۔إتفضل

نظر سليم إلی فريدة المتخشبه بوقفتها وبعيناها هلعُ ورعبُ لم يرها عليه من قبل ،وأيضاً قرأ بعيناها إحتياجها الشديد له

تحدث سريعاً:
۔مالك يا باشمهندسة؟

أجابهٌ فايز:
۔باباها تعبان شويه !

فاقت علی حالها وتحدثت وهي تدلف إلی المصعد لتحث سليم علی الخروج منه حتی تضغط علی زر الهبوط:
۔بعد إذنك يا باشمهندس !

أجابها بقوة وهو مازال يقبع داخل المصعد:
۔أنا جاي معاكي أوصلك  !

نظرت له بذهول ولم تعترض وكأنها بالفعل تحتاجه معها ليطمئن قلبها

حدث سليم فايز :
ؐبعد إذنك يا باشمهندس ،وبعد إذن حضرتك مُضطر أجل ميعادنا لبكرة إن شاء الله !

أجابهٌ فايز الذي أصابهُ الذهول من تصرف ذلك السليم المعروف بعدم إكتراثه لأي شيء خارج نطاق عمله :
۔ولا يهمك يا فندم،أهم حاجه نطمن علی الأستاذ فؤاد ،

ثم أشار إلی فريدة:
۔إبقي طمنيني يا فريدة ،ما تنسيش !

ظغط سليم زر الهبوط ثم نظر إليها وتحدث بحنان:
۔إطمني يا فريدة، إن شاء الله هيبقی كويس

أمائت برأسها بضعف وخرجا وأستقلت سيارته وأنطلق سريعاً إلی وجهتهم بعدما هاتفت والدتها وتأكدت أنهما إقتربا من المشفی

وفجأة وبدون سابق إنذار إنفجرت دموعها التي إحتجزتها كثيراً ولكنها لم تعد تحتمل إدعاء القوة أكثر

نظر لها ومازال يقود سيارته وتحدث بتألم:
۔إهدي يا حبيبي،صدقيني هيبقا كويس

نظرت له من وسط دموعها وتحدثت بصوتٍ مُتقطع:
بابا لو جراله حاجه أنا ممكن أموت يا سليم،عمري ما تخيلت إن ييجي عليا يوم وأشوفه ضعيف ومهزوم من المرض أو٠٠٠

وصمتت وهزت رأسها بدموع وهي ترفض تلك الأفكار المُتشائمة التي إجتاحت خيالها ،

تنهد لأجل حالتها و تمنا لو أن له الحق ليأخذها داخل أحضانه ويمتص عنها ألامَها وهمها

تحدث بهدوء :
۔هو إيه اللي حصل  ؟

رفعت كتفيها بعدم معرفة وأردفت :
۔ماعنديش تفاصيل،كل إللي فهمته من ماما إنه أغمی عليه، محبيتش أضغط عليها لإنها منهارة ومضغوطه لوحدها !

أجابها ليطمئنها :
۔ إن شاء الله خير يا فريدة

ردت عليه بعيون مٌتلهفه لدعائه :
۔يارب ياسليم، يارب

وصلا للمشفی وصعدا معاً إلی مكان والدها بعدما سأل سليم عن مكان تواجدهُ في الإستعلامات

تحركت فريدة بجوار سليم وهي تهرول داخل الممر المؤدي إلی غرفة العناية المشددة المتواجد بها فؤاد

وجدت والدتها تجلس وهي تبكي بإنهيار تام وبجانبها عزيز وشابان من جيرانهم !

جرت عليها فريدة وأحتضنتها وتحدثت بإطمئنان رغم رُعبها الساكن بداخلها :
۔إهدي يا حبيبتي ،بابا هيبقا كويس ان شاء الله

تحدثت عايدة من بين شهقاتها وهي تحتضن إبنتها :
۔ فريدة،شفتي إللي حصل لبابا يا فريدة

تحدث سليم إلی عايدة بإحترام:
۔ألف سلامة علي أستاذ فؤاد يا فندم

أجابته بعدم إكتراث دون أن تنظر له :
۔الله يسلمك

نظرت فريدة إلى الشابان الواقفان وتحدثت لهما :
۔متشكرة جداً يا مصطفی إنتَ ومحمد علی وقفتكم مع ماما ومجيتكم معاها لحد هنا  !

