روايات روز أمين

رواية جراح الروح لروز أمين الجزء الثاني

رواية جراح الروح لروز أمين الفصل العشرون

🔹️البارت العشرون 🔹️

فاقت من نومها بأجفانٍ منتفخة ووجهٍ ذابلاً وقلباً مهموماً محملًا بثٌقلِ الخزلان والخَيباتِ المٌتتالية غصة مٌرة تلازمٌ حلقها ولم تُفارقُها مُنذ البارحه

تحركت لتتدلی من فوق تختها بخمولاً،شعرت بألام مبرحة تسكنُ جميع جسدِها،يبدو أن حالتها النفسيه قد أثرت علی جسدها المسكين

تحاملت علی حالها وهاتفت فايز وأبلغتهْ أنها مُجهدة ولن تستطع الذهاب إلى العمل خلال اليومين القادمين، وبالفعل وافق لها علی طلب الإجازة،

أما عن سليم الذي ذهب إلی العمل وعلمَ أنها لم تأتي اليوم إلی عملها

كان يجلس داخل مكتبهِ وقرر الإتصال بها للإطمئنان عليها وبالفعل أمسك هاتفه

كانت حبيسة داخل غرفتها،وحيدة حزينة شاردة،وذلك بعدما ذهب والدها وأشقائها إلی دوامهم اليومي، أما عن والدتها فقد كانت متواجده داخل المطبخ كي تعدُ لعائلتها وجبة الغداء ،بقلبٍ مهموم لأجل غاليتها

إستمعت لرنين هاتفها
نظرت بشاشته وإذ بقلبها ينتفض ويدق بوتيرة سريعة متزايدة

إبتسمت بمرارة وتذكرت خَيباتها معهٌ هو الأخر،وشعرت كم أنها عديمة الحظ مع ذلك الثنائي ،

تنفست الصعداء وضغطت زر الإجابه
وأردفت بنبرة جاده:
۔ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إستمع لرنين صوتها وشعر وكأن روحهُ تحومُ في الفضاءِ هائمةً في عشق صوتها الخلاب

أجابها بصوتٍ حنون أذاب قلبها رُغم حُزنهِ وألامه :
۔وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،إزيك يا فريدة !

خانها قلبها وإنتعش وأنتفضَ رُغماً عنها بعدما إستمعت لنُطقةِ لحروف إسمها بكل هذا السحر والهيام !!

فأجابتهٌ بصوت هادئ مُتأثرةً بنبرتهِ الحنون :
۔الحمدلله يا باشمهندس !

أردف هو بنبرة تخابثية :
۔ صوتك ماله يا فريدة،إنتِ كُنتِ بتعيطي ؟

تنفست بهدوء وأغمضت عيناها وأردفت قائلة بإنكار :
۔لا طبعاً،وهعيط ليه،كل الحكاية إني كُنت واقفه في البلكونه بالليل وشكلي أخدت دور برد

إبتسم علی تلك العنيدة ذات الرأس اليابس وأكمل:
۔سلامتك،فريدة،أنا بصراحة محرج منك جداً ومش عارف أبدأ كلامي منين ،

وأكملَ بألمٍ ملئ صوته:
۔ أنا بجد أسف علی التصرف إللي عملته أمي، وصدقيني أنا معرفتش غير يوم عيد ميلاد سولي ،وده عن طريق الصدفة البحته، لما لاحظت نظرات عدم الإرتياح إللي كانت متبادلة بينك وبين أمي !

إنقبض صدرها حين ذكرها بذلك اليوم وإهانات تلك المٌتعاليه لها ولوالدتها

وأكمل هو حين لاحظ تنفسها بصوتٍ عالي مما يدل علی تشنجها :
۔وعلی فكرة بقا ،أنا زعلان منك أوي !

إستغربت حديثهُ وأردفت قائلة بإستهجان:
۔ زعلان مني أنا،إنتَ غريب أوي ، ده بدل متزعل من اللي مامتك عملته فينا وتهكمها علينا في وسط بيتنا،جاي تزعل مني أنا ؟

أجابها بنبرة صادقة ومتأثرة :
۔زعلان لأني كٌنت فاكر إني قريب منك أكتر من كدة، وإن لما حاجة زي كدة تحصل أكيد كنتِ هتتصلي بيا وتبلغيني علی الأقل علشان أقدر أتصرف !

تنهدت بضيق وأردفت:
۔هتتصرف تعمل إية يعني ؟

وأكملت بضيق:
۔علی العموم حصل خير والموضوع بالنسبة لي إنتهی

أجابها بصدق:
بس بالنسبة لي لسه منتهاش يا فريدة،أنا مُدان ليكِ إنتِ وطنط بإعتذار شديد بالنيابة عن أمي

وأكملَ بإستئذان :
۔علشان كده لو تسمحي لي أنا حابب أجي عندكم بالليل علشان أعتذر لطنط وأتأكد إنها خلاص مش زعلانه

إرتبكت حين أستمعت لحديثهِ وأردفت قائلة بتلبك :
۔خلاص يا باشمهندش قٌلت لحضرتك الموضوع إنتهی، وبعدين بابا ميعرفش الموضوع ومش لازم يعرف علشان الضغط ميعلاش عليه

إنتهزها فرصة وأردفَ بحماس:
۔خلاص، أنا هاجي حالاً أعتذر لطنط قبل ما الأستاذ فؤاد يرجع من شغله

لم تجد ما تٌجيبهُ به بعد إلحاحه هذا فوافقت مٌرغمة

وخرجت وأبلغت والدتها تحت أستغراب عايدة التي
أردفت قائلة :
۔ وإشمعنا النهاردة بالذات إللي إفتكر كلام أمه وجاي يعتذر عنه ؟

ثم نظرت إلی فريدة بنظرات تملئها الريبه قائله:
۔التوقيت مش غريب شوية يا باشمهندسة؟

تلعثمت فريدة وأردفت قائلة بتهرب:
۔الحكاية كلها مش أكتر من صدفة يا ماما،اللي في دماغ حضرتك ده بقا أبعد من تفكيره وتفكيري ،وبعدين هو ميعرفش اصلاً إني سيبت هشام ،أنا داخله أبدل هدومي علشان أقابلة،بعد إذن حضرتك !

دلفت فريدة إلي غرفتها ،نظرت عايدة إلی طيفها بشرود وتنهدت بإستسلام ودلفت هي الأخری لتبديل ثيابها
*☆*☆*☆*☆*
جراح الروح بقلمي روز آمين
_____

داخل إحدی المعامل الخاصة بشركة الحٌسيني للأدوية
كان يمٌر ليطمئن علی سير العمل، دلف لداخل المعمل
وجدها تجلس بجانب صديقتها سارة غير واعيه لذلك الواقف خلفها بقلبٍ مٌستشيطِ غاضب،كاد أن يعنفهما علی تركهما للعمل وجلوسهما مٌلتهيتان بالحديث

لكنهٌ توقف حين أستمعها تتحدث بنبرة صوت حزينه ومتأثرة :
۔حٌسام إتغير أوي يا سارة،مبقاش الراجل الرومانسي الشهم اللي حبيته وأتحديت أهلي علشانه ،أنا حقيقي كل يوم بتصدم فيه أكتر من اليوم اللي قبله،لدرجة إني مبقتش عارفه أحدد مشاعري من ناحيتة،

وأكملت بتيهه:
۔ أنا حاسه إني مشتته ومش قادرة أخد قرار في موضوعنا

أجابتها سارة متأثرة بحالة صديقتها:
۔كل التشتت اللي إنتِ فيه ده بسبب كلامه المستفز عن سليم يا ريم ،بس أنا مش عوزاكي تبصي للموضوع علی إن حٌسام بيكرة سليم

وأكملت بتعقل:
۔مش يمكن يكون زعل منه لما فضل البنت اللي بيحبها عليه وأداها الوظيفة اللي كان واعده بيها قبل كده ؟

وأكملت بإخلاص:
۔ عاوزة نصيحتي يا ريم،خلي حبك لأخوكي وأحترامك ليه بعيد عن علاقتك بحُسام !

كاد أن يتحرك ويعود إلی مكتبه كي لا يزعجهما ويتلصص علی حديثهما،لكن من العجيب أنهٌ تسمرَ بوقفته وأصرَ علی الإستماع لحديثها ومعرفة الكثير عنها وعن حياتها مع خطيبها لما ؟
هو لا يعلم !

هزت ريم رأسها بنفي وتحدثت بتفسير :
۔مش بس كلامه عن سليم يا سارة،حُسام بدأ يتدخل في حياتي بطريقة مستفزة ومرفوضة بالنسبة لي ،تخيلي إنه لامني وزعل مني علشان مقولتلوش علی موضوع التجربة ؟

نظرت لها سارة فأكملت ريم :
۔حُسام طلع مادي بطريقه قلقتني منه،تخيلي إن الأمر وصل بيه إنه بيلومني علشان مضيت مع شركة الحٌسيني ،بيقولي إن كان ممكن نعرضها علی شركات الأدوية الكبري ونتفاوض معاهم ونمضي مع الشركة اللي هتدفع أعلی سعر

وأكملت بإستهجان:
۔حسسني إن دماغي دي سلعة وبيفكر إزاي يستغلها ويستفاد منها

تنهدت سارة وأردفت قائلة بهدوء :
۔مش يمكن خايف عليكي وعاوز يحفظ لك حقوقك ؟

هزت رأسها بنفي وتحدثت :
۔ لو خايف عليا زي مبتقولي كان يفرح لي إني مضيت عقد مع شركة محترمة وليها وزنها في سوق الأدوية زي شركة الحُسيني ،

لو فعلا ببحبني كان أخر حاجه فكر فيها هو العائد المادي،كان فكر في مستوايا العلمي والأدبي وإية اللي ممكن يعود عليا من الموضوع ده

تنهدت سارة وتحدثت :
ؐ۔بس علی حد علمي إن حُسام مرتاح مادياً ومش محتاج لفلوسك يا ريم ؟

أجابتها ريم بأسی:
۔يمكن حُسام فعلا مش محتاج فلوس ومستواه المادي كويس،بس تفتكري إن ده سبب يمنعه إنه يبص لفلوسي،فيه ناس مبتكتفيش باللي معاها وبس يا سارة،
ونظرت لها وأردفت قائلة :
۔هل من مزيد يا دكتورة !

وأكملت بشرود:
۔تعرفي يا سارة،أنا بدأت أسترجع كل مواقف حُسام معايا من يوم ما أتخطبنا ،حسيت اني كنت غبية أوي وزي ما بيقولوا مراية الحب عامية،

وأكملت مٌستشهدة :
۔ يعني مثلاً موضوع الدوبليكس اللي إشتراه لجوازنا ،ماما دفعت أكتر من 70% من تمنه ،وهو بكل بجاحه طلب إنه يتكتب بإسمة ،وللأسف ماما وافقت

كان يستمع إليها بإعجاب بتفكيرها العقلاني والغير مادي بالمرة،وشعر بتعاطف معها ومع حيرتها ،وبدأ قلبهٌ يلين لها ويحن ،وبلحظه إستفاقَ علی حاله وطرد من عقلهِ ذلك الإحساس اللعين الذي دائماً يطالبهُ بالتفكير بها والتقرب إليها

وأنتفضَ وتجددت داخلهُ نيران الحقد علی كل ما هو مرتبط بتاء التأنيث !

وبدون سابق إنذار تحدث بنبرة حاده :
۔ دى بقت قعدت مصاطب مش شركة محترمه دي أبداً

إرتعبت الفتاتان وأنتفضتا بجلستيهما وأعتدلا تنظران بهلعٍ إلی ذلكَ الغاضب

نظرت إليه وتسائلت بهدوء :
۔ فيه إيه يا دكتور ؟

نظر لها بعينان تطلقان شرزا وأجابها :
۔ فيه إن دي مستشفی محترمة يا أستاذة،مش جلسة مصارحة نفسيه هي

جحظت عيناها بضيق من حديثه الذي يوحي بأنهٌ إستمع لحديثها الخاص :
۔ده حضرتك واقف تتسمع علينا بقا ؟

إنتفض غاضباً وأردف قائلاً وهو يتطلع إليها بغرور :
۔ الظاهر إن سيادتك ناسية إنك موجوده في شركتي ،وإن من حقي أتحرك في المكان والزمان اللي يعجبني ،

وأكمل بحدة :
۔اللي مرفوض بقا يا حضرة الدكتورة المحترمة هو اللي سيادتك عملاه إنتِ وزميلتك

خرج دكتور محمود من داخل غرفة المعمل الداخلية حين إستمع لتلك الأصوات المرتفعة واستغربَ حين وجد مراد وهو يتحدث بتلك النبرة المتعصبة

فتحدث بإستفهام :
۔خير يا دكتور مراد ،إيه اللي حصل ؟

أجابهٌ بنبرة غاضبه :
۔وهييجي منين الخير يا دكتور والهوانم سايبين شغلهم وقاعدين يتكلموا بمنتهی الأريحية ولا اللي قاعدين علی المصطبه

نظرت إليه بإستغراب وتحدثت بنبرة صوت حاده لم تستطع السيطرة عليها رامية بالوعد الذي قطعته علی حالها بعرض الحائط :
۔ هو حضرتك ليه محسسني إننا شغالين في مشغل تريكو وفاصلين المَكَنْ وموقفين الإنتاج لحضرتك وقاعدين نرغي ،

وأكملت بإعتزاز ورأسٍ مرفوع :
۔حضرتك إحنا دكاترة ولينا إحترامنا وتقديرنا ،والمفروض إن سيادتك تعاملنا بإسلوب أرقی من كدة

نظر إليها بعيون تطلقٌ شزراً مما ينمٌ عن إشتعال داخله وأجابها متهكماً :
۔ المفروض،ده أنتِ هتعمليني الذوق واللي يصح واللي ميصحش كمان

ثم أكمل وهو ينظر إلی للدكتور محمود وتحدثَ أمراً :
۔ دكتور محمود، من أول الإسبوع الجاي تبعت الأستاذة لأي فرع تاني للشركة،مش عاوز أشوفها في الشركة قدامي هنا تاني،رؤيتها بقت كفيلة بإنها تعصبني وتقفلي يومي من أوله

نظرت لهٌ بتهكم وردت بقوة :
۔لو حضرتك مش متحمل وجودي هنا قدامك ورؤية جلالتك لوشي ،فأحب أقول لسيادتك إنه شعور متبادل ،

وحولت بصرها إلی الدكتور محمود وتحدثت بقوه وحده :
۔ وياريت يا دكتور تنفذ أوامر سعادته وتسرع في إنك تنقلني لفرع تاني،

وأكملت بتحدي كي تحرق روحهْ :
۔ بس ياريت ده يكون من بكرة، مش من الاسبوع الجاي زي ما حضرته أمر

هٌنا قد أتي دكتور صادق الذي أبلغهٌ أحد العاملين بالشركة بما يحدث وذلكَ بناءً علی توجيهات من صادق بنفسه

وتحدثَ بإستسلام من أفعال ولدهِ التي أصبحت عدائية مع تلك الريم بشكلٍ ملحوظ :
۔خير يا دكاترة ،إيه اللي حصل تاني ؟

وبعد مدة كان قد إستمعَ لجميع الأطراف كٌلٍ لوجهة نظرة

فتحدث بتعقل ناظراً إلی ريم :
۔ أولاً يا دكتورة أنا بتأسف لك على سوء فهمك لموقف دكتور مراد،أكيد الدكتور ميقصدش يضايقك بكلامه،كل الحكاية إن دكتور مراد جاد جداً في شغلة وبيقدر وقت العمل وميحبش يشوف حد مقصر فيه ،
وأكيد فهم قعادك انتِ وصديقتك غلط، ومن هنا حصل سوء التفاهم

نظر إلی والدهِ بعيون مشتعله وكاد أن يتحدث أوقفته إشارة من عين والده يطالبهٌ فيها بالصمت

وأكمل صادق بهدوء ومهنية :
۔ ثانياً حضرتك مش هينفع تسيبي الشركة هنا وتتنقلي لأي فرع تاني، لأن فرع الشركة ده هو الفرع الرئيسي واللي هتتنفذ فيه تجربتك واللي بالفعل بدأنا نستعد لدخولها علی خط الإنتاج الجديد ،

وأكمل لتحفيزها :
۔فمش من الطبيعي إنك تبعدي ومتشرفِيش بنفسك علی خط سير العمل وتشوفي وتفرحي بنجاح تجربتك ودخولها لأرض الواقع !

نظرت له بتيهه فحقاً حديثه به كل الصحه، وبلحظه حسمت أمرها وتحدثت بهدوء :
۔ وأنا موافقه علی أي حاجه حضرتك تشوفها في صالح الشغل يا دكتور

نظر لها ذلكَ المراد بغضبٍ وتحرك كالإعصار متجهً إلی مكتبة
*☆*☆*☆*☆*
جراح الروح بقلمي روز آمين

بعد مرور حوالي ساعة من محادثة سليم إلی فريدة كانت تقف بجانب والدتها أمام سليم الذي بدا علی وجههِ الإشراق والراحة مهما حاول تخبأتهما

تحدثت عايدة وهي تُشير إليه بيدها لتحثهٌ علی الدخول:
۔إتفضل يا باشمهندس

تحرك خلفها بقلبٍ يتراقصٌ فرحاً،ولما لا،فإنهُ ولأول مرة يخطو داخل قصر أميرتهِ المُصان ويأمل بأن تكونَ تلكْ هي البداية،
فكم من المرات التي حلُمَ بتواجدهِ معها بمكان نشأتها والنظر إلی غرفتها الخاصة

وبعد جلوسهِ نظر إلی عايدة بإحترام وأردف قائلاً بأسی:
۔أنا حقيقي أسف لحضرتك علی سوء التفاهم اللي حصل بين حضرتك وماما،أنا طبعاً مش جاي أبرر اللي عملته أمي،أنا جاي وطمعان في كرم وأخلاق حضرتك إنك تتعطفي وتسامحيها وتقبلي إعتذاري بالنيابة عنها

نظرت لهُ عايدة بغيظ كتمتهُ داخلها وذلك لشدة إحترامهِ الزائد عن الحد، فكم تمنت أن تٌكيل إليهِ بعض الكلمات التي تليق بتلك الحرباء المٌسماه بوالدته،

ولكنها وللأسف الشديد لم تستطع الأن لما رأتهٌ من إحترام بكلمات ذلكَ الراقي الذي يختلف كلياً عن تلك المتعالية

أردفت قائلة بهدوء وأبتسامة باردة تٌخفي خلفها ناراً مشتعلة:
۔وماما ليه مجتش بنفسها علشان تعتذر يا باشمهندس،مش المفروض إللي غلط هو إللي يعتذر بردوا ولا إيه ؟

وأكملت بتأكيد علی حديثها:
۔الإصول بتقول كدة، وأنتَ سيد من يفهم في الأصول !

إبتسم لها وأردفَ بهدوء ووجهٍ بشوش :
۔أكيد كلام حضرتك مظبوط وجداً كمان،

وأكملَ مٌفسراً:
۔ لكن خلينا أكلمك بصراحة،أمي من نوعية الناس اللي بيخجلوا لما بيغلطتوا،وللأسف مبتعرفش تواجه غلطها ،

وأسترسل حديثهٌ مترجياً:
۔فلو تكرمتي عليا تقبلي أسفي بالنيابة عنها،وبكدة أكون إتأسفت لحضرتك عن االغلط الغير مقصود،وأكون عفيت أمي من حرج اللحظة !

تنهدت عايدة ثم حولت بصرها إلی فريدة لتسألها كيف هو الحال،فمالت لها فريدة بعيناها بمعنی الموافقة !

فأبتسمت عايدة وأردفت بهدوء:
۔وأنا مجيتك لحد هنا وكلامك وذوقك محوا كل الزعل يا باشمهندس !

أجابها بسعادة :
۔أنا بجد مش عارف أشكر حضرتك إزاي علی كرم أخلاقك الزايد ده !

وأكملَ بتمنی:
۔هو أنا ممكن أتجرأ وأطلب من حضرتك طلب ؟

ردت عايدة بترحاب:
۔طبعاً يا باشمهندس،إتفضل

رد عليها بتمنی وأبتسامة بشوشه :
۔ممكن حضرتك تعتبريني زي إبنك وتندهي لي بإسمي من غير ألقاب ،سليم كفاية أوي !

هزت رأسها بموافقه وتحدث :
۔ده شيئ يشرفني إن يكون عندي إبن في إحترامك وذوقك !

نظر سليم إلی فريدة وأردف بتساؤل:
۔أتمني متكونيش زعلانه إنتِ كمان يا فريدة

هزت رأسها بإيماء وأبتسامة باهته فسألها سليم بتخابث :
۔مالك يا فريدة،هو أنا ليه من وقت ما دخلت وأنا ملاحظ إنك ساكته وشاردة،كمان عيونك دبلانه أوي،لو فيه حاجة أقدر أساعد بيها ياريت تقولي لي

تنهدت عايدة وأجابت بنبرة حزينه:
۔للأسف يا سليم ،فريدة سابت خطيبها

تهللت أساريرة ولم يستطع تمالك حاله،فبرغم أنهٌ يعلم مسبقاً ولكن إستماعه إلی هذا الخبر من والدتها والتأكيد عليه أسعدهُ كثيراً وأراح قلبهْ

تمالك حاله بعد نظرات عايدة المستغربه من ذلك الأبله الفاتح الفاه بسعادة وهو يتلق خبراً محزناً كهذا مما جعلها تنظر إليه بإستغراب

وأردف هو قائلاً بصوتٍ هادئ وحنون بعض الشئ وهو ينظر إلی فريدة:
۔وهو ده اللي مزعلك بالشكل دة،ۜ،أكيد ربنا شايل لك الأحسن

أجابته عايدة وهي تقف :
۔ونعم بالله ،متأخذنيش يا أبني،الكلام أخدنا ونسيت أقدم لك حاجه تشربها ،،ۜ
وتسائلت:
۔تحب تشرب إيه ؟

تحدث وهو يقف :
۔ياريت متتعبيش نفسك، أنا خلاص ماشي

تحدثت عايدة بإصرار :
۔ريح نفسك،مش هتخرج من هنا غير لما تاخد واجب ضيافتك،قولي بقا تحب تشرب إيه ؟؟

إبتسم سليم وأردف بهدوء:
۔طالما حضرتك مصممه يبقا فنجان قهوة مظبوط

أجابته بوجهٍ بشوش :
۔بس كدة،من عنيا،وعاملة كيكة برتقال لسه سخنه هتعجبك أوي !

اجابها وهو يجلس من جديد :
۔تسلم إيد حضرتك

دلفت عايدة وتحدث هو بوجهٍ مبتسم وسعيد :
۔أخيراً خلصتينا من الكابوس إللي إسمه هشام ده !

نظرت إليه بإستهجان وتحدثت بإستنكار ولهجه حادة :
۔أوعا يكون خيالك صور لك إني سيبت هشام علشانك،لا ده انتَ تبقا موهوم أوي يا باشمهندس

ضحك برجولة بعثرت داخلٌها ونظر إليها بعيون عاشقه لكل إنشٍ بها قائلاً :
۔أومال حبيبي سابه وروق لي الجو ليه ؟

أجابته بحده:
۔علشان طلع زيك بالظبط،خاين وكذاب ،النسخة المكررة من سعادتك ، إنتم الإتنين بتمثلوا الخيانه في أبشع صورها،بس كل واحد منكم محتفظ بطريقته الخاصة !!

