رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الفصل الثامن عشر
🦋 #البارت_الثامن_عشر 🦋
كان مبتسماً شارداً في ليلتهٌ الماضية أخرجهٌ من شروده جرس هاتفهٌ معلناً عن وصول مكالمة أمسك هاتفهٌ بإهمال لينظر بشاشتهِ وإذ به ينتفض فرحاً واقفاً كطفلِ صغير أتاهٌ الخبر اليقين،
أخذت دقات قلبهٌ تتسارع بسعاده حين رأي إسمٌها يٌزين شاشة هاتفه لم يعد مستوعباً أحقاً مليكتي تٌرِيدٌني ؟
أجاب علي الفور بسعادة محاولاً تماسك حاله :
_مليكة هانم عثمان بتتصل بيا بنفسها لا أنا أكيد بحلم .
أطلقت ضحكة أٌنثوية فتح فاههٌ ببلاهة حين إستمعها وخرج قلبهٌ من مكانه
حين أكملت هي بدعابة:
_ علشان بس تعرف أنا أد ايه متواضعة .
أجابها بصوتٍ هائم:
_إنتي كل حاجة حلوة يا مليكة
تحمحمت هي بخجل وتحدثت بصوتٍ خجول ناعم قائلة:
_ ياسين، كنت عاوزه أقول لك إن طارق عاوزني أروح معاه الشهر العقاري
علشان فيه أوراق خاصه بالشركة لازم تتمضي ،فبعد إذنك مٌمكن أروح ؟
طاااار قلبه من رقتها وحديثها العذب ،
كل هذا من مجرد إستئذان،
فماذا لو حدثته عن العشق ؟
الويل لك ياسين ،
سيٌهلكٌكَ عِشقَها حتماً لا محال يا فتي
أجابها محاولاً إخراج صوته حتي لا يظهر أمامها بتلك الحالة:
_ أكيد موافق يا مليكة، بس ماتتحركيش من عندك أنا هاجي أخدك أوصلك وأرجعك تاني .
أجابتهٌ بعملية:
_ مش هينفع يا ياسين طارق تحت مستنيني كمان الساعه عدت 12 يعني الشهر العقاري قرب يقفل .
ضحكَ ساخراً علي سذاجتها وتحدث:
_شهر عقاري ايه ده إللي يقفل يا بنتي إنتي لو عاوزاني أنقل لك الهيئه كلها في الجنينة عندك حالاً هعملها .
إبتسمت وتحدثت بدعابة:
_طب يا سيدي عرفنا أد ايه سيادتك حد جامد أوي ومهم في البلد دي ، ممكن بقي تسيبني أنزل علشان طارق زمانه قاعد مش طايق نفسه ولا طايقني .
أجابها بموافقة:
_ تمام إنزلي وخلي بالك من نفسك وأول ما توصلي إتصلي بيا طمنيني .
إبتسمت بسعاده علي إهتمامه بها وتحدثت برقة:
_حاضر، باي باي يا ياسين .
أغلقت أما هو مازال مٌمسك بهاتفه ينظر بشاشته بسعادة عارمة
ذهبت مع طارق وبعد ساعة قضتها داخل الشهر العقاري كانت تخرج مع طارق من الهيئة لتستقل معهٌ سيارته ،
وجدت أمامها ياسين يقف بجانب سيارة طارق بإنتظارهم
ضيق طارق عيناه بإستغراب وتحدث:
_ياسين، إيه اللي جابك هنا ؟
أجابهٌ وهو ناظر لتلك الحورية:
_جيت علشان أخد مليكة .
كانت تنظر لهٌ بإبتسامة ساحرة وتشكرهٌ بعيناها علي إهتمامهٌ الواضح بها
أجابهٌ طارق:
_ طب وليه تعبت نفسك ما أنا كٌنت هوصلها للبيت وأرجع الشركه تاني.
إبتسم ياسين لهٌ بسماجة قائلاً:
_مٌتشكرين يا سيدي مستغنيين عن خدماتك الجليلة، إتفضل يلا علي شغلك علشان ماتتأخرش .
ضحك طارق وتحدث:
_ياباااي عليك، المهم يا مليكة كده محتاجك بكره معايا في المكتب هتمضي شوية أوراق وكده يبقي كله تمام ،إتفقنا ؟
كادت مليكة أن تتحدث ولكن أوقفها ذلك المٌتداخل قائلاً:
_ مليكة لا رايحة ولا جاية ، وبالنسبة للورق اللي عايز يتمضي إبقي هاته معاك وانت جاي علشان تمضيه ،
ولم يعطي فرصة لأحد ليتحدث
فتح باب سيارته وأشار لها لتدلف وبالفعل جلست علي المقعد المجاور له وأغلق هو الباب .
أمسكهٌ طارق من كتفهِ قبل أن يذهب وتحدث بإستفهام :
_هي إيه الحكاية بالظبط! ما تفهمني يا كبير .
إرتدي ياسين نظارتهٌ الشمسية وتحدث بلا مبالاة :
_روح يا حبيبي شوف شغلك وماتدخلش في إللي ملكش فيه .
غمز لهٌ طارق بعينه قائلاً بدعابة:
_ هي بقت كده ، الله يسهله يا باشا .
صعد بجانبها وبدأ بتحريك مقود السيارة
وتحدثت هي بحزن:
_ليه ماخلتنيش أروح الشركة مع طارق ،أنا زهقانة وكان نفسي أروح أغير روتين حياتي ولو حتي بمشوار شغل زي ده .