أجابها مُحمد بإحترام:
۔إنتِ بتقولي إيه يا باشمهندسة،إنتم أهلنا ولولا إن الوقت وقت شغل ورجالة الشارع كلهم في أشغالهم كان زمان المستشفی دي إتملت بالرجاله !

وأكملَ مصطفی مؤكداً علی حديث صديقه:
۔الأستاذ فؤاد خيرة علی الكل يا باشمهندسة،وطنط عايدة أم لينا كلنا ونخدمها بعنينا

تحدثت عايدة من بين شهقاتها :
۔ربنا يخليكم يا حبايبي ومايحرمنيش منكم أبداً

نظر عزيز إلی فريدة وتحدثَ :
۔أنا هروح أكمل الإجراءات يا بنتي وأرجع لكم تاني

وقفت فريدة وأجابته :
۔أنا جاية معاك يا عمو

حدثها سليم برجوله :
۔خليكي إنتِ وأنا هنزل

أجابته بتصميم :
مُتشكرة لحصرتك يا باشمهندس، أنا إللي هنزل !

أجابها بإصرار:
طب هاجي معاكي لتحتاجي فلوس

أجابته بشكر :
۔مُتشكرة،أنا معايا كفاية، وبعدين بابا موظف حكومه والمستشفی دي تبع التأمين بتاعه،يعني إن شاء الله المبلغ المطلوب مش هيكون كبير

وبالفعل نزلت للحسابات ودفعت مبلغاً تحت الحساب من خلال بطاقة الكريدت كارد الخاصة بها !

ثم توجهت مرةً أخري إلی الأعلی
جلست بجانب والدتها التي مازالت تبكي بحالة هيستيرية وسليم يجلس مُقترباً منها إلی حدٍ ما

خرج الطبيب وأسرع الجميع إليه بتلهف حين تحدث هو :
۔إطمنوا يا جماعه،الحمدلله الحالة إستقرت وبقا كويس!!

تحدث سليم بعمليه :
۔تشخيص الحالة إيه لو سمحت ؟

أجابهٌ الدكتور:
۔إرتفاع عالي في ضغط الدم أدی لإرتفاع نسبة السكر في الدم وده اللي سبب للمريض حالة الإغماء المفاجئة ،

ونظرا لهما وتحدثَ بترقب أقلق فريدة:
۔وإحنا بنعمل للمريض إشاعه علشان نتطمن إكتشفنا إن فيه إنسداد للشريان التاجي،وده محتاج عملية بأسرع وقت علشان ميأثرش علی صحته وخصوصاً في وجود مرض زي السكر

شهقت عايدة ووضعت فريدة يدها علی فمها وهبطت دموعها بشده

فبادر سليم بالحديث لطمئنتهما :
۔إهدوا يا جماعه ،العملية بسيطه جداً وبتتعمل تقريباً في أقل من ساعه والمريض بيروح بيته في نفس اليوم،بابا لسه عاملها من فترة وبقا كويس جداً الحمدلله !

أجابهٌ الطبيب بتأكيد علی حديثه:
۔كلامك صح جداً وفعلاً الموضوع مش محتاج كل القلق ده،وياريت تهدوا ومتظهروش خوفكم قدام المريض علشان حالته النفسيه مهمه جداً الفترة دي

وأكملَ :
۔ياريت تقرروا هتعملوا العمليه إمتى علشان نستعد،بعد إذنكم

أوقفته فريدة و تحدثت وهي تجفف دموعها:
۔لو سمحت يا دكتور،إحنا ممكن نشوف بابا أمتی ؟

أجابها بعملية:
۔بباكي محتاج يقعد في العنايه تحت الملاحظه حوالي ساعتين كمان،وبعدها هنخرجه لغرفة عادية وهيضطر يبات معانا النهاردة علشان نظبط له السكر والضغط ،بعد ما يتنقل لغرفتة تقدروا تدخلوا عنده ، بس ياريت بلاش الزحمه والكلام الكتير !

وافقتهٌ فريده وأنصرف الطبيب وجلست فريدة ووالدتها تبكيان بحرقة أمام ذلك الذي يتقطع لأجل دموعها وكأنها تنزل علی قلبه كحممٍ تكوي كُلْ ما يٌقابلها ،

بعد حوالي نصف الساعه تحرك سليم وجلب من كافيتيريا المشفی بعض زجاجات المياه والعصائر لهما وللحضور ،،

شكرته عايدة ورفضت تناول أي شيء حتی خروج شريك حياتها ورفيق دربها الغالي من داخل تلك الغرفه التي تحجب عنها رؤياه !

وأيضاً فريدة التي شكرته ورفضت لكنهٌ أصر عليها فتناولت بعض قطرات المياة من يدة

نظرت فريدة إلی والدتها ثم تساءلت :
-إيه إللي حصل ووصل بابا للحاله دي يا ماما ؟

نظرت لها وتحدثت أمام سليم الجالس بجانبهما :
۔هو من الصبح وهو حاسس بنفسه تعبان زي ما سمعتيه كدة وإحنا علی الفطار  ،أتصل بالشغل وأخد أجازة عارضه ودخل نام شويه وبعدها قام من النوم ،دخلت أعمل له حاجه يشربها

وهو دخل أوضة أسامة يتطمن عليه ويشوفه بيذاكر ولا إيه،لاقاه مولع سيجارة

وبكت بحرقة وكأن توفی لها غالي:
۔شفتي المصيبه اللي إحنا فيها يا فريدة، أسامة بيشرب سجاير وطول الوقت كان بيخدعنا

شهقت فريدة وتحدثت بعدم تصديق :
۔أسامة،حضرتك متأكدة من الكلام ده يا ماما ؟

تحدثت بتأكيد :
۔أيوة طبعاً ،أنا جريت من المطبخ علی أصواتهم العاليه،دخلت لقيت بباكي بيزعق وضرب أسامة قلم علی وشه وبعدها مسك صدرة وأتوجع و وقع علی الأرض،قعد حوالي خمس دقايق وبعدها دخل في حالة الإغماء

كانت تستمع لها وهي تبكي ثم أردفت قائلة وأسامه فين الوقت ؟

أجابتها :
جه معايا علی المستشفی بس ماعرفش راح فين

تحدث سليم بهدوء:
۔أنا أسف لتدخلي، بس بعد إذن حضرتك لو تسمحي لي أنا ممكن أقول رأيي في الموضوع ده ؟

نظرت له عايدة وكأنها وأخيراً إستفاقت ووعت علی ذلك الجالس بجانبها مُنذُ الكثير ،تطلعت إليه بإستغراب وتساءلت :
۔مين حضرتك ؟

تحمحمت فريدة وأجابتها وهي تُشير إلي سليم :
۔ده الباشمهندس سليم يا ماما،العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للشركة الألمانية اللي كلمتك عنها قبل كدة !

نظرت لهُ عايدة بعدم إستيعاب وتسائل داخلها عن ما الذي يجعل العضو المنتدب يصطحب إبنتها إلی هنا ؟

ولكنها تلاشت تلك الأسئله فالأن ليس محلها ولا مجالها وتحدثت :
۔أه،أهلا وسهلاً بحضرتك !

وأكملت فريدة لإستكمال شرح موقفها:
۔الباشمهندس كان داخل لمستر فايز مكتبه ولما لقا حالتي مش كويسه أصر يوصلني لحد هنا ويطلع يتطمن علی بابا

إبتسمت له عايدة بجانب فمها وأردفت بعرفان:
كتر خيرك يا باشمهندس،باين عليك إبن أصول يا أبني ومتربي كويس،ربنا ما يوقعك في ضيقه أبداً  !

أجابها بإحترام :
۔علي إيه يا فندم، أنا ما عملتش حاجه أستاهل عليها شكر حضرتك ده !

وأكملَ بتمنی :
۔ممكن بعد إذنك يا فريدة تتصلي ب أسامة وتطمنيه علی بباه،وكمان علشان تطمني عليه ،مين عارف حالته عامله إيه دالوقتِ،

ثم نظر إلی عايدة وأردفَ ليطمئن قلبها:
۔وبالنسبه لموضوع السجاير ده حضرتك تصرف طبيعي جداً ومتوقع من شاب في سنه،متنسيش إن أسامه مراهق وأكيد شيطانه بيحدثه إنه لازم يجرب كل حاجه، وللأسف أصحاب السوء ليهم دور كبير في السن ده

حدثته عايدة:
۔بس متوصلش للسجاير يا باشمهندس،ده بباه عمرة ما حطها علی بُقه ولا حتی يعرف طعمها إيه !

أجابها سليم بهدوء:
يا فندم أسامة في سن مراهقة،يعني طبيعي إنه يتمرد علی كل حاجه في حياته،وللأسف أكيد عمرة ما هيبص ليباه ويقلدة،
كمان هينظر علی حضرتك وبباه ،

وأكملَ بخجل وأعتذار:
أنا أسف طبعاً  في اللفظ ،هينظر لكم نظرة دونيه،

واكملَ شارحاً:
بمعنی إنه هيبص لكم علی إنكم مش من مستوی تفكيرة وإنه أذكی من حضراتكم، وإنه بيعرف في الدنيا والناس أحسن منكم،وأي نصيحه هتتقال له سواءً من حضرتك أو حتی من بباه هيرفضها رفض قاطع ويبص لها علی إنها هراء ليس إلا

تنهدت عايدة وتحدثت مؤكدة علی حديث سليم:
عندك حق يا باشمهندس،،ۜفعلاً معظم الكلام إللي قولته بيعمله أسامة

وأكملت وهي تنظر إليه بإهتمام :
طب والحل إيه بقا ،نسيبه كده يعمل اللي هو عاوزة ونقف نتفرج عليه وهو بيضيع وبيدمر نفسه قدام عنينا ؟

إبتسم لها بخفه وأجابها بهدوء :
لا طبعاً يا فندم،أنا بشرح لحضرتك حالة اسامه وطريقة تفكيرة وده مش معاناه أبداً إني بقول لحضرتك تسبيه كده،

وأكمل بهدوء:
۔أنا أسف في إللي هقوله لحضرتك،لكن للأسف أستاذ فؤاد غلط لما ضرب أسامه ،عمر الضرب والعنف ما كانوا حل لأي مشكله،بالعكس ده بيزودها

كانت فريدة تنظر إليه بإعجاب من طريقة حديثهٌ وفكرةٌ الناضج

نظرت له عايدة وتسائلت :
۔أومال أيه التصرف اللي ينفع مع أسامه ويجيب معاه نتيجه ؟

أجابها بثقه:
۔الحب والثقه والإحترام والصداقه،هما دول إللي هتقدري تعدي بيهم مع أسامه لبر الأمان ،

صاحبي إبنك وأدي له قيمته قدام نفسه،حسسيه إنه كبر وخلاص بقا راجل يعتمد عليه،حمليه مسؤليه في البيت، دايماً حسسيه انك واثقه فيه وفي تصرفاته،

وأكملَ :
۔بس ده ميمنعش انك لازم تدوري وراه وتراقبي تصرفاته من بعيد لبعيد ومن غير ما ياخد باله وده علشان أمانه

تنهدت عايدة وتحدثت:
۔تربية الولاد غير البنات خالص،دي فريدة ونهلة عمرهم ما غلبوني، وخصوصاً فريدة ربنا يبارك لها

نظر هو إلی فريدة وتحدثَ بإطراء:
۔هو فيه حد في عقل وإحترام الباشمهندسة

أجابته بخجل :
۔متشكرة لحضرتك

وأردفت عايدة بإندماخ وكأنها تناست أمر زوجها القاطن بتلك الغرفة :
۔إلا قولي يا باشمهندش،هو حضرتك عرفت كل المعلومات دي إزاي ؟

إللي يسمعك وإنت بتتكلم يقول عليك معدي الخمسين سنه من خبرتك

أجابها :
۔أنا بحب أبحث وأعرف كل حاجه حواليا،وبعدين بثقف نفسي وبجهزها علشان لما أتجوز وأخلف إن شاء الله أقدر أتواصل مع أولادي كويس

وهنا نظر إلی فريدة نظرة ذات معني،والتي بدورها إنتابتها قشعريرة سرت بجميع جسدها

أردفت عايدة :
۔ربنا يا أبني يرزقك ببنت الحلال اللي تسعدك وتخلف لك الولد والبنت ان شاء الله !