نظر لها بعيون عاشقه وأردف قائلاً بنبرة مثيرة أذابتها وبعثرة داخلها :
۔حد بردوا يقول علی حبيبه اللي هيكون جوزه في خلال أيام خاين وكذاب ؟

وأكملَ بصوتٍ هائم أذابها:
۔ما يصحش كدة يا ديدا ،لازم تحترمي جوزك أكتر من كدة،أنا زعلي غبي علی فكرة وبحذرك من أولها،

وأكمل بوقاحه :
۔ وعلشان ترضيني هتضطري تدلعيني كتير
وسليم من دلع مراته مش هيشبع يا قلب سليم ♡

إرتبكت بجلستها وأرتعش جسدها بالكامل علی أثر كلماته التي نزلت علی قلبها العاشق أنعشته وزلزلت كيانه

تحدثت بتلبك ونبرة أنثويه لم تستطع التحكم بها :
۔إعقل يا سليم،ماما ممكن تسمعك !!

أجابها بصوتٍ حنون وعيون مشتعله :
۔هي ماما بس إللي هتسمع،ده أنا هصرخ بأعلی صوتي وهسمع الدنيا كلها ،هقول لهم إني بعشقك وقلبي دايب في غرامك وبحر عيونك،هقول لهم إني تعبت في بعدك ونفسي أرتاح جوة حضنك،هقو٠٠٠

كاد أن يٌكمل إلا أن إستمعوا لطرقات عالية وسريعة فوق الباب
وقفت فريدة والقلق ينهش داخلها وتحركت سريعاً نحو الباب وفتحته ،

وجدت أمامها أخر شخص تمنت أن تراه بتلك اللحظه الحالمه !

نظرت إلی الطارق وتفاجأت به واقفاً أمامها، ينظر لعيناها بغضبٍ تام لم يستطع التحكم به ،إنهٌ هشام لا غير،فقد جاء ليتحدث معها ووالدتها ويقص عليهما ما أخبرتهْ بهِ لُبنی

ثم حول بصرهِ إلی الداخل باحثاً بجنون عن سليم بعدما رأي سيارتهْ المصطفة أسفل البناية أثناء صعودة

وجدهٌ يجلس فوق المقعد ويظهر علی وجههِ كمً من الراحة والإسترخاء

فدلف دون الإستئذان ناظراً إليه بعيون تطلق شرزاً
قائلاً بغضبٍ وإتهام :
۔أنا كدة بقا إتأكدت إن ظنوني كلها في محلها !

نظر له سليم بإبتسامة مٌستفزة ووضع ساقهٌ فوق الآخر مما إستشاط غضب الٱخر

أغلقت فريدة الباب وذهبت إليه وتحدثت بحدة بالغة:
۔ أنتَ لسه ليك عين تيجي لحد هنا،هو أنا مش قولت لك إمبارح إني مش عاوزة أشوف وشك تاني ؟

وأشارت بيدها للخارج قائلة بنبرة حادة :
۔إتفضل يا محترم لو سمحت،وياريت متضطرنيش إني أفقد أعصابي معاك أكتر من كده!

نظر إليها هشام وتحدثَ بإستماتة وهو يٌشير إلی سليم :
۔ مش همشي قبل ما أعرفك حقيقة المؤامرة الحقيرة إللي لعبها علينا البيه المحترم !

في تلك اللحظه خرجت عايدة من المطبخ تحمل بين يداها حاملاً موضوع عليهِ بعض أقداح القهوة مع بعض الحلوی

وقف سليم سريعاً وحمل عنها مابيدها تحت إستشاطت هشام وأستغرابه

وتحدث سليم بهدوء وأحترام :
۔تسلم إيد حضرتك يافندم ،تعبتك معايا !

ثم وضعها فوق المنضدة وجلس من جديد بمنتهی البرود !

هزت رأسها له وأردفت قائلة بهدوء :

۔مفيش تعب ولا حاجه يا أبني ،ده واجبك

ثم حولت بصرها إلی هشام ونظرت إليه بنظرات يملئها اللوم والعتاب وتنهدت بأسی وتحدثت :
۔أهلاً يا أستاذ هشام !

نظر لها بحزن وأردفَ مٌتألماً :
۔أستاذ هشام ؟

وأبتلع غصة داخله ثم تحدث بنظرات مٌترجية:
۔ ممكن يا ماما حضرتك تقولي لي البني آدم ده بيعمل إيه هنا ؟

قاطعته فريدة بحده فقد بلغ غضبها منهْ عنان السماء :
۔وإنتَ بأي صفه إن شاء الله بتسأل ؟

وأكملت بنبرة حادة:
۔ياريت يا محترم تتفضل بقا لأن وجودك غير مرحب بيه بالمرة !

قاطعتها عايدة بحده:
۔عيب كدة يا فريدة مش تربية فؤاد اللي تتعامل مع ضيوفها بالشكل دة !

نظر لها هشام بحزن وأردفَ قائلاً بنبرة حزينه :
۔هو أنا خلاص بقيت ضيف يا ماما ؟

تنهدت عايدة وأزاحت بصرها عنهْ

حول بصرةِ هو إلی فريدة وتحدثَ بإصرار :
۔أنا قولت لك إني مش هخرج من هنا غير لما أكشف لك المؤامرة اللي إتعملت علينا من الحقير إللي قاعد قدامك ده !

تسائلت عايدة بإستغراب :
۔ مؤامرة،مؤامرة إيه اللي بتتكلم عنها دي ؟
وتقصد مين بكلامك ده ؟

أجابها بقوة وهو يٌشير بسبابته إلی الجالس بمنتهی البرود يتناول قهوته ويرتشفها بتلذذ يظهر علی وجههِ دون الإكتراث لما يدور من حوله :
۔ المؤامرة اللي الحقير ده عملها عليا علشان يبعدني عن فريدة يا أمي

تحدثت عايدة بحده :
۔عيب كدة يا هشام،مينفعش تهين الراجل وهو في بيتي !

ربعت فريدة ساعديها أمام صدرها وتسائلت بنبرة ساخرة :
۔لا برافوا ،وياتری بقا هو اللي جرك من إيدك وخلاك تروح تقعد مع حبيبتك القديمه ؟

وهو كمان اللي أجبرك تقول لها كل كلام العشق والغرام اللي أنا بنفسي سمعته بوداني ؟

أجابها بنبرة قوية :
۔أيوة يا فريدة ،البيه خلي واحدة تكلم لُبنی علی أساس انها واحدة بتكرهك وحابه تنتقم منك وتخليني أسيبك !

وبدأ بسرد كل ما حدث علی أسماعهم تحت نظرات سليم الباردة وفريدة المشمئزة وعايدة الحزينه

وجه حديثهٌ إلی سليم بعدما أنتهی من سرد التفاصيل:
۔لو راجل بجد أعترف وقولها علی مؤامرتك الدنيئة

وأخيراً تحدث سليم ببرود وهو يضع قدح القهوة فوق المنضده:
۔من الطبيعي جداً إنك تحاول تبرر موقفك وعملتك الغير أخلاقيه بالمرة،بس إللي مش طبيعي ومش مقبول عندي إنك تفتري عليا وتتهمني علشان تخلص نفسك

وأكملَ مضيقاً عيناه بإستجواب:
۔وبعدين حتی لو إفترضنا إن كلامك ده فعلاً حصل ،المفروض إنك بتحب فريدة جداً،وبناءً عليه مبدأ الخيانه المفروض إنه مرفوض ومستبعد بالنسبة لك ،
وأبتسم بطريقة مستفزة قائلاً:
۔ولا إيه ؟

صاح بهِ هشام وأردف قائلاً بغضبٍ:
۔ده المفروض،بس لما يكون المٌخرج شيطان زيك ولعبها بمنتهی البراعة والدنائة ،لازم النتيجة تكون ممتازة وغير متوقعة !

تحدثت عايدة بهدوء وكأنها كانت تنتظر تلك الكلمات :
۔أنا طبعاً مصدقاك يا هشام ومصدقة إن فيه لعبة إتعملت عليكم من ناس معندهاش ضمير،
وأكملت برفض :
۔بس يا إبني مظنش إن الباشمهندس سليم ليه صلة بالموضوع !

تحدث هشام بحدة وهو ينظر إلی سليم :
۔ طب لو مش هو اللي خطط ودبر لكل ده تقدري تقولي لي هو هنا بيعمل إيه،وبأي مناسبه جاي يزوركم في البيت وكمان في غياب عمي فؤاد،وإشمعنا في التوقيت ده بالذات يا ماما ؟

حدثهُ سليم بنبرة جاده:
۔ ياريت يا أستاذ هشام لو عندك مشكلة تحلها بعيد عني وما تقحمنيش فيها ولا تحملني ذنب تصرفاتك الصبيانيه ومرهقتك المتأخرة !

نظر له بحقدٍ وتحدث غاضِباً:
۔ماتحترم نفسك يا أستاذ إنتَ وتنقي ألفاظك،إيه مراهقتك المتأخرة دي كمان،علی العموم أنا هفضل ورا الموضوع لحد ما أثبت إنك ورا الحقيرة اللي إتصلت وعملت كل ده ،
واكملَ بإصرار:
۔وهنتقابل تاني وقريب أوي،أوعدك !

إبتسم سليم ساخراً وأردفَ بنبرة متهكمة :
۔ وأنا مستنيك !

تحدثت عايدة بتهدئة :
۔ إهدوا يا جماعة لو سمحتم، ميصحش تتكلموا مع بعض بالشكل دة ،

ثم أكملت وهي تنظر إلی هشام مفسرة:
۔وعلی العموم يا هشام الباشمهندس سليم جاي في موضوع مهم ومقنع جداً بالنسبة لي،وبيتهئ لي أنتَ عندك ثقة في كلامي وعارف إني مش هقول لك كدة من فراغ !

تسائل بفضول بصوتٍ حاد:
۔ممكن أعرف موضوع إيه ده يا ماما ؟

صاحت به فريدة بصوتٍ غاضب فقد طفحَ الكيلٌ بها :
۔ وأنتَ مالك،ده شيئ ميخصكش لا من بعيد ولا من قريب ،وياريت يا أستاذ تعرف حدودك الجديدة عندنا وتتصرف علی أساسها !

قاطعتها عايدة قائلة بنبرة جادة:
۔إهدي يا فريدة وأقعدي مع هشام وحاولوا تصفوا الزعل اللي مابينكم ،هشام بيحبك وشاريكي ومينفعش تضيعوا اللي ما بينكم وتشمتوا العدو فيكم !

إنتفض داخله وأرتعب من فكرة موافقة فريدة لحديث والدتها، نظر إليها سريعاً بعيون مٌترجيه بألا تستجيب لحديثها !

نظرت له وأبتلعت لٌعابها ثم حولت بصرها إلی هشام وزفرت بضيق قائلة:
۔ الموضوع بالنسبة لي منتهی النقاش فيه يا ماما،
وأشارت بيدها نحو هشام:
۔ولو علی مبررات الأستاذ اللي جاي يغني عليا بيها ،فأحب أقوله إن كلامك ده لو صح،فهو بالنسبة لي عذر أقبح من ذنب،

ثم أكملت بنظرات مٌعاتبه موجهةً حديثها إليه مباشرةً:
۔جاي بكل بجاحة تبررلي خيانتك ليا ؟

وأكملت بنظرة حزينه مٌعاتبة أشعلت داخل سليم:
۔ يعني إيه تبقا طول الوقت مفهمني إنك بتحبني وإني أغلی حد في حياتك،وأول ما بنت خالتك تشاورلك تجري عليها بكل سهولة ،

وأكملت بتساؤل :
۔أما بتعمل فيا كدة وإحنا لسه علی البر،أومال لو كنا إتجوزنا وراحت زهوتي عندك كنت هتعمل فيا إيه ؟

نزلت دموعها رُغماً عنها وتحدثت بضعف وهي تُشير له بالخروج:
۔أرجوك يا هشام أمشي،مش عاوزة أشوف وشك تاني

ثم تحدثت إلی والدتها :
۔من فضلك يا ماما تجمعي حاجة أستاذ هشام وتديهاله وهو ماشي!

تحدث هشام برجاءٍ وقلبٍ يتمزق :
۔أرجوكِ يا فريدة أديني فرصة أثبت لك إني ضحية مؤامرة حقيرة

حدثته بدموع :
۔أرجوكَ يا هشام كفاية وياريت متصعبهاش عليك وعليا أكتر من كدة!

تسائل بنبرة جاده:
۔ده أخر كلام عندك يا فريدة ؟

أجابته بدموع:
۔ومعنديش كلام غيرة !

نظر إليها بحزن ثم حول بصرة إلی ذلك الجالس ببرود وتحدثَ بوعيد :
۔قسماً بالله ماهسيبك ولأدفعك تمن اللي عملته ده غالي أوي يا سليم يا دمنهوري !

وتحرك خارجاً من المكان كالبركان الذي أوشكَ علی الإنفجار !

وقف سليم مٌتحدثَ بهدوء :
۔ أنا أسف يا جماعة إن الظروف حطيتني إني أحضر النقاش الحاد ده،أستأذن ومرة تانيه بتأسف لحضرتك علی كل إللي حصل من أمي !

أجابته عايدة بأسی وشرود:
۔حصل خير يا أبني وأنا اللي بتأسف لك علی كلام هشام اللي قاله،إنتَ أكيد عازرة طبعاً ومقدر الموقف اللي هو فيه !

هز رأسهُ وأجابها مٌتفهماً :
۔ولا يهمك يا طنط،بعد إذن حضرتك ومٌتشكر جداً علی القهوة

تحرك إلی فريدة وتحدث هامساً لها بإقتضاب وعيون لائمة :
۔هكلمك من العربية،ياريت تردي !

غادر سليم المكان ووجهت فريدة حديثها إلی والدتها بهدوء ودموع:
۔ أنا داخله أجمع الشبكة والهدايا كلها علشان بابا يوصلها لعمو حسن لما يرجع،،خليني أخلص من الكابوس ده !

وتحركت للداخل تحت نظرات عايده الحزينه وقلبها المتألم لأجل إبنتها ولأجل هشام أيضاً !

لملمت الأشياء داخل صندوق وأخرجته لوالدتها ودلفت مجدداً إلی غرفتها

وبدون مقدمات أجهشت في نوبة بكاءٍ مرير، إلی أن أتاها إتصاله الذي لم تٌعيرهٌ إهتماماً ، فحاول مجدداً الإتصال مراراً وتكراراً ولكنها قررت عدم الإجابه !

جلست تبكي وتفكر بتشتت في أمرها وما يجب عليها فعلهْ،وايضاً فكرت في حديث هشام ومدی صحته، حتی غفت دون وعيٍ أو إدراك

فاقت من غفوتها بعد حوالي الساعتان علی صوت نهلة وهي تُحدثها:
قومي يا فريدة علشان تتغدي معانا !

أجابت شقيقتها بنٌعاس:
۔سبيني أنام يا نهلة،مليش نفس للأكل !

ردت نهلة بتصميم:
۔بابا قاعد مستنيكي برة ومش هيتغدا من غيرك

تمللت بنومتها وأفاقت حالها وتحركت للخارج كي تٌرحب بأبيها،أخبرته أنها لملمت جميع الأشياء والهدايا الخاصة بهشام ،وطلبت من أبيها أن يغلق لها ذلكَ الموضوع سريعاً كي يرتاح ذهنُها !

وافقها أباها علی مضض،وبالفعل ذهب هو وعبدالله في المساء لمنزل حسن نور الدين وأعتذرا منهم تحت دموع سميحه وحزن حسن وأعتصار قلب هشام

*☆*☆*☆*☆*

مساءً بنفس اليوم
داخل غرفة هشام، كان يجلس فوق تختهٍ مٌلقياً رأسهٌ للخلف بإهمال وذلك أثر نوبة حزن أصابتهُ بعدما أتي فؤاد وسلمهُ كافة الأشياء التي أهداها إلی فريدة طيلة فترة خطبتهما !

دلفت إليه غادة بصحبة سميحه التي إنتفخت عيناها من كثرة بكائها حزناً علی صغيرها وأيضاً لخسارتهِ لفريدة التي كانت تراها زوجه مثالية لإبنها

جلست غادة وهي تمرر كف يدها فوق رأس إبن شقيقتها وتحدثت بصوتٍ حنون:
۔ عامل إية دالوقت يا هشام ؟

أغمضَ عيناه بتألم مٌتهرباً من عيناها وتحدثَ بصوتٍ مهزوم:
۔الحمدلله !!

جلست سميحه بجانبهِ و وضعت كف يديها فوق موضع قلبهِ وأردفت بصوتٍ حنون :
۔ماتقوم يا حبيبي تغير هدومك وتخرج تسهر مع أصحابك !!

نظر لها وأجابها بغصة مؤلمه :
۔مش عاوز أخرج يا ماما،ولو سمحتم بلاش نظرات الحزن والشفقه إللي في عنيكم دي لأنها بتقتلني !

بكت سميحة وتحدثت بنبرة لوم وعتاب:
۔ مش عايزني أحزن علی إللي عملته في نفسك،كان ليه ده كله يا هشام،ما كانت معاك خطيبتك يا أبني ،عقل وجمال وكمال وألف مين يتمناها ،

سبت عقلك ومشيت ورا لُبنی اللي باعتك قبل كده علشان تسافر عند أبوها وتعيش حياتها بحريتها !

تملل بجلستهِ ونظر لها بضيق وأردف قائلاً :
۔هو أنا ناقص كلامك ده يا ماما،مش هخلص أنا من التنظير واللوم ده إنهاردة،

وأكملَ بصياحٍ بصوتٍ حاد:
۔ قولت لك إللي حصل ده مؤامرة وأتعملت عليا وشاركت فيها الغبية بنت أختك ووقعتني

نظرت إليه غادة بإندهاش وأردفت بعتاب :
۔وهي لٌبنی كانت غلطت لوحدها يا هشام ؟

المفروض إنك راجل واعي وعندك عقل يوزن بلد،

وتسائلت:
۔كان فين عقلك وإنت ماشي وراها مٌسير،أنا مش نبهتك من كام يوم لما كنتوا عندي وقولت لك إن فريدة لو عرفت مش هتسامح،وأهو حصل اللي حذرتك منه يا أبن أختي

تحدثت سميحة بندمٍ من بين دموعها الغزيرة :
۔ ياريتك يا إبني كنت سمعت كلام خالتك !

نظر إليها بضعف وأردف نادماً:
۔ياريت يا أمي،ياريت !

إحتضنته والدتهُ وربتت فوق ظهرهِ بحنان تحت إسترخائه وكأنهٌ كان يحتاج لذلكَ الحضن وبشدة !

*☆*☆*☆*☆*
جراح الروح بقلمي روز آمين

في اليوم التالي

كانت تقود سيارتها عائدة إلی منزلها بعد يومٍ شاق ومرهق داخل شركة ذلك المراد الذي بات يتعمد إسناد المهام إليها وإرهاقها بشتی الطرق

وكأنه يريد أن تملٌ كثرة العمل وتذهب لحال سبيلها، ليحمي قلبهٌ من تقاربها والذي أصبح يشعر بالخطر عليه في حضرتها

وجدت هاتفها يرن مٌعلناً عن وصول مكالمة هاتفيه،نظرت به وتأفأفت بتملل حين وجدت نقش أحرف حٌسام

أجابت علي مضض :
۔ ألو

رد عليها ذلك المغروم بصوتٍ ناعم ليتغلغل إلي داخلها :
۔حبيبتي اللي وحشاني موت،عاملة إيه يا قلبي؟

أخذت نفسً عميقاً وأخرجته وشعور وليدً عليها يرفض بشدة الإستماع إلی كلمات الغزل تلك والتي كانت تعشقها بالسابق،ولكن الحال قد تغير بها مؤخراً

أجابته بإقتضاب:
۔ أنا كويسه الحمدلله
وأكملت بتهرب :
۔حُسام،ممكن نتكلم لما أروح علشان سايقه وخايفه أخد مخالفة

زفر بضيق ولكنه تحامل علی حالهِ وأردف قائلاً بنبرة ملامه وصوتٍ حزين حتی يستطيع بهِ التأثر علی قلب تلك العاشقه المتمردة مؤخراً :
۔هو أنا ليه ملاحظ في الفترة الاخيرة إنك بتهربي مني وتتجنبي الكلام معايا

وتسائل بنبرة صوت مختنقه حزينه:
۔فيه إيه يا ريم ،هو أنا عملت حاجه زعلتك مني وأنا مش واخد بالي ؟

أجابته بصوتٍ مختنق لا يطيق التحدث إليه :
۔ مفيش حاجه يا حُسام،كل الحكاية إني مشغوله في الدراسه والتدريب اليومين دول ومعنديش وقت لأي حد

حتی أنا يا ريم،قالها بنبرة معاتبه !

وأكملَ ليكسب تعاطفها :
۔ وأنا اللي بغامر بنفسي وبأغلی حاجه في حياتي علشان أسعدك وأشوفك مبسوطه،تقومي تقولي لي الكلام ده ؟

ضيقت عيناها بإستغراب وأردفت قائلة بإستفهام :
۔ تقصد إيه بكلامك ده يا حٌسام،يعني إيه بتغامر بنفسك وبأغلی حاجه في حياتك ؟

أجابها بتخابث :
۔بغامر بعلاقتي بيكي يا ريم
وأكملَ:
۔فريدة فركشت خطوبتها وأنا كٌنت السبب الرئيسي في كدة

أوقفت سيارتها سريعاً وتحدثت بإستفهام ونبرة سعيدة :
۔ إنتَ بتتكلم جد يا حسام ؟
فريدة سابت خطيبها فعلاً؟

إبتسم بمكر لوصولهٌ لمبتغاه وتحدث :
۔وهي المواضيع دي ينفع فيها هزار يا قلبي !

وبدأ بقص ماحدثَ علی مسامعها مع تضخيم دورةٍ وتجملية ليجعلها تراه فارس أحلامها من جديد

وبعد مده تحدث هو بنبرة مستعطفه:
۔أنا عملت كل ده علشان عيونك يا ريم،مقدرتش أشوف الحزن في عيونك وأقف أتفرج من غير ماأرجع البسمة لعيونك من جديد حتی لو كان علی حساب قلبي اللي ممكن يتحرم منك لو عمتو عرفت بالموضوع

أجابته سريعاً بسعادة وطمأنة :
۔ متقلقش يا حُسام،ماما عمرها ماهتعرف ،وسليم طالما وعدك يبقی أكيد هيوفي بوعده،وبعدين مش من مصلحته إنه يقول لها ،وأنا عمرى ما هقول لأي حد عن اللي حصل ده

تسائل بنبرة لئيمة :
۔مبسوطه يا حبيبتي ؟

اجابته بسعادة بالغه لأجل شقيقها الغالي :
۔ أوي يا حُسام،ربنا يخليك ليا

تنهد بإرتياح للوصول لما كان يٌريد وتحدثَ بحنان :
۔ ويخليكي ليا يا روح قلبي

تری مالذي يفكر بهِ حسام بعدما أستعاد ثقة ريم به من جديد ؟
وهل حقاً فعل ذلكَ من أجل إسعادها ؟؟

وهل ستخضع فريدة لنداء قلبها والتسليم لقلب سَليمٌها ؟
أم أنها ستنصاع لعقلها الذي مازال رافضاً الإستسلام لذلك الذي أهان كبريائها وكان سبباً رئيساً في ضياعِ حٌلمها ؟؟

إنتهي البارت
جراح الروح

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى