رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الفصل العشرون
🦋 #البارت_العشرون🦋
أتي الصباح ☀️
لم يتذوق كلاهما طعم النوم سوي سويعاتٍ قليلة.
نعم لقد قضيا ليلتهُما الأولي بنفس التخت بالتقلب علي الفراش من شدة إشتياقهما وعدم راحة كٌلً منهما وهو بعيد عن أحضان الأخر برغم التقارب الشديد، حتي هي برغم تشتت عقلها وتيهة روحها إلا أنها كانت تريد إحتضانه لها
إستيقظ وهو ينظر بقلبٍ هائم لتلك الغافية بجانبه التي لا يفصل بينهما غير تلك الوسادة اللعينة
ولكن صبراً سيجد لها حل قريباً ،
نظر لشفاها المنتفخة بنشوة لم يستطيع التحكم بحاله وأمال عليها بحذر ووضع فوق شفاها قبلة ناعمة سريعة
واستقام برأسه ينظر إليها لكنهٌ لم يستطع كبح جماحه وعاد مرةَ أخري بلهفة ودقات قلبهٌ تتسارع من شدة الإحتياج وضع قٌبلة أطول وأعمق من سابقتها،
ثم تحرك من جانبها بحذر ودلف إلي الحمام بقلبٍ لاهث وأنفاس مٌتسارعة متشوقة ،
فتحت عيناها وابتسمت برقه، ثم وضعت يدها فوق شفاها وتنفست بنشوة ،
نعم لقد كانت واعية وشعرت بأنفاسه الحارة وهي تلفح خديها بشغفٍ واشتياق
لكنها إستسلمت لقبلتهٌ بل وسعدت بتقاربه منها ولكنها إدعت النوم خجلاً منه
أما هو فقد دلف إلي الحمام وأغلق بابه ثم إبتسمَ بتسلي وحدث حاله:
_يا لكي من ماكرة مليكة ، مع من تعبثين جميلتي ، أنا ياسين المغربي أيتها الصغيرة.أفهم من خروج زفيرك إن كٌنتي غافيةٍ أم لا ؟
وأكملَ بكبرياء:
_يبدوا أن قٌبلتي قد أعجبتكِ، وعموماً أنا أٌحب اللعب كثيراً، فلنلعب سوياً مليكتي فمرحباً بكِ في عالمي أيتها الصغيرةٌ .
انتهي من أخذ حمامه وخرج إلي غرفة الملابس،
إرتدي ثيابه وقضي فرض الله عليه ، ودلف لغرفتها من جديد، وقف أمام المرآة وهو ينظر لتلك المٌدعية للنوم بإبتسامة وقلبٍ سعيد
أخذ يصفف شعره بعناية ثم نثر عطرهٌ الرجولي التي إشتمتهٌ تلك الماكرة وأثارها كثيراً لكنها تمالكت حالها لأبعد حد، ألقي نظرة أخيرة عليها وابتسم بتسلية ثم غادر وأغلق خلفهٌ الباب بهدوء .
فتحت عيناها وابتسمت ثم إحتضنت وسادتهٌ بحب واشتمتها وتنهدت وأغمضت عيناها من جديد .
◇◇◇◇¤◇◇◇◇
رجع ياسين من عمله تناول طعام الغداء مع عائلته وأطفاله وصعد ليغفوا ويريح جسده وعقله المنهك منذ ليلة البارحة
عند الغروب خرجت مليكة وذهبت للبحر تنتشيِ رائحة اليود التي تعشقها نظرت للبحر وبدأت تشكو له حالتها، وكيف يٌرهِقٌها قلبٌها ويضعها في حيرة ما بين الحنين للماضي والتطلع للمستقبل ، حقاً لقد بدأ قلبها ينبض بعشق ياسين، لكن لازال رائف يسكن داخلها لم يرحل بعد .
بدأ الظلام يعم المكان فتوجهت مليكة للعودة تقابلت بطريقها مع وليد ،
أوقفها بتساؤل :
_إزيك يا مليكة ، طمنيني عليكي وعلي الأولاد وعمتي إنتوا كويسين ؟
أجابتهٌ مليكة بحنق فهي مازالت غاضبة منه منذ تلك اليوم:
_الحمدلله، إحنا كويسين.
نظر لها وليد وتحدث بأسي:
_أنا مش فاهم إيه سبب معاملتك الجافة دي ليا يا مليكة ؟ لكن بجد أنا حزين علي كٌرهك ليا بالشكل ده.
نظرت له بإستغراب وتحدثت بنفي:
_أنا عمري ما كرهتك يا وليد بالعكس،كل شباب عيلة المغربي غاليين عليا وزي إخواتي بالظبط
وأكملت مفسرة:
_ أنا كُل إعتراضي علي إسلوبك و تدخلك في حياتي الخاصة بشكل مٌتكرر و مستفز
وأسترسلت بنبرة خرجت حادة رغم عنها:
_المشكلة الأكبر إنك كل ما تحاول تتدخل في موضوع يٌخصني بتبوظ الدٌنيا زيادة، زي ما حصل المره إللي فاتت.
نظر لها وحدثها بتساؤل خبيث:
_مليكة، إنتِ مبتحبيش ياسين ومكٌنتيش عاوزاه يسكن معاكي في نفس الأوضة صح ؟
ظهر غضبها علي ملامح وجهها وصاحت به:
_تاني يا وليد، نفسي أفهم ليه بتدخل نفسك وتقحمها في حياتي بالطريقة دي،وبعدين الموضوع ده خاص جداً إزاي تدي لنفسك الحق تتكلم فيه أصلاً ؟
تحدث بأسف سريعً:
_ أنا آسف، صدقيني أنا والله كل قصدي إني أطمن عليكي .
تحدثت بحنق وهي تٌسرع بمشيتها:
_يا سيدي مٌتشكرة جدا لإهتمامك ،لكن أرجوك وفر إهتمامك ده لنفسك وللمسكينة مراتك، بيتهيئ لي هي أولي بيه مني،
وأكملت بنبرة تحذيرية:
_ وياريت يا وليد ماتحاولش تتدخل تاني في حياتي لأن بصراحة كل مرة بتتدخل فيها النتيجة بتبقي كارثية بالنسبة لي.
كانا يتحدثان أمام فيلا رائف، في نفس التوقيت أفاق ياسين من نومه وخرج إلي شرفته ليشتم نسيم البحر، جحظت عيناه وضم شفتاه بغضب وكور يداه وضرب بها سور الشرفة حينما رأها تقف مع ذلك الحاقد ،تحرك سريعً للنزول لتلك المٌتنازلة عن حياتها بسهولة ،
خرج بغضب من البوابة الخارجية، في نفس التوقيت كان طارق وجي جي يقتربان من الفيلا حيث كانا يحتسيان مشروبا داخل كافيه بالقرب من المكان ،
إقترب ياسين منهما مٌتجاهلاً وليد، نظر لها وتحدث بصلابة وحِدة:
_ كٌنتي فين ؟
نظرت لهٌ بإستغراب من طريقتهٌ الحادة وأجابت بهدوء:
_كٌنت بتمشي علي البحر.
تحدث وليد بإستفزاز مقصود:
_الناس المفروض بتسلم الأول وبعدين تسأل وبعدين مالك داخل عليها في دور وكيل النيابة كده ليه؟
إقترب طارق وجي جي وتحدث طارق بنبرة مترقبة :
_ مساء الخير يا شباب ، خير واقفين كده ليه ؟
الكل ينظر إلي ياسين الذي علق بصره ب مليكة بنظرات يملؤها الغضب والغيظ.
تحدث وليد بإستفزاز:
_إسأل أخوك هو اللي جاي علينا وشايط ماعرفش ليه ؟
رمقهٌ ياسين بنظرة غضب كادت أن تحرقه
إبتلع وليد لعابه برعب وقرر الإنسحاب من أمام ذلك الغاضب وتحدث:
_ طب بعد إذنكم هخلع أنا.
نظرت جيجي إلي مليكة ولتوترها وتحدثت لتخرجها من حزنها:
_ ليكه تعالي نتمشي علي الشط شوية ؟
أجابتها مليكة بغصة حزينة ملئت كل صوتها:
_أنا لسه جاية من هناك يا جيجي .
سألها بحده بالغة وعيناي تطلق شزراً:
_ وقابلتي وليد بيه فين إن شاء الله ،
علي الشط ؟
نظرت إلي الجميع بإحراج وتحدثت بإنسحاب:
_ بعد إذنكم .
كادت أن تتحرك صاح بها بغضب لم يستطع التحكم به :
_بكلمك علي فكرة يا مدام ولا السمع ايه ؟
نظرت له بلمعة دمعة حبيسة داخل مقلتيها أبَيَ كبريائها السماح لنزولها وتحدثت بصوت مٌتحشرج يكاد يخرج :
_أفندم ؟
تحدث بحدة غير مٌبالي بحزنها ولا لألمها الظاهر له:
_ قابلتي وليد فين؟
وهل البيه كان بيتمشي علي البحر مع الهانم؟
وأكمل بحدة بالغة:
_ والسؤال الأهم يا حرمنا المصون إنتي إزاي تسمحي لنفسك تخرجي من البيت أصلاً من غير ما تعرفيني ؟
إقتربت منها جيجي لتساندها وأمسكت ذراعها بإحتواء وتحدثت بهدوء ناظرة إلي ياسين:
_خروج ايه وإستأذان ايه بس إللي بتتكلم عنه يا ياسين! دول هما خطوتين جنب البيت .
تحدث بحدة ومازال مٌصوباً بصره علي تلك المسكينة بغضب يرعب أوصالها:
_محدش طلب منك تتكلمي بالنيابة عنها يا جيجي لو سمحتي ،أنا بكلم الهانم ومستني منها هي الإجابة .
حمحمت جيجي بإحراج حين تحدث طارق موجهاً حديثهٌ لزوجته:
_ جيجي أدخلي شوفي الولد وأنا هاحصلك ،
نظرت جيجي بإحراج إلي مليكة وتركتها وهي تٌحرك يدها علي ذراعها بحنان ،نظرت له مليكة بحدة ودلفت هي الأخري للداخل وهي تهرول بدموع وألم .
غضبَ من ردة فعلها وتحرك وكاد أن يدلف خلفها أمسكهٌ طارق من يده ومنعهٌ وتحدث بتعقل:
_ إهدي يا ياسين وكفاية إللي حصل المرة إللي فاتت ، الأمور ما بتتاخدش كده تعالي نتمشي شوية علي الشط علشان تهدي أعصابك وتقولي فيك ايه .
تحرك مع طارق بضيق وأخرج سيجارة وأشعلهْ وانطلق بجوار أخيه .
أما مليكة التي دلفت إلي الداخل وهي تبكي بحرقة شاهدتها ثريا التي كانت تخرج من المطبخ هرولت عليها وتحدثت بلهفة:
_مالك ، فيكي ايه ،ايه إللي حصل ،إنطقي يا مليكه ؟
تحدثت من بين شهقاتها العالية:
_ أنا خلاص يا ماما مش قادرة أتحمل تصرفات إللي إسمه ياسين ده أكتر من كده
تحدثت ثريا بتنهيده واستسلام:
_ عمل ايه تاني ياسين فهميني ؟
أتت يسرا من المطبخ علي صياحهما:
_ فيه ايه يا ماما ، صوتكم عالي ليه ؟
ثم نظرت علي مليكة ودموعها هرولت عليها وأمسكت يدها وتحدثت بتوجس:
_مالك يا مليكة، بتعيطي ليه ؟
تحدثت بدموع وشهقات تقطع أنياط القلب:
_البيه بهدلني علشان شافني جايه من ناحية الشط ، قال ايه ما استأذنتهوش وأنا خارجه وحصله جنان لما شاف وليد واقف بيسألني وبيطمن علينا وعلي الأولاد .
وأكملت بدموع يٌفطر القلب:
_بهدلني يا ماما قدام طارق وجيجي.
تحدثت ثريا وهي تضم شفتاها بحزن وتٌحرك رأسها بأسي:
_وبعدين معاك يا ياسين ،هو احنا مش هنخلص من التحكمات الفاضيه دي ،
ثم نظرت إلي مليكة وهي تتلمس كتفها بحنان قائلة:
_ إطلعي صلي المَغرِب وهدي نفسك شويه علشان أولادك ما يشوفوكيش بالشكل ده كويس إن أنس نايم ، يلا يا حبيبتي إطلعي قبل ما يصحي .
وافقتها وصعدت للأعلي تحت نظراتهما .
تحدثت يٌسرا بإستغراب:
_أنا مش فاهمة ليه ياسين مٌصر في الفترة الأخيرة يضايق مليكة بإستمرار مش غريبة يا ماما إن أسلوبه كويس مع الكل إلا هي ؟
تنهدت ثريا وذهبت بإتجاه الأريكة وتحدثت وهي تجلس بوهن:
_ لكن أنا بقا عارفة يا يسرا .
جلست يسرا بجانب والدتها ونظرت لها بعدم فهم قائلة:
_عارفه ايه يا ماما ؟
تنهدت بأسي واسترسلت حديثها بصوتٍ حزين:
_ياسين بيحب مليكة يا يسرا .
وضعت يدها فوق فمها بحركة لا إرادية تدٌلٌ علي عدم إستيعابها وتحدثت:
_معقولة يا ماما ياسين ؟
ثم نظرت لوالدتها بتعاطف وتحدثت بحنان:
_طب وإنتي زعلانة ليه يا حبيبتي ،يعني حتي لو فرضنا إنه حبها زي ما حضرتك بتقولي دي برضه مراته ومحدش يقدر يلومه .
نظرت لها بعيون لامعة بدموع حبيسة وتحدثت بقلبٍ مكلوم وصوتٍ مخنوق:
_صعبان عليا أخوكي أوي يا يسرا ،
ده كان روحه فيها كان بيعشقها ، راح في عز شبابه وملحقش يتهني بيها ولا بأولاده
ثم نظرت إلي إبنتها وتسائلت:
_عمرك سألتي نفسك أنا ليه بحب مليكة أوي كده ؟
وأكملت بإقتناع وتأثر :
_أه هي كويسة وبنت ناس ومحترمة وتتحب،
واسترسلت حديثها بتأثر ودموع :
_لكن أنا كنت بحب حٌبه ليها ،كٌنت كل ما أشوفه سعيد ومبسوط معاها غلاوتها في قلبي تزيد ومكانتها عندي تعلي ،كانت بتتفنن دايما إنها تخليه مبسوط ومرتاح،
وحتي بعد ماراح الغالي وقفت في ظهرها وحميتها وهفضل كده لأخر يوم في عمري علشان يبقي مطمن عليها ومرتاح في نومته من ناحيتها .
وهنا نزلت دموعها بحرقه:
_مش قادرة أتخيل حب حياته ونور عيونه إللي كان بيعشقها تكون لغيره .
نظرت للسماء وبكت بحرقة وأكملت:
_سامحني يارب أنا مش بعترض علي قَدرك وأمرك ولا بَحرَم حلالك حاشا لله بس أنا قلبي محروق علي ابني أوي ومحدش حاسس بالنار إللي بتنهش في قلبي غيرك يا رحيم .
أخذتها يسرا داخل أحضانها وبكا اثنتيهما بغزارة وحرقة قلب .
◇◇◇◇¤◇◇◇◇
أما ياسين فقد تحركَ مع طارق للشط وضلا يتحركان حتي وصلا لمكانٍ منعزل إلي حدٍ ما
وتحدث طارق له:
_بالراحة شوية علي مليكة يا ياسين، مليكة إنسانة حساسة و محتاجة معاملة خاصة مش مليكة إللي تتعامل بالطريقة دي خالص ، مليكة تعاملها بإحترام تكسبها وتكسب إحترامها ليك لكن العند والعصبية مينفعوش معاها أبداً .
كان يستمع لهٌ بقلبٍ يغلي نظر لهٌ نظرة ثاقبة وتحدث بنبرة صوتٍ غاضبة هادراً به:
_وايه تاني أنا ما أعرفهوش عن مراتي تحب تقولهولي يا طارق باشا ؟
نظر لهٌ طارق بإستغراب من حدتهِ وأنفعالهْ الشديد الغير مبرر قائلاً:
_ ٠مالك قفشت وأخدت الموضوع بحساسية أوي كده ليه ؟
كل ما في الموضوع إني حبيت أنبهك عن حاجات أنا عارفها عن مليكة بحكم إني كنت أقرب حد ل رائف الله يرحمه،
وكان دايما يحكيلي عن طباعها ،بتحب ايه وايه بيزعجها ،
وأكمل مبرراً :
_وكمان زي ما أنت عارف إن أنا وجيجي كنا دايما بنخرج معاهم وقريبين جداً من بعض .
تحدث ياسين بغضبٍ عارم و صوتٍ مخنوق:
_خلاص يا طارق كفاية مفيش داعي كل شوية تفكرني بحب رائف العظيم للهانم وذكرياتهم السعيدة مع بعض.
إنفطر قلب طارق لحال أخيه ونظر لهٌ بعدم إستيعاب وحدثهٌ بترقب:
_ياسين هو أنتَ ، إنت حبيت مليكة ؟
سحب بصرهٌ بعيداً عن مرمي نظر أخاه ونظر للبحر وأغمض عيناه وتنهد بضيق وألم ،
سيطر الحزن علي ملامحهِ لم يجب علي سؤال طارق ولكن ظاهرهٌ كان كافياً عن ردهْ .
نظر لهٌ بإندهاش وعيون مفتوحة من أثر الصدمة وتحدث بنبره حانية متعاطفة:
_ليه يا ياسين ،ليه يا حبيبي تعمل في نفسك كده؟
☆ده رهان علي حٌصان خسران يا ياسين★
مليكة عمرها ما هتحس ولا هتقدر حبك ده، وإنت عارف ده كويس ومش محتاج تسمعه مني، مليكة قفلت قلبها وحياتها علي رائف ومن المستحيل أي إنسان هيقدر ياخد مكانه في قلبها وحياتها مستحيل يا ياسين .
تشنجت جميع أعضاء جسده بغضب والتف سريعاً ناظراً لطارق وتحدث نافياً:
_لا يا طارق لا، كلامك ده مش صحيح فيه بوادر عشق في قلب مليكة ليا لكن هي بتكابر ورافضة تحس الشعور ده وتدي له فرصته
وأكمل بملامة وحزن:
_ مليكة بتخنق عشقي جواها يا طارق وكل ده بسببكم وبسبب فكرتكم دي !
مليكة خايفة من نظراتكم ليها وإتهامتكم بالخيانة لو حبت غير رائف وعاشت وكملت
وأكمل بصوتٍ حنون :
_وعلشان كده هي تايهة وخايفة ،
وأكمل بثقة:
_مليكة بتحبني يا طارق أنا مش صغير ولا قليل الخبرة وأقدر أفرق كويس بين الحب وبين الإرتياح .
ثم نظر للبحر واستنشق هوائهٌ براحة وتحدث بكبرياء:
_ طول عمري وأنا قلبي قوي وجامد ، كل الستات إللي عرفتها في حياتي هما إللي كانوا بيبادروا ويطلبوا ودي وقربي ،
منهم إللي كنت برأف بحالها وأستجيب لها ، ومنهم إللي مكٌنتش بهتم حتي بنظرات توسلاتهم ليا ،
وأكملَ بنبرة جادة:
_حتي ليالي إختارتها وإتجوزتها جواز عقل بنت جميلة متعلمة وأرستقراطية وبنت خالي تليق بإنها تكون زوجة ياسين المغربي
وتحدث بتعقل:
_ما انكرش إنها كانت شداني و عجباني بجمالها وسحرها لكن كا ست ، كا أنثي مش كحبيبة و خليلة ،
وبلحظة تحولت عيناه بسعادة لا مثيل لها ونظرة عشق وهيام سيطرت عليهِ وكأنهٌ تبدلَ لشخصٍ آخر وأكملَ:
_لكن مليكة حاجة تانية ♡
بحس إني طاير في السما لمجرد ما اشوف بسمة منها ليا ،قلبي بيرقص لما بسمع إسمي من بين همس شفايفها ♡
جسمي كله بينتفض ويعمل عليا ثورة لمجرد وجودي معاها في نفس الأوضة ، أنا اللي عاوزها يا طارق ودي تفرق أوي .
وتحدث بشرود:
_مليكة البنت الوحيدة إللي سحرتني وخطفت قلبي من أول نظرة، هي الوحيدة إللي قلبي عشقها بجد ♡
إبتسم وتهللت أساريرهٌ متحدثاً بخجل:
_دي حولتني لمراهق تصور؟
تخيل إني بستناها تنام علشان أروح أقف جنب سريرها أبص علي ملامحها وهي نايمة أنا الليلة اللي بروح لها فيها بحرم علي عيوني النوم يا طارق علشان ما اضيعش لحظة واحدة ما أشوفهاش فيها ♡
ثم نظر لطارق وضحك علي إستحياء وتحدث:
_ شفت حب مليكة وصل أخوك لأيه؟
كان يستمع لهٌ بقلبٍ حائر أيسعد لفرحة أخاه الذي وجد حب حياته بعد مرور كل تلك السنوات ؟
أم يحزن لعشقهٌ المستحيل الذي سينتهي بالفشل بالتأكيد ،
أم يحزن علي رائف أم مليكة ، حقاً كان قلبهٌ حائر☆ لكن ما سيطر عليه هو الشعور بالرأفة علي قلب أخاه وعزيز عينه
وبلحظة تذكر كلمة خطفت قلبي من أول نظرة
فاقترب منه ونظر داخل عيناه وتحدث بتساؤل وترقب:
_ياسين مين هي البنت إللي قابلتها في الأسانسير عندك في الجهاز ؟
إرتبك ياسين بنظرته لأخيه وسحب بصره ناظراً للبحر وتنفس الصعداء دون حديث
أدار طارق وجههُ له ونظر داخل عيناه وتحدث بحنان:
_ياسين ؟
إبتسم ياسين بمرارة وأماء برأسه لأخاه.
فتح طارق عيناه وهو ينظر لأخاه بصدمة وذهول وتحدث مصدوماً:
_يااااااه، ياااااه يا ياسين وقدرت إزاي تتحمل كل الوجع ده لوحدك،
وأكملَ بتساؤل:
_علشان كده لما سألناك عنها أنا ورائف قولت لنا إنك نسيتها خلاص ، طب ليه ما قولتليش أنا يا ياسين ليه ماقولتليش يا حبيبي ؟
أجابهٌ بعيون حانية:
_مكنش ينفع يا طارق ده كان رائف ،رائف يا طارق أخويا الصغير، ،إبن عمري زي ما كنت بقوله مكنش ينفع وخصوصاً إنه وصل لقلبها قبلي مكنش ينفع ، مكنش ينفع.
سحبهٌ أخاه بأحضانه وضمه بشدة وربتَ علي ظهرهِ بحنان وتحدث:
_بس خلاص يا حبيبي ربنا أهدهالك بعد صبر السنين دي كلها وأكيد حبك الكبير ده كله هيوصل لقلبها أكيد هتحس بحبك وتعشقك زي ما أنت عشت عمرك كله تعشقها أكيد ربنا ليه حكمة ف كل إللي حصل ده
وأكمل بمرح ليخرج أخاه من تلك الحالة:
_تصدق البت مليكة دي أمها داعية لها
إبتسم ياسين وتنهد براحة بعد اعترافه وإخراج ما يضيق صدره لأخيه وتحدث:
_ طارق إللي حصل ده هيفضل بيني وبينك حتي جيجي مش لازم تعرف فاهمني يا طارق ؟
هز لهٌ طارق رأسه وتحدث بإيماء:
_إطمن يا حبيبي ،إطمن يا ياسين سرك ف بير غويط .
تحدث ياسين بإستحياء:
_أنا أسف يا طارق إني إتكلمت بالطريقة دي مع جيجي صدقني مكنتش أقصد وأنا لما نرجع هعتذر لها بنفسي .
إبتسم طارق بحنان وتحدث:
_أكيد مش زعلان منك يا ياسين ومفيش داعي تعتذر لجيجي هي أكيد مش هتزعل منك ماأنت عارف هي أد أيه بتحبك وبتحترمك .
هز له رأسهْ بإبتسامة وتحدث :
_طب يلا علشان نروح قبل سيادة اللوا ما ياخد باله من غيابنا ويفتح لنا تحقيق رسمي
إبتسم طارق وسارا معا ورجعا لمنزلهما .
◇◇◇◇¤◇◇◇◇
وبعد بضعة ساعات
كانت تجلس داخل غرفة مروان ومعها أنس ليٌنساها ألامها وأوجاعها من قدرها المؤلم وذلك الياسين مٌتقلب المزاج .
كانوا يجلسون أرضاً في جو ملئ بالحب مٌمسكين أوراقهم وأقلامهم ويرسمون بسعادة ،
وبعد الإنتهاء جلسوا سوياً علي تخت طفلها مٌحتضنه صغيريها وبدأت تقص لهما الحكايات
وبعد مدة تحدث مروان بحنين:
_مامي أنا بابي وحشني أوي هو هيفضل مسافر كده كتير ؟
إنهارت قواها وصرخ قلبها متألماً لسؤال طفلها البرئ عن سندهِ وعزيز عينهْ
جاهدت حالها وحاولت أن تظهر بثبات أمام طفليها:
_للأسف يا مروان بابي مش عارف ييجي علشان هو في مكان بعيد جدآ،
وتحدثت بمرح يداري ألمها:
_لكن هو بيحبكم أوي وبيبعت لكم دايما هدايا ولعب وشيكولا وكل الحاجات الحلوة اللي بتجي لكم دي هو اللي بيبعتها
أشار أنس علي صورة والدهٌ الموضوعة علي الكومود وتحدث ببرائة:
_مامي هو بابي هو اللي في الصورة ده صح ؟
إنتشي قلبها والتقطت البرواز ونظرت لهٌ بحنين وهي تري أيام عمرها الضائعة داخل عيناه:
_أيوه يا أنوس هو ده بابي حبيبنا ونور عيونا كلنا .
تحدث أنس ببرائة:
_هو كان بيحبني وبيشيلني وبيلعبني زي عمو ياسين كده ؟
تغيرت ملامحها للغضب وتحدثت بنبرة حادة:
_بابي مش زي أي حد، بابي أحسن واحد في الدنيا كلها وعمر ما حد هيحبكم زيه ولا هيهتم بيكم قده .
تحدث أنس ببرائة:
_ لكن أنا بحب عمو ياسين أكتر حد في الدنيا هو كمان قالي إنه بيحبني كتيررررررر .
كانت تستمع لصغيرها وقلبها يتمزق علي زوجها الفقيد وعلي صغيريها اللذان حٌرموا من أغلي شخص وأحن أب .
تحدث مروان :
_أنا كمان يا مامي بحب عمو ياسين أوي بصراحة هو بيعمل لنا كل حاجة حلوة لينا
ثم أكمل بإنتشاء وحماس:
_عارفة يا مامي لما روحنا النادي قبل إمبارح نزل معايا البول وخدني علي ضهره وعومنا سوا كان يوم حلو أوووي ياريتك كٌنتي معانا .
تنهدت بأسي وحيرة أتسعد لسعادة طفليها وتحمد الله علي أن عوض طفليها ب ياسين الذي يهتم بهما ويعتبرهما كطفلاه، أم تحزن علي رائف الذي بدأ أطفاله بنسيان ذكرياتهما معاً بالرغم من جهدها الدائم معهما لتذكيرهما دائما بكل ما مضي حتي لا ينسيا ،
تحدثت بحب لتخرج نفسها من دوامة الحزن التي لم تنتهي وهي تنظر إلي أنس وتميل رأسها بدلال:
_مين حبيب مامي اللي هينام في حضنها النهاردة .
تحدث أنس بحكمة وكأنه رجل كبير:
_ مش هينفع يا مامي، نانا بتخاف تنام لوحدها وأنا وعدتها إني مش أسيبها أبداً ممكن الوحش ييجي يخطفها وأنا مش معاها مين بقي يحميها ويقتله بسيفه ؟
تعجبت وهي تنظر له وأطلقت الضحكات هي ومروان .
تحدث مروان ساخراً:
_وفين بقي السيف ده اللي هتقتل بيه الوحش يا أنس ؟
رفع أنس يديه ومد شفتاه بطريقة مضحكة وتحدث:
_لسه مش جبته بس أنا هقول لعمو ياسين يجيبه بسرعة قبل الوحش ما ييجي .
إبتسمت له وأحتضنت طفليها بحنان وبدأت من جديد بسرد الحكايات لهما حتي غفي مروان ثم دثرته تحت غطائه بإحكام وقبلته وتركته ليغفو بسلام ،
و أخذت أنس إلي ثريا للأسفل لينام بأحضانها كما تعود
وصعدت مجدداً لغرفتها لتجلس بوحدتها وحزنها .
◇◇◇◇¤◇◇◇◇
ضل جالساً في حديقة منزله مٌعلقاً بصرهٌ علي غرفتها المظلمة بيأس حتي وجد إشتعال الأنوار تنفس بإنتشاء وابتسم وكأن الشمس أشرقت نورها من جديد وبعد مدة قصيرة ألتقط هاتفهٌ وطلب رقمها .
كانت تخرج من الحمام تجفف يداها، إستمعت إلي رنين هاتفها إلتقتطهٌ ونظرت بشاشته ثم إبتسمت ب مرارة وألقتهٌ بإهمال علي الكومود ،
إرتدت إسدال الصلاة وشرعت بصلاة قيام الليل وتضرعت سائلة الله أن يريح صدرها بما يضيقهٌ ويرهقهْ ومن لها غير الله لتسأله الهداية والراحة.
خرج أباه إلى الحديقه متفقداً إياه وجدهٌ يتطلع بتمني ،مٌعلق البصر علي شرفة ساحرته، إقترب عليه وهو يطالعهٌ بغموض مٌلقي إلي مسامعهِ ببيتٍ للشعر العربي:
_ما ضرَك لو كٌنتي مَرهَمي يا مٌرّ هَمّي ؟
فلتقٌولي مرحباً أو مٌرَي حٌباً وأحيِني ٠
إبتسم ياسين بخفة وأماء برأسهِ وهو يري أباهٌ يداعبهٌ فأراد أن يردَ لهٌ مٌداعبتهْ:
_ أااااه الباشا شكله رايق وجاي يتروشن عليك يا يايسن .
رمقهٌ عز بنظرة إشمئزاز متصنعة قائلاً :
_ يتروشن !
مش عيب عليك تبقي عقيد في جهاز المخابرات المصري وليك وضعك وترد علي أبوك إللي بيكلمك بأبيات الشعر العربي بكلام بذيئ زي ده ؟
أطلق ياسين ضحكات رجولية وتحدث:
_في دي بقى معاك حق يا باشا وعلشان كده أنا هتأسف لحضرتك مرتين مرة لسيادتك والمرة التانية للشعر العربي .
إبتسم عز وسحب مقعد وجلس بجوار ولدهْ وأطلق تنهيدة طويلة متحدثاً:
_ياتري أيه إللي شاغل بال سيادة العقيد ومخليه مهموم كده ؟
أجابه بنبرة صوت كاذبة:
_ مفيش يا باشا بفكر في العملية الجديدة إللي كلفني بيها رئيس الجهاز .
إبتسم عز إبتسامة ساخرة وهو يري كذب إبنه داخل عيناه وتحدث:
_هحاول أصدقك يا ياسين.
وأكمل بجدية:
_لكن عاوز أقول لك علي حاجة مش كل حاجة ينفع معاها التخطيط المخابراتي بتاعك ده فيه حاجات لازم نتعامل معاها بمنتهي الوضوح والصراحة ،
وأكملَ بحنان وحديث ذات مغذي:
_اللي بيخرج من القلب بيوصل بسرعة يا أبني أكيد إللي قدامك هيحسه ويتقبله ،
حاول تتجنب إللي إتعلمته من شغلك وماتطبقهوش علي حياتك الخاصة، صدقني كده هترتاح أكتر .
إستوعب ياسين المغذي من حديث والدهٌ وما الذي يريد عز أن يوصلهٌ له ولكنه إدعي عدم الفهم لعدم إستعداده النفسي بمجابهة والده حالياً واعترافاته الصريحة بعشق مليكة .
تحدث ياسين بتخابث:
_مع إني مش فاهم حضرتك تقصد ايه لكن أكيد سيادتك معاك كل الحق وصدقني يا باشا هحط كلامك في مرمي تفكيري وأكيد هاخد نصيحتك علي محمل الجد والإحترام.
إبتسم عز وهز لهٌ رأسه يوافقه الرأي
ثم وقف واعتدل موجهاً حديثهٌ إلي ياسين:
_أنا داخل أنام وانت كمان قوم أطلع لمراتك فوق هي في الآخر ست وملهاش ذنب في كل اللي بيحصل لك ده.
تصبح على خير يا ياسين قال كلماتهٌ تلك وانصرف علي الفور من أمامه تاركا إياه داخل دوامة أفكاره وتشتت ذهنه .
تنهد بأسي وألتقط هاتفهٌ وضغط على رقمها من جديد وهو ينظر علي إنارة غرفتها
لم يأته الرد تنهد بألم وضغط علي زر مٌسجل الرسائل الصوتية وبعث لها برسالة بصوتٍ حنون محتواها :
_ أنا عارف إنك لسه صاحية ردي علي الفون محتاج أتكلم معاكي ضروري أرجوكي.
كانت قد إنتهت من صلاة قيام الليل ونزعت عنها إسدالها واستعدت للنوم إستمعت لصوت الرسالة فتحتها وإستمعت لها ثم ألقت الهاتف علي الكومود بغضب وأغلقت الأنوار وتمددت علي تختها بحزن وهي تتذكر حديثهٌ المٌهين لها أمام طارق وجيجي
خرجت تنهيدة شقت صدره من شدة الألم بعدما رأي إنطفاء ضوء غرفتها بعد إرساله الرسالة مباشرةً ،علم حينها انها غاضبة منه وبشدة
إستسلم وصعد لغرفة ليالي ليغفي حتي يفيق علي موعد عمله .
◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇
في اليوم التالي
إتجهت مليكة لثريا حيث تجلس في الحديقة بصحبة يسرا وأطفال المنزل
تحدثت بإستأذان:
_ ماما بما إننا مسافرين أسوان بكره فأنا بعد إذن حضرتك هاخد الولاد وأروح أبات عند بابا وأجي بكرة علي ميعاد الطيارة أنا جهزت الشنط وكل حاجه تمام .
أجابتها ثريا بإبتسامة رضا:
_وماله يا حبيبتي حقهم بردوا يشفوكي ويشبعوا منك إنتي والأولاد قبل ما تسافري .
تنهدت مليكة بأسي وتحدثت بإمتعاض:
_طب مٌمكن حضرتك تتصلي بسيادة العقيد و تقولي له أنا مش ناقصة مشاكل معاه تاني وبصراحة أكتر مش طايقة حتي أسمع صوته .
هزت لها رأسها بتفهم وأمسكت هاتفها وهاتفته جائها الرد فوراً بحب مداعبا إياها:
_ يا صباح الفل يا ست الكل اوعي تقولي إني وحشتك علشان ما عدتش عليكي وفطرت معاكي لو أعرف إني هوحشك أوي كده كنت إتأخرت على الشغل عادي .
أطلقت ضَحكة من القلب علي أثر كلمات ذلك المداعب لها بمحبة وتحدثت بحنان:
_انت بتقول فيها طب والله وحشتني بس طبعاً علشان أكون أمينة معاك ما اتصلتش علشان كده بس .
أجابها ياسين بحنان:
_مهما كان السبب يكفي إني سمعت صوتك اللي كنت مفتقده في يومي خير يا حبيبتي أؤمريني يا ماما .
تحدثت ثريا بحنان:
_ما يؤمرش عليك ظالم يا ياسين أنا كنت بتصل علشان أبلغك وأستأذنك إن مليكة هتروح عند باباها النهاردة هتقضي اليوم كله وهتبات هناك .
إنتفض صدره بإنزعاج وأردفَ بمعارضة:
_وايه لازمته إنها تبات يا ماما وهي عارفة إن حضرتك ما بتعرفيش تنامي من غير أنس،
وأكمل بتهكم:
_ وبعدين هي الهانم ما اتصلتش بنفسها ليه ؟
أجابتهٌ ثريا مبررةً وهي تنظر لتلك الواقفة تفرق يداها بتوتر وتستمع لهما بترقب شديد:
_ مليكة قالت لي أتصل أنا بيك علشان عارفة معزتي عندك وإنك عمرك ما هترفض لي طلب .
وأكملت بتساؤل و ترقب:
_ولا هتكسفني قدامها يا ياسين ؟
تحدث سريعاً بلهفة:
_ ما أتخلقش لسه اللي يكسف ثريا هانم المغربي إنتي تأشري والكل عليه التنفيذ يا ماما ،
بس بلغيها إني هاروح أجيبها بكره قبل ميعاد الطيارة بساعتين علشان بابا يشوف الأولاد ويقعد معاهم قبل السفر حضرتك عارفة إن ده هيفرق معاه جداً ومعانا كلنا أكيد .
أردفت ثريا بموافقة:
_ حاضر يا حبيبي هبلغها أسيبك لشغلك علشان معطلكش أكتر من كده
أجابها بإحترام:
_ ولا يهمك يا ماما فداكي الشغل وحياتي كلها .
تحدثت برضا:
_يسلملي عٌمرك يا حبيبي .
وأغلقت معه الهاتف وأبلغت مليكة بما حدث ،
تحدثت مليكة بنبرة صوت حادة:
_ولزمته ايه ييجي ياخدني من عند بابا ياريت حضرتك تتصلي بيه تاني وتبلغيه يريح نفسه وشريف هيجيبني .
أجابتها ثريا بهدوء:
_وبعدين يا مليكة إحنا قولنا ايه ياسين طبعه صعب والعند مابيجيبش معاه نتيجة بالعكس كده بتستفزيه اكتر وإحنا يا بنتي في غني عن وجع الدماغ ده كله .
أمائت لها برضوخ وصعدت وتجهزت هي وأطفالها وذهبت لبيت أبيها وقضت معهم يومها .
◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇
وفي المساء داخل منزل سالم عثمان كانت تجلس مليكة بجانب والدتها في جو ملئ بالدفئ والحنان وبجانبها طفليها يلهوان بمرح وسعادة مع شريف
وجهت سٌهير حديثها إلي مليكة بإهتمام وحب:
_عاملة ايه مع ياسين يا حبيبتي؟
تجهمت ملامح وجه مليكة وتحولت للضيق وذلك لغضبها القائم الشديد منه وتحدثت بتلعثم وضيق:
_يعني هكون عاملة ايه يا ماما كل واحد مننا في حاله حسب إتفاقي معاه من الأول .
رفع شريف الجالس بالأرض بجانب الأطفال يلاعبهم رأسه وتحدث بإهتمام:
_أهم حاجة ميكونش بيحاول يضايقك يا مليكة ياسين ده حد رخم ومتكبر أنا عارفه كويس .
تنهدت وتحدثت بأسي وكذب لعدم إزعاج عائلتها ووضع القلق داخل قلوبهم:
_ إطمن يا شريف أنا عاملة حدود بيني وبينه تمنعه إنه يتجاوز معايا في المعاملة أو إنه يحاول يضايقني وبعدين ماما ثريا معايا دايما واقفة في ضهري .
تدخلت سٌهير بالحديث وتحدثت بدفاع:
_فيه أيه إنتَ وهي إنتوا محسسني إن ياسين ده دراكولا ،
وأكملت بجدية:
_ياسين حد محترم جداً وذوق ولا يمكن يأذيكي بأي شكل من الأشكال بالعكس ده راجل وراجل أوي كمان باللي عمله معاكي ومع أولادك ،
وأكملت بحدة:
_ ولا نسيتي وقفته في ضهرك قصاد نرمين وباقي العيلة نسيتي إنه خطف لك وصاية ولادك من بق الأسد؟
ثم أكملت بنظرة مٌلامة:
_أنا ما ربتكيش علي كدة يا مليكة أنا ربيتك إنك تقدري مواقف الناس معاكي وتشيلي جميلهم فوق راسك
نظرت لها مليكة بإستغراب وتحدثت:
_ وأنا كٌنت عملت أيه ل ده كله يا ماما ؟
فجأه خلتيني واحدة ناكرة للجميل وإن ياسين ده الراجل إللي مفيش منه حضرتك ليه مش مقدرة اللي أنا فيه نسيتي ياسين بيه إتجوزني إزاي ؟
أنا عايشة حياة مش باختياري يا ماما، مااخترتش أي حاجة فيها وف الأخر حضرتك بتلومي عليا أنا ؟
وقفت بحدة وتحدثت ناهية النقاش:
_أنا طالعة أشم هوا في البلكونة بعد إذنكم .
وتحركت سريعاً نظر شريف إلي سهير وتحدث بنظرة ملامة:
_ليه كده يا ماما ده أحنا ماصدقنا إنها بدأت تنسي اللي حصل وترجع معانا تاني زي الأول.
تهربت سهير بنظراتها وتحدثت بندم:
_معرفش بقي يا شريف أهو اللي حصل وخلاص قوم روح لها هديها شويه وأنا هاخد الولاد المطبخ أعملهم فشار وأبعدهم شوية عن جو التوتر ده .
خرج لها أخاها وقف بجانبها نظرت له إبتسما معاَ ومد يدهٌ سحبها داخل أحضانه بحنان أخوي شددت هي من إحتضانه وضمته .
وتحدث هو:
_متزعليش من ماما يا حبيبتي ماما أكيد متقصدش تضايقك .
أجابتهٌ بإختصار:
_خلاص يا شريف ماحصلش حاجه .
بعد مدة تحدث شريف بعيون حائرة:
_محتاج أتكلم معاكي .
نظرت لهٌ بإستفسار وقلق:
_خير يا حبيبي إتكلم أنا سمعاك .
تنهد بأسي ونظر أمامهٌ وتحدث:
_ أنا حاسس إني إتسرعت في خطوبتي من سالي .
ضيقت عيناها بإستغراب وتحدثت بسخرية:
_نعم، أيه إللي إنتَ بتقوله ده يا شريف مش دي سالي إللي كنت هتتجنن وتخطبها ؟
تحدث بإنفعال وحيره:
_مش عارف ايه إللي أتغير فجأة حسيت إنها بقت واحده تانية واحده أنا ما أعرفهاش مغرورة ومتكبرة ومتسلطة ، طول الوقت شخط ونطر أعمل ده ومتعملش ده خنقتني يا مليكة وبجد حاسس إني إتسرعت .
أطلقت ضحكة ساخرة وتحدثت بدعابة:
_البنت دي غبية أوي.دي طلعت حافظه مش فاهمة الحاجات دي بنعملها بعد الجواز بعد ما نتأكد من دخولكم قفص الزوجية ونتطمن بس هي بدأتها بدري أوي .
نظر لها بعدم فهم وتحدث وهو يهز رأسهٌ ويضيق عيناه:
_تقصدي أيه بكلامك ده يا ليكة ؟
أجابتهٌ بإقناع وجدية:
_ ما أقصدش حاجه يا حبيبي بس أنا عارفاك دايما عصبي ومابتتحملش كلام اللي قدامك والبنات محتاجة معاملة خاصة
ممكن تكون بتغير عليك من معجباتك اللي بيكلموك في البرنامج
وأكملت بمبرر:
_ده أنا أختك أهو وكتير بغير عليك من كلام ومياصة ودلع البنات معاك في البرنامج ،
أقعد معاها وأتكلموا وشوف أيه اللي مضايقها وغيرها كده سالي بتحبك يا شريف ما تضيعهاش من أيدك .
إبتسم لها ووافقها الرأي وتنهد براحه من حديثهٌ مع شقيقتهٌ الغالية.
◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇
في جناح ياسين كان يجلس علي تخته سانداً ظهره للوراء واضعاً يداه وراء رأسه ناظراً للأمام بشرود يفكر في من شغلة باله وأرهقت قلبهْ ♡
أتت إليه ليالي وهي تمسك بيدها جهاز الحاسب( اللاب توب )
وجلست بجانبهِ مدت له الجهاز لتجبرهٌ علي المشاهدة وأردفت مٌتسائلة بنبرات مٌنتشية ومٌتعالية:
_بص كده وقولي أيه رأيك في ذوق مراتك إللي لا يٌعلي عليه بعت أجيبهم من باريس وهيوصلوا بعد يومين وياريت تجهزلي مبلغ محترم كده علشان عاوزة أحجز شوية حاجات تانية .
إبتسم بمرارة متحدثا بتهكم:
_أبص علي أيه يا ليالي ؟
أجابتهٌ ليالي بإنتشاء وسعادة:
_علي الكوليكشن ده يا حبيبي إنت مش دايماً بتتهمني إني ما باخدش رأيك في أختيار لبسي ومجوهراتي أديني باخد رأيك أهو .
أجابها ساخراً:
_بتاخدي رأيي؟
إزاي يا مدام وأنتي إختارتي وحجزتي اللبس ودفعتي تمنه وحددولك معاد إستلامك
وهدر بها بغضب:
_ إنتي بتشتغليني يا ليالي ؟
تلعثمت بالرد وتحدثت طالبةً إسترضائه:
_ ما أنا بوريلك المجموعة علشان كده يا حبيبي اتفضل شوفهم ولو فيهم حاجة مش عجباك أنا هلغي الأوردر فوراً .
ثم أكملت بدلال مٌفتعل:
_أنا يهمني رضاك عليا جداً يا حبيبي .
أماء لها برأسه وتحدث بهدوء:
_ إختاري إللي انتي عاوزاه يا ليالي أهم حاجة زي ما انتي عارفه يكونوا محتشمين ومايكونش فيهم حاجه قصيرة أو صدرها مفتوح ولا من غير كمام غير كده انتي حرة وربنا يهديكي وتلبسي الحجاب قريب إن شاء الله .
هتفت بنبره ساخرة:
_ريح نفسك يا ياسين أنا مش هلبس الحجاب مش حباه يا سيدي هو بالعافية
وبعدين ألبسه ليه وأنا مامي وأختي مش لابسينه دي حتي عمتو اللي هي مامتك مش لبساه ،
وأكملت بغرور وكبرياء:
_ ربنا خلقني جميلة وخلقلي شعر جميل ، ليه عاوزني أخبي جمال شعري وما استمتعش بيه ؟
هدر بها بحدة وهو يعتدل بجلسته وينظر عليها بغضب:
_وهو ربنا خلقلك الشعر ده علشان تمشي تفتني بيه الناس يا هانم ولا علشان تمتعي بيه جوزك لوحده ؟
وقفت بغضب وهي تأفأف بضيق:
_ يوااااا يا ياسين هنرجع تاني للموضوع ده مش اتكلمنا قبل كده وعملت مشكلة كبيرة وبابي وقتها قالك انه هو إللي هيشيل ذنبي قدام ربنا عاوز ايه تاني ولا هي تلاكيك وخلاص .
هدر بها بعنف وتحدث بصياح:
_تلاكيك، لا يا هانم مش تلاكيك وموضوع إن أبوكي هيشيل ذنبك ده هو قاله وقت الزعل ومنعاً لطلاقنا اللي كان حتمي وقتها
لكن كلامه ده ما يشيلش عني الوزر ،بالعكس يا مدام أنا جوزك وحضرتك مسؤولة مني قدام ربنا
لكن هقول ايه هي دي ضريبة إن الواحد يتجوز واحده قريبته تدخل الأهل بيدمر الدنيا .
وأكمل ليكيدها :
_أه وبمناسبة إن الحجاب بيحجب جمال الست زي ما بتدعوا أحب أقولك إنه كلام بتضحكوا بيه علي نفسكم بدليل إن فيه ستات وبنات الحجاب بيذيدهم جمال فوق جمالهم ،
وأكمل بإعجاب ظهر بعيناه لم يستطع مداراته:
_وأكبر مثال علي كده عندك مليكة قد أيه الحجاب مخليها وكأنها ملكة علي عرشها .
إنتفضت جميع حواسها بغضب وصرخت به بكبرياء وهي تشير بيدها بغرور:
_إنتَ بتشبهني أنا ليالي العشري باللي إسمها مليكة دي ؟
إبتسمَ وتحدثَ ببرود وإستفزاز:
_في دي بقى عندك حق أيه إللي جابك إنتي لمليكة .
إشتعل وجهها وحدقت عيناها بغضب وكادت أن تتحدث
أوقفها بنظرة حادة وإشاره من يدهِ ليوقفها
وتحدث بحدة بالغة:
_خلاص، لحد هنا وخلص الكلام .
وأكمل وهو يذهب إلي تخته ويعتدل ليغفي:
_خدي لاب توبك والكوليكشن بتاعك واتفضلي اخرجي بره علشان عاوز أنام مش فاضي أنا للهرتلة بتاعتك دي .
وأكمل هادراً بغضب ليرعبها:
_يلااااااااااا .
إرتعبت أوصالها وانتفضت بوقفتها وقررت الإنسحاب فهي لم تقوي علي مجابهة ذلك الغاضب ولا مجاراته حالياً فقد وصل لذروة غضبه منها وهي تعلم ذلك جيداً .
تابع معنا الجزء الثالث من خلال الروابط التالية.. تابع هنا رواية قلوب حائرة الجزء الثالث