رواية جراح الروح لروز أمين الفصل السابع
️البارت السابع🔹️
تحرك هشام بسيارتهِ من أمام الشركه ومازال صامتاً غاضباً من فريدة علي موقفها المُخزي بالنسبة له
نظرت له بهدوء وتحدثت بحذر:
۔ممكن تهدی بقا علشان نعرف نتكلم ؟
زفر بضيق وهدرَ بها بحدة:
نتكلم في أيه يا باشمهندسة،هو لسه فاضل حاجه علشان نتكلم فيها ،ما سيادتك كسرتي كلمتي ومعملتيش لرجولتي أي حساب قدامهم !
تنهدت بأسي لأجل خطيبها المجروح بكرامته وتحدثت بهدوء في محاولة منها لإمتصاص غضبه:
۔أرجوك يا هشام تهدی وخلينا نتكلم بالعقل !
صف سيارته سريعاً بطريقة مفاجئة،نتج عن ذلك صوت صفيرٍ مزعج أرعبها وذلك بسبب إحتكاك إطارات السيارة بالأسفلت ،وحول بصرةِ ونظر لها بغضبٍ تام
وصاح بصوتٍ عالي وغاضب :
۔أي عقل إللي عوزانا نتكلم بيه يا فريدة وأنا كل يوم شايف خطيبتي إللي المفروض بعشقها وبغير عليها من الهوا قاعدة لوحدها مع راجل غريب ومقفول عليهم باب واحد ؟
برقت عيناها ونظرت له بذهول وتحدثت بصياحٍ غاضب:
۔هشام،أنا ما أسمحلكش تتكلم معايا بالطريقة المهينة دي،وياريت يا أستاذ تفكر كويس في كلامك اللي كله تلميحات غير مقبولة قبل ما تنطقه
وأكملت بتفسير:
۔أولاً يا محترم ده شغلي ،
ثانياً بقا أنا مبشتغلش لوحدي في المكتب مع سليم الدمنهوري،معظم الوقت الباشمهندس عَلي غلاب بيكون موجود معانا
نظر أمامهٌ وزفر بضيق ودقَ علي مقود السيارة بحدة ثم تحدثَ قائلاً بنبرة غاضبة:
۔ وأنا من الاول خالص قولت لك إني مش مرتاح للموضوع ده ،وقولت لك تعتذري ل فايز ،
وأكملَ بصوتٍ مٌلام :
۔لكن سيادتك ماإحترمتيش كلامي ولا حتی إهتميتي لزعلي وإعتراضي ،وكأني أخر إهتماماتك أو حتی هوا ومليش أي قيمة عندك بالمرة !
تنهدت بأسی مرير لأجل حالتة المؤسفة وتحدثت بقلة حيلة :
۔يا هشام إفهمني،أنا مكنش ينفع أرفض أصلاً، إختيار فايز ليا أثبت ليا وللجميع تميزي في مكاني وأداني وضعي في الشركة،ده غير الإستفادة المادية إللي هتعود عليا من الموضوع ده واللي إنتَ عارف كويس مدی إحتياجي ليها الفترة دي ؟
نظر لها بأسی وتحدثَ بصوتٍ يكسوهُ القهر والألم:
۔مكنش لازم موضوع العربية السنة دي ؟
أجابته بتوضيح:
۔إنتَ عارف أنا بصرف أد أيه في المواصلات يا هشام ؟
أنا تلت مرتبي مهدور في المواصلات، ده غير حرقة الدم وأنا قاعدة مستنيه عمو عزيز ومتأخرة علی شغلي ،وبعدين الفلوس دي هكمل بيها جهازي مش بس موضوع العربيه،إنتَ عارف إني لسه ناقصني حاجات كتير في جهازي،وبابا إنتَ عارف ظروفه كويس ،يدوب مرتبه مكفي البيت ودروس أسامة مقدرش أحمله فوق طاقته يا هشام !
ثم أخذت نفسً عميقً لتهدئة حالها،وتحدثت بهدوء وصوتٍ يشوبهُ خيبة الأمل :
۔ خلي بالك إن بتصرفاتك دي بتخلا بإتفاقنا ووعدك بإنك تكون داعم ليا في شغلي ،وإن عمرك ما هتقف عائق بيني وبين نجاحي وتحقيق طموحي ؟
هدر بكل صوته الغاضب :
۔مش علی حساب رجولتي يا فريدة،أنا راجل وعندي نخوة ورجوله وتحملي النفسي ليه حدود !
أجابته بحدة وأعتراض:
۔لتاني مرة هقول لك خلي بالك من كلامك يا هشام،أنا ساكته لك من بدري وعماله أعدي الكلمه دي ومش راضيه أقف عندها علشان ما أخلقش مشكلة بينا،لكن كررتها كتير وكدة بقا إنتَ بتغلط
وأكملت بتفسير:
۔أول حاجه أنا بحترم نفسي وبعززها أوي وعمري ما هقبل بالغلط وإنتَ عارف كدة كويس ،ثم ده شغلي، والراجل إللي أنا شغالة معاه قمة في الإحترام وعمرة ما تعدی حدوده معايا
وأكملت بإقتضاب :
۔وبعدين يا أستاذ لازم يكون عندك ثقه في نفسك أكتر من كده !
هدر بها وصاح بغضبٍ حاد :
۔إظبطي كلامك وأوزنيه كويس يا فريدة،أنا واثق من نفسي لأبعد الحدود وياريت ما تخلطيش الأوراق ببعضها !
زفرت بضيق وأردفت بإستسلا :
۔من الأخر كدة يا هشام،إنتَ عاوز أيه دالوقت ؟
زفر بضيق ونظر أمامهُ بغضب وضل صامتاً !
فتحدثت هي بهدوء وصوتٍ أقل حده وقررت أن تستعمل ذكائها الأنثوي لإمتصاص غضبه :
۔أرجوك يا هشام متديش فرصة للشيطان بإنه يدخل بينا ويعمل فجوة صعب تخطيها بعد كدة،
لو فعلاً بتحبني زي ما بتقول ساعدني بإننا نتخطي المشكلة دي ونعديها، أنا بجد مش حابه أخسرك !
نظر لها بعيون جاحظه وتحدث بتساؤل وأستغراب :
۔تخسريني ؟؟
هو أنتِ فعلاً ممكن تخسريني علشان الموضوع التافه ده يا فريدة ؟
هزت رأسها برفض وتحدثت بتفسير:
۔أنا بتكلم عن فِكرْ يا هشام مش علی موقف بعينه،لو ده موقفك وفكرك من الموضوع يبقا ده هيكون حال تفكيرك في كل المشاكل اللي هتواجهنا في حياتنا بعد كدة
تنهد بألم ظهر بملامح وجههِ وتحدث بأسی :
۔خلاص يا فريدة،إنسي الموضوع وأنا ربنا يقدرني وأقدر أتحمل الكام يوم اللي فاضلين للبني أدم ده في الشركة ويعدوا علي خير
تنهدت بإرتياح وأبتسمت له بسعادة وتحدثت :
۔هو ده هشام إللي دايماً حابه إني أشوفه،وزي ما أنتَ لسه قايل ،فاضل كام يوم ويسيب الشركة كلها ومش هنشوفه تاني
وأكملت بإبتسامة جذابه :
۔يلا بقا وصلني علشان إتأخرت وكده ممكن أخد مخالفه من عمك فؤاد ، وأعمل حسابك إنك هتطلع تتغدي معايا
إبتسمَ لها وأجاب بعيون هادئة :
۔معلش يا حبيبتي، خليها مرة تانيه لأني بجد تعبان ومحتاج أنام !
أجابته :
۔طب حتی إطلع معايا سلم علی ماما وبابا !
هز لها رأسهٌ بإيماء وموافقه ثم نظر لها وتحدث بعيون متوسله :
۔خلي بالك عليا أكتر من كده يا فريدة، أنا بحبك أوي،بس محتاج أحس بحبك ليا وتمسكك بيا أكتر من كدة !
إبتسمت له وأجابته بتأكيد :
حاضر يا هشام،ممكن بقا تتحرك علشان إتأخرنا !
نظر لها بعيون عاشقه وتبادلا الإبتسامات الحانيه، وأدار مقود سيارته وتحرك بها متجهاً لمنزلها
تحت أنظار ذلك المراقب لهما من بعيد وهو يستقل سيارته بعدما حركتهُ غيرتة ونيرانه المشتعلة داخله وأجبرتهُ بالتحرك خلفهما
وبالفعل أوصلها هشام إلي منزلها وصعد معها للأعلی ووقف ببهو المنزل بجانب والديها
حدثته عايدة بحب أموي :
۔أزيك يا حبيبي عامل إيه ؟
أجابها بإحترام وبصوتٍ حنون :
۔ الحمدلله،وحشاني يا ماما،طمنيني عليكي وعلی صحتك يا حبيبتي ؟
أجابته بحنان :
۔أنا الحمدلله كويسه يا هشام،
و أكملت بتذكر :
۔ماتنساش تفكر ماما إننا مستنيينكم علی العشا بعد بكرة ،وأنا هأكد عليها تاني في التليفون !
أجابها بإحترام :
۔مش هنسی يا حبيبتي ،أستأذن أنا، مش عاوزة مني أي حاجه ؟
أجابته بحب :
۔عاوزة سلامتك يا حبيبي،سلم علی ماما ودعاء ورانيا كتير !
أردفَ هشام بإيجاب :
۔يوصل إن شاء الله يا أمي
تحدث فؤاد بحنان :
۔مش كنت قعدت إتغديت معانا يا أبني ؟
أجابهٌ بإحترام :
۔معلش يا عمي مرة تانيه إن شاء الله
ثم نظر إلي فريدة الواقفه بجانب أبيها وتحدثَ بإهتمام :
۔مش عاوزة حاجه يا فريدة ؟
أجابته بإبتسامه حانية :
۔عاوزة سلامتك يا هشام،طمني عليك لما توصل البيت !
هز رأسه بحنان وعيون سعيده وهو يتحرك بإتجاة الباب :
۔إن شاء الله !
فتح الباب وكاد أن يخرج وجد بوجههِ نهلة وأسامة عائدين من الخارج
تحرك إليه أسامة وأرتمي داخل أحضانه وتحدث :
۔أبيه هشام،أزيك !
إحتضنهٌ هشام بحنان وتحدثَ :
۔ أسامه باشا اللي مبيسألش ولا حتی بالتليفون !
أجابهٌ أسامه وهو ينظر إلي والدهِ بعتاب:
۔ موضوع التليفون ده تقدر تسأل عنه عمك فؤاد،حضرته واخد مني الفون طول الوقت، ومش باخده غير وأنا خارج للدروس !
أجابهٌ والده بذكاءۢ:
۔أومال أسيبهٌ لك علشان تقضي وقتك كله علی النت وتسيب مذاكرتك ؟
إبتسم هشام وتحدث :
۔طالما الموضوع في مصلحتك يبقا سماح المرة دي !
ثم حول بصرهِ إلی نهلة ذات الوجه البشوش وتحدثَ إليها :
۔أزيك يا نهلة
أجابته بإبتسامة :
۔الحمدلله يا هشام،أزيك إنتَ
هز لها رأسهِ بإيجاب
ثم أستأذن من جديد وخرج من الباب وتوجه والداها وأشقائها للداخل
————————
وتوجهت هي إلی غرفتها مباشرةً وأغلقت بابها علی حالها
وأمسكت هاتفها وضغطت زر الإتصال أجابها علی الفور ذلك الذي يقود سيارته بغضبٍ عارم لرؤية حبيبتهِ وهي تستقل سيارة رجلً غيرة وتجاورة
ردت هي بتساؤل علی الفور عندما إستمعت لصوته :
۔هو الباشمهندس بيراقبني ولا إيه ؟
أجابها ساخراً :
۔أرفع لك القبعه علی ذكائك الخارق يا أستاذه،برغم إنشغالك بإنك تراضي خيال المأته بتاعك وتبلفيه بكلمتين منك علشان يتلهي وينسي إنك فضلتيني عليه،إلا إنك أخدتي بالك من وجودي !
أجابته بضيق :
۔ياريت يا محترم تتكلم بإسلوب راقي يليق بمركزك الوظيفي والتثقيفي ،وياريت كمان ما تنساش إن الراجل اللي إنتَ بتتكلم عنه ده هيبقي جوزي !
جن جنونهٌ وأشتشاطَ داخلهْ حين إستمع لكلمة “جوزي” وكأنها بتلك الكلمة أخرجت الوحش الذي يقطن بداخله
هدر بها بحدة وتحدثَ بفحيح :
۔علی جثتي لو ده حصل يا فريدة،وأخر مرة أسمع منك كلمة جوزي دي ،إنتِ فاهمه !
وأكملَ بتهديد أسعدها وجعل القشعريرة تسري بكامل جسدها :
۔قسماً بربي لأحاسبك علي كل ده بس نخلص من إللي إحنا فيه ده الأول، وساعتها حسابك معايا هيكون عسير يا فريدة يا فؤاد
هحاسبك علی عندك ودماغك الناشفه وهحاسبك علی كل مرة سمحتي فيها للمغفل ده إنه يقرب منك حتیی ولو بنظرة عين !
وأكمل بصوتٍ يملئهُ الثقة :
۔ قولتهالك قبل كده وهعيدهالك تاني،مفيش راجل في الدنيا دي هيلمسك غيري ،ياتكوني ليا بكل ما فيكي ،يا مفيش مخلوق في الكون ده هيقدر يقرب لك ،فهماني يا فريدة ؟
شعرت وكأن روحها تهيمٌ سارحةً في سماء الهوی تتراقص علی أنغام كلماتهِ المهلكة لإنوثتها ولقلبها الذائبٌ بهِ عشقً
لكنها تحاملت علی حالها وتحدثت بنبرة ثابته ساخرة كي تٌزيد من إشتعال روحه حتی تٌخمد نيرانها:
۔عجباني أوي ثقتك وإنتَ بتتكلم عن مستقبل مش هيكون له وجود غير في خيالك الواسع وبس،
وأكملت بنبرة حادة :
۔إسمعني كويس يا باشمهندس علشان ماعنديش وقت كتير أضيعه في الكلام
ضحك ساخراً وأردفَ مقاطعاً لحديثها :
۔وهتجيبي الوقت اللي هتتكلمي معايا فيه منين يا مسكينه،كفايه عليكي الوقت المهدور والصداع اللي جالك وإنتِ بتقنعي المغفل إن وجودك في مكتبي وإنتِ جنبي ومعايا مجرد شغل ليس إلا
وأكملَ بصوتٍ مغروم أشعلَ نيرانها :
۔المسكين مش عارف إنك مبقتيش تعرفي تتنفسي غير وإنتِ جنبي،مايعرفش إن قلبك ما بيرجعش يدق ويعيش غير في وجودي و حَضرتي
ما يعرفش إن عيونك ما بتشفش حلاوة الدنيا غير لما تبص جوة عيوني وتستمد منها طعم الحياة !
إبتلعت لعابها من حديثه الذي هز كيانٌها وزلزلهْ ،أخرجت صوتها بصعوبة وبرعشة وأهتزاز وصلهُ وأسعدهٌ وتحدثت :
۔إنتَ موهوم يا سليم، وياريت بقا تفوق لنفسك وتسيبني في حالي أكمل حياتي بهدوء مع الراجل اللي إختارة قلبي !
أجابها بصوتٍ هائم حطمَ بهِ ما تبقي من حصونها:
۔مهو ده اللي أنا عاوزة بالظبط يا قلب سليم
عاوزك تكملي حياتك مع الراجل اللي قلبك عشقه وأختارة،واللي هو سليم، يا عيون وقلب وروح سليم ♡
أخذ صدرها يعلو ويهبط من شدة ما أصابها من حديثه المٌهلك لروحها وكيانها بالكامل
صمتت وأغمضت عيناها بإستسلام وضعف،وتركت لحالها العنان للإستمتاع بحديثه الذي غزی روحها وكيانها بالكامل،وكأن قلبها قد مات إكلينيكياً وأتتهُ تلك الكلمات علی شكل صدمات كهربائية فأعادت إليهِ نبض الحياه من جديد !
فأكملَ هو مدغدغً مشاعرها :
۔انا بحبك يا فريدة،بحبك ونفسي تخلصينا من الكابوس إللي إنتِ معيشانا فيه ده،بحبك وبحلم باليوم اللي هتبقي ملكي فيه و أقدر أضمك في حضني وأنسيكي وأنسي بيكِ كل وجعنا وألمنا اللي عشناه !
أجابته بصوتٍ هامس مٌترجي أشعلَ داخله وزلزل كيانهٌ بالكامل :
۔أرجوك ياسليم ترحمني وتسيبني في حالي
أجابها هامساً بصوتٍ عابث أهلك روحها :
۔أنا اللي برجوكِ إنك ترحميني يا قلب سليم، إنتِ الوحيدة اللي في أيدك ترحمينا وترحمي قلوبنا المشتاقه ،أفسخي الخطوبة يا فريدة وأرحمي قلبي من نار غيرته وإشتعاله
وأكمل بنار تشتعل داخل صدرة :
۔أنا بموت في اليوم 100 مرة وأنا شايفك لابسه في أيدك دبلة راجل غيري ،أرحميني يا فريدة،أرحميني من نار الغيرة اللي دوبت قلبي ونهت عليه !
كانت مغمضة العينان تاركه لروحها العنان سارحه
في كلماته المدغدغة لمشاعرها وكيانها بالكامل
فاقت علی حالها عندما أستمعت إلی طرقات فوق الباب إرتعبت أوصالها وتحدثت سريعاً:
ؐأنا مضطرة أقفل!
أجابها سريعاً بعدما أستمع لصوت الطرقات هو الأخر:
۔تمام بس هستنی تكلميني بالليل علشان نكمل كلامنا ،أوك يا حبيبي !
أغلقت هي دون أن تٌجيبهُ وتحدثت بإرتباك وصوتٍ مهزوز:
۔أدخل !
دلفت والدتها وتسائلت بإستغراب :
۔أيه اللي مقعدك لحد دالوقتِ بلبس الشغل ؟
أجابتها بكذب :
۔معلش يا ماما كنت برد علي تليفون شغل ضروري،
ووقفت وتحركت إلی خزانتها وأخرجت منامه بيتيه وتحدثت :
۔هروح أخد شاور وأتوضی وأصلي العصر علی ما حضرتك تجهزي الغدا
نظرت لها والدتها بإستغراب لحالتها الغريبة والمُرتبكة ولكنها فضلت الصمت وخرجت لتجهيز سفرة الطعام لإسرتها
》》》》》》》¤《《《《《《《《
أنهی سليم مكالمتهُ مع فريدة وأتجهَ إلی مسكن والدة بوجهِ مُبتسم وقلبٍ سعيدٍ يرفرف من شدة هيامه بحديثهٌ المثمر مع فريدة قلبهِ وأحلامهْ
وصل لمسكنه وجد والدته بإنتظارة،وقفت مقابله له ونظرت له بعيون ملامه وتحدثت بحزنٍ عميق :
۔هنت عليك تسيبني تلات أيام بحالهم ومتسألش عليا فيهم ؟
للدرجة دي الغربه قستك عليا يا أبني ؟
تنهد بألم لأجل حُزنها الصادق الواضح بوجهها وتحرك إليها وضمها بإشتياق وهو يقبل كف يدها ووجنتها وأردفَ بأسی :
أنا أسف يا حبيبتي،بس أنا حقيقي كُنت محتاج أقعد مع نفسي علشان أهدی !
أجابته بصوتٍ مٌختنق بالعبرات :
۔وأهم اليومين عدوا خلاص بحلوهم وشرهم وخلصنا منهم
وسحبته من يدة وهي تُجلسهُ فوق المقعد بإهتمام وتحدثت بحب :
مش هسمح لك تسيبني تاني طول الفترة اللي إنتَ قاعدها هنا في مصر ،مفهوم ؟
نظر لها بحب وتحدث بهدوء :
۔أرجوك يا ماما سبيني براحتي،ليكي عليا هفضل معاكي طول اليوم هنا، لكن هبات في الاوتيل !!
نظرت له بدموع وتسائلت بألم ظهر بعيناها :
۔إنتَ بتعمل فيا كدة ليه يا سليم ؟
كل ده ليه وعلشان إيه للدرجة دي أنا مليش أي قيمة عندك قدام البنت دي ؟
زفر بضيق وأردفَ بنبرة حادة :
۔ماما لو سمحتي ،إحنا مش هنعيد الكلام ده تاني، أنا جاي تعبان ومش هتحمل أي نقاش وخصوصاً لو كان الكلام يخص فريدة !
أجابته بهدوء إصطنعتهُ لحالها :
۔خلاص يا حبيبي هعمل لك كل إللي يريحك ومش هجيب سيرتها تاني، بس أرجوك تجيب حاجتك من الأوتيل وترجع تقعد معانا
نظر لها فتحدثت هي بترجي ونظرات متوسلة:
۔علشان خاطري يا سليم !
هز رأسهٌ بإستسلام وأجاب :
۔حاضر يا ماما،بالليل هروح أعمل check out وأجيب حاجتي !
تهللت أساريرها بسعادة وتحدثت :
۔أيوا كدة يا حبيبي فرح قلبي !
وجد ندی تخرج عليه من غرفة ريم وهي ترتدي ثوبً ناعمً ورقيق للغايه، قصير و مثير، وتضع بعض مساحيق التجميل التي جعلت منها أيقونه للجمال !
تحركت بسعادة بجانب ريم وتحدثت وهي تقترب عليه لتحتضنه ،شعر بها وأبتعدَ بجسدهِ للخلف فقد تيقن أنها ستٌعيد نفس ما حاولت فعله أمس بالأوتيل ،
مد يدة من بعيد مما جعلها تخجل وهي تنظر إلی عمتها وريم ثم تماسكت وأردفت قائله :
۔أزيك يا سليم،إتأخرت كدة ليه ؟
إحنا مستنيينك من بدري !
نظر لها بإستغراب من تواجدها في منزل والدهِ ثم أجابها :
۔وإنتَ تعرفي إني جاي منين يا ندی ؟
نظرت له وتحدثت بإبتسامه جذابه :
۔معقوله يا سليم نسيت بالسرعة دي ،مش إنتَ إللي قولت لنا إمبارح إنك هتخرج من شغلك علی هنا !
هز رأسه بتذكر ثم نظر إلي ريم التي أرتمت داخل أحضانه ،قبلَ وجنتها وتحدثَ بحنان :
۔وحشتيني
إبتسمت له شقيقته ودثرت نفسها داخل أحضانه تحت نظرات ندی الغائرة وهي تتمنی أن تصبح محلها وتستحوذ علی سليم وحضنهُ ووسامتهُ ورجولتهُ وأيضاً أمواله ُ
جاء والدةٌ من الداخل مرحباً بسعادة ظهرت علی وجهه :
۔وأنا أقول البيت منور ليه ،أتاري الباشمهندس شرفنا وتفضل علينا بالزيارة
تحدثت أمال بلهفه وسعادة :
۔لا زيارة أيه بقا،سليم خلاص ساب الأوتيل وهييجي يقعد معانا
إقترب سليم من والدة ومدَ يدة بإحترام وأردفَ :
۔أزيك يا بابا،أخبار صحة حضرتك أيه ؟
إبتسم والده وأجابهُ وهو يٌربت علي كتفه بحنان :
۔الحمدلله يا باشمهندس ،أنا بخير طول ما أنتَ وأختك بخير !
تحدثت أمال بسعادة :
۔يلا يا حبيبي علی السفرة علشان تتغدا !
وأكملت بإهتمام:
۔أنا طبخت لك بنفسي كل الأصناف إللي إنتَ بتحبها !
تحدثَ بحنان وهي يتحرك بجانبها :
۔ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي !
إلتفوا جميعاً حول سفرة الطعام المحملة بكل ما لذَ وطابَ من الأصناف المحببه لدی سليم
جلست ندی بجانب سليم تحت إستغراب قاسم بإهتمامها المبالغ !
أمسكت الشوكة والسكين ومدت يدها وألتقطت قطعة لحم ووضعتها داخل صَحنْ سليم بإهتمام وتحدثت بسعادة :
۔الإسكالوب إللي بتحبه يا سليم !
وأكملت تحت إستغراب سليم من أفعالها وأهتمامهَا المبالغ بهِ:
۔علی فكرة يا سليم ،أنا بعرف أعمل الإسكالوب كويس جداً،أكيد مامي هتعزمك قريب وساعتها هدوقهٌ لك من إيدي،
وأكملت بتفاخر وثقة :
۔ وبعدها أوعدك إنك مش هتعرف تستطعمه من إيد حد غيري !
تحدثت أمال بضيق من أفعال إبنة أخيها المٌستفزة :
۔كُلي يا ندی وسيبي سليم ياكل براحته ويختار الصنف إللي يعجبه !
أجابتها بفرحه :
۔ما أنا بساعدة علی إنه يختار يا عمتو !
أجابها سليم بنبرة حازمه وحديث ذات مغزی :
متشكر جداً لمساعدتك يا ندی، بس ملوش لزوم تتعبي نفسك لأني ما بحبش حد يختارلي حاجه ويوجهني ليها،أنا عارف أنا عاوز أيه كويس أوي ومنقيه بعيوني !
ثم أكملَ بهدوء كي لا يٌحزنها :
۔وبعدين إنتِ ضيفتنا،يعني المفروض أنا إللي أعزم عليكي وأهتم بيكي مش العكس !
تحدث قاسم ملطفاً الجو بعدما رأي حزن ندی بعيناها :
۔ضيفة أيه بس يا سليم،ندی دي صاحبة بيت زيها زي ريم بالظبط !
حدثت أمال حالها بغضبٍ:
۔ماذا تريدين من صغيري أيتها الخبيثه،أتيقن أن تلك الحيةِ التي أنجبتكِ هي من تحركك كقطعة شطرنج بيدها اللعينه ،لقد أخطأت بحساباتها حين ظنت أنها تستطيع أن تجعلني أرضخ وأجعلُ منكِ زوجة ل سليم الدمنهوري،تلك الغبيه تظن أنني سأمنحها هذا الشرف،سليم لن يتزوج أقل من إبنة سفير أو وزير دولة علی الأقل،وسترون جميعا أن تخطيطي لن ينهار أبداً وأنني من سينتصر بالأخير !
نظرت ندی بسعادة إلی قاسم وتحدثت متلاشيه حديث سليم وأمال الجارح لها :
۔متشكرة يا عمو،أنا كمان بحب حضرتك جداً وبعتبرك زي بابا بالظبط
هز لها رأسهِ بمجامله ثم حول بصرةِ إلی سليم وتحدث بنبرة جادة :
۔أخبار شغلك إللي إنتَ جاي علشانه أيه يا سليم ؟
أجابهُ وهو يقطع الطعام من أمامه بالشوكة والسكين :
۔كله تمام يا بابا،الدنيا ماشيه كويس لحد دالوقتِ
رد عليه والدة وتسائلَ :
كٌنت بتقول إنك هتحتاج تسافر دٌبي علشان تشوف شركة هناك ؟
إنتظر لثواني حتي مضغ ما في فمه وأبتلعهُ وأجابَ والدهِ بإحترام :
۔إن شاء الله مش هحتاج أسافر ،الشركة إللي أنا موجود فيها حالياً ممتازة ولو فيه نصيب هنمضي معاهم أخر الإسبوع !
نظرت أمال بغضب إلی قاسم وتنهدت بضيق لعلمها أن تلك الشركة هي الشركة المتواجدة بها فريدة،فقد أبلغها حسام بكل تحركات سليم وتواجدة معها
بنفس المكتب ،والتي أخبرهُ بها شخصيه مجهوله داخل الشركة كانت تُبلغهُ سابقاً بكل أخبار فريدة مقابل مبلغ مالي شهري من أمال بحد ذاتها !!
》》》》》》》¤《《《《《《《《
بعد أذان المغرب
فاقت من غفوتها التي لم تتعدی الساعة لتفكيرها العميق في حديث سليم
تحركت للخارج وتوضأت وشرعت في أداء فرضها وبعد إنتهائها من الصلاة تحركت للخارج، وجدت والدها يجلس في الشرفة يحتسي قدحً من القهوة،ويستمع إلی غنوة أم كلثوم إنتَ عمري
إتجهت إليه وجلست بجانبه وتحدثت بدُعابه ووجهِ بشوش :
۔يا سيدي علی الروقان ،قهوة وأم كلثوم مرة واحدة يا عم فؤاد،أومال فين عايدة هانم علشان وصلة الروقان تكتمل !
نظر إليها بضحك وتحدثَ بدعابة :
۔قايمه من النوم مزاجك رايق أوي يا باشمهندسة
ثم نظر لها وتسائلَ :
۔مش ناويه تقولي لي مشيتي عمك عزيز وركبتي مع هشام ليه ؟
تنهدت وتحدثت بهدوء :
بصراحه يا بابا كان فيه مشكله حصلت بيني وبين هشام بخصوص الشغل وهو كان متضايق جدا ،فقولت أجي معاه علشان يبقا فيه وقت نتكلم وأحاول أفهمه الموقف، والحمدلله ده حصل !
نظر لها والدها وأردفَ قائلاً بتعقل :
۔هشام راجل أبن حلال وشاريكي يا فريدة،أوعي تخسريه يا بنتي بسبب الشغل أو غيرة !
أجابت والدها بنبرة جادة :
۔هشام فعلاً راجل محترم وشاريني يا بابا،بس أنا مش هسمح له لا هو ولا غيرة إنه يوقفني ويمنعني من تحقيق أحلامي !
هز لها رأسه وتحدث بإبتسامة فخر:
۔هي دي فريدة بنتي وتربيتي اللي دايماً مشرفاني،بس أنا كمان مش عاوزك تخسري هشام !
إبتسمت له وأردفت :
۔متقلقش يا بابا،أنا بعرف أتعامل مع هشام كويس وأقنعه باللي فيه مصلحتنا
》》》》》》》¤《《《《《《《《《
في المساء !!
كانت تجلس فوق تختها وهي تعمل علی جهاز الحاسوب الخاص بها ،وشقيقتها تذاكر دروسها فوق مقعدها الخاص بالمكتب الموضوع داخل الغرفة
رن هاتفها،رفعت رأسها وبدأت بتحسس عٌنقها وتدليكه بهدوء ثم أمسكت هاتفها ونظرت بهِ رأت نقش أسم مُعذبُها ومُعذب روحها
إرتعبت أوصالها ونظرت إلی نهلة المٌنكبه بتركيز علی كتبها غير مبالية برنين ذلك الهاتف بالمرة
ضلت تنظر به بشرود وتيهه حتی إنقطع الإتصال ،ثم عاود من جديد ،ومن جديد إرتعبَ داخلها
رفعت نهلة عيناها من فوق كتابها وتحدثت بإستغراب:
۔مالك يا بنتي ماسكه الموبيل وباصه فيه ومتنحه كدة ليه،ماتردي !
تنهدت وأغمضت عيناها بتألم، وتجدد الإتصال من جديد للمرة الثالثة علی التوالي
حين تساءلت نهلة بذكاء ده سليم ؟
هزت رأسها بإيجاب وأستسلام
فتحدثت نهلة وهي تتحرك :
۔ردي عليه وشوفيه عاوز إيه ،شكلة مش هيستسلم غير لما تردي
وأكملت وهي تتحرك للخارج :
۔أنا هطلع أقعد مع بابا وماما شويه علشان أديكي الفرصة تتكلمي براحتك
وأكملت بتحذير :
۔بس ياريت يا فريدة ما تحنيش وتصدقي كلامه وتنسي إللي عمله فيكي زمان ؟
قالت كلماتها وخرجت
تنهدت فريده وضغطت زر الإجابة وأجابت بإقتضاب :
۔أفندم يا باشمهندس ؟
تنهد براحه لسماعه أخيراً لصوتها العزبْ وأردفَ بدُعابه:
۔طب ليه الدخله دي ، إحنا مش قافلين وإحنا زي الفل مع بعض ،
وأكملَ بنبرة حنونة :
۔ بتقلبي بسرعة ليه كدة علی سليم يا قلب سليم ♡
كانت تستمع له وهي تُجاهد حالها وصراعها الداخلي يمزقها، تحدثت بإستسلام:
۔عاوز إيه يا سليم ؟
تنهد وتحدث بصوتٍ حنونْ لرجُلً يذُبُ عشقً في الهوی :
۔عاوزك يا فريدة ♡
إبتلعت لُعابها وتحدثت بحدة مدعية الغضب بصوتٍ مٌرتبك:
۔خلي بالك من كلامك يا باشمهندس،إيه عاوزك دي كمان ؟
ضحك برجوله لإرتباك صوتها وزلزلت داخلها وأجابها :
۔عاوزك يعني عاوزك،
بيتهئ لي ملهاش غير معنی واحد يا باشمهندسة
وأكملَ بهيام :
۔عاوز أتجوزك يا فريده ،بحبك وبتحبيني والعشق مدوب قلوبنا،يبقی أيه اللي يمنع من إننا نتجوز وأخدك في حضني وأرتاح
أجابته بقوة وغضب مٌصطنع :
۔الكلام ده تروح تضحك بيه علی حد غيري،وبعدين أنا واحدة مخطوبه واللي حضرتك بتقوله ده حرام شرعاً وعيب وما يصحش،
وأكملت بتفسير :
۔هو حضرتك ما سمعتش عن الحديث النبوي إللي بيقول ولا يخطب أحدكم علی خطبة أخيه ؟
أجابها بثقه وهدوء نفسي :
لا طبعا سمعته وعارفه وعارف معناه كويس جداً،
وأكمل مٌفسراً موقفهِ :
۔ لكن كمان أعرف إن الست إللي تتجوز راجل وهي عارفه ومتأكدة إن قلبها مع غيرة وعمرها ما هتقدر تحبه وتقدم له قلبها يبقا حرام عليها ،ويمكن كمان تُأثم علی ده
واكملَ ليسحق مشاعرها ويخيفها لتستفيق علی حالها:
۔وأعرف كمان كم الخيانة والغدر والحرمانية اللي بتسقط علی الست لما جوزها يكون واخدها في حضنه وهي بتفكر في غيرة وغصب عن إرادتها بتتخيل حبيبها مكانه !
وأكملَ مفسراً :
۔وده هيبقي حالك معاه لو أستمريتي في عنادك وكملتي !
صاحت بدموع وتوسل :
۔حرام عليك يا سليم ،إنتَ عاوز مني إيه ،متسيبني في حالي بقا !
أجابها بصوتٍ حنون :
۔مش هسيبك لإن ببساطه هبقی بحكم علی قلبي بالإعدام،وأنا في حب ذاتي أناني أوي يا فريدة !
أجابته بنبرة صوت مٌتوسله :
أرجوك يا سليم إبعد وسيبني أكمل في حياتي اللي بدأت أأسسها،إنتَ كدة بتحولني لواحدة خاينة وهشام ميستاهلش إني أعمل فيه كده !
أجابها بإقناع :
۔تعرفي إيه هي الخيانه إللي بجد يا فريدة،إنك تفضلي معاه وقلبك وروحك ووجدانك مع غيره،
وأكملَ بتأكيد إنتِ كدة بتقتلي رجولته وتدمريه، وهو فعلاً ما يستاهلش منك كدة،لو فعلا غالي عليكي وتتمني له الخير سبيه يا فريدة !
تنهدت بدموع وأجابته :
۔إسكت يا سليم، إنتَ أصلك متعرفش أنا أبقا إيه بالنسبه لـ هشام !
تحكم بحالة إلی أبعد الحدود بعد كلماتها التي جعلت الدماء تغلي بعروقه من شدة غيرته وأجابها بهدوء :
۔هينساكي يا حبيبي مع الوقت هينساكي صدقيني ،
وأكملَ حديثهٌ ليٌطمئنها :
۔وأكيد ربنا هيعوضه بحد كويس يحبه ويعيش معاه اللي جاي من عمره
وأسترسلَ حديثهٌ بواقعية:
۔لو سبتيه هتحيي قلبك وقلبي ويمكن كمان قلبه لما يلاقي حد يحبه بجد
وأكمل بألم يملئ صوته :
۔لكن لو كملتي معاه تبقي بتحكمي علی قلوبنا إحنا التلاته بالموت البطىء !
كادت أنا ترد أوقفها هو بعقلانية :
۔فكري كويس قبل ماتردي ،خدي وقتك وفكري وأبقي بلغيني بقرارك إللي هستناه علی نار !
وتنهد براحه وصمتا كلاهما برهه من الوقت
ثم أكملَ ليٌخرجها من حالتها تلك :
۔أسامه أخبارة إيه، أكيد دالوقتِ كبر وبقي راجل ؟
إبتسمت وأجابته براحه في محاوله منها بتناسی ما حدث منذُ قليل :
۔في ثانوية عامة السنی دي ومطلع عنينا كلنا !
أجابها بفخر :
۔إن شاء الله هيطلع من الأوائل ويبقا زي فريده،أشطر واحد في مجالة !
إبتسمت وتحدث هو بصوتٍ حنون:
۔إنتِ وحشتيني أوي يا فريدة،وحشتني نظرة عيونك ليا لما كُنتِ بتبقي راضيه عني،وحشتني نبرة صوتك وحنيته وإحنا بنتكلم مع بعض في لحظات صفائنا وعشقنا !
أغمضت عيناها وأرتعش جسدها بالكامل لمجرد تذكرها ماضيها الحالم معهْ
وأكملَ هو بحنين لماضيه :
۔فاكرة يا فريدة،فاكرة لما كُنتِ بتقفي تحت المطر في ساحة الكلية وفاتحه درعاتك وباصه للسما والمطر نازل علی وشك يحضنه وإنتي في قمة سعادتك،
وأكملَ بحنين :
۔كُنت ببقا نفسي أجري عليكي وأحضنك وأشيلك وألف بيكي والمطر ينزل علی أرواحنا وقلوبنا يغسلها !
أجابته بحنين لماضيٍ جميل مضي ولم يبقا له من الأثرِ وجود:
۔كانت أيام حلوة أوي يا سليم،ياريتها دامت
وأكملت بصوتٍ مٌتألم مٌختنق بالعبرات :
۔إنتَ ليه عملت فيا كدة يا سليم ؟
ليه كسرت وعدك ليا وأتخليت عن قلبي ؟
ليه وجعت روحي وجرحتها،ليه يا سليم،ليه ؟
تنهد بألم وتأوهَ بصوتٍ مسموع وأردفَ قائلاً بهمس:
۔علشان غبي يا حبيبي
لما سيبتك ومشيت كان بيتهيئ لي إني هرتاح وأقدر أعيش حياتي في سعادة وأنا شايف أحلامي بتتحقق قدام عنيا
وأكملَ بحزن ورعشة ندم سكنت صوته :
۔أتاريني كنت بتخلی عن روحي وأودع بسمة حياتي للأبد !
وأتاريكِ كنتِ أقصي أحلامي يا فريدة !
ودي الحقيقه اللي للأسف كنت غافل عنها وفهمتها بس بعد فوات الأوان
وأسترسلَ حديثهٌ بألم :
۔أنا من يوم فراقنا والفرحه نسيتني والهم سكن قلبي وكياني يا فريدة
ما رجعتش أتنفس وأعيش غير لما لقيتك من جديد ،ما بحسش بقلبي ونبضه غير وإنتِ جنبي وشايفك قدام عيوني !
شهقت بدمعه شقت صدرها وصدره وتحدثت بعتاب :
۔بس إنتَ سبتني خمس سنين من غير حتی ما تسأل عليا،لو فعلاً حبتني زي ما بتقول ،ليه مجتش تقولي وترجعني ليك من جديد ؟
كنتْ مستني الصدفه اللي تجمعنا يا سليم ؟
وأكملت بأسي :
للأسف مش قادرة أصدق كلامك عن وجعك في بُعدي ولا أقتنع بيه !
أجابها بحماس:
۔ ومين قال لك إني مدورتش عليكِ ؟
أنا خليت حُسام يدور عليكي ولما قالي إنه ملاقكيش مستسلمتش، خليته يكلف شركة أمن تبحث لي عنك وأتواصلت معاها بنفسي
وأكملَ بصوتٍ يملئهُ الغل :
۔لكن الحقير كان متفق معاهم علی إنهم يبلغوني إنهم معرفوش يوصلو لك،ومع ذلك مستسلمتش والمفروض إن أجازتي دي كانت شهر واحد ،مديتها وكُنت جاي ومش ناوي أرجع ألمانيا غير وإنتِ معايا !
إبتسمت بمرارة وتحدثت بدموع :
۔راجع لي بعد خمس سنين تدور عليا،وإيه بقا اللي كان مخليك واثق إنك هترجع تلاقيني مش متجوزة مثلاً ؟
قلبي يا فريدة،قالها بقلبٍ عاشق واثق
وأكملَ بيقين :
۔قلبي كان دايماً دليلي ،ويقيني بربنا ودعائي ليه إنه يحفظك ليا وأقدر أستردك كان دايماً مطمن قلبي !
وأكملَ بصدق:
۔والله العظيم حاولت كتير إني أخد أجازة علشان أنزل أدور عليكِ بنفسي ،لكن للأسف في كل مرة توفيق ربنا مكنش بيحالفني
وأكملَ بمرارة بعدما تيقن أن كل ما كان يحدث ليس إلا تخطيطً من والدته وحُسام:
۔ مرة أمي تتعب وتخليني ألغي السفر بعد ما أحجز ،وتجيلي ألمانيا علشان أعمل لها فحصات عندي،ومرة أهلي يجولي زيارة ويقضوا الأجازة معايا بعد ما أكون أخدتها بالفعل٬ومرة الشغل يبقي محتاج لي جداً ومقدرش أخد أجازة ،
وأكملَ مٌفسراً :
۔الشغل برة صعب أوي يا فريدة،،والشركة اللي أنا فيها حازمه جداً وصعب تاخدي أجازة طويله وتسيبي مكانك ،أنا علشان أخد الأجازة الطويله دي خيرتهم مابين شغلي معاهم،وبين الأجازة اللي هرجع أدور فيها عليكي،ولولا إني أثبت جدارتي عندهم مكنوش وافقوا
وأكملَ بألم شق صدره :
أنا عشت عمري كله متعذب بسبب بعدك عن حضني،عمرك في يوم مغيبتي عن بالي لحظه واحده،كنتِ عايشه معايا يومي،كنتي معايا في ليلي ونهاري حتی أحلامي لما سكنتيها،أنا تعبت بجد ودوقت المر في بُعدك يا فريدة
وأكمل بحماس :
۔علشان كدة لازم تفركشي خطوبتك بأسرع وقت علشان نكون مع بعض
وأردفَ بجديه ونبرة حماسية :
۔هتجوزك وأخدك ونروح نعيش في ألمانيا بعيد عن كل الناس،
وأكملَ بصوتٍ عاشق :
۔هنعيش حياتنا من غير ضغوط من أي حد من اللي حوالينا ،هعيشك وهعيش معاكي أجمل سنين عمرنا،هنعوض حبنا وعمرنا إللي سرقهم الزمن مننا يا فريدة
وأكملَ بوعد عاشق:
هدوقك غرام وعشق سليم الدمنهوري علی أصولة،غرام سليم اللي حرمتيه بجبروتك علی كل ستات الدنيا بعدك ♡
إبتلعت لعابها من شدة تأثير صوتهِ الحنون وكلماتهٌ عليها،كانت تستمع إليه مُغمضة العينان طالقه العنان لروحها السارحه في دنياه،
ولكنها وبلحظه وعت علی حالها وأستفاقت وتذكرت هشام وتذكرت أيضاً أن ما تفعلهُ الأن ما هو إلا خيانة،
وخيانه بشعه وغير مقبوله لرجلٍ لا يوجد لديه ذنبٍ سوي أنهُ عشقها وأصبح رجلاً معها ،وأتي إلی والدها وطلبها حسبما شرع الله والعرف أيضاً !!!
إنتفضَ داخلها بألم وتحدثت بصوتٍ باكي :
ؐ۔أسكت يا سليم من فضلك،أسكت ،إللي بيحصل ده كله حرام وغلط وخيانه ،أرجوك تقفل ومتكلمنيش تاني علشان أنا عمري ما هسمح لنفسي وأحطها في خانة الخيانه !
حدثها بحدة ورفض لحديثها :
۔فوقي يا فريدة ومتدمريش حبنا وحياتنا بغبائك ،كفايه غبائي زمان واللي حصل لنا من وراه ، مش هتيجي إنتي دالوقتِ وتكملي واصلة الغباء وتعيديها من جديد ؟
نطقت بحده ودموع :
۔من فضلك أسكت مش عاوزة أسمعك ،وياريت ما تتصلش بيا تاني لأني من النهاردة مش هرد علی تليفوناتك !
فاهم يا سليم ،مش هرد علي تليفوناتك ولا هسمع لك تاني !
وأكملت بدموع وقلبٍ يتمزق من شدة الألم :
۔إنساني يا سليم ،إنساني وعيش حياتك زي ما أنا هحاول أنساك !
وأغلقت هاتفها بوجههِ دون أن تٌعطيهِ حق الرد وهي ترتعب وجسدها ينتفض من شدة خوفها من الله ومن فكرة أنها وبذلك التصرف أصبحت خائنة
إرتمت بإهمال فوق تختها وأجهشت ببكاءِ مرير يٌدمي القلوب
وبدأت تستغفر ربها وتؤنب حالها علی سماح وتهاون ضميرها بتلك البساطه لخيانة هشام الذي لا يستحقٌ منها ذلكَ أبدا
حدثت حالها وهي تخفي وجهها بيديها خجلاً من خالقها ،ساعدني يا الله،ساعدني وأغفرلي ذنبي وأرحمني،أعفو عني خالقي،إنتزع عشقهٌ من داخل صدري وضع عشق ذلك المسكين بديلاً عنه،
سامحني علی تمادی مشاعري معه إلي هذا الحد
ربي إني ظلمتٌ نفسي فإن لم تغفر لي وترحمني لأكوننَ من الخاسرين !
إنتهي البارت
هل ستفي فريدة بوعدها الذي قطعته علی حالها بألا تستقبل مكالمات من سليم بعد الأن ؟؟
أم أن لقيود العشق علي قلوبنا المغرمة سلطة وسلطان ؟
إنتهي البارت
رواية جراح الروح
بقلمي روز آمين




