روايات روز أمين

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الثالث

رواية قلوب حائرة لروز أمين الفصل السابع والعشرون

#رواية☆ #قلوب_حائرة☆

#بقلمي_روز_آمين

🦋 #البارت_السابع_والعشرون🦋

بعد يومان

خرج ياسين من المشفي إلي منزله وقد تحسنت حالتهٌ كثيراً بفضل إهتمام الأطباء به لدرجة عالية وأيضاً ساعده علي ذلك حالته النفسية والمزاجية التي إرتفعت عنان السماء بفضل إعتراف مليكة له بحبها ومدي تعلقها به

ومكالماتهم الغرامية التي إستمرت طيلة الأيام الماضية فقد شعر وكأنه تحول إلي مراهق، ينتظر مهاتفة حبيبته العاشقة بفارغ الصبر ،

بعد عدة أيامٍ أخري ،

كانت تجلس داخل حديقتها أمام المسبح تراقب طفليها وهما يسبحان بصحبة سارة وياسر أبناء يسرا،

كانت شاردة حزينة لعدم قدرتها علي الذهاب والجلوس مع ياسين، فقد ذهبت له منذ خروجه بيت عز مرات قليلة جداً بصحبة ثريا ويسرا ،

أفاقت من شرودها علي صوت يسرا التي تحدثت وهي تٌمسك بيدها كأسان من المشروب البارد وتحدثت:

_إيه رأيك أعزمك علي عصير بارد نشربه مع بعض .

إبتمست بإشراق لوجه يسرا المحب لها وأجابتها:

_وأنا قبلت العزومة .

جلست يسرا بعد وضعها الأكواب فوق المنضدة وإمساكها لكأس العصير وناولته إلي مليكة بإهتمام ،

تناولته منها بابتسامة قائلة:

_تسلم إيدك يا سو .

إرتشفت يسرا من كأسها وهي تنظر لأطفالها وأطفال أخيها الغالي وهم يمرحون بسعادة داخل المسبح قائلة:

_مروان بقي هايل في السباحة ماشاء الله مستواه بيتقدم كل يوم عن اليوم إللي قبله .

أجابتها مليكة وهي تنظر لطفلها بسعادة:

_ده حقيقي يا يسرا والحقيقة الفضل كله يرجع لياسين بعد ربنا، لولا المدرب الجديد إللي جابه كان زمان مروان محلك سر .

كانت يسرا تراقب ملامح مليكة وتعبيرات وجهها السعيد حين ذكرت إسم ياسين

تنهدت يسرا وأبتسمت بحزن فقد شعرت بمزيج من الأحاسيس المٌتضاربة التي لم تقوي علي تفسيرها، شعور بالألم، المرارة، الحزن علي الراحل الذي أصبح يتلاشي رويداً رويدا، أيضاً بداخلها شعور باللوم علي حالها

حدثت داخلها بلوم:

_لما حزنتي هكذا يسرا؟

مليكة فتاة بمقتبل عمرها ولديها الحق أيضاً في أخذ نصيبها من الحب والحياة من أعطي لكي أو لغيركِ الحق بأن تحجبي عنها هذا الحق ؟

إبتسمت يسرا بمرارة وتحدثت للناظرة لطفليها تراقبهما بترقب و اهتمام بالغ:

_ مليكة، هو أنتي ليه مابتروحيش تزوري ياسين كل يوم ؟

نظرت لها بإهتمام وتحدثت بملامح بدا عليها الحزن رغم محاولاتها المٌستميتة بتخبأة تلك الحزن الساكن روحها :

_مش حابه أضايق ليالي ولا سيلا بزيارتي ليه،

ما إنتي عارفه يا يسرا، من يوم جوازي من ياسين وهما اتحولوا واتبدلوا في معاملتهم معايا وكأنهم بقوا أشخاص تانية، حتي طنط منال شوية تعاملني كويس وشوية ألاقيها مش طايقة حتي تبص في وشي

مع إني مليش ذنب في كل إللي حصل وهما بنفسهم شافوا أنا رفضت إزاي وعملت إيه علشان الجوازة دي متمش ولولا تعب ماما ثريا صدقيني عمري ماكنت هسمح بإن أسمي يرتبط بأسم راجل تاني بعد رائف الله يرحمه

ثم أكملت بهدوء وأسترخاء ظهر علي ملامحها:

_ بس خلاص اللي حصل حصل .

تنفست يسرا بألم وتحدثت:

_ بس كدة ياسين ممكن يزعل، مهما كان يا مليكة هو إسمه جوزك وواجب عليكي تقفي جنبه في ظرف زي ده .

تحدثت وهي مٌضيقة عيناها بلا مبالاة:

_ ياسين عاقل وأكيد هيقدر ظروفي وإني مينفعش أدخل عنده كل يوم .

أشار أنس إلي مليكة وتحدث:

_مااااااامي.أنا تعبت وجوعت كتير ممكن أخرج علشان عاوز أكل البيتزا بتاعتي قبل ما تبرد ؟

إبتسمت له بسعادة وهي تتحرك مسرعة بإتجاهه مٌمسكة برداء الحمام ( البرنس ) وتحدثت:

_طبعاً مٌمكن يا قلب مامي، يلا يا قلبي ناخد شاور جميل وبعدها ننزل ناكل البيتزا

بالطبع خرج جميع الأطفال كانت مليكة بطريقها لدلوف باب الفيلا الداخلي وهي تحمل صغيرها وتحتويه داخل أحضانها ويسير بجانبها مروان ،

وجدت علياء بمقابلتها

تحدثت علياء بمرح وهي تداعب الصغير:

_علي فين يا أنوس باشا دانا كنت جايه أعوم معاك .

أنس وهو يتحدث ويلومها:

_إنتِ إللي أتأخرتي أوي، أعمل لك إيه بقي، وبعدين أنا جوعت كتير وعاوز أكل البيتزا إللي مامي عملتها لي .

إبتسمت علياء وداعبته:

_بالهنا والشفا يا قلبي، تتعوض بكره إن شاء الله.

تحدثت مليكة:

_هحميهم وأنزل لك علي طول .

أجابتها علياء وهي تتحرك بإتجاه المقعد المقابل لحمام السباحة:

_ هستناكي أوعي تتأخري .

دلفت يسرا هي الأخري لتٌحضير حماماً دافئاً لأطفالها .

كانت علياء تدندن بسعادة وهي تستنشق هواء الحديقة النقي الذي يأتي من البحر مباشرةً .

وفجأة رأت أخر شخص تخيلت أن تراه أمامها يدخل من البوابة الحديدية للمنزل مٌرتدياً نظارتهٌ الشمسية بأناقة وملابسهٌ العصرية الذي ذادتهٌ رجولة وسحراً

وبلحظة تجمدت جميع ملامحها ناظرة إليه بفاهٍ مفتوح وعيونٍ جاحظة غير مصدقة لما تراه !

وقفت سريعً حين رأتهٌ مٌقبلاً عليها بابتسامة ساحرة وما زاد الطينٌ بله أنهٌ خلع عنه نظارته ونظر لها مٌبتسماً وهو يقترب قائلاً بصوتٍ ملئ بالسحر:

_مساء الخير يا أفندم .

أشارت لهْ بسبابتها غير مٌصدقة:

_هو أنت هنا بجد ولا أنا إللي بيتهيئ لي من كتر ما أتمنيت إني أشوفك وأقابلك .

ضحك برجولة مٌهلكة لحصونها وتحدث:

_ والله علي حسب إذا كنت أنا الشخص إللي تقصديه فعلاً ولا لاء .

أجابتهٌ سريعً بتأكيد:

_أكيد طبعاً إنت الباشمذيع هو أنا هتوه عنك .

