روايات روز أمين

رواية جراح الروح لروز امين الجزء الأول

رواية جراح الروح لروز أمين الفصل الثالث

🔹️البارت الثالث🔹️

مازلنا بالفلاش باااك

دلف سليم مكتبهِ وجد الضوء مغلق وإستغرب الهدوء
،ضغط زر الإضاءة وفجأة وجد فريدة بوجههِ و جميع أصدقائه بالشركة يصفقون بسعادة ويحتفلون معه بذكری يوم ميلاده التي أعدت لهُ فريدة !

نظر لها بعيون عاشقة ذهبت إليه ومعها هديتُها التي أحضرتها بكل ما إدخرتهُ من مال طيلة الفترة الماضية لتجلب له هدية مناسبة تليق به وبوضعه الإجتماعي

قدمتها لهُ وتحدثت بنعومة:
۔كل سنه وأنت طيب يا سليم !

تناولها منها وتحدث بحب:
۔وإنتِ طيبة يا فريدة ،بس إيه المفاجأة الحلوة دي، إنتِ اللي عملتي كل ده ؟

أجابته بنبرة خجلة:
۔دي أقل حاجه عرفت أعملها،إنتَ تستاهل أكتر من كده بكتير !

أجابها بحب :
۔وأنا كفاية عليا كلامك وإحساسك يا فريدة !!

تهافت عليه أصدقائهُ لمعايدتهِ وبعدها إلتف الجميع حول قالب الحلوي،وأشرف هو علی تقطيعهِ

نظرت إليه وتحدثت ببرائه :
۔غمض عيونك وإتمنی أمنية قبل ما تطفي الشموع !

إبتسمَ لها ثم أغمض عيناه وتمنی من الله أن يوفقه في المنحة التي تقدم إليها !

أما تلك المسكينه التي كانت تنظر إليه بعيون هائمة ظناً منها أنه وبالتاكيد تمنی إلتقاء قلوبهم العاشقة في الحلال !

أخذ الجميع ما يخصه من الحلوي وبدأوا بتناوله

أما هي فوقفت بعيداً بجانب الشرفة لتعطی له المجال بالتحدث مع أصدقائه

ذهب إليها وتحدث بإمتنان:
۔متشكر يا حبيبي علی المفاجأة الحلوة دي،أنا كمان محضرلك مفاجأة !

إبتسمت وتحدثت بدُعابه:
۔المفروض النهاردة عيد ميلادك ،يعني أنا بس إللي أفاجأك !

ضحك برجوله وتحدث بهيام:
۔وجودك معايا مفاجأة حياتي كلها يا فريدة !

خجلت من كلماتهِ ونظرت للأسفل وهي تبتسم ببرائه حين أكملَ هو :
ؐ۔ماسألتنيش أيه هي المفاجأة ؟

ضحكت وتحدثت بخفة ظل :
۔طب ولما أسألك هتبقی مفاجأة إزاي ؟

أجابها بوجةِ مبتسم:
۔إنتي صح،علشان كدة عاوزك تتشيكي بالليل وهعدی عليكي علشان نخرج ،وهناك هتعرفي المفاجأة !

إختفت إبتسامتها وتبدلت وتنهدت بصدرٍ مهموم وأجابتهُ :
۔للأسف يا سليم مش هينفع !

نظر لها مُضيقاً عيناه وتحدث بإستفسار:
۔ليه مش هينفع ؟

أجابته بهدوء:
۔علشان مش هقدر أقول لبابا أنا خارجه و رايحه فين، وطالما مش هينفع أقوله فمن البديهي إني مش هخرج أساساً !

نظر لها بإستغراب وتحدث:
۔إنتِ ليه مكبرة الموضوع كده،ممكن تقولي لبابا إنك خارجه مع واحدة صاحبتك ،بيتهيئ لي مش هيمانع !

إستغربت حديثهُ وأردفت قائلة بنبرة مُتعجبة:
۔إنتَ أكيد بتهزر صح،معقول يا سليم عاوزني أكذب على بابا ؟

أجابها بضيق ظهر فوق ملامحهْ:
۔لا طبعاً ما يصحش،لكن إللي يصح إنك تفوتي إحتفالنا لوحدنا بعيد ميلادي الأول وأحنا مع بعض !

نظرت لهُ بتيهه وتحدثت بتساؤل:
۔لوحدنا،وليه لوحدنا يا سليم،ما أحنا إحتفلنا هنا مع أصحابنا وخلاص !

تسائل بنبرة تشكيك :
۔فريدة هو أنتِ فعلاً بتحبيني ؟

أجابته بثقه:
۔أكيد طبعاً بحبك !

هز رأسهُ بنفی :
۔مش حقيقي ،إنتِ لو فعلاً بتحبيني كنتي إنتِ إللي تبادري وتطلبي مني نخرج ونكون لوحدنا

وأكملَ بغضبٍ :
۔إحنا لينا أكتر من شهرين مع بعض ولحد دالوقت ولا مرة ركبتي معايا عربيتي،ولا مرة خرجنا فيها مع بعض غير اليوم إللي انا جيت لك فيه الكافيه يوم عيد ميلاد صاحبتك،ووقفتي بعيد عني علشان ماحدش من زمايلك ياخد باله !

تحدثت بصوتٍ مُختنق :
۔غصب عني يا سليم،ظروفي إنتَ عارفها كويس !

أجابها بإقتضاب ونبرة معترضه غاضبة:
۔ظروفك دي إنتِ إللي خلقاها بأديكي وواهمه نفسك بيها ،فبلاش تحسسيني إنها شيئ مفروض عليكِ !

أجابته بعيون تتلائلئ بها حبات الدموع:
۔أخلاقي وتربيتي هي إللي فارضة ظروفي عليا ،وأظن إني صارحتك من الأول ومكذبتش عليك في حاجه !

اجابها بغضب:
۔من الأخر كده يا فريدة أنا زهقت،ده حتي التليفون منعاني أكلمك فيه طول ما حضرتك في البيت،ومخلياه طوارئ للشغل وبس ،

وأكملَ بعيون غاضبة:
۔دي حتي إيدك منعاني ألمسها !

أخرجت صوتها بتحشرج من شدة إختناقها بالدموع:
۔علشان كل ده حرام يا سليم !

زفر بضيق وأقشعرت ملامح وجههْ ونظر لجواره مُتلاشياً إياها !

