روايات روز أمين

رواية جراح الروح لروز امين الجزء الأول

رواية جراح الروح لروز أمين الفصل العاشر

️البارت العاشر 🔹️

بعد إنتهاء الوليمة التي صنعتها عائلة فؤاد إلي عائلة حسن نور الدين

عاد هشام متأخراً من منزل فريدة حيث ضل هو بعدما رحل الجميع وذلكَ ليجلس بصحبة خطيبته ووالدها الذي لم يتركهما بمفرديهما منذ أول يوم خطبه إلى يومنا هذا !

أما سليم فقد إتخذَ قراراً أنه لن يذهب إلی الشركة مجدداً لعدم رؤية فريدة له،فقد قرر اللعب علی أوتار أعصابها ليُشتت مشاعرها ويجبرها علی الإختيار الإجباري،والذي هو بالتأكيد إختيار قلب سليم !

صباح اليوم الجديد !!
وصلت فريدة إلی مقر الشركة علی أمل أن تراه وتُصمت أنين قلبها الذي لم يتثنی عن الصراخ منذ أن أبتعد سليم عنه قاصداً
جلست بمكتبها قليلاً تنتظر أن يستدعيها سليم إلی مكتبهِ كما السابق،ولكن إنتظارها دون جدوی وقفت وبدأت تتحرك بتوتر داخل المكتب، ثم توقفت فجأة وتحركت خارج المكتب قاصدة مكتب فايز!

وبالفعل طرقت الباب ودلفت ثم جلست،وتسائلت بهدوء وثبات إفتعلته لنفسها بإعجوبة :
۔هو الباشمهندس سليم ما طلبش من حضرتك ملفات النهاردة يافندم ؟
نظر لها فايز عاقداً حاجبيه بدون فهم !
فأكملت هي بشرحٍ موافي لحديثها:
۔أنا واصله مكتبي من بدري بس لا بعت لي أروح له مكتبه علشان نقفل شغلنا ، ولا حتی إتصل يطلب ملفات زي عوايدة،فأنا قلقت وجيت لحضرتك علشان أستفسر بما إن النهاردة أخر يوم ليه في الشركة!!
نظر لها بإستغراب لحالتها وكلامها الغير مقنع بالمرة وأجابها :
۔الباشمهندس خلص شغله عندنا إمبارح يا فريدة،هو مبلغكيش ولا إيه ؟
إرتعبَ داخلُها وصرخ قلبها متفاجئً ورافضً فكرة عدم تواجدها معه بنفس المكان من جديد،وإنه بالفعل رحل دون أن يُخبرها لتستعد هي وقلبها لصدمة رحيلهُ مرةً أخری!
أجابت بصوتٍ مهزوز وعيونٍ زائغه غير مستقرة :
۔لا يا فندم ،المفروض كان قال لي علشان أكون عاملة حسابي،هو أنا للدرجة دي قليلة أوي في نظره؟
ثم وعت علی حالها سريعاً حين رأت نظرات فايز المٌستغربة وتحدثت بشموخ إصطنعته لنفسها وبرأسٍ مرفوع أردفت قائلة :
۔أقصد إني ليا وضعي في الشركة وإنه كان من الذوق واللباقه إنه يبلغني بإن شغله معايا إنتهی !!
وأكملت بنبرة رافضةٍ لتلك المعاملة:
-أنا باشمهندسة وكنت بساعده،مش سكرتيرة ولا مساعدة جنابه علشان يتعامل معايا بالغطرسة دي،ولا أنا كلامي غلط يا فندم ؟

أجابها بهدوء بعدما أستقر حديثها وعادت لتوازنها الطبيعي :
۔هو المفروض إن ده كان يحصل يا فريدة ،أنا فعلاً مستغرب هو إزاي مبلغكيش ،وخصوصاً إن وهو بيبلغني إنه إنتهيی من فحص الملفات وإنه قريب هيبلغني بقرارة وقرار شركتة شكر فيكي جداً ،وأشاد بذكائك وبشغلك المٌميز إللي كتير ساعده في إتخاذ قرار هيرضي الكل إن شاء الله !
وقفت وتحدثت بقوة مُتلاشيه حديث فايز لإطراء سليم علی مجهودها :
۔ ربنا يصلح الحال يا فندم وإن شاء الله خير ،بعد إذن حضرتك !
وخرجت من مكتبهِ متوجهَ إلی مكتبها والتي دلفت إليه كالإعصار المدمر لما سيواجههُ ،وبلحظه أقبلت علی هاتفها وبدون تفكير تفحصت إسمه وضغطت زر الإتصال .
كانَ يجلس بسيارته خلف مقود السيارة وهو يقودها للذهاب لإحدی الشركات التي كانت من ضمن مجموعة الشركات المتقدمة لطلب إدماج شركتهم لشركتة
نظر لشاشة هاتفهِ وأبتسمَ بخبث حين رأی نقش ☆عشقيَ الأبديْ☆ كما يلقبها،فقد راهن حاله علی أنها ستهاتفه اليوم بعدما تنهار حصونها المصتنعة تلك !
صف سيارتة جانباً وكان الإتصال قد إنتهت مدته،مما أحزنها وجعل حالتها مُزرية ومُحزنة
أعاد سليم الإتصال، نظرت بهاتفها مُتلهفة وهي تتفحصه وبلحظة ضغطت زر الإجابةِ
تحدث هو بنبرة جاده ليقضي علی ما تبقی من صبرها:
۔أهلا يا باشمهندسة
أجابته هي بنبرة حادة غاضبة أسعدته :
۔باشمهندسة إيه بقا هو حضرتك خليت فيها باشمهندسة،دي معاملة حضرتك ليا محصلتش حتی معاملت سيادتك لسكرتيرتك !

شعرَ بسعادة داخلية لا يضاهيها سعادة وتحدثَ بتخابث وبرود قاتل أغضبها :
۔إيه بس إللي مزعلك أوي كدة يا باشمهندسة
أجابتهُ بغضبٍ و إعتراض:
۔هو مش المفروض إني شغالة مع حضرتك في فحص ملفات الشركة واللي بناءً عليه موقفه شغلي الأساسي لحد ما  تنتهي من مهمة سيادتك عندنا ،
يبقا من الواجب والأصول إن لما حضرتك تنهي شغلك وتقرر تمشي ،علی الأقل تبلغني علشان أرجع لشغلي المتعطل بقاله أسبوع بسبب طوارئ سيادتك !

إبتسم وتحدثَ بتسلي بطريقه مٌستفزة لها:
۔أنا أسف يا أستاذة نسيت،جل من لا يسهو !
تنهدت بضيق من نبرتهِ البارده وتحدثت بنبرة معاتبة:
۔علی العموم متشكرة جداً لتقدير سيادتك الشخصي ليا،ومتشكرة كمان علی الوضع إللي حضرتك حطيتني فيه قدام باشمهندس فايز النهاردة وأنا رايحة أسأل علی حضرتك زي المٌغفله !

سألها بهدوء بنبرة خبيثه:
ؐ۔وياتری كُنتي رايحه تسألي عني ليه ؟
إرتبكت وتحدثت بنبرة مُرتبكة وصلت له :
۔عادي يعني،كنت بسأل علشان أعرف إن كنت محتاج لي في مكتبك النهاردة، ولا حالة الطوارئ اللي أنا وشُغلي فيهم من إسبوع هتتفك وأرجع لشغلي الأساسي !

أجابها بهدوء وصوتٍ حنون أذابها :
۔أنا بجد أسف علی التصرف الغير مقصود أكيد، وحابب كمان أشكرك علی تعاونك المميز معايا واللي ساعدني في إني أتحصل علی كل المعلومات إللي إحتاجتها علشان أعرف أتخذ القرار المناسب بخصوص شركتكم،وأنا علی فكرة قولت الكلام ده ل مستر فايز !

حزن داخلها من طريقة حديثه الرسمية معها وكادت أن تصرخ به مٌعترضه ،ولكنها دفنت حزنها بداخلها وأخرجت صوتها بنبرة ضعيفه جادة بعض الشيئ:
۔مُتشكرة يا باشمهندس، وأسفه لو كُنت أزعجتك بمكالمتي !

أجابها بخبث :
۔ولا يهمك مفيش إزعاج ولا حاجة،مع السلامة يا باشمهندسة.
وأغلق الهاتف نظرت هي بهاتفها غير مصدقة ما حدث، وأدمعت عيناها بألم لتلك المعاملة الجافة
وحدثت حالها بألم وذهول ،أيُعقل أن تنسانی بتلك السرعةِ سليم ؟
أين صوتك العاشق،أين مناداتك لي ب حبيبي ؟
أين إصرارك وإلحاحك وحثكَ لي علی أن أترك هشام وأعودُ لقلبكَ من جديد ؟
هل كان كل هذا هراءً مثل سابقهِ ؟
أكُنتَ تلهو بي وبمشاعري كسابق عهدك ؟
يا لحماقتي وغبائي !!
بالله عليك لا تفعلها بي مجدداً تاركي وتاركَ قلبي !
رفعت رأسها لله تناجيهِ بدموع:
۔يا الله قف بجانبي ومعي لأستمد منك العون والقوة لتحمل كل هذه المِحن التي تطرقُ بابي واحدةً تلو الأخری!
وأكملت بدموع وغضب،اللعنة عليكَ سليم، اللعنة عليك قاهري وقاهر قلبيَ الملعون ، الذي وما أن تشارُ إليه يلهث ويرتمي داخل براثنكَ من جديد دون وعيِ أو إدراك !

_______

عند سليم أغلق هاتفه وزفر بضيق وأسند ظهرةِ للخلف
ولامَ حالهْ علی إحزان قلب فريدة حياته وإلامٌها
أمسكَ هاتفهٌ من جديد فلم يعٌد يستطيع تحمٌل تألم فريدته أكتر ظغط زر الهاتف من جديد ،نظرت بشاشة هاتفها بدموع،
وجدت نقش إسمه، إبتسمت رٌغماً عنها وأنتعش قلبها وأرتعش جسدها بسعادة
وبرغم حزنها منه وسخطها عليه إلا أنها لم تستطع صبراً ،
أمسكت هاتفها بيدٍ مرتعشه وضغطت زر الإجابه وأخرجت صوتها عنوةً :
ؐ۔خير يا باشمهندس ،ياتری نسيت تقولي حاجه تانيه خاصة بالشغل ؟
تنهد بألم لأجل صوتها الباكي التي تحاول جاهدة تخبأة بكائها ولكنها لم تفلح بالتأكيد أمام عاشق أنفاسها
تنهد بقلبٍ يحترق لأجل دموعها وأجابها بصوتٍ عاشق هائم أهلك قلبها:
۔نسيت أقولك إنك حبيبتي ونور عيوني إللي من غيرهم الدنيا بالنسبة لي تبقا ظلام ♡
ونسيت أقولك إني عمري ما هستسلم وأبعد عنك حتی لو قولتيهالي ألاف المرات ♡
خرجت شهقة عالية عنوةً عنها من أثر بكائها فتحدث هو سريعً بصوتٍ عاشق مُتألم :
۔ بلاش دموعك دي يا حبيبي ♡
دموعك بتنزل علي قلبي تحرقه ،
أرحميني وأرحمي ضعف قلبي ناحيتك يا فريدة !
أجابته من بين شهقاتها العاليهة بصوتٍ متقطع بائس:
۔ياريتك سمعت كلامي ومسافرتش وسبتني يا سليم،ياريتك مكّنت ظلمتني وظلمت قلبك معايا !
أجابها بحماس وصوتٍ شغوف :
۔إحنا لسه فيها يا حبيبي،إتكلمي مع هشام وقولي له إن نصيبكم مش مع بعض،قولي له إنك مش قادرة ولا عارفه تكملي معاه،
وأكملَ برجاء:
۔إعملي كدة علشانا يا فريدة ،أرجوكِ يا فريدة، أرجوكِ !
أردفت بألم ودموع :
۔ياريت كان ينفع يا سليم،للأسف الموضوع مش بالسهولة إللي إنتَ متصورها دي !

أجابها بهدوء :
۔وأيه بس إللي صعبها يا حبيبي ؟

صاحت بألم وأسی:
۔لإن ببساطه الغدر مش من طبعي يا سليم،هشام كان راجل معايا من البداية ومقبلش علی نفسه ولا عليا إنه يحبني من غير رابط شرعي ،هشام جه لحد بيتي وطلبني من بابا ومن وقتها عمرة ما زعلني بكلمة واحده،

وأكملت برفضٍ تام:
ما أقدرش أقابل إحترامه ليا ورجولته معايا بقلة أصل وندالة وغدر،ما أقدرش يا سليم ما أقدرش!

تحدث بألم يمزق داخله من أثر حديثها عن هشام ورجولته معها وأردفَ بخزيِ وألم:
۔قصدك طلع أرجل مني ومعملش معاكي إللي أنا عملته،

وأكملَ بصوتٍ ضعيفَ مٌفسراً :
۔ بس أنا دفعت الثمن غالي أوي، وندمت ندم يكفي عمري إللي راح واللي جاي كله ،

وأكملَ برجاء:
۔ صدقيني وأغفري لي غلطتي وإنسي يا حبيبي،إنسي وخلينا نبدأ حياتنا مع بعض،أرجوكِ يا فريدة!

أجابته بدموع وألم:
۔أرجوك يا سليم إفهمني وقدر موقفي،قولت لك مش هينفع ، ماأقدرش ماأقدرش !

صاح بها بصوتٍ مُتألم :
۔إنتِ عارفه إنتِ كده بتعملي إيه ؟
إنتِ كدة بتحكمي علی قلوبنا بالإعدام !

أجابته بألم:
۔ولو سبته ورجعت لك أبقی بحكم علی ضميري بالإعدام،وساعتها عمري ما هحترم نفسي ولا هقدر أعيش معاك مبسوطه ومرتاحه البال،

وأكملت بدموع :
۔أهون عليا أعيش بقلب ميت ولا إني أعيش وضميري منتهي ،

وأكملت برجاء:
۔أرجع من مكان ما جيت يا سليم وحاول تكمل حياتك وتنساني،
بكت بشهيقٍ عالي وأكملت:
۔وأدعي لي وادعي لقلبي بالثبات،إدعي لي إن ربنا ينتزع حبك من جوايا ويزرع مكانه حب هشام

صرخ قلبه مُتألماً طالباً الرحمة وأردف بصوت رجُلِ مدبوح علی يد إمرأته :
۔يا جبروتك ،يا قسوة قلبك يا فريدة،بقا بتطلبي مني أدعي لك إن ربنا يزرع في قلبك حب راجل غيري ؟

جبتي القسوة والجبروت ده كله منين ؟

أردفت بدموع:
۔ أرجوك يا سليم لو فعلاً بتحبني وأنا غالية عليك سافر وماتحاولش تقرب مني تاني،
وأكملت من بين شهقاتها:
۔ولو لقتني ضعفت وبتصل عليك في يوم أرجوك ما تردش عليا،ده رجائي الأخير منك يا سليم، أرجوك تحققهُ لي !

أخذ نفسً عميقً وتسائل بنبرة جادة:
۔ده أخر كلام عندك يا فريدة؟
متأكدة من إنك فعلاً عوزاني أبعد وأنساكي وأحب وأتجوز وأعيش حياتي من غيرك ؟

إشتعلت نار قلبها من الغيرة من مجرد تخيلها أنهٌ بصحبة غيرها من النساء،،
تحاملت علی حالها وأجابتهُ بصوتٍ ضعيف :
۔متأكدة يا سليم،ربنا يوفقك ويرزقك ببنت الحلال إللي تقدر تعوضك!

أجابها بقوة وثبات :
۔تمام زي ما تحبي ،أنا هنفذلك طلبك وهبعد عنك زي ما طلبتي بالظبط،وصدقيني مش هحاول أضايقك بعد النهاردة،
وأردفَ بنبرة حزينة:
۔مع السلامه يا فريدة !

أجابته بدموع وقلبٍ يتمزق ويصرخ :
۔مع السلامة يا سليم ،مع السلامة !
وأغلقت الهاتف وأجهشت ببكاءٍ مرير كأنها إستمعت للتو خبر وفاة أغلی الغوالي لديها، بكت علی أحلامها التي إنهارت وتسربت من بين أيديها للمرة الثانية !
نظرت للسماء تناجي ربها بدموعٍ غزيرة وألمً يمزقُ داخلُها بلا رحمة،
كن معي يا الله،كن بعوني وساندني كي لا أضعف وأصبح خائنة،
لقد إخترتُ أن أمتثلَ إلی شرعكَ وحُكمكَ، فأرجوكَ ساعدني علی أن لا أضعف من جديد،
إنتزع عشقهٌ الأبدي من قلبيَ وضع محلهٌ عشق ذلك المسكين الذي لا ذنب له سوی عشقهٌ الهائلّ لي،
أرجوك يا حبيبي،أرجوك كن معي ولا تتركني ولا تكلني إلی نفسي طرفة عين !!

________

أما عند سليم فقد أغلقَ معها وأمسكَ هاتفهِ وضغط علی زر الإتصال وتحدثَ بضيق بعد أن أتاه الرد من الطرف الأخر :
۔عملت لي إيه في الموضوع اللي كلفتك بيه ؟
تحدثَ بضيق بعد أن إستمع إليه:
۔يعني إيه عُمر لسه ما وصلش لحاجه لحد الوقتِ إنجز وخلصني أنا مش هقعد عمري كله أستنی خبر من سيادتك إنتَ وسي عمر بتاعك !

صمت ليستمع للطرف الأخر وأجاب:
۔تمام،بس ياريت تنجز لإن صبري بدأ ينفذ !

ثم أغلقَ الهاتف وتنهدَ بضيق وحدث حالهْ،صبراً فريدة ،أقسم بربي لأعاقبك علی كل هذا الهراء الذي تفوهتي بهِ مُنذُ قليل،سأعاقبك علی كل حرفٍ تافه تفوهتي به،
وأكملَ مُبتسمً بتسلي :
۔ولكني سأٌعاقبكِ بطريقتي الخاصة، طريقة سليم الدمنهوري لغاليتهْ ومبتغی أحلامهْ !
وتنهد بشوق وحدث حالهِ بهيام،هرم قلبي من ويلات الإشتياق أميرتي،
متي يحينٌ الأوان وترضي عني مٌهلكتي ،أريد أن أقتطف معكِ ثمار عشقي الملتهب داخلي مُنذُ سنوات ،أقسم بربي سأذيقك من وابل العشق مالم يتذوقهُ قبلنا من العاشقين،فقط تخلصي من تلك الأفكار التي تُعكرُ صفونا وتعي لأحضاني لنبدأ معاً ملحمة غرامنا المنتظر ،غرامٌ ذلكَ المسكين صريعُ الهوی لفريدتة

》》》》》》¤《《《《《《《

بعد إنتهاء دوام العمل
كانَ هشام يستقل سيارته عائداً إلی المنزل إستمعَ لصوت هاتفه مُعلناً عن وصول مكالمة ،نظر ب شاشة هاتفه وجد رقماً غير مُسجلاً بقائمة أسماء هاتفه

قررَ الإجابه وضغط علی زر الإجابه وتحدثَ بترقب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رد عليه صوت أٌنثوي هاديء وناعم ومُرتبك بعض الشئ:
۔إزيك يا هشام !!!

ضيقَ عيناه بإستفهام وأردفَ بتساؤل:
۔أهلاً ياأفندم،ممكن أعرف مين معايا ؟

تألمَ داخلُها وأردفت قائلة بنبرة معاتبة :
۔معقوله نسيت صوتي يا هشام ؟
صف هشام سيارتهُ سريعاً وأبتلع لعابه بتوتر حين تذكر تلك النبرة وصاحبتها وأردفَ قائلاً بترقب:
لُبنی ؟
إنتفض داخلها بسعادة حين إستمعت لحروف إسمها بصوت معشوقٌ عيناها !

وأجابته بصوتٍ أنثوي رقيق للغايه :
۔أيوة لُبنی يا هشام،لُبني اللي خلاص نسيت نبرة صوتها ونسيتها لدرجة إنك تبقا عارف إني موجوده في مصر ليا تلات أيام وماتجيش حتی تزورنا،ولا حتی تطمن عن خالتك و ماجد إللي نفسه يشوفك وأتصل بيك وإنتَ طنشته !

كان يستمع إلی صوتها بحنين لماضي فاتَ ومضي ،فجأه نفض وبشدة من رأسهِ وقلبهِ أية أفكار ممكن أن تجعلهٌ يشتاق لها ولحنين أيامهُ معها،

ثم أردفَ قائلاً بعد إستفاقته من تلك الهفوة:
۔معلش يا لٌبنی ،صدقيني كان غصب عني،أول يوم كان عندي شغل ضروري وإمبارح لما ماجد كلمني كُنت في طريقي لبيت فريدة خطيبتي،كنا معزومين كلنا عندهم علی الغدا ،ورجعت متأخر ونمت علی طول!
أجابته بغيرة ظهرت بصوتها الساخر :
طبعاً خطيبتك ليها الأولوية عن زيارة خالتك إللي ليها أربع سنين غايبه عن البلد !

وأكملت بتساؤل بصوتٍ حاد:
۔طب وياتری هتتفضل علينا بالزيارة إمتی،ولا محتاج تاخد الإذن الأول من خطيبتك ؟

أجابها بنبرة جادة ليذكرها بمعاملتها له من قبل وكيف لها أن تخلت عنه ورحلت :
۔أنا مبخدش إذن من حد يالُبنی ،ومش محتاج لأن ببساطه فريدة عقلها كبير وبتثق فيا لابعد الحدود، فالبتالي ما بحتاجش أبررلها مواقفي وتصرفاتي كل شويه
أجابته بنبرة جادة وحديث ذات معنی:
۔يبقا ما بتحبكش كفايه يا هشام

وأكملت بحنان:
ؐ۔البنت لما بتحب راجل بيكون هو كل حياتها وبتهتم بأدق تفاصيله !
تحدث بهيام قاصداً جنونها الذي يعرفه جيداً:
۔بالعكس، أنا وفريدة بنعشق بعض،و عشقنا مدينا ثقه كبيرة في بعض وده عاملنا إستقرار نفسي في علاقتنا وهدوء روحي ،

وأكمل لينهي الإتصال لعدم إعطائها وإعطاء قلبه الإنجراف لمشاعر يُكبتها هو ويحجُر عليها منذُ أعوام ولن يسمح لها بالخروج إلی الحياه مرةً أخری :
۔علی العموم وإحنا بنفطر النهاردة الصبح سمعت ماما بتقول للحاج إنها هتعزمكم علی العشا بكرة،
فأنا شايف إنكم كده كده جايين وهنشوفكم،

وأكملَ مٌبرراً:
۔وأكيد إنتم لسه ماأستقرتوش وتعبتوا من زيارات الأهل
وأكملَ بجدية:
۔وأكيد أهل خطيبك هما كمان بيزروكم ،،يعني من الأخر كدة أنا مش عاوز أزود إنشغالكم وتعبكم !
أجابته بصوتٍ مترقب مُرتبك :
۔أنا سيبت خطيبي يا هشام !
تفاجأ بالخبر وأهتزَ للحظه،ثم تمالك من حالهِ وتحدثَ وكأنهُ لم يهتم بالأمر من الأساس:
۔طب ليه كده،ده حتی ماجد كان بيشكر فيه وفي أخلاقه ؟

أجابته بصوتٍ حنون :
۔مقدرتش أكمل،خوفت أكون بظلمه معايا، ريحت نفسي وفركشت وإحنا لسه علی البر !

تلاشي هشام نبرة صوتها الحنون وأجابها بصوتٍ جاد:
۔ربنا يرزقك بإنسان كويس يستاهلك وتستاهليه يا لُبنی

واكمل سريعاً حتي لا يدع لها أية فرصه لفتح أحاديث مجدداً:
۔لُبنی معلش مضطر أقفل لإني سايق ولسه هعدي علی بابا في شغله علشان نروح سوا،إن شاء الله أشوفك قريب مع السلامه !

أجابته بنبرة صوت حزينة من معاملتهِ الجافة :
۔مع السلامه يا هشام !

أغلق معها وزفر بشدة ليُخرج ما بصدرة من طاقة سلبيه أصابتة من تلك المكالمه الغير منتظرة بالمرة !

ثم أدار سيارته مرةً أخری وتحركَ !

أما عن لُبنی التي ما أن إنتهت من المكالمه حتی إرتمت فوق تختها وأجهشت ببكاءٍ مرير علی ما صنعته بأيديها لتخريب حياتها وبٌعد حبيبها الأبدي عنها وللأبد

》》》》》》》¤《《《《《《《《

في منزل حسن نور الدين

كانت سميحه تقف علی قدمٍ وساق هي وزوجتي ولديها لإستكمال ما تبقی من صنع وجية الغداء قبل وصول زوجها وأبنائها من أعمالهم

تحدثت رانيا بنبرة تكسوها الحذر:
۔علي فكرة يا طنط،أنا زعلانه من حضرتك علشان إنتِ شككتي في كلامي إللي قولته ليكي عن فريدة،

وأكملت بتصميم كاذب:
۔وعلي فكرة بقا ،هي فعلاً قالت الكلام اللي أنا وصلته لحضرتك بس مكانش بنفس السياق،كاا

وكادت أن تٌكمل قاطعتها سميحه بنبرة صارمة:
۔أنا مسألتكيش عن الموضوع علشان ما احرجكيش ، تقومي إنتِ إللي تيجي وتفتحيه ؟

وأكملت بنبرة حادة:
۔وبعدين أنا ميهمنيش إيه إللي دار بينكم واللي إتقال،أنا مش صغيرة علشان تقعدي تحكي لي حكايات وروايات،

وأكملت بحديث ذاتَ مغزی:
أنا كفايه عليا أبص للإنسان في عنيه أعرف إذا كان كذاب ولا صادق،شعري الأبيض ده مش صبغاه يا رانيا،ده سنين كتير علمت فيا وعلمتني كتير أوي

وأكملت بحكمة:
۔اللي عاوزة أوصله ليكي يا بنتي ،إني مش صغيرة وعارفه وفاهمه كل إللي بيدور حواليا،

وكلمتين هقولهم لك تحطيهم حلقة في ودانك،خلي بالك من جوزك وولادك وأهتمي بيهم بدل ما أنتِ شاغله نفسك ب فريدة قالت إيه وما قالتش إيه ،

وأكملت بحديث ذات مغزی:
۔ومرة تانيه لما حد يقولك حاجه ياريت تخليها بينك وبينه ،علشان أنا مش عاوزة مشاكل في بيتي !

وأسترسلت بنظرة حاده ونبره تهديدية:
۔فهماني يا رانيا ؟

نظرت لها بضيق وتحدثت مرغمة:
۔حاضر يا طنط ، أي أوامر تانيه؟

أجابتها بحدة:
۔أنا مبديش أوامر يا بنتي،أنا واحده عاوزة أعيش في هدوء أنا وولادي، وأظن ده من حقي !

أجابتها دعاء بهدوء لتخطي الحدث:
۔عندك حق طبعاً يا طنط ،وأكيد رانيا متقصدش تزعل حضرتك وإن شاء الله مفيش غير كل خير بعد كدة !

أجابتها سميحه بتمني :
۔ياريت يا دعاء !

وأكملت حين أستمعت لصوت زوجها وهشام الذي إصطحبهُ من عمله بطريق العوده :
۔ملحوا السلطه وطلعوها علی السفرة ،علی ما أروح أشوف عمكم حسن!

نظرت رانيا علی أثرها وتحدثت بغضبٍ تام :
۔ طبعاً متقدريش تقولي كلامك ده غير ل المسكينه رانيا،لكن الباشمهندسة تضربوا ليها تعظيم سلام كلكم

نظرت لها دعاء وتحدثت بنبرة مٌلامة:
۔يا بنتي أسكتي بقا هو أنتِ مكفاكيش الكلام اللي لسه سمعاه منها،إهدي بقا وخلينا في حالنا وخرجي فريدة من دماغك !

إمتعضَ وجه رانيا وكادت أن تتحدث لولا دلوف سميحه الذي أخرصها !

بعد يومان

جاءت لُبنی مع أسرتها لزيارة أسرة حسن نور الدين
دلف هشام من باب الحديقیة عائداً من عمله وجدها أمامه وكأنها تنتظر عودته،تلاقت العيون وأنتعش قلب لُبنی بشدة من الإشتياق،وبلحظة كاد أن يرحل معها إلی ماضيهما المنسي ولكنه إستفاقَ علی حالةِ ،وعاد إلي وعيه من جديد،وتذكر الوعد الذي قطعهُ علی حاله حين رحلت وتركتهْ !

إقتربت منه ومدت يدها وأحتصنت بها راحتيه بلمسه حنونه وأردفت بعيون متفحصه لكل إنش في وجههْ :
۔هشام ،إزيك

تحمحم بإحراج من هيئتها التي ظهرت عليها أمام الجميع الجالسون يشاهدون لقاء الحب الضائع !

أجابها بهدوء بعدما سحبَ يدهِ سريعاً :
۔أزيك إنتِ يا لُبنی،حمدالله على السلامه

ولم ينتظر ردها تركها وذهب إلي زوج خالتهِ الجالس بجانب والده

تحرك هشام إلي كمال وأحتضنه
ثم ماجد تليهِ خالته مُني التي أردفت بنبرة مٌعاتبه:
۔ أهلا بالأستاذ إللي نسي إنه ليه خاله إسمها مُنی !

أجابها بإبتسامة حب وهو يحتضنها برعاية:
۔طب بذمتك القمر ده يتنسي إزاي ؟

تحدثَ ماجد بدٌعابة:
۔أبتدينا البكش أهو !

ضحك الجميع وتحدثَ حازم شقيق هشام:
۔لا وهشام إبن خالتك في البكش ما شاء الله عليه،مالوش زي

إبتسمَ هادي وأردفَ :
۔ياخد مركز أول وبجدارة!

كان ينظر لهم ويبتسم حين أكملت والدته يا سلام عليكم لما تجتمعوا علی حد،سيبوه في حاله بقا ده لسه راجع من الشغل مخدش نفسه

جاءت لُبنی إليه وهي مٌمسكه عٌلبه بيديها ومدتها له وأردفت قائلة بإبتسامة ساحرة :
۔إتفضل يا هشام هديتي ليك !

نظر لها مٌستغرباً وتحدثَ بتساؤل :
۔هدية،دي ليا أنا ؟

أجابته غادة بإبتسامة:
۔لٌبني جابت لنا كلنا هدايا يا هشام،تقريباً كدة ما نسيتش حد،حتی الأطفال جابت لهم !

أخذ منها هشام العٌلبه وفتحها وإذ بها ساعة يد رجالي رولكس باهظة الثمن

تفاجأ بها هشام

وأردفت رانيا التي إقتربت منهما بفضول لتری هدية هشام أردفت بنبرة ساخرة:
۔هي صحيح جابت لنا كلنا هدايا يا غادة،بس الظاهر إن هشام غلاوته عندها غير أي حد،بدليل الرولكس إللي تجنن دي !

نظر لها هشام وأجابها بهدوء:
۔كل واحد ونصيبه في الهدايا بقا يا رانيا،وبعدين لو عجباكي أوي كدة ممكن تاخديها ،

وأكملَ بحديث ذاتَ مغزی للتوضيح إلی لُبنی:
۔أنا أصلاً ما بقلعش ساعة فريدة من إيدي وإنتِ عارفه كده كويس !

ثم نظر إلی لُبنی التي إحتجزت دموعها من الهبوط بإعجوبه وتحدثَ:
۔تعبتي نفسك يا لُبنی،وبجد متشكر ،الهدية فعلاً حلوة جداً ،
وأكملَ بعيون ولهه وهو ينظر إلى ساعة يده التي يرتديها :
۔لكن للأسف،مش هقدر ألبسها !

تمالكت حالها لأبعد الحدود وتحدثت بكبرياء لترد له الإهانه:
۔ هو فيه كده يا هشام،بقا حد يرفض الرولكس علشان ساعه أخرها من الموسكي ؟

أجابها بتفاخر:
۔بس عندي كأنها قطعة من الجنه،تخيلي !
وتحرك مٌتوجهاً للداخل تحت إستشاطتها وأردفَ بإحترام :
۔بعد إذنكم،هغير هدومي وأرجع لكم !

وقفت سميحه وتحدثت :
۔علی ما تغير هدومك هكون حضرت السفرة !

إقتربت رانيا من دعاء وتسائلت بإستفسار:
۔أقطع دراعي إن ما كانت اللي إسمها لُبنی دي بتحب هشام !

ضحكت دعاء وأردفت :
۔وأي حب يا بنتي ،دي كانت قصة إسطوريه !

نظرت له بتلهف وأردفت بحماس:
۔إنتِ بتتكلمي جد يا دعاء،يعني لُبنی فعلاً بتحب هشام ؟

أجابتها وهي تجاورها وتتجهان إلی المطبخ لتجهيز الطعام :
۔أيوة يا بنتي وهشام كمان كان بيحبها جداً،دول كانوا تقريباً مبيسيبوش بعض أبداً ،بس الكلام ده كان قبل ما تتجوزي إنتِ !

تحدثت رانيا بتلهف :
۔لا بقا،ده انتِ تحكي لي القصة من أولها لأخرها !

أجابتها دعاء بتذمر :
۔بذمتك ده مكان نتكلم فيه ولا ده وقته أصلاً !

ردت رانيا بنبرة إصرار :
۔وماله الوقت بس،حماتك قاعده برة مع إخواتها وإحنا أدينا بنتسلي وإحنا بنحضر الأكل ونرصه !

تنهدت دعاء بإستسلام وتحدثت :
۔بصي يا ستي،الموضوع ده بدأ بدري أوي من ساعة هشام ما كان طالب في الليسانس،وهي كانت لسه في ثالته ثانوي حبوا بعض جداً والكل كان عارف إنهم شبه مخطوبين حتی عمي حسن كان موافق، بس كان مأجل الموضوع لبعد جواز حازم،كل مقابلاتهم كانت في شقة غادة،أصل هشام يعتبر كان ساكن معاها،كان واخد هدومه عندها وبيذاكر وينام عندها علشان ولادها كانوا لسه صغيرين وجوزها طبعاً كان مسافر،
بعد حوالي أربع سنين من حبهم لُبنی خلصت جامعتها،عمو كمال قرر ياخد طنط مُني ولُبنی وماجد يعيشوا معاه في دبي،هشام رفض وطلب منها ترفض وتقعد مع غادة في شقتها وهو هيرجع يعيش معانا هنا تاني،لحد ميجهز شقته هنا في البيت ويتجوزا فيها !

لكن هي رفضت وأتهمته إنه بيكبت حريتها وإنها عاوزة تسافر وتشتغل وتعمل لنفسها كرير وتحقق ذاتها في دبي وبعدين تبقي ترجع ويتجوزا

هشام وقتها اتجنن ورفض،و خيرها ما بين السفر وبين إنهاء علاقتهم للأبد، وللأسف لُبنی إختارت السفر وأنتهی كل شئ إتبني في سنين في لحظه واحده !

وأكملت:
۔سمعت مرة غاده كانت بتتكلم مع هشام وتقوله إنه مكنش قصدها الفراق،هي سافرت وكان بيتهي لها إنها بكلمتين منها هتعرف ترجعه ليها تاني، بس إنتِ بقا عارفه هشام ودماغه الناشفه !

إبتسمت رانيا بعيون مُتسعه وأردفت بعتاب:
۔ بقا تبقي عارفه كنز زي ده ومخبياه عليا يا دعاء ؟

وأكملت بلوم :
۔ده أنتِ مطلعتيش سهله يا ست دعاء زي ما كنت فكراكي !

أردفت دعاء بطيبة :
۔وانا هخبي عليكي ليه،كل الحكايه إن الموضوع ما يخصناش، وبعدين موضوع وأنتهی أصلاً يعني مبقاش يهم حد !

تحدثت رانيا بتخابث :
۔ده بالنسبة لك ،لكن الموضوع بالنسبة لي مهم، ومهم جداً كمان !

رفعت دعاء كتفيها بلامبالاة وأكملت ما تتابعه

بعد حوالي يومان !!

كانت فريدة تقبع فوق تختها وهي متقوقعة علی حالها بوضع الجنين حزينه متألمة منذ ذلكَ اليوم ،رنَ هاتف فريدة أمسكته وجدت نقش إسم عَلي غلاب ،إنتفضَ قلبها فرحاً ،إعتقاداً منها أن يكونَ سليم قد أرسلهٌ لها،

ثم تنهدت بألم عندما وعت وتيقنت أنها إتخذت القرار ولا رجعةَ فيه

أجابت بهدوء:
۔أهلاً باشمهندس علي !

أجابها بإحترام وصوتٍ أخوي:
۔إزيك يا باشمهندسة فريدة،أخبارك إيه ؟

اجابته :
۔تمام ،الحمدلله !

أردفَ هو بصوتِ حماسي:
۔ليا عندك طلب وممنوع الرفض لإنها أوامر عُليا !

أردفت بتعجب مٌتسائلة:
۔خير يا باشمهندس ،قلقتني !

رد عليها صوت أٌنثوي بخفة ظل:
۔أنا بقا يا ستي إسمي أسما،وأبقا مرات الأستاذ علي أبو دم خفيف اللي إنتِ عرفاه ده، ونفسي أشوفك أنا وسولي جداً جداً من كتر ما سمعت عنك،

وأردفت بترقب:
۔ها،هتكسفيني ولا هتشرفيني بالزيارة بكرة علشان أتعرف عليكي ؟

إبتسمت فريدة من خفة ظل أسما وأرتاح قلبها لصوتها وأردفت بإبتسامة:
۔طبعاً يشرفني إني أشوفك وأتعرف عليكي، وأكيد هكون سعيدة جداً إني أشوف سولي !

أردفت أسما بسعادة :
۔خلاص هستناكي بكرة علشان نتغدا سوا ونتعرف علی بعض،وكمان هخرج عَلي ينزل يقعد علی أي Cafe علشان تاخدي راحتك !

أردفت فريدة بنبرة خجلة:
۔أنا بجد أسفه يا أسما ، ياريت إحنا إللي نتقابل في أي Cafe برة،لإن بصراحة بابا رافض مبدأ زيارتنا في أي أماكن مغلقه،ياريت متفهمنيش غلط !

أجابتها أسما بتفهم وأحترام:
۔حقه طبعاً يا فريدة،وأنا لو مكانك كان ممكن أفكر بنفس طريقتك،مهما كان إنتِ لسه ما تعرفنيش ولا حتی معرفتك ب علي كافيه إنك تثقي فيه وتدخلي بيته !

أغمضت فريدة عيناها بإحراج من طلبها هذا،ولكن هي ليست بالفتاه الساذجة التي تذهب لمنزل أي شخص مهما كانت ثقتها به،هذة أوامر دينُها وهذة تربيتها وهذه أيضاً قواعدها ولن تتنازل عنها مهما كان !

____

مع غروب شمس اليوم التالي

دلفت فريدة داخل ال Cafe نظرت بترقب تتفقد المكان وجدت من أشار إليها بيده،

إبتسمت له وتحركت بإتجاهه قابلها هو وأبتسم وأردفَ قائلاً:
۔في ميعادك بالثانية يا باشمهندسة !

أجابته بعملية:
۔ما أنتَ عارف يا باشمهندس، مهنتنا مفيهاش تهاون،لازم نظبط وقتنا بالدقيقة والثانية،ومع الوقت إتعودنا وبقينا بنطبق نظامنا علی كل حاجه في حياتنا !
إقتربت من أسما التي تحركت في إتجاهها مدت يدها وتحدثت بإنبهار:
۔ظلموكي كتير وهما بيوصفوكي ليا،إيه يا بنتي الجمال ده كله !

وأكملت بإستسماح :
تسمحي لي أقولك يا فريدة لأني بصراحه بتخنق من الرسميات ومش بكون مرتاحه !

أجابتها بإبتسامة بشوشة لوجهها الملائكي :
۔إنتِ تقولي وتعملي كل إللي إنتِ عوزاه،أسمحي لي أنا كمان أعبرلك عن إعجابي بجمالك وبخفة دمك وشخصيتك المحبوبه !
ثم نظرت لذلكَ الجالس يتطلع عليها بإستغراب وأردفت بإبتسامة وهي تمد يدها بكيس مملوء بالشيكولا المحببة لدی الأطفال !

مدت يدها له بإبتسامة وتحدثت:
۔إيه يا أستاذ سولي مش هتسلم عليا ؟

إبتسمَ لها وأردفَ بصوتٍ طفولي :
۔إزي حضرتك !
مالت عليه وقبلته وأردفت بإبتسامة بشوشه:
طب ممكن بقا نبقا أصحاب، و زي ما أنا بقول لك يا سولي إنتِ تقول لي يا فيري ،إتفقنا ؟
فتح كف يدهِ ورفعا ليحسها علی رفع يدها هي الأخري وألصق يدها بيده بحركة محببهة لديه وأردفَ بسعادة:
إتفقنا يا فيري !

إبتسمت له وهي تجلس وتحدثت :
۔شطور يا سولي !

نظر علي إلی فريدة وتحدثَ :
أنا هاخد سولي وأقعد علی التربيزة اللي جنبكم علشان أسيبكم براحتكم !
وأشار للنادل وتحدثَ :
۔شوف الهوانم يشربوا إيه لو سمحت !!

بعد مده من جلوسهما بمفرديهما وتعارفهما ببعضهما

تحدثت أسما:
۔إنا عارفه إنك قلقانة وخايفه ترجعي تأمني لسليم من جديد ومن تاني يرجع يخدعك ،
بس صدقيني يا فريدة سليم إتعلم الدرس كويس أوي،
وأردفت :
۔تعرفي إن حبك غير سليم للأفضل وخلق منه إنسان جديد ؟
نظرت لها وضيقت عيناها وأردفت بتساؤل:
۔غيرة إزاي يعني ،مش فاهمة ؟

إبتسمت أسما بهدوء وتحدثت مٌفسرة:
۔سليم قبل ما يعرفك مكنش بيصلي ولا عنده درايه عن دينه إللي بينتمي ليه،وده طبعاً بحكم المدارس الدوليه إللي كان بيدرس فيها ولاغيين مادة الدين من منهجهم وده عن قصد طبعاً،وحتی مامته كان كل أولوياتها إنهم يتعلموا لغات ويبقوا متميزين ومتفوقين في دراستهم ويحصلوا أعلی النمر ،

وأكملت بإشراقة :
۔لكن لما حبك وقرب منك ولقیی قد أيه عندك قيم وأخلاق مبتتعديهاش مهما كان السبب،وشافك قد إيه قريبه من ربنا ومحافظه علی صلاتك وقد أيه قربك من ربنا عامل لك ثبات نفسي ورضا ومحلي روحك ،

بدأ وقتها يقرب من ربنا خطوة خطوة وبدأ يصلي ، ولأول مرة يمسك القرأن الكريم ويقرأه ،وده كله كان بفضلك ويرجع لك يا فريدة !

إبتسمت فريدة بسعاده ثم أكملت أسما:
۔ده كله كان كوم،ولما سافر وحس إنه خسرك لما سابك كان كوم تاني، قرر يرجع لك علشان يتجوزك ويعيش معاكي باقي حياته،

وأكملت بحزن :
۔ولما معرفش يوصل لكْ بسبب اللعبه إللي لعبها عليه حٌسام ،حزن، بس حزنه كان بارقة أمل جديدة وفتح له باب في إنه يقرب أكتر من ربنا،بدأ يناجي ربنا ويشتكي له هم بعدك عنه،بدأ يدعي له ويستعطفه إنه يرجعك لقلبه من جديد !

كانت تنظر لها وغيمة دموع تخيم علی عيناها ولكنها تحكمت بها

وأردفت أسما بدعابة :
۔أكيد بتسألي نفسك وتقولي وهي عرفت كل الحاجات دي منين !

وأكملت بنبرة حزينه:
۔عَلي عاش كل ده مع سليم قبل ما نتجوز وأسافر له ،عَلي كان أكبر شاهد علی عذاب سليم وألمه في بعدك عنه يا فريدة !!

إبتسمت فريدة بألم وأردفت قائلة بصوتٍ ضعيف :
۔ للأسف يا أسما،إحنا بنتكلم في موضوع مات وأندفن ،فات الأوان !

نظرت لها وأردفت بإعتراض:
۔هو أنتِ ما عندكيش غير الكلمتين دول يا فريدة،يا بنتي فوقي لنفسك وألحقيها قبل ما الأوان يفوت بجد !

تنهدت بألم وأردفت:
۔كلكم مش فاهميني ولا مقدرين الصراع إللي داير جوايا:
۔أنا اللي جوايا ربنا وحده هو إللي يعلم بيه،صوت جوايا بيقولي إسمعي كلام سليم وامشي ورا قلبك يا فريدة،

ونفس الصوت بيصرخ ويقولي فوقي وأتقي ربنا في هشام يا فريدة،

صوت بيقولي إني لو عملت كدة في هشام لعنة ذنبه هتلازمني العمر كله ومش هقدر أعيش حياتي ولا هشوف الراحه تاني،
ده غير إن فعلاً هشام ما يستاهلش مني الغدر،

ونظرت لها وأردفت بتساؤل:
۔هو علشان طلع معايا راجل يكون جزائه إني أغدر بيه يا أسما ؟

نظرت لها أسما وشعرت بألم وتشتت فريدة وصراع العقل والقلب الدائر داخلها يفتك بروحها بشراسه !

تألمت لأجلها وتحدثت بتساؤل :
۔ده قرارك الأخير يا فريدة،يعني مش محتاجه تدي لنفسك فرصه تفكري فيها تراجعي قرارك ده مرة تانيه ؟

هزت رأسها بنفي وأردفت بصوتٍ حزين:
۔ لا يا أسما،ده قراري وأنا متأكدة منه !

وأكملت بإبتسامة وهي تنظر إلي طفل عَلي وتحدثت لتغيير الموضوع:
۔سولي دمه خفيف جداً ،شكله متعلق ب بباه !

أردفت بتفهم لهروبها:
۔فعلاً هما قريبين من بعض جداً ،أنا بقول أنده ل عَلي وسولي علشان ييجوا يقعدوا معانا!!

إبتسمت بمرارة وهزت رأسها بإيجاب وبالفعل أشارت أسما إلي زوجها الذي حمل طفله وذهب إليهما وجلسوا جميعاً

》》》》》》》¤《《《《《《《

مساءً كانت لُبنی تجلس داخل غرفتها وحيدة حزينه، دموع الندم تغرق وجنتيها بغزارة

فاقت من حالتها علي صوت هاتفها،
أمسكته ونظرت بشاشته وجدت private number ردت بهدوء تستكشف هوية المتصل :
۔ألو

رد عليها صوت غريب بعض الشيئ وكانهٌ صوت ألي وليس لبشراً،لم تستمع إلی نبرته من قبل :
۔ أستاذه لُبنی معايا ؟

ضيقت عيناها بإستغراب وأردفت:
۔مين حضرتك ؟

أجابها المتصل :
۔أنتِ ما تعرفنيش،لكن أنا عارفك كويس،وبينا مصلحه مٌشتركه لازم نتعاون مع بعض علشان لو تمت فيها خير كتير ليا وليكي !

صاحت بضيق وقلة صبر مٌتسائله:
۔مصلحة إيه وخير إيه إللي بتقول عليها،إحنا هنقضيها ألغاز،،

وأكملت بحده:
۔لو عندك كلام محدد و واضح قوله ،معندكش تبقی تقفل الخط حالاً علشان أنا فيا اللي مكفيني ،ومش نقصاك ولا نقصاكي إذا كنت راجل ولا ست بصوتك الغريب ده !

رد المتصل سريعاً بتأكيد:
۔ أيواااااا، أنا بقا بكلمك مخصوص علشان أنهي لك عذابك اللي مكفيكي ده !

ردت لُبني بإستفهام:
تقصد إيه ؟

تنهد المٌتحدث بضيق وأردف بغضب:
۔أقصد فريدة فؤاد اللي خطفت حبيبك منك !

إبتلعت لُبنی لٌعابها وتحدثت بنبرة مٌرتبكه مٌعارضه:
:إيه التخاريف إللي إنت بتقولها دي ؟

أجابها بقوة :
أنا مبقولش تخاريف وإنتِ عارفه كدة كويس أوي،أنا عارف قصة الحب إللي كانت بينك وبين هشام زمان،أظن آن الأوان ترجعي هشام لقلبك تاني وتفرحي بقربه بعد سنين غربتك دي كلها !

أردفت بذهول :
۔إنت مين وإزاي عرفت عني كل ده ؟؟
وبعدين إيه صوتك ده،أنا مش قادرة أحدد ده صوت راجل ولا صوت ست ؟

وأكملت بتذاكي:
۔بس علی الاغلب إنتِ ست وبتكرهي فريدة أوي لدرجة إنك تعرضي عليا تساعديني علشان هشام يسيبها ويقهرها؟

وتسائلت :
صح ولا أنا غلطانه ؟

أجابها المتصل بنبرة جادة:
۔مش مهم تعرفي أنا مين،المهم إن مصلحتنا وهدفنا بقا واحد من النهاردة ،وبالنسبة لموضوع إني راجل ولا ست دي بردوا مش مهم !

سألتها لُبنی بترقب بعدما تيقن داخلها أنها أنثي :
۔طب أنا ومصلحتي معروفه من ورا الموضوع ده إنتِ بقا ،إيه الفايدة إللي هتعود عليكي لو هشام ساب اللي إسمها فريدة دي ورجع لي ؟

هحرق قلبها وأشوفها وهي مكسورة وده كفايه أوي عندي
قالها المتصل بنبرة يكسوها الغل والذكاء وأكمل بتساؤل:
قولتي إيه،معايا ؟

نظرت أمامها بشرود وعيون زائغه ثم أردفت بموافقه معاكي !

تٌري من تلكَ المتصله المجهوله وما علاقتها بفريدة؟
ولما تكنٌ لها كل هذا العداء الظاهر بحديثها ؟

إنتهي البارت
جراح الروح

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى