روايات روز أمين

رواية جراح الروح لروز امين الجزء الأول

رواية جراح الروح لروز أمين الفصل التاسع

🔹️ البارت التاسع🔹️

مساءً
كانت تقف بجانب شقيقتها بالشرفة الخاصة بغرفتهما المشتركه ،بقلبٍ حزينً مكسور ،وعقلٍ شارد ،صدرها محملٍ بالأثقال والهموم التي إنتابتها بعدما إبتعدَ عنها سليمَها مُتعمداً ولم تری اليوم عيناهْ وتشبع النظر منهما ،وترتوي روحها بطلتهِ التي أصبحت لها النفس الذي يُعيدها للحياة من جديد  !

خرج عبدالله لشرفة غرفتهِ المجاورة لهما ،نظر عليهما وتلاقت عيناه بأعين معشوقتة الجميلة وأبتسما كلاهما للأخر ،ثم تحمحمَ وتحدثَ بهدوء :
۔مساء الخير يا بنات !

إنتبهت إليه تلك الشاردة ونظرت لهُ بإبتسامة أخوية وتحدثت :
۔مساء الخير يا متر !

إبتسم لها حين إستمع لهذا اللقب التي تناديه بهِ دائمآ ثم تحدث بوجهِ بشوش:
۔إزيك يا باشمهندسة،أخبارك إيه ؟

هزت رأسها وتحدثت بأخوية:
۔الحمدلله يا عبدالله، أنا بخير

ثم نظر لتلك التي تنظر عليه بعيونٍ هائمة وقلبٍ متيمً به يتراقصُ فرحاً :
إزيك يا نهلة،عامله إية؟

أجابته بصوتِ هادئ وحنون علی غير عادتها:
إزيك يا عبدالله !

إبتسم لها ثم أنسحب سريعاً للداخل كي لا يزعجهما ويعرضهما للقيل والقال من ساكني الحي حين يراهما تتحدثان مع شاب من خلال الشرفة !

وبعد مده لملمت نهلة شتاتها المبعثر أثر ظهور ذلك الفارس المغوار

ثم نظرت إلی شقيقتها وتحدثت بتساؤل بعدما رأت تيهتها وحٌزنها:
۔ سليم الدمنهوري خلص شغله عندكم في الشركة ولا لسه ؟

تنهدت بحزن ثم أردفت قائلة بألم ظهر بعيناها:
۔فاضل له يومين والإسبوع إللي كان محددة لوجوده في الشركة ينتهي،وبعدها مش هييجي الشركة تاني ولو تم إختيارنا لإتفاقية الشراكة هيبلغ بيها باشمهندس فايز في التليفون  !

أردفت نهلة بصوتٍ حزين مٌتسائل :
ؐطب وإنتِ ليه زعلانة كده يا فريدة ؟

نظرت لها بتمعن ثم خانتها عيناها ونزلت منها دمعة هاربة فوق وجنتها، جففتها سريعاً ولم تعد تحتمل الصمود أكثر،

هرولت للداخل وأرتمت فوق تختها بإهمال وبسرعة البرق أجهشت في بكاءٍ مرير
تحركت إليها نهلة وجلست بجانبها ،وضعت يدها فوق كَتِفها بحنان ونظرت لها بحزن وأردفت قائلة بترقب:
۔مالك يا حبيبتي، فيكي إيه يا فريدة ؟

تحدثت من بين شهقاتها فلم تعد تستطيع الصمت والصمودَ أكثر:
۔تعبت يا نهلة،تعبت وخلاص مبقاش عندي قدرة إني أكمل وأعيش في دور القويه اللي مش هاممها وأنا من جوايا بنهار وبتدمر !

نظرت لها نهلة بأسی وتحدثت بلوم:
۔يااااااه يا فريده،لسه بتحبيه بعد كل إللي عمله فيكي ؟

وتسائلت بجلد الذات.:
ؐ۔طب وهشام يا فريدة ؟

هزت رأسها بتيهة وعدم إتزان وتحدثت بحده وتشتت:
۔ماأعرفش ماأعرفش، ما تسألنيش عن أي حاجه ،ما بقتش قادرة أفكر ولا عارفة أركز في أي حاجه،
وأكملت بشرود وذهول :
۔ليه دايماً الدنيا بتديني الفرحة ناقصه،ماأنا كنت نسيت وعشت حياتي وبدأت أتأقلم عليها،كنت راضية ومرتاحة لوجود هشام في حياتي وبدأت أرسم وأخطط لحياتنا سوا،

وأكملت بإبتسامه ساخرة ممزوجة بدموع القهر:
۔ولما عرفت موضوع إتفاقية الشراكة فرحت وقولت لنفسي أخيراً الدنيا هتضحك لي ومُرتبي هيتظبط وأقدر أوضب حياتي وأجهز نفسي وأسس لحياتنا صح أنا وهشام ،يوم الدنيا ما تبعت لي فرحة زيادة مرتبي تبعت لي مفاجأة سليم إللي قلبت لي حياتي كلها وجددت الحزن والألم جوة قلبي من جديد
وتساءلت بدموع:
۔ليه سليم يرجع في الوقت ده بالذات ،ليه يا نهلة؟
ليه يرجع ويفكرني بأسوء تجربة مريت بيها في حياتي كلها ؟
ليه يجدد جوايا ذكری إهانته ليا بعد ما كنت قربت أنساها، ليه،لييييه ؟

أردفت نهلة بتأكيد وأسی:
۔للأسف يا فريدة ،إنتِ عمرك ما نستيه ولا نسيتي ألمك منه،أنا دالوقتِ بس إتأكدت إنك للأسف لسه بتحبيه ومش زي الأول ،لاء،،إنتَ بقيتي مدمنة لعشقه يا فريدة!

أجابتها بقوة وجرأه غير معهودة عليها:
۔أيوة بحبه ،بحبه وعمره ما خرج من قلبي ولا عقلي ، عمري ما عرفت طعم الحب ولا قلبي دق غير لعيونه ، خلاص مش قادرة أخبي وأخدع نفسي أكتر من كدة !

سألتها نهلة بتأثر :
۔طب وهو ياتری لسه بيحبك ؟

نظرت لها بتيهه وفتحت فاهها وهزت رأسها وأردفت بروحِ مشتتة:
۔مش عارفه،هو بيقول إنه بيحبني وأنه عمره ما نسيني ولا حب غيري،ده حتی طلب مني أفسخ خطوبتي من هشام علشان يتجوزني و أسافر معاه لألمانيا !
تسائلت نهلة بإهتمام وترقب للإجابة:
طب وإنتِ رديتي عليه وقولتي له إيه ؟

أغمضت عيناها بتألم وتحدثت بنبرة تكسوها الحسرة:
۔قولت له إنه ما بقاش ينفع وإن الوقت خلاص فات،وإني بقيت مخطوبه لراجل محترم بيحبني ويقدرني، وقولت له كمان إني مبقاش عندي أي ثقه فيه ولا في كلامه !!
هزت نهله رأسها بأسي وتحدثت بنبرة صوت مُلامة :
ؐ۔ليه قولتي له كدة يا فريدة ؟
طالما بتحبيه ليه تخسريه وتخسري نفسك وتختاري العذاب لقلبك لباقي حياتك إللي جايه كلها،

وأردفت لحثها علي إتخاذ قراراً سيريحُ قلبها وعقلها:
۔وافقي يا فريدة،وافقي وأنسي جرح الماضي وعيشي وأفرحي بقربك من قلبه ،سليم راجع لك ندمان وعرف غلطته في حقك، يبقا ليه العند ولمين ؟

هزت رأسها وصاحت بألم :
۔مش هينفع يا نهلة، هشام حد حلو أوي و ميستاهلش مني كده،ميستاهلش مني كدة أبداً !

أغمضت نهلة عيناها وتنهدت بأسی لحال شقيقتها وصمتت لعدم وجود جواب لديها !

فحقاً هشام لم يستحق منها سوی كل الخير،الخير وفقط !َ

إستمعا لدقات فوق الباب ،إنتفضت فريدة وأعتدلت وجففت دموعها سريعاً وسمحتا للطارق بالدخول

طلت والدتهما من فتحة الباب وأردفت بإبتسامه :
۔يلا يا بنات تعالوا ساعدوني في تجهيز العزومة بتاعت بكرة أنا جهزت خلطة المحشي وسلقت ورق العنب وبقا جاهز علی اللف !
تنهدت فريدة وأجابت والدتها بهدوء :
۔حاضر يا ماما،هتوضأ وأصلي العشا وأحصل حضرتك !

أردفت نهلة قائلة بإعتراض وهي تتحرك بإتجاه الباب حيثٌ وقوف والدتها:
۔ هو يعني كان لازم ورق العنب اللي بيكسر الظهر في لفه ده يا ست ماما ؟
ما كان كفايه صواني الرقاق والمكرونه والأصناف الكتييييير أوي اللي حضرتك عملاها دي كلها !

أجابتها عايدة سريعاً:
۔قل أعوذ برب الفلق يا بنتي،قولي الله أكبر ل الأكل يتنظر، وبعدين هو أنا عامله أيه زيادة عن اللي الناس بتعمله،بالعكس أنا كان نفسي أعمل أكتر من كدة بس ما باليد حيلة !

أجحظت نهله عيناها وتحدثت بإستنكار:
۔ما باليد حيلة ؟
يا دودو إنتِ خلصتي ميزانية الشهر بحاله في العزومة بتاعتك دي،
وبعدين أكتر من كده إيه إللي كنتي عاوزة تعمليه،هو أنتِ خليتي صنف ما عملتيهوش ؟

وأكملت لتعد لها الأصناف :
۔محاشي وممبار وطواجن ،وصواني مكرونه ونجرسكو ورقاق،بفتيك وبانيه وسامبوسك، وكفته وفراخ مشويه وديك رومي وحمام محشي،ولسان عصفور وسلطات وملوخيه ومخللات ،ده طبعاً غير العصاير والحلويات والفاكهه

وأكملت بدعابة :
۔إهدي يا دودو وأعقلي،كده فؤاد هيهنج مننا في نص الشهر يا حبيبتي !

أجابتها عايدة بنفاذ صبر:
۔طب أتحركي قدامي وبلاش غلبه،وإنتِ يا فريدة قومي صلي وحصلينا علی المطبخ بسرعه !

أجابتها فريدة بهدوء:
۔حاضر يا ماما

》》》》》》》¤《《《《《《《《

في نفس التوقيت كان سليم متواجد بمسكن صديقهُ عَلي،يجلس بأريحية ويحتضن صغير صديقهُ يُقبلهُ بحب

تحدثَ الصغير وهو يضع كف يدهِ الرقيق فوق ذقن سليم النابته :
۔علی فكرة سليم زعلان منك كتير !

نظر لهُ سليم وفتحَ فاههُ ببلاهه وأردفَ بصدمة مُصطنعة وأستغراب قائلاً:
۔يانهار أبيض، معقولة حبيب قلب عمو زعلان، وياتری بقا سليم باشا غلاب زعلان مني ليه ؟

أجاب الصغير بعفوية :
٭زعلان علشان عمو سليم مش جه يشوف سولي حبيبه تلاته يوم بحالهم

وأشار بأصابع يده الثلاث، أما سليم الذي إلتقط أصابعه بين راحتيه وقبلهما بشغف وأردف قائلاً بحنان:
۔يسلم لي حبيب عمو اللي مش بيقدر يبعد عنه أبداً
تحدثَ عَلي لصغيرة بحب:
۔طب يلا بقا يا بطل روح شوف الألعاب والشيكولا إللي جابهم لك عمو سليم !
هللَ الصغير وتحركَ إلي جلستهِ المٌعدة له والتي تتواجد بنفس المكان ولكن بعيداً عن موقع مجلسهم قليلاً
أتت إليهما أسما وهي تحمل بينَ يديها حاملاً يوجد عليه قدحين من القهوة المحببة لديهما وبعض حبات الشيكولاتة ومدت يدها وأردفت بإبتسامة:
۔إتفضل قهوتك يا سليم !

أجابها بوجهٍ بشوش:
۔تسلم إيدك يا أسما دايماً تاعبينك معانا !

أردفت بإبتسامة:
۔تعبك راحه يا باشمهندس !

ثم تحركت إلي زوجها وأردفت بحب وعيون مُبتسمة:
۔قهوتك يا حبيبي !

أجابها بنبرة محبٍ عاشق:
۔تسلم إيدك يا حبيبتي !

ثم جلست وتحدثت إلي سليم :
۔ما قولتليش هتخلصوا شغلكم أمتی يا سليم علشان تسفروني شرم الشيخ زي ما وعدتوني وإحنا في ألمانيا ،

وأكملت بدعابة :
۔الصيف قرب يخلص وأنا بقا عاوزة ألحق لي أسبوعين أبلبط فيهم في الميه أنا وسولي !

أجابها بنبرة هادئة:
۔يومين بالظبط وهنخلص شغل الشركة،وبعدها هحجزلكم إنتِ وعَلي وأهلي تقضوا أسبوعين مع بعض تستجموا فيهم !

نظر لهٌ عَلي وأردفَ قائلاً بإستفهام ۔
۔هو أنتَ مش جاي معانا ؟

هز رأسهٌ برفض وأجابَ بأسی لا يا عَلي ،،مش هينفع أسيب القاهرة حالياً !

سألهٌ عَلي بريبة:
۔فهم من كده إن لو الشهرين إللي مسموح لنا بيهم خلصوا وموضوعك مع فريدة ما أتحلش ،ممكن تمد الأجازة  ؟

تنهدَ سليم طويلاً وفضلَ الصمت
نظرت لهٌ أسما وأردفت بهدوء:
۔ أقعد معاها وقول لها كل إللي في قلبك يا سليم،خرج لها كل إللي في قلبك وكل اللي حصل لك من يوم بٌعادها عنك ،اللي بيخرج من القلب بيوصل بسرعه للقلب !

نظر لها وتنهد بأسی وتحدث ساخراً من حاله:
۔ وتفتكري هتصدقني بعد كل إللي عملته فيها يا أسما ؟

أجابته :
۔لو حبتك فعلاً أكيد هتصدقك !

إبتسمَ ساخراً وأردفَ بنبرة نادمة:
۔ طب ما هي حبتني زمان وصدقتني ،وكانت إيه النتيجه ؟

تسائلت أسما بإهتمام:
۔أفهم من كلامك ده إنك خلاص إستسلمت يا سليم ؟

رد سريعاً نافياً :
لا طبعاً ،ولو أخر يوم في حياتي عمري ما هستسلم ولا أبطل إني أحاول أرجعها لقلبي تاني  !

تحدثَ عَلي بتعجب ساخراً :
۔سبحان مغير الأحوال يا سليم،،قبل 5 سنين من وقتنا الحالي كنت إنتَ إللي بتبعد وفريدة بتتوسل إليك إنك تفضل معاها،الوقت إنتَ إللي بتتوسل إليها وهي اللي مش عاوزة ورفضاك !

نظر له بغضب وحدث أسما وهو يجز علی أسنانه بضيق :
۔سكتي جوزك يا أسما وقولي له يعدي يومه علی خير بدل ما أخرج زهق يومي كله عليه !

ضحكت أسما علی مناوشات زوجها الحبيب وصديقهٌ التي تعتبرهٌ أخً لها لم تلدهُ أمها

ثم أردفت قائلة بحماس وأنتشاء :
۔طب ما تعرفوني عليها وأنا أتكلم معاها، صدقوني ممكن أقنعها !

أردفَ عَلي ساخراً:
ؐ۔ بقا سليم الدمنهوري بجلالة قدره مقدرش يقنعها، هتيجي إنتِ يا مسكينة وتقنعيها ؟

أجابته بإقناع:
۔أنا غير سليم يا عَلي،سليم هي قلقانه منه وعندها شك وخوف من جواها ناحيته،

ثم حولت بصرها إلی سليم وتحدثت بنبرة مٌلامه:
۔وده طبعاً بسبب العمله السودا اللي عملها معاها زمان،

وأكملت :
۔لكن أنا بنت زيها وعندنا نقط مشتركة هنعرف نتواصل من خلالها ونفهم بعض ونوصل أفكارنا لبعض بطريقة سهلة !

نظر لها سليم مطولاً وأردفَ قائلاً بإقتناع:
۔أسما بتتكلم صح،فريدة فعلاً محتاجه حد عارفني كويس يتكلم معاها ويحاول يطمن خوفها من ناحيتي !

أجابهٌ علي :
طب ما أنا إتكلمت معاها وبردوا ما سمعتش ليا !

رد سليم بإعتراض:
۔وعاوزها تسمع لك إزاي يا حضرة الذكي وإنتَ في نظرها كنت شريكي في خداعها ؟

وأكملَ بإنتشاء:
۔أسما عندها حق ،أنتَ كل إللي عليك تحدد لهم ميعاد يتقابلوا ويقعدوا يتكلموا

ثم حول بصرهِ إليها قائلاً:
۔وأنا معتمد علي ربنا ثم عليكي يا أسما ،أتفضلي بقا إبدعي و ورينا أفضل ما عندك في طرق الإقناع !

تحدثت بإنتشاء بنبرة حماسية ده أنا هبهرك !

ضحك وأردفَ قائلاً برجاء:
۔ أرجوكِ   !!

》》》》》》》》¤《《《《《《《《

داخل منزل عزمي الشافعي
والد حُسام
كانت سميرة تجلس فوق مقعدها تضع ساقً فوق الأخری ويقابلها زوجها عزمي
أما حُسام وندی فكانا يتجاوران فوق الأريكة يتناولان بعض المقرمشات والتسالي سوياً

نظرت سميرة إلی ندی وتحدثت بتساؤل:
۔يعني سليم مجاش يزورنا زي ما أتفق معاكي يا ندی؟

أجابتها بثقة وغرور:
۔هييجي يا ماما،صدقيني هييجي، الحكاية مجرد وقت مش أكتر،ريم قالت لي إنه مشغول جداً في الشغل اللي نازل مصر علشانه، وبعد كام يوم هينتهي منه ويفضي لي أنا !

ضحك حُسام ثم أردفَ ساخراً:
۔عجباني أوي ثقتك في نفسك دي يا ندی،

ثم أكملَ بتهكم:
۔وتفتكري بقا عمتك أمال هتسمح له ييجي يزورنا ولا حتی يقرب مننا ؟

نظر لهُ والدهُ وأردفَ قائلاً بإستغراب :
۔طب وعمتك أيه إللي هيزعلها فإن سليم يزورنا ويحاول يتقرب مننا ؟

أجابته سميرة بنبرة ساخرة:
۔الهانم أختك نِفسها كبرت علينا من وقت ما أبنها سافر ألمانيا وبدأ يغرف ويبعت لها فلوس من غير حساب  !

أجابتها ندی بإعتراض :
۔ لكن عمتو باعده عننا من زمان يا ماما،ولأسباب حضرتك وبابا تعرفوها كويس !

نظر لها والدها وتحدثَ بحزم:
۔ مدخليش نفسك في كلام ميخصكيش يا ندی وبعدين أهي بقت أغني مننا كلنا والورث إللي كانت مصدعانا بيه بقا بالنسبة لها شوية ملاليم  !

نظرت لهُ سميرة وأردفت بدهاء:
۔طب انا عندي فكرة حلوه يا عزمي،إيه رأيك لو تروح تزورها وتكتب لها شيك بقيمة المبلغ اللي كانت طلباه في ورثها زمان وإنتَ رفضت ؟

أجابها بإعتراض ونبرة طامعه:
إنتِ إتجننتي يا سميرة،إنتِ عوزاني أفتح علی نفسي باب مصدقت إنه إتقفل وأتنسی،ده أنا لو سمعت كلامك مش بعيد تاني يوم ألاقي أماني جايه طالبه ورثها هي كمان !

نظرت له بدهاء وأردفت :
۔هو أنتَ فاكر إن أمال هترضی تاخد الفلوس منك، ده أنت تبقي غلبان أوي يا عزمي،،دي ال 100 ألف اللي إنتَ زعلان عليهم اوي دول ممكن يكون سليم بيقبض ضعفهم بالدولار في الشهر الواحد!

وأكملت لطمئنته :
۔متقلقش، أنا هروح معاك وأقنعها إنك جمعتهم لها بالعافيه علشان ترضيها وتزيل زعل السنين اللي ما بينكم  !

وأكملت بدهاء:
۔ وساعتها هي اللي مش هتوافق تاخدهم ، وعلاقتكم هترجع كويسه زي زمان،وأكيد هتفاتحك وقتها في جواز سليم من ندی !

تحدثَ حُسام ناهياً الجدال:
۔يا جماعه إهدوا وريحوا نفسكم من كل الحوارات دي ،عمتي راسمه ل سليم حياته ومخططه له بدماغها هي،

وأكملَ بتأكيد:
۔ومش هتسمح لأي حد مهما كان إنه يفسد عليها تخطيطها حتی لو كان الحد ده هو سليم شخصياً،

وأديكم شوفتم بعيونكم هي عملت أيه علشان تبعد عنه البنت إللي كان عاوز يتقدم لها زمان!

زفرت سميرة بضيق وتحدثت :
۔عملت أيه يا حبيبي غير إنها منعتك من سفرك لألمانيا وقعدتك جنب بنتها زي الموكوس ،

وأكملت بغل:
۔لولا قرارها وخطتها دي كان زمانك مسافر لألمانيا، ويمكن كان زمانك في مكانة مرموقی وأعلی من إللي إبنها فيه،بس أعمل أيه في هبلك وخيبتك ،رفضت عرض سليم ليك بالسفر بعد ما سفر عَلي علشان تقعد جنب الهانم ، روح شوف عَلي هو كمان بقا أيه !

أجابها عزمي بإعتراض :
۔وماله حال إبنك بس يا سميرة،ما هو مهندس ليه وضعه و مركزة في الشركة إللي شغال فيها ومرتبه كمان ماشاء الله كويس جداً ،وده كله بفضل قاسم اللي عينه ووصی عليه في الشركة وخلاهم مسكوة منصب مكنش يحلم بيه !!!

وأكمل :
۔إحمدي ربنا

صاحت بغضب:
۔والله ما حد مقويه علی الخيبه إللي هو فيه غيرك،تقدر تقولي إستفاد إيه من خطط أختك العظيمه دي؟

أجابها بدهاء :
۔إستفاد إنه خطب البنت اللي بيحبها،وأستفاد إن عمته ساعدته بجزء كبير جداً من تمن الشقه إللي هيتجوز فيها بنتها،واللي وافقت بكل سهوله إنه يكتبها بإسمه هو ،وبما إنه هيبقا جوز بنتها الوحيدة فهيكون ليه الأولوية بكل الخير اللي عايشين فيه من غير حساب ده!!

أجابته ساخرة:
۔ إنتَ ليه محسسني إن أختك هتغرف وتدي له وتصرف عليه بعد الجواز ؟

أجابها عزمي بثقه:
۔لأن ده إللي هيحصل فعلاً،سليم بيبعت ل أمال فلوس ملهاش أول من أخر ،تفتكري بعد ما بنتها الوحيدة تتجوز هيهون عليها بنتها تعيش في حرمان زي إللي عاشته هي زمان ؟

تحدث حُسام مستنكراً حديثهما بتصنع وتخابث:
۔ أيه يا بابا إللي حضرتك بتقوله ده؟
أنا خطبت ريم واختارت أشتغل وأقعد في مصر علشان بحبها بجد، مش علشان الإمتيازات إللي ممكن استفاد منها !

تحدثت سميرة بضيق:
وإيه يعني لما تستفاد من وراها،هو أنتَ بتاخد من حد غريب،دي عمتك، وكمان كل ده قصاد خدماتك الكتير ليها، يعني الهانم مش بتديك صدقه من عندها ولا حاجه  !

》》》》》》》》¤《《《《《《《《《

في اليوم التالي

ذهبت فريدة إلی مقر الشركة وصعدت إلی مكتبها مباشرةً وأنتظرت كي يستدعيها سليم لتذهب إلی مكتبه ولكنه لم يعيرها أية إهتمام ،إنتظرت وأنتظرت ولكن دونَ جدوی،
تألم داخلها بشدة علی عدم إكتراثهْ لها ،كانت تشتاقة حد الجنون وكأن رؤياهُ أصبحت إدمانها،إشتاقت نظرة عيناه الحنون وهو ينظر إليها ويبثٌ لها عشقهِ الهائم من خلال عيناه العاشقه ،
مرَ أكثرَ من نصف الساعه وهي علی نفس حالتها تنظر إلی هاتفها بشغف وتنتظر مهاتفته لها ،وحين فقدت الأمل تألمت روحها وقررت أن تغمس حالها في دوامة العمل حتی تتتناسی الأمر !

بعد بضعة ساعات قضتهم فريدة بين العمل والقلق والإنتظار وأيضاً نار الإشتياق التي إجتاحت روحها وأحتلتها ،قررت فريدة مهاتفة فايز لتستأذنه لتغادر مٌبكراً

وبالفعل إتصل فايز به وقد أخبرة سليم أنهٌ ليس بحاجتها اليوم وبالتالي يمكنها الإنصراف كما تشاء

وقفت فريدة تلملم أشيائها بوجةٍ حزينً وقلبٍ مشتعل بنار الإشتياق، وبعد مدة كانت تخرج من باب الشركة لتستقل سيارة عزيز التي كانت بإنتظارها

كان يقف يتطلع عليها بحرصٍ شديد من خلف زجاج نافذة المكتب المخصص لهُ بقلبٍ شغوف مٌشتاقٍ مٌتألم
تحركَ إليه عَلي ووقف بجانبه يتطلع عليها وتحدثَ بنبرة مٌعاتبة:
۔طب ولما أنتَ هتموت عليها كدة والبعد قاتلك، باعدها عنك ليها يومين ليه ؟

تنهد بصدرٍ محملٍ بالأثقال وأجاب صديقه:
علشان أديها فرصه تفكر وتقرر هي عاوزة إيه من غير ضغط مني يا عَلي،،

وأكملَ :
۔وكمان عاوز أعرف إذا كان قربي فارق معاها ولا لا

أردفَ عَلي قائلاً بتأكيد:
۔فريدة لسه بتحبك يا سليم،دي حاجه أنا كل يوم بتأكد منها أكتر ،النهاردة وأنا بكلمها في الفون وبطلب منها تبعت لنا الملف اللي كُنا محتاجين له،حسيت في صوتها لهفة أول ما ردت علی تليفون المكتب وكانت فكراك إنتَ إللي بتتصل،لكن لما سمعت صوتي حسيت بالحزن وخيبة الأمل خارجه من صوتها!
أجاب صديقهٌ بشرود وهو ينظر علی أثرها وهي تختفي من أمامه :
۔ حب فريدة ليا شيء مفروغ منه يا عَلي،أنا عاوز قربها وعقلها ،عاوزها تاخد خطوة في حكايتنا وترحمني وترحم روحها من دايرة العذاب اللي عمالين نلف جواها طول الوقت،وده مش هيحصل غير لما فريدة تحس إنها ممكن تخسرني للأبد بعد قربي منها وظهوري في حياتها تاني من جديد!!

》》》》》》》¤《《《《《《《《

داخل  منزل فؤاد وبالتحديد داخل المطبخ
كانت تقف بجانب والدتها يعملونَ علي قدمٍ وساق
أما نهلة وخالتها عفاف وإبنة خالتها أمنيه،كانوا يتواجدون في بهو المنزل يضعون اللمسات الأخيرة به بعد تنظيفهُ
جيداً  !

نظرت عايدة لإبنتها وتسائلت بإهتمام:
۔مالك يا فريدة،إيه إللي شاغل بالك وقالقك طول الوقت كدة ؟
إبتسمت بهدوء وأجابت لطمئنتها:
۔سلامتك يا حبيبتي،أنا كويسه الحمدلله !

أردفت عايدة بعتاب وحيرة:
۔لو خبيتي علی الناس كلها مش هتعرفي تخبي عليا يا بنت بطني ،إنتِ ليكي كام يوم متغيرة ودايماً شاردة وحزينه،مالك يا بنتي،طمني قلبي عليكي يا فريدة ؟

أجابتها بهدوء :
۔صدقيني يا ماما أنا كويسه،كل الحكاية إني مضغوطه في الشغل شويه،

وأجابت بشرود وحديث ذاتَ معنی :
۔وإن شاء الله كل الضغوط دي هتنتهي قريب جداً وأرجع لطبيعتي تاني !

ردت عليها عايدة وهي تتحرك وتُخرج صواني الرقاق من داخل فرن المشعل :
۔إن شاء يا حبيبتي !

دلفت إليهما عفاف وتحدثت بنبرة جادة:
۔خلصتي ولا لسه يا عايدة،إنجزي شوية كدة الوقت هيسرقنا !

أجابتها عايدة :
۔خلاص بشطب يا عفاف !

تحدثت عفاف إلی فريدة :
۔حلوة أوي فكرة إنك بعتي جبتي فريق وضبولك بوفيه كامل يا فريدة،بصراحه وسعوا الدنيا خالص والبوفيه شكله كدة حاجه تشرف،ده غير إنه جاي بالشوك والسكاكين والأطباق وكاسات المايه ،ۜ،يعني مش هتشيلي هم أي حاجه !!

أجابتها فريدة بعملية :
۔السفرة ما كنتش هتكفي حد يا خالتو،ده غير إنها كانت مضيعه مساحة كبيرة من الريسيبشن علی الفاضي ومخلياه يبان صغير، مع إن مساحته ماشاء الله كبيرة جداً  !

أجابت عفاف بإطراء :
۔ كده أحسن طبعاً
وأكملت بنبرة جاده:
۔شدي حيلك شويه يا عايده،وإنتِ يا فيري ،أدخلي يا قلبي خدي لك شاور علشان تلحقي تلبسي قبل أهل خطيبك ما يوصلوا،وأنا هخرج أرش مُعطر في الريسبشن علشان ريحة الأكل وبعدها هاخد أمنيه ونمشي !

تحدثت فريدة بتمني :
۔خليكم معانا يا خالتو،مش فاهمه ليه حضرتك مُصممه إنكم تروحوا ؟

إجابتها بعملية :
۔كدة أحسن يا فريدة علشان الناس تاخد راحتها أكتر، وكمان علشان منعملش زحمة في الشقه، وإن شاء الله أول ما يمشوا هاجي علشان أساعد ماما في توضيب الشقه وغسيل المواعين !

تحدثت إليها عايده بحب :
۔ربنا يخليكي ليا يا عفاف ،دايما سندي اللي لما أحتاجه بلاقيه جنبي !

أجابتها عفاف :
۔ويخليكي ليا يا حبيبتي

—————————–

بعد مده كانت فريدة وأسرتها يقفون بكامل هيئتهم وأناقتهم في إستقبال عائلة حسن نور الدين بإبتسامات وترحيب عالي ومتبادل من الجميع

وبعد مده كان الجميع يلتفون حول البوفيه المٌحمل بخيرات الله علی خلقهْ،ينظرون إليهِ بإنبهار ومن بينهم غادة التي دعتها فريدة للحضور معهم لترُد لها عزيمتها

تحدثت سميحه بإبتسامه ووجهٍ بشوش :
۔تسلم إيدك يا مدام عايدة،الأكل طعمه فوق الوصف،حقيقي نَفَسِك هايل في الأكل !

أجابتها بإبتسامة :
۔تسلمي حبيبتي بألف هنا علي قلوبكم ،لكن أنا أكلي ونفسي هييجوا أيه جنب نفسك وأكلك إللي لا يُعلي عليه !!

أجابها هشام بإطراء :
۔لا بجد يا ماما الأكل حلو جدا، تسلم إيد حضرتك !

أجابته عايدة بحب:
۔يسلم لي ذوقك يا هشام !

كانت رانيا تقف بإمتعاض وضيق وهي تشاهد الجميع فَرِح ويلقون علی مسامع فريدة ووالدتها أجمل الكلمات المٌجامله

تحدثت غادة بدعابة :
۔علی فكرة يا مدام عايدة،أنا مش همشي من هنا غير لما أعرف طريقة صنية الرقاق الوهم بتاعتك دي وكمان سر خلطة ورق العنب، بصراحه عمري ما دقت في طعامتهم، يسلموا أديكي عليهم وعلی كل الاكل !!

إبتسمت لها وأردفت:
۔بس كدة، من عيوني يا غادة
أحابتها غادة بحب :
۔يسلموا عيونك يا ست الكل !

فتحدثَ حسن ببشاشه:
۔والله يا جماعه مكنش ليه لزوم تكلفوا نفسكم وتعملوا الأصناف دي كلها، هو إحنا أغراب لكده،ده أحنا خلاص يُعتبر أهل !!

أجابته عايدة :
۔وأكتر من الأهل كمان يا أستاذ حسن ، لكن أحنا هنستفاد أيه من الأغراب ،ده وجودكم معانا النهاردة بالدنيا كلها !

تحدثَ فؤاد بإبتسامة :
۔ما تقولش كدة يا أستاذ حسن ده إنتم نورتونا النهارده وكل ده قليل عليكم ومش مقامكم أبداً !!

أجابهُ حسن وهادي بنفسٍ واحد :
۔ربنا يكرم أصلك يا أستاذ فؤاد !

تناول الجميع طعامهُ بشهية مفتوحة لجود وكرم أهل المنزل وأبتساماتهم البشوشه الخارجه من القلب، فحقاً حينما تصنع ربة المنزل الطعام بصفاء نيه وقلبٍ سعيد ونفسٍ راضية،يُصبح الطعام أكثرٌ لذة ويستمتع بمذاقهِ الجميع ويتناولونهٌ براحه وإستقرار نفسي !

بعد تناولهم ما لذ وطاب إنتقلَ الرجال إلی بهو المنزل جلسوا براحه وقد قدمت لهم عايدة وفريدة واجب الضيافه من فواكة وعصائر وحلويات وجلسوا سوياً يتسامرون

أمسكت فريدة بكأس المشروب لتناولهُ إلی هشام فنظر هو لعيناها بهيام وتحدثَ:
۔تسلم إيدك يا فريده،عقبال ما نعزم العيلتين في شقتنا إن شاء الله
إبتسمت له وتحدثت بنبرة خجلة:
إن شاء الله يا هشام !

تحدثَ حازم بإبتسامه إلی فريده وهي تقدم له المشروب بإحترام :
۔أخبارك إيه يا باشمهندسة وأخبار الشغل إيه ؟

نظرت له بإبتسامة بشوشة وأجابته:
۔الحمدلله يا أستاذ حازم كله تمام !
وإنتقلت السيدات إلی الداخل في الصالون ليأخذن راحتهنَ أكثر، وأيضاً قدمت لهن فريدة ونهلة واجب ضيافتهن وجلسن يتسامرن بأحاديث شيقی

نظرت غادة إلی سميحه وتحدثت بذكاء عن قصد:
۔ماشاء الله عليكي يا فريدة وشك منور وشكلك فرحان،شكلك كدة زيي بتحبي اللمه والهيصه ؟

إبتسمت بهدوء وأجابتها :
۔ومين مبيحبش اللمه والعيله يا غادة،دي اللمه كلها بركة وخير

أجابت والدتها :
۔ دي كانت فرحانه جداً لما هشام إتقدم لخطبتها وعرفت إنها هتقعد معاكم في بيت العيله، وزعلت لما هشام قال لها إنه هياخد شقه في منطقه بعيدة عنكم !

إبتلعت رانيا لٌعابها وأرتعبت من ان تنكشف كذبتها وأفترائها علی فريدة،

سألتها سميحه وهي تنظر إلی رانيا بدهاء :
۔حقيقي الكلام اللي ماما بتقوله ده يا فريدة ؟

إبتسمت فريدة وأردفت بإحترام وهدوء ٠٠٠٠أكيد طبعاً يا طنط،أنا حقيقي بحب اللمه وبيت العيله جدا لأنه بيفكرني ببيت جدو الله يرحمه في السويس، ولمة أعمامي وأحنا حواليه لما كنا بنروح زيارة في الأجازات،وكمان بيت جدو والد ماما الله يرحمه
ووجهت بصرها إليۜی رانيا وتحدثت بنبرة هادئه :
۔ده أنا حتي قولت الكلام ده ل رانيا وإحنا عند غادة ،فاكرة يا رانيا ؟
إرتبكت رانيا وكادت روحها أن تزهق من شدة إحراجها أمام سميحه ودعاء التي نظرت لها بإستغراب وخجل لأجل موقفها التي لا تٌحسد عليه
هزت رانيا رأسها بإيجاب مُجبرة ثم نظرت إلی طفلها تطعمه قطع الفاكهة لتتهرب من نظرات سميحة المٌدانه لها ،تحدثت سميحه بصوتٍ عالي مٌوجهه بصرها إلی رانيا :
۔أه ما هي رانيا قالت لنا أنا ودعاء،

وأكملت مُتكئه علی تلكَ التي تُكاد تنصهر من شدة خجلها وغيظها معاً:
۔مش كده يا رانيا ؟
بالكاد أخرجت رانيا صوتها وهي تستشيطٌ غضباً من تلك الحما التي تصرفت بذكاء ودهاء لتوقعها وتكتشف كذبها أمامها هي ودعاء

تحدثت بضيق وصوتٍ ضعيف :
۔حصل يا طنط !

تحدثت عايدة مرحبه بهم :
۔نورتونا يا جماعه النهاردة ،بجد مبسوطه جداً بوجودكم معانا  !

