روايات روز أمين

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الثالث

رواية قلوب حائرة لروز أمين الفصل السادس والعشرون

#رواية ☆#قلوب_حائره☆

#بقلمي_روز_آمين

🦋#البارت_السادس_والعشرون🦋

رواية قلوب حائرة لروز امين
رواية قلوب حائرة لروز امين

بعد عودتها من المَشفي، تمددت فوق تختها بدلال وهي تتقلب بفراشها مٌبتسمة سعيدة بكل ما جري بينها وبين حبيبها

دلفت والدتها بعد الإستئذان

وتحدثت بإبتسامة:

_ ياتري ياسين أخباره إيه؟

إبتسمت برضا وأجابتها :

_الحمدلله، كويس أوي يا ماما وعلي فكرة بيسلم عليكي كتير .

إبتسمت سٌهير وأردفت قائلة:

_الحمدلله ، مليكة، مش عاوزه تقولي لي حاجة ؟

نظرت لها بخجل وابتسمت بعيناي متيمة، ثم ارتمت داخل أحضان والدتها بحب .

تحسست والدتها بيدها علي ظهرها بحنان وتحدثت:

_ ربنا يسعد قلبك يا بنتي، ياسين راجل قد الدنيا وأي ست تتمناه،

وأسترسلت بحديث ذات مغزي:

_بس هو بقي ما بيتمناش غير مليكة .

خرجت من أحضان والدتها سريعً وتحدثت بتساؤل ولهفة ظهرت عليها:

_بجد يا ماما، يعني إنتِ شايفة إن ياسين بجد بيحبني ؟

أومأت سهير برأسها بموافقة وتحدثت بإبتسامة سعيدة :

_مش أنا بس إللي شايفة كده، كل إللي شافه وهو بيبص لك عرف ده من نظرة عيونه عليكي، ده حتي أبوكي لاحظ ده وقالي

تهللت أساريرها وأغمضت عيناها بسعادة ورضا وتحدثت برجاء:

_طب ممكن بقي إللي حصل بينا ده ما يخرجش حتي لبابا .

ضحكت سهير وأردفت سائلة إياها بدعابة:

_وهو إيه إللي كان حصل يا بنت سالم؟

هو أنا عارفة أطلع منك بكلمة واحدة،

وأسترسلت بنبرة حنون:

_ بس كفاية عليا إللي قريته جوه عيونك، مش هضغط عليكي أكتر ويلا نامي علشان الوقت إتأخر أوي .

إحتضنت والدتها بحب وأغلقت لها والدتها الأضواء وعادت مرة أخري لتتذكر ما حدث وتبتسم بسعادة

صباح اليوم التالي

فاقت مليكة مٌبكراً لقلقها وعدم قدرتها علي النوم بهدوء نتيجة إبتعاد طفليها عن أحضانها،فبرغم شدة سعادتها لما حدث ولكن إبتعادها عن صغارها أدخلها في نوبة من الأرق والقلق، خرجت من غرفتها لبهو الشقة وجدت والدها يجلس حول طاولة الطعام مرتدياً ثياب العمل ويتناول وجبة إفطاره بجانب والدتها

تحركت بإتجاههم وعلي ثغريها إبتسامة حانية،مالت علي وجنتهُ وقبلتها وتحدثت قائلة بإحترام:

_صباح الخير يا بابا .

نظر لها سالم بحب مٌتحدثاً بنبرة حنون:

_صباح الخير يا حبيبتي، طمنيني، نمتي كويس ؟

أجابته بابتسامة أثناء جلوسها علي المقعد المقابل له:

_الحمدلله يا حبيبي، هو حضرتك رايح البنك ؟

أجابها وهو يحتسي كأس الشاي:

_أه يا بنتي.

هتفت سٌهير بإنتشاء :

_إيه رأيك تكملي معانا اليوم النهاردة وأنا هخلي شريف يروح يجيب الأولاد وبابا يخرجنا بالليل نتعشي ونودي الأولاد الملاهي .

أجابتها بيأس:

_ياريت يا ماما كان ينفع ماتتصوريش حضرتك وبابا وشريف واحشني قد إيه وبجد نفسي أقضي معاكم كام يوم أنا والأولاد، لكن للأسف ظروف البيت حالياً ما تسمحش بكده خالص .

نظر سالم لزوجته نظرة ملامة وتحدث بنبرة غاضبة:

_أقعدي يا بنتي في بيتك أستني جوزك لحد ما ربنا يشفيه ويرجع لبيته بالسلامة،

أمك معرفش جرا لها إيه

ثم أكملَ بإعتراض حاد :

_فسح إيه وخروج ايه إللي بتتكلمي عنهم وبنتك جوزها راجع من الموت بإعجوبة؟

واسترسل بتبكيت:

_ده بدل ما تقولي لها أرجعي وأقفي جنب عيلة جوزك في إللي هما فيه ؟

شعرت مليكة بالإحراج من حديث والدها شديد اللهجة والمٌنتقد لوالدتها والتي تعلم من داخلها أن والدها مٌحق بتلك الكلمات .

أجابتهٌ سٌهير بنبرة ممزوجة بالحزن والخجل معاً:

_أنا مكنتش أقصد إللي فهمته ده ،

أنا كل إللي كنت أقصده إني أخفف عن بنتي وأولادها في حالة الحزن إللي بيعيشوها هناك ،

أنا ماقولتلهاش تعالي نسهر في  “Night Club” ونرقص يا سالم بيه !

ثم وقفت غاضبة وتحركت سريعً بإتجاه غٌرفتها .

تجعدت ملامح وجه مليكة بحزن وأردفت خجلاً:

_ حضرتك أحرجت ماما أوي يا بابا، ماما أكيد مكانتش تقصد تقلل من الوضع إللي ياسين فيه وخصوصاً إنها بتعزه بجد وحقيقي زعلت جداً علي إللي حصل له .

تنهد سالم بأسي وأردف قائلاً بنبرة حزينة :

_ وأنا مكانش قصدي أحرجها أو أضايقها يا بنتي، بس أنا بجد إتصدمت من كلامها، سٌهير طول عمرها بنت ناس وست بتفهم في الأصول وتراعي شعور الناس كويس

وأستطرد مفسراً:

_ الناس يقولوا علينا إيه يا مليكة، سايبة جوزها مرمي في المستشفي وخارجة تتفسح ولا علي بالها !

أمسكت يد والدها بترجي وتحدثت :

_طب مٌمكن علشان خاطري تدخل تراضيها قبل ماتنزل علشان ما أمشيش وأنا متضايقة علشانها.

إبتسم لها وربت علي يدها بحنان قائلاً:

_وإنتي فكراني هنزل من غير ما أصالحها، دي سٌهير يا بنت، حب العمر كله .

إبتسمت برقة وتحدثت قائلة بإحترام :

_ربنا يخليكم لبعض ولينا يا حبيبي

دلف سالم لزوجته، أما مليكة فتنهدت براحة وأبتسمت عندما تذكرت ليلتها السابقة مع ياسين وكيف كان حنون معها وكيف سعدت هي من تقربها الشديد له ، وكيف واجه إعترافها بحبه، تنهدت من جديد وأبتسمت بسعادة .

أخرجها من شرودها صوت شريف المتعجب :

_ هو إللي أنا شايفه قدامي ده حقيقي  !

معقولة مليكة أختي بتبتسم كده عادي زي البني أدمين الطبيعية!

إقشعرت ملامحها بحزن مٌصتنع قائلة:

_ مٌتشكرة جدا يا سي شريف علي اللفتة العظيمة دي .

ضحك شريف وتحدث بدعابة:

_أي خدمه يا باشا.

جلس بمقابلها وسألها بإستفسار:

_إيه الهدوء الغير مبشر بالمرة ده، فين سالم بيه عثمان والليدي سٌهير ؟

أجابتهٌ بهدوء وهي تهمس له:

_سالم بيه عثمان مزعل الليدي سٌهير ودخل علشان يصالحها .

إبتسم لها وتحدث:

_ علي الصبح كدة، علي العموم ملناش دعوة بحد خلينا في حالنا

وأستطرد متسائلاً:

_ هاا، قولي لي بقي أخبارك إيه ، وياسين أخبار صحته إيه؟

أجابته وهي ترفع كتفيها بعدم معرفة:

_أنا وزي ما أنتَ شايف، وياسين بيقولوا بقي كويس الحمدلله، وكلها كام يوم ويخرج من المستشفي .

رمقها بنظرة مٌتسائلة بإستغراب:

_ بيقولوا !

ليه ؟ هو إنتي مروحتيش زورتيه في المستشفي؟

تهربت بعيناها منه وهي تتناول حبة زيتون بفمها وأجابته مدعية البرود:

_لسه، إحتمال أروح النهاردة،  ماما ثريا كانت قالت لي قبل ماأجي هنا إن عمو عز هياخد لي إذن بالزيارة النهاردة

وأكملت بتفسير:

_إنت عارف إن الوضع حساس ومش أي حد بيعرف يزوره، ده بابا وماما زاروه بأعجوبة.

سألها بإستفسار وهو ينظر داخل عيناها بإهتمام:

_مليكة، هو أنتي وياسين ايه نظامكم مع بعض، يعني لسه علي إتفاقكم القديم وكده ؟

إبتلعت لٌعابها وتحدثت بإرتباك باعدة نظرها عنه بتهرب:

_وايه إللي هيتغير مثلاً علشان أغير إتفاقي معاه ؟

أجابها بذكاء:

_يعني، أصل قولت لنفسي قربكم من بعض ونومكم في نفس الأوضة مٌمكن يقرب بينكم ويديكم فرصة ،

وكمان بصراحة كده بشوف نظرات إهتمام وحب من ياسين ليكي في كل مره بشوفكم فيها مع بعض .

تحدثت بتهرب مٌغيرةً مجري الحديث:

_هو أنت بجد هتغير الإذاعة إللي إنتَ مٌتعاقد معاها؟

ماما قالت لي كده إمبارح وإحنا بنتكلم .

إبتسم لها بحنان وشعر أنها تتهرب من سؤاله فاحترم رغبتها وأٌغلق الحديث في تلك المسألة وأكملا حديثهما في تلك النقطة

وبعد مده خرج والديهما مٌتشابكين الأيدي وعلي وجههما إبتسامة رضا مما أسعد مليكة كثيراً وأطمئنت علي والدتها قبل المغادرة

◇◇◇◇¤◇◇◇◇

رجعت مليكة لمنزلها وجدتهٌ خالي من الجميع أخبرتها مني بأن ثريا تنتظرها ب منزل سيادة اللواء ذهبت لتري و لتطمئن علي أطفالها والجميع

وجدت عز بإنتظارها وبمجرد رؤيتها تحدث:

_ يلا يا مليكة بسرعة إجهزي علشان هتروحي معانا لياسين، أنا أخدت لك إذن بالزيارة النهاردة .

إنتفضت ليالي بغضب لما إستمعته من عز أثناء نزولها الدرج وأستعدادها لزيارة ياسين

وتحدثت محاولة مٌداراة ما بداخلها من غضب:

_ سيب مليكة علي راحتها يا عمو، مش يمكن مش حابة تروح، وكمان كده العدد هيبقي كتير وممكن ياسين يتضايق

واسترسلت مفسرة حديثها:

_حضرتك عارف إن ياسين بيتخنق من الزحمة والعدد الكبير  .

تحدث عز مٌوجهاً حديثهٌ إلي مليكة مٌتجاهلاً ليالي عن قصد :

_يلا يا مليكة كده هنتأخر .

إبتسمت له وتحدثت بطاعة:

_أنا جاهزة حضرتك ممكن نتحرك حالاً لو تحب .

زفرت ليالي بضيق ثم أحالت ببصرها إلي منال التي مطت شفتاها بقلة حيلة وهبت واقفة تستعد للخروج .

قبلت مليكة صغيريها ووجهت حديثها إلي ثريا:

_هو حضرتك مش جاية معانا يا ماما ؟

أجابتها ثريا بنفي:

_ لا يا مليكة، إنتي ويسرا إللي هتروحوا النهاردة وأنا هقعد مع الأولاد .

بعد مدة وصل الجميع إلي المشفي، دلفت من باب الغرفة تحت أنظار ذلك العاشق الولهان إقتربت مليكة من ياسين مدت يدها وتحدثت بوجهٍ بشوش:

_ حمدالله علي سلامتك يا ياسين .

تلمس يدها بنعومة وضغط عليها برقة أذابتها وأذابته ونظر لها بهيام لم يستطع مٌداراته عن تلك العيون المراقبة له وتحدث:

_الله يسلمك يا مليكة

سحبت يدها من بين يده بخجل وذهبت لتجلس فوق مقعد جانبياً مٌبتعدة عنه قليلاً .

إقترب عز ومال علي أٌذن ياسين هامساً له:

_ أي خدمة مع إنك ما جبتليش سيرة عن لقاء عشاق أخر الليل إللي حصل امبارح، لكن أنا طلعت أكرم وأجدع منك وجبتها لك تاني النهاردة علشان تكمل وصلة الغرام .

إبتسم ياسين بوهن وتحدث مستسلماً :

_ هو مفيش حاجة بتعدي من تحت إديك خالص يا باشا .

أجابهٌ عز بتفاخر:

_عيب عليك يلا ده أنا عز المغربي .

وضحكا إثنتيهم برجولة تحت أنظار منال وليالي المٌستشاطتان .

تحدثت يسرا بحب أخوي :

_يلا بقي يا ياسين شد حيلك علشان تنور بيتك الدنيا كلها وحشة من غيرك يا حبيبي .

إبتسم لها ياسين وأجابها :

_أنا لو عليا يا يسرا عاوز أروح معاكم حالاً، أنا أصلاً مخنوق من جو المستشفي وبجد وحشني البيت أوي وكل إللي فيه وحشوني

وهنا نظر إلي مليكة التي شعرت برعشة تسري بكامل جسدها من نظرة عيناه المٌهلكة لحصونها أمالت ببصرها للأسفل كي تتجنب النظر له ورضوخها لسحر عيناه وفضحها أمامهم جميعاً .

بدأت النار تشتعل داخل صدر ليالي لما رأتهٌ من نظرات عشق ولهفة داخل أعين زوجها لغريمتها مليكة .

تمالكت من كتمان غيظها وتقربت منه وجلست بجانبه علي التخت بدلال مٌمسكة بيدهٌ تتحسسها بولهْ ،

أحال ببصره إلي تلك الجالسة بعيداً وجد صدرها يعلو ويهبط من شدة غيرتها

نظرت له نظرة ممزوجة بالحزن والعتاب ثم أشاحت بنظرها بعيداً عنه بضيق

أرجع رأسه للخلف وتنهد بأسي ثم تحدث موجهاً حديثه إلي ليالي:

_ قومي يا ليالي من فضلك واندهي لي حمزة، الولد وحشني وعاوز أخده في حضني شوية

نظرت له بحزن وتحدثت:

_ للدرجة دي مش طايق قربي منك يا ياسين ؟

تحدث بضيق وعدم صبر:

_ ليالي، أنا تعبان ومش حمل مناهدة، قولت لك قومي وأندهي الولد  .

وقفت بإحراج والغل يتأكلها ولكنها تحدثت بوجه سعيد كاذب حفاظاً علي ماءٍ وجهها:

_حمزه، تعالَ يا حبيبي بابي عاوز ياخدك في حضنه  .

إبتسمت سيلا وأسرعت بإتجاه أبيها هي الأخري بسعادة أخذها ياسين بين أحضانه وقبل رأسها هي وحمزة ونظر إلي تلك الجميلة وأبتسم حين وجدها تبتسم له برضا وسعادة لم تستطع تخبأتها داخل قلبها السعيد .

كانت هناك من تراقبهم وداخلها يستشيط غضباً ولكنها فضلت الصمت حفاظاً  علي كرامتها وكبريائها ، وأيضاً بماذا ستشتكي أو تلوم فهي أيضاً زوجته وليس هذا مكان ولا توقيت تلك المشاحنات .

بعد مدة إستئذن الجميع ورحلوا تاركين طارق بصحبة  ياسين .

◇◇◇◇¤◇◇◇◇

دلفتا مليكة ويسرا إلي المنزل وجدا أمامهم حسن وزوجته وإبنته جميلة الشكل والروح “عَلياء ”

أسرعت مليكة بإحتضان علياء وتحدثت:

_معقولة، ده إيه المفاجأة الحلوة دي ؟

تحدثت ثريا بابتسامة عريضة:

_شٌفتي يا مليكة البيت زاد نوره إزاي .

إبتسمت لها مليكة وتحدثت:

_مش بس البيت يا ماما اللي نور، دي إسكندرية كلها والله .

تحدثت يسرا وهي تحتضن خَالها بسعادة:

_وحشتني يا حبيبي، ليه مقولتش إنكم جايين كنا إستقبلناكم في المطار ؟

أجابها حسن ببشاشة وجه:

_محبناش نتعبكم يا حبيبتي،  إحنا عارفين إن عز وطارق مشغولين مع ياسين في المستشفي، كمان عمك عبدالرحمن ووليد بيتابعوا الشركة وشغل العيلة، وبعدين هو أحنا أغراب علشان نستني إللي يستقبلنا .

تحدثت إبتسام وهي تحتضن مليكة بحب:

_ ألف سلامة علي سيادة العقيد يا مليكة والله زعلت جداً علشانه

أجابتها بأسي:

_الحمدلله يا طنط، قدر الله وماشاء فعل ،

وتسائلت:

_ لكن إنتوا عرفتوا إزاي  ؟

أجابها حسن:

_  ده الفيديو وأخبار الحادثة مالية مواقع التواصل الإجتماعي والتلفزيون كله يا مليكة .

تنهدت بألم وتحدثت:

_عند حضرتك حق يا عمو، الحمدلله علي السراء والضراء .

أمسكت يد علياء وتحدثت:

_ الأستاذة عَالية جت ووصلت خلاص، بيتهيئ لي سيادتك دراستك معظمها أون لاين يعني هتقعدي معانا أسبوعين تلاتة، وعلي فكرة مش هنقبل أي أعذار .

رفعت يداها لأعلي بإستسلام وتحدثت بدعابة:

_والله أنا لو عليا معنديش أي مانع حضرتك، المهم تقدري تقنعي حضرة الباشمهندس وحرمه .

نظرت لها والدتها بتعجب وتحدثت:

_ بقي كده يا عاليا ،بتبعيني علني كده، طب مين هيعمل معايا شغل البيت ويساعدني في طلبات إخواتك إللي ما بتخلصش .

نظرت لها ثريا وقالت:

_سبيها علشان خاطري يا بسمة، أهي تقعد معانا كام يوم منه تغير جو ومنه أشبع منها شوية .

تحدث حسن:

_  خلاص يا بسمة سبيها وياستي لو علي شغل البيت أنا والولاد هنساعدك .

جرت عَاليا بإندفاع وتعلقت بعنق أباها وهي تحتضنه بسعادة وتهلل بمرح:

_فليعيش الباشمهندس حسن ياا، يعيش يعيش يعيش .

تسائلت مليكة:

_أومال رؤوف وإسلام فين يا طنط بسمة؟

أجابتها إبتسام:

_ إنتي عارفة جامعة رؤوف قد إيه صعبه يا مليكة، ده مبيقدرش يغيب يوم واحد عنها وإسلام عنده دروس مهمة الفترة دي، ثانوية عامة بقي، إن شاء الله أول ما السنة الدراسية تخلص هنيجي كلنا نقعد معاكم إسبوع .

تحدثت يسرا بسعادة:

_هتنورونا وتنوروا إسكندرية كلها يا طنط، بس إسبوع قليل جدا  .

إبتسمت بسمة وتحدثت:

_طب يارب الباشمهندس يوافق علي الإسبوع .

بعد مدة ذهب حسن وزوجته وثريا لمنزل عز ليستفسروا عن حال ياسين والجميع ويؤازروا عز وزوجته في محنتهما الصعبة تلك، وبعد مدة ذهب حسن وزوجته وثريا بصحبة عز لزيارة ياسين بالمشفي للإطمئنان عليه .

______________________________

ليلاً

دلفت ليالي إلي منزل رائف تسأل عن مليكة أخبرتها ثريا أنها صعدت بالأعلي لتنال حماماً دافئاً

إستأذنت وصعدت لها وبعد طرقات الإستئذان علي الباب دلفت وجدتها إنتهت من حمامها حيث كانت تقف أمام مرأتها تمشط شعرها .

إستغربت مليكة دلوف ليالي إلي غرفتها الخاصة حيث أنها لم تأتي لها إلا مرات معدودة علي الأصابع !

تحدثت مليكة بترحاب:

_أهلا يا ليالي نورتي، إتفضلي .

دلفت ليالي تتطلع إلي الجناح بكبرياء وهي تتلفت حولها، ونظرت إلي الأريكة وتحدثت:

_كل حاجة في الجناح لسه زي ما هيا حتي صورك مع رائف

ثم نظرت لها وتحدثت بترقب:

_ وده ملوش عندي غير تفسير واحد يا مليكة ، وهو إنك لسه مٌخلصة لجوزك الله يرحمه ولسه مكانته في قلبك زي ما هيا، ولا إيه ؟

إبتلعت مليكة لٌعابها ورفعت شعرها وثبتتهٌ للأعلي وأجابتها بصدق:

_مش رائف الله يرحمه الراجل إللي يعدي مرور الكرام في حياة مراته، وخصوصاً إنه كان بيحبني وعايش حياته ليا ولأولادي علشان كده أنا عمري ما هقدر أنساه ولا أعتبره مرحلة في حياتي وعدت .

كانت تتحدث بصدق وقلبٍ موجوع حقاً هي أحبت ياسين بل وعشقته لكن أيضاً رائف كان أول رجل دلف إلي حياتها وعاشت معه أجمل سنين بعمرها فكيف لها أن تنساه ؟

سيبقي ذكري عطرة داخل قلبها الوفي .

تحدثت ليالي وهي تتنهد بأسي:

_يا بختك يا مليكة، حاجة حلوة جداً إن الراجل يبقي مخلص لمراته ويبقي مكتفي بيها عن باقي ستات العالم

ثم تحدثت بحديث ذات مغزي:

_تعرفي إني عمري ما كٌنت الست الوحيدة في حياة ياسين ؟

نظرت لها بإستغراب وعيون تائهة ،

أكملت ليالي بلؤم:

_ما تستغربيش أوي كده، للأسف ياسين عرف ونام مع ستات بعدد شعر راسه، أه كانوا كلهم في إطار الحلال والجواز العرفي، لكن في الأول وفي الآخر دي إسمها طفاسة وخيانة من راجل عينه زايغة ما يملهاش غير التراب ،

إبتلعت غَصة مريرة وهي تستمع إلي تلك الكلمات المريرة التي أشعلت النار داخل صدرها وتحدثت بتساؤل وأستغراب:

_وإنتي إزاي قابله علي نفسك كل ده وعارفة وساكتة كده عادي ؟

تحدثت بغرور أنثي:

_ علشان عارفة إنه هيلف يلف ويرجع لي في الأخر ،

زي كده المراهق الجديد إللي بيبدأ يخرج مع أصحابه ويسيب أكل مامته النضيف ويروح يرمرم من الشارع

وهو من جواه عارف ومتأكد إن مفيش زي أكل مامته لا في طعامته ولا نضافته، ويرجع أخر الليل بعد يوم طويل يبوس إيديها ويطلب ياكل من طبقها النضيف

إبتلعت لٌعابها لعلمها أن حديث ليالي ليس إلا رسائل موجهة إليها

نظرت لها ودارت حولها بكبرياء وتحدثت بوضوح:

_أنا عارفه ومتأكدة إن ياسين حاول يقرب منك كتير، ومتأكدة كمان إنه مش هييأس وهيحاول أكتر وأكتر

واسترسلت بدهاء:

_لكن كمان أنا واثقة من ذكائك وعارفة إنك لا يٌمكن تسلمي نفسك لراجل مش شايفك أكتر من نزوة وهتروح زهوتها بمجرد ما يطول منها إللي هو عاوزه

وأكملت بإهانة غير مباشرة:

_زي الستات إللي اتجوزهم عرفي بالظبط،

كان بياخد إللي عاوزة منهم ويرميهم في أقرب باسكت زبالة

وأكملت بإشمئزاز:

_حاجة كده زي كلينكس إستعمله ومبقاش له لازمة بالنسبة له .

إحتدت ملامح مليكة ونظرت لها بغضب وتعالت حدة صوتها قائلة:

_ملوش لازمة تلقيح الكلام ده يا ليالي،لان لا أنا زي الستات إللي حضرتك عارفة إنه بيروح لهم ومع ذلك راضية وراضخة ومٌستسلمة بكل مهانة

ولا أنا مجرد ورقة عرفي في حياة ياسين

وأكملت بحدة ودفاع:

_أنا زوجة شرعية بمعرفة العيله وإسكندرية كلها يا مدام، ومش هسمح لك تكلميني بالطريقة المهينة دي وتشبهيني بشوية ستات ساقطة في حياة المحترم جوزك .

نطقت ليالي بتعالي وغرور:

_ جوازة شرعية لكن صورية يا مليكة

وأستطردت وهي تُشير لها بسبابتها:

_ إوعي تنسي إن ده كان شرط موافقتي علي جواز ياسين منك .

أجابتها مليكة بنبرة حادة وقوة:

_إنتي إللي ناسية إنه كان شرطي قبل منك يا مدام .

خفضت ليالي من نبرة صوتها في محاولة منها لإمتصاص غضب مليكة التي ولأول مرة تراه وتري تغيرها الكبير هذا :

_طبعاً فاكره ومش ناسية يا حبيبتي، وعارفة وواثقة في حبك وولائك لذكري جوزك الله يرحمه ،

أنا بس حبيت أنبهك وخصوصاً بعد ما لاحظت أن ياسين بيحاول يتقرب منك وبيحوم حواليكي، قولت أوضح لك الأمور بشكلها الصحيح وعليكي إنك تختاري .

رفعت مليكه وجهها بكبرياء وتحدثت بضيق:

_متشكرة علي نصيحتك ولو إني مش محتجاها

وأكملت وهي تُشير بكف يدها نحو الباب:

_ولو خلصتي كلامك ياريت تتفضلي علشان ننزل مع بعض، عمو حسن ومراته تحت مستنيني ولسه متعشوش، أظن ميصحش نسيبهم ينتظروا أكتر من كده  .

تحدثت ليالي بابتسامة خبيثة:

_شكلك زعلتي من كلامي وده مكنش المقصود خالص  من حوارنا

أنا كل إللي كنت أقصده إني أنبهك لغلطة مٌمكن بسهولة تٌقعي فيها،

وأكملت مٌبتسمة بخبث:

_وعلي العموم لو زعلتي أنا بسحب كلامي كله وأعتبريني مقلتهوش من الأساس

تحركت بإتجاهها وأمسكت يدها في محاولة منها لإمتصاص غضبها وتحدثت :

_يلا بينا ننزل علشان الضيوف  .

◇◇◇◇¤◇◇◇◇

كان عز يجلس داخل بهو منزلهِ، دلف عبدالرحمن ووليد جلسا بجانبهِ ليطمأنوا منه علي حالة ياسين

وبعد مدة

تحدث عز ناظراً إلي وليد :

_أنا خليت طارق يعمل لك دراسة جدوي لمكتب المحاسبات إللي قولت لأبوك عنه يا وليد، وأول ما ياسين يخرج بالسلامة هخلي طارق يظبط لك الموظفين وتبدأ شغل في مكتبك من أول الشهر إن شاء الله .

تحدث وليد بسعادة بالغة:

_بس ده كتير أوي يا عمي، معقولة هتديني مشروع زي ده ليا لوحدي؟

تحدث عبدالرحمن بإمتنان:

_كتير اللي بتعمله ده يا عز

تحدث عز مٌبتسماً بحب:

_ مفيش حاجة تكتر عليك يا حبيبي، وبعدين أنا بعتبر وليد واحد من ولادي  وراحته ومستقبله يهموني زي ما يهموك بالظبط ،

ثم نظر إلي وليد وتحدث:

_إتشطر إنت بس وعاوز أشوف المكتب ده من أكبر مكاتب المحاسبة ف إسكندرية كلها.

تحدث وليد بإمتنان وشكر:

_ متشكر أوي يا عمي وربنا يقدرني وأكون عند حسن ظنك فيا إن شاء الله .

ربت عبدالرحمن بحب علي كتف أخيه وتحدث:

_ربنا يخليك ليا يا عز ويقوم لك ياسين بالسلامة ان شاء الله .

إبتسم له عز وأمنَ علي حديثه .

___________________________

بعد وجبة العشاء

قضت مليكة سهرتها مع حسن وزوجته الجميلة في تشتت من حديث تلك الليالي  وبعد وقتٍ طويل صعد الجميع غرفهم لينالوا قسطاً من الراحة بعد يوم شاق

كانت تتحرك داخل غرفتها بغضب وتفرك يديها من شدة الضيق وهي تهاتف صديقتها سلمي مٌتحدثة:

_أهدي إزاي يا سلمي بعد كل إللي قولتهولك ده معقولة ياسين يكون بالقذارة دي كلها وأنا ما أعرفش !

أنا هتجنن من وقت ما سمعت الكلام ده منها ومش عارفة أتصرف إزاي؟

أجابتها سلمي عبر الهاتف:

_إهدي يا مليكة ومتتهوريش في ردة فعلك

وأسترسلت بتشكيك:

_ مش يمكن ليالي بتكذب عليكي علشان تكرهك في ياسين ؟

هتفت مليكة بحدة:

_بتطلبي مني أهدي، طب إزاي وأنا جوايا نار مش قادرة أتحملها، نار بتحرق كل جوارحي

وأكملت بغيرة :

_كل ما أتخيل إنه ممكن يكون حصل حاجة بينه وبين كمية الستات إللي حكت عنهم ليالي بحس قد أيه هو شخص شهواني رخيص،

وكمان بحس إني فعلاً مٌمكن أكون بالنسبة له مجرد جسد مش أكتر .

كادت سلمي أن تتحدث ولكن أوقفتها مليكة وتحدثت وهي تنظر بشاشة هاتفها لذلك الإتصال :

_سلمي طارق بيتصل بيا، هرد عليه أشوف عاوز ايه وأبقي أكلمك

ردت سلمي بتفهم للموقف:

_تمام أنا هقفل وكلميني بعد ماتخلصي معاه .

وأغلقت سلمي ضغطت مليكة زر الأستقبال وأستقبلت مكالمة طارق وتحدثت بجدية:

_أيوه يا طارق .

إستمعت لصوتٍ عاشق ، تعرفهٌا جيداً تلك النبرة الحنون الخاصة بها هي وفقط:

_ أنا ياسين يا قلبي

إصابتها حالة من عدم التوازن في المشاعر، شعور بالفرحة، السعاده، الإشتياق، الغيظ ،الغيرة ، الحزن، الألم ،

تحدثت بصوتٍ بارد بعدما ضغطت علي حالها وأغمضت عيناها تمتص غضبها حتي لا تظهر ما بداخلها من غضب وتٌخرجهٌ علي ذلك المريض:

_ أهلاً يا ياسين .

شعر بغصة داخل حلقه من ردها البارد علي مشاعرهٌ الجياشة

تحدث مٌتلاشياً تلك النبرة علها تندمج معه ويكون هذا البرود مجرد خجل:

_مقدرتش أستني لبكرة علشان أكلمك، قولت لنفسي أكيد إنتي لسه صاحية سهرانة وهيمانة ومشتاقة تسمعي لصوت حبيبك زيي بالظبط .

صمت لثواني ليٌعطيها المجال كي تشرح مشاعرها وتفصح عن ما بداخلها من وله الحب إنتظر ولكن لم يأتهِ الرد .

فسألها بحيرة وأستفسار:

_مالك يا مليكة، هو فيه حد جنبك ؟

أجابتهٌ بضيق لم تستطع مٌداراته:

_مفيش حد جنبي .

أومال مالك:

_ قالها بحدة

أجابتهٌ بنفس الحدة:

_ مفيش قولت لك .

أجابها بتساؤل:

_يعني إيه مفيش، مكانش ده حالك إمبارح لما جيتي لي المستشفي ولا حتي النهاردة ، ايه إللي حصل في الكام ساعه دول غيرك بالشكل ده ؟

أجابته بضيق:

_ قولت لك مفيش حاجه .

صاح عليها بغضب:

_أاااااه، أنا كده فهمت يا مدام .

تحدثت مٌستفهمة بغضب:

_وياتري فهمت إيه بقى إن شاء الله؟

أجابها بصوتٍ مختنق حزين وضعيف:

_مفيش داعي للشرح كل شئ واضح ومش محتاج توضيح، لحد هنا وخلص الكلام يا مدام

وأغلق الهاتف دون أنتظار لباقي كلماتها .

دق بيده السليمه بغضب علي طرف الفراش وأغمضَ عيناه بتألم وبدأ صدره يعلو ويهبط من شدة غضبه،

إستمع لصوت الهاتف نظر بشاشته وجدها هي ضغط علي الهاتف وقطع الإتصال ومازال علي حاله ثم إستمع من جديد لصوت الهاتف أغلقهٌ من جديد وتكرر الإتصال عدة مرات حتي قرر أن يجيبها .

ضغط علي زر الإجابة مٌجيباً بإنفعال شديد وصوتٍ غاضب:

_بتتصلي ليه تاني ؟

مش خلاص عملتي اللي إنتِ عاوزاه زي كل مرة ،

جيتي وشاورتي بصباعك للأهبل وأول ما جري وريل عليكي وادلق زي الجردل رجعتي علشان تكرري اللي عملتيه قبل كده

وأكمل ساخراً:

_فهمتها لوحدي يا مدام، مش لازم تقوليها لي في وشي وتعرفيني قد أيه أنا راجل معندوش كرامة وإن سيادتك ملقتيش فيا الراجل إللي يستاهل تتنازلي وتتشرفي وتحبيه وتنسي بيه راجل حياتك الأول والأخير رائف بيه ،

وأكملَ بتساؤل ساخر:

_ها،  إيه رأيك فيا، مش طلعت نبيه وفهمتها لوحدي بردو .

كانت تستمع له بقلبٍ مفطور وعيون مٌشتعلة وتحدثت بحدة:

_ خلاص، خلصت كل كلامك ،زعقت وغضبت وخرجت كل غضبك من كلام ملوش وجود غير في دماغك وبس ؟

تحدث بتحدي وغضب:

_ملوش وجود غير في دماغي وبس،طب ما تتفضلي وتعرفيني الكلام الصح إللي تقصده دماغ سعادتك .

تنهدت بألم وتحدثت بحزن:

_بلاش يا ياسين، كلامي هيزعلك وهيتعبك وأنت مش ناقص، بعدين نبقى نتكلم .

صاح بها بغضب أرعبها :

_لو مقولتيش وحالاً إيه إللي غيرك بالشكل ده يبقي تنسي إن يحصل بينا كلام من الأساس بعد كده، يا تتكلمي حالاً يا تنسي أي كلام وأي حاجة حصلت بيني وبينك وللأبد .

تحدثت بحزن:

_إنت بتهددني يا ياسين ؟

أجابها بصياح أرعبها:

_ملللليكه .

دلف طارق سريعً عندما إستمع لصوتهِ ولغضبه قائلاً:

_فيه ايه يا ياسين ،مالك ؟

أشار لهٌ بغضب عارم وتحدث:

_أطلع برة الوقت يا طارق لو سمحت .

أشار لهٌ بإيماء وتفهم وخرجَ سريعً .

أما هي إبتلعت لٌعابها برعب من صياحه ثم تمالكت شجاعتها وتحدثت بجرأة:

_تمام يا ياسين، أنا هتكلم لكن لو أكتشفت إنك كدبت عليا أنا إللي هنسي أي حاجة حصلت بينا وللأبد، فياريت تجاوبني بكل صراحة .

أجابها بثقة ونفاذ صبر:

– أنا سامعك .

أخذت شهيقً وأخرجته ثمَ تحدثت بجرأه:

_ ممكن تقولي أنا أبقي الست رقم كام في لستة حريم سعادتك ؟

تخشب من سؤالها وأغمض عيناه مٌتألماً ولكنه سرعان ما تنهد براحة فبرغم حٌزنه علي ما علمته عنه إلا أنه أرحم بكثير من إحساسه المرير برفضه مٌجدداً وإخراجه من حياتها .

تحدثت بحدة وغضب:

_مستنية أسمع إجابتك يا سيادة العقيد .

أجابها بكل قوة ووضوح:

_ لو بتتكلمي من ناحية النوم والمعاشرة تبقي هتتعبي من العد يا مليكة .

شهقت ووضعت يدها علي فمها وأغمضت عيناها بتألم ونزلت من عيناها دمعة ألم مريرة .

ثم أكمل بصوتٍ هائم عاشق صادق:

_لكن لو هنتكلم من ناحية الحب والعشق، تبقي رقم واحد وبدون منافس، والله العظيم بدون منافس يا مليكة

تحدثت بدموع ساخنة:

_وأنا كده المفروض إني أفرح ولا أحزن

وأكملت بنبرة تشكيكية:

_ثم إيه إللي يأكد لي إن كلامك صح وإني فعلاً مش أكتر من رقم مٌتسلسل من لِستة حريم ياسين باشا المغربي

وأسترسلت بدموع:

_وإن مش زي ما ليالي قالت لي، مجرد نزوة من نزواتك وأول ما تاخد إللي إنتَ عاوزه هتزهق مني وترميني زي إللي قبلي ؟

تحدث بصدق وتساؤل:

_وهو أنا لسه ما أخدتش إللي أنا عاوزه يا مليكة ؟

وأكملَ هائماً:

_وعلي العكس إللي حصل ،

كل ما أشرب من بحر عشقك بعطش وأشتاق أكتر وأكتر

وأكمل بغضب:

_وبعدين إزاي تسمحي لنفسك تقارني بينك وبين أي حد تاني في الكون ده كله ،

وأكمل مهدداً:

_مش مسموح لك يا هانم تقارني نفسك بحد حتي ولو كان الحد ده ليالي نفسها

وأكبر دليل علي كلامي ده إني عرفت عليها ستات بعدد شعر راسي لكن من يوم ما عرفتك وحبيتك وأنا مقربتش من أي ست غير ليالي .

كانت تستمع له بقلبٍ حائر، أتفرح أم تحزن ولكنها حقاً تستشف الصدق من نبرة صوته وعشقهِ الهائل لها الواصل لقلبها عبر الهاتف ،

وأكملَ بحب:

_ أنا من يوم ما حبيتك وعشقت عيونك وأنا حرمت عليا جنس الستات كله، أكتفيت بعشقك عن كل ستات الكون وأختصرتهم فيكي وبقيتي ليا “حوا”

وأستطرد متألمً:

_أنا كنت بدور فيهم عليكي يا مليكة

إبتسمت بألم وتحدثت برجاء ودموع:

_ياسين، إوعا تكون بتكذب عليا إوعا يا ياسين، أنا حبيتك بجد، أوعا تجرح قلبي وتكسره أرجوك .

أجابها بنبرة صوت هائمة :

_عمري ما أقدر أجرحك يا مليكة، سلميلي قلبك وروحك واطمني يا حبيبي، إنتي في إيد ياسين يا قلب ياسين، أنا حاطك جوه قلبي وقافله عليكي لوحدك، كله ليكي لوحدك يا نبض ياسين

أذابها بحديثه وتحدثت بصوتٍ عاشق هائم:

_ بحبك يا ياسين، بحبك

أجابها وهو يبتلع لعابه :

_الله يسامحك يا مليكة ، الله يسامحك علي إللي بتعمليه فيا من إمبارح،

وأكمل بوعيد مٌصطنع:

_بس وحيات مليكة عندي لاخد حقي كامل منك أول ما أقوم علي رجلي وأرجع لك .

ضحكت بإنوثة أهلكت حصونه وتاها معاً من جديد في إحدي جولات عشقهما المٌميز

وبدأوا بإسترسال حديثهما الخاص، حديث العشاق

☆عشق الياسين لمليكة فؤادهْ☆

#إنتهي_البارت

☆#قلوب_حائرة ☆

#بقلمي_روز_آمين

 

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل حاجب الإعلانات لتستطيع تصفح الموقع