رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الفصل التاسع عشر
🦋 #البارت_التاسع_عشر 🦋
صباح اليوم التالي علي التوالي
أفتحت عيناها بتثاقل وتمللت فوق فراشها بدلال إنثوي،
وبدون مقدمات إبتسمت حين تذكرت حديثها معه ليلة أمس إعتدلت وجلست وهي تتمطئ بتكاسل ،
جائت عيناها علي ذلك المعطف الموضوع علي حافة تختها، مدت يدها وتذكرت حين أوصلها لباب المنزل جائت لتخلعه عنها وتعطيهِ إياه وكيف رفض هو
وأمسك يدها بحنان وقال بدعابة كعادته:
_إتركيهِ أرجوكِ علهٌ يدفئكي وينال ما أُحرَم أنا منه
إبتسمت وأمسكت المعطف وقربته من أنفها لتشتمه وإذا بها تٌغمض عيناها وتأخذ شهيقاً علها تشتم به رائحتهٌ المٌميزة التي باتت تتقبلها وتشتاقها ،
دق قلبها بسعادة ولكنها أفتحت عيناها سريعً وهزت رأسها بإستنكار لتلك الأفكار الشاذةِ بالنسبةٍ لها ،
ألقت بالمعطف فوق المقعد وذهبت إلي الحمام توضأت وأدت صلاة الضحي وارتدت ملابس مناسبة للجلوس بها داخل الحديقة وكادت أن تتحرك للنزول للأسفل لكن أوقفها رنين هاتفها الذي كان بجيب بنطالها الفضفاض
نظرت به وإذ بقلبها ينبض حين رأت إسمه ، إبتسمت وأجابت علي الفور :
_ صباح الخير .
تحدث بصوتٍ هائم مٌغازلاً إياها بكلماته:
_أول ما لقيت الشمس طلعت فجأة ونورت قولت أكيد مليكة فتحت عيونها الحلوة علي الدنيا ونورتها
خجلت من كلماته وابتسمت وتحدثت بنبرة صوت خجلة:
_ ميرسي علي المجاملة الحلوة دي .
أجابها وهو ينظر من نافذة مكتبه ناظراً للسماء مٌبتسماً :
_ إنتي شايفه إنها مجاملة ؟
ضحكت بإنوثة أثارتهْ وتحدثت:
_ مشيها مجاملة علشان خاطري .
أجابها بصوتٍ حنون:
_أنا علشان خاطرك أعمل أي حاجة يا مليكة
إبتسمت بخجل وأخذ قلبها بالخفقان وصمتت
شعر بخجلها فأراد أن يخرجها من تلك الحالة وتحدث بإهتمام:
_فطرتي ؟
هزت رأسها وكادت أن تٌجيبهْ إستمعت لدقات فوق باب جناحها فتحدثت:
_ثواني يا ياسين خليك معايا هشوف مين علي الباب .
توجهت للباب وفتحته وجدت مٌني التي تحدثت بإستعجال:
_صباح الفل يا ست مليكة .
أجابتها مليكة بإبتسامة:
_صباح النور يا مٌني .
تحدثت مٌني من جديد:
_ ست ثريا وست يسرا بيستعجلوا حضرتك علشان الفطار ومستنيين حضرتك ف الجنينة .
أجابت مليكة:
_أوك يا مٌني أنا نازلة حالاً .
نظرت مٌني إلي الهاتف وتحدثت بفضول:
_ هو حضرتك بتكلمي والدة سعادتك ولا الست سلمي ؟
كان ياسين يستمع للحوار إبتسم وهز رأسهِ يائساً من أفعال عميلتهٌ الغبية وتدخلها المٌستفز لمعرفة المعلومات التي تعطي لهٌ بها تقريراً يومياً .
نظرت لها مليكة بإستغراب من تلك المٌتحشرة وتحدثت بنبرة حادة:
_إنزلي قولي لماما إني نازلة حالاً .
أغلقت الباب وعادت للحديث مرةً أٌخري إلي ياسين فبادر هو بالحديث:
_ إنزلي إفطري ونبقا نتكلم وقت تاني .
أجابته بإبتسامة:
_تمام ، باي باي يا ياسين .
وأغلقت هاتفها وتحدث هو:
_ أووووف ، يالك من مِسكين أيها الياسين .
أخبر ياسين يسرا و نرمين
أنهٌ تم إنتهاء الأمر الذي أزعجهما طيلة خمسة أيام ماضية وأخبرهما أيضاً أنهٌ قد تخلص من الفيديو والداتا ،
وأيضاً جميع الأجهزه الموضوع عليها وأصبح لا أثر لهٌ علي الإطلاق،
ولكنه بالفعل لم يٌخبرهٌما أنه إحتفظ بنسخة علي هاتفهِ الشخصي،
حقاً أنه منع حاله وحارب فضوله من أن يشاهد ما يحتويه ذالك الفيديو لكن بحكم وظيفته وما إكتسبهٌ منها لم يتمالك من حاله ويمنعها علي أن لا يحتفظ بنسخه لنفسه، حفظها دون معرفة ما تحتويه من حديث
وقد أطلق سراح المهندس وائل وإرجاعه لمنزله بعد خمسة أيام ذاق بها جميع أنواع الإرهاب المادي والمعنوي والضرب المٌبرح وأجبرهٌ علي أن يضع إستقالته فور خروجه بين يدي طارق دون ذكر حرفٍ واحد مما حدث،
أما سٌهي السكرتيرة فقد إستدعاها ياسين وأخبرها بما فعل وائل وكيف إستغلها ؟وأمرها بتقديم إستقالتها فوراً دون إخبار طارق بما جري وإلا ستتعرض للمسائلة القانونية لخيانتها للأمانة وبَوْحِها بأسرار العمل وبالفعل إمتثلت لحديثه ونفذته كما طٌلب منها .
وأٌغٌلق هذا الملف المٌزعج للأبد ، أو هكذا تَخيَلا ثلاثتهم .
بعد عدة أسابيع أخري .
مازال ياسين يحاول التقرب من مليكة ، تارة يري بأعينها رغبة بغرامه، وتارة أٌخري يراها تقابل جميع محاولات تقربه منها بالتصدي ومازال صابراً عليها .
دلف للداخل وجد ثريا تجلس في البهو تحمل أنس وبجانبها ساره إبنة يسرا ،
ألقي السلام وردتهٌ ثريا بإبتسامة مٌشرقة
وما أن رآهٌ أنس حتي تهللت أساريره وصاحٌ بحماس:
_عمو يااااسين ♡
إلتقطهٌ بخفة من أحضان ثريا وانهال عليهِ بالقبلات المٌتلهفة:
_ يا قلب عمو ياسين وروحه وحياته كلها وحشتني يا أنوس ♡
نظر لهٌ الصغير وتحدث من بين ضحكاته وسعادتهٌ:
_إنتً كمان وحشتني كتيرررررر ♡
تحدث ياسين بسعادة وهو يشتم رائحتهْ ويحتضنه:
_ يا حبيبي يا قلبي إنتَ .
نظر ياسين إلي ثريا السعيدة وتحدث:
_ أقعد هنا مع نانا وأنا هطلع أجيب حاجة من فوق وأجي علشان أخدك إنتَ ومروان وحمزه وياسر وأمير ونروح كلنا الملاهي نلعب سوا .
هلل الطفل وصفق بيداه بسعادة .
تحدثت ثريا بإبتسامة رضا:
_ربنا يخليك ليهم يا حبيبي .
نظر لها ليعطيها الطفل وتحدث:
_ويخليكي لينا يا حبيبتي بعد إذنك هاطلع أجيب ورق كٌنت ناسيه فوق .
إبتسمت لهٌ وتحدثت :
_طب يا حبيبي أقعد أشرب فنجان قهوة معايا علي ما مليكة تخلص أصل البنات معاها فوق بيعملولها جلسة مَساجْ .
سال لٌعابهْ علي الفور وارتبكَ بوقفته هز لها رأسه بإيماء،
وجلس وتحدثَ لها بنبرة جادة ليٌخفي مابداخله:
_وإنتي ماأخدتيش جلسه ليه يا حبيبتي علشان ضهرك وكتفك إللي بيوجعك ؟
أجابتهٌ بوجهِ بشوش :
_هاخد يا ياسين بس قولت مليكة تخلص الأول .
تحدثت ساره بعفوية:
_ أصل طنط مليكة بتعمل جلسة حمام مغربي وده بيحتاج وقت أكتر وتجهيزات علشان كده نانا قالتلها تطلع هي الأول .
إرتبكَ بجلستهِ واهتزت يدهٌ وهو يتناول فنجان القهوة من يد عَلية التي أتت للترحاب به،
فما كان ينقصهٌ سوي حديث سارة البرئ ،
فلقد أشعلت نيران جسده بالكامل بتلكَ الكلمات البسيطة.
نظرت لهٌ ثريا عندما رأتهٌ مٌرتبكاً فقد فسرت إرتباكه علي أنهٌ إستعجال منه فتحدثت:
_لو مستعجل علي الورق مٌمكن أخلي سارة تطلع تجبهولك ؟
أجاب سريعاً:
_ لا خااالص ،
ثم وعي علي حاله وأكمل بتعقل:
_أصل أنا شايل الدوسيه في مكان مٌعين، وفيه ورق مهم جداً جواه،
أخاف يوقع منه حاجة وسارة جيباه .
هزت رأسها له بتفهم، وأكملا إحتساء قهوتهما .
بعد مدة نزل فريق العمل ودلفت معهم ثريا لغرفتها
وصعد هو علي الفور،
طرق علي باب الغرفه ودلف سريعاً وجدها تخرج من المرحاض ترتدي رِداء الحمام( البرنس ) وتضع حول رأسها منشفة ،
كانت جذابة للغاية وجهها يشعٌ إحمراراً وتوهج من أثر سِخونة الجلسة وبشرتها ملساء وشفتاها آه من شفتاها كانت كلون الكرز .
نظرت لهٌ بخجل وتحدثت بتلعثم:
_ياسين عاوز حاجة ؟
إقتربَ منها بعيون مٌتلهفة وهي تتراجع للخلف حتي إلتصقت بالحائط ،
وقف أمامها وتحدث بمراوغة وهو ينظر لها بعيون هائمة:
_ واحد داخل أوضته إللي فيها مراته تفتكري هيكون عاوز أيه ؟
إبتلعت لٌعابها بتوتر وتحدثت بصوتٍ مٌترجي:
_ياسين من فضلك إبعد .
وضع يداه علي الحائط محاوطاً إياها ومرر لسانه فوق شفتاه وتحدث بتسلي :
_مش هاأقدر يا مليكة .
أخذ صدرها يعلو ويهبط برعب وتحدثت بتلعثم:
_مممم من فضلك يا ياسين ما يصحش كده ، أرجوك إبعد .
إبتسمَ بتسلي ثم رفع يداه للأعلي بإستسلام وتراجع للخلف وتنهدت هي وابتلعت لٌعابها
وتحدث هو مٌبرراً أفعاله مٌراوغاً إياها:
_هو أنتي الواحد مايعرفش يهزر معاكي خالص دايماً تاخدي المواضيع جد كده .
حزنت بداخلها وحدثت حالها:
_دٌعابة! أكانت أفعالك منذ قليل مجرد دٌعابة؟
يا لكَ من وقح .
وأكمل هو بنبرة جادة وهو ينظر إليها:
_حلوين أوي البنات دول وشكلهم مٌتمكنين من شغلهم .
أجابتهٌ بهدوء بنبرة صوت خجلة:
_هما فعلاً كويسين .
نظر لها وتحدث بنبرة صوت جادة:
_ طب ما تديني رقم المركز علشان عاوزهم يعملولي جلسة .
نظرت لهٌ بإستغراب وتسائلت:
_ليك إنتَ ؟
هز لها رأسه بتأكيد قائلاً :
_أه طبعاً ليا هو مش بردوا المركز ده بيتعامل مع رجالة ؟
هزت رأسها بإيماء وتحدثت بحدة بعض الشئ:
_أه لكن ما وقفت عليهم يعني ؟ ماعندك في المجال ده رجالة كتير ممكن تتعامل معاهم ،
وأكملت بضيق:
_وعلي فكرة بقي ده حرام شرعاً إنك تخلي ست غريبة عنك تلمس جسمك .
نظر لها وأجاب بتسلي وغمزة من عينه:
_طب ماتيجي تعمليلي إنتي الجلسة وأهو يبقي زيتنا في دقيقنا ولا ايه يا حرمنا المصون ؟
تحدثت بنبرة صوت حادة غاضبة:
_من فضلك ياريت تبطل إسلوبك ده .
ضحكَ ساخراً وأكمل:
_ إللي هو أيه إسلوبي ده مش إنتي إللي غيرانة ومش حابة ست غريبة تلمس جسمي فاأنا حليتهالك أهو ،
إعمليلي إنتي الجلسة وأهو علي الأقل إنتي مراتي ومش هاخد ذنب،
وأكمل بحديث ذات مغذي وبغمزة وقحة:
_بالعكس ده يمكن ربنا يفك العقدة علي إيد المساج .
نظرت له بغضب وتحدثت بحدة:
_غيرانة ! هي مين دي اللي غيرانة يا أستاذ ؟
وبعدين ياريت تبطل إسلوبك المٌستفز ده ، إسلوب المراوغة في الكلام ده أنا مبحبوش ،
وإتفضل أخرج بقا علشان عاوزة أغير هدومي .
ضحك بإستفزاز وذهب ببرود لدرج الكومود وأخرجَ منهٌ ملف ونظر لها بلا مبالاة وتحدث:
_علي فكرة أنا واخد أنس ومروان الملاهي ماتبقيش تقلقي عليهم
ثم إقترب منها وقال:
_أه وعلي فكره ،
إقتربَ من أذنها وهمس بطريقة أذابت قلبها:
_ شكلك حلو أوي النهاردة ♡
ثم خرج علي الفور وأغلق الباب خلفه بهدوء،
وتركها واقفة كالتمثال هائمة في بحر كلماته ،
جَرت ووقفت أمامَ المرآة تنظر لحالها بسعادة وبدأت تتحسس شفاها ووجنتيها وابتسمت برضا ،
ثم وضعت يدها علي قلبها الذي يدق بسرعة فائقة
وسألت حالها:
_ أحببتهِ مليكة ؟
هزت رأسها و نفت سريعاً:
_ لا لا ،فقط هو غرور الأٌنثي عندما تستمع لغزل أحدهما نعم هو كذلك وفقط ،
نفضت تلك الأفكار من داخل رأسها وبدأت في إرتداء ثيابها .
◇◇◇◇◇¤¤◇◇◇◇◇
بعد عدة أسابيع أٌخري .
كان موعد زيارة أسرة سالم عثمان لأسرة محمد كامل والد سالي صديقة شريف بالعمل .
كان الحضور علي مستوي الأسرتين فقط للتعارف تمهيداً للخٌطبة
وقد دعا سالم عثمان ياسين لحضور الزيارة بما أنهٌ أصبح فرداً من العائلة.
صف سيارتهم أمام المنزل،
كانت مليكة تستقل سيارة ياسين نزل من السيارة بكامل أناقتهْ ببدلتهِ السوداء التي ذاتهْ وسامة بشكل مبالغ فيه ،
فتح لها باب السيارة ومد لها يدهٌ ونزلت كملكة ترتدي ثوباً أزرق مع حجاباً أوفويت ،
نظر لها بإنبهار قائلاً:
_ هو أنتي إزاي حلوه أوي كده ، مش حرام عليكي تخطفي الأنظار من العروسة في يومها .
إبتسمت بخجل وقالت:
_مِيرسي يا ياسين علي المجاملة الرقيقة دي .
نظر لها بعيون هائمة مٌتحدثاً:
_بس دي مش مجاملة يا مليكة ♡
نظرت لهٌ وابتسمت بسعادة خطفت بها قلبه أمسك يدها بتملك تحت سعادتها المٌفرطة ،
ودلفا للداخل كان الجميع بإستقبالهم،
كان الترحاب علي أعلي مستوي للجميع وبالأخص العقيد ياسين المغربي ،
وبعد الترحاب والحديث وقراءة الفاتحة، كفاتحة خير وإتفاق بين الأسرتين .
تحدث والد سالي:
_ أخبار البلد ايه علي حسك يا ياسين باشا ؟
أجاب ياسين :
_البلد بخير طول ما ناسها واخدين بالهم منها وبيهتموا بيها يا محمد بيه .
وافقهٌ الجميع الرأي .
وقفت زوجة أخ سالي وهي تنظر إلي ياسين بدلال وتشاور بيدها نحو الحلوي الموضوعة ( الجاتوه):
_ياسين باشا يحب ياخد شيكولا ولا كراميل ؟
نظرت لها مليكة بإستغراب وضيق ثم نظرت للجالس بجانبها لتري ردة فعلهْ
فأجاب ياسين دون النظر لها كي لا يعطيها إهتماماً:
_ مٌتشكر جداً لحضرتك مش حابب أخد حاجة حالياً .
هدأت مليكة وتنهدت براحة ، نظر لها إرتبكت وابتسمت وابتسم هو لها .
تحدثت والدة سالي موجهةً الحديث إلي مليكة:
_مجبتيش أولادك معاكي ليه يا مليكة ،كنا حابين نتعرف عليهم .
أجابتها مليكة بوجهِ بشوش:
_ مره تانية يا طنط الأيام جاية كتير .
تحدثت والدة مليكة:
_الولاد بيحبوا يقعدوا مع جدتهم أصلهم بيحبوها جداً وهي كمان مابتقدرش تستغني عنهم دي بتيجي بيهم عندنا بصعوبة والله .
أجابتها والدة سالي :
_ربنا يبارك فيهم ويعوضوها خير عن اللي راح ،
أمن الجميع ورائها .
تحدثت سالي بنبرة باردة وهي تنظر إلي مليكة نظرة تقييم:
_شريف حكالي عنك كتير يا مليكة بيتهيألي ممكن نبقي أصحاب .
إبتسمت لها مليكة بوجهٍ سعيد وأجابتها:
_أكيد إن شاء الله هنكون أصحاب إنتي متعرفيش شريف يبقي ايه بالنسبالي ؟
نظرت لها سالي واكتفت بإبتسامة مٌجاملة .
وبعد مده جلس شريف بجوار سالي وألبسها خاتم الخطبة وسط سعادة بالغة منهما ومن جميع الحضور .
بعد الإنتهاء من الزيارة وبعد خروجهم من منزل سالي أحاط سالم إبنتهِ بحنان قائلاً:
_ ما تيجي تباتي معانا يا حبيبتي وحشاني أوي ونفسي أقعد معاكي زي زمان .
إبتسمت لهٌ قائلة بوِد:
_وإنتَ كمان يا حبيبي واحشني أوي لكن للأسف مش هينفع خالص علشان الأولاد .
وجهَ سالم بصره إلي ياسين:
_خلاص سيادة العقيد يبقي يجبكم الإسبوع ده وتيجوا تتغدوا معانا ونقضي اليوم كله سوا ، ولا ايه رأيك يا سيادة العقيد؟
نظرت لهٌ من داخل أحضان والدها وجدتهٌ مٌبتسماً بسعادة ونظر لها وتحدث:
_ده شرف ليا طبعاً سالم بيه إن شاء الله وقت مليكة ما تؤمر أجيبهم وأجي علي طول .
طار قلبها من شدة سعادتها لما إستمعت منه وباتَت دقات قلبها تطرق كطبول الحرب ♡
نظرت سٌهير إلي سالم وابتسما لما شاهداه من نظرات ياسين العاشقة لصغيرتهم الغالية.
تحدثت سٌهير وهي تنظر إلي ياسين بوجهٍ بشوش:
_خلاص يا سيادة العقيد إتفقنا وخلاص هنستناكم .
تحدث ياسين بإبتسامة:
_إتفقنا حضرتك بس ياريت بلاش سيادة العقيد دي ،
ثم حولَ نظرهٌ بينها وبين سالم قائلاً:
_هو أنا مش زي دكتور سيف ولا ايه ، إحنا خلاص بقينا أهل وياريت بقي تشيلوا الألقاب إللي بينا دي .
ثم نظر إلي مليكة بإحترام قائلاً:
_ يلا بينا يا مليكة ؟
إنسحبت من حضن والدها بهدوء وقبلتهٌ وتبادلت القبلات مع والدتها وودعتهما وصعدت بجانب ياسين وانطلقا معاً .
جلست بجانبهِ أشعل جهاز تشغيل الموسيقي علي ميوزك غربية هادئة
نظر لها وتحدث :
_مبسوطة ؟
إبتسمت برقة وأجابته:
_جداً متتصورش فرحانة علشان شريف إزاي وكمان شكلهم بيحبوا بعض أوي .
تحدث ياسين مٌضيقاً عيناه:
_بس مغرورة شوية البنت ؟
حسيتها متعالية ومغرورة ،نظراتها ،كلامها وردودها علي الجميع ،حتي إبتسامتها تحسيها طالعة بالعافية .
ضحكت وتحدثت:
_ بطل بقي تبص للناس بعينك المخابراتية بصلهم بعين ياسين .
أجابها بعيون عاشقة لم يستطع مٌداراة عشقه بهما:
_عيون ياسين مبتشوفش غير مليكة وبس ♡
إنتفضَ جسدها من تأثير كلماته التي تنطقٌ غراماً ونظرت له بعيون تائهة في بحر عيناه وسحر كلماته التي أثرتها ♡
هدئ من سرعة القياده وأمسك كف يدها وقربهٌ من شفتاه تحت أنظارها المٌضطربة وقبل كف يدها من الداخل بنعومة وهو ينظر لعيناها هائماً بهما ♡
إبتسمت له بسعادة ثم سحبت كف يدها بهدوء وابتسم هو برضي وأكمل قيادته
أما هي فتلمست يدها بعناية وفرحة سكنت عيناها تحت عيون ذلك المراقب لها من مرآة السيارة بهدوء حتي لا يٌخجلها ♡
◇◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇◇
بعد عدة أيام .
كانت عائلة عز تجتمع في المساء عند ثريا يلتفون جميعاً حول مائدة الطعام حيث يتناولون كٌل ما لذَ وطاب من صٌنع أيدِي ثريا ومليكة ويسرا .
كان يجلس بتفاخر حيث يتوسط إمرأتاه ،من الناحية اليمني مليكة التي تجاور ثريا واليسري ليالي .
تحدث عز ناظراً إلي ثريا بإفتخار:
_ تسلم إيدك يا ثريا الحمام تحفة والفريك مفلفل وطعمه خيال طول عمرك أحسن واحدة باكل من أديها الحمام بعد أمي الله يرحمها
نظرت له وابتسمت بسعادة:
_الله يرحمها بألف هنا علي قلبك يا سيادة اللوا ، بس المرادي لازم تشكر مليكة لأنها هي اللي عملته كله لوحدها من أول الخلطة للحشو للتسوية .
إبتسمت مليكة بخجل وتحدثت:
_بس الطريقة بتاعتك يا ماما والفضل كله يرجعلك بعد ربنا طبعاً.
إبتسم لها ياسين مَادحاً إياها:
_بس التنفيذ هايل يا مليكة وبجد تسلم إيدك .
إبتسمت بوجه مٌشرق وقالت بصوتٍ هادئ:
_ميرسي يا ياسين بالهنا والشفا .
إمتعضت ليالي بغضب من ماتراه من بدأ تقبل مليكة لوجود ياسين وحديثه معها .
تحدثت جيجي بإطراء:
_طب وبالنسبة لورق العنب مين عمله يا طنط ده بقا لوحده حكاية ؟
صدقَ طارق علي حديث زوجته:
_لا بجد فظيع ورق العنب يا جيجي أنا كٌنت لسه هعلق عليه .
أجابتهم يسرا:
_ ده بقا عمل جماعي الكل إشترك فيه، عَلية سلقت الورق ،ومليكة عملت الخلطة وأنا وماما ومليكة حشناه ، وماما هي اللي أشرفت علي تسويته .
تحدثت منال بابتسامة في محاولة لإصلاح ما أفسدته طيلة الشهور القليلة الماضية:
_ طول عمرك نفسك هايل في الأكل يا ثريا ،بجد الأكل طعمه حلو أوي تسلم أيدك ويسلموا إديكم يا بنات .
سعدت ثريا لتلك المبادرة وابتسمت قائلة:
_بألف هنا يا منال مٌتشكره جداً .
نظرت أيسل إلي ليالي وتحدثت:
_مش بتاكلي ليه يا مامي ده الأكل حلو أوي ؟
تحدثت ليالي بضيق وكبرياء:
_ أكل ايه بس يا حبيبتي الأكل كله “Calories ” ده ممكن ينسفلي الرجيم ويبوظ جسمي .
إبتسم ياسين وتحدث ساخراً:
_ معلش يا روحي كلي وابقي إشربي شاي أخضر بعد الأكل .
نظرت لهٌ بغضب وتحدثت ثريا :
_خدي شوربة خضار وكٌلي رومي وملوخية يا ليالي الرومي أنا عاملاه في الفرن ومفيهوش أي دهون نهائي .
ثم نظرت إلي عز وتحدثت بنبرة صوت جادة:
_ علي فكرة يا سيادة اللوا حسن أخويا كلمني من أسوان النهاردة وقالي إنه حجزلنا طيران الأسبوع ده أنا ويسرا ومليكة والأولاد عاوزنا نقضي معاه أجازة نص السنة هناك .
تحدث عز ناظراً لها بوجهٍ بشوش:
_أنا عارف يا ثريا ما أهو كلمني بعد أذان العصر علشان يعرفني،
وكمان عزمنا لكن أنا إعتذرت علشان شغلنا أنا وياسين وطارق ،
وأكملً بحنان:
_روحوا وانبسطوا يا ثريا ،إنتي من زمان ما خرجتيش من إسكندرية أهي فرصة تغيري جو إنتي والأولاد .
كان يراقب وجوه الجميع وحديثهم بغضب ثم نظر للجالسة بجانبه مستجوباً إياها:
_ إنتي كنتي تعرفي موضوع السفر ده ؟
تلعثمت بالرد:
_ ماما قالتلي النهاردة وكٌنت ناويه أقولك بعد العَشا .
حدثها بنبرة ساخرة قائلاً بهدوء:
_بعد العَشااااا أمم كويس والله .
إرتبكت وبدأت دقات قلبها بالتخبط خوفاً من غضبهٌ العارم لكنه صمتَ .
فتحدثت ثريا بإيضاح موجهةٍ بصرها إليه:
_الموضوع جه فجأة يا ياسين ومليكة كانت ناويه تستأذنك الأول لكن أنا قولتلها ياسين أكيد هيوافق علشان الأولاد .
نظرت لها ليالي بإستعلاء وتحدثت بطريقة غير لائقة:
_ ماخلاص يا طنط حضرتك بتبرري ايه ياسين سأل مجرد سؤال عابر ، لكن الموضوع كله لايعنيه بشئ وميستحقش الحوارات والتبريرات دي كلها .
نظر لها بغضب وتحدث بنبرة حادة:
_وإنتي بأي حق تتكلمي بإسمي ،لا وكمان دخلتي جوه نيتي وعرفتي أقصد ايه ومقصدش ايه ماشاء الله عليكي يامدام ،
ثم حول بصره إلي ثريا مٌتحدثاً بنفس الحدة:
_المفروض يا ماما الهانم قبل ما تدي لحضرتك موافقتها كانت تستأذن جوزها الأول،
وكان من الأولي إن عمي حسن يتصل بيا يستأذني قبل ما يحجز تذكرة الطيران لمراتي، مش دي الأصول ولا ايه ؟
تحدث عز مٌهدئاً ياسين:
_خلاص يا ياسين حصل خير ، ،عمك حسن يبقي إبن عمي وأخويا مش غريب هو علشان يستأذن قبل ما يحجز تذكرة لمرات إبن أخوه .
تحدثت ثريا بنبرة صوت خجلة:
_ لو زعلان يا ابني أنا مٌمكن ألغي السفرية كلها ؟
أجابها ياسين بنفي:
_لا طبعاً يا ماما مش زعلان أنا بس إتفاجأت وأنا مبحبش النوع ده من المفاجآت .
تحدثت منال بسعادة:
_خلاص طالما هما هيروحوا أسوان إحنا كمان نسافر شرم زي ما كنا مقررين يا عز .
تحدث طارق مٌعترضاً:
_إحنا مش هنسافر لأي مكان من غير مروان وأنس يا ماما .
صدق عز بتأكيد علي كلام طارق:
_إحنا إتفقنا علي سفرنا كٌلنا يا منال لما يسافروا ويرجعوا بالسلامة يبقي نحجز إن شاء الله ونسافر كلنا .
زفرت منال وحزنت بداخلها هي وليالي ولكنهما لم يٌظهروا هذا الضيق للعلن .
◇◇◇◇¤◇◇◇◇
بعد العشاء جلستا العائلتان بهدوء يحتسون القهوة وقضوا سهرة عائلية هادئة وبعد منتصف الليل تفرقَ الجميع وذهب كٌلٍ إلي مكانه ، دلفت مليكة إلي الإستراحه الموجودة بالحديقة حيث كانت جلسة العائلة لتبحث عن هاتفها ،
دلفت سريعاً وجدت ليالي بأحضان ياسين بوضع حميمي ،حيث كانت ترتمي بأحضانه وهو محتضن خصرها بتملك وكادا أن يقبلا بعضهما ،
تحمحمت مٌعتذرة بخجل وهي تنظر للأسفل:
_ أنا ،أنا أسفه بس أصل نسيت الفون بتاعي وجايه أخده .
إرتبك ياسين حين رأها وأبعد يداه عن ليالي وابتعد عنها بجسده مما أغضب ليالي ،
نظرت مليكة علي المقعد التي كانت تجلس عليه وجدت هاتفها بالفعل إلتقتطهٌ سريعاً وخطت لتخرج ،
لكن أوقفها ياسين:
_مليكة ممكن بعد إذنك تعمليلي فنجان قهوة وتطلعهولي معاكي وأنا هوصل ليالي للفيلا وأجيلك حالاً .
إبتلعت لعابها بصعوبة وأجابتهٌ وهي مازالت تواليهِ ظهرها:
_حاضر بعد إذنكم .
توجهت لهٌ ليالي بغضب وتحدثت:
_مٌمكن أفهم بقي سيادتك ليه بعدت عني لما الهانم دخلت ؟
أجابها ياسين بضيق:
_أمال كٌنتي عاوزاني أعملك ايه ؟
هو خلاص ما بقاش فيه حياء نهائي ؟
نظرت لهٌ ليالي بشك وتحدثت:
_أمورك مش عجباني يا سيادة العقيد معرفش ليه مش مرتحالك ؟
أجابها ياسين بحنق وضيق:
_ليالي إطلعي من دماغي علشان مش نقصاكي، ويلا قدامي علشان تروحي علشان أطلع أنام أنا كمان
عندي شغل بكرة ومش فاضي لدماغك الفاضية دي .
أوصل ليالي وبعد بضعة دقائق صعد لجناح مليكة وجدها تجلس علي مقعد مجاور للشرفة وتمسك بجهاز اللابتوب تتصفحه .
إبتسم لها وتحدث بود:
_إوعي تكوني شربتي قهوتك من غيري ؟
لم تٌعير دخولهٌ أية إهتمام وأجابت ببرود دون النظر له:
_ أنا معملتش قهوة ليا أساساً .
نظر لها مٌضيقاً عيناه ،وقوس فمهٌ بتسلي عندما شعر بغيرتها مما أسعد قلبه وتحدث:
_إنتي فيه حاجة مزعلاكي ؟
نظرت له بضيق وتحدثت بنبرة حادة وعيون غاضبة:
_وأنا ايه بقى إللي هيزعلني إن شاء الله ، إنتَ عاوز تزعلني بالعافية .
إبتسم لها وتحدث:
_ طب إهدي مالك عصبية أوي كده ليه ؟
زفرت بضيق ومازالت تنظر بشاشتها
حين أكمل هو بصوتٍ حنون:
_ مليكة بٌصيلي .
تأثرت بنبرة صوته ولان قلبها وهدأت تشنجات جسدها من مجرد لينْ صوته ثم رفعت بصرها لهٌ وهي تضم شفتاها ببعض الغضب .
إبتسم لها وتحدث بهدوء:
_مبحبش أشوفك مكشرة كده يلا إضحكي علشان الدنيا تنور ♡
إبتسمت رغماً عنها وبدأ صدرها يعلو ويهبط،
سحب مقعد وجلس بمقابلها وبدأ بإحتساء قهوته بتلذذ قائلاً:
_ مع إنها بردت بس كفاية إنها من إيدك ده لوحده يشفعلها .
تحدثت بعيون مٌشرقة ومسحورة من تأثرها بكلماته:
_تحب أنزل أعملك واحدة تانية ؟
تحدث بسحر وهو ينظر داخل مِقلتيها:
_ لاء مش عاوز أتعبك .
وقفت سريعاً بنشاط وتحدثت بسعادة:
_مفيش تعب خالص بالعكس هنزل أعملك فنجان بسرعة وأجي .
أجابها بعيون هائمة:
_لو هتشربي معايا يبقى تمام لكن ،
لم يٌكمل جملته أكملت هي بسعادة:
_ تمام هشرب معاك .
وابتسمت وتحركت للأسفل بسعادة .
إبتسم هو بسعادة وحدث حاله:
_هانت ياسين هانت ♡
أحضرت القهوة وجدتهٌ يستمع إلي فيروز “”كيفك إنتَ “”
إبتسمت لأنها تعشق تلك الغنوة وتحدثت:
_ قهوة وفيروز إيه السلطنة دي كلها ؟
إبتسم لها وجلسا معاً يحتسيا القهوة بهدوء ونظرات عاشقه مٌتبادله من الطرفين دون حديث .
بدأ ياسين يشعٌر بتجاوبها معه من نظرة عيناها وتقلباتها وإنفعالها عليه حين تغار ولكن قرر أن يلعب معها لعبة حرب الأعصاب ليسحبها لعالمه برغبتها لا عنوةٍ عنها .
بعد مده تحدث هو:
_ مش هتنامي ؟
تحمحمت بخجل وقالت بصوتٍ ناعم:
_أه هنام طبعاً ، تصبح على خير .
تبادلا الإبتسامات ،
ثم ذهبت لتختها وذهب هو أيضاً بعدما أطفئ الأنوار ،
وما أن جلس فوق أريكتهٌ حتي إنكسرت أرجل الأريكة وتسطحت الأريكة أرضاً ،
إنفزعت مليكة وتحركت برعب من تختها وضغطت زر الإنارة ثم تحركت سريعاً حتي وقفت بجانبه وجدتهٌ ينبطح هو وأريكتهٌ أرضاً في مشهد يدعوا للسخرية.
ضحكت وقهقهت من أعماق قلبها ثم أشارت بيدها مٌعتذرة من بين ضحكاتها:
_سوري ، أنا أسفه بجد بس بصراحة شكلك مسخرة أوي .
ثم تابعت القهقهة مرةً أٌخري .
أما هو مازال مٌنبطح ومتقوقع داخل التخت وهو ينظر لها بغيظٍ مٌصتنع:
_ لا والله ،مبسوطة أوي حضرتك ده بدل ما تمدي إيدك تخرجيني من وسط الأنقاض .
كتمت ضحكتها عنوةَ عنها وتحدثت:
_ده ايه المبالغة الأوفر إللي إنتَ فيها دي؟
أنقاض مره واحدة ! دي مجرد كنبة حضرتك مش عمارة
وأكملت ساخرتاً:
_وبعدين دي تبقي عيبه في حقك يا ملك المخابرات لما واحده مسكينة زيي تمدلك إيدها وتساعدك .
ثم نظرت لهٌ بشك وتسائلت :
_بس هي إزاي الكنبة إنكسرت بالسهولة دي ؟
دي ماما جيباها من أفخم محلات الأثاث في إسكندرية كلها وكمان نوعها كويس جداً ،يبقي إزاي ؟
تحدث بثقه :
_إنتي كمان هتعترضي علي القدر دي إسمها قدريات ،أي حاجة ليها عمر زيها زي الإنسان بالظبط لما أجلها بيحين يبقي ما ينفعش وقتها نقول ليه وإزاي ولا ايه يا عبقرية زمانك ؟
مطت شفتاها ورفعت كتفيها بإستسلام قائلة:
_كل شيئ مٌمكن ،بس كده من حقنا نقدم بلاغ لحماية المستهلك في المحل ونتهمهم بالغش التجاري .
أسند بيده علي الأرض ووقفَ وهو ينفض يداه قائلاً:
_ مش مستاهله يعني كل ده دي مجرد كنبة وإتكسرت ،
ثم نظر لها بتساؤل:
_ السؤال المهم دلوقتي ،أنا هنااااام فين ؟
رفعت كتفيها بلا مبالاه، ثم نظر هو لتختها وابتسم .
جحظت عيناها وتحدثث بإستنكار:
_لاااااااااا إنسي، ده لا يمكن يحصل أبداً .
تحدث بإستسلام:
_لو قدام سيادتك حل تاني قولي لي عليه ؟
تحدثت بحنق وضيق:
_ ياسين ما تهرجش .
ثم نظرت علي الأرض وتحدثت بجدية:
_إفرش هنا ونام دي كلها ليلة إتحملها لحد ما نبعت بكرة نجيب كنبة غيرها .
نظر لها بعيون مٌستعطفة:
_طب وأهون عليكي أنام علي الأرض في البرد ده ، إيه، قلبك مش هيوجعك عليا ؟
نظرت له بضيق وهي تدق بأرجلها علي الأرض بحركة طفولية:
_ يااااسين .
تحدث بهيام:
_يا عيونه .
تحدثت بنبرة حائرة مٌتسائلة:
_وبعدين معاك يا ياسين، كل شوية بتقرب أكتر عاوز، توصل ل إيه بالظبط ؟
أجابها بحنان:
_وإنتي ليه خايفة من القرب يا مليكة؟
تحدثت بدموع مٌتحجرة داخل عيناها:
_علشان مينفعش يا ياسين ،مينفعش وإنت عارف كده كويس أوي .
أشار لها بيده ليحسها علي الصمت:
_شششششششش ، بلاش يا مليكة أنا مبسوط النهاردة وعلشان خاطري متنكديش عليا ،
ثم إقترب عليها وأمسك يدها وسحبها لتختها وتحدث:
_نامي يا مليكة، نامي وخليني أنام جنبك علشان بجد تعبان وعندي شغل مهم بكرة .
إبتلعت لعابها من مجرد الفكرة ثم ذهبت لتخته وأحضرت وسادتهْ ووضعتها بمنتصف التخت .
نظر لها بإستنكار وتحدث مٌعترضاً:
_وده يطلع ايه ده كمان إن شاء الله؟
وضعت يدها تتوسط خصرها وتحدثت بتشرط:
_هو ده إللي عندي يا إما تتفضل تنام علي الأرض .
تحدث سريعاً:
_ خلاص، حاضر حاضر موافق ، أه يا ياسين يا مغربي علي أخر الزمن تيجي حتة عيلة وتتحكم فيك بالشكل ده .
نظرت له بحنق وصاحت بغضب مٌصتنع:
_نعم بتقول إيه حضرتك، هي مين دي إللي عيله ؟
تحدث سريعاً:
_ أنا، أنا اللي عيل يا مليكة ممكن ننام بقي ؟
هزت رأسها بموافقة ورضا وتحدثت:
_أيوه كده إعدل كلامك .
إندثرت تحت الغطاء ووضعت رأسها فوق الوسادة في مقابلته والتقت عيناهما في لحظات عاشقة كان ينظر لها بهيام أربكها وحرك مشاعرها، ذابت داخل سحر عيناه لدقائق معدودة إبتسم لها بحب ونظرات هائمة تنطقٌ عشقاً ،
خجلت هي من نظرته وسحبت عنهٌ نظرها وتحدثت بخجل:
_ تصبح على خير .
أجابها بعيون عاشقة هائمة:
_وإنتي من أهله يا مليكة .
إبتسم ياسين وشعر بإنتصار جديد بإقتحامهٌ بوابة جديدة من قصر أميرته بعدما ساعدتهٌ جاسوستهِ مٌني علي وضع مادة معينه أعطاها لها ياسين مٌسبقاً لتضعها علي إحدي أرجل الأريكة لتفكك المادة الملصقه بها الارجل حتي لا يكتشف الأمر ويظهر الحادث وكأنهٌ طبيعياً .
وبرغم عدم تقبلهِ لوجوده بجوارها بنفس تخت رائف إلا أن وجوده بجانبها كان شفيعاً لأي ألم داخله وصبر حاله بأنه سيجد حلاً للغرفة بأكملها ولكن بالعقل وبالهدوء ،
حدث حاله بإنتشاء:
_هانت ياسين لم يتبقى علي وصولك لحلم العمر سوي القليل ♡
#إنتهي_البارت
☆#قلوب_حائرة ☆