》》》》》》¤《《《《《《《

كان حّسام يجلس بغرفته يحادث ريم عبر الهاتف فتحدثَ بتساؤل٠٠٠٠٠لسه بردوا ما أتكلمتيش مع سليم في موضوع خلافه معايا يا ريم ؟

تنهدت ريم وأردفت بحزن:
۔سليم رافض فكرة الكلام في الموضوع من الأساس، لدرجة إنه رفض يديني فرصة أشرح له فيها موقفك ،أنا أول مرة أشوف سليم واخد موقف عدائي من حد بالشكل ده يا حسام !

زفر بضيق وأردفَ قائلاً بتبجح :
۔وأنا يعني كُنت عملت له إيه ل ده كله ،ده سامح عمتي نفسها ،أنا مش فاهم أخوكِ ليه بيكرهني بالشكل ده ؟
إنزعجت ريم من حديث حُسام عن أخيها وتحدثت بإستنكار:
۔سليم ما بيعرفش يكره حد يا حُسام،لكن غلطتك معاه دفع تمنها غالي أوي،وسليم مبيسامحش إللي أذاه بسهوله !

صاح بها مستنكراً بنبرة ساخرة :
۔لا والله ،وهو كان مين إللي راح بلغ مامتك بكلام سليم ليا وقتها يا ست ريم، مش سيادتك بردوا ولا أنا بيتهيئ لي؟

أجابته بحزن وألم ضمير لم يتركها منذٌ تلكَ الواقعه :
۔مكنش قصدي وما كُنتش أعرف إن ماما هتعمل كل ده ،الموضوع بالنسبة لي ما كانش اكتر من مجرد فضفصة ونماية ،

وأكملت بدموع وتأنيب ضمير :
۔والله العظيم لو أعرف إن ماما هتعمل كل ده وتظلم سليم وتجرح قلبه بالشكل ده عمري ما كُنت حكيت لها أي حاجه  !

أجابها بمكر :
۔إهدي يا حبيبتي ومتعمليش في نفسك كدة،وبعدين لو إنتِ ما قولتيش لعمتي وقتها مكنتش وافقت علی خطوبتنا،إنتِ ناسيه إن عمتي كانت رافضه موضوع قربك مني وخطوبتنا بسبب زعلها من بابا علشان موضوع الورث القديم ،يعني ربنا بعت لنا موضوع سليم ده علشان عمتي تساومني علی موضوع خطوبتنا قدام إني أبعد فريدة عن طريق سليم نهائياً !

هزت رأسها بدموع وتحدثت بأسی :
۔بس إحنا كدة أنانيين أوي يا حّسام،إحنا إختارنا سعادتنا علی حساب وجع قلب أخويا !

أجابها ساخراً:
۔وجع قلب إيه وإيه الكلام الكبير اللي بتقوليه ده يا ريم،هو أنتِ فاكرة إن سليم أخوكي بيحب البنت دي بجد وزعلان علشانها ؟

وأكمل ساخراً:
ده مجرد شو بيعمله قدامكم علشان يشد إنتباه الجميع كالعادة ،وأكبر دليل علي كلامي ده إن هو اللي سابها بمزاجه وغدر بيها زمان،ما حدش كان أجبرة إنه يسيبها ؟

صاحت بغضب:
حُسام لو سمحت،لأخر مرة هنبهك وأحذرك في إنك تتكلم بالطريقه دي تاني علی سليم،وإلا صدقني هتشوف مني معامله مش هترضيك!

أجابها علی الفور بصوتٍ حنون :
۔إهدي يا حبيبي، صدقيني أنا مقصدش أبداً المعنی اللي وصل لك ،

وأكملَ بصوتٍ هائم لإمتصاص غضبها :
۔أنا بحبك يا ريم، بحبك ومستعد أعمل علشانك أي حاجه في الدنيا دي

إرتخي جسدُها من بعد تشنجهِ من حديثه وأردفت بحب وطيبة :
۔وأنا كمان بحبك أوي يا حُسام !

إبتسم بلؤم علی قدرتهِ العجيبه لتغيير مزاجها وحالها في لحظات

》》》》》》》¤《《《《《《《《

بعد بضعة ساعاتِ داخل شقة قاسم الدمنهوري

كان سليم يجلس داخل شرفة شقتهم ذات المساحة الواسعة للغاية حيث تنتشر الزهور والزرع النادر من حولهِ في مظهر يُريح البصر والنفس من شدة جمالة وألوانهِ المبهجه،رافعاً وجههِ إلی السماء ناظراً إلی غيومها المبدع بشرود

خرجت إليهِ أمال وهي تحمل قدحاً من القهوة وتبتسم ،ثم مدت يدها إليه وتحدثت بحب وعاطفه أموية:
۔عملت لك قهوتك بنفسي،مرديتش أخلي رُقية تعملها لك، حبيت إنك تشربها من إيدي زي زمان!

مد يدهْ وأخذها منها ورد بإبتسامة شكر :
۔تسلم إيدك يا ماما
أمسكت بيدها قدر الماء المخصص لسقي الزرع والزهور الموجوده داخل الشرفه وبدأت بنثر قطرات الماء فوق الزهور بعناية فائقة

وتحدثت بهدوء ناظرةً إلی سليم:
۔بقولك إيه يا سليم، النادي إللي إحنا مشتركين فيه عامل حفله كبيرة جداً ،

وأكملت بتفاخر ورأس مرفوع عالياً:
۔عاوزة أقول لك إن هيكون موجود فيها كريمة المجتمع القاهري كله،وأنا محتاجه لك تكون موجود معايا في الحفلة دي،عاوزة أتشرف بيك قدام الكل يا سليم

وتحركت إليه بعدما إنتهت من سقي الزرع وأكملت بغرور وهي تجلس بالمقعد المقابل له:
۔عوزاهم يشوفوا إبني الباشمهندس العظيم سليم الدمنهوري !

نظر لها بتمعن وأردفَ قائلاً بذكاء:
۔ريحي نفسك يا ماما،أنا عمري ما هتجوز بالطريقة القديمة بتاعتك دي،عاوزة تاخديني معاكي علشان أتفرج علی فاترينة الجميلات اللي حضرتك حاطه عينك عليهم ومستنياني علشان أختار واحده ما بينهم !

أجابتهُ بهدوء وصراحه:
۔وماله يا سليم لما تتجوز بالطريقة دي،إنتَ عارف البنات اللي حضرتك بتتريق عليهم دول يبقوا من عائلات مين ؟

أردفَ بنبرة باردة ولامبالاة:
۔لا عارف ولا عاوز أعرف،وبعدين يا أمي أنا ما أتريقتش علی حد لا سمح الله ،وجايز جداً بل وأكيد فيهم بنات محترمه لكن مش مناسبين ليا ،وده ما يقللش منهم نهائي بالعكس ،

وأكملَ بإعتراض:
۔وبعدين عائلات إيه إللي حضرتك عماله تتكلمي عنها طول الوقت،هو لسه فيه حد بيفكر بالطريقة العقيمة دي،أهم حاجة أخلاق البنت ودرجة تدينها وأحترامها لذاتها ولأهلها ،

وأسترسل بتعقل :
۔بيتهيئ لي المواصفات دي هي إللي محتاجها أي راجل بيحترم ذاته في البنت إللي المفروض هتشيل أسمه وتبقا أم لأولاده ،ولا أنا غلطان يا ماما ؟

تنفست بهدوء لظبط إنفعالاتها أمامه وتحدثت ببرود يداري غضبها:
۔أهي طريقتك دي بقا هي إللي عقيمة وقديمة يا باشمهندس،ولاد إيه وتربية إيه بس إللي هتربيهم لك مراتك ؟

وأكملت بكبرياء:
۔يا حبيبي إحنا إتنقلنا لوسط تاني غير إللي كنا عايشين فيه،ولازم أفكارنا وعادتنا هي كمان تتغير علشان نواكب الوسط ده وناسه،،

وأكملت مٌفسرةً :
۔الوقت الناس بتجيب ناني لأولادهم علشان يهتموا بكل أمورهم والأم ماتهملش مظهرها ولا الإستمتاع بحياتها ،

وأكملت بتفاخر:
۔ من الاخر كده أنا بنقي لك زوجة جميلة من عيله كبيرة ،تكون وجهه مشرفه ليك قدام الناس،فهمتني يا سليم ؟

إبتسمَ لها وأجابها ببرودٍ قاتل إستفز بهِ داخلٌها :
۔وأنا عاوز أريحك من الحيرة دي يا حبيبتي، ،وعاوزك كمان تطمني،مراتي أنا أختارتها خلاص وإن شاء الله قريب جداً هنروح نخطبها من بباها !

نظرت له بكبرياء لمعرفتها ما يقصده ،وأردفت بلؤم:
۔ وياتری مين هي صاحبة الصون والعفاف إللي تستاهل تكون حرم الباشمهندس سليم الدمنهوري،

وأكملت قاصده:
۔فرحني وقول لي إنك إختارت بنت وزير أو سفير ؟

أجابها ببرود:
ؐ۔ المفروض إن إختياري لبنت بحبها ده في حد ذاته يكون كفيل بإنه يفرحك ويسعد قلبك،

بغض النظر إن كان إختياري ده لبنت سفير أو حتی بنت غفير، فمظنش إنها تفرق معاكي وقتها

صاحت بصوتٍ عالي ووجهٍ غاضب فلم تستطع التحمل بعد وضبط إنفعالاتها أكثر :
۔لو كٌنت تقصد البنت الشرشوحه بتاعتك دي تبقا بتحلم يا سليم،

أنا ما قعدتش عمري كله أربي فيكم وأحرم نفسي أنا وبباكم من كل متع الدنيا علشان أطلعك إنت واختك بالمستوي ده، وفي الأخر تروح تجيب لي بنت من الشارع ؟

أجابها بنبره حاده مٌستفزة:
۔حاسبي علي كلامك يا ماما،وياريت ما تنسيش إن اللي حضرتك بتتكلمي عنها دي هتكون مراتي وأم أحفادك ؟

ثم إن فريدة مش من الشارع زي ما حضرتك بتقولي ،فريدة باشمهندسة ناجحة ومحترم ،  وبنت ناس محترمين ربوها كويس وعرفوها إزاي تحافظ علي نفسها وتغلي جسمها وتحميه علشان تسلمه أمانه للراجل اللي هيتجوزها

وأكمل بتفاخر وحب ظهر بعيناه:
۔بذمتك،جوهرة زي دي مطولتش منها حتی ماسكة إيد مش تستحق إني أحارب الدنيا كلها علشان أقتنيها وأتشرف بيها ؟

أجابته بهدوء ودهاء ونبرة حزينی لدغدغة مشاعرة :
۔وأنا يا سليم،وعمري وشبابي اللي ضيعته عليك ،مالوش عندك أي تمن ؟

أجابها بقوة وثقة:
۔إزاي ملوش تمن ياماما،أومال حياتنا اللي حضرتك لسه معترفة إنها أتنقلت في حته تانيه دي تبقا أيه ؟
ده غير إني فعلاً دفعت التمن من غربتي وبعدي عنكم وعن بلدي وعن أصحابي،

وأكمل بنبرة مٌلامه:
۔وحضرتك ما أكتفتيش بده ،خليتي إبن أخوكي لعب عليا لعبه قذرة تحت إشرافك بعدتني عن حبيبتي 5 سنين بحالهم !

وأكملَ بصوتٍ حزين ونبرة مٌتألمة:
۔أظن إن ده تمن عادل أوي قصاد تضحياتك علشاني يا أمال هانم !

وقفت بغضب وأجابته بقوة بعدما عجزت عن إقناعه باللين :
۔يكون في علمك يا سليم،أنا لا يمكن أسمح للبنت دي إنها تنجح في مٌخطتها وتوصل لك وتعيش هي واهلها في النعيم اللي بتحلم بيه علي حسابك،علی جثتي لو أتجوزتها يا سليم !

قالت كلماتها وخرجت من الشرفه كالإعصار أما سليم فزفر بضيق وأرجعَ ظهرةِ للخلف

وحدث حاله بتألم،لا تفعليها أمي أرجوكِ وتضعي حالكِ بخانة إختيار واحده أمام فريدة،أرجوكِ لا تفعليها وتضعيني في مأزق حياتي حينها،،أرجوكِ أمي
ورفع بصرةِ إلي السماء وناجي ربه،، يا الله ساعدني أرجوكْ لأتخطي الصعاب وأصل لمرادي دون أن أُحزنَ قلبَ أمي  !

تٌري ما الذي يجعل سليم متأكداً طوال الوقت أن فريدة ستكون من نصيبهْ ؟

وهل حقاً ستنجح أمال في أن تجعل زواج سليم من فريدة مستحيل ؟

إنتهي البارت
جراح الروح
بقلمي روز آمين

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى