روايات روز أمين

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الثاني

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الفصل السابع عشر

🦋#البارت_السابع_عشر 🦋

 

نظرت لهٌ مٌني بابتسامة وتحدثت باحترام:

_كٌله تمام يا باشا .

 

أجابها ياسين بابتسامة نصر :

_برافوا عليكي يا مٌني أديتي المهمة بنجاح مٌبهر من النهار دة خلاص، إنتي بقيتي دراعي اليمين جوه الفيلا .

______

 

عودة إلي أربعة أيام ماضية ،

دلف ياسين ليلاً إلي فيلا رائف ليصعد لجناحهٌ المجاور لأميرته الساخطة عليه ليغفي بداخلهٌ وحيداً كان الوقت مٌتأخراً والجميع نيام، دلف إلي المطبخ وجد هدي العاملة مازالت مٌستيقظة فطلب منها إيقاظ مٌني وبالفعل ذهبت العاملة وأيقظتها ،

 

أتت مٌني علي عجل وهي تتثاوب وتحدثت باحترام :

_مساء الخير يا ياسين باشا، تحت أمرك .

 

نظر لها ياسين ببرود مٌميت وتحدث:

_إعملي لي فنجان قهوة وطلعهولي علي الجنينة يا مٌني .

 

نظرت له مٌني بإستغراب وحدثت حالها:

_ قهوة، أتيقظني من ذروة نومي لأحضر لك القهوة، يالكَ من رجٌل بارد قاسي عديمٌ الرحمة !.

 

نظرت لهٌ وتحدثت بانصياع تام:

_أوامرك يا باشا، خمس دقايق ويكون فنجان القهوة عند حضرتك .

 

إنسحب ياسين بهدوء وجلس بالحديقة وبعد مدة قصيرة كانت مٌني تحضر له قهوته

أخذ منها الفنجان وهو يرمقها بنظرات مٌتفحصة دبت الرعب داخل قلب تلك المٌني

 

وتحدث هو بعدما ارتشفَ بعض قطرات القهوة:

_مبسوطة هنا مع عمتي يا مٌني ؟

 

أجابته باحترام وصوت مٌهزوز بعض الشئ من نظراته وكلماته :

_الحمدلله يا باشا ،هو حد يطول يشتغل ف بيوت عيلة المغربي، دا أنتوا خيركم مغرقني من ساسي لراسي.

 

رمقها بنظرة حارقة وحدثها بحدة وغضب:

_ولما هو خيرنا مغرقك زي ما بتقولي بتقابلي الخير ده بالخيانة ليه يا روح أمك ؟

 

دب الرعب داخل أوصال مٌني وتحدثت بارتباك:

_خيانة ! خيانة ايه ياباشا إللي بتقول عليها كفانا الشر ؟

رمقها بنظرة باردة وتحدث بنبرة صوت حازمة :

_إخرصي يابت واسمعيني كويس، أنا عارف من زمان إنك شغالة لحساب منال هانم وبتنقلي لها كل حرف بيحصل هنا ومع ذلك ساكت وبقول أهو شغل حريم وبيتجسسوا على بعض ف شوية أخبار تافهة ، نميمة يعني وكيد ستات مش أكتر،

 

واعتدل في جلسته ونظر لها كادت نظراته أن تفتك بها وتنهيها وتحدث بفحيح مٌخيف:

_لكن توصل بيكي الجرأة والحقارة إنك تبلغيها بأخباري أنا شخصياً ،

فاأحب أقول لك إنك بعملتك السودا دي لعبتي ف عداد عمرك وشفرتيه يا غبية .

 

إرتمت مٌني تحت قدميه وهي تقبلهما بدموع وندم :

_أحب علي رجلك يا باشا أنا مليش ذنب والله ف إللي حصل .

أمسك ياسين يدها بهدوء وأبعدها عن قدمه قائلاً بدهاء :

_تؤ تؤ تؤ تؤ ، ليه كده بس يا مٌني، ينفع كدة تشيليني ذنوب علي المسا ؟

 

نظرت لهْ باستعطاف وتحدثت بدموع:

_سامحني يا باشا وبلاش تأذيني الله يخليك صدقني كان غصب عني ، منال هانم هددتني إني لو مسمعتش كلامها هتلبسني تهمه ومش هخرج من هنا غير علي السجن .

 

تحدث هو بهدوء مٌميت :

_ولما هو ده إللي حصل مجتيش بلغتيني ليه ؟

 

أجابتهٌ من بين رعبها ودموعها:

_وهو حضرتك يا باشا كنت هتصدقني وتكدب لامؤاخذة والدة حضرتك ؟

 

حدثها بحدة وعيون صاخبة مليئة بالغضب:

_وهو إنتي كمان بتقرري عني هصدق ايه ومصدقش ايه ياروح أمك .

 

تحدثت بدموع واستعطاف:

_أبوس إيدك سامحني يا باشا وأنا تحت أمرك ف إللي هتأمرني بيه بس سامحني، وغلاوة ستي مليكة عندك تسامحني .

 

نظر لها بشك وريبة وتأكد أنها أذكي مما توقع لذكرها لإسم مليكة عنده ، فتحدث بابتسامة ماكرة:

_ماشي يا مٌني، وأنا يا ستي مٌستعد أصفح عنك وأسامحك لكن بشرط

 

تهللت أسارير مني وابتسمت وكأنها وجدت خلاصها وتحدثت بسعادة:

_وأنا تحت أمرك يا باشا، لو قولت لي أرمي نفسك في البحر هنفذ من غير ماأفتح بوقي بكلمة

نظر لها مٌضيقاً عيناه وابتسم بتسلي قائلاً:

_مش للدرجة دي يا مٌني ، هو طلب بسيط هطلبه منك وتنفذيه زي ماهقول لك عليه بالظبط،

وأسترسل محذراً:

_ بس قبل ما أتكلم حابب أنبهك وأعرفك من الأول إن لو حد شم خبر عن الموضوع ده إعتبري نفسك ف خبر كان، إتفقنا يا مٌني .

 

إبتلعت لعابها وتحدثت بانتشاء :

_إتفقنا يا باشا .

______

 

عودة للحاضر

تحدثت مٌني بإعجاب مادحةً ذكاء سيدٌها:

_ بس حضرتك يا باشا الله أكبر عليك، إللي كان يشوفك ميشكش لحظة واحدة إن سيادتك عندك علم بالموضوع .

 

إبتسم ياسين وأكمل:

_وإنتي كمان يا مٌني كان ليكي دور كبير في نجاح الخطة ووليد بيه سهل عليا المهمة جداً بتهوره وطمعه ،

 

وأخرج من جيب سترته رٌزمتين من الورق المالي ذاتَ الفئة العالية وأعطاهم لها قائلاً:

_خدي دول علشانك ،

وأكمل بتهديد:

_وزي ما قولت لك لو أي حد أخد خبر باللي حصل بينا ده إعتبريه أخر يوم في عمرك ،

وبالنسبة لمنال هانم أنا هبقي أقول لك تقولي لها ايه لما تسألك تاني عن أي حاجة هنا في الفيلا،

 

وأكمل بنبرة تهديدية:

_ وإياكي تبلغيها بأي حرف قبل ما تلجئي لي وإلا إنتي عارفة .

 

نظرت مٌني للمال بشغف قائلة بتمنع مٌصطنع:

_خيرك سابق يا باشا أنا مش محتاجة فلوس ده كفايه رضا سعادتك عليا ،

وبعدين أنا يتقطع لساني قبل ما انطق بحرف واحد .

 

نظر لها ياسين وتحدثَ بحدة:

_خدي الفلوس يا روح أمك وماتعملهومش عليا يلا خبيهم قبل ما حد يدخل ويشوفهم معاكي وأنا هنزل وزي ما اتفقنا، هتبلغيني بأي حاجة تحصل هنا وخصوصاً لو كانت تخص مدام مليكة .

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

 

في الأسفل

مازالت علي جلستها تبكي وتنتحب تجاورها يسرا تحتضنها وتربت عليها بحنان

 

نظرت لها ثريا مٌشفقةً علي حالها الذي يٌدمي القلوب وتحدثت :

_كفاية يا مليكة، كفاية يا بنتي وجعتي قلبي .

 

أجابتها مليكة بدموع وألم وانكسار:

_هو فعلاً كفاية يا ماما ،كفاية أوي لحد كدة علشان بجد أنا تعبت وخلاص مابقتش قادرة أتحمل أكتر .

 

وأكملت بذهول:

_أنا مش فاهمة ايه إللي بيحصل لي ده عماله أطلع من مٌصيبة أدخٌل في إللي بعدها لحد ما خلاص قربت أكره حياتي

 

وأكملت بهزيان:

_كل شويه أتنازل وارضي واصبر

ألاقيني دخلت في تنازل أكبر وبكل مهانة أقبل واتنازل وأرضي، فاضل إيه تاني يا ماما، لسه فاضل ايه تاني ممكن أتنازل عنه ؟

 

تنهدت ثريا بألم وتحدثت بأسي:

_ياريت يا بنتي كان في إيدي حاجه أعملها لك صدقيني يا حبيبتي مكٌنتش هاتأخر

 

نظرت لها يسرا وتحدثت بطمئنة:

_ماتقلقيش يا مليكة، ياسين حد محترم وأكيد عمره ما هيحاول يضايقك بأي شكل من الأشكال،

وأستطردت مبررة:

_وبالنسبة للي حصل ده كان غصب عنه ولازم تعذريه، هو كان مجبور يعمل كده علشان شكلكم بعد كلام اللي إسمه وليد ده .

 

كان ينزل الدرج بارتياح نظر علي تلكَ المٌنتحبة لحظها العثر، زفر بضيق وتحدثَ ببرود وتهكم:

_مستعجلة علي الندب ليه؟

إصبري يمكن ييجي لك خبري قريب وساعتها إبقي إندبي براحتك يا حرمنا المصون !

 

شهقت ثريا ويسرا قائلتان:

_بعد الشر عليك يا ياسين ماتقولش كده .

 

رمقتهٌ بنظة غاضبة وتحدثت بألم وحدة:

_كل إللي أنا فيه ده بسببك وبسبب أفكارك وإقترحاتك العبقرية وفي الآخر سيادتك جاي تلومني علشان حبة دموع بعبر بيهم عن قهرتي وعجزي وألمي إللي جوايا .

 

نظر لها بحزن وتنهد بألم لأجلها وتحدث بهدوء:

_طب يلا إطلعي علي أوضتك إرتاحي وحاولي تنامي شويه وإنتي هتبقي كويسة .

وقفت بغضب وتحدثت بحدة:

_أوضتي ! هي فين أوضتي دي يا ياسين بيه؟

قصدك الأوضه اللي هيشاركني فيها من النهار دة راجل غريب عني ؟

 

وأكملت بتهكم :

_وعن أي راحة سيادتك بتتكلم، ما خلاص من إنهاردة ما بقاش فيه راحة ،

ده أنا ما بقاليش الحق في إني أقرر أي حاجة في حياتي ولا حياة ولادي ، ده حتي أبسط حقوقي في البيت ده وهي النوم خلاص مابقاش من حقي أرتاح فيه بعد إنهاردة .

تنفس بضيق والتصقت أسنانهٌ ببعضها وقبض علي يدهِ بحركة عصبية قائلاً من بين أسنانه:

_خلي يومك يعدي علي خير وإطلعي علي أوضتك يا مليكة، وإوعي تفتكري صبري عليكي وعلي غلطك ف حقي هيطول، ده بالفعل بدأ ينفذ يا مدام .

 

وأكملَ بوعيد:

_وقسماً بالله لو سمعت منك كلمة راجل غريب دي تاني لتشوفي وش مني عمرك ما شفتيه فاااااهمه ،

هدر بها عالياً وأشار بيده لها لأعلي الدرج:

_والوقت يلا إطلعي علي فوق، يلاااااااا .

نظرت له بغيظ ودبت بأرجلها الأرض غاضبةً وتحركت للدرج مٌسرعةً خشيةً غضبه

وخرج هو من المنزل بغضبٍ عارم .

أما ليالي التي ذهبت لمنزلها كالبركان هدأتها منال مبررةً ما حدث أنه رد علي تدخل وليد وإهانتهٌ لهٌ .

أجابتها منال بصبرٍ وتعقل:

_إهدي يا ليالي واصبري ياسين كان غصب عنه في اللي عمله وكلنا شفنا ده بعنينا ،

أنتي بنفسك شفتي الزفت إللي اسمه وليد وكلامه الجارح لياسين ده لو متوصي ومتأجر علينا مكنش عمل كده ،

وأكملت لتٌطمئنها:

_وبعدين ماأنتي شفتي مليكه وردة فعلها يابنتي دي مش طايقه ياسين، بذمتك ده شكل واحده تخافي منها علي جوزك ، دي مستحيل توافق ولا تسمحله يقرب منها أصلاً،

إطمني كده وإهدي وقومي إطلعي أوضتك خدي شاور هدي بيه أعصابك، ومتنسيش إللي إتفقنا عليه إنسيلي كرامتك شويه يا ماما واركنيها علي جنب وحاولي تتراضوا النهاردة بأي شكل من الأشكال .

 

شهقت ليالي من وسط دموعها وتحدثت:

_تمام يا عمتو أنا هاسمع كلامك لما أشوف أخرتها ايه مع ابنك

تركتها وصعدت لغرفتها .

دلف إلي جناحه بعد صلاة الجمعه

وجد ليالي واقفة ف شرفتها يبدوا عليها الحزن .

 

ذهب إليها ووقف بجانبها وتحدث بهدوء:

_أنا عارف إنك زعلانه علشان إتنرفزت عليكي قدامهم ، لكن كمان ماتنكريش إن إنتي السبب ف ده ؟

 

كام مرة قبل كده قولت لك ونبهتك لما أكون متنرفز وبتكلم قدام حد ماتتدخليش وتعرضي نفسك لغضبي، كان مٌمكن تستني لما نيجي بيتنا وتتكلمي وتعترضي براحتك وأنا كنت هسمعك .

 

نظرت له بغضب وتحدثت بحدة بالغة:

_تفتكر كانت هتفرق بجد يا سيادة العقيد ، وياتري فعلاً لو كنت إستنيت لما جينا هنا وفاتحتك كنت بجد هتتناقش معايا وتسمع كلامي وتنفذهولي ؟

 

زفر بضيق وتحدث بيأس :

_عارفه ايه أكتر حاجه بتضايقني منك يا ليالي ؟

 

نظرت له بإستفهام مٌنتظرة باقي حديثه ،

 

أكمل هو :

_إسلوبك المٌتعجرف وطريقتك الغلط ف توصيل الكلام للي قدامك،

للأسف يا ليالي إنتي معندكيش حنكة وإدارة وانتقاء الكلام المناسب للمواقف

 

وأكمل مٌستشهداً:

_و أقرب مثال علي كلامي ده ،كلامك اللي لسه قايلاه الوقت حالاً،

كان ممكن بكل بساطه تقولي لي تسمعني وتفهمني وتحاول ترضيني ، مش تسمع كلامي وتنفذهولي ،تفرق أوي يا مدام

ياخسارة كان نفسي بجد تكوني أذكي من كده، صدقيني كنا هنبقي متفاهمين أكتر من كده بكتير أوي .

 

نظرت له بامتعاض لحديثه المٌغضب لها وتحدثت بحدة:

_برافوا يا ياسين طول عمرك أستاذ في اصتياد الأخطاء ومحاسبة الناس عليها.سيادتك سبت الكارثة إللي احنا فيها ومسكت ف كلمه قولتها بعفويه وقت غضبي .

 

تنهد وزفر بضيق ناظراً للسماء وتحدث:

_لأن الكلام هو الوسيلة الوحيدة للتفاهم والوصول بين رؤي الأشخاص ياليالي،

وأكمل بحكمة:

_كل ما كانت طريقتك ف الكلام لينة وهادية وراقية كل ما عرفتي تتواصلي وتتفاهمي أكتر مع اللي قدامك علي العموم مش وقت الكلام ده ،

واسترسل حديثهٌ بهدوء:

_أنا عارف إننا بعاد عن بعض الفترة دي وعلي فكرة كل ده بردوا بسببك مش بسببي خالص .

 

نظرت عليه بتعالي وابتسمت بطريقة ساخرة

 

وأكملَ هو بطريقة عقلانية:

_كل إللي طالبه منك إنك تهدي وتحاولي تتجاوزي غضبك وماتظهرهوش قدام الولاد ،

ولادنا ملهمش ذنب يشفونا طول الوقت كده مكشرين ،

علاقتنا بتمر بفترة صعبة وكلها مشاكل فلو سمحتي لحد مانهدي ونصفي كل إللي بينا ونرجع زي الأول لازم تتمالكي من أعصابك أكتر من كده .

نظرت له بضيق وصمتت ونظرت امامها بغضب .

في نفس اليوم عصراً

داخل حديقة فيلا عز وبالتحديد داخل المسبح كان ياسين يسبح علي ظهرة بسعادة وانتشاء إحتفالاً بنجاح خطته للوصول لقصر محبوبته،

كان يجمع حوله جميع أطفال المنزل يسبحون حولهٌ بسعادة واضعاً بالصغير أنس فوق صدره بسعادة لا توصف ،

تحدث حمزه طفل ياسين ناظراً إلي أنس :

_حاول تعوم معانا يا أنوس ومتخافش صدقني هتعرف، العوم ده سهل جداً بس إنت خليك واثق من نفسك .

 

هز الصغير رأسهٌ نافياً وتشبث أكثر بكتفي ياسين واجابَ بكذب طفولي:

_أنا مش خايف بس أنا بحب عمو ياسين أوي وبحب أنام فوق صدره وأنا بعوم

وهز كتفيه بطريقه طفولية :

_هي دي كل الحكاية يا حمزة .

 

ضحك الأطفال عليه لعلمهم إدعائه بالقوة وعدم الخوف وهو يرتعب داخلياً من فكرة تركهُ وحيداً بالمسبح دون أن يمسك به أحد .

 

تحدث ياسين وهو يمسح فوق شعرة بحنان أبوي وتحدث ناظراً له بعيون مٌطمئنة:

_بص يا أنوس أنا عارف يا حبيبي إنك شجاع وراجل أد الدنيا كلها بس أنا عاوزك تبدأ تعوم لوحدك علشان تتعود ع كده.

 

وأكمل محفزاً إياه:

_علشان كمان لو حد غرق تعرف تنقذه مش إنت بطل وبتحب تنقذ الناس؟

 

هز الصغير رأسهٌ بسعادة

 

ثم أمسكهٌ ياسين ورفعهٌ لأعلي مداعباً إياه:

_يلا عيب عليك تخاف من المياه وانتَ إسكندراني .

 

ضحك جميع الاطفال والتفوا حول أنس لمداعبته .

 

نظر ياسين وجد أباه يقترب عليه مٌرتدياً ملابس السباحة نظر إلي ياسين والأطفال وتحدث :

_إحنا فينا من الندالة دي طب أدوني رنه يا أندال .

 

هللَ ياسر طفل يسرا بسعادة:

_سعادة الباشا الكبير وصل ،

هلل مروان وأمير طفل طارق:

_إنزل يا جدو الميه حلوة أوي النهاردة

 

تحدث عز مداعباً لأحفادهٌ الغوالي:

_ طب وسعوا كده علشان جدوا هيستعيد أمجاده ويبهركم بالقفزة الهايلة بتاعته

 

ثم قفز ببراعة فائقة أذهلت الجميع ومن بينهم ياسين الذي نظر لوالدةِ بفخر وتحدث:

_ ده ايه الجمال ده كله يا باشا، حضرتك وبكل براعة تفوقت علي نفسك .

 

نظر له عز وهو يعوم ويقترب منه وتحدث بلؤم:

_أنا يمكن تفوقت علي نفسي ف القفزة دي، لكن سعادتك تفوقت علي الجميع وقفزت لمبتغاك بمهنية ومهارة عالية، لدرجة إنها دخلت علي الكل ببساطة وعدت .

 

ثم إقترب منه وغمز بعيناه وتحدثَ :

_بس معدتش علي بابا يلا ،إللي ربي خير من إللي إشتري يا ابن عز .

 

قهقه ياسين عالياً برجولة وتحدثَ:

_ كٌنت مٌتأكد من كده والله، بس إيه رأيك يا باشا ؟

أجابهٌ عز بإعجاب :

_أستاذ ورئيس قسم طبعاً ، إنتَ لعبتها صح لدرجة إني إتمزجت وأنا بتفرج عليك وشوية وكنت هقوم أنحني لك وأرفع لك القبعة قدامهم كلهم .

 

ضحك ياسين برجوله وأردف :

_كله بتوجيهات معاليك يا باشا، مش سعادتك قولت لي إعمل إللي إنتَ عاوزه المهم إنك تعرف تدير اللعبه صح وتلعب وتجيب إجوان .

 

أجابهٌ عز بافتخار وابتسامة:

_وأي جون، ده أنت خرمت الشبكة من شدة الجون بتاعك يا ابني .

 

ضحكا كلاهما عالياً برجولة وتحدثَ ياسين:

_مش أوي كده يا باشا، إنت كده هتخليني أتغر .

 

تحدث عز بفخر:

_يليق لك الغرور يلا ،إتغر بنفسك زي ما أنت عاوز بس عاوزك تجمد كده وتسمعني الخبر اليقين قريب .

 

أجابهُ بنبرة واثقه:

_أوعدك هيحصل وقريب أوي كمان .

 

كان الصغير القاطن فوق صدر ياسين ينظر لهما باستغراب محاولاً فهم حديثهم الذي صعب عليه فهمه وتحدثَ وهو يحرك يداه من بين يدي ياسين :

_هو إنتوا بتقولوا إيه ، أنا مش فاهم أي حاجة يا جدو .

 

خطفهٌ عز من فوق صدر ياسين بمهارة وتشبث الصغير بذراعي عز وتحدث عز:

_لما قلب جدو يكبر ويبقي ظابط مخابرات أد الدنيا زي جدو، هيعرف ويفهم كل حاجة لوحده .

 

وأكمل بجدية:

_والوقت بقا تعالي لجدو علشان أعلمك العوم ومش عاوزك تخاف ، عاوزك راجل زي أبوك وأعمامك مفهوم ؟

 

أجابه الصغير بحب :

_مفهوم يا جدو بس مش تسيب إيدي غير لما أنا أقول ،إتفقنا ؟

ضحك عز وأجاب الصغير :

_إتفقنا يا لمض .

 

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

مساء اليوم التالي

دلف ياسين إلي جناح مليكه بعد الإستئذان وجدها تجلس علي تختها مرتدية حجابها فوق منامة بيتية مٌحتشمة ،

كان مٌمسك بيده عٌلبة من الشيكولا الفاخره المحشوة بالبندق مثلما تعشقها مليكه وضعها فوق المنضدة الجانبية ،

نظر إليه بهيام وكعادته تسارعت وتيرة دقات قلبهِ العاشق وهو ينظر إليها ،تمالك من حاله إلي أبعد الحدود

وتحرك إليها ناظراً لها بوجهِ بشوش وتحدث بصوتٍ هادئ حنون:

_إزيك يا مليكه .

 

إرتبكت من جلستها عند رؤيتهٌ ووقفت خَجِله تفرق كفيها ببعضهما بتوتر وأجابتهْ :

_ الحمد لله .

 

إقتربَ منها تراجعت للخلف بارتباك وتخبط ،

ضحك برجولة وتحدث ليٌطمئنها:

_ مالك يا بنتي فيه ايه إهدي كده واقعدي عاوزه أتكلم معاكي شويه .

كان يٌشار لها للجلوس علي التخت إبتلعت لعابها برٌعب وتراجعت

ثم أشارت بيدها إلي الأريكة وتحدثت:

_ خلينا نقعد هنا أحسن .

 

إبتسم لها وهز رأسه بموافقه وذهب معها إلي الأريكة

تحدثت بخجل ومازالت واقفة:

_ماما غيرت الفوتيه إللي كان هنا بالكنبه السرير دي علشان حضرتك تنام عليها وإنتَ مرتاح .

 

إبتسم لها وتحدث بهدوء ولطافة ليزيل التوتر :

_طب هو ينفع واحده تقول لجوزها حضرتك ؟

 

كانت تقف تفرك يداها ببعضها بتوتر إبتسمت بخجل ثم جلست علي طرف الأريكة بحذر جلس هو بالطرف الآخر ليٌعطيها حريتها ،

تحدث بصوتٍ هادئ حنون:

_أول حاجه أنا عاوزك تتأكدي إن إللي حصل ده حصل غصب عني إنتي بنفسك شفتي وليد أد ايه كان مٌستفز ،

وبجد ما كانش فيه قدامي حل تاني غير ده،

 

وأكمل ليٌطمئنها:

_أنا عاوزك تطمني خالص يا مليكه، أنا هكون ضيف خفيف عليكي ومش هحاول أضايقك أبداً صدقيني .

 

إبتسمت له بخجل وهزت رأسها بإيماء

 

وأكملَ هو بعيون نادمة:

_تاني حاجة ودي الأهم، أنا بجد أسف جدآ علي الطريقة الهمجية إللي عاملتك بيها من كام يوم أنا من وقتها وأنا متضايق جدآ من نفسي ،

ونظر لها وتحدث بفخر:

_وعلي فكره أنا ما بعتذرش لحد مهما كان هو مين ودي أول مرة أعملها ،فا أكيد ده ممكن يعرفك أد ايه إنتي حد مهم جداً بالنسبالي لدرجة إني أغير مبادئي وقنعاتي وأعتذرلك .

 

إبتسمت بهدوء وتحدثت برقة:

_موافقة أقبل إعتذارك لكن بشرط .

 

صفق يداه ببعضها وتحدث بدعابه :

_هما البني أدمين كده أول ما يلاقوك تنازلت وقدمت خطوة يطمعوا في إللي بعدها علطول علشان كده ما بحبش أعتذر لحد أنا .

ضحكت وأنار وجهها وأصبحَ مٌشع مثل قمرًٌ في ليلٍ عاتم ،فا أنارت معها حياتهْ ودق قلبهٌ المسكين مطالباً إياها .

 

نظر لها بعيون عاشقة وقلبٍ هائم وتحدث برقة أربكتها:

_ أؤمريني يا مليكه قولي شرطك واعتبريه إتنفذ من قبل حتي ما أسمعه ♡

 

شعرت بقشعريرة سَرتْ بجسدها من تأثرها بنظرة عيناه التي تتحدث عشقاً ،

حمحمت وتحدثت بصوتٍ يكاد يٌسمع من شدة خجلها:

_ياسين إوعدني إن إللي حصل ده ما يتكررش تاني وإنك عمرك ما هاتهني تاني مهما حصل .

تحدث بلهفة ونفي:

_ أنا عمري ما أقدر أهينك يا مليكه إنتي غالية ، وغالية أوي كمان وصدقيني من غير ماتقولي أنا عمري ما كٌنت هعمل كده تاني .

 

وأكمل بترجي:

_ بس علشان ده يتحقق أنا ليا عندك طلب ،

ثم أكمل بدعابه لإزالة توترها الظاهر علي وجهها:

_شوفتي بقا الفرق إللي بيني وبينك، ،إنتي بتتشرطي عليا لكن أنا بطلب .

 

إبتسمت لهٌ برقة أذابته قائلة:

_ مش هنختلف علي المٌسميات يا سيادة العقيد أهم حاجة المغزي من الحديث إتفضل أنا سمعاك .

 

أجابها بترجي:

_ مٌمكن قبل ماتخرجي لأي مكان تديني خبر ،أظن من حقي الشرعي إني أعرف مراتي فين وبتعمل ايه طول الوقت ،

 

وأكمل بحزن ظهر بعيناه:

_ وده حتي لو زي ما بتقولي دايماً إن جوازنا صوري أو مجرد إتفاق ،

وصدقيني أنا في اليوم ده ما نرفزنيش وجنني بالشكل ده غير خوفي عليكي إنتي والأولاد ، إتجننت لما شٌوفتك سايقه بنفسك وراجعه إنتي ومروان وأنس في وقت متأخر زي ده خفت عليكم يا مليكه .

 

كانت تستمع لرقة حديثه ونظراتهٌ التي تنطقٌ غراماً بقلبِ ينبض لم تدري لما قلبها ينبض بتلك الطريقه ولما ذلك الشعور بالإرتياح الذي إجتاحَ روحها ف حضرته ؟

حدثتهٌ بطاعه أثارتهٌ:

_ حاضر يا ياسين وبجد أنا كمان أسفه لو كٌنت ضايقتك ،

وأكملت بابتسامة أذابت حصونه:

_ أصلي حكيت ل سلمي إللي حصل وهي بصراحه قالتلي إني غلطت لما ما أستأذنتش منك

 

ابتسم لها وتحدث بدعابة:

_ والله سلمي دي ست بتفهم ما تديني رقم فونها علشان أشكرها بنفسي وبالمره أعزمها علي العشا في مكان رومانسي علشان أعرف أأكد علي الشكر أوي .

 

ضحكت بأنوثه أثارتهٌ وتخشبَ جسدهٌ بالكامل ،

♡ كم أنتَ مسكين أيها الياسين ♡

 

تغلبَ علي حاله و تحدثَ :

_ مٌتشكر أوي يا مليكه، وبجد أنا أسف علي أي حاجه عملتها وضايقتك مني الفتره إللي فاتت وعاوزك تعرفي إني عمري ما قصدت إني أضايقك أو أزعلك ،

إنتي أصلك ماتعرفيش إنتي بالنسبالي ايه ،

 

نظر لها بعشق وتحدث بعيون هائمة:

_مليكه أنا .

 

لم تدع لهٌ فرصه ليٌكمل إرتبكت لعلمها ما سيكملهٌ وقفت سريعاً مقاطعة حديثه بارتباك،

نظرت لهٌ بخجل وتحدثت بتلعثم:

_أااا أنا عاوزه أنام، تصبح على خير .

 

وأسرعت نحو تختها لتستعد للنوم .

 

تنهد بيأس ووقف يطالعها بقلبٍ مٌشتعل يصرخ ألماً بعشقها،

يريدها نعم يريد ضمتها ،يريد إحتوائها ،

إشتاق للمسة شفتاها التي لم يتذوقها سوي مرةً واحده ،

وياااااليتهٌ لم يتذوقها ،فمنذ ذلك اليوم وقلبهٌ أصبحَ مٌتمرداً عليه شفتاه لم ترد أن تتلمسٌ غيرها يريدها بكل ما فيه يريدها وبشدة ،

 

نظر عليها وهي تجلب لهٌ بعض الأغطية من تختها واستدارت له لتعطيهِ إياها

ذهب هو إلي الأريكه فردها ثم نظر لها بشكر وأخذ منها الغطاء والوساده ووضعهما ،

 

تحدث بهدوء يحاول بهِ أن يخرج حاله من تلك الحالة:

_ مليكه أنا جبتلك نوع الشيكولا إللي بتحبيها يعني كنوع من الإعتذار عن أي زعل سببتهولك الفترة إللي فاتت وبما إن الشيكولا بترفع هرمون السعادة فاأنا قررت أجبلك منها كل يوم،

ثم نظر لها بعيون تنطق عشقاً:

_ مش حابب أشوف نظرة حزن واحده ف عيونك بعد النهاردة ،إتفقنا ♡

 

إنتفض قلبها بسعاده وبدأت دقاته بالتسارع من شدة رقته وطريقة حديثه العذب معها أما عيناهْ فحدث ولا حرج ♡

إبتسمت له وتحدثت بقلبٍ سعيد :

_إتفقنا ♡

 

نظر لها وجدها تندثر تحت الغطاء ومازالت مرتديه حجابها حزن كثيراً لتعاملها معه علي أنهٌ مازال غريباً عنها .

 

ثم نظر لها وتحدث بابتسامه هادئة:

_مليكه فكي حجابك علشان تعرفي تنامي براحتك وده مش حرام علي فكره،

ثم أكمل بدعابه واستفهام مٌفتعل:

_هو أنا مش بردوا جوزك ولا ايه ؟

إبتسمت بخجل فأكمل هو :

_قومي قومي ماتتكسفيش أنا زي جوزك والله .

 

ضحكت ووقفت فكت حجابها بخجل:

_ وسحبت طوق شعرها وإذ بهِ ينطلق بحريه معلناً عن تمردهٌ ،إنسابَ فوق ظهرها وصل لمنتصفه كان لونهٌ بني حريري الملمس ،

ودَ لو يجري عليها ويحتضنها ثم يتلمس بيدهِ شعرها ويغمض عيناه ويشتم عبيرهٌ ،

 

تمالك حالهٌ لأبعد الحدود ولم يفق علي حاله إلا وهي تحدثه بعدما ذهبت لتختها:

_تصبح علي خير يا ياسين .

تنهد بإشتياق وتحدثَ بلهفة:

وإنتي من أهله يا مليكه .

واتجه هو الأخر إلي تخته بعدما أغلقَ الضوء

تسطح علي ظهره شبكَ يداه ووضعها تحت رأسه ناظراً للسقف مٌبتسماً ،

كان من المفترض أن يغفي إثنتيهم ،

ولكن هيهات ومن منهما سيأته النوم ؟

♡ فكلٌ منهما سارح بملكوته ♡

 

هو الذي تمرد عليه قلبه وأبت عيناهٌ النوم بحضرتها ♡

وهي الأخري أصبحت بحيرة أهي أصبحت تكرههٌ ؟

أم ترتاح إليه وللحديث معه مثلما حدث منذٌ قليل ،

 

تنهدت براحه وابتسمت وهي تسترجع حديثها معه .

 

أما هو ففي عالمه الخاص فا الليله هي أجمل لياليه ♡

♡ فاأخيرآ نجح في دخول قصر أميرتهٌ الصعبةٌ المنالِ ♡

لكنهٌ لن يستسلم حتي يسحبها و يٌدخِلُها عالمهٌ الخاص عالم ياسين المغربي،

♡لتكون أميرةِ قلبهٌ العاشق ♡

سيٌدَخلٌها لعالم عشقه المٌميز لتكون إمرأته الوحيده ♡ مٌدللة قلبهْ ♡ مليكتهْ ومالكة جوارحهْ ♡ سيستغني بها عن جميع نساءِ العالم ♡

نعم إنه ياسين المغربي رجل المخابرات الأول ،مٌتعدد العلاقات سابقاً، لكنهٌ تابَ علي أيديها،

فمنذٌ أن عشقها قلبه رغماً عن إرادته قبل عشرةٌ أعواماً من الأن ،

وقد تركَ كٌل ما كانَ عليه لأجلها ،فما كانت أكثر من زيجاته العٌرفية فقد كان يتزوج عٌرفياً بامرأه جديده شهرياً علي الأقل ،

فياسين كان شغوف مٌحبًا للنساء ويعشق ويٌقدر الجمال علي حسب تفكيرة الخاطئ ،

حتي رأها ذلك اليوم الموعود داخل مصعد جهاز المخابرات حيث طلت عليه وأنارت كشمسٍ أضائت بنورها ضلمة حياته، عشقها من نظرتها الأولي، وتغيرت نظرته للعشق والحياة بأكملها ،

 

حتي وإن لم تكن نصيبه لكنَ قلبهٌ الذي نبض بعشقها لم يتوقف يوماً عن تلك النبضات التي أصبحت رابطاً شرعياً بينهٌ وبين الحياه ♡

وأصبح كٌل ما يتمني هو رؤية معشوقته وهي سعيده أمامَ عيناه وفقط .

 

غفت هي بعد صراع عميق مع النفس ،أما هو فقد وقعَ في دوامة النوم بعد تعب جسده وإنهاك روحه ولم يغفي إلا ساعةٍ واحدةً فقط ،

فقد إستيقظ فزِعاً علي صوت مٌنبه الإيقاظ الذي تملك منهٌ سريعاً وأوقفهٌ حتي لا يٌزعج مليكتهٌ ،

نظر لها ووجد صدرهٌ يعلو ويهبط بشده من فرط سعادته ،

 

وقفَ سريعاً وذهب حتي وقفَ أمامها يراقب ملامحها الهادئة وهي تغفو بنومٍ عميق ،

♡أحقاً مليكتي أنتي بجواري أمام ناظري،.أحقاً أفقتٌ من نومي علي وجهكٍ المٌنير ، ياالله قلبي سيتوقف فرحاً فلتساعدني أرجوك ♡

تنهدَ بإشتياق،

وَدَ لو أن له الحق ليتمدد جوارها ويدلفٌها داخل أحضانه، وليفرد شعرها الحريري علي كتفهْ وتغفو بسلام علي ذراعه ♡

 

وجدها تتملل في فراشها بحركه أكملت علي باقي حصونهٌ وأهلكتها بالكامل ،

أسرع من أمامها ودلف للمرحاض قبل أن تفتح عيناها وتراه لكنها لم تفتح عيناها فقد كانت مٌستسلمة للنوم وغافية بسلام

إرتدي ملابسهٌ في غرفة الملابس وذهبَ لها وهو يتحرك علي أطراف أصابعه خوفاً من أن يٌقلقها بنومها ،

ألقي نظرة عليها وجدها قد أعطتهٌ ظهرها وشعرها مٌنساباً علي وسادتها بمظهرٍ يشدٌ البصر،

وقف بجانبها وأمال بأنفه علي شعرها ليشتَمَ عبيرهٌ ،

أغمض عيناه وبدأ بأخذ نفساً عميقاً ليدخلهٌ داخل قفصهِ الصدري ليحتفظ بهِ داخل رئتهْ أطول مدة مٌمكنه ♡

إبتلع لٌعابهْ وبدأت دقات قلبهْ تتسارع حتي أنهٌ خرج مسرعاً خوفاً من أن يضعف وتنهار قواه أمام سحر حوريته النائمة

خرج وأغلقَ الباب بهدوء وتنهد بارتياب ونزل للأسفل وجد أباه وطارق يتناولون فطارهم بجانب ثريا

جلس معهم تحت أنظار عز المٌتفحصة لعلامات السعادة الناطقة بوجه فلذة قلبه

 

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

 

في تمام الساعة الحادية عشر ظهراً

أفاقت مليكه من نومها ،تذكرت ليلتها الأولي معه إبتسمت ووضعت يدها علي صدرها وتنهدت ثم تحركت إلي المرحاض توضأت وصلت فرضها .

 

نزلت إلي الأسفل وجدت ثريا ويسرا ينتظراها في الحديقة ككل يوم ليتناولنَ فطورهنَ سوياً وبالفعل بدأن بتناول الطعام،

وبعد مٌده وقفت يسرا وتحركت بعيداً لترد علي إتصال نرمين

تحدثت ثريا ناظرة إلي مليكه بتساؤل:

_نمتي كويس ؟

نظرت لها وهزت رأسها نافيه .

أكملت ثريا:

_ معلش يا مليكه إتحملي شويه بكره تتعودي علي وجوده في الأوضه وتقدري تنامي .

 

ثم أكملت بتساؤل:

_ياسين حاول يضايقك إمبارح ؟

تحدثت بنفي سريع:

_ خالص يا ماما بالعكس كان لطيف جداً وكمان إعتذرلي عن اليوم إياه ووعدني إنه مش هيكررها تاني .

 

تحدثت ثريا بإبتسامة رضا:

_ ياسين إنسان محترم وعلشان كده أنا مٌش عاوزاكي تخسريه يا مليكه .

ضيقت عيناها وتسائلت باستفهام:

_تقصدي ايه بكلامك ده يا ماما ؟

أجابتها ثريا بتوضيح:

_ أقصد بلاش تعندي معاه وتخسريه ياسين سند لولادك وحمايه ليهم من غدر الزمن وغدر البشر،

خديه في صفك ياسين محترم ومتربي كويس بس أكتر شيئ بيكرهه في حياته كلها إن حد يعانده ومايسمعش كلامه .

تحدثت مليكه باستفهام:

_ مش فاهمه حضرتك بتطلبي مني ايه بالظبط ياريت يا ماما توضحي كلامك أكتر علشان أقدر أفهمك .

 

أجابتها ثريا بثقه:

_أقصد إنك تتجنبي كل إللي بيضايقه يعني بيضايق من خروجك من غير إذنه إستأذنيه،

وطالما بيضايق من كلمة جوازنا رسمي وإنت مش جوزي ،يبقي بلاش تقوليهم أنا شايفه إنك تقدري تكسبيه في صفك بسهوله جداً .

 

نظرت لها بذهول وتحدثت:

_ماما هو حضرتك عاوزاني أكون زوجه فعليه لياسين؟

 

تحدثت ثريا بنفي سريع:

_ لا طبعاً يا بنتي أنا مقصدتش كده خالص،

ثم فاقت علي حالها وتحدثت:

_ ده شيئ يرجعلك لوحدك

ومادام إنتي مش حابه ده ولا عاوزاه أنا عمري ما أقدر أجبرك عليه ،أنا كل إللي أقصده هي المعامله

صدقيني الكلمه ساعات بتريح وبيكون لها مفعول السحر ،

وكتير بتكون أقوي من الفعل نفسه شغلي ذكاء الست اللي جواكي يا مليكه وإنتي ترتاحي .

 

قطع حديثهما مجيئ يسرا وجلوسها

 

نظرت لها ثريا :

_كانت عاوزاكي في ايه نرمين علي الصبح كده ؟

أجابتها يسرا وهي تلتقط كأس العصير لتتناوله :

_مفيش يا ماما كانت بتطمن علينا وعلي الأولاد .

إبتسمت ثريا وتحدثت برضا:

_ربنا يبارك فيكم يا حبيبتي أيوه كده عاوزاكم ترجعوا مع بعض زي الأول وأحسن .

دلف طارق من البوابه الخارجيه مٌتجهاً إليهم بابتسامة سعيدة علي صغريهِ

 

تحدث طارق بابتسامة:

_ صباح الخير علي أحلا موزز في عيلة المغربي كلها .

 

إبتسمن ،وتحدثت ثريا بدعابة:

_صباح النور علي أكبر بكاش في عيلة المغربي كلها

وأشارت لهٌ بيدها إقعد يا حبيبي .

 

ضحك الجميع وأكمل طارق بدعابةوهو يجلس:

_ كده بردوا يا عمتي هو إللي بيقول الحق في العيله دي يبقي بكاش ؟

تحدثت يسرا باهتمام أخوي:

_ أجهزلك فطار يا طارق ؟

طارق :

_لا يا حبيبتي تسلميلي أنا جاي أخد مليكه وأمشي علطول .

ثم وجه بصرهٌ إلي مليكه وتحدث ب عملية :

_ محتاجك معايا في الشهر العقاري فيه أوراق مهمة ولازم تتمضي النهاردة.

 

تحدثت ثريا موجهة حديثها إلي مليكه:

_قومي يا حبيبتي إجهزي علشان ما تأخريش طارق .

أجابتها مليكه بطاعه:

_حاضر يا ماما بعد إذنك يا طارق .

أجابها طارق:

_ إتفضلي يا مليكه بس إستعجلي علشان نلحق وقتنا .

وقفت مليكه ويسرا تابعتها للداخل .

 

أما طارق الجالس ينظر بخجل لزوجة عمهِ وأخيراً تشجعَ قائلاً:

_ عمتي حقك عليا ،

أنا عارف إنك زعلانه مني و بجد أنا مكسوف منك أوي،

جيجي حكتلي علي إللي ال ماما وليالي قالوه لحضرتك عن موضوع مليكه،

وبجد أنا إتضايقت من نفسي جداً لانهم إستغلوا الموضوع بشكل غلط .

 

تنهدت ثريا بضيق ظهر علي وجهها ونظرت له قائلة بعتاب:

_ وأنا مش هكدب عليك يا طارق وأجاملك وأقولك إني مزعلتش منك لا زعلت ، وزعلت أوي كمان ،

ونظرت له وتحدثت:

_ عارف ليه زعلت يا طارق ؟

علشان إنت إبني اللي ربيته معايا هنا من صغرك إنتَ ورائف وإنتوا مع بعض مذاكره وأكل وتمارين،

ده حتي النوم ماكٌنتش بترضي تنام في بيتكم وتيجي تنام مع رائف في أوضته،

عمرك ما خرجت سر بيتي وحكيته لمامتك ولا باباك تيجي دلوقتي بعد ما كبرت ورائف راح وأنا إعتبرتك إنت وياسين عوض ليا عنه وإنتَ اللي تخرج أسرار بيتي !

هزت رأسها بأسي وأكملت:

_محبتهاش منك أبداً يا طارق .

تحمحمَ بخجل وتحدث:

_أنا أسف يا عمتي، بس والله العظيم ماكان قصدي أبداً أخرج أسرار بيتك،

أنا كل اللي كٌنت أقصده وقتها إني أهدي ليالي من ناحية ياسين وخصوصاً بعد ما شوفت حالتها أد ايه كانت صعبه علشان ياسين ما احترمهاش وسابها وجه علي هنا ورا مليكه،

كنت بفهمها الوضع مش أكتر .

 

تحدثت ثريا بهدوء:

_مش علي حساب مليكه وكرامتها يا طارق ،

ياريت يا ابني إللي حصل ده ما يتكررش تاني علشان تفضل مٌحتفظ بمكانتك الكبيرة في قلبي .

 

أجابها طارق بندم وخجل:

_كرامة مليكه علي راسي يا عمتي وحقك عليا ووعد مني عمري ما هزعلك مني تاني أبداً ،

ووقف بجانبها وقبل رأسها باحترام واعتذار قابلتهٌ ثريا بترحاب وقلب أم .

 

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

 

كان يمشي بخطيً واثقة كالملك داخل الممر المؤدي إلي مكتبهِ بعد خروجهِ من مكتب رئيس الجهاز ،

تقابل بأحد رجاله ويدعي عٌمر الذي تحدثَ بإحترام:

_ياسين باااشا صباح الفل .

 

أجابهٌ ياسين ومازال يمشي بثقة وتفاخر: _صباح الخير يا عٌمر .

تحدث عٌمر باحترام وسعادة وهو يحاول اللحاق به:

_جبتلك الخبر اليقين اللي هتشكرني عليه يا باشا .

ياسين وهو يهرول في مشيتهِ بخطي ثابتة:

_ إنجز يا عمر هات اللي عندك وبطل رغي .

 

دلفا لداخل المكتب إتجه ياسين لمكتبه خلع عنهٌ سترته وعلقها وجلس بكل ثقة وليونة وأشار بيده للواقف محني الرأس باحترام

وتحدث:

_إقعد يا عٌمر وقولي إنك لاقيتلي إبن ال*** إللي بندور عليه

أجابهُ عٌمر بوجهِ سعيد:

_ حصل يا باشا وده الدوسيه اللي فيه كل المعلومات عنه صحيح هو تعبنا شويه علي ما وصلناله علشان كان واخد إحتياطاته بس علي مين ده إحنا رجالة ياسين المغربي

ولو كان مستخبي في حضن إبليس نفسه بردوا كٌنا هنجيبه .

 

أخذ ياسين الملف وبدأ بقراءة ما يحتويه بإهتمام ،

 

وأكمل عٌمر :

_ بسلامته يبقي المهندس وائل عٌمران المسؤل عن الإلكترونيات في الشركه،

مٌتخصص في تركيب الكاميرات والمسؤل عن دورات صيانتها الشهريه ومن حوالي سنة كده وبالتحديد من بعد وفاة رائف باشا بكام يوم

بدأ يتقرب جداً من سٌهي سكرتيرة الباشا الله يرحمه وعلاقتهم إتطورت بسرعة رهيبة،

 

وأكمل ساخراً:

_ برغم إنه متجوز القذر واضح يا باشا إنه كان واخد البت سلم علشان يوصل عن طريقها للمعلومات اللي إستخدمها وده طبعاً بعد طارق باشا ما عينها مديرة مكتبه بعد وفاة رائف باشا .

 

نظر لهٌ ياسين باستفهام:

_والبت ايه نظامها معاه ؟

 

أجابَ عٌمر بإيجاب:

_البت زي الطٌربش يا باشا خد منها كل المعلومات وختمها علي قفاها زي الهبله بس مالهاش دعوه بحاجة ولا تعرف أي حاجة عن الموضوع أصلاً.

إبتسمَ ياسين وتحدث ساخراً:

_ يبقي لازم تتعاقب بتهمة الغباء يا عٌمر لازم نقرص ودنها علشان تبقي تاخد بالها بعد كده .

ضحك عٌمر وتحدث بإيجاب:

_اللي تؤمر بيه سعادتك .

ألقي ياسين الدوسيه بإهمال ونظر بشر إلي عٌمر قائلاً:

_ تاخد الرجاله وتجٌرلي إبن ال**** ده من قفاه وتجبهولي علي المكان اللي بنستقبل فيه الناس العزيزة أوي علي قلبنا

عاوزين ندلعه علي الآخر، ،عاوز إستقبال يليق بواحد طير النوم من عيني أربع أيام بحالهم ، مفهوم يا عٌمر ؟

وقف عٌمر ونظر لهٌ بابتسامه وأجاب بتسلي:

_ أوامر سعادتك يا باشا إعتبره حصل ده أحنا هنروقه وهنوريه اللي عمره ما فكر ولا تخيل إنه يكون موجود في الحياه أساساً .

 

إبتسم ياسين ساخراً وقال:

_عاوز أشوف الهمة يا رجالة .

خرج عٌمر بعد إلقاء التحية الرسمية علي ياسين الجالس ببرود .

 

بعد خروجه أسند ياسين ظهره علي المقعد ووضع يدهٌ علي ذقنه وأخذ يحرك المقعد يميناً ويساراً بتسلي وبدأ باسترجاع ليلتهٌ الماضية المٌميزة، ليلتهٌ الأولي في غرفة مليكتهٌ ،

تنهد بسعادة وحدث حاله :

_ما أجمل طعم عِشقكِ مليكتي، عشقٌكِ ذو مذاقٍ خاص صغيرتي،

عشق بطعم الحياة

فمرحباً بكي داخل عالمي ،عالم عشق ياسين المغربي

#إنتهي_البارت

 

هل سيوفي ياسين بوعده ل يسرا ويكتفي بالحصول علي الفيديو واسترجاعه لها؟

أم أن للفضولِ رأيٍ أخر ؟

هذا ما سنعلمهٌ في البارت القادم .

#رواية☆ #قلوب_حائره #

#بقلمي_روز_آمين

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل حاجب الإعلانات لتستطيع تصفح الموقع