نظر لها بإستغراب:
_وإنتي علشان زهقانة تروحي الشركة؟
وأكمل بغمزه من عينه قائلاً بمرح:
_طب ايه رأيك أعوضها لك بكره ونخرج نتعشي مع بعض ونروح سينما ؟
أجابتهٌ سريعاً بنفي:
_ لاء مش حابه أخرج ،
ثم نظرت لهٌ تحاول إصلاح ما حدث قائلةً:
_ قصدي مش هينفع أسيب مروان وأنس لوحدهم .
تحدث بجدية وهو ناظر أمامه ويبدو علي وجههِ التشنج:
_أوك براحتك .
ساد صمت تام بينهما لمدة
هو غاضب حزين من رفضها الدائم لجميع محاولاته للتقرب منها ،
وهي أيضاً حزينة لأجله ولكن مابيدها لتفعله هي حقاً تريد الخروج معه والإستمتاع بحياتها الغائبة منذٌ الكثير لكنها تخشي نظرات وهمزات الجميع عليها
هي حقاً ذات ☆قلبِ حائِر ☆
قطعت هي الصمت قائلةً في محاولة لإرضائه:
_ ياسين أنا نفسي أكل ملفيه أوي ، هو إنتَ ممكن توديني Café كويس أكل فيه قطعه مع فنجان قهوة ؟
نظر لها بشغف وإبتلع لعابه من شدة تأثره بتلك المحاولة وأجابها بسعاده بالغة:
_إنتي تؤمريني يا مليكة حالاً ايه رأيك في ****بيعمل الملفيه حلو أوي ؟
أجابتهٌ بعيون سعيدة لسعادته:
_ تمام حلو أوي فعلاً .
وصلا للمكان ، صف سيارته ونزل منها سريعاً وفتح لها باب السيارة ومد لها يدهٌ
نظرت لأعلي داخل عيناه رأت بهما سعادة وعشق هي تعرفهٌ من قبل نعم،
مدت لهٌ يدها بإبتسامة أذابت بها قلبه ،أخرجها من السيارة وأمسك كف يدها واحتضنهٌ بإهتمام واتجهَ بها للداخل،
كان يتحرك بجانبها مٌحتضناً يدها بتملك يشعر وكأنهٌ ملك وهي تاجهٌ ♡
سحب لها المقعد بإحترام وأجلسها وذهب وجلس مقابلها ،
جاء النادل وطلبت هي ما تريد وطلب هو قهوتهٌ المٌعتاده ،
وبعد مده جاء النادل وأنزل ما بيدهِ وذهب ،
أمسكت شوكة الطعام والسكين وأخذت بتقطيعه وبدأت بتذوق الحلوي وأغمضت عيناها وهي تتذوقها بتلذذ واستمتاع ،
كان ينظر لها وقد ذاب قلبه وانتهي،
♡ كم أنتَ مِسكينًٌ أيها الياسين ♡
تحدث إليها بعيون سعيدة:
_للدرجه دي طعمها حلو ؟
فتحت عيناها وهي تبلل شفتاها بلسانها باستمتاع وأجابتهٌ:
_أوي ، طعمها حلو أوي .
إبتسمَ لها قائلاً:
_ بألف هنا .
إبتسمت لهٌ وأكملت :
_ميرسي
تحدث وهو يبتلع لٌعابهْ من حالتها المٌهلكة لقلبهٌ المسكين وهي تبلل شفتاها قائلاً وهو يشار لها علي صَحنِها:
_هو أنا مٌمكن أدوق ؟
نظرت لهٌ بفرحة وابتسمت وهزت رأسها بإيماء قائلة:
_أكيد بس هتاكل بنفس الشوكة ولا أطلب منهم يجيبوا شوكة نضيفة ؟
نظر لها بعيون هائمة وتحدث بغرام:
_أنا عاوز أدوقها بالشوكة بتاعتك إنتي يا مليكه ♡
خجلت من حديثه ولكنها تلاشتهٌ علي الفور ،
وقطعت لهٌ قطعة ومدت يدها لتعٌطيها له لكنهٌ فاجأها وأمسك كفها الرقيق بكف يده بإحتواء وتملٌك ونظر داخل عيناها بعيون مٌلتهبة عشقاً،
والغريب أنها لم تٌبادر بإنسحاب عيناها مثل سابق وكأن مغنطيساً جذبها لعيناه .
نظرت لهٌ بقلبٍ يخفق بشدة من ما ؟ هي لا تدري !
إبتلعت لٌعابها من شدة توترها وهي تنظر له وهو يضع الشوكة داخل فمه ويتلمسها بشفتاه باستمتاع وتلذذ وكأنهٌ يريد أن يَصِلْ لها رسالة أنهٌ يريدها ، يريد لمسة شفاها المٌهلكة، يريدٌ راحتهٌ بين أحضانها ♡
نسيا العالم من حولهما وكأن المكان قد خلا إلا مِنهٌما ضلا علي وضعهما هذا حتي أخرجهما رنين هاتفها ،
إرتعبت وشدت يدها بإرتباك كادت أن تٌوقِعْ كل ما هو فوق المنضدة .
أشفق علي حالتها وبدأ بتهدأتها :
_إهدي يا مليكة ، مالك إتوترتي كده ليه ؟
نظرت لشاشة هاتفها ثم حولت بصرها لهٌ برعب وتحدثت:
_دي ماما ثٌريا .
حدثها مهدئاً:
_طب إهدي وردي عليها شوفيها عاوزه ايه .
ضغطت علي زر الإجابة وأجابت بتلعثم:
_ أيوه يا ماما .
ثم نظرت له بعيون حائرة وأكملت:
_ أنا مع ياسين أصله جالنا علي المصلحة وطارق مشي علي الشركة علشان كان متأخر وياسين عزمني علي قهوة بنشربها وهنيجي علطول ،
ثم أكملت :
_حاضر يا حبيبتي باي باي .
