روايات روز أمين

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الثاني

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الفصل السادس عشر

🦋 #البارت_السادس_عشر 🦋

روايات روز أمين
روايات روز أمين

نظرت لها يسرا وتحدثت بحماس:

_خلاص يا نرمين أنا لقيت حل للمشكلة دي من غير ما تدفعي ولا مليم للحيوان ده .

 

أمسكت نرمين يدها بعرفان وفرحة قائلة :

_إيه هو الحل ده يا يسرا إتكلمي .

 

أدفتت يسرا قائلة بنبرة جادة:

_إحنا نروح لياسين ونحكي له علي إللي حصل كله وهو بحكم شٌغله هيعرف يجيب الحيوان ده من قفاه وبكده نكون حلينا المشكلة للأبد ومن غير ما ندفع ولا مليم .

 

هزت نرمين رأسها بنفي وظهرت علامات الرعب علي وجهها وتحدثت برفضٍ تام:

_إنتِ بتقولي إيه يا يسرا ،

إنتِ عاوزاني بكل بساطة أروح أقول لياسين إني كنت السبب الرئيسي في موت أخويا !

وأسترسلت بنبرة رافضة:

_إنتِ أكيد إتجننتي ،لا أنا مستحيل أوافقك علي الجنان ده أبداً، ده مش بعيد ياسين يموتني فيها .

 

أمسكتها يسرا من كتفها مطمئنتاً إياها:

_صدقيني يا نرمين ده أسلم وأعقل حل،

وأكملت بطريقه عقلانيه :

_تعالي نفكر بالعقل ونحلل الموضوع من كل النواحي وبالتفصيل ،

يا ستي إفرضي إني ساعدتك واديتك أنا الفلوس من معايا ودفعناها للحيوان ده أياً كان هو مين ،

إيه بقا اللي يضمن لك إنه مش هييجي كمان شويه ويهددك تاني ويطلب أكتر

 

وأكملت بحكمة:

_وخصوصاً إنه هيبقي إتأكد خلاص إنك مرعوبة وهتدفعي غصب عنك ده واحد ماعندوش أخلاق وإحنا ما نضمنش تفكيره إزاي ، وقتها بقي ممكن تقولي لي هنتصرف إزاي ؟

 

كل إللي هيحصل إنك هتضطري تدفعي له من فلوسك وبردو جوزك هيعرف وييجي يسألك وديتي الفلوس فين ؟

 

وساعتها هيكون قدامك حل واحد ملهوش تاني وهو إنك تعترفي له بكل إللي حصل وتصغري أوي في عنيه ووقتها ياعالم رد فعله هيكون إيه ؟

 

وأكملت بتعقل:

_تعالي بقا للحل التاني وهو إننا هنقول لياسين، ياسين وبكل بساطة هيساعدنا ويجيب لنا الفيديو من غير شوشرة ومن غير ما حد يعرف ،وكمان هيربي الحيوان ده ويبعده عن طريقك خالص ،

 

وأكملت مٌطمئنه إياها :

_وياستي ليكي عليا هشترط عليه إنه ما يفتحش الفيديو ولا يحاول يسأل علي محتواه ، هااا قولتي إيه ؟

 

نظرت لها نرمين بقلق و تردد ثم أردفت:

_خلاص يا يسرا إللي تشوفيه صح أنا معاكي فيه ، لكن أرجوكي تفضلي جنبي وما تسبينيش .

 

تنهدت يسرا وأردفت بألم :

_صدقيني أنا واقفة جنبك بس علشان الموضوع ميوصلش لماما وتتصدم فيكي صدمة عمرها ،وقتها ممكن تموت بجد من قهرتها علي وجع إبنها وإحساسه وهو مطعون في رجولته ، ومن مين

من أخته شقيقته .

 

بكت نرمين بحرقة وتحدثت :

_أرجوكي يا يسرا كفايه أنا مش ناقصه ، كفايه عليا عقدة الذنب إللي أنا عايشه بيها وبتقطع في قلبي ليل ونهار .

 

أجابتها يسرا بحده وأسي:

_مش باين يا نرمين، والدليل علي كلامي إن بدل ما تكفري عن ذنبك وتقفي مع ولاده، جايه وبكل بجاحه عاوزه تقاسميهم في الحاجه الوحيده إللي فضلالهم منه وهتسندهم في حياتهم لحد ما يكبروا وهي الورث ،

وتحدثت بأسي:

_ علي العموم الكلام مش هيغير إللي إحنا فيه ، أنا هتصل بياسين علشان نقابله .

 

أجابتها نرمين برفض :

_لا مش هينفع خالص النهاردة محمد علي وصول وأنا لازم أروح قبل ما يرجع ويعرف إني خرجت نتقابل بكره ،

وافقتها يسرا وذهبت نرمين إلي منزلها بعدما أعادت شقيقتها إلي منزل والدتها .

داخل جناح ياسين ليلاً

إقتربت ليالي بدلع مرتديه ملابسها المثيره إلي الجالس فوق تختهِ مٌمسك بيدهِ كتابًا يقرأ بهِ وذلك حسب خطة منال التي رسمتها لها

وتحدثت بحزن مٌصطنع:

_علي فكره يا ياسين أنا زعلانه منك أوي .

 

رفع بصرهِ ناظراً عليها مضيقاً عيناه بإستنكار قائلاً بطريقة مستفزة :

_إتفلقي .

 

إنتفضت بحدة وتحدثت بإستغراب :

_إنت بتقول إيه يا ياسين ؟

أجابها ياسين ببرود مٌميت:

_ إللي سمعتيه يا ليالي بقولك إتفلقي، مستنيه تسمعي مني إيه أنا آسف يا روحي؟

لا إنسي أنا ما بتأسفش يا ماما ومش أنا خالص إللي هنحني لواحده ست واعتذرلها مهما كانت هي مين .

هٌنا نزلت دموعها من شدة قسوتهِ عليها وقالت :

_إنتَ إزاي قلبك قاسي كده ؟

وأكملت بإنكسار مٌصطنع:

_هي دي مقابلتك ليا بعد غيابي عنك المده دي كلها ، هو ده حبك ولهفتك عليا .

تحدث بحدة:

_والبعد ده مين إللي إختاره يا هانم ؟

 

وأكملَ مٌعنفاً إياها:

_للأسف يا ليالي غبائك صور لك إن لما تبعدي وتسيبي البيت هتقهر من بٌعدك عني وأجيلك أنحني علي رجليكي وأتوسلك ترجعي وبالشروط إللي تؤمري بيها

بس طلعتي غبية أوي ونسيتي إنك متجوزه ياسين المغربي إللي مفيش ست قدرت تكسره ولا تخليه ينحنلها ،لسه ما اتخلقتش اللي تذل ياسين المغربي يا مدام .

 

إرتمت داخل أحضانه بدلال قائلة بهمس داخل أٌذنه:

_أرجوك يا ياسين إنسي كل إللي فات وتعالي نبدأ من جديد ،

وهمست برقه بأٌذنه:

_بحبك يا ياسين ، بحبك وبجد وحشتني .

لم يتحرك لهٌ ساكن ولم يوليها أية إهتمام .

خرجت من بين أحضانه وتحدثت بدموع:

_ جبت القساوة دي كلها منين؟

بقولك وحشتني ،هو أنا ما وحشتكش ؟

ولا عاوزني أنزل علي رجلك أبوسها واتأسفلك وإنت إللي غلطان فيا .

حدثها ياسين بجبروت:

_أه يا ليالي هو ده إللي أنا عايزه بالظبط إنك تتأسفي وتعلني عن ندمك وغبائك في تصرفك وإنك مش هتكرري غبائك ده تاني .

 

نظرت لهٌ ليالي بإستغراب وتحدثت بإستعلاء:

_أنا مغلطش يا ياسين علشان أتأسف ،إنتَ كٌنت عاوزني أعمل إيه وإنت مٌصمم تتجوز عليا ،

أقعد أحط إيدي علي خدي وأندب حظي، ولا أروح معاك وإنتَ بتكتب كتابك علي الهانم وأزغرطلك كمان إنت بجد بجح أوي وغريب .

 

أجابها ياسين بحدة وصوتٍ جهور :

_لا يا هانم تعتذري لأنك غبية ومجرد تابع

وأكملَ معنفاً إياها:

_علي ما أتذكر يا هانم إن يومها كنا هنا في نفس الأوضه دي ،

واتكلمنا واتعاتبنا واتفقنا ونمتي في حضني علي نفس السرير ده وأنا سعيد وفاكر نفسي متجوز ست بتفهم ومخها كبير واستوعبت الموقف إللي الظروف حطت جوزها فيه

وبعدها إيه إللي حصل يا مٌستقله يا أم عقل كبير ،

تيجي حتة عيله زي نرمين وتلعب بعقلك وتسمعي كلامها هي وأمي وتمشي وتسيبي بيتك، قال يعني كده هتكسريني،

وأكملَ :

_وعلي فكرة بقا علشان تكوني عارفة أنا الست إللي ما تسمعش كلامي وتنفذه بالحرف الواحد ماتلزمنيش ،

ولازم تعرفي كمان إنك موجوده هنا بس علشان خاطر أمي وسيلا ليس إلا .

 

ألقت نظرة غضب عليه وتحدثت بحدة:

_يظهر إني رخصت نفسي معاك زياده عن اللزوم يا سيادة العقيد بس ملحوقه ،

وذهبت لفراشها إرتمت عليهِ بعنف لتستعد لنومها

أما هو فابتسم ساخراً وأكملَ قرائة كتابه بلا مبالاه .

 

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

 

في صباح اليوم التالي

 

كان وليد عبدالرحمن يدلف إلي جراج العائله ليٌخرج بسيارته للذهاب بها إلي العمل ،

وجد مٌني عاملة منزل ثريا تقترب عليه وهي تتلفت حولها قائله بوجهِ بشوش :

_صباح الخير يا وليد باشا .

نظر لها مستغرباً :

_مٌني ! خير فيه حاجه ؟

 

إقتربت منهٌ وهي تتلفت حولها بقلق قائلة:

_ كل خير يا باشا إن شاء الله ، أنا جايه أقول لحضرتك كلمتين علشان أكون خلصت ضميري من ربنا .

 

نظر لها مٌضيقاً عيناه بإستغراب وتحدث:

_كلمتين إيه دول يا مٌني إللي جايه تقولهوملي ؟

إتكلمي أنا سامعك .

 

إسترسلت حديثها بنبرة قلقة وسريعة :

_ أنا طبعاً عرفت زيي زي غيري إن حضرتك كنت عاوز تتجوز ست مليكه لكن ياسين باشا الله يسامحه وقف في وش حضرتك واتجوزها هو ،

لكن إللي بيحصل مع مدام مليكه ده حرام ومايرضيش ربنا ،

وبصراحه بقا أنا حاسه إن الست مليكه ندمانة علي الجوازه دي

ولو رجع بيها الزمن تاني أكيد هتوافق علي جوازها من حضرتك، ماهو ماحدش بيرضي بالظلم علي نفسه يا باشا .

تحدث وليد مٌستفسراً وقد لمعت عيناه بالتشوق لمعرفة ماهو قادم:

_ تقصدي إيه بالظلم إللي واقع علي مليكه من ياسين يا مٌني؟

 

مٌني وهي تدعي الخجل وتنظر للأسفل:

_لامؤاخذه يا باشا ،هي الست مننا بتتجوز ليه ، مش علشان تلاقي راجل ياخدها في حضنه ويضمها في ليالي الشتا الباردة ويحسسها إنها ست .

 

نظر لها وليد وتحدثَ مٌبتسماً بتسلي:

_إيه يابت يا مني الإنحراف إللي إنتي بقيتي فيه ده ؟

يخربيتك دأنا كنت فاكرك مؤدبة ، ماعلينا ياستي ،

بردوا ما قولتليش تقصدي إيه بكلامك ده ،

واخلصي وانجزي علشان متأخر علي شغلي ومش فاضي للت الحريم إللي علي الصبح ده.

 

تحدثت مٌني علي إستعجال:

_معلش يا باشا إستحملني شويه والله أنا قصدي مصلحتك،

بص يا باشا الموضوع إللي عاوزه أوصلهولك هو إن من ساعة جواز ياسين باشا ب مليكه هانم محصلش بينهم أي حاجه من إللي هي بتحصل بين المتجوزين دي يعني .

 

نظر لها بتشوق لما هو قادم:

_ وإنتي يا بت عرفتي منين الكلام ده ؟

أجابتهٌ مٌني ساخرتاً:

_ده حاجة واضحة زي عين الشمس يا وليد بيه ،

وهو لمؤاخذة ده هيحصل إزاي وكل واحد منهم في أوضه لواحده وقافل بابها علي نفسه ،

هيحصل بالاسلكي إللي لامؤاخذة بيقولوا عليه ده .

 

لمعت عين وليد قائلاً بشغف:

_إنتي عاوزه تفهميني إن ياسين ومليكه مش بيناموا في نفس الأوضه ؟

 

أكملت مٌني حديثها بنفي :

_لا ياباشا ياسين باشا حاطت حاجته في جناح لواحده ومش معتبر الهانم مراته أصلاً ،

وأنا بقا جيت لحضرتك يمكن تلاقي حل للمسكينة دي وترحمها من الظلم إللي هي عايشة فيه .

 

إلتمعت أعين وليد وظهر بداخلها بريقٌ أمل جديد وتحدث:

_برافوا عليكي يا مٌني عملتي خير إنك جيتي قولتيلي وأنا من ناحيتي هحاول بكل قوتي أخلص مليكه هانم من الجوازة المهببة دي ،

 

شكرها وليد وأخرج لها بضعة ورقات من الفئه المتوسطه علي تلك المعلومة السرية الخطيرة التي أدلت بها لهٌ وذهبت هي إلي مطبخ ثريا وكأن شيئاً لم يكن .

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

 

في نفس اليوم إتصلت يسرا بياسين ليتقابلا معهٌ هي ونرمين وبالفعل تقابلا بإحدي الأماكن العامة، وقد قصت عليه يسرا كل ماحدث .

 

نظر لهما ياسين مٌضيقاً عيناه مٌتسائلاً:

_وياتري بقا إيه إللي موجود في الفيديو يخلي الحقير ده يتجرأ ويهددك بيه وهو عارف كويس أوي سيادتك من عيلة مين .

إبتلعت نرمين لٌعابها بصعوبة من خوفها ،

بينما بادرت يسرا بالحديث:

_ورحمة بابا ورائف وغلاوتهم عندك ما تسأل السؤال ده ولا تحاول تعرف إيه إللي جوه الفيديو يا ياسين .

 

نظر لها مٌستغرباً وتحدث:

_ياه يا يسرا للدرجادي الموضوع صعب، شكل الهانم مهببه مٌصيبه وكبيره كمان .

أجابتهٌ يسرا بكذب :

_الموضوع مش صعب أد ما هو سر بين أخت وأخوها وأظن من حقنا ماحدش يعرفه يا ياسين .

 

تحدثَ ياسين موجهاً بصره إلي نرمين:

_التقارير بتاع حادثة رائف أثبتت إن رائف الله يرحمه كان سايق بسرعة جنونية إيه إللي حصل يومها يا نرمين،

وأكملَ بوعيد:

_ورحمة رائف لو اكتشفت إن ليكي علاقه ،

لم يكمل باقي حديثه قاطعته يسرا بكذب:

_أرجوك يا ياسين صدقني نرمين ملهاش ذنب فى إللي حصل لرائف ،تفتكر أنا كنت هسكت لو عرفت حاجة زي كده ؟

وزي ماقولتلك إللي موجود في الفيديو مجرد كلام أخت مع أخوها وأرجوك يا ياسين توعدني إنك تتخلص من الفيديو من غير ما تحاول تعرف إيه إللي فيه أرجوك .

 

أماءَ لها بتفهم فهو حقاً يحترم يسرا ويقدرها ويقدر عقليتها الكٌبري وقال:

_وأنا إحتراماً لرغبتك هوافق علي كلامك بس علشان أنا واثق في عقلك يا يسرا ،

والموضوع ده إعتبروه إنتهي،

ثم نظر إلي نرمين وأكمل:

_أما الزباله ده يكلمك بكره قوليله إديني فرصه أتصرف في الفلوس علشان ما حدش يحس بحاجه ،

وأنا إن شاء الله الموضوع مش هياخد معايا أكتر من يومين تلاتة بالكتير ،

ثم أكملَ :

_إديني الرقم بتاعه وانسي الموضوع تماماً ،

وطول ماأنا عايش علي وش الدنيا مش عاوزكم تقلقوا من أي حاجه

وعاوزكم تتأكدوا إن إللي يفكر يمسكم ولو بكلمه هنسفه من علي وش الدنيا ، لسه ما اتخلقش اللي يهددكم وأنا موجود .

شكرتهٌ الفتاتان بعرفان ورجعت كلٍ منهما إلي منزلها دون أن يشعٌر بهما أحد .

___________

 

جاء يوم الجمعة

موعد تجمٌع العائله الإسبوعي علي الإفطار بمنزل ثريا ،

لم تلتقي مليكه ب ياسين مٌنذ ذلك اليوم، ،

أو بمعني أصح لم ترد لقائه فقد كانت تتجنب أي لقاء يجمعها به ،

خرجت من باب الفيلا مٌتجهة إلي مجلس العائلة في الحديقة علي غضض عيناها ،

وجدت ليالي تقف عند المسبح تنظر لهٌ بضيق إتجهت إليها مٌتلاشيه نظرات ذلك العاشق الولهان الذي أخذ قلبه بالضجيج والأنين عند رؤياها ،

فقد اشتاق رؤيتها حد الجنون ،

هي من منعت حالها عنه ،ولكن مازاد بعادها إلا توهج عشقها بقلبه وتملكه،

وقفت بجانبها وحمحمت بإحراج وتحدثت:

_إزيك يا ليالي، حمدالله على السلامه ،

نظرت لها بحدة ونظرات غاضبة وتحدثت بسخرية:

_مش متأخره شويه يا مدام ؟

 

أجابتها مليكه بإحراج:

_أنا لو أضمن إنك مٌتفهمة الوضع إللي أنا إتحطيت فيه غصب عني ومش زعلانه مني وهتعامليني كويس صدقيني كٌنت جيت لك من أول يوم رجعتي فيه .

 

أجابتها ليالي بحدة وتعالي:

_بٌصي يا مليكه لؤم وكُهن الستات ده مش هيخيل عليا، يخيل عليهم كلهم أه ،لكن أنا لاء يا قلبي انا ليالي العشري يا مليكة ،

 

ونظرت لها بكبرياء ثم تركتها وتحركت دون حتي أن تٌعطيها حق الرد .

 

تنهدت مليكه بضيق وحزنت من معاملة تلك الليالي المتعجرفة تنفست الصعداء والتفتت لتذهب إلي حيث جلوسهم ،

 

وجدت بوجهها وليد الذي حدثها وكأنهٌ الفارس الهُمام الذي أتي لينقذ أميرته الأسيرة تحدثَ بإنتشاء:

_مليكه أنا عرفت كل حاجة وإن شاء الله النهاردة هحل لك مٌشكلتك وهخلصك من الجوازة المشؤومة دي .

 

قضبت جبينها ونظرت لهٌ بإستغراب وتركتهٌ وذهبت لمقعدها وجلست بجانب يسرا ،

وحدثت حالها:

_بما يٌهذي هذا الوليد ؟حقا ما كانَ يٌنقصني غير ذاك المعتوه ليشوش عقلي أكثر .

 

جلس الجمع يتناولون الإفطار في جو يكسوهٌ بعض المشاحنات ليالي، منال، وليد، ياسين .

 

نظر وليد إلي ياسين ثم وجهَ حديثهٌ للجميع قائلا:

_تفتكروا يا جماعه ايه حٌكم الشرع في واحد إتجوز واحده وما عاشرهاش معاشرة الازواج زي ربنا ما أمر، هل الجوازة دي كده تبقي صحيحة وشرعية وتجوز ،ولا لا تجوز ؟

 

إنتفض جسدها واقشعرَ بدنها نظرت علي الفور إلي ياسين وجدتهْ مصوب نظرهِ كالرصاص علي ذلك الوليد

رمقهٌ ياسين بنظره كالرصاص مٌتحدثاً بحدة وصرامة:

_إللي لا يجوز بجد هي مهاتراتك البايخة دي في وسط قاعده فيها ستات وبنات مراهقات يا وليد بيه .

 

إستشاط وليد غضباً من تهكم ياسين عليه وتحدث بإستفزاز :

_دي مش مهاترات يا ياسين باشا، ده سؤال في صميم الدين ،ثم إشمعنا إنتَ بالذات اللي حرقك الكلام أوي كده وخدته علي صدرك ،

وأكملَ مٌتهكماً:

_ولا هو الكلام جه علي الجرح .

 

تحدث طارق مٌتهكماً:

_جري ايه يا وليد مالك يلا ما تظبط كده علي الصبح .

 

نظرت ليالي إلي مليكه بتشفي وابتسمت ساخرتاً علي حديث وليد المقلل لشأنها ،

إبتسمت راقيه وتحدثت إلي زوجها الجالس بجانيها :

_دي شكلها كده هتحلو أوي .

 

رمقها عبدالرحمن بنظرة حادة أخرصتها .

 

أما مليكه كان إرتعاش جسدها وخفقان قلبها بشده ورعبها هما سيد موقفها ، أمسكت يسرا يدها لتٌطمئنها و باتَ عز مٌتأكداً أن وليد علمَ بالإتفاق .

 

نظر لهٌ ياسين بنظرة إستفهام وتحدث مٌتهكماً مٌستفزاً إياه :

_ماتخليك راجل وتدخل في الكلام علطول بدل تلقيح النسوان إللي علي الصبح ده ؟

 

إنتفضَ وليد من جلستهِ بغضب ووقفَ قائلاً:

_ تلقيح نسوان !

طب خد عندك كلام الرجالة بقي يا راجل ،

 

ثم تحركَ ووقف برأس منضدة الطعام الطويله

وتحدث بعنف:

_ هو ينفع يا عز باشا إبنك يحَرم مليكه عليا ويتجوزها هو ويقولي أنا خطبتها من باباها قبلك ،

وبعد ما يكتب كتابه عليها يهملها وما يعتبرهاش زوجه ليه ونايمين كل واحد منهم في أوضه،

وأكملَ مٌعترضاً:

_طب كان ليه من الأول لما هو مش هيحترمها ويديها حقوقها الشرعية زيها زي ليالي ، ردوا عليا كلكم هو ده يرضي ربنا ؟

 

إنتفض ياسين هو الآخر من جلسته وتحدث بحدة:

إنتَ إزاي يا حيوان تسمح لنفسك تتدخل في حاجة حساسة زي دي !

دي حاجه خاصة بيني وبين ومراتي ، إيه اللي يحشرك فيها ؟

وقفت ليالي بغضب موجهه حديثها الغاضب لهٌ قائله :

_مراتك ! هي مين دي إللي مراتك يا ياسين ؟

 

رمقها بنظره كادت أن تحرقها وأشار لها بيدهِ لتجلس، ونظر لها بغضب أخرسها ،جلست مكانها من جديد وجسدها ينتفض غضباً ،

 

إنتفض طارق من جلسته مناصراً أخاه قائلاً بحدة:

_ إلزم حدودك في الكلام يا وليد وخليك راجل محترم و متدخلش في إللي ملكش فيه .

 

تحدثت ثريا هي الأخري بغضب:

_وليد دي خصوصيات بيتي وأنا ما اسمحش لأي حد مهما كان هو مين إنه يتعدي حدوده ويتدخل فيها .

 

تحدث عز لينهي الحرب القائمة:

إهدي يا ثريا إنتي وياسين، وإنت يا وليد زي ما ياسين قالك دي حاجة بينه وبين مراته فبلاش تحشر مناخيرك دي فيها وبطل إستفزاز .

 

تحدث وليد بتمثيل:

_يعني ايه يا عمي ما اتدخلش هي مليكه دي مش أمانة رائف لينا كلنا ،وكمان هو مش الساكت عن الحق شيطانٌ أخرس ؟

يبقي لما ألاقيها مظلومه وقتها لازم أتدخل وأجبلها حقها .

رمقهٌ عبدالرحمن بنظره حادة هادراً به:

_وليد إسمع كلام عمك واسكت خالص ملناش دعوة واحد ومراته هما أحرار في إللي بينهم .

 

تحدث ياسين بنبرة صوت ساخرة ناظراً لعمه:

_لا يسكت إزاي يا عمي، مش لازم يقرف الناس إللي حواليه بكلامه وتدخلاته البايخة في حياتهم .

 

ثم نظر لوليد متحدثاً ببرود:

_بس أنا هريحك يا وليد علشان تكون مطمن علي أمانة إبن عمك زي ما بتقول ،

وأكملَ بتفسير:

_سبب نومي في أوضه لوحدي مش قلة إحترام لمليكه زي ما ادعيت بالعكس ده قمة الإحترام ليها ،

مليكه مراتي وليها عندي كامل الحقوق و الإحترام وكرامتها من كرامتي بالظبط ،

أما بقا بالنسبه للسر الخطير إللي حضرتك عرفته فاأحب أطمنك وأقولك إن أنا عملت كده مخصوص علشان أديها وقت لحد ما تاخد عليا ونقرب من بعض ،

بس مادام إحترامي ده إتفسر غلط فاأنا هريحك !

 

ونظر لهٌ بتخابث وتحدثَ ساخراً:

_هو أنا يهون عليا زعلك بردوا يا حبيبي ،

وأخذَ بالنداء بعلو صوته :

_عَليه ،يا عَليه .

 

أتت عَلية مهرولة إليه مٌتحدثة بإحترام:

_أفندم يا ياسين باشا .

نظر لها وتحدث بقوة :

_تاخدي معاكي إتنين من الشغالين وتطلعي حالاً تنقلي حاجتي كلها لجناح مدام مليكه .

وقفت مليكه بإستسلام وتحدثت بحزن ناظرة إلي وليد:

_مبسوط يا وليد بيه، يارب كده تكون إرتحت .

ثم دلفت للداخل سريعاً بدموعها وحسرت قلبها،

دلف ياسين خلفها تابعتهٌ ليالي المٌستشاطه غضباً ،

 

نظرت راقيه إلي ثريا ومنال وتحدثت بنبرة صوت مٌتهكمهة:

_صدق إللي قال الحيطان ياما بتداري .

 

دلفت ثريا للداخل وتحركت منال وجيجي إلي منزلهما .

 

نظر عز إلي طيف ياسين مٌبتسماً بشرود وهو يحك ذقنه بتسلي ،

 

وتفرقت الجلسه من بعد تلكَ المشاحنات

دلفت للداخل سريعاً وهي تبكي بمراره وارتمت علي الأريكة ،

وقف ينظر لها وتحدث بنظرات حنونه مٌتعاطفة:

_ما كانش فيه حل تاني قدامي أنقذ بيه كرامتك ورجولتي إللي بهدلهم قدام الكل .

 

نظرت لهٌ بضعف ودموعها تسيل بألم :

_أنا خلاص تعبت مش قادرة بقا حرام عليكم أرحموني علشان خاطر ربنا .

هٌنا أتت ليالي وربعت يداها علي صدرها قائلة بغضب :

_اللي قولته ده مش هيحصل ولو علي جثتي يا ياسين .

رمقها بنظرة غضب :

_بلاش تقفي قدامي السعادي يا ليالي مش هسيب أنا كرامتي ورجولتي سيره في بق إللي يسوي واللي مايسواش علشان خاطر سيادتك ويلا علي البيت علشان بجد مش نقصاكي ،يلااااااا .

نظرت بغضب علي مليكه وحدثتها بعنف:

_ماشي يا مليكه ماشي ،

وذهبت بغضب لمنزلها ،

تركها وصعدَ للأعلي يشرف علي نقل أشيائهٌ بنفسه وجد عَلية ومٌني وعامله أٌخري تٌدعي هدي بدأو بالفعل نقل أشيائهٌ لغرفتها ،

 

دلف لغرفتها وخطي خطوتهِ الأولي للداخل بقلبِ طائر بنشوة وحنين لأيامِ آتيه ينتظرها منذ الكثير بدأ بإستكشاف الغرفة بتمعن نظر علي كل شيئ بعشق حتي فرشاة شعرها كاد لو يأخذها ويشتم رحيق عطر شعرها

نظرت لهٌ عَلية وتحدثت بإحترام :

_كله تمام يا باشا جبنا الحاجات وبنوضبها وقربنا نخلص .

أجابها بعمليه :

_تمام يا عَلية خدي هدي وإنزلي شوفي المطبخ وأنا هرتب الباقي مع مٌني .

أجابتهٌ بإحترام :

_تحت أمرك يا باشا .

نزلت وأخذت معها العامله وأغلقت خلفها الباب .

 

هنا نظرت لهٌ مٌني بإبتسامة قائلة :

_كٌله تمام يا باشا .

إبتسم لها ياسين برضي قائلاً:

_ برافو عليكي يا مٌني .

 

ما الذي فعلتهٌ مٌني ليشكرها عليه ياسين ؟

#رواية ☆ #قلوب_حائره☆

#بقلمي_روز_آمين

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل حاجب الإعلانات لتستطيع تصفح الموقع