نظر داخل عينان فريدة وأجاب بتمني :
۔ربنا يتقبل من حضرتك

إرتبكت وأنتفض داخلها وسحبت عيناها عنه

في تلك الأثناء دلفت نهلة بدموع وعيون متلهفه تبحث بكل مكان وهي تسرع ويجاورها عبدالله، نظرت فريدة لهما بإستغراب،
وصلا لمكان جلوسهم وأحتضنت عايدة صغيرتها وبعد إطمئنانها علی والدها

حدثتها فريدة بهمس:
۔جايه مع عبدالله منين يا أستاذة ؟

أردفت لطمئنة شقيقتها :
۔روحت لقيته مستنيني هو وطنط إعتماد وطنط ساميه وجينا كلنا مع بعض، بس هما واقفين مع حد يعرفوة برة وهيدخلوا دالوقتِ

هزت فريدة رأسها بتفهم

وتحدثَ عبدالله:
۔هو أسامه قاعد تحت في الجنينة لوحدة ليه ،أنا طلبت منه يطلع معانا لكن مرديش !

أجابته فريدة بتعقل :
۔أسامه مش حابب يشوف ماما وهي منهارة بالشكل ده ،ففضل يقعد تحت لحد ما بابا يخرج من الرعاية

أتت خالتها وزوجها وولدها الكبير وأمتلئت المشفي بالأهل والمعارف

وفي تلك الأثناء وقفت فريده وتوجهت إلی سليم وتحدثت:
۔متشكرة جداً علی وقفتك معانا يا باشمهندس ،إتفصل حضرتك شوف شغلك ومتعطلش نفسك أكتر من كدة ، إحنا خلاص إطمنا علی بابا الحمدلله

أجابها بهدوء:
۔لما يخرج من العناية وتتأكدوا إنه كويس هبقا أمشي ،

وأكملَ بنبرة حزينة:
۔وبعدين للدرجة دي مش طايقة وجودي معاكي في نفس المكان ؟

نظرت لهْ سريعاْ وأجابتهْ بنبرة مٌتلهفه وعيون أفصحت عن ما بداخلها:
۔بالعكس،لو تعرف وجودك جنبي طمني أد إيه النهاردة ،
ثم وعت علي حالها وتحدثت خجلا بإرتباك:
۔ أقصد يعني كلامك مع ماما عن أسامة اللي طمنها ،وكمان شغلها وخلاها تبطل عياط وتنسی شويه حالة بابا

ثم نظرت له بعيون شاكرة وأيضاً عاشقه :
۔ شكراً يا سليم

حدثها بهدوء۔
۔فريدة ،تعالي معايا نشوف أسامه تحت ،الولد تلاقيه مرعوب

هزت رأسها بتفهم وتحدثت إلی والدتها :
۔ماما أنا نازله أشوف أسامة ولما بابا يخرج أبقي رني عليا
هزت عايدة رأسها بموافقه وتحركت هي بجانبه

وبعد مدة كانا يجلسان بحديقة المشفی بجانب أسامة يتحدثان بهدوء

تحدث أسامة بنبرة صوت خجلة:
۔صدقيني يا فريدة دي أول مرة أعمل كدة،وان شاء الله هتكون أخر مرة

رد عليه سليم :
۔يا أسامة إنت كبرت وبقيت راجل،مش معقول بدل ما تريح قلب بابا وتشيل عنه هم اخواتك والبيت وتكون مسؤل معاه تبقا أنت سبب تعبه،بدل ما تشغل وقتك وتجرب حاجات ممكن تدمر لك حياتك أعمل حاجه تفيدك،ألعب رياضه مثلاً ،أو أتعلم سباحه

وافقهٌ أسامة وبدأ يتحدث معه بأريحيه متناسي حزنه وخوفه، وشعر وكأنهما أصدقاء منذُ زمنٍ بعيد

وقفَ سليم وتحرك إلی الكافيتريا ليٌجلب إلی أسامة زجاجة مياة وأي شيئ ليتناولهْ، فقد مر وقتٍ طويل ولم يتناول الفتی شيئ

كانت تجلس بجانب شقيقها بالحديقه ،وجدت من يتحرك بإتجاههما

وهو يتحدثَ بلهفه :
۔ فريدة ،طمنيني عمو فؤاد عامل إيه ؟

لا تدري لما إرتبكَ داخلها وأرتعبت أوصالها حين رأتهْ يقف أمامها ،وتسائلت:
۔هشام،،إنتَ عرفت إزاي إننا هنا ؟

أجابها :
ؐمستر فايز إتصل بيا وقال لي،
ثم أردفَ قائلا بنبرة مٌلامة:
۔هو أنتِ إزاي متكلمنيش وتقولي لي علی إللي حصل ده ؟

تنهدت بألم وتحدثت بحزن ظهر فوق ملامحها :
۔هو أنا كٌنت في إيه ولا في إيه بس يا هشام،ده أنا كُنت هموت من الرعب لما ماما اتصلت بيا وقالت لي،
وبعدين ما أنا عارفه إنك في مصلحة الضرايب ومش هينفع تيجي وتسيب الورق اللی لما تخلصه وتمضيه

أجابها  :
۔ولو يا حبيبتي،كان لازم تديني خبر،طب يلا بينا علشان نطلع نتطمن علی عمي

لم يكمل حديثه ورأی من يتحرك إليهم بثقه عاليه ثم نظر إليه وتحدثَ بنبرة جاده :
۔السلام عليكم

نظر له هشام بصدمه وعيون مٌشتعله،أما فريدة التي كادت أن تزهق روحها  من شدة رعبها من نظرات هشام الناريه الموجهه إلی سليم

مد سليم يدةُ إلی أسامة ببعض عبوات البسكوت مع العصائر مٌتلاشياً ذلك المشتعل ،أخَذَ منه أسامة البسكوت وبدأ بفتحه علی الفور وتناوله، وذلكَ لشدة جوعه

تحدثَ هشام بحده بالغه:
۔هو أنا ممكن أفهم حضرتك موجود هنا بأي صفه ،ثم أنتَ إزاي عرفت إننا هنا ؟

تجاهلهٌ وبدأ يناول أسامة قطعةً أخری من البسكوت وتحدثَ ببرود :
۔كُل دي كمان يا أسامة علشان تظبط لك مستوی السكر في جسمك

إبتلعت فريدة لٌعابها برعب وتماسكت جاهدة، أخرجت صوتها بصعوبه مٌتحدثه:
۔الباشمهندس سليم كان خارج من الأسانسير لما ماما كلمتني،ولما عرف اللي حصل لبابا من مستر فايز أصر ييجي يوصلني، وكتر خيرة فضل معانا ومرضيش يسيبنا لوحدنا  !

نظر لها بنظرات مشتعله كطلقات ناريه،و لو كانت النظرات تقتل لأنتهي أمر الفتاه

ثم وجهَ حديثهُ إلی سليم بحده بالغة:
۔متشكرين يا باشمهندس وياريت حضرتك تتفضل،بيتهيء لي وجود حضرتك مبقاش ليه لزوم بعد ما أنا جيت،مش عاوزين نعطلك أكتر من كده !

نظر لهٌ سليم وتحدث بإبتسامة ساخرة وحديث ذات مغزی:
۔ في دي بقا معاك حق ،أنا وإنتَ فعلاً مينفعش نكون موجودين في نفس المكان  !

وأكملَ ليٌشعل داخله:
۔أنا كده كدة كُنت ماشي بعد ما إطمنت علی الباشمهندسة وأتأكدت إنها خلاص بقت أحسن بعد ما إطمنت علی والدها

وأكمل وهو ينظر إلی فريدة :
۔بعد إذنك يا باشمهندسة، وياريت توصلي سلامي لمدام عايدة وتتأسفي لها إني مشيت من غير ما أسلم عليها

ونظر إلى أسامة وأردف قائلاً بإبتسامة:
۔لو أحتاجت أي حاجه في أي وقت كلمني،رقمي هتلاقيه مع الباشمهندسة وهستنی مكالمتك ،تمام !

وقف أسامه ومد يدة ليصافحهُ وتحدثَ:
۔أكيد،بس ياريت ما تزهقش مني لاني خلاص من النهاردة أعتبرتك صديقي  !

أجابهُ سليم بإبتسامة:
۔خلي بالك علي نفسك !

ونظر للجميع وتحدث وهو يتحرك للمغادرة :
۔بعد إذنكم

كانت تتابع أنسحابه من المكان بقلبٍ يكادُ أن يصرخ ويحتضنه ويتشبث به ليمنعهُ من الرحيل ،فبرغم من إرتباكها الذي أصابها من وجود هشام إلا أنها كانت تشعر بالأمان في وجوده وحضرته !

كاد هشام أن يتحدث لكن أوقفهُ رنين هاتف فريدة التي أسرعت بالرد وكانت والدتها تخبرها بخروج والدها وإفاقته

تحركت سريعاً للأعلی متناسيه العالم أجمع وأصبح كل ما يشغل تفكيرها هو الإطمئنان علی عزيزٌ عيناها وغَاليها والدها الحبيب وفقط

تحرك خلفها هو وأسامه الذي تشجع بعد حديث سليم له وحثهَ علی ان يستدعي شجاعته ويصعد إلی والده ويطلب منه العفو والسماح !

》》》》》》》¤《《《《《《《《

كانت تجلس داخل غرفتها تضع طلاء الأظافر كي تذهب إلی منزل خالتها غادة

إستمعت لرنين هاتفها أمسكته وتحدثت بعدما رأت ال private number
كنت مستنيه مكالمتك علشان أعرف الخطوة الجايه إيه ؟؟

أجابها المتصل بهدوء وعمليه :
۔أول حاجه لازم نعملها هي إنك تحاولي تخلقي مواقف شبه اللي كانت بتحصل بينكم زمان،ولازم يشوفك كتير ويسمع صوتك في الفون أكتر، علشان يشتاق ويحن لماضيه

تأفأفت لُبني وأجابت بملل :
۔أيوا بس هشام مش مديني فرصه أقرب منه خالص،إمبارح مثلاً رنيت عليه كذا مرة و مردش عليا،،
ولما لقيته أون لاين كلمته واتس وأتدللت عليه وقولت له أني زعلانه منه ،تخيلي رد عليا وقالي أيه ،،

وأكملتْ بحزن:
۔قال لي معلش أصل كنت بكلم فريدة،زي ما يكون قاصد يقول لي إنه بيحبها وإني أخلي عندي دم وأبعد عنه  !

أجابها المٌتصل بهدوء وتفهم:
۔كل ده طبيعي جداً،هو خايف يتكلم معاكي ويقرب منك علشان ما يحنش ليكي ولماضيه الجميل معاكي ،هشام خايف علی نفسه ليضعف في قربك يا لبنی،

إنتي بقا خليكي أشطر منه وحاوطية من كل الإتجاهات ،ما تديلوش فرصه يفكر ويبعد ، لاحقيه في كل مكان ممكن يتواجد فيه،عند غادة ،في بيته،حتی في خروجاته

تسائلت بتعجب:
۔وأنا هعرف منين خروجاته وتحركاته ؟!

أجابها:
۔دي بقا سبيها عليا ،أنا عارف كل خطواته وهبلغك بيها أول بأول ،بس إنتِ فرغي لي وقتك اليومين الجايين علشان هنبدأ الشغل الصح  !!

تسائت لُبنی بفضول:
۔بردوا مش ناويه تقولي لي إنتِ مين ؟

رد عليها المتصل بإمتعاض:
۔مش شغلك، وخليكي في إللي مطلوب منك وبس،ولا أنتِ مش عاوزة هشام يسيب فريدة ويرجع لك ؟

أجابتها سريعاً:
۔طبعاً عوزاة يرجع لي،أنا أسفه، يلا قولي لي المطلوب مني بالظبط وأنا كُلي أذانًٌ صاغيه !!

رد المتصل بتأكيد:
۔أيوا كده خليكي شاطرة وأسمعي الكلام علشان ننجز مهمتنا ونخلص!

تری من ذلك الغريب أو الغريبة الذي يصر كل هذا الأصرار علی أن يبعد هشام عن فريدة؟
وما الذي سيعود عليه من ذلك الفراق

إنتهی البارت
جراح الروح
بقلمي روز آمين

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى