رواية جراح الروح لروز أمين الفصل السادس
️البارت السادس 🔹️
مازال يقف أمام مرأته بغضبٍ يُشعل داخله،يُحدث حالهُ بهياجٍ كمن فقد عقله من أفعال تلك التي ستصيبهُ بالجنون لامحال ،حتی إستمع إلي رنين هاتفه فتوجهَ إلي الكومود ونظر به، وجد شقيقته ريم وقد كانت أبلغته مُسبقاً أنها تريد المجئ إليه
أجابها وأخبرها أنهُ سيهبط إليها بعد قليل !
تحدثت ندی بتأفأف وهي تجلس بجانب ريم داخل إستقبال الأوتيل :
۔مش كنا طلعنه له ال Suite أحسن من قعدتنا دي ؟
أجابتها ريم بإعتراض:
۔هنطلع ال Suite نعمل فيه إيه بس يا ندی، وبعدين مكنوش هيرضوا يطلعوكي معايا عندة ,ده أوتيل محترم يا بنتي !
في غضون دقائق وجدا سليم يقف أمامهما وهو ينظر إلي ندی بإستغراب
فاقتربت هي عليه وكادت أن ترتمي داخل أحضانه وتحدثت بعيون مُتلهفه:
۔سليم أزيك،وحشتني أوي
وأكملت بدلال:
۔ أنا زعلانه منك جداً علی فكرة !
نظر لها مُضيقاً عيناه وهو يُبعدها بساعديه بعيداً عن مرمی أحضانه:
۔أهلاً يا ندی،إزيك !
تحمحمت بإحراج لإبعاده إياها وعدم السماح لها بأن ترتمی بأحضانه وتحدث بعتاب :
۔بقا كدة يا سليم، أعرف بالصدفه من ريم إن بقالك كام يوم هنا في مصر ومتجيش تزونا ولا حتی تكلمني في التليفون علشان نتقابل ،،للدرجة دي أنا مش وحشاك ؟
إقترب من ريم وضمها إليه بحنين وتحدث وهو يقبل جبينها متلاشياً حديث تلك الندی الذي أصابهُ بالإستغراب:
۔عامله أيه يا حبيبتي ؟
أجابته ريم بنظرات خجله متهربه من مرمی عيناه:
۔الحمدلله يا حبيبي،إنتَ وحشتني أوي يا سليم
قبل وجنتها وأجابها بحنان:
۔وإنتِ كمان وحشتيني أوي يا ريم
ثم نظر إليها وأشار بيدة إلی ندی المستشاطه من تجاهله لحديثها وتحدثَ :
۔إتفضلوا إقعدوا !!
نظر إلى ندی وتحدثَ :
۔ خالو عزمي وطنط سميرة أخبارهم أيه يا ندی؟
أجابته بدلال:
۔يهمك أوي تعرف أخبارنا يا باشمهندس؟
لو كنا فعلاً نهمك كُنت جيت زرتنا وأطمنت علينا بنفسك بعد غياب خمس سنين بحالهم !
أجابها بنبرة جاده مٌتلاشياً نبرة صوتها التي تحاول إغوائهِ بها :
۔معلش يا ندی،الحقيقة أنا نازل مصر في شغل ووقتي ضيق جداً ومازرتش أي حد لحد دالوقت ،لكن إن شاء الله أزوركم قريب !
أجابته بلهفة أثارت إستغرابه:
۔بجد يا سليم،،ۜ طب قولي أمتی هتزورنا علشان أخلي مامي تعمل لك الإنجلش كيك إللي بتحبه من إيدها،فاكر يا سليم ولا ده كمان نسيته زي ما نسيتنا ؟
أجابها بإقتضاب وأختصار:
۔ربنا يسهل يا ندى!
وأحال بصرةِ إلي شقيقتهِ المستغربة حال إبنة خالها وحديثها الغريب !
فتحدث سليم إلی شقيقتهِ :
۔ماما وبابا عاملين أيه يا ريم ؟
أجابته بحزن:
۔ماما زعلانه أوي يا سليم،حتی بابا طول الوقت ساكت وحزين من وقت ما سبت البيت،معقوله يا سليم تسيب البيت يومين بحالهم من غير حتی ما تتصل تطمنا عليك ؟
تنهد بأسی وتحدث:
۔إن شاء الله هاجي بكره
أجابته بحزن :
۔وليه ما تجيش معايا دالوقتٍ، ولا أنتَ عجبتك القعدة بعيد عننا،يا سليم أحنا لينا سنتين مشفنكش من أخر مرة بعتلنا فيها زيارة لألمانيا ،معقوله تبقا جنبنا وتختار إنك تبعد وتقعد لوحدك علی إنك تكون وسطنا ؟
وأكملت بأسی :
۔هو ده وعدك ليا وإنتَ مسافر ،مش كنت دايماً تصبرني وتقولي لما أنزل مصر هلففك البلد كلها ومش هسيبك لحظه واحدة يا ريم،
فين بقا وعودك دي كلها يا باشمهندش ؟
أجابها بإعتذار وأسی:
۔معلش يا حبيبتي، صدقيني غضب عني ،سبيني النهاردة علشان بجد محتاج أكون لوحدي وبكرة إن شاء الله هكون في البيت !
تحدثت ندي بدلال وتدخل غير محبب إلی شخصية سليم:
۔إيه حابب تكون لوحدك دي كمان،لا أنا مش بحب أشوفك كده يا سليم،أنا هتصل ب حُسام ونخرج كلنا مع بعض، أنا عارفه Night club حلو أوي، هنسهر فيه وصدقني هنسيك فيه كل تعبك ده
نظر لها مُستغرباً جرأتها برغم صغر سنها حيث أنها لم تتعدي ال 23 من عمرها إلا أن جرأتها ذائدة عن الحد،تذكرَ فريدتهُ وخجلُها الذي ما زال يلازمها إلی الأن وأبتسم داخلة
تحدث بجدية وملامح عابسة:
۔متشكر يا ندی علی عرضك لكن أنا الحقيقة بطلت أسهر في الأماكن دي من زمان
ثم نظر إلي شقيقتهِ وتحدثَ:
۔وريم كمان علی حد علمي وعلی حسب إتفاقنا إنها ما بتروحش الأماكن دي نهائي
وتسائل:
۔ولا أيه يا ريم ؟
إبتسمت له بحب وأجابته براحه :
۔ أكيد طبعاً يا سليم
ثم أخذته بعيداً عن ندی بعض الشئ وتحدثت خجلاً:
۔أنا أسفه يا سليم علی إللي حصل مني زمان في موضوع المهندسة فريدة،صدقني يا حبيبي أنا مكنتش أقصد ،أنا كنت بفضفض مع ماما بنية صافية،والله ما كنت أعرف إنها هتعمل كل ده !
تنهد بألم وتحدث :
۔مش زعلان منك ياريم لإني عارف ماما وتفكيرها كويس،وعارف ومتأكد كمان من إنك ملكيش أي ذنب في كل اللي حصل !
تحدثت بنبرة خجله مُتردده:
۔حتي حُسام هو كمان ملهوش ذنب صدقني !
هنا تحولت نبرة سليم الهادئة إلی حادة وتحدثَ بوجهٍ غاضب:
۔ خرجي نفسك من اللي بيني وبين حٌُسام يا ريم علشان متزعليش من اللي ممكن أعمله وقتها !
وتحرك وهو يتجه إلی ندی وأشار بيده وتحدث:
۔تعالوا ندخل مطعم الأوتيل علشان نتغدا مع بعض
تهللت أسارير ندي وتحركت بجانبه هي وريم متجهين إلی المطعم المرفق بالأوتيل
》》》》》》》¤《《《《《《《《
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين
في اليوم التالي
كانت تجلس داخل مكتبه تعمل معه بصحبة عَلي كما تعودت،إنتظرت أن يحادثها فيما حدث بالأمس ولكنهُ تجاهلها وتجاهل ما حدث وظل يعمل بصمتٍ تام مما أستدعی إستغرابها
جاء وقت ال Break دق الباب ودلفت منه نجوی رفعت وهي تتحرك بدلال مرتدية تايير بتنورة قصيرة ضيقة للغايه تُظهر كم أنوثتها الطاغيه التي تُنطق الحجر،، وتضع علی وجهها مساحيق تجميلية مبالغ بهاوقفَ سليم مُتجهاً إليها بسعادة رسمها علي وجههِ ليُشعل بها تلك العنيدة ويرد لها الصاع صاعين
وتحدثً بترحاب عالي :
۔أهلاً أهلاً باربي الشركة ،نورتيني ونورتي مكتبي !
ضحكت بدلال وهي تمد يدها وتحتضن راحة يداة بإنوثه وتحدثت بشفاهها التي تشبه حبات الفراولة الناضجة:
۔ميرسي يا باشمهندس !
ثم نظرت علی فريدة بكبرياء وتحدثت بدلال:
۔أزيك يا فيري !
نظرت لها بضيق ظهر علي وجهها ولم تستطع مداراته وأردفت بجدية :
۔الحمدلله يا باشمهندسة !
ثم نظرت إلی عَلي وتحدثت:
۔أزيك يا باشمهندس !
ضحك علي وتحدث ساخراً:
۔أهلاً أهلاً
ثم وقفَ وتحدثَ بنبرة جادة :
۔طب أستأذن أنا علشان أروح أودي إبني للدكتور علشان الإستشارة بتاعته !
وذهب إلی سليم وهمس بجانب أذنه:
۔إهدي علينا يا عم سليم، المكتب بالشكل ده هينفجر يا ريس،العقل والإنوثة المتفجرة تجمعهم مع بعض يا قادر !
همس له سليم:
۔طب إخلع يا ظريف و روح لمراتك قبل ما أرجع في كلامي وأخليك تقعد برة متذنب جنب جينا !
رفع يداه بإستسلام وأردفَ:
۔لا وعلي إيه، الطيب أحسن يا سُلم !
ثم نظر إلی فريدة وتحدثَ :
۔بعد إذنك يا باشمهندسة !
أمائت له برأسها وتحدثت:
۔ربنا يطمنك علی إبنك !
ثم وققت وتحدثت ناظرة إليه بقوه:
۔بعد إذنك يا باشمهندس،ۨ، أنا رايحه أخد القهوه بتاعتي في الكافيتريا
ثم نظرت إلی نجوی وأبتسمت ساخرة ثم أرجعت بصرها إليه من جديد وتحدثت:
۔وكمان علشان تعرف تضايف الباشمهندسة كويس !
بادلها بنظرات مُبهمه وتحدث بإعتراض:
۔مش هينفع تخرجي يا باشمهندسة علشان مستني إيميل مهم هيوصلني من الشركة وإنتي اللي هتردي عليه بنفسك،لإنهم طالبين معلومات معينة عن شركتكم وإنتي أكيد اللي عارفاها مش أنا ولا إيه ؟
وتحرك وهو يجلس خلف مكتبهِ:
۔وما تقلقيش قهوتك جيالك في الطريق هي وساندوتش البرجر إللي بتحبيه !
ثم نظر إليها وتسائل :
۔مش بردوا لسه بتحبي البرجر زي زمان ؟
إستشاط داخلها من ذلكَ المُستبد الذي يستغل منصبهِ ويستغل حاجة مديرها لرضاه عن شركتهم ويفعل بها ما يحلو له
إبتسم لها بسماجه وأشار بيده:
۔أرتاحي يا باشمهندسة !
ثم نظر إلی نجوی الواقفه تهتز بجسدها وتنتظر حديثه إليها وبالفعل نظر إليها وغمز بعيناه وتحدث :
ما تقعدي يا نجوی واقفه ليه ؟
تحركت بإنوثه بعدما أعطاها الإشارة ورفعت حالها بدلال وجلست فوق المكتب أمامهٌ بمظهر مٌثير أشعل وأحرق قلب فريدة وأنهى عليه
وبدأت تتحدث معه بإثارة،:
۔علی فكرة يا باشمهندس،أنا ممكن أستقبل أنا الإيميل وأرد عليه ،يعني ممكن فريدة تروح لخطيبها تاخد قهوتها معاه وإحنا كمان نقعد علی راحتنا
نظر لها وغمز بعينيه وأجاب :
۔للأسف يا نجوی مش هينفع ،الحقيقة إن الباشمهندسة متقنه جداً في عملها ومتميزة ولازم أعترف إنها فعلاً ملهاش بديل في شغلها
وضحك برجوله وأكملَ ليّكمل علي ما تبقی من صبر فريدة:
۔أما إنتِ بقا، فأنا متأكد إن ملكيش بديل في حاجات تانيه محتاجين نكتشفها مع بعض !
ضحكت بطريقة مُثيرة
تحت أشعتال تلك الفريدة التي ستصاب حتماً بنوبه قلبية من تصرفات هذة اللعوب مع رجل أحلامها السابق والحالي والمستقبلي والذي يتفنن وبإتقان إشعال نار صدرها الحارقة لجسدها بالكامل
كان يتحدث هامساً مع تلك النجوی بإبتسامتهِ الساحرة تحت أنين قلب فريدة الذي يصرخ ويأن طالباً منهُ الرحمة وعدم الضغط أكثر علی هذا القلب النازف الذي أدمتهُ الحياة
وقفت مُستأذنه بعدما فاضَ بها الكَيلُ وطفح ولم تعُد تحتمل إشتعال صدرها بنارهِ الحارقه أكثر
وقف هو بشموخ وحدثها :
۔علی فين يا باشمهندسة ؟
وقفت مكانها أخذت شهيقاً وأخرجته كي تهدء من روعها ثم أستدارت له وأجابته بنبره هادئة تحكمت بها ببراعة:
۔رايحه علی مكتبي لحد ما حضرتك تخلص وصلت التعارف إللي بينك وبين الباشمهندسة!
إبتسمت نجوی بدلال إنثوي دون خجل مُردفتاً:
۔بصراحة أنا كمان شايفه كدة يا فريدة !
حين تحدث هو بهدوء بعدما شعر بإحتراق روحها وداخلها ولم يعد يحتمل ألم روحها أكتر:
۔إرجعي مكانك يا باشمهندسة علشان نكمل شغلنا ،وقت ال Break بالنسبة لي إنتهی خلاص
وحول بصرهِ إلي نجوی الجالسة فوق المكتب تهز ساقيها بدلال وتحدث بحده بإشارة له بيدة بإتجاه الباب:
۔إتفضلي يا أستاذه لو سمحتي علشان هنبتدي شغل
نظرت له نجوی ومازالت تهز ساقيها بدلال أنثوي وتحدثت بشفاه مفتوحة بطريقه مثيرة:
۔بس أنا حابه أفضل معاك وأشوفك وإنتَ بتشتغل !
هدر بها بصوتٍ أرعب أوصالها :
۔إطلعي برة يا باشمهندسة وروحي شوفي شغلك وده أفضل لك، وإلا هعتبر وجودك هنا إهدار لوقت الشركة وده اللي عمري ماهقبل بيه لو الشركة دي إندمجت مع شركتنا،وأكيد وقتها هيكون ليا الحق في إني أختار الأفضل لمصلحة الشركة
وأكملَ بتهديد:
۔ولا إيه ؟
إنتفضت من جلستها أثر تهديدهُ المباشر بفصلها من العمل،ونزلت من فوق المكتب وبلمح البصر كانت خارج المكتب بأكمله !
زفر بضيق ثم نظر إلي فريدة الواقفه بعيون يملئها الحزن والحسرة والتألم
نظرت له بألم وتحدثت بغضب:
۔إنتَ بتعمل معايا كدة ليه،قصدك إيه من تصرفاتك دي كلها،لو فاكر إنك بتضايقني تبقا غلطان
وأكملت بصياح ولوم وحزن وغيرة قاتلة ظهرت بعيناها :
۔إنتَ بتأذي نفسك وإنتَ مغيب ومش فاهم،روح أسأل علي نجوی كويس وعلی سُمعتها في الشركة وإنتَ تعرف إنك بتغلط في حق نفسك وبتهينها لمجرد دمج إسمك وإسمها في جملة واحدة !
وقف قبالتها ونظر لها بتسلي ووجهَ لها حديثهٌ بتساؤل:
۔ولما أنتِ لسه بتعشقيني وهتموتك غيرتك عليا بالشكل اللي أنا شايفه ده ،يبقا ليه العند يا فريدة ؟؟
نظرت له وتحدثت بإرتباك :
۔وأنا أغير عليك ليه إن شاء الله،حضرتك حر في تصرفاتك بس بعيد عني،أنا مش مرغمه أقعد أتفرج علی مغامرات سعادتك وإنجازاتك في شقط الموظفات !
أجابها بثقة:
۔إنتِ غيرانه يا فريدة،وأنا أصلاً جبت نجوی هنا مخصوص علشان أشوف النار اللي مولعه جوة قلبك وخارجه من عيونك وواصله لي دي،جبتها علشان أثبت لك إنك لسه بتعشقيني زي ما أنا بعشقك ويمكن أكتر !
وأكمل ليذيب علي ما تبقي من صبرها وحصونها:
۔غيرانه من مجرد واحده قربت شويه من مكان الكرسي اللي أنا قاعد عليه ؟
أومال لو أتجوزت وأخدت مراتي في حضني و،،،
وصمت ثم أكمل بتساؤل:
۔تقدري تقولي لي وقتها هتحسي بإيه ؟
نظرت له بعيون مشتعله وقلب يحترق بنيران الغيرة لمجرد تخيلها ما تفوة به، صرخ داخلها
وأجابته بعيون مُستسلمه ونبرة صوت مُترجيه:
۔إنتَ عاوز مني أيه يا سليم،ما تسبني في حالي بقا ،مش مكفيك إللي عملته فيا زمان ؟
أجابها بتعب وإرهاق وأستسلام:
۔إنسي زمان واللي حصل فيه وإرحميني بقا،أنا تعبت يا فريدة،والله العظيم تعبت ونفسي أرتاح
ونظر لها بعيون متوسله وتحدث بصوتٍ حنونٍ هامس أذابها:
۔ريحيني يا فريدة،،إنتِ الوحيدة إللي في أديكي راحتنا ،،علشان خاطري سبيه وخلينا نبدأ صفحه وحياة جديدة مع بعض !!
كادت أن تتحدث لولا إستماعها لخبطات سريعه فوق الباب ثم فُتح الباب ودلف منه هشام كالثور الهائج !
نظر لهما وتحدث بحدة وعيون تٌطلق شزراً:
۔ولما سيادتك ماعندكيش شغل وواقفه تتكلمي مع البيه، ما جتيش الكافيتيريا ليه وإنتِ عارفه إني مستنيكي هناك يا أستاذة ؟
إرتبكت بوقفتها وأرتعبت أوصالها،
حين تحدثت جينا بإحراج موجهه حديثها إلي سليم الذي تحول وجههٌ لقطعة فحم متوهجه من شدة إشتعاله:
۔أنا أسفه يا فندم، أنا حاولت أمنعه لحد ما أستأذن حضرتك بس الأستاذ رفض وأقتحم دخول المكتب بالطريقة الهمجية إللي حضرتك شفتها دي !
نظر لها بإبهام ووجهِ مُحتقن وتحدث بنبرة حادة:
۔إطلعي إنتِ برة يا جينا !
وأتجه إلی مكتبه وأمسك هاتفه وتحدث بكل ثقه وصوتٍ جاد:
۔باشمهندس فايز ،لو سمحت محتاج لك في مكتبي حالاً !!
نظرت له بإرتياب وتحدثت برجاء :
۔من فضلك يا باشمهندس،ياريت متكبرش الموضوع وتدي له أكبر من حجمه
تحدث إليه هشام بقوة:
۔إنتَ بتهددني بمستر فايز، للدرجة دي شايف نفسك أضعف من إنك ترد عليا وتكلمني راجل لراجل !
رمقهٌ بنظرة ساخرة ونظر إليه بكبرياء وتحدث:
۔أنا راجل بعرف في الأصول كويس ومبحبش أتعداها،وإنتَ غلطت،وأنا هنا مجرد ضيف وماأمتلكش السلطه اللي أقدر أحاسبك بيها علی غلطك ده ،فالعقل بيقول إني أجيب لك كبيرك علشان يحاسبك ويجيب لي حقي منك !
تحدثت هي بصوتٍ مُرتجف مُترجي :
۔أرجوك مفيش داعي لدخول باشمهندس فايز في الموضوع، الموضوع بسيط وما يستاهلش كل ده، وإحنا قادرين نحل المشكلة بينا إحنا الثلاثه !
هدر بها هشام بحدة:
۔إنتِ كمان بتترجيه؟
كاد أن يكمل لولا دلوف فايز بعد الإستئذان
تحدث بهدوء بعدما نظر لوجوة ثلاثتهم الغير مبشرة بالخير:
۔خير يا باشمهندس ؟؟
أجابه بقوة وصوتٍ مُقتضب غاضب :
۔مش خير والله يا فايز بيه
وأكمل مفسراً:
۔أنا لما طلبت من حضرتك تجهزلي مكتب هنا وتخلي الباشمهندسة فريدة تشتغل معايا،طلبت ده لأني محتاج أعرف معلومات وأفحص ملفات خاصة بشغلكم علشان أقدر أقرر وأقول كلمتي الأخيرة وقراري بدقة وعن إقتناع
وأكملَ بحدة :
۔مكنتش بطلب كدة من باب الرفاهية حضرتك،ده من صميم تخصصي،أنا مش فاضي أصلاً ولا عندي وقت أهدرة وأضيعه زي حضراتكم في قعدات الكافيتريا وشرب القهوة
أجابهٌ فايز بهدوء :
۔مفهوم يا باشمهندس،وأنا تفهمت ده ونفذت لك طلبك فعلاً ،مش فاهم فين المشكله ؟
صاح سليم بغضبٍ وكبرياء:
۔المشكله إني المفروض موجود في شركة محترمة وليا وضعي إللي حضرتك عارفه كويس،ومش من المقبول حضرتك إني أبقا قاعد في مكتبي بشوف شغلي وألاقي المحترم ده مقتحم مكتبي ومتخطي وجود المساعدة بتاعتي برة وداخل عليا دخلت مخبرين
وأكملَ بصوتٍ مٌلام:
۔أظن عيب أوي في حقك قبل ما يكون في حقي اللي حصل من الأستاذ ده ، ولا أنتَ شايف أيه يا باشمهندس ؟
تنهد فايز ونظر إلي هشام وهز رأسهٌ بأسی وتحدث:
۔أتفضل رد يا أستاذ وفهمني أيه إللي حصل ؟
تحدثت فريدة بشفاعه :
۔يا أفندم هشام أكيد مكنش يقصد
صاح بها هشام وتحدثَ بحدة:
۔وهشام فيه لسان يرد يا أستاذه،مش محتاج محامي أنا
نظرت له وترجته بعيناها بأن يٌُهدِأ من روعه ولكنهُ تجاهلها ونظر علي ذلك الواقف يضع يداه داخل جيب بنطاله وينظر إليه بكل كبرياء
وتحدثَ إلي فايز بتعقل:
۔أستاذ فايز أظن إننا كلنا هنا في الشركة لينا نظام ومحدش فينا بيتعداه،حضرتك بتكون عامل لنا إجتماع وبنتناقش فيه في قرارات مصيرية للشركة ،لكن لما بييجي وقت ال Break حضرتك بتنهي الإجتماع ونتحرك كلنا علی الكافيتريا ناخد قهوتنا ونفصل من مشاحنات الشغل علشان نرجع بقوة ونشاط أعلی
ثم نظر إلي سليم بقوة وتحدث بتهكم:
۔الباشمهندس من وقت ما طلب إن فريدة تشتغل معاه وهو بياخد إستراحة سعادته هنا في مكتبه وبيطلب قهوته هنا
وأكملَ بهدوء:
۔أنا ما عنديش مانع طبعاً،هو حر و يعمل اللي هو عاوزة لكن بعيد عن خطيبتي،أظن دي مش أصول شغل يا فايز بيه !
تحدث سليم إلي فايز :
۔أولاً مش من المهنيه إن كلمة خطيبته تتذكر في وسط مكتبي وشغلي كدة عادي ،ودي أب في أساسيات نجاح أي شغل ،الفصل بين الحياه العمليه والحياة الخاصة !
ثانياً بقا يا مستر فايز أنا مبقعدش في مكتبي هباء،أنا بتحرك تبع جدولي وشغلي اللي أنا واضعهم لنفسي واللي أنا شايفه صح من وجهة نظري ، ومليش أي علاقه لا بإستراحة حضراتكم ولا بتقاليد وأصول شغلكم،وأظن ده حقي وأنا حر فيه
وأكملَ بقوة وصوتٍ حاد:
۔ أنا مش موظف تبع شركتكم يا حضرات علشان أتقيد بتقاليدكم ،أنا جاي هنا في مهمة مُحددة ومطلوب مني أخلصها في وقت محدد،وأنا الوحيد إللي ليا الحق في إني أقرر مواعيد شغلي ونظامه
وأكملَ مٌفسراً:
۔وبرغم إن مش من حق أي حد يقف ويحاسبني، وإني كمان مش مطالب أشرح موقفي لكن هقول ده إنهاءً للجدال إللي حاصل ،،
ونظر إلي فايز وتحدثَ بتفسير:
۔أحنا ما خرجناش لل Break النهاردة علشان مستني إيميل من الشركة مهم جداً هيوصل في غضون دقايق ولازم يترد عليه في لحظتها ،والباشمهندسة هي اللي لازم ترد عليه لإنهم هيطلبوا معلومات خاصة عن شركتكم
تحدث هشام بحده:
۔و وقت ال Break خلص يا باشمهندس فايز،تقدر تقولي فين الإيميل اللي بيتكلم عنه الباشمهندس ده
ولا هو أي كلام وخلاص !
نظر سليم إلي ساعة يدة وتحدث بإتقان وعمليه:
۔لسه فاضل 8 دقايق علی وقت إنتهاء الراحة
ولم يكمل حديثه حتي إستمعوا إلي صوت وصول رسالة تخرج من جهاز اللاب توب الخاص بسليم
نظر سليم إلي فريدة وتحدثَ بكل ثقه ومهنية:
۔روحي أفتحي الإيميل و ردي عليه يا باشمهندسة !
تحركت فريدة وهي تبتلع لعابها وتتنهد بإرتياح لوصول الإيميل وتعزيز موقفها أمام هشام !
نظرت بشاشة الجهاز وتفحصت الرسالة المبعوثه جيدا ثم حملت الجهاز وتوجهت إلي فايز الواقف يتابع الموقف بإهتمام وتأني
وتحدثت فريدة وهي تحث مديرها علی النظر إلي الرسالة لتفحصها لطلبهم معلومات شديدة الخصوصية عن شركتهم :
۔باشمهندس ،اقری الإيميل ده لو سمحت !
تفحصهُ فايز جيداً ثم نظر إلی فريدة من جديد وتحدثَ بثقه :
۔أبعتي ليهم كل المعلومات المطلوبة يا فريدة !
نظر له سليم وتحدث بشكر وعملية :
۔مٌتشكر لثقتك الكبيرة في شركتنا يا فايز بيه ،واللي إن شاء الله مش هتندم عليها وهتشوف بعيونك نتايجها قريب جداً !
هز لهُ فايز رأسهُ بإيجاب وتحدث:
۔وحضرتك وشركتكم تستاهلم الثقه دي يا باشمهندس
بينما إتجهت فريدة حاملة للجهاز ووضعته أمامها فوق المنضدة،وجلست فوق الأريكة وبدأت بإرسال المعلومات المطلوبه منها تحت ترقبها لوجه هشام المُحتقن وغضبة لصحة ما تفوهَ به ذلك المدعو سليم الذي أصبح غريمهُ
تحدث فايز بأسف وهو ينظر إلی سليم :
۔أنا أسف جداً علی اللي حصل يا باشمهندس وأوعدك إنها هتكون أخر مرة،ودالوقتِ أسيبكم علشان تشوفم شغلكم
أجابهٌ سليم بحده:
۔أتمني فعلاً إنها ماتتكررش يا باشمهندس،وإلا وقتها هيكون لي تصرف تاني !
أماءَ لهُ فايز ثم حولَ بصرهٍ بقوة ونظر إلی هشام وتحدث بحده بالغة لإرضاء سليم:
۔وإنتَ يا أستاذ،أتفضل ورايا علی مكتبي !
وتحرك فايز ووقف هشام يطالع سليم بغضب، الذي وبدورهِ إبتسم له بجانب فمه بطريقة ساخرة ونظر عليه بكبرياء رجُلٍ مُنتصر
أما فريدة التي أنكبت علی الجهاز لإرسال المعلومات المطلوبة منها ولم تنظر إلی هشام مُتعمدة لتفادي نظراته المُلامه لها
تحرك وخرج وتنهدت فريدة بألم ونظرت لهُ:
۔ليه عملت كده،كان ممكن نتكلم ونحل الموضوع ما بينا إحنا التلاته
أجابها بقوه:
۔الأستاذ غلط واللي غلط لازم يتحاسب ،
وأكملَ بهدوء ومهنيه:
۔من فضلك خلصي وأبعتي باقي المعلومات علشان نشوف شغلنا
هزت رأسها بإستسلام وأسی وأكملت ما تفعله علی مضض
》》》》》》》¤《《《《《《《《
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين
أما داخل مكتب فايز
وقف يطالع هشام ويتحدث بحدة :
۔جرا لك أيه يا هشام،مالك يلاَ خبت كدة ليه،مش عارف تظبط إنفعلاتك قدام الراجل الغريب ؟
وأكملَ مُعترضاً:
۔لا يا حبيبي ،لو ده النظام خدلك أجازة كام يوم أقضيهم في البيت إشرب فيهم شايك جنب الحج لحد الإسبوع ده ما يعدي على خير ،أنا مش عاوز مشاكل مع سليم الدمنهوري يا هشام !
تحدث هشام بإنفعال لم يستطع التحكم بهْ:
۔يا أفندم إللي إسمه سليم ده شخص مُستفز وبارد لأبعد الحدود، وأنا بجد مش قادر أتحمل وجود فريدة معاه في نفس المكتب
وأكمل بغضبٍ وتألم لرجل يغار علی إمرأته:
۔يا فايز بيه قدر شعوري كراجل خطيبته موجودة في مكتب مع راجل غريب طول الوقت لوحدهم ؟
وأكملَ بنبرة مُلامة
أنا أصلاً مش فاهم إزاي حضرتك موافق بوضع زي ده في الشركة ؟
نظر لهُ فايز بإستغراب وتحدثَ بإقتضاب:
۔ما تظبط كلامك وتوزنه كويس يا أستاذ ،إيه وضع دي كمان ؟
إللي يسمعك وإنتَ بتتكلم يقول إني قواد ومدورها ،ما تفوق وتوعي لنفسك يا سيادة المحاسب المحترم،إنتَ في شركة محترمة يا حضرت والمفروض إنك تبقا واثق في خطيبتك أكتر من كده
أجابهٌ بإعتراض:
۔أرجوك يا فايز بيه ما تخلطش الأمور ببعض، أنا ثقتي في فريدة ملهاش حدود !
لوی فايز فمهِ ساخراً وأردفَ قائلاً:
۔لا ما هي الثقه باينه يا حبيبي،فوق يا هشام وأعقل وخلي اليومين دول يعدوا علي خير
ثم أكمل بهدوء ونبرة صوت ودوده :
۔يلاَ أنا بحبك وبعتبرك زي أخويا الصغير،
إنتَ لولا إنك غالي عليا إنتَ وفريدة صدقني ما كنت عديتهالك،إحمد ربنا لو حد غيرك اللي عمل كدة وحياة أمي ما كُنت قعدته فيها ساعه واحدة !
أجابهٌ هشام بوجهٍ عابس:
۔متشكر يا باشمهندس،بس لو أنا فعلاً غالي علی حضرتك زي ما بتقول ،إسحب المهمة دي من فريدة وأديها لأي مهندس تاني
نظر له وتحدث ساخراً:
۔نعم يا حبيبي،إنتَ شكل فريدة هبلتك علی الاخر
بقا عاوزني أروح أقول للعضو المنتدب معلش،أصل الباشمهندسة فريدة اللي إنتَ إختارتها بنفسك علشان تبحث معاها موقف ومستوی شركتنا مش هتكمل معاك
وأكملَ بصوتٍ ساخر:
۔ أصل لامؤاخذة سي هشام خطيبها بيغير عليها أوي من الهوی الطاير
وزفر بضيق وتحدثَ وهو يتحرك إلی مقعدة خلف المكتب ويجلس عليه:
۔أمشي من قدامي يا هشام،روح علی مكتبك وأطلب لك فنجان قهوة يضبط لك دماغك اللي فريدة لحستها لك وخلص الشغل اللي وراك
وحسهٌ علی التحرك قائلاً:
۔يلا يا حبيبي ربنا يهديك
كاد أن يتحرك ويخرج لولا صوت فايز الجاد:
۔هشام
نظر له فأكمل فايز بنبرة جادة وعنيفة:
للي حصل من شويه ده مايتكررش تاني،وإلا هنسی العشرة اللي بينا وأضطر أتعامل معاك معامله صدقني مش هترضيك
وأكملَ بتأكيد:
۔مفهوم يا هشام ؟
أجابهٌ هشام بإقتضاب مرغمً:
۔مفهوم يا باشمهندس !
وخرج وتنهد فايز وتحدث بصوتٍ مسموع:
۔جيل أيه المنيل ده كمان ،الشباب مالها بقت خرعة كدة ليه قدام البنات !!
》》》》》》¤《《《《《《《《
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين
داخل منزل حسن نور الدين
كانت سميحه تجلس فوق مقعدها هي وزوجتي إبنيها حول المنضدة الموضوعة داخل المطبخ يفصصون ثمار البازلاء لتخزينها !!
تحدثت دعاء زوجة هادي بوجهٍ بشوش:
۔غادة عامله أيه يا رانيا ؟
أجابتها وهي تنظر إلی والدة زوجها بخبث:
۔كويسه يا دعاء،ياريتك جيتي معايا كُنتي شوفتي فريدة وقعدتي معاها
نظرت إليها بإستغراب:
۔فريدة؟
وهي فريدة كانت عند غادة ؟
تحدثت بلؤم وحديث مسموم:
۔غادة كانت عزماها علی الغدا هي وهشام ،بصراحه أنا إستغربت، مش عارفه إزاي بباها وافق إنها تروح مع خطيبها وتقعد معاه في شقة تعتبر فاضيه
نظرت لها سميحه بذهول وأردفت بحده :
۔شقه فاضيه،ما تخلي بالك من كلامك يا رانيا،عيب أوي إللي إنتِ بتقوليه ده ومش مقبول،
واكملت بتفسير:
۔ولعلمك بقا أستاذ فؤاد راجل محترم وأبن أصول وبيفهم في معادن الناس كويس أوي، وهو عارف إن هشام متربي ومحترم وهيحافظ علی بنته زي عنيه،وعارف كمان إن غادة ست محترمه وبيتها محترم
تحدثت دعاء لتهدئة والدة زوجها :
۔إهدي يا طنط من فضلك،أكيد رانيا ما تقصدش المعنی إللي وصل لك ده !
أكدت رانيا علي حديثها :
۔صدقيني أنا فعلاً ما أقصدش يا دعاء،كل الحكاية إني إستغربت،
وأكملت بلؤم:
۔أصلهم ماسكين في حتة التدين أوي وعايشين في دور إللي يصح واللي ما يصحش ،
ثم نظرت إلي سميحه وتحدثت:
۔بس تعرفي يا طنط إن فريدة طلعت غير ما كنت متخيلاها خالص
نظرت لها سميحه بضيق وأردفت ساخرة:
۔ومعناه أيه كلامك دة كمان يا ست رانيا ؟
أجابتها بخبث وهي تُقلب عيناها مدعيه البرائة:
۔والله يا طنط خايفه أقول لك لتتصدمي زي صدمتي ،
وأكملت :
۔تخيلي يا طنط كنا بنتكلم مع بعض وبحكي لها عن نظام بيتنا وأد إيه إحنا مترابطين مع بعض وبناكل ونشرب وعايشين مرتاحين ،تخيلي ترد عليا تقول لي إيه ؟
نظرا لها إثنتيهما يتنظرا باقي حديثها فأكملت هي بتلائم:
۔قالت لي بس ده مش صح، المفروض إنتِ ودعاء يكون ليكم حياتكم الخاصة وكل واحدة تقعد في شقتها ويبقالها خصوصيتها علشان تبقوا مرتاحين أكتر !
نظرت لها دعاء وتحدثت بإستغراب:
۔معقوله فريدة قالت لك كدة ؟
أجابتها بضيق:
۔يعني وأنا هكذب عليكي ليه يعني يا ست دعاء !
اجابتها دعاء بنبرة مبررة:
۔مش قصدي يا رانيا ،أنا بس مستغربه،أصل فريدة هادية أوي وتحسيها كدة في حالها ويبان عليها إنها مابتدخلش في أمور غيرها
أجابتها بقوة وتأكيد:
ؐ۔أديكي بتقولي،تحسيها ويبان عليها يعني مفيش حاجه مؤكدة،وبعدين هو أحنا كنا عاشرناها يا دعاء علشان نعرف طبعها،،
وأكملت:
۔وعلي رأي المثل تعرف فلان،أه أعرفه،عاشرته،لاء،يبقي ماتعرفوش !
نظرت لها سميحه بإستغراب وتحدثت بإستفهام:
فريدة هي إللي قالت لك الكلام ده؟
وإيه المناسبه إللي خلتها تقول لك حاجه زي دي ؟
أجابتها رانيا بكذب:
۔من غير مناسبه صدقيني يا طنط،وده اللي خلاني إستغربتها
وأكملت بذكاء:
۔بس من فضلك يا طنط ياريت ماتبلغيهاش إني قولت لك،يعني علشان ماتضايقش مني وتحط حاجز بينا !
وقفت سميحه وأجابتها بحديث ذاتَ مغزی ومعنی:
۔أكيد مش هروح أقول لها إن سلفتك اللي إنتِ أتفكيتي معاها بكلمتين سر بينكم جت تجري وقالتهم لي أنا وسلفتها،
ثم أكملت بحدة:
۔ خلصوا وشوفوا اللي وراكم وماتنسوش تطفوا النار علی الرز
وخرجت من باب المطبخ حين تحدثت دعاء :
۔علی فكرة يا رانيا،مكانش يصح إنك تقولي الكلام اللي فريدة قالتهولك ده
اجابتها بنيرة حقودة:
۔أسكتي،،علشان يعرفوها علي حقيقتها ،زهقونا بكلمة الباشمهندسة، ،الباشمهندسة !
تقوليش محدش إتعلم غيرها
نظرت لها دعاء وتنهدت بإستسلام وهي تری حقد رانيا الغير مبرر علي فريدة !
》》》》》》¤《《《《《《《《
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين
داخل الشقة السكنية ل فؤاد شكري
كان المنزل خالي من الجميع إلا من نهلة ،فاليوم يوم عطلتها من الجامعة ،وقد فاقت مبكراً وقامت بتنظيف المنزل لحالها ،أما عن والدتها فقد إستغلت وجود نهلة بالمنزل وذهبت هي لزيارة شقيقتها
شعرت بالملل فقررت الخروج إلی شرفة المنزل لتشتم بعض الهواء النقي ، صنعت لحالها كوباً من مشروب النسكافيه المفضل لديها وخرجت وهي تدندن بعض الكلمات لغنوة هي تعشقها لإليسا
بعد قليل إستمعت لصوتٍ غاضب :
هي الهانم واقفه تستعرض صوتها للجيران ولا أيه ؟
إمشي إنجري علی جوة !
أحالت ببصرها إلی تلك الشرفة المصطفة بجوارهم المملوكة للأستاذ عامر جارهم بنفس البناية
نظرت برعب إلی ذلك الشاب والذي يٌدعي عبدالله، يسكن بالشقة المقابلة لهم مباشرةً،ويعمل في مجال المحاماه،حيث تخرجَ من كلية الحقوق مٌنذُ حوالي الست سنوات ويعمل لدی محامي شهير
إرتعبت أوصالها وتحركت سريعاً للداخل وبلحظة وجدت هاتفها يرن أسرعت إليه وألتقطته وما أن ضغطت زر الإجابة حتی إستمعت إلی وابلٍ من الكلمات المعنفة لها
عبدالله بصياح مٌرعب وغيرة واضحه :
ؐ هو إنتِ ليه مبتسمعيش الكلام وتنفذيه،أنا كام مرة منبه عليكي وقايل لك بلاش تخرجي في البلكونه بالزفت الترنج الضيق ده؟
لا وواقفه تتمايصي وتغني كمان،إنتِ شكلك كده مستعجله علی موتك واللي هيكون علی إيدي قريب إن شاء الله !
تلعثمت وتحدثت بصوتٍ مُرتبك مهزوز :
۔طب ممكن تهدی شوية علشان خاطري !!ۜ
أجابها بجدة ونبرة غاضبة:
۔أهدي إزاي يا نهلة أنا نفسي أفهم إنتِ بتعملي فيا كده ليه ،عاوزة تشليني يعني ولا إيه ؟؟
أجابته بصوتٍ هادئ في محاولة فاشلة منها لإمتصاص غضبه:
۔خلاص يا عبدالله علشان خاطري،صدقني ماأخدتش بالي إني لابسه الترنج اللي بتضايق منه ،أوعدك إنها هتكون أخر مرة أخرج بيه للبلكونه
رد عليها بصوتٍ غاضب:
۔ الكلام ده سمعته قبل كده كتير،إسمعيني كويس وأفهمي كلامي علشان مش هعيدة عليكي تاني،الترنج ده ميتلبسش نهائي ،حالاً تقلعيه وترميه في باسكت الزباله
وأكمل بصياح أرعبها :
ؐ۔ إنتِ فاهمة ؟
تحدثت بطاعة محببة لديها لعشقها الهائل لذلك العاشق الغائر بجنون :
حاضر يا عبدالله ،،ۜممكن بقا تهدی
كان يتحرك بغرفتهِ كالمجنون،توقف حين إستمع لصوتها العاشق الراضخ له ولأوامرة الحاده ،مسح علی وجههِ ثم تحدث بنبرة هادئة يشوبها الهيام وكأنهُ تبدل برجلً أخر :
۔يا نهله إفهميني،أنا بحبك وبموت من غيرتي وخوفي عليكي، لما بلاقيكي واقفه بلبس مبين مفاتن جسمك بالطريقه دي بتجنن ومبحسش بنفسي !
نزلت كلمته عليها حرقت روحها وخجلت من حالها فأكمل هو :
۔ إنتِ غالية أوي يانهلی ولازم تصوني نفسك وتحافظي عليها للراجل اللي يستاهلك !
وأكملَ برجوله وتفاخر:
۔واللي هو أنا طبعاً
إبتسمت بخجل وتحدثت :أنا أسفه يا عبدالله ،خلاص بقا متزعلش مني ٬وصدقني مش هعمل أي حاجه تزعلك تاني !
تنفس بهدوء وأجابها :
۔وأنا مقدرش أزعل منك يا قلب عبدالله،أنا بس عاوزك تراعي شعوري شوية أكتر من كدة
وأكمل تحت صمتها الخجول :
۔طمنيني،كلمتي فريدة في موضوعنا ؟
تنهدت بضيق وتحدثت:
۔لسه والله يا عبدالله ،بصراحه مكسوفه منها أوي
إبتسمَ برجوله وتحدث:
۔ مكسوفه من إيه بس يا روح قلبي ،هو الحب بيكسف يا نانا،ده الحب ده أحلا حاجه في الدنيا كلها
إبتسمت بخجل وقلبٍ يتراقص فرحً من شدة سعادته
وأكمل هو :
۔كلميها بسرعه يا نهلة علشان تساعدنا لما أجي أكلم عمي فؤاد ،بصراحه أنا متضايق من نفسي جداً علشان بنتكلم من غير علم عمي فؤاد وطنط عايدة،نفسي علاقتنا تبقی في النور والدنيا كلها تعرف إنك خلاص،،بقيتي تخصيني ومفيش مخلوق يجرأ يبص لك تاني !!
أجابته بسعادة من مجرد تفكيرها في أنها ستصبح ملكً له ولقلبهِ العاشق المتملك :
۔حاضر يا عبدالله،هكلمها في أقرب وقت صدقني !!
》》》》》》》¤《《《《《《《《
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين
إنتهي دوام العمل وبدأ الموظفين بالخروج من الشركة
خرجت فريدة من مكتب سليم تحت نظراته المتألمة من إصرارها بالإبتعاد عنه وعدم إعطاءة الفرصه ليتقربا من جديد
كانت تتحرك بإتجاة المصعد بعدما خرجت من مكتبها التي قد ذهبت إليه لجلب حقيبتها وأشيائها ،وجدت فايز يتحرك هو أيضاً إلی المصعد
فا وقفَ ليتحدث معها بتساؤل:
۔أخبار شغلك مع سليم الدمنهوري أيه يا فريدة ؟
أجابته بعملية:
:كله تمام يا أفندم،الباشمهندس شكلة مقتنع وراضي بحركة سير العمل عندنا،وبدأت ألاحظ بوادر إقتناعه بإندماج شركتنا مع شركتهم،
وأسترسلت حديثها:
۔ يعني كلامه مع مديرينه وأراءة اللي بيبعتهالهم،إن شاء الله خير يا باشمهندس
أجابها بلهفه:
۔يارب يا فريدة ؟
ثم تحدث بترقب:
۔ما أتكلمش معاكي تاني في إللي عملة هشام ؟
اجابته بثقه:
لاء يا أفندم،هو أكتفی بتدخل حضرتك في الموضوع !!
تحدثَ بجديه :
۔عقلي هشام يا فريدة وفهميه مصلحته كويس،أنا أتكلمت معاه بهدوء وتلاشيت إللي حصل علشانك وعلشانه،لكن لو الموضوع ده إتكرر مش هينفع أتغاضي عنه تاني،أنا مش مستعد أخسر حد مهم زي سليم الدمنهوري علشان أي حد فهماني يا فريدة ؟؟
تنهدت بأسي وأجابتة فاهمه حضرتك يا أفندم، ووعد مني لسيادتك إن الموضوع ده مش هايتكرر تاني ،وبجد متشكرة جداً علی تفهم حضرتك لتصرف هشام !
ثم تحركت للمصعد مع فايز ونزلت وأتجهت خارج الشركة وجدت هشام يقترب من سيارته ليستقلها
توجهت إليه ووقفت قبالته وتحدثت بعتاب:
۔مابتردش علي تليفوني ليه يا هشام ؟
ضل ينظر أمامه وهو صامت فتحدثت هي :
۔إنتَ كمان مبتردش عليا يا هشام ؟
هو أنتَ كمان إللي زعلان بعد كل اللي عملته ؟
نظر لها بغضب وتحدثَ بحدة :
۔وإيه بقا هو إللي أنا عملته يا أستاذة،إني راجل وبغير علي خطيبتي خلاص بقيت أنا غلطان ؟
إقترب عليها عزيز صديق والدها ومالك السيارة الذي يصطحبها بها يومياً وتحدثَ ببشاشه وجه :
۔السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إبتسمت له بمجاملة وأيضاً هشام وردوا السلام
وتحدثَ عزيز:
۔يلا بينا يا بنتي علشان أوصلك !
أجابته وهي تنظر إلي هشام بحيرة وتيهه من أمرها وبلحظة حسمت أمرها وتحدثت:
۔معلش يا عمو عزيز أنا بجد أسفه ،،بس أنا مضطره أروح مع هشام النهاردة،تقدر حضرتك تتفضل
أجابها بهدوء ورضا:
۔ولا يهمك يا بنتي ،المهم تكوني كويسه وبخير !
أجابته وهي تنظر إلي هشام بهدو:
۔أكيد هكون كويسه وأنا مع هشام يا عمو،وبجد متشكرة جداً لتفهمك !
تحرك عزيز إلي سيارته وأستقلها وذهبَ تحت أعين سليم الذي يقف عند مدخل الشركة ينظر إليها ولما يجري معها
تحركت وهي تحث هشام علی الصعود إلی السيارة :
۔يلا يا هشام من فضلك !!
لكنه ضل واقفاً صامتاً كالصنم توجهت إليه وأمسكت كف يده بهدوء تحت ذهول سليم وأستشاطة داخله وتألمه
إبتلع هشام لعابه من مجرد لمسة يدها ونظر لها وتنهدَ وأنساق لمشاعرة وفتح باب السيارة وصعد
وتحركت فريدة بإتجاة الباب الاخر لتصعد بجانبه
وجدت من ينظر إليها بتألم يظهر بعيناه وهو يترجاها بألا تفعل ما تفعله بقلبهِ المسكين الذي يحترق بشدة
تنهدت بأسي وألم لم تضاهي مثله،
صرخ قلبها متألماً طالباً الرحمه وهي تحدث حالها،
أرحمني سليم وأبتعد بعيناكَ عني،
فأنا لم أعد أستطع التحملٌ بعدْ ،لما عودت سليم ؟لما؟
ليتك تركتني وشأني
ليتك تركتني لأٌأسس حياتي كما كنت أفعل !
أشاحت بصرها عنه وأخذت شهيقاً وأخرجته تحت أنظار سليم الذي يری حيرتها وأنينُها الظاهر بملامح وجهها !
صعدت بجانب هشام الذي أنطلق سريعاً مٌحدثً صفير بسبب إحتكاك إطارات سيارته بالأسفلت،،
تحت أنظار سليم الذي تحرك هو الأخر وأستقل سيارته بقلبٍ مٌشتعل وهو يلعن غبائهُ الذي أبعد بينهٌ وبين من عشقتها عيناه
إنتهي البارت
جراح الروح
بقلمي روز آمين