نظرت عليه وجدتهٌ يحتسي قهوته وهو ينظر جانباً للخارج و يبدو عليه الغضب التام .
حدثتهٌ بترقب :
_مالك يا ياسين ؟
أجابها بضيق وبرود وهو مازال ينظر علي منظر البحر المجاور له:
_ مفيش .
حزنت من طريقة ردهٌ عليها ونظرت ليديها وهي تفرقهما بتوتر ولمعت دمعة ألم بعيونها ولكنها تنفست الصعداء ومنعتها من النزول .
ساد الصمت نظر لها ولام حالهٌ علي ما أوصلها له فتحدث بهدوء:
_ مليكة أنا جوزك يعني مش لازم ترتبكي وتخجلي وإنتي بتتكلمي عني أو عن إنك معايا ، بالعكس خروجنا مع بعض ده طبيعي جدا إللي مش طبيعي هو خوفك وقلقك الدايم طول ما أنتي معايا،
ثم حدثها بتساؤل:
_مٌمكن أعرف ليه كنتي بتتكلمي مع عمتي بخجل وإحراج كده؟
زي ما تكوني بنت في ثانوي مامتها ظبطتها هربانة من المدرسة وخارجة مع صديقها .
إبتلعت لٌعابها وتحدثت بتفسير:
_مش عاوزه حد يتكلم عليا يا ياسين ،طول عمري بخاف من كلام الناس وبعمل حسابهم في كل تصرفاتي وبحط في إعتباري ردة فعلهم علي أفعالي .
تحدث بحدة:
_ طظ في كل الناس مش مطلوب منك تعملي حساب لحد ولا في إنهم إزاي هيفكروا ويفسروا تصرفاتك ،
ثم أكمل بحنان وصوتٍ هادئ وعيون مٌترجية:
_مليكة أنا جوزك، أنا حابب تقربي مني وتفتحيلي قلبك وتحكيلي علي إللي فيه، عاوزك تشاركيني تفاصيلك وتدخليني حياتك ،
وأكمل بإيضاح:
_ومش معني كده إني بطلب منك تكونيلي زوجة بالمعني المٌتعارف عليه يعني أقصد المعاشره وكده ،
خجلت وأخذ صدرها يعلو ويهبط وسحبت عيناها عنه
وأكمل هو بتفهم:
_أنا قصدي تفتحيلي قلبك يا مليكة نفسي تكوني قريبة مني وتحكيلي علي أي حاجه مضيقاكي تعباكي مش حباها في حياتك، عاوز أساعدك علي أني أخلي حياتك مٌريحة أكتر .
نظرت لهٌ وشعرت براحة من حديثهْ وابتسمت بشكر قائلة:
_متشكره أوي يا ياسين متعرفش أد أيه كلامك ده ريحني،
وصدقني هحاول أعمل كده فعلا لأني حقيقي محتاجة صداقتك جدا ونفسي نرجع مع بعض زي الأول من غير مناوشات وخناق كل شويه .
إبتسم لها ومد يدهٌ لها بمداعبة قائلاً:
_ طب يلا نتفق إننا مش هنتخانق مع بعض تاني .
إبتسمت ومدت يدها
_وأنا موافقة ،
ثم سحبت يدها قائلة:
_ يلا بقا علشان إتأخرنا ، ماما بتقولي أنس بيسأل عليا .
وافقها علي الفور ونظر للنادل وطلب منه الشيك ثم ذهبا معا بطريقهما للعودة ،كان كٌلٍ منهما سعيد بداخله لتلك البداية الجميلة ،
وصلا للمنزل وأنزلها ثم إبتسم لها قائلا:
_ هريحك مني النهاردة تقدري تنامي براحتك من غير توتر زي إللي حصل إمبارح .
إبتسمت بإحراج قائلة:
_ ومين إللي قالك إني كٌنت متوتره ؟
أجابها بدعابة:
_السرير المسكين اللي تعبتيه من كتر ما تقلبتي عليه من شدة توترك .
ضحكت بصوتٍ أنثوي رقيق ثم تحدثت بمرح:
_طب مٌمكن بقا تقولي علي جدول مواعيدك علشان أبقي أنام قبلها بيوم .
ضحك وأجابها بدعابة وتسلي:
_والله أنا راجل عادل وأحب أعدل بين مرتاتي يعني يوم عندك ويوم عندها ما أحبش الظلم أنا .
كل هذه الضحكات والهمسات كانت تحدث تحت أعين المستشاطة غضباً الواقفة في شرفتها تراقب الوضع وتٌقيمه، ظل واقفاً حتي دلفت من باب الفيلا الداخلي ثم تحركَ علي منزله .
صعد لغرفته وبمجرد دخوله وجدها تقف تربع يديها علي صدرها وتهز ساقيها بتوتر ويظهر علي وجهها علامات الغضب التام
تحدثت بغضب عارم :
_ممكن البيه يفسر لي ايه إللي أنا شفته من شويه ده ؟
كان يفك رابطة عنقه بعدما خلع عنهٌ سترته ولم يٌعيرها إهتمام
صرخت به بجنون:
_ياسييييين أنا بكلمك رد عليااااااا .
ذهب إليها وأمسكها من ذراعها بغضب هادراً بها:
_ صوتك ده ما يعلاش طول ماانتي قدامي،فااااااهمه .
ثم تركها بغضب وأولاها ظهره، ذهبت خلفه وأمسكتهٌ بتملك:
_ حرام عليك يا ياسين إنت ليه بتعمل فيا كده ؟
هو أنا علشان بحبك تقوم تذلني بالشكل ده .
لف جسدهٌ لها وتحدث بإستغراب:
_ بتحبيني ! إنتي عمرك ما حبتيني يا ليالي إنتي أكتر واحده أنانية ومتسلقة شوفتها في حياتي ، إنتي جبارة ولو لاقيتي فرصتك هتدوسي علي كل إللي حواليكي من غير رحمة !
نظرت لهٌ بصدمة وهي تستمع لهٌ وأجابتهٌ بإستغراب:
_أنا ! أنا كل ده يا ياسين، للدرجة دي شايفني شريره؟
كل ده ليه ؟ علشان بحبك وبغير عليك ،
علشان بسألك كنت واقف مع الزفتة دي بتتكلموا في ايه؟
قبض ياسين علي يدهِ وأغمض عيناه يحاول تهدئة حاله كي لا يفرغ شٌحنة غضبه بها
وأكمل وهو يجز علي أسنانه:
_أولاً إسمها مليكة ياريت ترتقي شويه ،
ثانياً بقي يا هانم إنتي مكنتيش بتسأليني إنتي كٌنتي بتستجوبيني لا ومن جبروتك بتصرخي عليا،
وأكمل بكبرياء وتعالي:
_ إنتي مٌتخيلة نفسك بتعملي ايه ؟ إنتي بتصرخي وبتستجوبي ياسين المغربي ! إنتي فاهمة يا ماما إنتي عملتي ايه ؟
إحمدي ربنا إنك أم أولادي وبنت خالي ،
بس أم أولادك وبنت خالك وبس يا ياسين قالتها بإنكسار ودموع .
نفخ بضيق وهو ينظر بالسقف وتحدث:
_ليالي أرجوكي أنا راجع من شغلي تعبان وعاوز أنزل أتغدي وأجي أنام شويه، ممكن تأجلي واصلة النكد دي ل بالليل أكون نمت وفوقتلك كده وابقي ساعتها نكدي براحتك .
ذهبت إليه وتحدثت بحزن ودلال:
_هو أنت علشان عارف إني بحبك وما أقدرش أستغني عنك تعمل فيا كده ؟
نظر لها بتسلي وتساؤل:
_٠٠٠٠٠إنتي عاوزه ايه بالظبط يا ليالي؟
أجابتهٌ وهي تغمض عيناها بعشق وترمي نفسها داخل أحضانه:
_عاوزاك ، عاوزاك يا ياسين .
إستجاب لها ياسين وأخذها بين أحضانه وعاشا بعالمهما ،فهي بالأخير زوجته ولها عليه حقوق شرعيه واجبه،
أما ليالي فقد نالت ما خططت له مع منال فالأن هي كسرت حاجز البعد والعقاب حتي لا تعطيه الفرصه للتفكير للتقرب من مليكة .
___________
في المساء
ذهب ياسين للموقع المتواجد به رجالهٌ مع ذلك المٌغفل تعيس الحظ الذي خٌيل له غباؤه أنه سيدخل عش الدبابير ويأخذ منه ما يريد ويخرج بسلام ،لكن سوء حظه أوقعهٌ بيد من لا يرحم
دلف ياسين للداخل بهيبتهِ المعهوده أدي لهٌ رجاله التحية بإحترام
أخرج هاتفهٌ مٌناولاً إياه لعمر وتحدث:
_إنسخلي الفيديو هنا ياعٌمر وبعدها أتخلص من كل الأجهزة إللي عليها الفيديو مش عايز يبقاله أثر ، فاهم يا عٌمر ؟
أجابه بإحترام:
_ أوامر معاليك يا باشا .
ثم نظر وابتسمَ ساخراً علي ذلك المقيد بإحكام فوق المقعد ومعصوب العينان ويبدو علي وجههِ أثار الضرب المٌبرح
تحدث ياسين بنبرة صوت ساخرة موجهاً حديثهٌ لرجاله:
_تؤ تؤ تؤ ، ايه الهمجيه إللي إنتوا فيها دي يا رجالة ده الراجل وشه إتشوه خااالص ، أنا علمتكم كده بردو ؟
كان المدعو وائل يحرك رأسهٌ بفزع عندما إستمع لصوت ياسين
فتحدث بقوه محاولاً إخفاء ما بداخلهٌ من رعب :
_أنا هوديكم في ستين داهية، إنتوا فاكرين البلد ايه سايبة مفيهاش قانون ؟
نظر ياسين لرجاله وإذ بهم يطلقون الضحكات الساخرة بصوتٍ عالي
حتي صرخ وائل بهستيرية قائلاً:
_ إنتوا مين وعاوزين مني اييييييه ؟
سحب ياسين مقعداً وجلس به أمامه وقرب وجهه من وائل وتحدث بفحيح مٌخيف:
_أنا عملك الإسود في الدنيا دي يا روح أمك،
ثم سند ظهرهٌ متكئاً علي ظهر المقعد ووضع ساق فوق الأخرى وتحدث بنبرة صوت ساخرة:
_يظهر كده إنك كنت مزعل الست الوالدة الله يرحمها جامد فدعت عليك في ليلة مفترجة وربنا إستجاب، أنا بقي أبقي إستجابة دعوه أمك .
أطلق الرجال ضحكاتهم من جديد ،
ثم استكملَ ياسين حديثه مٌتهكماً:
_ بقي يا ابن ال *** ما لقيتش غير بنت المغربي إللي تلعب معاها دا أنت وقعة أمك سودا !
هٌنا تحدث وائل بصوتٍ عالي واثق:
_أاااااه ، طب مش تقولوا كده من الأول إنتوا بقي اللي الهانم بنت العز بعتاكم طب بلغ الهانم إللي مشغلاك إنها طلعت غبية أوي
وأكملَ بوعيد:
_وبلغها كمان إن أنا عامل إحتيطاتي ومأمن نفسي كويس ومدي نسخة تانية لحد موثوق فيه ومبلغه إن لو جرالي أي حاجه أو اختفيت تحت أي ظروف هو هيتصرف وهيبعت الفيديو لباقي عيلتها وهفضحها في كل مكان .
تحدث ياسين ببرود:
_قصدك المسكين رأفت أخوك اللي ورطته معاك ، لا ما تقلقش إحنا دخلنا خدنا أمانتنا من عنده بكل هدوء وإحترام وبصراحة الراجل طلع مٌتعاون إلي أبعد الحدود علشان كده سبناه في حاله من غير أذية ،
وأكملَ ببرود:
_ إحنا كده إللي يحترم نفسه معانا ويريحنا نريحه علي الآخر ، أما بقا اللي يقل أدبه ،
لم يدعهٌ يكمل وتحدث مٌترجياً إياه بصياح:
_حرمت يا باشا أنا أسف وحقك عليا .
أجابهٌ ياسين بسخط:
_ببساطة كده ياروح أمك ماانت كنت عاملي فيها دكر من شويه وبتهددني كمان،
خد عندك الكبيره بقي إحنا جهه أمنيه يا روح أمك وأعتبر نفسك في خبر كان ،وحياة أمك ما هتشوف الشمس تاني باقي حياتك .
أجابهٌ بتلعثم:
_ بتهمة ايه يا باشا هتحبسني ؟
ياسين:
_ هو أنت كمان لسه ليك عين تسأل !
يلاااا ده إنت إللي زيك ملهوش عندي دية ،ومع ذلك هخليني معاك للأخر خد عندك التهم خيانة وسرقة وإرهاب .
صاح وائل بدموع:
_حرام عليك يا بااااشا أنا معملتش أي حاجه من دول .
أجابهٌ ياسين ببرود مٌميت:
_طب ما تيجي نفصصهم مع بعض كده ونشوف ،
أولاً خاين خنت الشركة إللي بتاكل من وراها عيش وإستغليت وظيفتك في شغلك القذر ،
ثانياً حرامي سرقت فيديو خاص بتسجيلات الشركة من ورا علم أصحابها ،
ثالثاً إرهابي بقالك إسبوع راعب مواطنة سالمة وبتهددها وتبتزها وبتستغل خوفها وتطلب منها فلوس ،
ورفع يداه بإستسلام :
_أهو كله علي إيدك أهو لو أنا اتهمتك بحاجة محصلتش قول واعترض وقولي إنتَ ظالم ومفتري يا باشا ،
ثم حول بصره لرجاله المتواجدين حوله يتفاخرون برئيسهم مٌوجهاً إليهم الحديث:
_ غلطت أنا في حاجة يا رجالة، بفتري عليه ولا حاجة ، لو بفتري قولولي ؟
ردوا عليه جميعهم:
_عداك العيب يا معالي الباااشا .
بكي وائل وتحدثَ بهلع وخوف:
_ أبوس إيدك يا باشا ،إرحمني لوجه الله أنا عندي إبن وعايز أربيه .
هدر به بحده وتحدث:
_ يا ابني إذا كان أبوه نفسه مش متربي يبقي الواد هيتربي إزاي؟
وبعدين مفكرتش فيه ليه قبل ما تعمل عملتك السودا دي ،علي العموم إبنك أحسنله يتربي بعيد عنك علي الأقل مش هيورث غبائك .
صاح وائل بصراخ وتوسل:
_ أبوس إيدك يا باشا تسامحني ،حرمت والله العظيم ماهعمل كده تاني خرجني من هنا وقسماً بالله همشي زي الألف .
هدر بهِ ياسين:
_إخرص يلااا ،لو عاوز تنفد بعمر إبنك ومراتك قول لو شايل نسخ من الفيديو في أي مكان تاني بدل ورحمة أمك أخليك تشوف إبنك ومراتك وهما مدبوحين قدامك، ده طبعاً قبل ما أخلص عليك إنت كمان وأخلص الدنيا من غبائك .
صرخ وائل وتحدث:
_والله العظيم يا باشا ما فيه أي نسخ تانية هي اللي كانت علي فوني واللي علي اللابتوب وعند أخويا وكلهم بقوا تحت أدين حضرتك ،أرجوك إبني ومراتي ملهمش ذنب ،أبوس أيدك إعتقني لوجه الله .
وقف ياسين وتحرك للخارج تحت صراخ وائل المٌستدام ،
خرج وخرج عمر خلفه منادياً عليه:
_باشاااا ماقولتلناش هنعمل ايه في الجثة دي ؟
أجابهٌ ياسين بإبتسامه سمجه:
_سيبه يومين تلاتة هنا لحد ما يتربي وبعدين رجعوه بيته علشان خاطر إبنه ،أنا وعدت أخوه إني هأدبه الأول وبعدين أرجعه .
تحدث شاب أخر يٌدعي علي:
_طب وبالنسبه لمراته يا باشا مش ممكن تبلغ ؟
نظر له ياسين وابتسم بتسلي:
_إنت لسه جديد ولا ايه يا علي ؟
علي العموم كل حاجه معمول حسابها ما تقوله يا عمر علشان سيادة النقيب يتعلم ويستفاد .
نظر عٌمر إلي صديقهٌ وتحدث:
_بص يا عم علي إحنا عندنا أجهزة بتتقمص الصوت لدرجة إنك لايمكن تشك إن ده مش صوت الشخص الحقيقي أصلاً ،فأخدنا تليفونه وكلمنا مراته منه وقولنالها إنه سافر في مأمورية مستعجلة للشغل ،
وأكملَ بدعابه:
_ ولانها ست مصرية أصيلة شكت فيه إنه بيخونها ونكدت عليه نكد السنين فالحمدلله ده خدمنا خدمة عمرنا وأكدلنا إنها مش هتتصل بيه تاني .
تحدث علي مٌستفسراً:
_طب إفرض إنها حبت تكلمه تاني يا باشا هتعملوا ايه ؟
أجابهٌ ياسين هذه المره:
_لو فرضنا إنها نسيت كلمتين ما قالتهمش في الخناقه وحبت تكمل وصلة الردح بتاعتها فا دي بسيطه وبردوا معمول حسابها،
فيه شباب مسؤلين عن الفون أول ما ترن هيشغلوا برنامج الصوت ويردوا عليها إنت في جهاز المخابرات يا علي يعني لازم تكون عامل حساب كل حرف وأي مستجد في قضيتك .
علي بإستفهام:
_طب وبالنسبة لأخوه يا باشا سكتوه بسهولة كده إزاي ؟
أجابهٌ ياسين:
_ لا أخوه ده طلع أغلب من الغلب ، طلع القذر ده هو اللي ضاغط عليه وهو أصلاً مش بتاع مشاكل وماشي جنب الحيط فكان من السهل جداً إقناعه بإننا ناخد اللي يخصنا من عنده ووعدناه نرجعله أخوه بس لما يتربي الأول علشان يبطل يتشاقي تاني .
تحدث علي:
_ طب ٠٠٠٠
رمقهٌ ياسين بنظرة حادة وتحدث:
_لا بقولك ايه إنت كلت دماغي أسئلة وأنا مش فاضيلك ،
ثم نظر إلي عٌمر:
_عٌمر إبقي درب رجالتك وفهمهم يا حبيبي أنا دماغي فيها اللي مكفيها أنا بقيت متجوز إتنين يا باشا يعني محتاج صحتي أكتر من الأول يلا سلام .
إبتسم عٌمر وتحدث بإحترام:
_كان الله في العون ياباشا وربنا يقوي معاليك .
تحدث عٌمر مٌتذكراً:
_ياسين باشا تليفون حضرتك
نظر له ياسين وابتسم له وأخذ الهاتف وشكره .
إنسحب جانباً وأمسك هاتفه وضغط علي تشغيل الفيديو مع كتم الصوت وجد رائف وهو يستقبل نرمين بحفاوة تنهد بألم حين رأي أخاه الغالي، أسرع من خطي الفيديو وأوقفهٌ للمنتصف وجد رائف يقف بوجه نرمين ويظهر علي وجهه علامات الغضب وأيضاً نرمين كانت تتحدث بغضبٍ عارم،
أغمض عيناه بغضب ولعن حاله علي أنه أعطي وعداً ليسرا بألا يعرف ما يحتويهِ هذا الفيديو ،ثم أغلقهٌ بغضب ووضع الهاتف داخل جيب بنطاله .
كان الوقت قد تعدي مٌنتصف الليل إستقل سيارتهْ وقادها حتي وصل للمنزل نظر لشرفتها وجدها تقف بها تنظر للبحر المٌمتد بعيداً ويظهر علي وجهها علامات الإستمتاع والراحة .
صف سيارتهٌ بالجراج ،ثم ذهبَ لخارج المنزل ووقف بمقابلها نظرت لهٌ براحة وقفا ينظران لبعضهما دون إشارات، تنهد وأخرج هاتفه وبدأ بالإتصال بها،
إستمعت لصوت هاتفها وهي تراه يجري مكالمة تيقنت أنه هو إبتسمت له برقة ودلفت إلتقطت هاتفها من فوق الكومود وخرجت للشرفة مرة أخرى ،
ثم ردت بدلال وصوتٍ هادئ:
_أيوه
ضحك وتحدث:
_صاحيه ليه ؟
أجابتهٌ بدلال:
_٠٠٠٠مش جاي لي نوم والجو حلو أوي، بصراحة صعبان عليا أسيبه وأنام
تنهد قائلاً بدعابة:
_عقبال ماأصعب عليكي أنا كمان .
خجلت من كلماته وبما يقصدهٌ بها
تحدث ليخرجها من خجلها:
_تحبي تتمشي شويه علي البحر ؟
أجابتهٌ:
_ياريت لكن مينفعش !
سألها ياسين:
_ وليه مينفعش يا مليكة؟
أجابته مليكة بتبرير:
_ماما نايمة والولاد كمان، مش لذيذة إني أخرج من غير إذنها .
أجابها والحزن يكسو صوته وملامحه:
_أنا جوزك يا مليكة علي فكرة، يعني لو هتستأذني من حد يبقي الحد ده هو أنا ،
صمتت وهي تنظر عليه .
تنهد بألم وتحدث:
_إدخلي نامي الجو برد عليكي .
أجابته بإبتسامه وإيماء:
_حاضر ، ياسين.. قالتها برقة ونعومة .
أجابها بقلبٍ ذائب :
_يا نعم
إبتسمت لمراوغته وتحدثت:
_ تصبح علي خير .
وأغلقت الهاتف علي الفور ودلفت للداخل وهي تبتسم وتدور حول حالها بفرحة،
أما ذلك المسكين الذي أخذ صدرهٌ يعلو ويهبط من الإشتياق
تحرك وكاد أن يدلف لباب منزله إستمع لرنين هاتفه نظر بشاشته إبتسم ولف رأسه لها مجدداً وجدها تقف بشرفتها ،
فتحدث مداعباً إياها :
_إيه ده بالسرعة دي لحقت أوحشك ؟
إبتسمت وتحدثت :
_لو مبطلتش كلامك ده هقفل وأدخل أنام .
تحدث مبتسماً:
_ لا وعلي إيه، كلي أذانٍ صاغية مليكة هانم .
تسائلت بإبتسامة خجولة:
_ لسه عندك إستعداد تتمشي علي البحر ؟
طار قلبهٌ من شدة سعادته وتحدث:
_إنزلي يلا مستنيكي .
أغلقت هاتفها وسريعاً إرتدت ثوباً ووضعت فوق كتفيها شالاً شتوياً ليحميها من الصقيع ،
بعد مدة قليلة وجدها تخرج بهدوء من البوابة الرئيسيه تحت أنظار رجل أمن البوابة الذي أحني رأسه كتحية منه لها ولياسين ردوها له بإحترام .
تحركا بإتجاه البحر وما ان إقتربت منه واستمعت لإرتطام المياه بصخورها حتي تهللت أساريرها وأغمضت عيناها وبدأت بالإستنشاق العميق لرائحة اليود التي تعشقها .
نظر لها وتحدث بهدوء مٌبتسماً:
_غيرتي رأيك ونزلتي ليه ؟
تهربت بعيناها عنه بإرتباك واكتفت بإبتسامتها التي أشعلت نيران صدره وحدث حاله:
_قوليها مليكة، أراها ف نظرة عيناكي، أري بوادر عشقي تقتحم عالمك ينقصكي فقط أن تٌعلنيها
أفاق علي صوتها الحماسي:
_ هو أنتَ بتتأخر في شغلك دايماً كده ؟
إبتسم لها وأجاب:
_ لا خالص لما بيكون عندي مأموريات مستعجلة زي النهاردة كده .
سألته بإهتمام:
_بتحب شغلك يا ياسين ؟
_جدااااا بحبه فوق ماتتخيلي..جملة نطق بها بحماس .
وأكمل بتفاخر:
_ لذة فظيعة وإنتي كاشفه كل إللي حواليكي وعارفة خباياهم ، إحساس إنك مٌلمه بكل الأشياء وعندك دراية بكل إللي بيحصل حواليكي إحساس بيديكي ثقة ويحسسك بالتميز والقوة .
كانت تنظر لهٌ بإستغراب مضيقة العينان وتحدثت بإعتراض:
_غلط جداً علي فكرة ،ايه اللذة ف إنك تبقي عارف خبايا إللي حواليك وأسرارهم ! ده من كرم ربنا علينا إننا مابنعرفش ايه إللي جوه نفوس إللي حوالينا لينا علشان نفسنا تفضل صافية من ناحيتهم وتسود بينا الرحمة والمحبة .
قهقه عالياً ثم نظر لها وحدثها بطريقة عقلانية:
_الكلام ده بين البشر العادية يا مليكة، الدول ليها مقاييس تانيه خالص ،لازم الدولة تبقي قوية وعين رجالتها مُلمة لكل أحداث العالم، لازم دايماً متديش الأمان لأي حد مهماً كان قريب منك، ولا تدي ضهرك لحد وأنت مطمنه وإلا وقتها هتلاقي الطعنة راشقة ف مقتل
ونظر لها بإهتمام وأكمل بتأكيد:
_وعلي فكرة بقي الكلام ده ينطبق كمان علي الاشخاص.يابنتي إحنا بقينا ف زمن صعب الأخ بيقتل أخوه والأم بتقتل ولادها ،
إحنا في زمن كله فتن إلا من رحمَ ربي نصيحة مني ماتديش الأمان الكامل لحد دايماً خلي جواكي حتة ذكاء وحرص من إللي قدامك حتي مع أقرب الناس ليكي إنتي بس إللي هتقدري تحمي نفسك واللي بتحبيهم .
كانت تنظر له بإعجاب من حديثه وأٌفقهِ الواسع تحدثت بإبتسامة:
_كلامك صح علي فكرة بس أنا يمكن علشان مبخرجش ولا بتعامل مع العالم الخارجي فمعنديش المشكلة دي ، كل إللي حوليا واثقة جداً فيهم، وبعدين دول أهلي أكيد مش هيأذوني .
نطق ياسين بنبرة صوت جادة:
_حتي الأهل يا مليكة، لازم تخلي بالك منهم كويس وتفهمي تفكير الخبيث منهم علشان وقت الجد تكوني سابقة تفكيرهم بخطوة وتهجمي بدل ماتكوني ف خانة الدفاع .
ضيقت عيناها بإستنكار لحديثه الغير مقنع لها .
ضحك هو وتحدث:
_مستغربة كلامي ومش متقبلاه مش كده ؟
أكملَ مٌتحدياً إياها:
_أنا بقا هثبت لك إن نظريتي هي إللي صح وبأمثله ومواقف من حياتنا نفسها .
فاكرة اليوم اللي قعدنا فيه مع العيلة يوم توزيع الميراث، تفتكري القعدة دي أنا مكنتش عامل حسابها قبلها بشهور ،وعلي فكرة بقي كنت متوقع كل إللي اتقال ومجهز الرد
ثم زفر بضيق وتحدث:
_بعد وفاة رائف بفترة صغيرة وليد ونرمين راحوا البنك كل واحد لوحده طبعا ،وسألوا علي أرصدة رائف الله يرحمه ورصيدك إنتي وعمتي والولاد .
ثم نظر لها بتأكيد وأكمل:
_وليد بيه كان بيطمن علي الأرصدة ولما إتطمن قرر إنه يتجوزك علشان يستولي علي مغارة علي بابا إللي رائف ساب بابها مفتوح .
نيجي بقي لنرمين هانم إللي رسمت خطة هي كمان، وخطتها كانت إنها تاخد الوصاية علي الولاد وتخلي طارق يجهز لها مكتب هي وجوزها وتستولي بيه علي حصتك إنتي والولاد وعمتي ويسرا وترمي لكم إنتوا الفتافيت أخر كل سنة
وأستطرد شارحاً:
_ أنا بقا قريت أفكارهم كلهم وكنت مراقب تحركاتهم وأنا قاعد ثابت في مكاني وسبتهم يتحركوا ويخططوا سنة بحالها وقبل التنفيذ قعدت مع طارق والباشا واتفقنا علي كل حاجة
واسترسل:
_علي فكرة حتي بيع حصتها كنت عامل حسابه، علشان كده ضيقنا عليها الدايرة في القاعدة وقفلنا كل الأبواب في وشها لحد ماخلناها هي بنفسها إللي تطلب تبيع حصتها، وبكده خلصنا من وجودها في الشركه وللأبد .
كانت واقفة مٌتسمرة تنظر له ببلاهة وعينان مٌتسعة وفاهٍ شاغرة غير مستوعبة حديثه الصادم لها ولبرائتها
تحدثت بشرود وتيهة:
_إنتَ بتقول إيه يا ياسين؟ معقول إللي إنتَ بتقوله ده يكون صحيح !
ثم أشارت بسبابتها علي حالها بشرود:
_للدرجة دي أنا غبية ومش شايفه إللي حواليا كويس ؟
للدرجة دي الناس نفوسها بقت ضعيفه ،طب ليه؟
هو وليد ده مش المفروض عمهم والمفروض كمان هو إللي يحافظ ويخاف عليهم وعلي مالهم ؟
وأكملت بتيهة:
_ونرمين معقول تعمل كده! وأنا إللي من غبائي كنت فكراها طالبة الوصاية علشان خايفة علي ولاد رائف وعايزه تحميهم.
ثم نظرت له وتحدثت بنبرة صوت حزينة :
_ياااااه يا ياسين ،قد إيه أنا طلعت غبية .
إقترب عليها وأمسك كفيها واحتضنهم برعاية وتحدث بحنان وهو ينظر لعيناها:
_ إنتي مش غبية يا مليكة إنتي نقية وروحك نضيفة في وسط عالم معظم نفوسهم بقت ملوثة ومريضة بالطمع،
علشان كده بقولك مش عاوزك تثقي في حد لدرجة الإطمئنان
وأكملَ مٌطمئناً إياها :
_علي العموم أنا مش عاوزك تخافي وطول ما أنا جنبك مش عاوزك تقلقي من أي حاجة ، أنا سندك وحمايتك إنتي والولاد ولازم تتأكدي إن طول ما أنا عايش عمري ماهسمح لأي مخلوق علي وش الأرض إنه يقرب منك أو يحاول يأذيكي .
كانت تنظر لعيناه وهي تستشعر بهما الصدق والحب، تذكرت إهتمامه بها وبأطفالها ،
تذكرت كل مواقفه المساندة لها ،
وبدون مقدمات إقتربت عليه واحتضنته متعلقة برقبته وحاوطته بذراعيها تحت ذهول ذلك الواقف مٌتخشب الجسد مٌتسمر بمكانه وكأن عالمه توقف بهذة اللحظة ، كاد أن يلف ذراعيه حول خصرها ويقربها منه، لكن تحطمت أماله وهي تبتعد عنه وتنظر له بعيون خجلة وشاكرة بنفس الوقت
وتحدثت:
_ أنا أسفة يا ياسين، أسفة علي كل لحظة جرحتك فيها بكلامي ،أسفة إني ظلمتك وإنتَ إللي كنت طول الوقت خايف عليا وعلي أولادي وواقف جنبنا .
تحمحم لينظف حنجرته عله يستطيع إخراج صوته وبالفعل تحدث:
_أنا مش بحكي لك الكلام ده علشان تتأسفي أو علشان تخافي وتقلقي يا مليكة، بالعكس انا بحكي لك الكلام ده علشان أقويكي وأخليكي تاخدي بالك من كل إللي حواليكي ،فهماني يا مليكة ؟
أومأت لهٌ رأسها بطاعة وابتسامة شكر .
تحركا من جديد وإذا بها تحتضن حالها وتتأفأف من شدة الصقيع نظر لها وتحدث بحنان:
_بردانه ؟
هزت رأسها بإيجاب وهي تفرق يديها ببعضها علها تدفئها بهذا الإحتكاك ،
وقف من جديد وأمسك يديها وجدها باردة رفعهما علي فمه وبدأ بالزفير بهما علها تشعر بسخونة أنفاسه ويدفئها، ثم خلع عنه معطفهِ وألبسها إياه بحنان تحت سعادة هائلة تمالكت منها وهي تري إهتمامه وعشقه الذي ينبعث من عيناه
نظر لها بعيون هائمة وتحدث:
_أحسن ؟
إبتسمت لهْ وهزت رأسها بإيجاب وتحدثت بنعومة:
_الحمدلله .
أكملَ هو:
_ طب يلا بينا علشان ماتبرديش تاني .
وافقته وتحركت بجانبه وإذ به يحاوطها بذراعه محتضناً إياها برعاية وهو يتحرك بجانبها ، إقشعر بدنها بالكامل ولكن هذه المرة ليس نفوراً بل فرحاً ،تملكت السعادة من قلبها وتحركت معه تحت رعايته مٌستسلمه لدفئ أحضانه الحانية♡
فهل ستستسلم مليكة لعشق ياسين وتدع عشقهٌ يتغلغل داخلها ؟
أم أن قلبها مازال حائر بين ثنايات الماضي والحاضر ؟
وهل ستضحك لها الأيام من جديد وتعود بسمتها لقلبها ؟
أم أن مازالَ للحزن بقية ؟
#رواية ☆#قلوب_حائرة
#بقلمي_روز_آمين