نظر لها مٌضيقاً عيناه بعدم إستيعاب لذكرها لقب الباشمذيع الذي تلقبهٌ به صديقة البرنامج إبتسم وكاد أن يتحدث

ولكنها أسرعت مشيرة بسبابتها علي حالها مٌتحدثة بلهفة:

_ أنا الباشمحامية

ثم مدت شفتاها بحركة طفولية غاضبة قائلة بأسي:

_إزاي معرفتش تميز صوتي ؟

كان ينظر لها بإعجاب وأستغراب من حكمة القدر

إلتفت إثنتيهم علي صوت مليكة وهي تقترب منه ناظرة عليه بسعادة وهي تتحدث:

_شريف، أهلاً يا حبيبي، إنت جيت أمتي ؟

إبتسم لها وفتح ذراعيه لإستقبال عزيزة عينه شقيقته الغالية وأخذها بين أحضانه مٌقبلاً وجنتيها وهو يقول:

_ لسه واصل حالاً يا حبيبتي .

نظرت لهما فاتحة فاهها بعدم إستيعاب لما تراه ويحدث أمامها بطريقة مضحكة وكوميدية ،

نظرت إليها مليكة وتحدثت وهي تٌشير إلي شقيقها:

_إتعرفتي علي شريف يا عالية،

ثم أردفت بإطراء :

_ده بقا شريف أخويا أحلي وأجمل وأشيك مذيع إذاعي فيكي يا مصر

ثم أكملت وهي تنظر إلي شريف وتشير إلي علياء:

_ودي بقي تبقي علياء حسن المغربي .

تحدث شريف وهو ينظر لها بإستغراب:

_ مغربي! مغربي إزاي يعني، هي مش الباشمحامية بردوا من أسوان ؟

إتسعت إبتسامتها لتظهر صف أسنانها البيضاء مما زادها سحراً وتحدثت بسعادة مطلقة لمعرفتهٌ لشخصيتها:

_ أيوه أيوه أنا الباشمحامية صديقة البرنامج إللي بكلمك دايماً من أسوان أنا هي فعلاً

وأكملت بإستغراب:

_لكن غريبة أوي إنك تطلع أخو مليكة، والأغرب إني شيفاك هنا قدامي، أنا بجد مش مصدقة وحاسة إني بحلم !

إبتسمت مليكة وتحدثت:

_واضح إنكم تعرفوا بعض عن طريق البرنامج.

تحدث شريف بإستفهام:

_بردوا مش فاهم إزاي من عيلة المغربي وقاعدة في أسوان ؟

أجابتهٌ مليكة:

_ دي بنت الباشمهندس حسن أحمد المغربي أخو ماما ثريا إللي عايش في أسوان يا شريف، إيه يا أبني عمرك ما سمعت عنه ؟

أجابها وهو ينظر إلي علياء بإعجاب فهو معجب بعقليتها وطريقة تفكيرها المتحضرة الناضجة وأرائها عبر البرنامج،

والأن أصبح معجباً بجمالها البرئ الطبيعي وسمارها الساحر أكثر وأكثر

وتحدث :

_بصراحة محالفنيش الحظ إني أسمع عن الباشمهندس، لكن أكيد الباشمحامية هتحكي لي القصة كاملة

ونظر لها بتأكيد:

_ ولا إيه يا عاليا ؟

وأكمل بإعجاب:

_حلو أوي إسمك يا عاليا.

هزت رأسها بإيجاب وسعادة قائلة بتأكيد:

_أكيد طبعاً .

تحدث هو:

_ طب حيث إننا طلعنا نسايب وقرايب والباشمحامية في بلدنا ومشرفانا، فأيه رأيكم بكرة تقضوا اليوم معانا إنتي ومليكة والأولاد وأعرفك علي ماما، وبعدها أخدك إنتِ ومليكة وألففك إسكندرية كلها،

وكمان هأكلك أيس كريم علشان بس ماتقوليش علينا بٌخلة .

ضحكت بمرح وتحدثت بدعابة:

_ومالك جاي علي نفسك كده ليه ؟

أيس كريم مرة واحدة  ؟

يظهر إنك كريم أوي يا حضرة الباشمذيع الواعد .

ضحك شريف برجولة وتحدث :

_ده إنتِ مشكلة بجد ،

ثم حول ببصره إلي مليكة وتحدث بجدية:

_المهم يا مليكة، تعالي أدخلي معايا علشان أزور سيادة العقيد، مش حابب أدخل هناك لوحدي وبعدها أبقي اجي أسلم علي ثريا هانم ومدام يسرا والأولاد .

تحدثت علياء بمرح:

_هو أنا مٌمكن أجي معاك أنا كمان ؟

ضحك وحدثها بدعابة:

_أكيد طبعاً البيت بيتك حضرتك .

تحدثت مليكة بجدية:

_تعالَ أدخل معايا الأول سلم علي ماما ويسرا وأنا هستأذن من ماما ونروح لياسين مع بعض .

وافقها الرأي ودلف للداخل وبعد مدة قصيرة إتجهوا معاً إلي فيلا عز المغربي وكانت السعادة تملئ قلب مليكة لتمكنها برؤية حبيبها والجلوس في حضرته،

كان يقطن في غرفة بالدور الأرضي خصصها له عز حتي يٌشفي تماماً وأيضاً ليكون قريباً من الزائرين الذين يتوافدون لزيارته .

دلفت بصحبة شقيقها داخل الغرفة المزدحمة بالزائرين، والد ليالي ووالدتها وشقيقتها وزوجها طارق وجيجي، عز ، ومنال،ليالي وعبدالرحمن .

كان يجلس فوق تخته سانداً رأسه وظهره للخلف وجدها تدلف من باب الغرفة بإطلالتها الساحرة لعيناه، تهللت أساريره وأنتفض بجلسته،

إعتدل ينظر إليها بشغف تحت أنظار الجميع المٌستغربة ،

ألقت التحية علي الجميع هي وشريف وعلياء،

وقف عز كي يبادر شريف بالسلام وأوصله حيث تواجد ياسين

مد يدهٌ له بإحترام مٌردفاً:

_حمدالله علي السلامة يا سيادة العقيد، طمني عليك أخبارك إيه النهاردة ؟

أجابهٌ ياسين بإحترام وود :

_الحمدلله يا شريف أنا بقيت أحسن .

تحدثت علياء بمرح:

_عيني عليك باردة يا سيادة العقيد، شكلك مرتاح النهاردة .

أجابها بابتسامة:

_ الحمدلله يا عالية، أنا فعلا حاسس نفسي أحسن النهاردة .

نظرت له بعيون مٌشتاقة وتحدثت:

_ إزيك يا ياسين، جرحك أخباره إيه  ؟

تبسم لها وتحدث بعيون مٌتشوقة عاشقة لم يستطع السيطرة عليها:

_أنا كويس جداً، إنتِ إللي عاملة إيه ؟

أمائت بابتسامة خجلة من نظراته الصريحة:

_أنا كويسة الحمدلله

وبدون شعور منها وجدت حالها تٌمسك بوسادة صغيرة وتضعها خلف رأسه بإهتمام لجلوسهٌ براحة .

إبتسمَ لها وتحدث :

_تسلم إيدك .

تحدث طارق وهو يٌشير إلي شريف وعلياء للمقاعد:

_ أقعد يا شريف واقف ليه، تعالي أقعدي هنا يا عالية .

تحدثت جيجي مٌشيرةً إلي مليكة وهي تقف لتفسح لها مقعدها لتجلس عليه

فقد كانت الغرفة تأج بالتجمع ولم يتبقي مقاعد خالية بعد:

_ تعالي أقعدي هنا يا مليكة .

وبدون سابق إنذار أمسكها من يدها قبل أن تتحرك وجذبها برقة ألجمت لسانها وتحدث وهو يتحرك قليلاً ليفسح لها المجال ليجلسها بجانبه :

_خليكي مكانك يا جيجي

ونظر داخل عيناها وتحدث بعشق وعيون هائمة:

_مليكة هتقعد جنبي .

إستشاطت ليالي بصمت وجن جنونها لموقفها الحرج أمام الجَمع المتواجد بالغرفة ثم نظرت لزوجها وجدته ينظر بوله لتلك الخجولة من ذاك التصرف العفوي الذي وإن دل فإنما يدل علي عشقه وجنونهٌ بتلك الصغيرة.

جلست مليكة وهي مٌنكمشة علي حالها خجلة من ذلك التصرف الجريئ حاولت جاهدة أن لا تنظر داخل عيناه حتي لا تنهار أمامهم جميعاً وترتمي داخل أحضانه فهي أيضاً إشتاقته وأشتاقت رائحة أنفاسه العطرة حد الجنون .

مالت والدة ليالي بجانب أذن منال وتحدثت بصوتٍ حاد لكنه ضعيف:

_عيب أوي إللي إبنك بيعمله ده يا منال طب لو مش محترم وجود مراته علي الأقل يحترم وجودنا إحنا  .

أجابتها منال بهدوء:

_إهدي يا قِسمت علشان محدش ياخد باله، نتكلم بعدين لما نبقي لوحدنا  .

كانت ليالي تنهار داخلياً من تلك الحركات الصبيانية من رجلها العاقل الرزين الذي تجاوز عامهٌ الأربعين بعامين ولكنه أصبح مراهقاً غير مسؤول عن تصرفاته أمام أعين الناظرين ،

أمسكت شقيقتها داليدا يدها مُآزرةً إياها ونظرت داخل عيناها والغل يتأكل قلبيهما سوياً ،

تحدثت داليدا بكبرياء:

_إثبتي وإهدي، إنتِ ليالي العشري إللي مينفعش تتضايق أو تغير من أي مخلوقة علي وجه الأرض .

نظرت لها وأمائت بموافقة مٌرغمة وتحدثت بغرور:

_أكيد مش أنا إللي هغير من حتة عيلة زي دي متسواش جنب جمالي وأناقتي حاجة.

جلست بجانبه تفرك أيديها بتوتر وقلق يظهران علي وجهها للجميع حدثها بهدوء وصوتٍ خفيض بالكاد وصل لمسمعيها:

_مالك يا بنتي قلقانة كده ليه، علي فكرة أنا جوزك والله  !

ألقت نظرة سريعة علي عيناه وأبتسمت بخفة .

تحدث عز ليٌخرج الجميع من تلك اللحظات المٌتشاحنة:

_إيه أخبار الإذاعة المصرية علي حس مذيعنا المحترم .

إبتسم شريف وأجابهٌ بإحترام:

_ كله تمام في وجود أمثال سعادتك عز باشا إحنا شغالين بتوجيهات معاليكم  .

إستغل إنشغال الجميع بالحديث وتحدث بصوتٍ لائم :

_بقالك يومين مجتيش ليه، للدرجة دي جوزك حبيبك موحشكيش  ؟

أجابته بعتاب:

_مبجيش علشان إللي بتعمله ده، حرام عليك يا ياسين، طب أعمل حساب لشكلي قدامهم، إنتَ كده بتحرجني جداً علي فكرة.

أجابها بتحدي:

_وأنا ميهمنيش حد في الدنيا دي كلها غيرك، أي حد بعدك مش مهم .

تحدثت بنبرة ملامة:

_طب علي الأقل أعمل حساب لمراتك .

إبتسم وأجابها بمراوغة:

_أنا أصلاً مبقتش بعمل حساب لأي حد في الدنيا دي غير مراتي،مراتي وبس .

تحدثت بابتسامة ولوم لطيف:

_يااااسين

أجابها بنبرة عاشقة:

_يا عيون ياسين

وقفت علياء وذهبت إليهم وجلست بجانبهم وتحدثت بدعابة:

_ أيه يا أستاذ نحن هنا، إنت قاعد تتغزل في القمر ده ولا عامل حساب لأي حد، طب علي الأقل إعمل حساب لوجودي .

قهقه عالياً مما أثار دهشة الجميع وخصوصاً شريف الذي نظر لعلياء وضحكها وحديثها مع ياسين بإستفاضة وكأنهما تربوا معاً بنفس المنزل .

دلفَ عٌمر للداخل ألقي السلام علي الجميع ثم ذهب إلي ياسين ونظر لهٌ وبغمزة من عيناه تحدث:

_ايه يا أبني القٌدر اللي إنتَ فيه ده، بقى مقعد القمر جنبك عيني عينك كده ف وجود الجبروت وأهلها، بس هقول إيه، ما أنتَ ياسين المغربي  !

أنزلت وجهها خجلاً من حديث عٌمر وتحدثَ هو :

_بطل روشنة وروح أستلقي وعدك من الباشا وشوف هتقول له إيه بعد ما أكتشف إنك كنت بايت برة البيت إمبارح .

إقشعر وجه عٌمر وتحدث مٌستعطفاً:

_ أكيد الباشا هيقف ف صف أخوه الصغير ويحميه من غضب سيادة اللوا .

أجابهٌ ياسين ببرود:

_ ولا أعرفك، وأتحرك من هنا يلا، دخلتك سحبت الأكسجين من المكان .

نظر عٌمر إلي علياء وغمز لها وتحدث:

_يرضيكي إللي بيعمله سيادة العقيد معايا ده يا عالية ؟

رفعت كتفيها بلا مبالاة وتحدثت:

_وأنا إيه دخلي حضرتك تدخلني في مواضيعكم الشخصية.

وقفت قِسمت بغضب وتحدثت بوجهٍ مٌكفهر:

_ يلا بينا يا ليالي إنتِ ودليدا نخرج في الجنينة، المكان بقي زحمة أوي ومش متحمل

ثم نظرت إلي ياسين وتحدثت بكبرياء رافعة رأسها للأعلي ووجهِ مٌكفهر:

_ألف سلامة عليك يا سيادة العقيد .

أجابها بابتسامة جانبية مٌصطنعة:

_مٌتشكر لحضرتك .

نظرت داليدا وليالي له بضيق وتحركوا للخارج جميعاً .

نظر طارق للجميع وتحدث وهو يقف:

_طب ما تيجو يا جماعة إحنا كمان نقعد في الشمس برة، ده الجو تحفة النهاردة .

وقف أحمد وزوج داليدا وخرجا ثم أمسك طارق كتف شريف وتحدث:

_واحشني يا شريف ونفسي أقعد أتكلم معاك زي زمان،

أجابهٌ شريف بابتسامة:

_وإنت كمان والله يا طروق

وتحركوا جميعاً للخارج ماعدا عز، وقفت مليكة وهي تفرك بيداها خجلاً ونظرت إلي ياسين وتحدثت:

_أنا كمان هروح علشان مروان وأنس .

تحرك عز سريعً وأمسك يدها وأجلسها بجانب ياسين وتحدث:

_ هتروحي فين بس هو إنتِ لحقتي تقعدي، وبعدين ياسين لسه متغداش، إقعدي معاه وحاولي تقنعيه ياكل أي حاجة علشان الأدوية اللي بياخدها .

نظرت له بتساؤل وتحدثت بقلق وعتاب:

_ هو أنتَ فعلاً لسه ماأكلتش لحد الوقت يا ياسين ؟

نظر لهٌ عز بعيون هائمة وتحدثَ ساخراً:

_ما ترد عليها يا ياسين .

إبتسم ياسين بوهن لأبيه وتحدث:

_مليش نفس يا مليكة .

وقفت بحماس قائلة:

_مفيش حاجة إسمها ملكش نفس، أنا هروح أجيب لك غدا من عندنا، دي ماما عاملة ورق عنب وعرق تربيانكو هتاكل صوابعك وراه .

نظر لها عز وتحدث بدعابة:

_هي ثريا مش عاملة حمام بالفريك النهاردة ولا إيه ؟

إبتسمت له وأجابت:

_ لا يا عمو لكن لو تحب أقول لها  تعملهولك النهاردة معنديش مانع .

أجابها عز بلؤم:

_ خليكي إنتِ هنا جنب ياسين وأنا هروح لثريا أخليها تبعت غدا لياسين مع مٌني وبالمرة أطلب أنا منها الحمام، بس خلي بالك منه وأكليه كويس .

إبتسمت بخجل وتحدثت:

_ حاضر يا عمو .

خرج عز وأغلق الباب خلفه وبدون مقدمات سحبها هو أوقعها فوقه وأجلسها فوق ساقيه ومال علي شفتاها وقبلهم بنهم وهو ينظر داخل عيناها بهيام وعشق ذابت معهْ وشددت من إحتضانه،

تحدث هو بوله وهو يقبل عٌنقها:

_وحشتيني يا مليكة، وحشتي جوزك أوي .

وبعد مدة كبيرة إستمعا لدقات فوق الباب وقفت سريعً تهندب من ثيابها وهيئتها المزرية من شدة إحتضانه لها،

ضحك عليها وتحدث بصوتٍ رجولي :

_أدخل .

دلفت مٌني وبيدها حامل كبير وعليه تشكيلة من الطعام اللذيذ الذي يعشقه ياسين .

تحدثت مٌني بوجهٍ بشوش:

_ مسائك هنا يا باشا، الست ثريا هانم بتقول لسعادتك عاوزة الصينية ترجع فاضية وإلا هتزعل من سعادتك، والبركة في الست مليكة بقا تاخد بالها من حضرتك وتأكلك بنفسها .

إبتسم لها وتحدث:

_ طب ياستي متشكرين، يلا روحي علشان زمانهم محتاجينك ف المطبخ .

أمسكت مليكة منها حامل الطعام وخرجت مٌني وأغلقت خلفها الباب .

جلست مليكة بجانبه ووضعت الطعام علي ساقيها وأمسكت الشوكة وكادت أن تغرسها بالطعام

إلا أنه إعترضَ وحدثها قائلاً برفض:

_أنا مش عاوز أكل بالشوكة

وأكملَ بعيون هائمة:

_عاوز أدوق لمسة صوابعك مع الأكل في بوقي .

إبتلعت لٌعابها من تأثير نظرة عيناه وأمسكت واحدة من ورق العنب ووضعته داخل فمه أمسك يدها يتحسسها وأقتضمَ الطعام منها مع لمس أصبع يدها بين شفتيه بطريقة جعلت جسدها يقشعر

نظرت له بغرام وتحدثت:

_ بحبك يا ياسين، يلا قوم لي بسرعة بقي وأرجع لي علشان إنتَ وحشتني أوي .

أجابها بعيون سعيدة:

_ما لو سيادتك كل يوم تيجي لي وتقعدي تأكليني كده بإديكي كان زماني قومت وخفيت من زمان، بس أعمل إيه في حظي، مراتي سيباني وأنا تعبان ولا معبراني .

وضعت بيدها قطعة لحم داخل فمه إقتضمها منها بحنان مع لمس أصبعها من جديد وتحدثت:

_ غصب عني يا حبيبي وأنتَ عارف كده كويس، مش حابة أجي هنا كتير علشان مضايقش ليالي .

نظر لها وتحدث بحديث ذات مغزي:

_ أقوم بس علي رجليا إن شاء الله وكل حاجة هتتغير .

تحدثت بهلع :

_تقصد إيه يا ياسين بكلامك ده؟

أجابها بحب وعيون عاشقة:

_ الكل لازم يعرف إننا تممنا جوازنا يا مليكة، والكل لازم يعرف إنك بقيتي مراتي حبيبتي إللي مش مسموح لمخلوق في الدنيا كلها يجرحها ولو بكلمة واحدة

وأكملَ بوعيد:

_وأولهم ليالي اللي هحاسبها علي كل حرف قالتهولك وضايقتك بيه، وكمان نرمين والكلام إللي قالتهولك يوم الحادثة، كل واحدة فيهم هدفعها تمن جرحك وألمك إللي سببهولك غالي أوي .

إرتعبت أوصالها من حديثه وتحدثت:

_ بلاش يا ياسين لو سمحت، أنا مش عاوزة أعمل مشاكل مع حد، لو عملت كده هيقولوا جريت وحكت له وولعت الدنيا وأخترعت مشاكل .

ثم نظرت له بإستغراب وتحدثت:

_هو أنتَ عرفت منين الكلام إللي نرمين قالتهولي ؟

أجابها بثقة:

_مش مهم عرفت إزاي يا مليكة، المهم إني هوقفها عند حدها وهعرفها إن مليكة بتاعت زمان غير مليكة مرات وحبيبة ياسين المغربي،

وإن ماينفعش تتعامل معاكي زي زمان، لازم كلهم يعرفوا إنك بقيتي خط أحمر وممنوع لحد مهما كان هو مين إنه يتخطاه أو حتي يقرب منه .

أمسكت يدة برجاء وتحدثت :

_علشان خاطري بلاش يا حبيبي، ماما ثريا كده هتزعل علشان نرمين، هتقول إني بستقوي بيك علي بنتها،  لو أنا فعلا غالية عندك يبقي بلاش تعمل كده،

وضع يده علي وجنتها بإهتمام وتحدث بحب:

_ما هو علشان إنتي غالية عندي أوي يبقي لازم أوقف الكل عند حده، وبعدين ليالي دي كمان أنا لازم أحاسبها علي الكلام ده وأسألها عرفته منين؟

وتحدث بأسي:

_غريبة أوي الست دي، يعني عارفة كل الكلام ده وعمرها حتي ما لمحت لي بيه أفسر ده بإيه  ؟

تحدثت مليكة:

_ يمكن لسة عارفة من قريب ومستنية لما تقوم بالسلامة وتفاتحك فيه .

أجابها نافياً :

_لا طبعاً لان الموضوع ده إنتهي من سنين فأكيد هي عارفة من زمان، علشان كده أنا لازم أعريها قدام نفسها و أواجها بيه

تحدثت برجاء:

_وحياتي عندك يا ياسين بلاش تحطني في الموقف ده، أنا مش حابة أكون طرف في مشكلة بينك وبينها، أرجوك علشان خاطري .

إحتضن وجهها بتملك بين راحتيه وتحدث بهدوء:

_حاضر يا حبيبي، أنا هعمل لك إللي إنتِ عوزاه بس علشان متزعليش، لكن نرمين وليالي ليهم معايا جولة تانية وقريب أوي إن شاء الله .

ثم غمز بعينه :

_متشيلي الصينية دي بقى وتعالي إقعدي جنبي شوية.

إبتسمت بخجل وتحدثت:

_ كمل أكلك الأول .

أجابها بهيام:

_ خلاص شبعت، أنا عاوز أحلي .

إبتسمت وتحدثت:

_ مش هينفع يا ياسين، حد يدخل علينا فجأة يقول عليا إيه لما يشوفني في حضنك .

أجابها بحب:

_هيقول واحدة بتعشق جوزها ومش قادرة علي بعاده، وبعدين متقلقيش عز باشا أكيد عامل إحتيطاته وموقف لنا ندورجية علي الباب، ده مش بعيد يكون هو بنفسه إللي واقف .

إرتعبت أوصالها وتحدثت:

_ياسين، هو عمو عز يعرف حاجة عن إللي بينا ؟

ضحك وتحدث:

_ عمو عز يعرف كل واحد فينا بيتنفس كام مرة في اليوم، وبعدين مالك محسساني إنك زميلتي في ثانوي كده ليه، ده أنا جوزك يا ليكة ،

قومي بس إبعدي الصينية دي وتعالي هقول لك كلمة سر .

وقفت ووضعت حامل الطعام فوق المنضدة وأمسكت منديلاً مٌبللاً ونظفت يدها جيداً وأتجهت إليه، أجلسها فوق ساقيه وأحتضنها وتنهد براحة كمن وجد ضالته بعد عناء ،

وأنهال علي شفتاها ليشرب من شهد عسلها الذي مهما تجرعه يشتاقه أكثر وأكثر

نظر لها بهيام وتحدث وهو يحك أنفه بأنفها:

_جننتيني يا مليكة مبقتش قادر أعيش من غيرك لحظة واحدة.

تحدثت وهي تنظر لعيناه بهيام:

_تعرف إن ماما قالت لي إنها شافت حبي جوه عيونك، كمان قالت لي إن بابا شاف عشقي في نظرتك وإنتَ بتبص لي .

أجابها بلوم وهو يضع قبلة ناعمة فوق شفاها:

_الدنيا كلها شافت عشقك في عيوني من زمان إلا إنتِ يا مليكة .

إبتسمت وهي تحتضنه:

_ ومين قال لك إني مكنتش شيفاه، بس كنت بكدب نفسي وعاملة مش شايفة، وبعدين ما أنا خلاص عشقتك وأعترفت لك بحبي أنا كمان

دفن وجهه داخل عٌنقها ليشتمَ عبيرها وتحدث:

_ مع إنه متأخر يا قلب ياسين، بس أنا راضي منك بأي حاجة  والله راضي بأي حاجة يا مليكة.

وشدد من إحتضانها حتي كاد أن يٌكسر عظامها وتحدث:

_أهم حاجة متبعديش عن حضني تاني، أنا ماصدقت إني أخدتك ف حضني وأرتحت .

أبعدت وجهها ووضعت يدها علي وجنتيه ووضعت قبلة فوق عينه وتحدثت:

_ أنا مقدرش أبعد عنك تاني يا ياسين، حضنك بقا بالنسبة لي هو الحياة

إلتهمَ شفتاها وذاب معاً

فاقا علي خبطات فوق الباب، قامت بفزع وقفزت من فوقه وبلحظة كانت تقف علي الأرض

تأوه هو وتحدث بألم:

_ أنا حاسس إن موتي هيكون علي إيدك ف مرة وأنتي بتنطي زي الكونجر كده .

نظرت له وتحدثت بأسف:

_ أسفة يا حبيبي أصلي أتخضيت .

تأوه وتحدث:

_إتخضيتي إيه بس يا مليكة، هتموتيني يا ماما  .

ثم سمح للطارق بالدخول ودلف عز مٌبتسماً:

_إيه يا حبيبي، هو للدرجة دي الأكل طِعم أوي  ؟

إبتسمَ ياسين وأجابه بإنتشاء:

_جدا يا باشا، مش قادر أوصف لك درجة طعامته قد أيه .

رد عليهِ عز بمراوغة:

_طب يا سيدي ألف هنا علي قلبك، بس بالراحة علي نفسك شويه إنتَ لسه تعبان، يعني كٌل بالراحة واحدة واحدة علشان ميحصلكش تخمة .

نظرت لهٌ مٌضيقتاً عيناها بعدم فهم فأكملَ وهو ينظر لها بمراوغة:

_ من المحشي يعني .

أجابته بسذاجة:

_تخمة إيه بس يا عمو، ده حتي ما أكلش كتير والأكل زي ما هو  .

نظر ياسين وعز كليهما للأخر وأنفجرا ضاحكين علي تلك الساذجة

وهي تنظر لهما ببلاهة وعدم إستيعاب، وكيف لكي أن تفهمين أيتها الصغيرة

فأين أنتي من دهاء عز وياسين المغربي أيتها البريئة.

◇◇◇◇¤◇◇◇◇

كانت تُسرع وهي تنزل الدرج بخفة خلفه لتلحق به

وهي تتحدث بإستغراب:

_أما إنتَ أمرك بقي عجيب أوي يا محمد، يعني إيه أروح لوحدي، مش كفاية إنك من وقت الحادثة مزرتوش في المستشفي غير مرة واحدة وبالعافية كمان ،

و من وقت ما خرج وروح البيت وأنا بتحايل عليك تروح معايا وسيادتك كل مرة تتهرب مني بحجة شكل !

إستقر بوقفته ومال بجسده وهو يجلس فوقَ الأريكة وتحدث بتأفأف:

_أنا بردوا إللي أمري عجيب يا نرمين؟

ده إنتِ كنتي بتعملي مية مشكلة ومشكلة لمجرد ما كنت بقول لك تعالي نروح نزور مامتك، وكان بيبقي يوم مايعلم بيه غير ربنا يوم ما بنروح هناك

وأكمل بتهكم:

_البوز مكانش بيتفرد إسبوع بحاله بعدها، الوقت بقيت أنا إللي أمري عجيب علشان عاوز أريحك وأريح نفسي من نكد ملوش ليه عندي أي مبرر ؟

جلست بجواره ونظرت له بحيرة وإستغراب وتحدثت بتساؤل:

_ أنا بقي عاوزه أفهم أيه إللي غيرك بالشكل ده بعد ماكنت بتحب تروح هناك دايماً وكان بيبقي يوم عيد عندك لما تضطرنا الظروف إننا نبات ،

إيه اللي حصل ووصلك لإنك مبقتش طايق حتي تزور إبن عمي المريض !

وأسترسلت:

_ ما تصارحني وتقول لي إيه الحكاية بالظبط يا محمد ؟

تأفف محمد وأجابها بتملل وغضب:

_ وبعدين معاكي يا نرمين مش هنخلص من تحقيقات النيابة إللي فتحها لي من إمبارح دي، أنا صدعت منك علي فكرة

واسترسل بعناد ورفضٍ قاطع:

_ومش هروح يا نرمين وده أخر كلام عندي ،

ياريت بقا ترتاحي وتريحيني وتتفضلي تروحي تزوري إنتي إبن عمك لوحدك،

وأكمل بصياح وغضب:

_  أنا أساساً مش مجبر إني أزوره أكتر من مرة ،ما أنا روحت له المستشفي وخلصنا  إيه، هي حكاية

وأكملَ بضيق :

_وبعدين ما إنتِ شفتي بنفسك مقابلته ليا، ده عاملني بمنتهي قلة الذوق، ده مسلمش عليا يا مدام ،مد إيده وسلم علي كل اللي موجودين وجه علي دوري وسحب إيده قال إيه إيده تعبته ومش قادر يحركها، إنسان بارد وجلياط .

تحدثت بدفاع:

_أكيد ياسين مكنش يقصد التصرف ده وأكيد فعلا وقتها إيده كانت وجعاه .

تحدث ناهياً الحديث:

_ مش هروح يا نرمين ومش عاوز أسمع كلمة تاني في الموضوع ده .

نظرت له بريبة وبدت علامات التشكيك تظهر علي وجهها ولكنها إكتفت بهذا القدر من الحديث حتي لا تختلق المشاكل معه وتحدثت:

_تمام يا محمد أعمل إللي يريحك .

زفر بضيق وهو يلتقط ريمود التلفاز ويعيد تشغيله دون أدني إهتمام للرد علي حديثها

◇◇◇◇¤◇◇◇◇

داخل غرفة منال

كانت قِسمت تدور حول نفسها بغل وتحدثت بغضبٍ عارم:

_ إنتِ لازم تشوفي حل في قلة ذوق إبنك دي يا منال، يعني ايه يمسك إيد البنت دي ويقعدها جنبه ولا كأنها هي إللي مراته أم ولاده، إتجنن ده ولا ايه؟

إزاي يسمح لنفسه يعمل كده مع ليالي العشري وقدامنا كمان  !

تحدثت داليدا بغضب:

_ماما عندها حق يا عمتو، حضرتك لازم تتكلمي معاه وتعرفيه حدوده كويس في التعامل مع أختي قدام الناس، هو فاكر نفسه متجوز أي واحدة ولا إيه .

نظرت لهم منال بغضب وتحدثت بنبرة حادة:

_ هو فيه إيه  إنتِ وهي، إنتوا بتتكلموا عن ياسين المغربي علي فكرة، يعني تتعدلوا كده و تتكلموا كويس

وأكملت بدفاع عن نجلها:

_وعلي فكرة بقي، أنا مش شايفه إبني غلطان في حاجة، المكان فعلاً كان زحمة ومكنش فيه مكان علشان البنت تقعد وفي الأول والأخر دي إسمها مراته حتي لو كان قدام الناس، وكان لازم يعمل علي شكله وشكلها .

صاحت بها ليالي بغضب:

_ طبعاً لازم تبرري له إللي عمله مش إبنك، لكن أنا بقي مش هسكت له المرة دي وهدخل أتكلم معاه وأعرفه إن مش أنا إللي يتعمل معايا كده .

ضحكت منال وتحدثت ساخرة:

_ إتكلمي علي قدك يا ليالي وبلاش النفخة الكدابة إللي إنتي فيها دي، علشان كلنا عارفين كويس أوي إنك مبتقدريش حتي تتنفسي قدامه .

تدخلت قِسمت وتحدثت بلوم:

_ ده إنتِ عاجبك بقي إللي ببحصل يا منال وشكلك موافقة عليه ، مكنش العشم تيجي مع بنت زي دي علي حساب بنت أخوكي .

زفرت منال بضيق وتحدثت:

_أنا مش جايه مع حد ضد حد يا قِسمت، لكن الظاهر إن إنتي وبناتك ناسيين إن إللي بتتكلموا عنه ده يبقي إبني اللي لسه راجع لي من الموت

وأكملت بلوم:

_وبنتك بدل ماتروح تقف مع جوزها في تعبه وتقعد جنبه، سيباه إمبارح طول اليوم ورايحة البيوتي سنتر تعمل باديكير ومانيكير علشان تحضر عيد ميلاد واحدة صاحبتها بالليل وفعلا راحت وكملت السهرة

والنهاردة عاوزه تدخل تعاتبه وتتخانق معاه وهو تعبان كده

وأكملت ساخرة:

_وكل ده ليه، علشان قعد مليكة جنبه !

وأكملت بتفسير:

_مليكة دي إللي المفروض إنها مراته شكلاً ومش مطلوب منها حاجة كل يوم بتجهز له الأكل والعصاير الفريش هي وثريا وتبعتها له،  وبعد كل ده جايين تلوموا عليه هو؟

ثم نظرت إليهم وتحدثت بغضب:

_تصدقوا بالله لو واحد غير إبني كان زمانه مطلق بنتك من زمان

وأكملت بلوم:

_للأسف يا قسمت، بنتك لا عندها حنكة ولا عقل تقدر تروض بيهم ياسين وتشده وتجذبه ليها ،

وللأسف إنتِ بدل ما تعقليها وتعرفيها مصلحتها بتقويها زيادة علي اللي هي بتعمله، وبعد ده كله جايين تطلعوا إبني كمان هو اللي غلطان؟

 

ثم نظرت إليهم بغضب وتحدثت:

_ يا جبروتكم !

_________________

بعد يومان كانت علياء بصحبة مليكة داخل شقة سالم عثمان والجميع يلتف حول مائدة الطعام وهم يتناولون كل ما لذ وطاب من صنع أيدي سٌهير بمساعدة مليكة التي حضرت باكراً هي وعلياء

كانت علياء سعيدة غير مٌستوعبة ما يحدث حولها وتحادث حالها:

_أحقاً أجلس بجوارك وتراك عيني مذيعي المفضل؟

أحقاً تحققت أمنياتي وأنا الأن أجلس معك؟ وليس هذا فقط فأنا أيضاً أجلس معك علي نفس الطاولة وأتناول من طعامك داخل منزلك، يا لسعادة قلبي الصغير

نظر لها سالم وتحدث بترحاب شديد:

_نورتي إسكندرية كلها يا بنتي، تعرفي إن أنا وباباكي أصحاب جداً .

نظرت له بسعادة وتحدثت بإستفسار:

_بجد يا عمو، طب ليه حضرتك مكنتش بتيجي عندنا أسوان ولا كنا بنشوفك هنا لما بننزل زيارة ؟

إبتسم لها وتحدث مٌفسراً:

_أنا وأبوكي ظروف شغلنا فارضة علينا حياة خاصة جداً، يعني باباكي وإنتِ أدري بشغله وقد إيه شغله صعب وواخد معظم وقته،

وأنا مدير بنك ونادراً لو عرفت أخد أجازة، وبصراحة كده لما باخدها طنطك سٌهير بتستحوذ عليها بالكامل، وبصراحة أكتر عندها حق، ما أنا بردو مقصر معاها .

تحدثت سٌهير بابتسامة و مٌداعبة لزوجها:

_ إللي يسمعك كده يا سالم يقول إنك بتخرجني وتسفرني وتلففني الدنيا كلها فيها ، دي الكنبة إللي هناك دي تشهد علينا يا راجل .

ضحك الجميع وتحدثت مليكة بدعابة:

_ خلاص بقا يا سٌو خلي الطابق مستور، مش لازم تسيحي لسيادة المدير قدامنا كده .

أجابها سالم بدعابة مٌماثلة:

_متبقاش سٌهير سامي لو ما عملتش كده .

ضحك الجميع بسعادة.

وتحدث شريف مٌستفسراً:

_وياتري حضرتك وعمو حسن أصحاب من أيام الدراسة يا بابا؟

أجابه سالم:

_لا يا شريف، الحقيقة أنا وعمك حسن منعرفش بعض إلا من بعد جواز مليكة من رائف الله يرحمه ،

قابلته كذا مره مع سيادة اللوا وأتعرفنا وأكتشفنا إن تفكيرنا واحد وبينا حاجات كتير مشتركة، ومن وقتها وأنا وهو بنتواصل بالتليفون ولما بينزل إسكندرية لازم نتقابل، لما كان هنا الإسبوع إللي فات مثلاً إتقابلنا بالليل وخرجنا سهرنا مع بعض .

كانت تنظر لهم جميعاً بإنبهار وخاصةً مذيعها المٌفضل التي لم ولن تتوقع ذات يوم أنها ستجلس معه حول طاولة واحدة بل وبمنزله وسط عائلته

غريبة الحياة حقاً وأمرها عجيب !

بعد الغداء وقفت مليكة داخل المطبخ أمام الحوض تٌجلي الصحون بجانب والدتها التي تعد مشروب القهوة لزوجها وإبنها .

تحدثت بإنبهار :

_عسولة أوي عالية، ماشاء الله عليها لا ودمها شربات .

إبتسمت مليكة وتحدثت:

_ وست بيت ممتازة وتربية ست عظيمة وأصيلة فعلاً .

سألت سٌهير:

_ هي قاعدة معاكوا كتير يا مليكة ؟

أجابتها مليكة:

_ مش عارفة والله يا ماما، هي مامتها كانت سامحة لها بإسبوع وأهو خلاص فاضل يوم ويخلص، لكن ماما ثريا النهاردة كانت بتقول لها انها هتتصل بباباها وتستأذنه فإنها تقعد معانا إسبوع كمان، أصل ماما ثريا بتحبها جداً .

حملت سٌهير فناجين القهوة وكؤوس من العصير البارد لعلياء وأطفال مليكة وخرجت متوجهةً إلي زوجها أعطتهٌ فنجان قهوته ثم إتجهت إلي الشرفة حيث تتواجد علياء بصحبة شريف والطفلين .

أقبلت سٌهير حاملة للأكواب إستقبلتها علياء بابتسامة وود وحملت عنها ما تحمله ووضعته علي المنضدة الموضوعة وهي تتحدث:

_تسلم إيد حضرتك يا طنط، تعبتك معايا النهاردة .

أجابتها سٌهير بإبتسامه:

_ ولا يهمك يا روحي تعبك راحة، إنتِ بس تعالي كل يوم وأنا أتعب لك وعلي قلبي هيبقى زي العسل .

نظر لها شريف وتحدث بدعابة:

_يا بختك يا أستاذة عالية مين قدك، الاستاذة سٌهير سامي بنفسها راضية عنك كل الرضا.

إبتسمت سهير وأشارت لأطفال مليكة:

_ يلا بينا يا حبايب تيتا نقعد مع جدو سالم .

تحدث مروان وهو يجري بمرح وسعادة:

_ أنا هسبقك يا أنس وهوصل لجدو قبل منك

تأفأف الصغير وتحدث بصياح وهو يتسابق مع أخيه:

_يا ماااامي، أمسكي مروان متخلهوش يوصل لجدوا قبلي .

إبتسمت علياء لشقاوة أطفال مليكة ثم أحالت ببصرها لتلتقط كأس العصير خاصتها وجدتهٌ ينظر إليها بإبتسامته ووسامته التي أسرت قلبها المسكين .

تحدثت علياء بعفوية مٌطلقة:

_بتبص لي كده ليه ؟

ضحك بخفة علي عفويتها وتحدث:

_ ايه يا بنتي العفوية إللي إنتي فيها دي؟

هو ينفع بردو تقولي لحد إنت بتبص لي كده ليه ؟

إكبري بقا .

ضحكت وتحدثت بجدية:

_ أه طبعاً ينفع جداً، بص يا حضرة الباشمذيع كل ما تبقي طبيعي غير متكلف في كلامك مع الناس كل ما توصل لقلوبهم أسرع ،

وكده هيبقي فيه تواصل أفكار بينكم، صدقني أنا بشوف الناس المٌتكلفة إللي بتحط حدود في كلامها دي ناس تعبانة جداً في حياتها ومش قادرين يعيشوا مرتاحين ولا ينبسطوا،

دايماً شاغلهم نظرة الناس ليهم وبيحاولوا جاهدين إنهم يرضوهم ،

وأكملت بحكمة:

_لكن للأسف نسيوا إن الناس من المستحيل إن حاجة ترضيهم وتمنعهم من الكلام علي حد، فياريت بقي الناس تريح نفسها وتعيش مرتاحه لنفسها وبنفسها .

كان يستمع لها وهو يتكيف من حديثها تارة ،وتارة أخري من إرتشافه قهوته فحقاً إثنتيهم أدخلوه بحالة مزاجية رائعة .

تحدث شريفاً مٌبتسماً:

_إيه يا بنتي الكلام الكبير أوي ده، إنتِ بتقولي كلام عظمة علي فكرة والمفروض يٌدرس في الكتب كمان، بجد يا عاليا برافوا عليكي دماغك حلوة أوي وبتعجبني .

حدثت حالها وهي سعيدة داخلياً من حديثه:

_أأعجبتك دماغي حقاً، أتمني أن يلحق قلبي وشخصي إلي قطار إعجاباتك مٌذيعي المٌفضل

أكملا حديثهما المٌتعقل وكانا كٌلً منهما سعيداً للغاية من هذا الحديث المٌثمر المٌرضي لفكره وشخصه

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

في اليوم التالي عند الغروب

خرجت علياء مٌتجهة إلي الشاطئ لإستنشاق هواء البحر المٌنعش وقفت تتطلع إلي البحر شاردة في مٌذيعها المٌفضل وكيف أكملَ علي قلبها المسكين بطلتهِ الساحرة ونظرة عيناهٌ المٌهلكة

فاقت من شرودها علي الواقف بجوارها واضعاً يدهٌ داخل جيب بنطاله وتحدث بدعابة:

_  أكيد سرحانة فيا صح، قولي قولي متنكسفيش ؟

نظرت بجانبها علي ذلك المدلل المغرور وتحدثت:

_ وهسرح فيك ليه إن شاء الله ؟

أجابها عٌمر بغرور:

_يمكن علشان شاب زي القمر طول بعرض وعيون زرقا وملامح أجنبية، ولا يمكن علشان مهندس قد الدنيا وكمان إبن عز المغربي، إيه كل ده ميخلكيش تعجبي وتسرحي فيا ؟

وأكملَ بكبرياء:

_علي فكرة بقي يا عاليا، أنا من وقت ما شفتك وأنا شايف ف عيونك نظرة إنبهار بيا بس مكسوفة تقولي، فأنا جيت النهاردة علشان أشجعك إنك تقوليها، مش عيب علي فكرة إن بنت تعترف لولد إنها معجبة بيه في لندن الكلام ده عادي جداً .

نظرت لهٌ بإستغراب من جرأته وغروره وتحدثت:

_ده إيه الثقة والغرور اللي بتتكلم بيهم دول، ثم أنتَ مين أداك الحق تقتحم لحظات إسترخائي بالشكل ده !

أجابها بغرور:

_ الحق عليا قولت أجي أونسك وأعزمك علي سهرة هتعجبك أوي .

نظرت لهٌ بإستغراب وتحدثت :

_متشكرة يا سيدي ومستغنية عن خدماتك، وعلي فكرة بقي عيب أوي لما تيجي لبنت وتقولها أنا واخد بالي منك وعارف إنك معجبة بيا، وأحب أقول لك إنك واحد مغرور وأن كلامك كله غلط لسبب بسيط جداً، وهو إن أنا ما بيعجبنيش الشباب الملزق بتاع اليومين دول،

وأكملت بإنتشاء:

_أنا يوم ما أفكر أبص لواحد هبص لراجل يملي عيني قبل قلبي

ثم نظرت له وتحدثت ساخرة:

_سلام يااا، يا ابن المغربي .

وذهبت وتركته يغلي من تلكَ الصفعة الذي تلقاها للتو علي يد تلك السمراء الجميلة بنت أبيها .

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

ف غرفة يسرا ليلاً

كانت تجلس فوق تختها تمسك بهاتفها وتتصفح من خلاله مواقع التواصل الإجتماعي وجدت رسالة بُعثت لها عبرَ تطبيق الماسنجر من حساب بإسم القبطان سليم الدمنهوري

فتحتها ووجدت نَصَها كالأتي :

_ السلام عليكم

إزي حضرتك مدام يسرا، أنا سليم الدمنهوري صديق الباشمهندس حسن إللي قابلت حضرتك في أسوان وأسف جداً لو كنت تطفلت علي حضرتك .

إبتسمت حين تذكرت نظرة عيناه لها وكتبت له:

_ أهلا سيادة القبطان مفيش تطفل ولا حاجة حضرتك .

إبتسم سليم وسعد قلبه لتقبلها الحديث معه وكتب عبر الرسائل:

_مٌتشكر جدا لذوق حضرتك وبعد إذنك كنت حابب أطمن علي سيادة العقيد  يارب يكون بقي كويس .

أجابتهٌ يسرا وبعد مدة من المحادثة تعرفت يسرا أكثر عن سليم وقص لها أنه أرمل منذ خمسة أعوام ولديه طفل يبلغ من العمر 8 سنوات يقطن مع والدته بمحافظة القاهرة حيث مسكن عائلته .

وبعث لها طلب صداقة قبلتهٌ هي

بعد إنتهاء المحادثة تنهدت يسرا بإرتياح وشعرت وكأنها تعرفه منذ عقود .

___________________________

بعد عدة أيام .

دلف ياسين لفيلا رائف ليلاً وجد ثريا تجلس فوق الأريكة مٌمسكة بمسبحتها وتسبح لله الواحد الأحد وبجانبها علية مٌمسكة بمسبحتها هي الأخري

تحدث بوجهٍ بشوش:

_ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،إيه حلقة الذكر الجميلة دي، ماشاء الله عليكم ربنا يتقبل اللهم آمين

وقفت عَلية مٌهللة:

_ الله أكبر لا حول ولا قوة الا بالله ألف بركة يا باشا ألف حمدالله علي سلامتك نورت الفيلا .

نظر لها ياسين وأبتسم بسعادة:

_الله يسلمك يا عَلية مٌتشكر أوي .

وقفت ثريا إحتراماً له وأحتضنته بعناية وحب مٌتحدثة بعيون سعيدة:

_حمدالله علي سلامتك يا ياسين، الله لا يعودها تاني إلا بالخير يا حبيبي .

قبل جبهتها بحب قائلاً :

_تسلميلي يا أمي .

سألته بإهتمام:

_جرحك أخباره ايه النهاردة ؟

أجابها :

_الحمدلله بخير خلاص ما بقاش بيتعبني خالص، الدكتور قالي ممكن أمارس حياتي عادي بدون قلق .

تحدثت بدعابة وهي تجلس:

_قولتي لي بقي علشان كده سيادة اللوا سمح لك تخرج بره الفيلا .

إبتسم وتحدث:

_والله أنا لو عليا كان نفسي أخرج من أول يوم رجعت فيه من المستشفي لكن أقول أيه سيادة اللوا كان ناقص يجيب ڤاترينا ويبروزني جواها .

تحدثت عَلية بسعادة:

_ ربنا يخليكم لبعض يا باشا، ربنا ما يعودها تاني ده الباشا الكبير كان هيتجنن علشان حضرتك .

تحدثت ثريا للواقف مٌتسمراً بمكانه:

_أقعد يا حبيبي واقف ليه ؟

تحمحمَ وتحدث بإحراج:

_مٌتشكر يا ماما أنا تعبان وهطلع أرتاح، هي مليكة فوق ؟

وأكمل مٌبرراً:

_ أصل الحقيقة إتخنقت من جو المستشفي طلعت أوضتي نمت فيها إمبارح وقولت أجي أبات هنا النهاردة ، حاسس إني غبت كتير أوي البيت واحشني و الدنيا كلها وحشاني .

تحدثت بإبتسامة رضا وتفهم:

_وماله يا حبيبي، بيتك وتيجي وقت ما تحب، مليكة فوق قاعدة مع عاليا إطلعلها .

إبتسم لها وصعد للأعلي قلبهٌ يتراقص فرحاً كاد أن يتركهٌ ويذهب إليها طائراً

دق بيده فوق الباب طرقات خفيفة إستمع لصوت حبيبته تسمح للطارق بالدخول

فتح الباب بخفة وتحدث من الخارج مٌنادياً بإسمها لإعطاء علياء الفرصة للإعتدال

إنتفضت حين أستمعت لصوته أتت من الشرفه مٌسرعتاً بقلبٍ سعيد تنظر لهٌ بعيونٍ مٌتلهفة ولم يكن حاله بأفضل منها إلتقت العيون بإشتياق وهيام

أخرجهما مما كان عليه صوت علياء التي كانت شاهدة علي كل تلك المشاعر الجياشة فأرادت الإنسحاب بهدوء لإعطائهما فرصة التلاقي

خرجت علياء وأغلقت الباب خلفها .

وما هي إلا لحظات وبدون مٌقدمات هرولت مسرعة بسعادة وأرتمت داخل أحضانه مغمضة العينان وهي تتحسس ظهره بحنان دافنة أنفها داخل عنقه تشتم رائحة جسده بوله،  قابلها هو بإحتضانها بشدة كاد أن يكسر عظامها من شدة إشتياقه ثم رفعها إليه وبدأ بتقبيل كل إنش بوجهها وعنقها

تحدثت وهي تختبئ داخل عٌنقهْ وتشدد من إحتضانه بعنف:

_ وحشتني يا ياسين، وحشتني أوي، هو إنت فعلاً هنا ومعايا ولا أنا بحلم زي كل يوم ؟

أخرجها من داخل أحضانه وهو ينظر داخل عيناها الساحرتان وتحدث بوله وولع:

_هو بجد حبيبي كان بيحلم بيا كل يوم  ؟

أجابته وهي تهز رأسها بإيماء وعيون عاشقة:

_ كنت بحسب الأيام والليالي علشان ترجع لي وتنور أوضتك تاني، من كتر ما أتمنيت وجودك جنبي بقيت بتيجي لي في أحلامي يا ياسين .

أنزلها وأحاط وجنتيها بكفيه بعناية وتحدث بلهفة وتساؤل:

_أوضتي، هي خلاص بقت أوضتي يا مليكة ؟

أجابته بهيام:

_ أيوه أوضتك يا ياسين، أوضتك مع مراتك حبيبتك إللي خلاص مبقتش تقدر تبعد عنك ولو ليوم واحد

كان ينظر لها بعيون غير مصدقة لما يستمعه ويراه من حالة جنون العشق التي تٌحاط بها مليكته، مال علي شفتاها ليتأكد إن كان ما يراه حقاً واقع أم أنه يتخيل مثلما عاش يتخيلها قبل، وجد عشقاً وأشتياقاً جارفاً منها إليه

سحبها من يدها وكاد أن يصل بها إلي التخت ولكنهٌ توقف مٌتسمراً ثم نظر إلي الأريكة وأبتسم برضا وأخذها إليها وفردها وأجلسها عليها .

تحركت سريعاً وكأنها تذكرت شيئاً ما وتحدثت :

_حبيبي ثواني هدخل التواليت وأجي بسرعة

أجابها بلهفة:

_متتأخريش عليا .

هزت رأسها وذهبت سريعاً وأغلقت الباب خلفها ،

إتجهت إلي إحدي الأدراج وأخرجت منه حبوب لمنع الحمل، نظرت بها وتنهدت بأسي ثم إبتلعت إحدي الأقراص سريعً بتوتر وخرجت إليه .

ذهب إليها بلهفة وحملها بين ساعديه وتحرك بها إلي الأريكة

ثم غاصا معاً في عالم عشقهما الخاص، قضي ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة، ليلة مليئة بالحب والوله والإشتياق بثا فيها كٌلً منهما للأخر مدي عشقه وهيامه وأشتياقه

ليلة كانت عوضاً عن شهوراً عاشاها في تألم وحرمان ودموع ☆

فهل إنتهت سنوات عجافهما وبدأت سنوات الرخاء والحصاد لقطف ثمار عشقهما والعيش بهناء لم يشقيا بعده أبدا ؟

وهل آن الأوان لترتاح أرواحهم المٌهلكه ؟

أم أن للحزن داخل قلوبهم المتبعة بقية؟

هذا ما سنتعرف عليه في البارت القادم

#إنتهي_البارت

قلوب_حائرة

#روز_آمين

 

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل حاجب الإعلانات لتستطيع تصفح الموقع