روايات روز أمين

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الثاني

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الفصل الخامس عشر

🦋#البارت_الخامس_عشر 🦋

 

كانت جالسة علي المقعد تندب حظها العثر وهي تٌشاهد الفيديو الخاص بذلك اليوم المشؤم يوم وفاة رائف وحديثها الوقح معهٌ

حدثت حالها:

_من أين ظهر ذلك الفيديو الملعون بعد مرور كل تلك المدة؟ لقد مر أكثر من سنة !

أكان رائف يضع كاميرات تسجيل في مكتبهْ؟

لما لم يكن لدي علم بذلك؟

 

غبيه نرمين غبيه ياالله،

لقد إنتهيتي نرمين ،لقد هٌلكتي يا فتاة،

تٌري من يقتني هذا الفيديو الملعون؟ ومن أين عثر عليه ،ولما بعثهٌ لي ؟

ماذا يريد مني ذلك اللعين ؟

 

في تلك الأثناء سمعت صوت زوجها الغاضب يأتي من أعلي الدرج وقفت لملمت شتاتها برعب وأغلقت هاتفها بيدٍ مرتعشه خوفاً من أن يتصل بها ذلك المجهول في حضرة زوجها ،

دلف مٌحمد وهو يضع رابطة العنق بضيق وتحدث بوجهٍ عابس:

_إنتي قاعدة هنا ولا علي بالك يا هانم وسايباني نايم كل ده ،عاجبك كده أديني إتأخرت علي شغلي !

جرت عليه بإرتباك وتحدثت بتلعثم :

_معلش يا حبيبي أصلي سرحت شوية وأنا بقلب في الفيس بوك .

 

رمقها بنظرة إشمئزاز قائلاً:

_لا برافو عليكي يا مدام، سيادتك سرحتي في الفيس بوك والنتيجه إني إتأخرت علي شغلي وإبنك كمان ضاع عليه اليوم الدراسي لا بجد شابوه

 

وتوجهَ سريعاً بإتجاه الباب ليخرج

جرت عليه تمسك ذراعهٌ بتساؤل:

_طب إفطر الأول يا محمد هتخرج من غير فطار؟

 

رمقها بنظرة إشمئزاز ولم يعير حديثها أي إهتمام وخرج وصفق خلفهٌ الباب بشدة كادت أن تخلعه ،

دبت بأرجلها الأرض ونفضت يديها في الهواء بغضب ولعنة حظها العثر عادت مٌسرعه للمطبخ وأمسكت هاتفها

 

صعدت لغرفتها وأغلقت بابها وبدأت بالإتصال علي الرقم الذي بٌعثَ منهٌ الفيديو

 

أجابها صوتٍ لرجل يبدوا عليهِ الشباب قائلاً بنبره واثقه وهادئه:

_كٌنت عارف ومتأكد إنك هتتصلي، لكن بصراحة ماتوقعتش يكون بالسرعة دي،

وأكمل ساخراً:

_ إيه، للدرجة دي مرعوبة؟

 

حاولت تماسك حالها وأظهرت عكس ما يدور بداخلها من رعب قائلة بنبرة صوت حادة :

_إنتَ مين يا حيوان إنتَ وعايز مني إيه؟

 

هدر بها وتحدث بصوتٍ حاد أرعبها:

_مش عايز قلة أدب وطولة لسان علي الصبح، إنتي تسمعيني كويس وتنفذي كل طلباتي وإنتي زي الجزمه القديمة، وإلاااااااا ،

 

_وإلا إيه ؟قالتها برعب .

 

أجابها بصوتٍ ساخر وتسلي :

_وإلا الفيديو الجميل ده هيكون منور علي تليفونات عيلة المغربي واحد واحد علشان يشوفوا بنتهم المصون المحترمة وهي بتشكك أخوها في مراته لحد ما جننته وخلته يا حراااام، جري وساق عربيته بجنون يعني .

 

كاد أن يكمل لكنها قاطعتهٌ لا تريد الإستماع للمذيد من كلماتهٌ المٌجلدة لذاتها:

_طلباتك إيه ؟

 

تحدث بتسلي:

_أيوووووا أنا عاوزك شطورة كدة وبتسمعي الكلام أحب أنا أوي إللي يقول حاضر بيريح ويستريح،

_ وأكمل بهدوء وعلشان تعرفي إني براعي ظروفك فضلت قاعد مستني الفترة دي كلها لحد ما استلمتي ورثك وحولتي فلوسك في البنك ونمتي عليهم، قولت لنفسي يا واد كده عداك العيب وأزح .

 

تحدثت بصياح وصوتٍ غاضب:

_قولي عاوز إيه وارحمني بقااااا .

 

_ 5 مليون جنيه ، جملة نطق بها ببرود !

 

فتحت فاهها وشهقت وتحدثت بغضب :

_نعم ياروح أمك !

 

أجابها ببرود قاتل :

_تؤ تؤ تؤ تؤ مش أنا قولت ما بحبش قلة الأدب، طب علشان قلة أدبك وطولة لسانك دي أنا خليتهم 6 مليون وكلمه كمان وهخليهم 7 !

 

تحدثت بدموع:

_إنت أكيد مجنون أنا هجيب لك المبلغ ده كٌله منين؟

ده أنا كل ورثي أول عن أخر ما يكملش نص المبلغ ده .

 

تحدث بكل ثقة:

_إحنا هنكدب من أولها كدة، مش عيب عليكي تستغفليني وتكدبي عليا، ده أنتي نصيبك إللي طلع لك من الشركة بس عامل 3 مليون ،غير حسابك إللي عمران بقاله سنين ده طبعاً غير الأراضي والعقارات .

 

صاحت بهِ بإرتعاب :

_إنتَ مين؟

وعرفت عني كل المعلومات دي إزاي ؟

 

ضحكَ ساخراً وتحدثَ بفحيح:

_أنا عملك الإسود في الدُنيا يا نرمين وجاي علشان أحاسبك علي إللي فات كله .

 

تحدثت بترجي:

_طب لو سمحت إسمعني وخلينا نتكلم بالعقل، المبلغ إللي إنتَ طالبة ده هو كل إللي حيلتي في البنك، يعني لو سمعت كلامك وادتهم لك هقول لجوزي وأمي وديتهم فين ؟

 

وبعدين أنا ماحلتيش غيرهم وباقي الورث أرض وفيلا وممنوع كمان أبيعهم إلا لحد من العيلة، ده قانون عيلتنا، وقتها لو إحتجت فلوس لأي ظرف هقول لهم هبعهم ليه !

 

وأكملت بإستعطاف وخٌبث:

_أرجوك إنت شكلك محترم ومٌتفهم خلينا نتفق علي مبلغ معقول أقدر أدهولك من غير ما يسبب لي مشاكل ،

 

وأكملت بثقه:

_ إيه رأيك أنا هديك 100 ألف جنيه ، هااا قولت إيه ؟

 

إنفجر ضاحكاً بسخرية مما أغضبها وتحدث قائلاً:

_بصي يا بنت الناس أنا هقفل الوقت وهكلمك كمان يومين علشان تقولي لي إن ال 6 مليون جاهزين، وساعتها هبلغك بميعاد التسليم تسلميني فلوسي أسلمك الفيديو والداتا بتاعته، غير كده بقااااااا ماتلوميش إلا نفسك ،

وأغلق الهاتف بدون إنتظار ردها،

 

وصرخت هي بشدة كالمجنونة وباتت تٌلقي بكل ما تطالهٌ يدها في عرض الحائط بعنف وغضب حتي هدأت وجلست لتفكر فيما ستفعل بتلك المصيبه .

_________

 

أفاق علي صوت أبيهِ مضيقاً عيناه وهو ينظر حولهٌ للمكان بإستغراب ويفرق عيناه بنعاس ثم إعتدل جالساً ينظر إلي أباه بتيهه

 

تحدثَ عز ساخراً:

_ياتري البيه إيه إللي مسيبه أوضته ومنيمه بالشكل ده علي الكنبة وبهدومه كمان ؟

 

نظر للأعلي ووضع يدهٌ علي فمهٍ بتثاؤب ونٌعاس، ثم وضع يدهٌ علي شعرهِ علهٌ يهندمهٌ ولو قليلا فياسين يهتم لمظهرهِ حتي وهو بأسوء حالاتهْ .

 

أجاب والدهٌ بكَذِب وتحدث بصوتٍ مٌتحشرج:

_كان عندي شغل مهم في الجهاز يا باشا ورجعت متأخر جداً وكنت تعبان وماحبتش أقلق ليالي فدخلت نمت هنا .

 

نظر لهٌ عز بعدم تصديق قائلاً:

_ومن امتي الحنية دي كلها يا حبيبي؟

ماطول عمرك بترجع وش الصبح وتطلع عندها وترزع وتخبط في البيبان وتاخد شاور ولا بيهمك حد،

 

ثم أكمل:

_شوف لك حجة غير دي يا حنين علشان ما دخلتش عليا .

 

وقفْ بوجه أباه ورفع يدهٌ بإستسلام قائلاً برضوخ:

_صباحك فل يا باشا .

 

نظر لهٌ عز بوجهٍ عابس من رائحة الكحول التي تفوح منه وتحدث ساخراً :

_صباح الخير يا أخويا، إطلع خد لك دش يضيع الريحة الزفت والتلزيق إللي إنتَ فيهم دول ويلا علشان تلحق تروح مكتبك ياااااا، يا سيادة العقيد .

 

تحرك موالياً أباه ظهره ولكن أوقفه صوت أباه الغاضب:

_ياسين، أول وأخر مرة أشوفك بالمنظر ده، مفهوم .

 

أماء رأسهٌ بطاعة وخجل وإنسحب بهدوء من أمام والده الساخط عليه .

 

خرج من المكتب وجد طارق ينزل من أعلي الدرج وقف بوجهه وتحدث بدعابة:

_وشك بيقول إنك اتقفشت واتروقت علي الصبح من الباشا الكبير ،

 

أجابهٌ بوجهٍ عابس وهو يصعد الدرج علي عجل:

_طارق مش ناقصة روشنتك علي الصبح .

 

ضحك طارق وتحدث:

_يبقي حصل يا باشا، علي العموم إحمد ربنا إنها جت علي أد الباشا الكبير.

 

ترك أخاه وصعد للأعلي ودلف إلي الحمام أخذ حماماً ودلفَ لغرفة الملابس إرتدي ثيابهٌ وخرج ليكمل إرتداء إكسسواراته من ساعه إلي أزرار بدلته ،

 

صففَ شعرهٌ بعناية فائقة ونثر عطرهٌ فوق جسده بسخاء ،

ثم ألقي نظرة علي تلك الغافية بثبات ولا تشعر بوجوده من الأساس، إبتسمَ بسخرية علي حاله معها،

 

وانطلق إلي مقر عمله دون المرور عند فيلا ثريا ككل يوم، أراد أن يأخذ هٌدنه ليرتب كيف سيعتذر من ثريا علي بذائاته تلك الليلة .

_________

 

في حديقة ثريا ظهراً

 

كانت تجلس هي ومليكة ويسرا يتناولون الإفطار

كانت تجلس معهما بوجهِ حزين وخاطرٍ مكسور وعيون مٌنتفخه دلالةً علي شدة البكاء وعدم النوم براحه فهي لم تتجاوز ما حدث بالأمس بعد .

 

تحدثت يسرا بهدوء:

_عَليه قالتلي إن ياسين رجع ليالي البيت إمبارح بالليل .

 

إستغربت ثريا وتحدثت :

_وعَليه عرفت منين ؟

 

أجابتها يسرا موضحة:

_هنيه قالت لها في التليفون، ما انتي عارفه يا ماما إنهم أصحاب

 

وأكملت بتساؤل:

_ هنروح نسلم عليها ولا هنعمل إيه يا ماما ؟

 

تنهدت ثريا بأسي قائلة بتردد :

_مش عارفة يا يسرا، منال في الفترة الأخيرة بتتعامل معانا علي إننا أعدائها ،

دي جت يوم الجمعة في الفطار مانطقتش كلمة واحدة ،

واسترسلت بحيرة:

_لكن في نفس الوقت لو ما روحناش هتستغل الموقف وتقول زعلانين إن ليالي رجعت بيتها ،

 

ثم أكملت بتعقل:

_ بصي يا يسرا إحنا نروح علشان ليالي، نسلم ونقعد عشر دقايق مش أكتر ونستأذن .

 

تحدثت يسرا بموافقة:

_تمام يا ماما، نروح بعد مانفطر وطبعاً مليكة هتيجي معانا .

 

أجابتها ثريا بنفي سريع:

_لا طبعاً، أنا ما اضمنش ليالي ممكن تعاملها إزاي ،

وأكملت بنبرة حادة:

_وأنا لو أي حد إتعرض لها بأي كلمة تأذيها مش هاسكٌت، يبقي علي ايه المشاكل يا بنتي ، ماتروحش أفضل .

 

نظرت لها مليكة بعرفان وتحدثت شاكرة:

_ربنا يخليكي ليا يا ماما، أنا كمان تعبانة جداً ومش قادرة أتحرك، هقعد هنا في الشمس شوية مع أنس وبعدين هطلع أنام شوية علشان منمتش كويس بالليل وعندي صداع .

 

أجابتها ثريا بحنان:

_براحتك يا حبيبتي .

_______

 

بعد حوالي ساعتان ،في فيلا عز جلست ثريا ويسرا في بهو الفيلا مع سيدات المنزل بعد الترحاب بعودة ليالي

تحدثت ثريا بوجهِ بشوش :

_حمدالله علي السلامة يا ليالي نورتي بيتك يا حبيبتي .

 

تحدثت ليالي بتفاخر وبرود:

_ميرسي لحضرتك يا طنط .

 

تحدثت يسرا بإبتسامة صافية :

_والله وحشتيني يا لي لي ووحشني كلامنا وقعدتنا مع بعض .

 

نظرت لها ليالي بضيق وتحدثت بإستفزاز:

_بجد يا يسرا وحشتك؟

وعلشان كده ما جتيش تزوريني عند بابا ولو مره واحدة .

 

أجابتها يسرا بإحراج:

_أنا أسفة بجد لو قصرت معاكي لكن إنتي كنتي شايفه الظروف إللي إحنا كنا فيها، إوعي تفتكري إن إللي حصل أذاكي لوحدك، بالعكس أنا وأمي ومليكة أكتر ناس إتأذينا في الموضوع ده،

وأكملت بألم ظهر بعيناها:

_ إحنا يومها بس حسينا إن فعلاً رائف مات .

 

تنهدت جيجي بأسي وهي تنظر لتأثر ثريا السلبي بحديث يسرا وكم الألم الذي ظهر بوجهها وتحدثت:

_خلاص يا يسرا لو سمحتي ملوش لازمه الكلام ده علشان صحة طنط .

 

نظرت لها منال ولوت فاهها بسخرية وتحدثت بتهكم:

_أحلي حاجة بحبها فيكي هي حنيتك المفرطة دي يا جيجي ،

 

وأكملت بتفاخر:

_ملوش لازمة فعلاً الكلام ده يا يسرا، وبعدين الموضوع خلاص إنتهي وخصوصاً إن كلنا فاهمين ظروف الجوازة دي وسببها ،

وكلنا عارفين أد ايه ياسين بيعشق ليالي ويتمني رضاها

 

وأكملت بشماتة:

_ أه بالمناسبة يا ثريا، أنا زعلت جداً من ياسين علشان إللي عمله في مليكة إمبارح، ميصحش البهدلة إللي بهدلها لها دي كلها،

واسترسلت بدهاء:

_وحتي ولو كان متضايق من جوازه منها ومش طايقها مينفعش، ده طارق بيقول لي إن وصل بيه الأمر إنه كان هيضربها !

 

أجابتها ثريا وهي تبتسم بإستفزاز من كلماتها اللازعة :

_وياتري طارق قال لك كان هيضربها ليه يا منال ؟

 

أجابتها ليالي بكبرياء وتعالي:

_مش مهم السبب يا طنط، المهم الحدث .

 

تحدثت ثريا بحده وحزم :

_علي العموم ربنا يهدي سرك يا بنتي،

أما بقا بالنسبة ل ياسين فهو ليه حدود في بيتي والحدود دي حطاها له مليكة بنفسها ،واللي حصل إمبارح ده غلطة وأنا هعرف إزاي أخليها ماتتكررش تاني

 

وأكملت بعتاب:

_بس ما كٌنتش أتمني إن طارق ييجي ويقول لكم علي إللي حصل في بيتي ،

وخصوصاً إني كنت هكبر الموضوع وأوصله لسيادة اللوا وطارق بنفسه إللي إترجاني وخلاني إتراجعت .

 

وأكملت وهي تقف ومعها يسرا:

_

نستأذن إحنا ولتاني مره نورتي بيتك يا ليالي

 

وقف الجميع ومعهم منال التي وقفت علي مضض ليودعوها بإحترام هي ويسرا

 

كادت أن تتحرك وجدت عز وياسين يٌدلفان من الباب

تهللت أسارير عز عندما رأها وتحدث بسعادة:

_يا أهلا يا أهلا يا ثريا، وأنا أقول البيت منور كدة ليه ،ده إيه المفاجأة الحلوة دي ؟

 

إبتسمت لهٌ وتحدثت بود:

_أهلا بيك يا سيادة اللوا البيت منور بأصحابه وبيك .

 

أسرع الخطي إليها ووقف أمامها وبنظرات مٌعتذره وعيونهٌ تطلب السماح

نظرت لهٌ بعتاب فقبل رأسها وأخذها بين أحضانه بحب وأخذ يقبل جبينها ويديها بأسف دون كلام ،

 

كل هذا ومنال وليالي داخلهما يستشيطا غضباً .

 

نظرت لهٌ بعيون مٌحبه وربتت علي ظهره بحنان ومسامحه إبتسم لها بصفاء كطفلِ سعد لإرضاء أمهِ الغاضبة من تصرفهٌ الخطأ

 

تحدثَ عز بإبتسامة:

_ده إيه الرضا ده كله يا ست ثريا، ده ياسين شكله راضي عنك أوي .

 

أردفت ثريا بحب وهي تنظر إلي ياسين:

_ياسين ده إبني البكري ربنا يبارك فيه ويحميه من كل شر .

 

تحدثَ ياسين وهو يقبل يدها بإحترام:

_ ويخليكي ليا يا حبيبتي .

 

تحدث عز مٌبتسماً :

_خليكي قاعدة معانا يا ثريا وأنا هبعت اجيب مليكة والولاد ونتغدا كلنا مع بعض

 

أجابتهٌ ثريا بإبتسامة شكر وود:

_مرة تانية يا سيادة اللوا .

 

تحدثت منال علي مضص لأجل مظهرها أمامهم :

_وليه مرة تانية إحنا فيها جيجي تنده لمليكة وللأولاد ونتغدي كلنا مع بعض .

 

إبتسمت لها ثريا وتحدثت :

_بالهنا والشفا علي قلوبكم يا منال بس بجد مش هينفع خالص النهاردة مرة تانية ان شاء الله .

في فيلا رائف أتت نرمين بعد مغادرة والدتها ويسرا مباشرةً، كانت تجلس هي ومليكة في حديقة المنزل تنتظر يسرا علي أحر من الجمر

نظرت نرمين إلي مليكة وحدثتها بتساؤل وقلق :

_هي ماما هتتأخر ؟

 

تحدثت مليكه بنفي :

_ما أظنش، هي قالت ربع ساعة وهتكون هنا، هما لسه ماشيين حالاً لو قدمتي دقيقتين بس كنتي لحقتيهم

 

وأكملت بتعقل:

_طب ما تقومي تروحي لهم وبالمرة تسلمي علي ليالي .

 

هزت رأسها بنفي ويبدو علي وجهها القلق وهي تنظر بساعة يدها :

_أنا مصدعة ومش عاوزة أشوف ولا قادرة أتكلم مع حد .

 

نظرت مليكة لها بترقب وسألتها :

_مالك يا نرمين ، إنتي عندك مشكلة ولا حاجة ؟

 

إرتعبت نرمين وابتلعت لٌعابها بصعوبة وردت بنبرة حادة :

_مالي يعني ما أنا كويسة أهو، وبعدين مشكلة إيه دي إللي هتكون عندي هو إنتي قاعدة تتكلمي وتألفي وخلاص !

 

ردت مليكه بإستغراب من حدتها :

_خلاص خلاص حقك عليا، أنا غلطانة إني قلقت وقولت أسألك وأطمن عليكي .

 

تحدثت نرمين بحده وضيق :

_لا يا حبيبتي خليكي في حالك ولا تسأليني ولا أسألك .

 

نظرت لها مليكة بإستغراب وحدثت حالها، أيعقل أن تكون تلك العقرباء إبنة إمرأة لينه جميله مثل ثريا أو شقيقة يسرا ذات اللسانٌ العذب ،ورائف رحمة الله عليه ذو القلب اللين !

 

يا حفيظ من لسانك السليط أيتها الكئيبه ذات المزاج والوجه العَكِر .

 

دلفت ثريا من البوابة الخارجية إبتسمت بحنان حين رأت صغيرتها فمهما كانت جاحدة بعض الشيئ وقلبها قاسي إلا أنها تزال فلذة كَبِدها وغاليتها الصٌغري .

 

نظرت لها ثريا بإبتسامة وترحاب:

_وأنا أقول الجنينه نورها زايد ليه كده أتاري حبيبة ماما منوراها .

 

وقفت تحتضن والدتها بحنان وابتسامة مزيفة لتداري بها القلق الذي ينهش بقلبها ويتأكلهٌ منذٌ الصباح .

 

تحدثت نرمين:

_وحشتيني يا ماما، عاملة إيه يا حبيبتي، طمنيني عليكي وعلي صحتك .

 

أجابتها ثريا بعتاب محب:

_إنتي لو تهمك صحتي بجد كنتي تجيلي تسألي عليا وتشوفيني

 

أجابتها نرمين بإعتذار :

_غصب عني والله يا ماما ،إنتي عارفة شغل محمد والبيت وعلي ومدرسته ومذاكرته ،صدقيني لو كنت قريبة منك كنت جت لك كل يوم .

 

تحدثت ثريا بنبرة عاتبة:

_ما انتي كنتي ساكنة جنبنا يا بنتي مش عارفة ايه إللي طلعها في دماغك وسبتينا وروحتي تٌسكني في أخر الدنيا !

 

ألقت السلام علي يسرا واتخذتها داخل أحضانها وهي توشي بأٌذنها :

_يسرا أنا واقعة فى مٌصيبة ومحتاجة لك أوي .

 

أخرجتها يسرا من أحضانها ناظرة لها بهلع بينما تابعت نرمين وهي تنظر لوالدتها

 

وتتحدث بإبتسامة مزيفة :

_ماما معلش هاخد منك يسرا لمدة ساعتين بس هنروح معرض أدوات منزليه أصلي بشتري شوية حاجات نقصاني في المطبخ وإنتي عارفه بقا إن يسرا شاطرة في الحاجات دي .

 

أجابتها ثريا بحب:

_وماله يا حبيبتي ربنا يخليكم لبعض محتاجة فلوس ؟

 

أجابتها نرمين بإستعجال:

_مٌتشكره يا ماما، معايا يا حبيبتي يلا يا يسرا علشان ألحق أشتري وأروح قبل محمد ما يرجع من شغله .

 

ردت عليها يسرا بشرود وقلق :

_يلا أنا لابسه وجاهزة

 

ذهبتا معاً بسيارة نرمين

أما مليكة كانت تجلس بموضع المشاهد الصامت لكل ما يحدث ،وبعد ذهابهما جلست ثريا وأخذت الصغير أجلستهٌ بأحضانها وهي تقبلهٌ وتحتضنه بشدة

 

ناظرة إلي مليكة بتساؤل:

_أمال فين مروان يا مليكة؟

 

أجابتها مليكه بهدوء:

_بيتفرج علي أفلام كرتون مع سارة وياسر ،

أخبار ليالي ايه يا ماما، كويسة؟

 

تنهدت ثريا بضيق وتحدثت :

_كويسة يا مليكة، لكن ياريت ماتحاوليش تحتكي بيها هي ومنال بعد كده، لأن طريقة تعاملهم وكلامهم بقت صعبة أوي .

 

أجابتها مليكة بنبرة طائعة:

_حاضر يا ماما .

 

كانت تتطلع بالمكان بملل وجدت من يقف بشرفتهِ مصوباً نظرهٌ عليها بإهتمام

إنه ياسين، ومن غيره عاشق عيناها وروحها،فلقد صعدَ لغرفتهِ لتبديل ثيابهْ وأخذ حماماً حتي إنتظار موعد وجبة الغداء ،

 

إنتفضت من جلستها بغضب وهي تنظر لهٌ بحدة تحت أنظار ثريا التي صوبت نظرها لتري ما الذي أغضبها هكذا وجعلها بتلك الحالة ؟

وجدت ياسين إبتسمت بحسرة حزناً علي مليكة .

 

ثم تحدثت مليكة:

_أنا طالعة أرتاح في أوضتي يا ماما، تعبانة ومحتاجه أنام شوية .

 

أجابتها ثريا بتفهم :

_إطلعي يا حبيبتي والولاد معايا ماتقلقيش عليهم، كمان ساعة كدة هخلي مني تنده لك علشان الغدا .

 

أجابتها مليكة:

_ تمام يا حبيبتي، بعد إذنك

 

وذهبت تحت أنظار ذلك النادم ذو القلب الهائم الموجوع لأجلها ولأجله .

 

دلفت ليالي ووقفت بجانبه تترقب ماينظر إليه ،تنهدت بإرتياح حين وجدت ثريا تجلس بصحبة الصغير فقط

 

وجهت حديثها لهْ بحدة بالغة:

_مٌمكن أعرف سيادتك نمت فين إمبارح ؟

 

ضل ناظراً أمامه وتحدثَ ببرود:

_ ليه هما جواسيسك إللي ماليين البيت وطلقاهم عليا في كل مكان إنتي ومنال هانم مبلغوكيش ؟

قال كلمته وتركها تشتعل غضباً ونزل للأسفل .

أما نرمين التي صفت سيارتها علي الرصيف، ودموعها تنهمر علي خديها بعدما قصت ماحدث علي شقيقتها، في حين باتت يسرا تحاول تهدئتها

 

وتحدثت :

_ممكن تبطلي عياط وتهدي وخلينا نفكر في المصيبة دي وإزاي هنحلها ؟

 

تحدثت نرمين بدموع مٌمسكة بيد شقيقتها برجاء :

_أرجوكي يا يسرا ماتتخليش عني أنا مبقاليش حد غيرك ألجئ له .

 

أنا لو إديته الفلوس محمد هيعرف وهيسألني راحوا فين ووقتها هيبهدلني، بعدين دي فلوس إبني ومعنديش غيرهم وفي نفس الوقت لو ماأدتهوش الفلوس أكيد هينفذ تهديده ،وأنا وقتها ممكن أموت نفسي !

 

نظرت لها يسرا وتحدثت بحده :

_بطلي الهبل إللي بتقوليه ده وإن شاء الله هنلاقي حل ،

 

وأكملت بحزن:

_إوعي تفتكري إني هساعدك وأقف جنبك علشانك يا نرمين لاء أنا بساعدك علشان المسكينه إللي لو عرفت حاجه زي دي هتقع من طولها ومش هنلحق حتي نوديها المستشفي .

 

نظرت لها نرمين بحزن وظلت تبكي

 

ثم نظرت لها بشك وفركت ذقنها بيدها وتحدثت :

_تفتكري مين ده إللي الفيديو موجود معاه وبيهددك بيه ، وإزاي قدر يوصل له أصلاً ؟

 

أجابتها نرمين بشرود:

_أكيد حد من جوه مكتب رائف إحتمال تكون السكرتيره أو حد مسؤل عن الكاميرات وصيانتها ،

وهنا جحظت عيناها ونطقت بهلع:

_وممكن يكون طارق !

نظرت لها يسرا بإستهزاء وتحدثت:

_طارق !

لا دانتي إتجننتي رسمي ،طارق لو شم خبر بالفيديو ده كان زمانا بنترحم عليكي ،طارق ممكن يقتلك بدون رحمه لو عرف إنك كنتي سبب غير مباشر للي وصله رائف الله يرحمه .

 

وأكملت بإستفهام :

_قولي لي، الصوت إللي كلمك ده صوت حد سمعتيه قبل كده ؟

هزت رأسها بنفي:

_خالص، أنا أول مره أسمع نبرة الصوت دي .

إنتفضت يسرا بحماس قائلةً :

_خلاص يا نرمين أنا لقيت الحل .

 

تٌري ما الحل الذي وجدتهٌ يسرا ؟

 

ومن هو الشخص الذي يهدد نرمين ؟

ومن أين عثرَ علي الفيديو؟

 

كل هذه الأحداث سنتعرف عليها في البارت القادم بإذن الله

#رواية ☆#قلوب_حائره ☆

#بقلمي_روز_آمين

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل حاجب الإعلانات لتستطيع تصفح الموقع