إبتلعت غَصة مُرة بحلقها وتحركت خجلاً من جانبه ووقفت بجوار عَلي الذي كان يتابع تلك المشاحنه عن بُعد

نظر لها بحنان وتحدثَ:
۔مالك يا فريدة ؟

تنهدت بألم وأجابته:
۔سليم مش مقدر ظروفي يا علي ،مش قادر يفهم إن فيه أساسيات وقواعد في حياتي مأقدرش أتخطاها،

وأكملت بنفي:
۔مش علشان هو مش غالي عندي ولا علشان مش بحبه كفاية زي ما بيتهمني،لا يا علي

وأكملت بتفسير:
۔علشان دي تربيتي وقنعاتي اللي من المستحيل أغيرها !

نظر داخل عيناها وتحدث بقوة وثبات وصلَ إليها:
۔وأوعي تتنازلي عنها أو تحاولي تغيريها علشان أي حد مهما كان هو مين

وأكملَ بحديث ذاتَ مغزي وصلَ لها معناه:
۔إنتِ غالية أوي يا فريدة واللي عاوزك لازم يتعب علشان يوصل لباب بيتكم،فهماني يا فريدة !

إبتسمت براحه بعد أن إطمئن قلبها بحديثهِ الذي أكد علي صحة تفكيرها

تحدثت بإبتسامه حانيه:
۔تعرف إني بحسك حد قريب مني أوي،
بيتهيئ لي لو كان ليا أخ أكبر مني عمري ما كنت هحترمه وأعزة أكتر منك ،شكراً لأنك موجود في حياتي يا باشمهندس !

أبتسم وأجابها:
۔شرف ليا يكون لي أخت محترمة ونقية زيك كدة يا فريدة

ثم نظر إلي سليم الواقف غاضباً بجوار حّسام وتحدثَ:
۔أما بقا بالنسبه للأخ سليم، سبيه يخبط دماغه في الحيط لحد ما يعرف غلطة ويرجع لوحده !

نظرت عليه بحزن وتنهدت بألم

إنتهي الحفل وتوالت الأيام وخلافاتهما تتزايد يوماً بعد الأخر بسبب عدم خروجها معه أو صعودها سيارتهِ حتي ينفرد بها،أو حتي لمسة يدها المحرمة عليهْ كتفاحةِ أدم !

وفي يومٍ دلفت فريدة إلي جامعتها وجدته يقف مع فتاة غاية في الجمال ترتدي ملابس متحررة وتاركة لشعرها العنان ليتطاير مع الهواء بإنطلاق

شعرت بنار الغيرة تسري بجسدها وقفت تنظر إليه وحسرة ملئت قلبها،وما أحزنها أنها رأته يمسك بهاتفها ويُودع لها رقمهُ بإبتسامه وعيون مُتفحصة للفتاة

إنسحب وصعد لأعلی إلی مكتبهِ

تحركت بإتجاهه بغضباً تام ودلفت

نظر إليها ببرود وتحدثت هي بإنفعال :
۔ممكن تشرح لي أيه إللي أنا شفته من شويه ده ؟

نظر لها نظرة مُبهمه وتحدث بتخابث:
۔مش فاهم بتتكلمي عن أيه؟

أجابته بغصة مُؤلمة :
۔أقصد البنت اللي كنت واقف معاها من شويه !

أجابها بلامبالاة ونبرة باردة :
۔وإنتِ أيه مشكلتك يعني مش فاهم ؟

نظرت له بإستغراب وتحدثت :
۔أيه مشكلتي؟
هو أنتَ مش شايف فيها مشكله يا سليم،يعني تقف مع بنت تهزر وتضحك والمفروض إني مزعلش ولا حتي أجي أسألك ؟

زفر بضيق وتحدث بلامبالاة :
۔فريدة ،جو واقف مع دي ليه ورايح فين وجاي منين ده ما يلزمنيش ولا ينفع معايا ،

وأكملَ بنبرة حادة:
۔ومن الأخر كدة أنا حر وأعمل إللي أنا عاوزة ،ومش من حقك تعترضي ولا حتي تتكلمي، مفهوم ؟

نظرت إليه بذهول وخزي وقلباً مصدوم ،وهزت رأسها بإيجاب وتحدثت :
۔مفهوم يا باشمهندس

ثم نظرت له بكبرياء :
۔بعد إذن حضرتك !

خرجت وصفقت خلفها الباب وزفر هو بضيق ثم أسند ظهرهِ علی مقعدهِ بتعب وأغمض عيناه ،فقد فعل ذلك خصيصاً ظناً منه علي أنها ستراجع حالها وتشددها معه وترضخ له ولأوامرة !

مرت ثلاثة أيام وفريدة لن تبالي بحال ذلك الغاضب من تجاهلها له ، فقد كانت تذهب يومياً إلي المكتب وتعمل في صمتٍ دون الإحتكاك به،

وفي الجامعة تحضر محاضراتها مُتلاشية النظر إليه !

دلف إلی المكتب حيث كان يختتم بعض الأوراق من المدير،

وجدها تعمل بجديه نظر إليها بحنان، فقد إشتاقها وأشتاق سماع نبرة صوتها الحنون وهي تناديه،ونظرة عيناها الساحرة وهي تنظر لهُ

تحمحم لتنتبه ولكنها تجاهلتهُ وتابعت النظر بأوراقها

حزن داخله ثم تحدث إليها بعد إنقطاع دام أربعة أيام: أومال فين علي و حُسام ؟

أجابتهُ ومازالت تنظر بأوراقها مُتلاشيه النظر له عن تعمد:
في مكتب المحاسبة بيخلصوا أوراق !

تنهد بألم وأقترب من مكتبها وتحدث بصوتٍ مُلام:
۔وإحنا هنفضل كده كتير ؟

رفعت بصرها ثم خلعت عنها نظارتها الطبيه ونظرت له بإهتمام تنتظر باقي حديثهِ

نظر لعيناها بحنين وتحدث بصوتٍ حزين:
۔وبعدين معاكي يا فريدة،لسه ماشبعتيش زعل ونكد ؟

إبتسمت ساخرة وضيقت عيناها وتحدثت :
۔علی فكرة أنا مش زعلانه ،كل الحكاية أني عرفت حدودي وقيمتي وبتعامل علي الأساس ده !

حرك يدة علي شعرة وتحدث بألم :
۔أنا تعبان يا فريدة ومش حمل جدالك ده

أجابته بنبرة جادة:
۔وأنا مش بجادل يا باشمهندس،أنا مجرد بوضح لحضرتك الصورة مش أكتر ،وعلي العموم الموضوع مش مستاهل جدال لانه ببساطة منتهي، علي الأقل بالنسبة لي !

نظر لها بذهول وتحدث بنبرة مُلامه:
۔منتهي ،وقدرتي تقوليها يا فريدة قلبك طاوعك تنطقيها ؟

أجابته بصوتٍ مّنكسر وعيون تكسوها غشاوة الدموع:
۔بقولها أحسن ما تتقال لي ،بحفظ كرامتي قبل ماتتهان !

اجابها بحب وهو يجلس أمامها:
۔كرامتك محفوظه ومفيش مخلوق يقدر يمسها يا فريدة أنا قولت لك الكلام ده وقتها علشان أخليكي تخافي من بعدي عنك،

وأكملَ بنبرة حزينه:
۔لكن للأسف بدل ما يحصل إننا نقرب من بعض أكتر بعدتي وتلاشيتي وجودي نهائي

تسائلت بحيرة:
۔اللي هو أيه اللي إنتَ عاوزة يا سليم،إني أركب معاك عربيتك ؟
إننا نخرج ونسهر ؟
إنك تمسك إيدي ولا تقرب مني ؟

وأسترسلت حديثها بإستغراب وتساؤل:
۔طب ما أنتَ عارف من الأول إني عمري ما هعمل كدة، يبقي أيه بقا إللي أتغير ؟

وأكملت بتفسير:
۔إللي إنتَ مش قادر تفهمه إني لو غيرت مبادئي مش هبقي فريدة إللي إنتَ عرفتها يا سليم، هابقي مجرد مسخ تابع

وتسائلت:
۔هو ده إللي إنتَ عاوزة يا سليم ؟

نظر لها بحيرة من أمرة هو حقاً يريد أن يعيش معها لحظات جنون الحب ،لكن بنفس التوقيت تُثيرةُ شخصيتها المحافظة ويعجبه تدينها وحفاظها علی مبادئها ،هو حقاً أصبحَ داخلهُ مذبذباً ولا يدري ماذا أصبحَ يريد منها !

حسم أمرة وتحدث بحنين وصدق:
۔أنا عاوزك زي ما أنتِ يا فريدة، وحقيقي أسف إني ضغطت عليكي طول الفترة إللي فاتت،وأوعدك إن اللي حصل ده مش هيتكرر تاني !

نظرت له ببادرة أمل وتحدثت:
۔ياريت فعلاً يا سليم تعمل كدة علشان تريحني وتريح نفسك من جدالنا إللي مابنخرجش منه غير بوجع قلوبنا !

أجابها بعيون عاشقة :
۔وحشتني إبتسامتك أوي يا فريدة، ياريت ما تحرمنيش منها تاني !

إبتسمت له وأنزلت بصرها للأسفل خجلاً من نظراته التي تنطقُ عشقاً !

وتوالت الشهور سريعاً وعلاقتهما تتعمق يوماً بعد الأخر وأصبح سليم متفهماْ أكثر لظروفها،بل أكثر حناناً وعشقاً

كانت السنة الدراسية قد أشرفت علي الإنتهاء أما فريدة فكانت تسابق الزمن لتتخرج برتبة إمتياز ككل عام حتي تستطيع تحقيق حُلمها والذي زادت رغبتها بتحقيقه من بعد إرتباطها الروحي بسليم

إقتربَ موعد إختبارات نهاية عامها الأخير ،ولم يتبقي سوی الثلاث أسابيع ،

كانت تخرج من قاعة المحاضرات أتاها إتصال هاتفي نظرت بشاشة هاتفها وإذ بالإبتسامة تزين ثغرها وتجمله ردت علي الفور:
۔سليم !

رد عليها بسعادة:
عاوزك في المكتب حالاً، عندي ليكي خبر هايل ،ماتتأخريش !

تهللت أساريرها وأجابته بسعادة :
۔حالاً هاكون عندك !!

صعدت بفرحة عارمة إجتاحت قلبها لتيقنها من أنه سيعرض عليها طلب الزواج الذي طال إنتظارة بالنسبة لها

دلفت للداخل وإذ به ينتفض من مقعدة وذهب إليها ممسكاً يدها وبدأ يلف بها بسعادة هائلة وهو يتحدث:
۔تعالي يا فريدة أفرحي معايا،ۜ،أنا النهاردة أسعد إنسان علي وجه الأرض كلها

وأكملَ :
۔خلاص يا فريدة، أخيراً هحقق حلمي وهحط رجلي علي أول طريق الصعود !

كانت تبتسم له بسعادة بالغه لأجل سعادتة لكنها لم تعي عن ما يتحدث

فحدثته بتساؤل:
۔طب ما تفرحني معاك وتقول لي إيه اللي مخليك طاير من السعادة كده ؟

حدثها بعيون تنطقُ سعادة :
۔فاكرة الشركة الألمانية اللي قولت لك إني قدمت طلب بعثة ليها ؟

هزت رأسها بإيماء فاأكمل هو :
۔وافقوا علی طلبي وبلغوني النهاردة إني لازم أسافر الإسبوع الجاي علشان أستلم مكاني في الشركة !

وتحرك إلي مكتبهِ ليجلس وهو يتنهد براحة وسعادة تظهر بعيناه وتكسو ملامحه !

نظرت إليه بخيبة أمل ولكنها سعدت حقاً لأجلة وتحدثت :
۔مبروك يا سليم

نظر لها وتحدث بسعادة:
۔متشكر يا فريدة،عقبال لما تحققي أحلامك إنتِ كمان

وأكمل بصوتٍ حماسي:
۔عايزك تخلي بالك من نفسك وتجتهدي علشان تجيبي تقدير وتحققي حلمك وتبقي مُعيدة ،أنا هتبعك علي الفيس بوك لما أسافر، وأكيد هنبقی نتطمن علي بعض !

إنتفض داخلها بهلع من حديثه

حدثت حالها بتألم:

۔ألم أخبرك بأن أحلامي تبدلت و أصبحتُ أنتَ أقصاها !
نعم حبيبي
لقد إختزلتُ أحلامي وأمنياتي بشخصِكَ فارسي الفريد

وبات كل ما أتمناهُ هو الوصول لدارِكَ وأن يمتلُكني حضنكَ الدافئ
وكفی !

ثم أستفاقت علي حالها وحدثته بوجهِ وعيون حائرة:
۔إن شاء الله

وأكملت بذكاء لتستعلم عن ما بداخله:
۔وأنتَ أكيد هتكون معايا وتساعدني في المراجعات زي ما وعدتني !

نظر لها بعيون خجلة قائلاً:
۔للأسف يا فريدة مش هينفع،أنا قدمت إستقالتي من شويه لعميد الكلية علشان ألحق أخلص إجراءات السفر وأجهز نفسي،وبكرة هروح الشركة أقدم إستقالتي

ثم نظر لها وتحدث بمنتهي الأنانية:
۔ماتتخيليش أنا مبسوط قد أيه !

وقفت ونظرت له بعيون تائهةَ وأشارت بسبابتها علی حالها وتسائلت :
۔وأنا يا سليم، أنا فين من وسط حساباتك وترتيباتك دي كلها ؟

نظر لها بعيون مُستغربه وأكملت هي:
۔عمال تكلمني عن أحلامك وسفرك وأستقالاتك ، أنا بقا فين من كل ده ؟

نظر لها وتحدث علي إستحياء:
۔فريدة إنتِ أكيد فاهمة طبيعة العلاقة اللي ما بينا وشكلها،أنا ما أنكرش إني حبيتك وأتشديت لك ،لكن كمان إنتِ ما يرضكيش إني أخد خطوة متهورة ممكن تعطل لي حياتي كلها

نظرت له بعيون زائغة تائهة وأنا وحبي اللي هنعطل لك حياتك يا سليم ؟

وأكملت بصوتٍ مّلام وقوي:
۔ولما أنتَ شايف كدة وراسم ومخطط لحياتك ومخرجني برة دايرة حسباتك وأحلامك، كان ليه من الأول تعلقني وتعلق قلبي بيك ؟

أجابها بلا مبالاة مُصطنعه:
۔ما تكبريش الموضوع وتدي له أكبر من حجمه ،الموضوع بسيط ومايستاهلش إنفعالك بالشكل ده

وأكملَ مُستخفاً بمشاعرها:
۔دخلنا علاقة حب وعيشنا جواها وأستمتعنا بيها وأنتهی وقتها خلاص،ما تخليش حاجه صغيرة وعادية زي دي توقف لك حياتك وتعطلك عن تحقيق أحلامك !

كانت تنظر له بعيون جاحظة غير مستوعبة لما تراه امامها حدثت حالها ، يالله ليتني أستفيقُ وأتيقن أن كل ما يحدث الأن ما هو إلا كابوس،مُجرد كابوس وينتهي الأمر عندما أستفيق من تلك الغفوةِ اللعينة

نظرت له وتحدثت بتيهه :
۔بس أنا كنت فاكرة إني بقيت جزء كبير من أحلامك دي

وقف بشموخ وأجابها بنبرة جاده:
۔وأنا عمري ما وعدتك بأي حاجه يا فريدة !

خانتها دموعها وبدأت بالنزول وصاحت بقوه:
۔وكلمة بحبك اللي قولتهالي دي كانت إيه مش وعد ؟

كلامك ليا وأهتمامك بكل تفاصيل حياتي، وترتيبها مش بردوا وعد ؟

المفروض إنك راجل، وأهلنا علمونا إن الراجل لازم يبقی أد كلمته ،ولا أنتَ أهلك ما قالولكش الكلام ده يا حضرة المعيد المحترم !

تنهد بألم لأجل دموعها ثم تحدث بنبرة جاده:
۔لو كلمة بحبك وعد بالجواز كان زماني متجوز كتير أوي يا فريدة !

جحظت عيناها ونزلت كلماته الوضيعة كالصاعقة علي قلبها دمرتها وشوهت معها صورته التي رسمتها بأحلامها الوردية ، والتي لم يكن لها وجود سوی بقلبها المغفل !

وأكمل بجديه :
۔للأسف أنا كنت فاكر إن عقلك واعي وفاهمه طبيعة علاقتنا كويس وإنها مجرد علاقة عابرة، زي ما بيقولوا !

صرخ قلبها وأجابته بدموعها :
۔للدرجة دي شايفني رخيصه قدامك علشان أكون عارفة نظرتك المنحطة دي ليا وأكمل معاك عادي ؟

وأكملت بشرود:
۔ده أنا قضيت عمري كله قوية ومحافظة علی نفسي وصيناها وعمري ما سمحت لمخلوق يقرب من قلبي ،ويوم ما جيت لي وأعترفت لي بحبك قولت لنفسي أكيد ده عوض ربنا ليا

وأكملت بدموع:
۔قولت ربنا كافئني براجل محترم وهعيش معاه الحب الحلال اللي كان نفسي فيه،رسمت معاك أحلامي وشفت بيتنا وأولادنا وهما بيكبروا قدام عيونا ،بنيت أحلامي كلها عليك وأتاريك أكبر كدبه وأكبر كابوس أنا عِشته !

كنت فاكراك بتحبني بجد، وأتاريني مش أكتر من مجرد محطة إنتظار بالنسبة لك،

وأكملت بنبرة ساخرة:
۔ترانزيت يا باشمهندس !!

وتحدثت بملامة ودموع ساخنة:
۔أنا عملت لك إيه أستاهل عليه كل ده ، أنا كنت في حالي وعمري ما أذيت حد ،تيجي إنتَ وتأذيني في قلبي ليه ؟؟
صاحت به:
۔رد عليا ليه ؟؟

تنهد بأسی ونظر لها وهز رأسه وتحدث:
۔أنا أسف حقيقي ماعنديش أي حاجه ممكن أقدمهالك غير إني أتأسفلك علی سوء التفاهم اللي حصل !

نظرت له بذهول وجففت دموعها بيديها وتحدثت وهي تهز رأسها وتردد بطريقة هيستيرية :
۔سوء تفاهم،سوء تفاهم،

لملمت شتاتها وصوبت نظرها إليه بغضباً تام و تحدثت بقوة:
۔وأنا بقا مش قابلة أسفك ده ،وعمري ما هسامحك علی إللي إنتَ عملته فيا،

وأكملت بقوة:
۔ونصيحه مني لوجه الله،بلاش تاني مرة تقول كلمة إنتَ مش قدها ،ياتطلع راجل وتنفذ كلمتك، يا إما ما تنطقهاش من الأساس !

ورمقتهُ بنظرة إشمئزاز وخرجت وصفقت خلفها الباب بقوة

تنهد هو وزفر بضيق ثم تابع لملمت جميع أشيائه الخاصة من المكتب لمغادرتة للأبد !

>>>>>>>>>>>>¤<<<<<<<<<<<<<<

بعد يومان أبلغت فريدة المدير بأنها ستترك العمل في المكتب وتعللت بأنها لا تستطيع الجمع بين مراجعة دروسها والعمل

دلف إلی المكتب وجدها تُلملم أشيائها وتضعها داخل صندوق
تنهد بألم ووقف قبالتها وتسائل:
۔إنتِ فعلاً هتسيبي الشغل ؟

لم تنظر له وضلت تُلملم أشيائها بصمت

فتحدث هو بعمليه :
۔حطيها قاعدة قدام عيونك٬علشان تنجحي في حياتك لازم تفصلي بين مشاعرك وحياتك الخاصة وبين حياتك العملية،،إنتِ كده بتضيعي من بين أديكي فرصة كويسه لمستقبلك،

فكري بعقلك،
أنا كدة كدة سايب الشركة ومسافر، فبلاش تتصرفي بتهور وتخسري مكان زي ده

وأكمل :
۔أكبر غلط إنك تاخدي قرار وإنتِ منفعله،أدي لنفسك وقت تهدي وتفكري وبعدها أبقي خدي قرارك !

نظرت له بعيون مغيمة بدموع الألم وتحدثت بصوتٍ مُنكسر:
۔بيتهيئ لي كفايه أوي إنك رتبت لي حياتي طول المدة إللي فاتت،اللي جاي دة بقا يخصني أنا،وأنا الوحيدة اللي هقرر أنا هعمل فيه إيه،

سافر يا باشمهندس وأبني مستقبلك زي ما بتحلم
وأكملت بقوة :
۔بس عاوزاك تتأكد إني عمري ما هسامحك علی كسرة قلبي وإهانتي إللي شفتها علی أديك

تنهد بألم وتحدث:
۔صدقيني يا فريدة كده أفضل علشانك قبل مني،إنتِ حد كويس وتستاهلي حد أح٠٠٠٠

وكاد أن يكمل قاطعته هي بحدة:
۔خلاص لو سمحت،ياريت توفر كلامك لأنه زي العدم بالنسبة لي!

تألم قلبه لأجلها ولأجل ألمها الظاهر وأنسحب بخزيٍ من المكان بأكمله

دلف علي وتحدث علي إستحياء:
۔ياريت يا فريدة تراجعي نفسك،فرصة الشغل هنا في الشركة مش هتلاقي زيها تاني بسهولة

نظرت عليه وتسائلت :
۔كنت عارف ؟

سحب بصرة بعيداً عنها وتحدثت هي بتيهه وذهول:
۔كنت عارف وما قولتليش يا علي ،طب ليه؟

ده أنا كنت بعتبرك أخويا الكبير وقولتهالك ،ليه تقبلها علي كرامتي ليه ؟

نظر لها وتحدث بنبرة خجلة:
۔كنت فاكر إنك عارفه وفاهمه طبيعة العلاقة بينكم

صاحت بغضب وذهول:
عارفة، هي دي نظرتك ليا ولأخلاقي يا باشمهندس ؟

إنتَ شايفني إزاي يا علي، للدرجة دي شايفني واحدة رخيصة علشان أوافق أكون مع صاحبك وأنا عارفه إني بالنسبة له مجرد واحدة بيقضي معاها وقت لطيف وشوية وكل واحد يمشي ويكمل طريقه عادي،

أنا كنت لصاحبك مجرد محطة إنتظار يا علي،مجرد ترانزيت !

ثم أكملت بذهول ودموع:
۔هو أنا إزاي ماكنتش شايفه حقيقتكم دي، إزاي إنخدعت فيكم وكنت فكراكم ناس محترمين ،للدرجة دي أنا طلعت عامية وغبية، إزاي إتغشيت في معدنكم ومقدرتش أشوف حقيقتكم البشعة دي قدامي !

تدخل حُسام الذي كان يتسمع إليهما من خلف الباب وتحدث بفظاظه :
۔ماخلاص يا فريدة إنتي عاملة حوار علي إيه،هو إيه إللي كان حصل لدة كله يعني، قصة ودخلتي فيها وفشلت وطلعتي منها سليمة زي مادخلتي بالظبط، أيه بقا مشكلتك أنا مش فاهم ؟

أجابته بألم:
۔للدرجة دي قلوب الناس وكسرتها ملهاش عندكم أي إعتبار ،أنا بجد مصدومة فيكم كلكم ،
وأكملت بنبرة صوت تُدمي القلوب :
۔وكل اللي طلباه من ربنا إني عمري ما أقابل حد فيكم تاني ولو حتي صدفة
وأكملت بقوة:
۔من النهاردة هعتبركم صفحة سوده  في تاريخ حياتي هقطعها وأرميها خارج دايرتي !

ونظرت إليهما بإشمئزاز وهي تهز رأسها بدموع ثم جففت دموعها وأخرجت نظارتها الشمسيه وأرتداتها وأمسكت بصندوق أشيائها وخرجت مُحملة بالخيبات المُميته

كان يقف أخر الممر ينتظر خروجها ،خرجت وتحركت بثبات بجانبه دون النظر إليه !

إنشق قلبه وهو يراها تغادر ويظهر علي حالتها الضعف والإنكسار ،ضل ينظر عليها حتی دلفت إلي المصعد وأغلقته وبدأ المصعد بالهبوط وإخفائها عن عيناه،

كادت أن تقع داخل المصعد لولا أسندت بيدها علی جداره ،وتحاملت علي حالها وخرجت من الشركة بأسوء ذكری قابلتها بحياتها !

تحرك بهدوء ودلف داخل المكتب تحت أنظار علي وحُسام ،،إرتمی فوق مقعدة بإهمال ووضع كف يده يمسح به وجهه بضيقٍ وألم يمزق داخلهْ
تحت صمت رهيب من ثلاثتهم !

بعد عدة أيام سافر سليم وترك خلفه قلباً مُحطم مزقتهُ دروب الهوی

أما هي فلم تعي علي حالها من تلك الصدمة التي إجتاحت كيانها ودمرتهُ ، لم تعُد لديها القدرة على التركيز كقبل ،حتي جاء موعد الإختبارات، أدتها بعقلٍ مشوش وروحٍ مُمَزقه ،،
وجاء موعد إعلان النتيجة وكانت تلك هي القشة التي قسمت ظهر البعير،

فاللأسف لم تحصل فريدة علي درجة الإمتياز كعادتها وفقدت فرصة تعيينها بالجامعه وبسببه،

إزدادَ إحتقانها من سليم وزادَ حقدها عليه وخصوصاً بعد إكتئاب والدها الذي أصابه من خيبة أمله بإبنتهِ الكبري وأول فرحتهِ

مرت الشهور علي سليم بصعوبة في غربتهِ فقد تيقن أنه عشق فريدة بكل ما فيه ولم يعد فيهِ الإبتعاد عنها ولا العيش بدونها،حتی أنه لم يشعر بفرحة تعينه بتلك الشركة ذات الإسم الكبير ولم يعد لديهِ الشغف للحياة كقبل حين كانت هي بجوارة

أجبرت فريدة حالها بتخطي تلك الصدمة ظاهرياً فقط،

تقدمت لعدة شركات وأبتسم لها الحظ وقبلت بعرضها إحدي كبريات الشركات بعدما أجرت معها مقابلة وأعجبوا بتفكيرها المختلف مهندسي الشركة فقرروا تعيينها علي الفور

أما سليم الذي أفصح عن ما بداخلهِ إلی صديقهُ عَلي الذي لحق ب سليم إلي ألمانيا وتعين معه بمساعدة سليم ، وأبلغهُ سليم أنه أنتوي محادثة فريدة للأعتذار منها وإبلاغها إنتوائه خطبتها ،،وشجعهُ عَلي علي تلك الخطوة ،ثم تحدث أيضاً إلي حُسام وأخبرة عن قرارة وقد حدث ما حدث !

عودة للحاضر !!!!!!!!
_____

كانت تجلس القرفصاء فوق تختها داخل غرفتها المظلمة وهي تبكي بمرارة بعدما تذكرت حكاية غدرة وكيف تأثرت حياتها بالسلب من تلك التجربة الأليمة

إستمعت إلي طرقات فوق الباب إعتدلت بجلستها وجففت دموعها سريعاً وتحدثت أدخل !!

دلفت والدتها وضغطت فوق زر الإضاءة لإنارة الغرفه،ثم توجهت إليها وجلست بجانبها وأردفت بإبتسامة:
قاعدة لوحدك ليه وإيه الضلمة دي

ثم نظرت لها بحنان وتحدثت:
۔مالك يا فريدة؟
من وقت ما رجعتي من شغلك وإنتِ مش طبيعيه،مسهمه وسرحانة، فيكي إيه يا بنتي طمنيني عليكي ؟

إبتسمت لها وحدثتها لتطمئن:مافيش حاجه يا حبيبتي أنا كويسه صدقيني !

أجابتها :
۔علی ماما يا فريدة ؟

أجابتها بكذب:
۔صدقيني يا ماما أنا كويسه،كل الموضوع شوية إرهاق من ضغط الشغل مش أكتر !

سألتها والدتها بإهتمام:
۔أوعي يكون عندك مشكلة مع هشام ومخبية عليا ؟

تحدثت فريدة بإبتسامة باهته:
۔مشاكل أيه بس يا ماما اللي مع هشام ،هو هشام فيه أطيب منه ،ما حضرتك عارفه هو قدإأيه بيحبني وبيتمنی رضايا !

إبتسمت والدتها وأجابت :
۔ربنا يسعدكم بقول لك يا فريدة،ۜ، أنا هعمل عزومة ل هشام وأهله بس مستنيه لما بابا يقبض مرتبه علشان تبقي عزومة تشرفك وتليق بيكي وبينا قدام خطيبك وأهله

إبتسمت لها فريدة وأجابتها:
۔لو محتاجه فلوس ماتحمليش هم يا ماما أنا الحمدلله معايا،شوفي محتاجه كام وأنا تحت أمرك !

هزت رأسها نافيه:
۔تسلمي يا بنتي بس إنتِ عارفه بابا وطبعه، محرم علی البيت مليم واحد من فلوس شغلك،وبعدين يا بنتي كتر خيرك كفايه عليكي إنك إتحملتي جهازك كله وماحملتيناش حاجه منه ،ده لوحدة حمل وأتشال من علي ضهرنا

تنهدت فريده وتحدثت بعرفان:
۔ما تقوليش كدة يا ماما،أنا وفلوسي ملك ليكم،وكفايه أوي إن حضرتك وبابا حرمتوا نفسكم من كل متع الدنيا علشان تعلمونا كويس وماتخلوناش محتاجين لحاجه

ثم أكملت بإنتشاء:
۔إن شاء لو الشركة بتاعتنا إنضمت للشركة الألمانية مرتبي أنا وهشام هيعلی، وممكن كمان يتضاعف وساعتها هيكون ربنا كرمنا ونقدر نخلص جهازنا كله السنة دي

داخل مطعم الأوتيل كان يجلس يتناول عشائه بجانب صديقهُ
تحدث علي بأسی:
۔كل ده يطلع من حُسام،طب إيه إللي إستفادة لما عمل كده ؟

زفر سليم بضيق وتحدث :
۔من صغري وأنا حاسس إنه مابيحبنيش وبيغير مني،  بس كنت بكدب شعوري علشان ما أخليش الشك يتمكن مني ويلوث قلبي من ناحيته ،لكن عمري ما تخيلت إن قلبه مليان بالسواد ده كله ليا !

هز علي رأسهُ بأسی وتحدثَ:
۔وهتعمل إيه مع فريدة يا سليم ؟

تألم داخلهُ وأجابَ:
۔أنا كلمتها قبل ماأنزلك وشرحت لها اللي حصل لكن للأسف هي غضبانه جداً،دي حتي مكانتش عاوزة تسمعني

أجابه صديقه:
۔عندها حق طبعاً ، وعلشان كده أنا شايف إنك تستسلم للقدر وترضی بالمكتوب ،صدقني يا صاحبي قضيتك مع فريدة خسرانه !

نظر له بضيق وتحدث مُستغرباً:
۔إنتَ إللي بتقول الكلام ده يا علي ؟

ده أنتَ أكتر واحد عارف وشاهد أنا قد أيه تعبت في بعدي عنها،ده أنا برغم إني حققت أكتر ما كنت بتمنی إلا إني معرفتش أفرح ولا أتهنی يوم بنجاحي وهي بعيدة عني ،
أنا حياتي ملهاش قيمة ولا معنی من غير فريدة يا علي ،ولو ما حاربتش علشان أوصلها وأرجع قلبها ليا من جديد يبقا ما أستاهلش حبها ولا أستاهلها !

زفر علي وتحدث بعقلانية:
۔أيوة يا سليم بس الكلام ده لو فريدة عندها إستعداد تسامحك أو ترجعلك،
ماتنساش إنك كنت السبب بإنك دمرت لها حلمها بإنها تكون معيدة،ده غير إنها خلاص بدأت تأسس لحياة جديدة مع شخص هي إللي أختارته بنفسها وأكيد بتحبه !

إنتفض بجلسته ونظر لصديقه بغضب وتحدث بنبرة حادة:
۔فريدة عمرها ماحبت ولا هتحب غيري يا علي٬أنا إللي حاسس بحبيبتي وعارف أيه إللي جوة قلبها ،وقلبها مليان بحبي وعمره ما أتمنی راجل غيري،فريدة ملكي وعمرها ما هاتكون لغيري،وعلی جثتي لو ده حصل !

وأكملَ بعيون مليئه بالعشق:
۔إن شاء الله مش هرجع ألمانيا غير وهي مراتي !

تنهد علي بإستسلام وأردف:
۔ ودي هتعملها إزاي يا سليم،البنت مش طايقه حتي تبص في وشك وإحنا كل إللي قاعدينه في مصر هما شهرين ما فيش غيرهم !

ضحك سليم برجولة وتحدث بغرور:
۔ إنتَ طيب أوي يا علي،خدعتك عيونك يا مسكين وصدقت الوش إللي ركبته لما شافتنا ،فريدة بتعشقني وعشقي مُتملك من قلبها وكل جوارحها،ولو خبت حبي عن عيون الناس كلها مش هتقدر تخبية عن عيوني،

وأكملَ بعيون يملئُها الغرام:
۔أنا وفريدة بينا كيميا ما حدش يقدر يفهمها غيرنا ،مجرد عيوني ما تبص جوة عيونها بتقرا إللي مخبياة جوة قلبها !

حدثهٌّ عَلي بقلق :
۔أنا خايف تعيد تجربة ظلمها علي أيدك تاني يا سليم،وبعد ما تعشمها وتخليها تهد كل إللي عاشت تبنيه طول الفترة إللي فاتت ييجوا أهلك ويرفضوا جوازك منها وبكدة هتكون دمرت حياة البنت للأبد

وأكملَ برجاء:
۔ياريت لو فعلاً مش هتقدر تقف قدام أهلك متبقاش أناني وسيبها تكمل في حياتها اللي أختارتها ؟

ابتسمَ ساخراً علي سذاجة صديقه وأردف بقوة:
۔تعرف يا علي،لو الدنيا دي كلها أجتمعت علي إنها تبعدني عن فريدة مش هايقدروا ،أنا وفريدة بنحب بعض ومفيش قوة علي وجة الأرض هتقدر تمنعنا إننا نكمل حياتنا جوة أحضان بعض !

وأكملَ بيقين:
۔أنا دعيت ربنا ولجأت له ،قولت له يارب أنا ظلمتها وظلمت نفسي قبل منها،قولت له إني حابب أعوضها عن كل ألم شافته وعاشته بسببي ،دعيت لربنا إنه يرجعهالي تاني،دعيت له ووعدته إني عمري ما هعمل أي حاجه تغضبه مني ،وإترجيته يرجع لي فرحة قلبي،وربنا استجاب دعائي وجابها في طريقي تاني

وأكملَ بيقين:
۔تفتكر إن وجودها في طريقي بالشكل ده مجرد صدفة ؟
وأكمل بإبتسامة رضا:
۔دي تدابير ربنا وحكمته يا عَلي

إبتسم علي وأردفَ:
۔أتغيرت أوي يا سليم،حب فريدة غيرك لدرجة إني حاسس إني قاعد بتكلم مع حد معرفهوش ،قربت من ربنا وبقيت بتصلي وبتناجي ربنا كمان، أنا مبسوط أوي علشانك ،ربنا ييسرلك أمورك إنتَ وفريدة وتكونوا مع بعض قريب

داخل منزل قاسم !!

كانت تجلس واضعة ساقً فوق الأخری وتهزهما بضيق
نظر لها قاسم وتحدث مُهدئاً إياها :
۔إهدي يا أمال وبلاش تتعاملي مع أبنك بطريقة توجية الأوامر دي علشان ما تخسريهوش !

أجابته بقوة:
۔دي طريقتي معاه من زمان وهو متعود عليها يا قاسم ،ولازم يسمع كلامي لأنه في مصلحته !

أجابها بنبرة عاقلة:
۔ده كان زمان يا أمال،دالوقت إبنك كبر وبقاله حياته وقراراته المستقلة،،إبنك ماسك منصب بيتحكم بيه في تحديد مستوی شركات الشرق الأوسط بالنسبه لمجال شركتة ،وإنتِ جاية بكل بساطة و عاوزة توجهيه وتختاري له حياته ،فكري بعقلك يا أمال قبل فوات الأوان !!

نظرت لزوجها بإستغراب وصاحت به:
۔ إنتَ عاوزني أوافقه علي الكلام الفارغ دة يا قاسم،وبدل ما أروح أخطب له بنت وزير ولا بنت سفير أروح أخطب له حتة بنت لا ليها أصل ولا فصل ؟

نظر لها بدهاء وتحدثَ بنبرة عاقلة:
۔ كنت فاكرك أذكي من كدة يا أمال ،
وأكملَ مُفسراً:
۔البنت ومخطوبة،وأبنك بالنسبه لها مش أكتر من مجرد واحد دمرلها حلمها وحلم أبوها ،يعني مستحيل تسيب خطيبها علشان ترجع لواحد كسرها وأتخلي عنها في عز أحتياجها ليه،يبقي العقل بيقول إننا نهدی ونقف بعيد ونتفرج علي الموضوع وهو بينتهي للأبد بالنسبه لإبنك !

أجابته بقلق:
۔خايفه البنت تضعف قدام إبنك وترجع له يا قاسم ،ماتنساش إن سليم بالنسبه لها فرصة ما كانتش تحلم بيها لا هي ولا أهلها ،

وأكملت بإشمئزاز:
۔ أنا فاهمة النوعية دي كويس أوي ،دي ممكن تضحي بكرامتها وبأي حاجه في سبيل إنها توصل لواحد ينتشلها من الحياة العدم إللي هي عيشاها !

أجابها بهدوء :
۔لو ده حصل وقتها نبقی نشوف حل ونحاول نتدخل وننهي المهزله دي ،لكن قبل كدة يبقی بنضيع إبننا من أدينا علي الفاضي !

داخل مسكن غادة خالة هشام !

والتي تسكن بمفردها هي وإبنها تميم البالغ من العمر الثامنة عشر والذي يقضي معظم وقته في التنقل بين مراكز التعليم الخاصة بدروسه بالثانوية العامة،وذلكَ لسفر زوجها خالد الذي يستقر في إحدی الدول العربية التي يعمل بها،وأيضاً إبنها الكبير محمد الطالب بكلية الهندسة بجامعة أسيوط ولذلك يتواجد بتلك المدينة الصعيدية العريقة الأصل !

كانت تجلس ويجاورها هشام
تحدثت غادة بتساؤل :
۔أخبارك أيه مع فريدة ؟

زفر بضيق وتحدث بصوتٍ مُختنق:
۔فريدة تعباني معاها أوي يا غادة،لا بتخرج معايا ولا حتي بتوافق إنها تركب معايا عربيتي ولا مديه لي أي فرصة أحاول أقرب منها وأفرح بحبها

أنا بحبها بجد ونفسي نقرب من بعض أكتر من كدة ،نفسي أعيش معاها أيام تبقی ذكری لينا لما نتجوز ونكبر نبقا نفتكرها مع بعض !

إبتسمت له وتحدثت بدعابه لتخفف عنه :
۔يا سيدي بكرة تتجوزوا وتزهق منها لدرجة إنك هتتمنی كام ساعة تبعدهم عنها علشان تفك عن نفسك !

إبتسم وتحدث بعيون محبه :
۔مش فريدة إللي يتزهق منها يا دُودَه !

إبتسمت وأشارت بيدها ساخره:
۔كلكم بتقولوا كدة في الأول

أجابها نافياً:
۔إلا أنا !

أجابته بسماجة:
– بردوا كلكم بتقولوا كدة في الأول

ردَ عليها بضيق:
۔إيه يا ست إنتِ كمية الإحباط إللي في كلامك دي ،يعني علشان سيادتك متخانقة مع خالد والباشا منكد عليكي تقومي تطلعي زهقك عليا ؟

ضحكت وحدثته بدعابة:
۔يا أبني بحاول أهون عليك وأهيئك نفسياً للي جاي، وبعدين أيه الجديد ما أنا طول الوقت بتخانق معاه !

وأكملت بجديه:
۔طب بقول لك إيه،
إيه رأيك أعزمك أنتَ وهي علي الغدا هنا ،وأهو تيجوا تقضوا اليوم معايا وتونسوني بدل ما أنا قاعدة طول اليوم لوحدي أستني تميم بيه لما ييجي الساعه 11 بالليل من دروسه اللي ما بتخلصش،

وأكملت بحماس:
۔وليك عليا يا سيدي ههيئ لكم الجو خالص علشان تقعد معاها براحتك !

إنفرجت أساريرة وتحدث :
۔فكرة تجنن يا غادة، بس تفتكري فريدة هتوافق ؟

أجابته بثقه :
۔طبعاً هتوافق وهي تقدر ترفض لي طلب ،
وأمسكت هاتفها وتحدثت وهي تضغط علي زر المحادثه:
۔دالوقت تشوف غادة هتعمل إيه !

كانت تقف بشرفة غرفتها المشتركة بجانب شقيقتها نهلة تقص عليها ما حدث منذ قليل من محادثتها مع سليم ،وجدت هاتفها يرن تحركت نهلة وأتت لها بالهاتف من فوق الكومود وأعتطه لشقيقتها

نظرت به وردت بإحترام بعدما رأت نقش أسم خالة خطيبها :
۔السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذة غادة ،إزي حضرتك يا فندم !

ضحكت غادة وتحدثت بدُعابة:
۔ حضرتك ويا فندم في جملة واحدة،كده كتير عليا والله يا فريدة

ثم أكملت بعتاب :
۔هو أنا مش قولت لك قبل كدة يا فيري إني ما بحبش الرسميات وبحب كل إللي حواليا يدلعوني،ۜ،وبعدين ده أنا يادوب أكبر منك بكام سنه ،يا ستي أعتبريني صاحبتك ودلعيني ،ولا أنتي ما بتدلعيش أصحابك ؟

إبتسمت فريدة علي تلك الجميله خفيفة الظل وأجابتها:
۔إنتي جميلة أوي يا غادة وأنا بجد بحبك جداً، وأكيد طبعاً شرف ليا إنك تكوني صاحبتي

أجابتها غادة:
۔حبيبتي الشرف ليا أكيد،بصي بقا يا ستي،أنا عزماكي عندي علي الغدا بعد بكرة إنتي وهشام،يعني تخلصوا شغلكم وتيجوا مع بعض كدة زي الشطار علشان مابحبش أتأخر في الغدا ،تمام يا فريدة ؟

إرتبكت فريدة ثم أجابتها:
۔ هستأذن بابا وأشوف رأيه إيه وأبلغ حضرتك !

أجابتها غادة برفض :
۔الكلام ده ما ينفعنيش ،إنتي وبابا أحرار مع بعض وبابا علي عيني وراسي ،لكن أنا مستنياكي بعد بكرة مع هشام ومش عاوزة أي اعتذارات، إتفقنا يا فريدة !

أغمضت عيناها بإستسلام وأجابت:
۔حاضر يا غادة،إن شاء الله هاجي مع هشام !

أغلقت معها ثم نظرت إلي هشام وسعادته التي أنارت وجهه وتحدثت بإستغراب:
۔سبحان مغير الأحوال ،إللي يشوف حبك ل فريدة وفرحتك لما بتكون معاك في مكان واحد عمرة ما يتخيل إن كان فيه قصة حب كبيرة في حياتك قبلها !

إبتسمَ ساخراً وتحدثَ :
۔ياااااه يا غادة٬إنتِ لسه فاكرة ؟

نظرت له بحب وأردفت بحنين:
۔وأنسی أزاي يا هشام وشقتي دي كانت شاهدة علي قصة حبكم !

نظر لها بحنين إلي الماضي ثم أكملت هي بإنتشاء:
علي فكرة ،خالتك مُنی كلمتني إمبارح وقالت لي إنهم خلاص هيرجعوا يستقروا هنا علشان عمك كمال حابب يرجع يكمل باقي حياته في بلدة

ثم أكملت بدعابه:
۔يعني لو عاوز حاجه من دبي تقدر تكلم لُبني و تطلبها منها !

قهقه عالياً وأجابها بحديث ذات معنی:
۔خلاص يا غادة،مابقتش عاوز حاجه لا من لُبني ولا من غيرها !

وتحدث بعيون تنطقُ عشقاً:
۔ربنا يخلي لي فريدة ويهديهالي ،ومش عاوز أي حاجه من الدنيا تاني !

تري ما قصة هشام وما حكايته مع تلك ال لُبني التي تحدثت عنها غادة !

كل هذا سنتعرف عليه في البارت القادم

إنتهي البارت
جراح الروح
بقلمي روز آمين

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى