روايات روز أمين

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الثالث

رواية قلوب حائرة لروز أمين الفصل التاسع والعشرون

#رواية_قلوب_حائرة

#بقلمي_روز_آمين

#البارت_التاسع_والعشرون

خطت لداخل منزلها بقلبٍ طائر هائم عاشق حتي النٌخاع ،

وجدت ثريا ويسرا ونرمين تجلسن في بهو الفيلا يتناولن مشروباً دافئاً

جري عليها مروان إحتصنها بحب قائلاً:

_ مااااامي وحشتيني .

جثت علي رٌكبتيها وأحتضنته وقبلته بسعادة وتحدثت:

_إنتَ كمان وحشتني يا قلبي، قول لي أكلت إنتَ وأخوك ؟

هز رأسهٌ بإيماء وتحدث:

_أه أكلنا مع نانا وعمتو يسرا وعمتو نرمين وعلي .

أتي إليها صغيرها مهرولاً هو الأخر مٌتحدثاً بعتاب:

_إتأخرتي ليه يا مامي ؟

إبتسمت له وقبلته بنهم وحملته بأحضانها وأتجهت حيث الجمع وتحدثت بوجهٍ بشوش:

_ السلام عليكم .

ردوا جميعاً:

_ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،

تحدثت وهي ناظرة إلي نرمين بإبتسامة:

_إزيك يا نرمين .

أجابتها بإبتسامه صفراء:

_أهلاً يا مليكة .

إبتسمت للصغير وحدثته بود:

_إزيك يا علي وحشتني .

أجابها الصغير بإحترام:

_وحضرتك كمان وحشتيني يا طنط .

تحدثت ثريا مٌوجهه نظرها إلي مليكة:

_ إتأخرتي كده ليه يا بنتي ؟

أجابتها بإبتسامة حانية:

_معلش يا ماما أصل سلمي كانت مجهزة غدا وأصرت إننا نتغدا مع بعض .

تحدثت يسرا:

_بألف هنا يا ليكة قولي لي سلمي أخبارها ايه ؟

اجابتها ببشاشة وجه:

_الحمدلله يا يسرا بخير وبتسلم عليكي .

نظرت لها نرمين بحنق وتحدثت بإستهجان:

_ وياتري بقي ياسين عارف إن سيادتك كنتي عند صاحبتك وسايبة ولادك هنا وقاعدة ده كله عندها وكمان في وجود راجل غريب معاكم في البيت ؟

نظرت لها وتحدثت بكبرياء وقوة إكتسبتها من ياسينها:

_أولاً جوز سلمي مكانش موجود في البيت كان مسافر البحيرة بيزور أهله ،

وأسترسلت مفسرة:

_ثانياً يا نرمين جوز سلمي راجل محترم وحطي تحت محترم دي 100 خط /وأنا عن نفسي بعتبره زي أخويا بالظبط يعني حتي وجوده بالنسبة لي مكانش هيبقي فيه مٌشكلة ،

ثالثاً بقي:

_ إطمني أنا مابتحركش من البيت خطوة واحدة من غير علم ياسين .

نظرت ثريا إلي إبنتها وتحدثت بحدة:

_ ايه يا بنتي الكلام إللي بتقوليه ده ! أحمد ده راجل محترم وأخوكي الله يرحمه كان بيعتبره زي أخوه بدليل إنه كان دايماً يعزمه هنا ويقعد في وسطنا وكأنه واحد مننا .

تلعثمت نرمين من نظرات يسرا الحادة لها وأرادت تهدئة الوضع خوفاً من يسرا:

_ يا جماعة أنا مقصدش إللي فهمتوه خالص أنا كل إللي كنت أقصده أنبه مليكة علشان تتفادي غضب ياسين منها مش أكتر .

ثم نظرت إلى مليكة وتحدثت بلؤم:

_ولا هو ياسين بطل يغضب عليكي خلاص يا مليكة ؟

إبتلعت مليكة لٌعابها وكادت أن تتحدث ولكن قاطعها حديث ثريا حيث وجهة لها الحديث:

_شوفتي عاليا يا مليكة لاقيناها دلوقتي راجعة من برة وبتقول إنها حجزت و راجعة بكرة علي أسوان .

إستغربت مليكة وتحدثت:

_مسافرة بكرة إزاي يعني ! هي مش لسه إمبارح بالليل بتقول إنها كلمت مامتها وإستئذنتها تقعد كمان خمس أيام أيه إللي حصل خلاها تغير رأيها بالسرعة دي ؟

حركت ثريا كتفيها وتحدثت :

_مش عارفة ما تطلعي تشوفيها وحاولي تقنعيها يمكن تسمع كلامك وتتراجع عن قرارها المفاجئ ده إحنا إتكلمنا معاها بس هي رافضة النقاش ومقررة خلاص.

تحدثت نرمين بضيق :

_يوووو يا ماما ماخلاص بقي واحدة وحابة ترجع بيتها وسط أهلها أيه هتخلوها تقعد بالعافية وبعدين البنت عندها كلية ودراسة يعني وجودها هنا في الوقت ده هو إللي غريب اصلاً .

إستمعن لصوتهِ السعيد مٌتحدثاً بمرح:

_مساء الخير علي أجمل وأشيك هوانم في إسكندرية كٌلها .

إلتفتت بوقفتها عليه وأبتسمت لهٌ بسعادة وطار قلبها ورفرفَ حين ألتقت عيناهٌ بعيناها وأصابها بسهم عشقهْ .

ردوا جميعاً علي مغازلته الرقيقة

وتحدثت ثريا بإبتسامة:

_أهلاً يا ياسين تعالي يا حبيبي إشرب قهوتك معايا .

مرَ طيفهٌ بجانبٌها كاد قلبها الهائم أن يتركها ويحتضنه فرحاً ،

وجلس بجانب ثريا وقبل يدها بحنان

وتحدث بمجاملة لأجل ثريا ناظراً لنرمين:

_ إزيك يا نرمين عامله أيه ؟

إبتسمت له وتحدثت:

_ تمام الحمد لله يا ياسين جرحك أخباره أيه النهاردة ؟

أجابها بابتسامة سعيدة:

_زي الفل الحمدلله .

حول بصره لتلك الواقفة مكانها وتحدث بمراوغة:

_  إنبسطي عند سلمي يا مليكه ؟

خجلت من سؤاله لعلمها مغذاه وتحدثت بمراوغة مماثلة قد إكتسبتها منهْ:

_الحمدلله وعلي فكرة سلمي بتسلم عليك وبتشكرك .

أجابها بضحكة رجولية مٌهلكة لقلبها العاشق:

_قوليلها لا شكر على واجب .

تحدثت يسرا بعدم فهم:

_بتشكره ! وياتري بقي سلمي بتشكرك علي أيه يا ياسين ؟

ضحك برجولة وأكمل:

_أولاً علي إني خليت مليكة قعدت معاها براحتها وأكيد إنبسطوا مع بعض،

وأكمل بكبرياء:

_ثانياً بقي بعتلها علبة شيكولا سويسري فااااخرة ،

ثم نظر إلي يسرا وتحدث:

_طب بذمتك كل السعادة إللي عاشتها بسببي دي ما تستاهلش إنها تٌشكرني عليها ؟

تلعثمت من كلماته وإيحائاته ومراوغة حديثه فقررت الإنسحاب من أمام ذلك الساحر بطلته المٌهلكة وضحكاته المثيرة لقلبها المسكين .

فتحدثت بإنسحاب:

_طب بعد إذنكم أنا هطلع علشان أبدل هدومي وأشوف عاليا .

أشار لها بتوسل:

_ طب ممكن قبل ماتطلعي تعمليلي فنجانين قهوة بأديكي ليا أنا وعمتي ده طبعاً لو مش هيضايقك ؟

وأكملَ بإبتسامة:

_خلاص مبقتش بعرف أشرب قهوة واتمزج بيها غير من إيدك، قدرك بقي .

إبتسمت له وأجابته:

_ولا يهمك كل ما تحب تشربها قولي وأنا أعملك علطول .

تحدثت ثريا بإهتمام:

_أجبلك تتغدي الأول يا حبيبي .

أجابها بإنتشاء وهو يتذكر تناولهٌ الطعام داخل غرفته الخاصة بالأوتيل وهو يجلسها فوق ساقيه ويٌطعمها بدلال وتطعمه هي بيدها داخل فمهْ:

_إتغديت يا أمي أكلت أحلي جمبري وإستكوزا وكابوريا أكلتهم ف حياتي كلها  .

إبتسمت هي بخجل وتحدثت ثريا:

_ بألف هنا علي قلبك يا حبيبي .

ذهبت إلي المطبخ صنعت لهم القهوة بمذاقها المحبب لهم جميعاً وقدمتها وأنصرفت .

كانت هناك من تراقب عيناهم والغل والحقد يتأكل قلبها لرؤية عشق ياسين الواضح وضوح الشمس لغريمتها الكريهة التي لم تكتفي بهدم حياتها السابقة بل ظلت تكن لها كل الكره والحقد الغير مبرر .

صعدت هي وجلس هو بجوارهم يحتسي قهوته بمرح وسعادة ظاهرة علي ملامحه .

دلفت لغرفتها أولاً أخذت حماماً وأرتدت ثياباً بيتية مريحة ثم ذهبت إلي غرفة علياء ودقت علي بابها بإستئذان،

دلفت بعد السماح لها من علياء التي كانت تضع حقيبتها فوق التخت وتضع بداخلها أشيائها وكل ما يخصها .

نظرت لها بإستغراب وتحدثت:

_ده الكلام إللي بيقولوه تحت حقيقي بقي إنتي بجد مسافرة بكرة يا عاليا ؟

تنهدت ووضعت أخر قطعة ملابس بيدها وأغلقت الحقيبة وأنزلتها ووضعتها بجانب الحائط ،

ثم حولت لها بصرها و إبتسمت بمرارة قائلة:

_هو أنا هفضل قاعدة هنا علي طول يا مليكة ما أنا مسيري في يوم هرجع بيتي، مش فارقة بقي  بكرة أو بعد أسبوع .

سألتها بحٌزن وهي تجلس فوق المقعد:

_ طب أيه إللي حصل وخلاكي تغيري رأيك بسرعة كده ؟

أجابتها بكذب:

_ ماما وبابا وأخواتي وحشوني أوي، فجأة كده حسيت إن ناقصني حاجة كبيرة أوي وبصراحة مش هقدر أقعد يوم واحد تاني بعيد عنهم .

تنهدت مليكة بألم وتحدثت:

_ أكيد طبعاً مش هقدر ألومك أو أراجعك في قرارك وخصوصاً بعد كلامك ده،

وأكملت بحنان:

_ المشكلة إني إتعودت عليكي وعلي وجودك معايا هنا، إتعودت علي قعدتنا في البلكونة بالليل، علي مشينا قدام البحر وإستمتاعنا بالكلام ،إتعودت علي وجودنا مع بعض في المطبخ وإفتكاستنا اللي كنا بنطلعها ،خروجتنا وزيارتنا لقريبنا ،

وتنهدت بحنين وأردفت:

_هتوحشيني يا عاليا .

ذهبت إليها علياء وإحتضنتها وتحدثت بحب:

_إنتي كمان هتوحشيني جداً وأكيد هنفضل نتكلم فيديو كول .

إبتسمت مليكة وتحدثت:

_هستناكي في أجازة الصيف زي ما وعدتيني ؟

إبتسمت نصف ابتسامة وتحدثت:

_ إن شاء الله  .

_________________________

ليلاً

صعدت مٌني لغرفة علياء لتخبرها أن عمتها بإنتظارها بغرفتها بالأسفل طرقت علياء باب غرفة عمتها ودلفت بعد سماعها إذن الدخول ،

وجدت ثريا تٌجلس فوق تختها وتٌمسك بيدها صندوق مجوهراتها الثمين

تحدثت علياء بإحترام:

_حضرتك بعتيلي يا عمتو ؟

إبتسمت ثريا وتحدثت بحب:

_ تعالي يا حبيبتي إقعدي هنا جنبي .

جلست علياء بجانب ثريا وتحدثت ثريا:

_لسه بردوا مصممة علي إنك تسافري بكرة ؟

إبتسمت علياء بحزن وتحدثت:

_إن شاء الله يا عمتو .

تنهدت ثريا وتحدثت بأسي:

_ هتسيبي فراغ كبير أوي يا عاليا، ما علينا المهم  أنا كنت حابة أهديكي حاجة من مجوهراتي علشان تفتكري عمتك بيها وإنتي في أسوان .

إبتسمت علياء بسعادة طفولية وتحدثت:

_ليا أنا حبيبتي يا عمتو للدرجة دي أنا غالية عندك لدرجة إنك تهاديني من مجوهراتك الشخصية ؟

إبتسمت ثريا وتحدثت:

_ طبعاً يا عاليا وغالية أوي كمان دانتي في غلاوة يسرا ونرمين ومليكة وربنا وحده إللي يعلم ،  يلا بقى شوفي هتختاري أيه ؟

أمسكت علياء الصندوق بحب وبحثت بداخله لتتفقده وإذ بها تٌخرج قلادة رقيقة للغاية وتنظر لها بإنبهار وتحدثت:

_ الله يا عمتوا حلوة أوي السلسلة دي رقيقة وبتنطق من الذوق إللي فيها .

نظرت لها ثريا وأبتلعت لٌعابها وأمسكتها من يد علياء ونظرت بها وهي تتذكر حينما أوقفها عز ليهديها إياها ،

نعم إنها هدية عز إليها حين كانت بالثامنة عشر من عمرها إبتسمت بحنين لماضيها الجميل .

أخرجها من شرودها صوت علياء وهي تقول:

_دي السلسلة دي شكلها حكايتها حكاية سافرتي لحد فين يا عمتو ؟

إبتسمت لدٌعابة علياء وتحدثت بحنين:

_ معلش يا عاليا ممكن تختاري حاجة غيرها ؟

إبتسمت علياء وأمائت برأسها بتفهم وبالفعل إختارت إسوارة رقيقة وجميلة ثم شكرت عمتها وقبلتها وصعدت للأعلي .

وقفت ثريا أمام مرأتها وأرتدت القلادة وأبتسمت بمرارة وحدثت حالها سامحني عز أنا لستٌ بغبية لأغفل عن تلك المشاعر العارمة التي تكنها لي منذٌ صباك،

لكن متي كانت قلوبنا بأيدينا ، قلبي إنصاع لأمر العشق وعشق أحمد وقلبك إنساق خلف مشاعره وعشقني لكن ليس الأمر بالهين  فقلبي كانَ قد عشقَ وحٌسم الأمر،

ثم أبتسمت بحب وتحدثت أأخبرك سراً لقد عشقتُ عشقكَ لي نعم أحببت غرام عيناكَ لعيناي إحترمتٌ عشقك وقدرتٌ غرامك

وأصدقكَ القول لقد إحترمتكَ كثيراً حين إحتفظتٌ بعشقي داخلك ولم تفصح لي عنه إلي وقتنا هذا،

وهذا ما يميز عشقك أيها الفارس النبيل نعم عز إنك لفارس في زمن قلَ بهِ الفرسان ،

فبرغم عشقكَ لي وبرغم رفضي لك إلا أنكَ لم تتخلي عني وعن أطفالي يوماً ما،

يالك من رجل فريد نبيل أشكرك عز حقاً من أعماقٌ قلبي .

___________________________

أتي الصباح ودعت علياء عمتها والجميع بالدموع وذهبت بصحبة طارق الذي أو لها إلي المطار حيث إستقلت الطائرة وذهبت بصحبة وجعها الجديد .

إستغرب شريف من طريقة سفرها المفاجئ وخصوصاً أنها كانت قد أخبرته مٌسبقاً أنها قررت المكوث عدة أيامٍ أٌخرْ وبدأ يسترجع ذاكرته ويتلمس النقاط لسبب هذا التغيٌر المفاجئ وتيقن حينها أنه لاحظ ذلك التغيٌر حين أخبرها عن خطبتهِ من سالي .

__________________________

في صباح اليوم التالي

داخل حديقة فيلا رائف كانت تجلس ثريا بصحبة ياسين وعز وطارق يتناولونَ إفطارهم ككلَ يوم لفت إنتباه عز تلكَ القلادة التي تقتنيها ثريا فوق صدرها إقشعرَ بدنه وشعر برعشة تسري داخل قلبه وجسدهْ بالكامل،

وحدث حاله بتيهة:

_ياالله هي نعم هي قلادتي التي أهديتٌها إياها مٌنذ الكثير والكثير من الأعوام،

أه ثريا أما زلتي تحتفظين بذكري مني بماذا أفسر هذا ؟

قولي لي ثريا بما أفسر هذا التصرف ؟

إنتبهت ثريا لذلك الحائر بنظراتهِ التائهة الشاردة وحينها تذكرت أنها تناست وخرجت بتلك القلادة،

لامت حالها وحدثتها  غبية ثريا ، غبية ، كيف لكي أن تٌقدمي علي تلك الفعلةٌ الشنعاء مسكينً عز سامحني أرجوك بالتأكيد لم أكٌن أقصد أدخالك ف تلك الحيرة وتلك المشاعر المٌتضاربة .

أخرجه من شروده حديث ياسين وهو يسأله:

_إنتَ كويس يا باشا  ؟

حول بصره لإبنه سريعاً ونظر لهٌ بنظرة تائهة وتحدث:

_سلامتك يا حبيبي سرحت شوية في الشغل .

إبتلعت هي لٌعابها وأستأذنت بحجة إستعجال القهوة

تحركَ هو خلفها وأوقفها بصوته الجهوري:

_ثريا إستني لو سحمتي .

نظرت له بعيون خجلة وتحدث هو بحديث ذاتَ مغزي:

_ طب ليه يا ثريا ليه ؟

نظرت له وتحدثت ببسمة ألم:

_علشان مكنش ينفع يا عز صدقني ماكنش ينفع .

تحدث بنظرة ألم ونبرة مٌلامة:

_مين إللي قالك إنه ماكانش ينفع، وإزاي تقرري لوحدك قرار مصيري زي ده ؟

وحدثها بألم:

_تعرفي إن بقرارك ده دفنتي قلبي بالحيا ، أنا عايش من غير قلب يا ثريا والفضل ف ده يرجعلك،

من يوم رفضك ليا وأنا وجعي مابينتهيش، ليه عملتي فيا كده ، لما أنتي حاسه بيا من الأول ليه دبحتيني ليه يا ثريا ليه ؟

نظرت له وتحدثت بتألم لحالته:

_علشان ياسين وطارق وشرين وعٌمر ما يكرهونيش يا عز علشان أفضل ف عنيهم عمتهم اللي بتحبهم وبيحبوها وعلشان منال مكانتش تستاهل أعمل فيها كده وعلشان أحمد الله يرحمه، وعلشان مكسرش رائف وأدخل عليه ف بيته راجل غير أبوه ،

نظرت له بضعف وأكملت:

_عرفت ليه ماكنش ينفع يا عز ؟

أجابها بعيون مٌتألمة تبكي دون دموع بل بالمعني الأدق تنذفٌ ألماً:

_ وأنا يا ثريا ليه مفكرتيش ف ألمي و وجعي،ليه كسرتيني ببعدك عني ورفضك ليا  ؟

وأكملَ بنظرة مٌلامة:

_يااااااه يا ثريا تخيلي أول مرة أعرف إنك أنانية أوي كده ،للدرجة دي ألمي وعذابي مكنش ليهم عندك أي حسابات ،للدرجة دي أنا طلعت حد مش مهم بالنسبة لك علشان تفكري ف كل إللي حواليكي إلا أنا، إلا عز يا ثريا !

كانت تنظر له بقلبٍ مفطور وغيمة من الدموع إكتست مقلتيها بألم لأجله ولأجل ضعفه وألمه التي ولأول مرة تراهْ داخل عيناهْ ولكن ما بيدها لتفعله .

نظر إليهم طارق مٌستغرباً حالتهم وتحدث لياسين :

_هو فيه ايه يا ياسين هي أيه الحكاية بالظبط ؟

أجابهٌ ياسين بحزن وهو يعتدل مٌستعداً للنهوض:

_ دي حسابات قديمة وبتتقفل يا طارق،يلا قوم روح شغلك وأنا هرجع الفيلا أرتاح شوية ،

وبالفعل خرجا إثنتيهما ليكفوا عنهم الحرج .

نظرت له وتحدثث بدموع:

_سامحني يا عز صدقني كان غصب عني أرجوك سامحني .

نظر لها بألم وتحدث:

_مش مسامحك يا ثريا ،مش مسامحك علي أد ألمي وعذابي إللي لسه ساكن روحي من بعادك مش مسامحك ولا عمري هسامحك ،

كان عذرك عندي إنك محستيش بيا لكن دلوقتي ملكيش عندي أي أعذار .

أعطاها ظهره وخرج مٌتأثراً بحالته ذهب للبحر ليشتمَ هوائه قليلاً علهٌ يهدئ من روعه حتي يذهب إلي مقر عملهْ .

ودلفت هي لغرفتها تبكي متأثرةً بحديثهٌ المٌميت ولكن للأسف تلك الدموع والندم يأتيان بعد فوات الأوان .

_________________________

دلف ياسين إلي مكتبه الخاص بالمنزل وأقترب من خزانته وفتحها وأخرجَ منها داتا خاصه به ثم وضعها علي جهاز الحاسوب بعدما أوصلهٌ بهاتفهِ الجديد وبدأ بنسخ المتواجد داخل الداتا ونقلهْ علي هاتفه وبعد إنتهاء النسخ أمسك هاتفه ليٌراجع كل ملفاته المهمة وأرقام الهواتف السرية الخاصة بعملهِ ف جهاز المخابرات،

لفت إنتباهه الفيديو المسجل بإسم رائف كاد أن يفتحه ويري ما يحتويه لكنه زفر بضيق حين تذكرَ وعدهْ المشؤوم ليسرا

ألقي الهاتف بإهمال وأرجعَ رأسه للخلف بضيق ،

ثم تذكرَ حديث مليكة عن علم ليالي بعلاقاته النسائية السابقة وبدأ بفحص ذاكرته وأسترجاع تلك الفترة بالتحديد تذكر في ذلك التوقيت أنه وجهاز المخابرات إكتشفوا مراقبة ياسين من جهة أمنية خاصة إيطالية ،

فعادة المخابرات أن تضع كل شخص تحت المراقبة الدقيقة من داخل الجهاز شخصياً ،

أولاً لأمانه، ثانياً لمراقبة أفعاله ،وكان رئيس الجهاز علي علم بعلاقات ياسين مٌسبقاً والذي أخبرهٌ عنها ياسين شخصياً لتفادي سوء الفهم، وبما أنها كانت ف إطار الزواج وف سرية تامة فلن يعترض وخصوصاً أن ياسين من أكفئ ظباط المخابرات وأمهرهم ولهٌ وضعية خاصة لديه،

تنهد بألم وغضب من غباء تلك الزوجة وتصرفاتها المتهورة والتي تنم عن شخصيتها الغير مسؤولة

فبغبائٌها كادت أن تودي بمسيرتهِ العملية إلي الهاوية لولا ستر الله عليه .

زفر بضيق وتعهد علي أن يٌعاقبها علي تلك الفعلةِ الشنعاء ولكن بهدوء وتخطيط ،

وأول عقاب لها هو حرمانها من النقود التي تٌنفقها علي أناقتها وجمالها المزيف وهذا سيكون أشد عقابً لها ،

ثانيا سفرها السنوي إلي لبنان مع والدتها وشقيقتٌها لإقتناء كل ما يخص عالم الموضة والميك أب وعمليات التجميل والترميم والذي يتحمل هو جميع نفقاتها علي حسابهٌ الشخصي لثلاثتهم والذي إقتربَ موعده

تيقناً منه أن هذا هو العقاب المٌميت لتلك الفارغة من الداخل التي تٌدعي بزوجته .

إبتسمَ بتشفي وحدث حاله:

_ صبراً أيتها الغبية سأجعلكي تندمين وتذرفين الدمٍ بدلاً من الدموع علي ضياع أحلامك التافهة أمام أم أعيٌنك .___________________________

بعد مرور إسبوع

داخل منزل عز كان الجميع جالساً وسط جو أسري يتناولون التسالي بكل أنواعها ويحتسون المشروبات المحببة لكلٍ منهم .

تحدث عز مٌوجهاً حديثه إلي ولدهِ الأصغر عٌمر:

_ماقولتليش نويت علي أيه بخصوص شغلك يا عٌمر ؟

اجابهٌ عٌمر وهو يضع بفمهِ إحدي حبات الكاجو:

_ جايلي عرض حلو أوي يا دَاد كنت لسه هكلمك عنه شركة مالتي ناشيونال ليها فرع هنا في إسكندرية

تحدثت منال بغرور:

_تشتغل في شركة !

ليه ان شاء الله هو إنتَ قليل في البلد دي أكيد بابا  هيأسسلك شركة

ثم أحالت ببصرها إلي عز وتحدثت:

_ ولا أيه يا عز ؟

أجابها عز بنبرة ساخرة:

_آسس له شركة وهو أنا كنت لسه شفته شاطر في شغله ولا أيه علشان أأسسله شركة ولا عاوزاني أرمي فلوسنا علي الأرض يا هانم .

تحدثت منال:

_ وأيه المشكلة لما يجرب وهو طارق كان عنده خبرة ولا كنا عارفينه هينجح في شغله ولا لاء ؟

ومع ذلك الشركة ماشاء الله نجحت وبقت من أكبر شركات التصدير والإستيراد في إسكندرية كلها .

أجابها عز بنبرة جادة:

_ طارق مكانش لوحده يا منال رائف الله يرحمه كان معاه ومسانده و رائف كان شاطر جداً وكان عنده خبرة قبلها من شغله في شركة خاله عبدالسلام علشان كده مترددتش لحظة لما فاتحني في إنه يأسس الشركة ويدخل طارق شريك معاه .

تحدثت بإمتعاض:

_أااااه رائف طبعاً طالما كان فيها رائف كان لازم توافق علشان تنول الرضا .

رمقها بنظرة كادت أن تحرقها لولا تدخل ياسين الذي قرر أن يٌهدأ تلك المشاحنات التي علي وشك ان تتحول إلي معركة وصراع بين ذلك الثنائي العجيب .

تحدث ياسين بتعقل:

_ والله يا ماما أنا من رأيي إنه يقبل العرض بتاع الشركة ويبدأ فيها لحد مايكتسب خبرة وبعدها هو بنفسه إللي هيقرر إذا كان هيقدر يتحمل ويدير شركة بكل أعبائها ومشاكلها ولا يقرر يكمل في الشركة دي ،

وانا عن نفسي شايف إن الشركة دي ممتازة عٌمر كان قالي عليها ولما سألت لاقيتها شركة عالمية وكمان عٌمر هيكونله فيها إمتيازات بما إنه خريج “كامبريدج” فده هيشفعله عندهم في الترقيات وهيديله مكانه مرموقة في الشركة إن شاء الله .

تحدث طارق تأكيداً علي حديث ياسين:

_أنا كمان رأيي من رأي ياسين .

تحدث عٌمر:

_خلاص أنا كمان شايف إني أجرب وأكيد مش هخسر حاجه .

تحدث ياسين موجهاً حديثه إلي أبيه:

_علي فكره يا باشا أنا مسافر بكرة مأمورية تبع الشغل .

صاحت منال بإرتعاب:

_مسافر إزاي يا حبيبي وإنتَ لسه تعبان كده ؟

تحدثت ليالي:

_سفر أيه يا ياسين وإنت جرحك لسه مصحيش وبعدين إنتَ رجعت الشغل أمتي أصلاً علشان تلحق تسافر مأموريات ؟

نظرَ ياسين إلي والدته مٌتجاهلاً ليالي لغضبه العارم منها وتحدث:

_رئيس الجهاز إتصل بيا وقالي إن الإنتربول الدولي قبض علي المجرم إللي ضربني بالرصاص وأنا لازم أروح أستلمه بنفسي علشان أتأكد من أمان وصوله لمصر علشان نبدأ ف إستجوابه ومحاكمته

نظرت منال إلي عز الجالس بهدوء وتحدثت:

_ شكلك مش متفاجئ بسفر إبنك يا سيادة اللوا ؟

أجابها بإستفزاز ونبرة ساخرة:

_يمكن علشان معاه في نفس الجهاز والأوامر بتعدي عليه قبله .

نظرت منال إلي ياسين وتحدثت بنبرة صوت متوسلة:

_بلاش تسافر علشان خاطري يا حبيبي، إنت لسه كتفك واجعك أنا خايفة عليك يا ياسين وأكيد الناس دي مش هتسيبك بسهولة وهيحاولوا يأذوك تاني .

أجابها عز ليٌطمئنها:

_ماتقلقيش يا منال ياسين مسافر وسط إجرائات أمنية مٌشددة من أمن الجهاز ومعاه فرقة حراسة من أكفئ رجالتنا ولولا كده أنا عمري ماكٌنت هوافق إني أعرض إبني لأي خطر من أي نوع .

نظر لها طارق وتحدث:

_إطمني يا ماما هو ياسين أول مرة يسافر .

تحركت أيسل وجلست بجوار والدها ونظرت لهُ بحنان:

_ممكن يا بابي تخلي بالك من نفسك علشاني ؟

إحتضنها ياسين وقبل وجنتها وتحدث:

_حاضر يا عيون بابي.

أكملت أيسل بدٌعابة:

_طب قولي بقي حضرتك مسافر أي دولة علشان أعرف أختار هديتي كويس.

ضحك الجميع وتحدث ياسين من بين ضحكاته:

_وأنا أقول أيه الحنية دي كلها، أتاريها مش لوجه الله للأسف طلعت علشان الهدية ،

وأكمل بحب:

_علي العموم يا قلبي إنتي بس أشري علي إللي نفسك فيه ويكون عندك في لحظتها لان طبعاً وزي ماأنتي عارفه شغل بابي المفروض سري فمينفعش حد يعرف أنا مسافر فين .

أشارت بيدها علي حالها بدلال:

_ حتي أنا يا بابي ؟

أجابها وهو ينظر إلي منال بحنان:

_حتي نانا إللي قاعدة قلقانة هناك دي .

تحدث عٌمر بدعابة:

_علي العموم يا سيلا لما بابي يرجع بالسلامة هنعرف من نوع الهدايا هو كان فين يعني مثلاً لو جاب شيكولا يبقي كان في سويسرا، ولو جاب بن يبقي كان في البرازيل ،

أما بقي لو جاب معاه ستات حلوة يبقي أكيد كان ف باريس بلد الجمال .

تحدثَ عز بحزم:

_عٌمر ده مش وقت هزار ف الحاجات دي بيتهيألي فيه بينا أطفال ومراهقين ولا مش واخد بالك ؟

أراد ياسين إخراج والدهٌ والجميع من حالة التشنج التي أصابتهم من حديث عز الحاد إلي عٌمر

فتحدث:

٠٠٠٠٠أنا جوعت ،،،إنتوا مش هتأكلونا إنهاردة ولا أيه ؟؟

تحدثت منال سريعاً:

_حالاً يا حبيبي أخليهم يجهزولك العشا .

تحدثَ حمزة طفل ياسين:

_طب أيه رأيك يا بابي نطلب بيتزا دليفري .

وضع ياسين يده فوقَ رأس طفلهٌ بحنان وتحدث:

_حمزة باشا يؤمر يبقي نطلب بيتزا علشان خاطر عيونك  .

نظر له عز وتحدث بحديث ذات مغزي:

_لازم تجوع بردوا ماأنتَ بتبذل مجهود ذهني جبار بالراحة علي نفسك شوية يا حبيبي وياريت متنساش إنك لسه تعبان .

ضحكَ طارق ساخراً حين رمقهٌ ياسين بنظرة مٌلامة مٌصطنعة

ثم أجابَ ياسين والدهِ بحديث ذاتَ مغزي:

_متقلقش عليا ياباشا أنا بعرف أوزن أموري كويس .

كان الجميع سعيداً وأكملوا سهرتهم .

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

بعد يومان

سافر ياسين مع الفريق الأمني الخاص بالجهاز وكان التأمين علي أعلي مستوي وصلا لمقصدهم وأستلموا من الأنتربول المتهم وتعرف ياسين عليه وبدأو بإستجوابه داخل السفارة المصرية إستعداداً لترحيله داخل البلاد ليستجوبهٌ جهاز المخابرات المصري لمعرفة لأي دوله ولصالح من يعمل ذاك الجبان ،

ومر يومان علي سفره والأمور مٌستقرة للجميع

نزلت مليكة الدرج وجدت ثريا تجلس برفقة يسرا وجيجي ألقت عليهم التحية ردوها بإبتسامات

بعد مده تحدثت مليكة:

_ماما بعد إذن حضرتك دكتور سيف أخويا باعتلي دعوة علشان أسافرله أنا والولاد نقعد معاه إسبوع فكٌنت بستأذن حضرتك أخلي شريف يخلصلي ورقي أنا والولاد النهاردة علشان المفروض نسافر بكرة

علشان عيد ميلاد بنته بعد بكرة وهو حابب نكون موجودين معاه أنا والولاد  .

إنزعجت ثٌريا وظهر علي وجهها القلق:

_إسبوع يا مليكة يعني هقعد إسبوع بحاله مشفوش أنس ومروان ؟

يا قلبك يا بنتي وأهون عليكي تعملي فيا كده ؟

حزنت مليكة لأجل حزن ثريا وأجابتها بمجاملة:

صدقيني يا ماما أنا إعتزرتله وماكنتش عاوزه أروح لكن سيف أصر وقال إن الولاد من زمان ماسافروش وأهي فرصة يغيروا جو ويشوفوا بنت خالهم  .

نظرت يسرا إلي والدتها وتحدثت:

_معلش يا ماما ده كله إسبوع يا حبيبتي وهيعدي بسرعة أنا شايفة إن دي فرصة كويسة لمليكة وللأولاد وهيفرق كمان في نفسية الأولاد .

تحدثت جيجي:

_ سبيها تروح يا طنط تفك عن نفسها شويه دول يا حبايبي من وقت إللي حصل وهم مخرجوش برة البلد .

تحدثت مليكة بإرتباك:

_ ولو علي البٌعد حضرتك مٌمكن تيجي معانا  طبعاً لو ده هيريح حضرتك .

أجابتها ثريا:

_ما أنتي عارفه يا مليكة أنا مبحبش أخرج بره بيتي عاوزاني اسافر لندن مرة واحدة .

ثم نظرت لها بتساؤل:

_إنتي قولتي لياسين ؟

إبتلعت لٌعابها بتوتر وأجابت:

_أه يا ماما إستئذنت منه بالليل وهو وافق .

إستغربت جيجي وأردفت:

_غريبة أوي وعرفتي توصليله إزاي ؟

ده مش مدي أرقام تخصه لأي حد هو بس إللي بيتصل يطمن طنط منال مرة في اليوم وحتي ليالي مكلمهاش من وقت ما سافر من يومين .

إرتبكت مليكة وتحدثت:

_ بالصدفة كلمني إمبارح كان بيسأل علي الأولاد وعلينا وقولتله .

ثم نظرت إلي ثريا بترقب وتحدثت:

_ ما قولتليش يا ماما رأي حضرتك أيه  ؟

تنهدت ثريا بإستسلام وأردفت:

_ هقول أيه يا بنتي لله الأمر من قبل ومن بعد سافري يا مليكة لكن إعملي حسابك هتكلميني كل يوم مرتين تلاتة فيديو علي الأقل علشان أطمن علي الولاد .

إبتسمت لها بسعادة وتحدثت :

_أكيد طبعآ يا ماما .

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

داخل غرفة عز ليلاً

كانت منال تجاور زوجها فوق التخت إستعداداً للنوم ،

تحدثت منال:

_عز أنا كٌنت عاوزة أعمل حفلة في البيت هنا بمناسبة إن ربنا نجي ياسين وكمان علشان رجوع عٌمر بالسلامة قولت أيه ؟

نظر لها عز وتحدثَ بإستهجان:

_حفلة أيه بس يا منال إللي عاوزة تعمليها كده مٌمكن ثريا تاخد علي خاطرها وتزعل مننا  .

تحدثت بإنفعال وغضب مٌتسائلة:

_وأنا أمتي هتعمل حساب لكسرة خاطري وزعلي زي ما بتعمل حسابها يا عز ؟

وأكملت بإنهيار ودموع:

_ليه دايماً أنا إللي يداس عليا وعلي رغباتي وأعمل حساب لزعلها ومشاعرها عشت عمري كله متحملة ظروفها ومستحملة قربك منها ودفاعك عنها وحمايتها هي وولادها، لدرجة إنك كٌنت ساعات بتيجي عليا أنا و ولادي لحسابها هي وولادها،

دايمآ هما الأول والدنيا كلها تيجي بعدهم ده أنا ليا سنه و8 شهور عايشه حزنها لحد ما أبني كان هيضيع من بين إيديا،

وأكملت بنبرة مٌلامة:

_ماهو الحزن بيجيب حزن يا عز بيه ،

وأكملت بصياح ودموع:

_حتي فرحتي برجعة إبني من الموت والتاني من السفر عاوز تحرمني منها ، ليه يا عز ليييييه هو أنا مش مراتك ؟

كان مصدوماً من ردة فعلها ودموعها المٌنهمرة منها بغزارة وهيئتها التي تٌدمي القلوب،  إنفطر قلبهٌ لأجلها

أدخلها داخل أحضانه بحنان وبدأ بتهدأتها قائلاً :

_ إهدي يا منال من فضلك إهدي يا حبيبتي متعمليش في نفسك كده

مفيش حاجه حصلت تستاهل زعلك ده كله ولو علي الحفلة يا ستي أنا موافق هجبلك أكبر متعهد حفلات يساعدك ويعملك أفخم حفله إتعملت في إسكندرية كلها ،

ثم أكمل بهدوء:

_ أنا بس نفسي تعرفي إني عمري ماجيت علي حقك إنتي وولادي علشان ثريا زي ما أنتي فاهمة ،

وأكملَ بتعقل:

_إللي إنتي مش قادرة تفهميه يا منال إن ثريا وولادها أمانة أخويا ليا وإني عمري ما كنت هقدر أجي عليهم ،

والموضوع إختلف تماماً وذاد من بعد موت رائف وده لإن هي وبنات أخويا مبقاش ليهم ضهر غيري لكن إنتي ربنا يباركلك فيا وفي أولادك تلات رجالة يسدوا عين الشمس ويفرحوا بجد،

لكن ثريا مسكينة خسرت إبنها الوحيد وسندها وهو في عز شبابه وفوق ده كله سابلها أطفال يتامي لو أنا موقفتش معاها ورعيت زعلها يبقي مستاهلش يتقال عليا راجل ،وأبقي فعلاً أثبت إني مش أد الأمانة ،

رفع وجهها ونظر لها قائلاً:

_ ياريت تكوني فهمتيني يا حبيبتي علشان تريحي نفسك وتريحيني من الشك إللي فضلتي عمرك كله معيشانا فيه .

تحدثت بدموع ودلال:

_يعني أنا بفتري عليك يا عز علي أساس إنك مكنتش عاوز تتجوزها بعد وفاة أخوك الله يرحمه ؟

أجابها بجدية مٌصطنعة وكذب:

_ لا طبعاً ده كان مجرد إقتراح من عمي ناجي الله يرحمه الله يجازيه بقا دبسني وخلع هو .

أجابتهٌ بحزن ونبرة مٌلامة:

_تقدر تنكر إنك كنت موافق ومرحب لولا ثريا وقتها هي إللي رفضت ودخلت اخواتها وقفوا قدام عمهم وقالت إنها هتقعد تربي ولادها ومش هتدخل راجل غريب عليهم  ؟

ضحك بألم وتحدث:

_يااااه دانتي قلبك إسود أوي يا منال إنتي لسه فاكرة التفاصيل دي كلها .

ثم أدلفها داخل أحضانه من جديد وتحدث بكذب ومراوغة ليريح عقله من نكد أتي لا مٌحال :

_عاوز أقولك بعد السنين دي كلها إني عمري ماحبيت غيرك يا ام ياسين وعمر ما ست دخلت قلبي غيرك بس لو تبطلي العنتظة والغرور إللي إنتي فيهم دول هتبقي هايلة

ضحكا معاً وأكملا حديثهما .

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

داخل مدينة أسوان !

كانت تقف فوق الباخرة السياحية العملاقة مٌمسكة بسورها تنظر إلي مياه النيل الصافية بلونها الأزرق الشفاف الساحر للنظر بملامح يكسوها الحٌزن والشرود التام،

تتذكر بابتسامة حزينه كيف عاشت أجمل أيام حياتها بتلك الرحلة التي بدأت بحٌلمٍ جميل وأنتهت بكابوس سحقَ و بكل قسوة أحلامها الوردية التي عاشت طيلة عامان تنسجٌها من خيوط الخيال والغرام .

أتي والدها من خلفها وتحدثَ بدعابة:

_إللي واخد عقلك .

نظرت له وتحدثت بابتسامة مزيفة خبأت ورائها حزنها العميق:

_ أكيد بفكر فيك إنتَ يا باشمهندس .

ضحك عالياً وأجابها:

_طب عيني في عينك كده .

برقت له ناظره بعيناهْ بدعابة وأبتسمت ثم نظرت مٌجدداً للنيل وأخذت نفساً عميقاً

نظر أمامه وتحدث:

_مش ناوية تقوليلي أيه إللي حصل في إسكندرية خلاكي راجعه متغيرة وعيونك حزينة بالشكل ده ؟

تنهدت بأسي وتحدثت بأريحية:

_عارف يا بابا لما تبقي عايش عمرك كله تحلم وتنسج أحلام وردية في خيالك وتتمناها  وفجأه وبدون مقدمات تلاقيها بتتحقق قدامك وبتقرب منك أوي لدرجة إنك بقيت لامسها وحاسسها  وقتها بتقرر تطلق لروحك العنان وتسيبها تسرح  وتتمني

كانت تتحدث بإبتسامة وعيونٍ هائمة وفجأة توقفت وتحولت ملامحها إلي حٌزنٍ يدمي القلوب

وأكملت:

_ومرة واحدة وبردو بدون مقدمات تكتشف إن إللي إنتَ عيشته وتعايشت معاه بروحك ووجدانك ماكنش أكتر من وهم وسراب ملوش أي أساس من الصحة غير جوه خيالك إللي خدعك وصورلك الأوهام علي إنها حقيقة ،

ثم نظرت لأباها مٌتسائلة:

_إنتَ فاهمني يا بابا ؟

إبتسم لها بوجع فأخر ما تمناهْ هو رؤية غَاليتهْ وهي تتألم هكذا

أمسك يدها وقبلها بحنان وتحدثَ:

_ يبقي الحلم مكنش ليكي من الأول ولا كان يستاهل تتعبي نفسك وترهقيها في التفكير علشانه،

أكيد ربنا شايلك الأجمل والأروع علشان كده بَعَد السراب ده عنك وبعتلك الإشارة علشان يفوقك قبل ماتتمادي أكتر وتضيعي وقتك في حاجة مش هتكون ليكي ،

ثم نظر لها بحنان أبوي وتحدث:

_إنتي جميلة أوي يا عاليا وأكيد ربنا شايلك كل جميل .

إبتسمت لهْ بمرارة ودلفت حالها داخل أحضانهٌ الحانية لتختبئ داخلها هاربة من حٌزنها المٌميت .

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

داخل إحدي كافيهات إسكندرية

كانت تجلس تحتسي مشروبها ناظرة بضيق علي الجالس معها بجسده فقط وعقله وروحه بمكانٍ أخر،

أوصلهٌ عقله بمكانٍ بعيد شعر بأنهٌ يفتقدها، يفتقدٌ إبتسامتٌها العذبة حديثها العفوي الذي يخرج من قلبها ويصل سريعاً لقلبهْ ، بسمة عيناها حين اللقاء، لمسة ودفئ يداها حين السلام ، دٌعاباتها التي تٌسعده وتٌدخل علي قلبهٌ السرور .

تحدثت بكبرياء وصوتٍ حاد:

_ فيه ايه يا شريف أيه إللي واخدك مني بالشكل ده ؟

أفاق من بين شروده وأجابها بوجهٍ عابس:

_مفيش يا سالي تعبان شوية وقولتك بلاش نٌخرج النهاردة لكن إنتي أصريتي .

تحدثت بنبرة عنيفة:

_قصدك أيه يا شريف  أفهم من كده إنك خارج معايا غصب عنك ؟

نظر لها بضيق وتحدث:

_هو إنتي مش ناويه تبطلي إسلوبك المٌستفز ده دي مابقتش طريقة مناقشة إنتي مش ملاحظة إن مفيش مره بنخرج فيها غير لما نتخانق .

تحدثت بضيق وكبرياء:

_والله قول لنفسك الكلام ده يا أستاذ إنتَ إللي بقيت عصبي ونكدي بطريقة مٌستفزة .

نظر لها بضيق وتحدث بإستفزاز ناهياً النقاش:

_سالي أنا هطلب الشيك علشان نمشي  بجد تعبان ومش قادر أقعد ولا أتناقش أكتر من كده .

نظرت لهٌ بغضب وضيق تجاهلهم هو وطلب الشيك من العامل ليٌنهي هذا اللقاء السخيف بالنسبةِ لهْ .

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

في إحدي المطاعم الفاخرة كانت تجلس جيجي بجوار طارق تتناول عشائها بسعادة نظرت لزوجها وتحدثت بإنتشاء:

_الأكل حلو أوي يا طارق .

نظر لها وهو يتناول قطعة اللحمْ وتحدث:

_فعلا يا حبيبتي الأكل النهاردة هايل  .

نظرت لهٌ جيجي بإستفسار:

_طارق هي العلاقة إللي بين ياسين ومليكة إتطورت ولا أنا إللي بيتهيألي ؟

نظر لها بإبتسامة وتحدثَ بمراوغة:

_إتطورت إزاي يعني ؟

إبتسمت له وتحدثت:

_ياريت تبطل تتلائم عليا يا طارق إنتَ فاهم كويس أوي أنا أقصد أيه .

أجابها طارق بضحكة رجولية:

_ طب ممكن تقوليلي  أيه إللي خلاكي تسألي السؤال ده  ؟

أجابتهْ:

_أصلي ملاحظة كده إن ياسين إتغير وبقي حنين أوي مع مليكة وكمان نظراته ليها كلها حب وإهتمام حتي مليكة ملاحظة إنها مبقتش بتضايق زي الأول من ياسين وتحكماته فيها ولا بقت تشتكي منه،

مش عارفه ليه عندي إحساس إن الوضع بينهم بقي طبيعي جداً كزوجين ،

ثم نظرت لهٌ بتساؤل:

_طارق هما ممكن يبقي حصل بينهم حاجة؟

أجابها طارق بمراوغه:

_صدقيني معرفش لكن أنا زيي زيك ملاحظ التغيير ده لكن الوضع بينهم وصل لأيه الله أعلم .

تحدثت جيجي:

_ده لو فعلا حصل بينهم حاجه ليالي وطنط منال هيخربوا الدنيا .

زفر طارق بضيق وتحدث:

_ملناش دعوه يا جيجي وياريت الكلام اللي قولتيه من شوية ده مايخرجش برة القعدة دي .

وأكملَ بضيق ونبرة مٌلامة:

_وبعدين هو أحنا خارجين علشان نتكلم عن علاقة ياسين ومليكة ولا أيه يا هانم ؟

نظرت له بحب وتحدثت بأسف:

_أنا أسفة يا بيبي حقك عليا يا طروق ،

وأكملت بدلال أنثوي لتسترضيه :

_بحبك يا طارق .

وبلحظه إختفي غضبهْ ونظر لها كالأبله وتحدث بعيون عاشقة:

_يا عيون قلب طارق إنتي .

وأكملا عشائهما وسط أجواء رومانسية مٌتناسين العالم من حولهما  .

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

في اليوم التالي

أوصل طارق وشريف مليكة وأطفالها إلي المطار وأستقلت مليكة الطائرة هي وأطفالها وبعد مٌدة وصلوا لمطار لندن الدولي ،

دلفت مليكة من صالة كبار الزوار كانت تحتضن صغيرها وتٌمسك بيدها مروان وبجانبها رجل أمن يسحب لها حامل الحقائب بكل إحترام أمسكت هاتفها وأعادت تشغيله

ثم ضغطت زر الإتصال أتاها الرد وتحدثت بإبتسامة جذابة ووجهٍ سعيد وصوتٍ أنثوي رقيق:

_ أيوه يا حبيبي أحنا وصلنا المطار إنتَ فين ؟

#انتهي_البارت

#قلوب_حائرة

#روز_آمين

 

 

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل حاجب الإعلانات لتستطيع تصفح الموقع