رواية قلوب حائرة لروز أمين الفصل الخامس والعشرون
#رواية_قلوب_حائرة
#بقلمي_روز_آمين
🦋 #البارت_الخامس_والعشرون 🦋
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
كانت ليالي ومنال وجيجي تجلسن سوياً داخل منزل ثريا بحضورها هي ويسرا ،
دلفت أيسل تهرول من باب المنزل وهي تبكي مٌمسكة بيدها جهاز اللاب توب الخاص بها قائلة بصراخ:
_ماااامي
إلتفتنْ إليها جميعٌهنْ بهلع ثم تحركنْ كٌلهنْ علي عجل
وتحدثت منال بنبرة قلقة:
_ مالك يا سيلا فيه أيه ؟
تحدثت الفتاة بدموع والرعب والفزع يكسوان ملامحها:
_ فيه راجل مغطي وشه منزل فيديو وجايب صورة بابي وبيقول إنهم قتلوه ، الفيديو مالي الإنترنت كله يا نانا !
صاحت منال بهلع ظهرَ علي ملامِحها:
_ بتقولي ايييييه إسكتي يا سيلا متقوليش كده بابي أكيد بخير !
تحدثت ثريا بتعقل وهي ترتجف من فكرة خسارتها لياسين هو الأخر:
_ إهدي يا منال واتصلي بسيادة اللوا نفهم منه الأول دول جماعات تكفيرية وأكيد بيكدبوا .
تحدثت ليالي بصراخ:
_ أتصلي بسرعة بعمو يا طنط لو سمحتي ،
نظرت ثريا إلي منال وجدتها مٌنهاره وجسدها يرتجف فقررت أن تهاتف هي عز لتسأله وبالفعل أمسكت هاتفها وكادت أن تضغط علي الهاتف ،
في تلك الأجواء دلف للداخل طارق وبجواره مليكة بعيونها المٌنتفخة وحالتها المٌزرية قد وجدها بطريقه وهو قادم إلي المنزل ليٌطمئنهم مثلما طلب منهٌ والده
تحدث طارق بصوتٍ واثق وهادئ:
_مفيش داعي تتصلي ب بابا يا عمتي
هرولت جميع النساء إليه وأمسكتهٌ منال من تلابيبه بدموع وتحدثت بطريقة هيستيرية:
_أخوك جراله ايه يا طارق؟ إتكلم وقولي إن أخوك بخير والكلام ده كدب ومجرد إشاعه .
أمسكها من كتفها واحتضنها برعاية وحدثها بهدوء:
_إهدي يا حبيبتي ياسين بخير ومفيهوش أي حاجة صدقيني .
خرجت من بين أحضانه وتحدثت وهي تتلفت حولها بلهفة:
_طب لما هو كويس فعلاً مجاش معاك ليه؟
تحدثت ليالي بدموع وألم:
_فين ياسين يا طارق قولي الحقيقة أرجوك ياسين جراله حاجة ؟
تحدث طارق بجدية:
_ والله العظيم ياسين بخير هو بس أخد طلقه في كتفه وأخدوه المستشفي وخرجوها وهو دلوقتي حالته مٌستقرة و كويسة جداً .
لطمت منال خديها وتحدثت :
_طلقة أخوك مضروب بالرصاص وتقولي كويس يلا حالاً وديني عند أخوك أشوفه بعيني وأطمن عليه .
تحدثت ثريا وهي مٌمسكة بذراع منال:
_إهدي يا منال أكيد هتشوفيه وتطمني عليه وأنت يا طارق يلا وصلنا عند أخوك علشان نتطمن .
أجابها طارق بهدوء:
_للأسف مش هينفع يا عمتي الموضوع سري للغاية والجماعات إللي ضربوه فاكرينه لاقدر الله أتوفي وعندنا أوامر إن مفيش مخلوق يعرف الكلام ده لحد ما المخابرات تقرر هي هتعمل أيه .
كانت تستمع لهم وقلبها ينزف دماً علي حبيبها الراقد بين الحياة والموت وعيونها تزرف الدمع بغزارة .
تحدثت يسرا من بين دموعها وهي تنظر إلي مليكة:
_وإنتي يا مليكة إتأخرتي كده ليه، أنا بتصل عليكي من بدري مبترديش ليه وإتقابلتي مع طارق إزاي ثم ايه حالتك دي ؟
نظر إليها طارق ثم ذهب إليها وأمسك يدها وأجلسها بإهتمام وهو يتحدث:
_مليكة كانت راجعة وشافت عربية ياسين في طريقها نزلت تسأل ظابط الأمن وتطمن علي ياسين أنا شفت عربيتها راكنة وأنا جاي ووقفت جبتها معايا وطمنتها .
جرت عليها ليالي وتحدثت بلهفة:
_هي الحادثه كانت في طريقك وإنتي راجعة يا مليكة طب هي العربية متفجرة فعلاً زي ما بيقولوا كده في الفيديو ؟
طمنيني يا مليكة من فضلك .
كانت تهز مليكة ومليكة في عالمها الخاص قلبٍ نازف وجسدٍ هازل وعيونٍ باكية.
كادت أن تتحدث
أسكتها دخول تلك الثائرة الناقمة عليها:
_إرتاحتي إرتاحتي يا مليكة لكن إزاي شكلك كده مش هترتاحي غير لما تجيبي أجل شباب العيلة كلهم واحد ورا التاني وشك شؤم علينا من يوم دخولك العيلة موتي رائف وبعده ياسين ارتااااحتي ؟
كانت تستمع لها وهي تنكمش علي حالها وترتجف بجلستها ودموعها تنهمر فوق وجنتيها ربتت علي كتفها جيجي وأمسكت يدها لتٌطمئنها وهي تري ساقيها تهتزتان برعب وهلع .
رمقها طارق بغضب وتحدث بحدة:
_ماتخرسي شوية يا أختي،ايه ماسورة زفت واتفتحت في وشنا ياسين بخير ،
ياريت بقى تبطلي ندبك ده وتوفري تولويلك لحاجه تانية ولا أنتي ما صدقتي مٌصيبة وعاوزة تشبعي فيها لطم
تحدث محمد زوجها الذي أتي بصحبتها بخيبة أمل:
_يعني ياسين بيه كويس ؟
تحدثَ طارق وهو يجلس مٌتنهداً بتعب وإرهاق :
_الحمدلله هو بخير
وأكمل بتحذير وهو ينظر إلي محمد ونرمين ويشير لهما بسبابتهْ:
_لكن الكلام ده مايطلعش بره الدايرة دي وإلا ورحمة رائف أسلمكم تسليم أهالي للمخابرات أنا بقولكم علشان أطمنكم لكن الموضوع سري لحد ما المخابرات بنفسها تعلن عنه.
تحدثت منال من بين شهقاتها:
_طب يلا بسرعة وديني عند أخوك أطمن عليه .
نظر لها طارق مٌتعجباً:
_أوديكي فين يا ماما بقولك الموضوع سري والمخابرات لسه ماأعلنتش علشان أمان ياسين تقوليلي وديني !
وبعدين أوديكي فين إذا كٌنت أنا نفسي معرفش هو في أنهي مستشفي ؟
وأكملَ مٌطمئناً إياها:
_ وبعدين يا حبيبتي بابا معاه متقلقيش هو كلمني وطمني وخلاني أجي أقولكم علشان ماتقلقوش وبعدها قفل تلفونه
وتحدثَ بتذكير:
_أه وياريت كمان تقفلوا تليفوناتكم علشان محدش يتصل بيكم وتضروا تجاوبوا ولا تتلغبطوا لحد ما نشوف أيه إللي هيحصل وان شاء الله يعلنوا بسرعة عن الموضوع ونرتاح من القلق ده .
تحدثت ثريا برجاء:
_طب إتصلنا ب أبوك يا ابني نطمن منه وبالمرة مامتك تطمن بنفسها ولو ينفع تكلم أخوك وتسمع صوته علشان بس قلبها يرتاح .
نظر طارق لزوجة عمهِ وتحدثَ:
_ياسين نايم يا عمتي هما مديينه حقنة منومة علشان يهدي أعصابه وكمان علشان الإصابة إللي في كتفه متألمهوش وبعدين ماأنا لسه قايل إن بابا قفل تليفونه علشان إللي بيتصلوا بيه يسألوا علي ياسين .
صاحت ليالي وتحدثت ببكاء مرير:
_إنت بتكدب يا طارق ياسين حالته خطيرة وأنتَ مش راضي تقولنا علشان منقلقش .
هٌنا صرخت أيسل وتحدثت ببكاء:
_أنا مليش دعوة بكل الكلام إللي حضرتك بتقوله ده يا عمو أنا عاوزة أشوف بابي وحااااالاً
إنتبه الجميع لوجودها وبكائها الصامت المرير الذي يٌدمي القلوب .
جري عليها طارق إلتقطها وأدخلها داخل أحضانه بحنان وتحدث:
_إهدي يا قلبي بابي كويس جداً والله وصدقيني أول ما يسمحو لنا بالزيارة إنتي هتكوني أول شخص يدخله ويشوفه .
كانت تنتفض من شدة بكائها داخل أحضان طارق وأمائت له بموافقة دون حديث .
أخذتها يسرا من بين أحضان طارق وأجلستها بجانبها وأحتضنتها قائلة بحنان:
_ما تعيطيش يا قلبي بابي كويس وإن شاء الله بكرة أو بعده بالكتير وهيبقي هنا في وسطنا .
تحدثت ايسل من بين شهقاتها:
_يارب يا عمتو .
تحدثت جيجي:
_ياسين راجل قوي وإن شاء الله هيجتاز تعبه ويبقي أحسن ياريت كلنا ندعيله بدل العياط إللي مش هيفيده بحاجة غير إنه هيتعبكم ويأثر عليكم بالسلب .
نظرت ثريا علي تلك المٌنكمشة علي حالها تبكي بصمتٍ رهيب وتحدثت:
_مليكة إنتي كويسة يا حبيبتي ؟
نظرت لها وتحدثت بدموع:
_ الحمدلله يا ماما أنا كويسة .
نظرت نرمين علي والدتها بغضب من تلك المعاملة والإهتمام لغريمتها .
في ذلك التوقيت أتت “عَلية” وتحدثت وهي تجفف دموعها :
_ستي مليكة الحارس إللي علي البوابة بيقول إن فيه حد بره بيسأل عليكي وبيقول إنه من النيابة العامة .
إبتلعت لٌعابها برعب ووقفت وهي تٌشير بيدها علي حالها:
_ عاوزني أنا ؟
وقف طارق ينظر إلي عَليه قائلاً:
_ أنا هخرج أشوفه عاوز ايه .
تحدثت ثريا بشك:
_فيه ايه يا مليكة ايه إللي يخلي النيابة تبعتلك يا بنتي ؟
نظرت لها منال وتحدثت بحدة:
_ايه إللي تعرفيه إحنا مانعرفهوش يا مليكة ،،إتكلمي ؟
تحدثت ببكاء وأنهيار وبدأت بالصراخ الهيستيري:
_ معرفش معرفش محدش يسألني عن حاجة أنا ماأعرفش حاجة هو كل مصيبة تحصل تسألوني أنا عنها ،
حرام عليكم بقي سيبوني في حالي أنا عمر ما حد فيكم جه وسألني عن حالي
مبتسألونيش غير عن حالكم واللي يخصكم وبس سيبوني في حالي بقي.
دلف طارق نظر إلي مليكة بإستفسار:
_دول طالبينك في المخابرات يا مليكة هي ايه الحكاية هو فيه حاجة حصلت أنا معرفهاش ؟
إرتعبت أوصالها وهي تقول:
_عاوزيني أعمل إيه هناك أنا قولت لوكيل النيابة إللي كان موجود في مكان الحادثة علي كل إللي أعرفه .
تحدثت ليالي بشك:
_ كل إللي تعرفيه !
وهو أنتي تعرفي ايه ؟
تحدثت من بين شهقاتها المريرة وبدأت تقص عليهم ما حدث ثم أكملت:
_هو ده كل إللي حصل وأنا قولت كل إللي عندي يبقي عاوزني تاني ليه ؟
تحدثت ليالي بصياح وغضب:
_ولما أنتي يا هانم عارفة كل ده منطقتيش ليه من ساعة ما جيتي وقاعدة ساكتة ليه؟
دبت منال علي صدرها بهلع:
_يعني إبني كان جوه العربية لما إنفجرت وتقولولي كويس أخوك جراله ايه يا طاااارق قولي يا ابني وريح قلبي،
وأمسكت يدهٌ تسحبهٌ للخارج:
_خدني ووديني حالاً عند أخوك علشان أشوفه بعيني .
تحدثت نرمين بغل وهي تنظر إلي مليكة:
_عاجبك كده يا هانم ولعتيها بكلامك ده ياريتك ياأختي فضلتي ساكتة .
نظرت لها يسرا بغضب وتحدثت بحزم:
_ والله ما فيه حد بيولع الدنيا ويشعللها غيرك إنتي يا نرمين ،
ثم نظرت إلي محمد وتحدثت:
_ماتشوف مراتك وتسكتها يا محمد وياريت تقولها إن ده مش وقت إللي بتعمله ده .
تحدث طارق بحزم وحدة:
_خلاص إنتي وهي مش عاوز أسمع ولا كلمة من واحدة فيكم تاني .
ثم نظر إلي نرمين وتحدث بغضب:
_وإنتي يا ريت تبطلي السم إللي عمالة تبخيه من وقت ما دخلتي ده مش وقته يا ماما ، ها مش وقته !!!
ثم حول وجهه إلي مليكة وتحدث ليٌطمئنها:
_وإنتي يا مليكة يلا علشان أوصلك ومتخافيش أنا مش هسيبك .
بكت برعب وحدثته متوسلة:
_طارق أرجوك أنا مش بحب أروح الأماكن دي ولا برتاحلها خليه هو ييجي هنا يسألني في اللي عاوزه .
طمئنتها ثريا وهي مٌتأثرة بحالتها:
_إهدي يا مليكة إنتي خايفة كده ليه يا حبيبتي ده مجرد سؤال هو أنتي رايحة متهمة لاسمح الله .
تحدثت ليالي بحدة:
_ياعالم يا طنط ايه إللي حصل والهانم مخبياه عننا .
أجابت مليكة بدموع وضعف:
_ والله العظيم ماأعرف غير إللي قولته هنا ولوكيل النيابه .
تحدث طارق بنبرة صوت حازمة:
_ يلا بينا يا مليكة ومتقلقيش أنا هكلم سيادة اللوا عزت صديق بابا وأحنا في الطريق وأخليه يتصل بيهم ويسمحولي أحضر معاكي الإستجواب يلا يا حبيبتي متخافيش أنا معاكي ومش هسيبك .
تحدثت جيجي بحنان:
_إسمعي كلام طارق يا مليكة ومتخافيش وإن شاء الله خير
وصلاها للخارج ثريا ويسرا وجيجي .
◇◇◇◇¤◇◇◇◇
في اليوم التالي .
كان يرقد فوق تخت المشفي بجسدٍ مٌتعب كتفهٌ مٌضمد بالشاش أثر طلقة الرصاص وكدمات بجميع جسده أثر قفزتهِ من السيارة قبل الإنفجار بلحظات ،
كان يقف بجواره والدهٌ ورئيس جهاز المخابرات وبعض الرجال ذات المناصب العالية ،
تحدث رئيس الجهاز:
_ حمدالله علي سلامتك يا سيادة العقيد .
تحدث ياسين بتألٌم وصوتٍ ضعيف:
_الله يسلم سعادتك يا أفندم .
تحدث الرئيس برضا:
_الحمدلله إني كنت واخد إحتيطاتي وممشي وراك عربية حراسة تحرسك من بعيد لإني كنت مٌتأكد إنهم هيحاولوا ينتقموا منك رداً علي عملية المعمورة وبالفعل اللي حسبته لقيته،
ثم نظر لهٌ وتحدث بعملية:
_ أنا عارف إنك تعبان يا ياسين لكن لازم تحكيلنا إللي حصل بالظبط بكل تفاصيله علشان نقدر نوصل للأ ******** دول في أقرب وقت ونجبلك حقك .
تحدثَ ياسين بنبرة صوت حازمة وعيون غاضبة كعيون الصقر:
_بعد إذن سعادتك ياباشا حقي أنا إللي هاخده بإيدي لازم أجبهم بنفسي وأمد إيدي وأخلع كبدهم من مكانه وأنا باصص جوه عنيهم غير كده مش هعرف أرفع عيني ف وش رجالتي وأظن ده ما يرضيش سعادتك ،
فرقَ الرئيس نظراته بين الواقفين ينظرون لياسين بإعجاب ثم هز له رأسهٌ بإيماء وتحدث بفخر:
_كنت هستغرب لو سمعت منك كلام غير ده يا سيادة العقيد وأنا معنديش أي مانع إنك تاخد تارك بنفسك ،
بس الأول إدينا تفاصيل علشان نعرف نوصل لبداية الخيط قبل مايختفي ورجالتك هيراقبوهم ولما تقوم بالسلامة أبقي إنتقم منهم بطريقتك إللي ترضيك .
هز له ياسين رأسهٌ بإحترام وإيماء وبدأ بتذكر ما جري وقصه علي رجال المخابرات
فلاش بااااك
ياسين:
_ بجد يا مليكة بجد إنتي أسفة
كان يستمع لها وعينه علي الطريق وفجأة ظهرت بجانبهِ سيارة ذات زجاج مٌعتِم “فاميه” كانت تقترب منه مٌسرعة ونظر أمامه وجد سيارة أٌخري تتجه في الطريق المٌعاكس ويبدوا أنها تعرف وجهتها جيداً ألا وهي سيارته لا غير .
شعر بريبة حاول الإسراع والإفلات منهم لكنهم كانوا أقرب منه نزل زجاج السيارة المٌعتم وظهر منهٌ شاب مكشوف الوجه وبمهارة عالية وتدريب أطلق من السيارة المجاورة طلقة نارية كانت تتجه نحو القلب مٌباشرةً تفاداها ياسين بأخر لحظة بحركة ذكية وسريعة فاستقرت داخل كَتِفهْ .
بعدها هرولوا بسيارتهم ثم أنتظروا بعيداً جداً بعد إعتقادهم نجاح مٌهمتهم أما الجزء الثاني من المهمة فهو للسيارة المقابلة
هدئ ياسين من سرعتهْ وتحاملَ علي حاله وتحرك بجانب الطريق وسط الأشجار وبحركة سريعة وغير مٌلفتة لم يرها غير سائق السيارة المٌقتربة منه لتنفجر به
ألقي ياسين بنفسه وسط الأشجار بحركة خفية سهلة وسلسة بالنسبةِ لرجٌل مخابرات ذو تدريبات عالية علي تلك المواقف .
وبلحظة أصتدمت السيارتان ببعضهما وحصل إنفجار هائل نتيجة المفرقعات المتواجدة داخل سيارة ذلك الإرهابي المٌنتحر مٌنفذ العملية
تدحرج ياسين مٌحتكاً بالأشجار مما تسببَ بكدمات وجروح بجميع أنجاء جسده علي الفور نزل رجال المراقبة بحذرٍ شديد وأخذوا ياسين وبسرعة البرق إختفوا من المكان .
علي الفور أبلغ أحد الرجال الذي شاهد الحادث ولكنهٌ لم يٌشاهد ياسين الذي قفز من سيارته قبل الإنفجار بعدة مترات ثم أتي رجال الشرطة وبعدها رجال النيابة العامة وأنقلبَ الحال عند الكشف عن هوية صاحب السيارة ،
وأخذا رجلين المراقبه ياسين الذي كان مازال مٌستيقظاً وتعرف علي شخصيتهم إلي مشفي وجههم إليها رئيسهم المسؤل عن مٌهمتهم .
كانت تلك السيارة ذات الزجاج المٌعتم مازالت تنتظر من بعيد حتي رأي الشخص الذي وجه الطلقة سيارة ياسين وهي تتفحم فتهللت أساريره وذهب سريعاً ليبشر أميرهٌ المذعوم بتلكَ البٌشري .
رجوع للوقت الحالي
عز وهو ينظر لفلذة قلبه الراقد يتألم:
_ حمدالله علي سلامتك يا سيادة العقيد الحمدلله إنتَ ربنا كتبلك عمر جديد .
رئيس الجهاز بجدية:
_حمدالله علي السلامة يا بطل يا تري تقدر توصفلنا شكل الراجل اللي أطلق عليك الرصاص ولا نسيبك ترتاح ويبقي الرسام يجيلك وقت تاني؟
أجابهٌ ياسين بتحدي وإصرار:
_أنا راحتي في إن سعادتك تجبلي بداية خيط الكلاب دي في أسرع وقت يا أفندم، وأنا أن شاء الله هخليهم عبرة لمن لا يعتبر وهخلص البلد من شرهم .
أجابهٌ الرئيس بتفاخر:
_هو ده ياسين المغربي إللي أنا أعرفه ،
وأشار للرسام:
_ تعالي يا أحمد وارسم كل تفصيلة هيقولك عليها سيادة العقيد عاوز دقة فاهمني .
في ذلك اليوم خرج المتحدث بإسم الجهاز عبر وسائل الإعلام المرئية ونفي ما أٌشيع عن وفاة ياسين وكذبهٌ وكانت ضربة قاضية لتلك الجماعات الإرهابية الخائنة لبلدها التي تمول من الخارج لزعزعة وأستقرار أمن الوطن والمواطن .
وبهذا ظهر كَذب هؤلاء الحٌقراء أمامَ شٌركائهم الأجانب وأمام العالم أجمع فقد كانت ضربة قاضية في مصداقيتهم وشهد العالم أجمع علي كذبهم وحقارتهم وبهذه الحركة فقد كسبت المخابرات المصرية نقطة عليهم .
◇◇◇◇¤◇◇◇◇
في إحدي الأماكن المٌتطرفة البعيدة
كان ذلك المدعو بالأمير يجول المكان بغضب وهو ينظر بإشمئزاز علي ذلك الواقف بخجل ناظراً للأرض
تحدث ذلكَ المدعو بالأمير بوجهٍ غاضب:
_ألا لعنة الله عليك يا رجل خزاك الله في الدنيا والأخرة
وأكمل بحيرة:
_ ماذا نحنٌ فاعلون الآن بعد أن ضٌربت مِصداقِيتٌنا أمام شركائنا الأجانب؟
كيف سنفسر لهم هذا الخطأ الفادح ؟ أعٌميتْ عيناك حتي أنك لم تري ذلك الفاجر وهو ينفد من الهلاك المٌحتم له !
تحدث الشاب بخزي ومازال ناظراً أرضاً:
_ أستميحٌكَ عذراً أيها الأمير أعفو عني أرجوك لقد خدعني هذا الزنديق بمراوغة لقد شاهدت السيارة التي كان يقودها وهي تتفحم بأم عيني وقبلها شاهدت طلقتي وهي تنغرس داخل قلبهِ اللعين ،
وأكمل بتساؤل وحيرة:
_كيف كانت له النجاة أنا لا أعلم ؟
تحدث المدعو بالأمير والشر يتطاير من عيناه:
_إنهم ملعونون ذات سبعة أرواح المهم الأن لابد لك أن تختفي عن الأعين في أقرب وقت لابد أن تهرب خارج البلاد لانك أيها الأبله كٌنت كاشف الوجه وبالتأكيد ذلك الكافر أدلي لهم بملامحك ،
أماء له الرجل دون حديث وأنصرف .
◇◇◇◇¤◇◇◇◇
في مساء اليوم التالي
كانت منال تجلس في بهو منزلها حزينة علي حال ولدها الماكث بالمشفي كانت تجاورها ثريا وليالي وجيجي ويسرا ونرمين وأيضاً إبنتها شرين التي اتت مهروله عندما شاهدت ذلك الفيديو المزعوم عن إستشهاد أخيها ،
كٌلهن حاضرات إلا مليكة التي كانت تجلس بصحبة أطفالها هي ويسرا وأيضاً بحالتها المزرية حزناً علي حبيبها .
دلف طارق من الباب مٌبتسماً وهو ينظر لوالدته وتحدثَ:
_ليكي عندي مفاجأة حلوة أوي يا منول
نظرت له وتحدثت بتساؤل
_ مفاجأة ايه يا حبيبي قول وفرح قلبي يا طارق .
أشار بيدهِ للواقف خارج الباب وتحدث:
_إظهر وبان عليك الأمان .
دلف عٌمر ولدٌها الصغير ذو السادسة والعشرون من عمره الماكث منذٌ ثماني سنوات يدرس هندسة الإلكترونيات بالخارج .
صرخت منال وجرت عليه من فرحتها تحتضن صغيرها بحنان وقلبٍ يطيرٌ فرحاً بادلها إياه تلك الأحضان الحانية بسعادة
وتحدث وهو يدور بها بسعادة:
_منوووول يا روح قلبي وحشتيني
نظرت له وتحدثت وهي تحتضن وجنتيه وتقبلهما بشغف:
_يا قلب منول وعقلها ايه المفاجأة الحلوة دي يا عٌمر .
حضنته ثريا وتحدثت :
_حمدالله علي السلامة يا حبيبي وحشتني يا عٌمر .
تحدث ذلك المٌدلل:
_وإنتي كمان وحشتيني أوي يا عمتو .
تحدثت شيرين:
_حمدالله علي السلامه يا حبيبي، مقولتليش يعني إنك جاي وأنا بكلمك فيديو إمبارح ؟
أجابها بمرح:
_ كنت حابب أعمل “surprise” لمامي .
إحتضنته يسرا ٠٠٠وحشتني يا عٌمر
أجابها بإبتسامه:
_وإنتي كمان يا يسرا وحشتيني جداً .
ثم نظر إلي نرمين وتحدث بدعابة:
_برنسيس عيلة المغربي الجميلة .
أجابته وهي تحتضنه بحنان:
_حبيبي يا مورو وحشتني يا قلبي .
بعد سلامه علي الجميع إلتفت بتمعن وهو يتسائل:
_ أمال فين مليكة؟
ثم نظر إلي ليالي وتحدثَ بنبرة ساخرة:
_أوعي تقوليلي إنكم عايشين دور الضراير بقا ومنعتيها من الدخول هنا أنا عارفك يا بنت خالي جبارة وتعمليها .
تحدثت بعصبية:
_ عٌمر الموضوع ده غير قابل للهزار ،
تحدثت ثريا كي تفض ذلك الإشتباك:
_ أدخل يا حبيبي خد شاور وبعدها إتغدي علشان تروح تزور أخوك وتطمن عليه .
ثم أشارت لإبنتيها:
_يلا يا بنات علشان نسيبه يرتاح وكمان علشان ولادكم تلاقيهم تعبوا مليكة .
◇◇◇◇¤◇◇◇◇
مرت ثلاثةٌ أيام علي تلك الواقعة
كانت تجلس فوق سجادة الصلاه تبكي وتتضرع سائلة الله عز وجل أن يشفي حبيبها ويعافيه إنتهت وخلعت عنها ردائها المخصص للصلاة
ثم جلست علي تختها شاردة حزينة تريد الإطمئنان عليه تريد رؤية عيناه ورؤيتهٌ ليطمئن قلبها ،
نعم لقد إطمئنت من ثريا التي ذهبت مع منال وليالي وأيسل لزيارته فهم فقط الذين ذهبوا لزيارته وهي لم تجرأ علي ان تطلب منهم الذهاب لزيارته ولا هم عرضوا عليها
وللأسف تحطم هاتفه في الحادث ولم تستطع مهاتفته
ولم يكن حاله بأفضل منها كان يشتاقها بجنون ولكن حزن منها لعدم سعيها لزيارته والإطمئنان عليه،
أتتها فكره فنزلت لثريا وتحدثت معها:
_ ماما بعد إذن حضرتك أنا مخنوقة اوي وعاوزة أروح أبات عند ماما النهاردة .
نظرت لها ثريا بتعجب قائلة:
_معقولة هتسيبي البيت في الظروف دي يا مليكة ؟
طب أصبري لما ياسين يخرج بالسلامة ونطمن عليه .
أجابتها مليكة بعيون حزينة وصادقة:
_أرجوكي يا ماما أنا مخنوقة أوي وحادثة ياسين فكرتني بحادثة رائف الله يرحمه وبجد مش متحملة أجواء البيت والحزن ده .
تحدثت ثريا بقلة حيلة:
_خلاص يابنتي إللي تشوفيه بس ياريت تيجي بكرة بدري علشان أخلي عز ياخدلك إذن من الإدارة إنك تزوري ياسين إنتي عارفة انهم مشددين ومش أي حد مسموحله إنه يزوره لكن كمان إنتي إسمك مراته ولو حتي قدام الناس فلازم تزوريه وتطمني عليه علشان شكلك قدام العيلة.
إبتلعت لعابها وتحدثت:
_حاضر يا ماما أنا هسيب لك الأولاد وهروح لوحدي وإن شاء الله هكون هنا قبل أذان الظهر .
خرجت مليكه وحدثت طارق وهي داخل سيارتها:
_طارق أنا عاوزة أطلب منك طلب ،
وطلبت منه أن يأخذها لياسين ليلاً حتي تطمئن عليه وطلبت منه أن يكون ذلك سراً بينهما .
كانت تجلس ليلاً بغرفتها بعد تناولها العشاء مع أبيها وأمها وشقيقها .
دلفت سٌهير إلي غرفتها مٌبتسمة:
_الجميل بتاعي قاعد لوحده ليه ؟
هو إحنا مش وحشينك يا بنوتة إنتي ولا ايه ؟
أجابتها مليكة بابتسامة باهتة:
_لا طبعاً يا ماما وحشتوني وجداً كمان .
جلست سٌهير بجوارها فوق التخت وتحدثت بحزن:
_مالك بس يا حبيبتي ليه نظرة الحزن دي ما بقتش تفارق عيونك لو علي ياسين إن شاء الله هيبقي كويس .
نظرت لها بريبة وتحدثت مٌتلبكة:
_ ماما، أنا، أنا عاوزه أطلب منك طلب
نظرت لها سٌهير بترقب وتحدثت:
_خير يا حبيبتي قولي إللي إنتي عوزاه .
تحدثت بخجل وهي تفرق ايديها بتوتر:
_ أنا عاوزه أخرج الوقت مع طارق ومش عاوزه بابا ولا شريف يعرفوا
ردت سٌهير بتساؤل:
_ هتروحي تزوري ياسين ؟
نظرت لوالدتها بخجل وهزت رأسها بإيماء .
إبتسمت سٌهير لإبنتها وتحدثت:
_ طب إنتي ليه مكسوفة أوي كده هو عيب إن الواحدة تحب جوزها وتبقي عاوزه تطمن عليه ؟
إرتعبت مليكة وتحدثت سريعً بنفي كاذب:
_حب إيه بس يا ماما إللي بتقولي عليه، أنا أحب ياسين؟
لا طبعاً ده مستحيل يحصل !
ضحكت سٌهير علي كذب إبنتها المكشوف وعشق ياسين المٌطل من داخل عيناها وتحدثت:
_طب خلاص خلاص ماتزعليش أوي كده ألبسي وأجهزي وكده كده بابا وشريف نازلين ومش هيرجعوا غير متأخر بابا هيسهر مع أصحابه وشريف رايح عند خطيبته .
إبتسمت بمرح وسعادة وأحتضنت والدتها بحب .
______________________________
كانت ثريا تخرج من فيلا عز بعد أن إطمئنت علي منال وتأكدت أنها غفت بسلام،
وجدت عز يجلس بالحديقة شارداً حزيناً ذهبت إليه وتحدثت بإبتسامة حانيه:
_قاعد لوحدك ليه يا عز ؟
فاق علي ذكر إسمه من أجمل نبرة صوت يعشقها نظر لها تائهاً داخل عيناها وتحدثَ مٌستغرباً:
_يااااه يا ثريا، من زمان أوي مندهتليش بإسمي .
إبتسمت بحنان وهي تجلس بالمقعد المقابل وتحدثت:
_من وقت ما بقيت لوا ياسيادة اللوا، قولي بقي قاعد لوحدك كده ليه، وايه لزمتها نظرة الحزن إللي مرسومة علي وشك دي؟
أجابها بأسي وغيمة حزن داخل عيناه:
_ياسين كان هيروح مني يا ثريا رجعلي من الموت بأعجوبة
تحدثت هي:
_بعد الشر يا عز متقولش كده الحمدلله ربنا نجاه وكرمنا فيه نحمد ربنا بقي ونشكره ولا نزعل ؟
نظر لها وتحدث بإمتنان ورضا:
_الحمدلله طبعاً بس لما سمعت الخبر أترعبت عليه وكنت هموت مش متخيل فكرة إني كان ممكن أفتقده،
وأكملَ بحنان:
_ياسين مش بس إبني يا ثريا لا، ده صاحبي ورفيق أيامي، عوضي من ربنا إللي بشوف فيه شبابي الضايع ،
ثم أبتسم لها وتحدث بحنان:
_فاكرة يا ثريا يوم ما أتولد وشيلته علي إيديا وأدتهولك ؟
إبتسمت بحنان لأيام صِباها ورجعت بذاكرتها للخلف،
كانت تجلس في بهو المنزل بجانب والدتها وأحمد خطيبها مٌمسكة بيدها كتاب الله العزيز وتقرأ بهِ سورة ياسين،
خرجَ عز من الغرفه الماكثة بها منال والطبيب الذي أشرف علي ولادتها،
خرج وهو يحمل ياسين بين يديه بسعادة بالغة نظر لهم جميعاً وتحدث:
_ ولد ربنا رزقني بولد .
جري عليه أحمد إحتضنهٌ بسعادة وتحدث:
_ ألف مبروك يا حبيبى يتربي ف عزك إن شاء الله .
إبتسم له وتحدث:
_ عقبال جوازك يا أحمد .
ثم إقترب منها ليضع طفلهِ بينَ يديها وتحدث:
_سمي الله وشيلي الولد يا ثريا .
أبتسمت وهي تٌعطي كتاب الله لوالدتها
وتحدثت والدتها :
_أنا هقفل المصحف يا ثريا ، إنتي عارفه إنتي واقفه عند سورة ايه ؟
إبتسمت ثريا وهي تنظر لوجه الطفل بحنان وقلبٍ سعيد وتحدثت:
_ياسين ، ياسين يا ماما .
نظر لها الجميع بإستغراب من نظرتها للطفل وجمال صوتها وهي تنطق إسم ياسين،
ومن بينهم عز الذي نظر لها بسعادة وتحدث بتأكيد:
_ياسين يا ثريا هسمي إبني ياسين .
إبتسمت بسعادة وتحدثت:
_ الله يا عز حلو أوي إسم ياسين ولايق علي نور وشه الله أكبر .
فاقا إثنتيهم من ذكرياتهما وتحدث هو:
_ ربنا سبحانه وتعالي إختارله إسمه علي لسانك يا ثريا .
إبتسمت وتحدثت:
_إن شاء الله دايماً محفوظ من رب العالمين ،ياسين ده إبني إللي مخلفتهوش يا عز.
وأكملت بإهتمام:
_قولي بقي إتعشيت ؟
هز رأسهٌ وتحدث بنفي:
_مليش نفس .
في تلك الأثناء دلف عبدالرحمن من البوابة هو ووليد وأتجها ناحيتهما وتحدث عبدالرحمن:
_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ردوا عليه السلام وجلسَ هو ووليد
ثم وقفت هي وتحدثت:
_ عبدالرحمن، عز لسه ما إتعشاش أنا هروح أجهز عشا خفيف وأستناك تجيبه وتيجي علشان نتعشي مع بعض زي زمان،
ثم نظرت إلي عز وتحدثت بأمر وهي تٌشير له بأصبعها :
_هستناك .
أومأ لها بعيون سعيدة وتحدث:
_ حاضر يا ثريا .
ذهبت هي لتٌعد لهم العشاء وجلس هو وأخيه ووليد ليتحدثوا .
______________________________
وصل طارق بصحبة مليكة إلي المشفي القاطن بها ياسين وذلك بعد تأكده خلو المشفي من أي شخص من العائلة فقد كان يتبادلان مناوبة المبيت معه هو وأباه وكانت تلك هي ليلة طارق فلذا كان من السهل عليه إدخال مليكة والإستئذان لها بالزيارة داخل المشفي العسكري المٌشدد .
دق علي الباب وفتح باب الغرفة نصف فتحه وجدهٌ مٌسطح نظر لهٌ ياسين وتحدثَ بتعب:
_ كٌنت بتعط فين ده كله وسايبني لوحدي يا سي طارق .
إبتسم له طارق وغمز لهٌ بعينه مٌتحدثاً:
_معايا ضيف عايز يشوفك أدخله ولا أسربه؟
إستغرب ياسين من حديث طارق وتحدث بتساؤل:
_ضيف ، ضيف مين في الوقت ده؟
علي العموم يا سيدي إنتَ مرحب بيك وبضيوفك في أي وقت .
فتح طارق الباب علي مصرعيه ودلفت منه مليكة بطلتها المٌهلكة لذلكَ العاشق الولهان
إتسعت عيناه بذهول من رؤيتها الغير متوقعة في تلك الساعة المتأخرة
بدأت دقات قلبه في الإرتفاع تعلن عن دق طبول الحرب والسلام معاً رعشه سرت داخل جسده بالكامل،
فبرغم تعبه وألامه المبرحة إلا أنه لم يشعر إلا بلذة اللقاء وألتقاء العيون المشتعلة بالإشتياق
رفع رأسه ناظراً عليها بسعادة محاولاً جلوسه وأستقبالها مٌتناسياً جراحه فتأوه بقوة
جري عليه طارق الذي إنبهر بلقاء تلك الثنائي
وبدء بحديثهٌ مع النفس:
_من هذا بحق الله ؟
هل هذا العاشق الولهان ذو العيون الهائمة هو ياسين المغربي الشخص المتجبر صاحب القلب اليابس المتحجر ؟
أهٍ وأهْ من العشق حين يتملك من قلوبِنا ويجعلها فراشاتٍ تتطايرٌ في سماءٍ حالمة
تحدث طارق بلهفة:
_ بالراحة يا حبيبي إستني أرفع لك السرير من تحت راسك .
وما كان حالها بأفضل منه
كان جسدها ينتفض من رؤيته كان قلبها ثائر يريدٌ أن يٌجبرها علي الذهاب إليه والإرتماء داخل أحضانه
ولكن اللعنة علي خجلها فهو لا غيره الذي يمنعها .
تحدث بعيون لامعة من الإشتياق:
_قربي يا مليكة واقفة بعيد كده ليه ؟
حاولت مٌجاهدة أن تخرج صوتها وأخيراً نطقت بإرتباك وخجل:
_حمدالله علي سلامتك يا ياسين إنت كويس ؟
شعر طارق بأنهٌ هادم اللذات ومفرق الجماعات فقرر الإنسحاب قائلاً:
_ طب أنا هطلع أقعد في الإستراحة برة وأسبكم براحتكم، لو إحتجت حاجة يا ياسين إنده عليا .
ثم خرج وأغلق خلفه باب الغرفة
نظر لها بلهفة وتحدث بصوتٍ عاشق:
_قربي يا مليكة
سارت بخطوات مرتجفة مٌرتبكة إقتربت منه أمسك يدها وأحتضنها بإشتياق إلتقت العيون في نظرات مٌتلهفة مٌشتاقة
أخرجت صوتها بصعوبة:
_ سلامتك يا ياسين إنت كويس ؟
رد عليها بلهفة بعيناي متيمة:
_بقيت كويس لما شفتك
إبتسمت بخجل وتحدثت:
_أنا كٌنت عاوزه أجي لك من أول يوم لكن إتحرجت أقول لعمو عز إني عاوزه أجي
ثم أكملت بحزن:
_ومحدش منهم عرض عليا إني أجي معاهم
جذبها من يدها بحنان وأجلسها بجواره فوق التخت
ثم أجابها بحزن:
_ وليه تتحرجي يا مليكة ،هو مش المفروض إني جوزك ومن حقي عليكي تيجي تزوريني وتطمني عليا ؟
نظرت لهٌ وأمتلئت مقلتيها بدموع وتحدثت:
_أنا أسفة يا ياسين والله كان غصب عني ربنا يعلم أنا قضيت الكام يوم دول إزاي، أنا كٌنت هموت من القلق عليك وكان نفسي أشوفك وأطمن عليك جداً .
تحدث بلهفة وتساؤل:
_ بجد يا مليكة، بجد كنتي قلقانة عليا ؟
أجابتهٌ مليكة بتأكيد:
_ وهو أنتَ عندك شك في ده يا ياسين ؟
أجابها بلؤم وهو ينظر لمقلتيها بترقب:
_لا طبعاً يا مليكة إنتي المفرض مراتي وقلقك ده طبيعي جداً
نظرت له بحزن وتحدثت بترقب:
_ مراتك بس يا ياسين ؟
أجابها وهو يتنهد بتعب:
_خايف أقول لك إنتي أيه بالنسبة لي ألاقي رفضك ليا زي كل مرة،
وأسترسل بعيناي متألمة:
_بس المرة دي هتكوني بتكسريني بجد يا مليكة .
وقفت وأقتربت من وجهه وبدون مقدمات مالت علي شفتاه وقبلته بنعومة وهيام تحت ذهول ذلك المسطح مقيداً علي تخته من أثر تلك الطلقة اللعينة !
إبتعدت قليلاً ونظرت له بعيون هائمة عاشقة متيمة بحبه قائلة بصوت أنثوي رقيق:
_ بحبك يا ياسين، بحبك ومبقتش قادرة أستغني عنك ،بحبك ومشى هقدر أبعد عن حضنك لحظة واحدة بعد النهاردة
نظر لها بذهول غير مصدقاً لما بدر منها للتو مٌتسائلاً:
_إنتي قولتي ايه ؟
هو إللي أنا سمعته ده بجد ولا أنا من كتر ما أتمنيت أسمعها منك بقيت بتخيلها !
إبتسمت لهٌ برقة ولمست بيدها الرقيقة وجنته وتلمستها بنعومة قائلة:
_أيوه بحبك يا ياسين ومش هبطل أقولها تاني، أنا أتأكدت من حبي ليك لما حسيت إني ممكن أخسرك،
وأكملت بملامح وجة متأثرة:
_أنا كنت هموت من الرعب عليك وقت الحادثة، وقتها بس إتأكدت إني مش بس بحبك لا، أنا بعشقك يا ياسين
نظر لها بعشق ثم زفر بضيق رامياً رأسه للخلف بإستسلام مٌتحدثاً بعتاب:
_ وجاية تقوليها الوقت يا مليكة، ملقتيش وقت أحسن من ده علشان تعترفي بحبك وعشقك لياسين إللي عاش عمره كله يتمني يسمع الكلمة دي من بين شفايفك،
ما أخترتيش تقوليها غير وأنا راقد علي السرير زي قلتي مش قادر أتحرك .
خرجت من بين شفتاها ضحكة خفيفة وتحدثت:
_ وهي الحاجات دي ليها وقت يا ياسين؟
رفع رأسه ناظراً لها وأجابها بعيون عاشقة:
_أه يا قلب ياسين، ليها وقت
وأكمل بتمني:
_كان نفسي لما أسمعها منك أخدك في حضني وأرفعك وألف بيكي زي الفراشة وأضمك أوي لقلبي ،
وأصرخ وأسمع العالم كله إني بحبك وبعدها أدوقك من عشق ياسين المخصص لمليكة لوحدها، ونغرق في شهد الحب ونشرب منه لحد ما نكتفي
واسترسل متمنياً:
_كان نفسي أخدك في حضني وأنام وأغمض عيوني وأنا مطمن إنك أخيراً بقيتي ليا بكل ما فيكي
نظرت له بغصة وتحدثت بملامة:
_عشق ياسين المخصص لمليكة وحدها زي عشق ليالي إللي سمعتهولي في الفون كده ؟
تحدث بدعابة ضاحكاً:
_ دي كانت قرصة ودن صغيرة علشان أقدر أوصل للحظة اللي إحنا فيها الوقت ،
حبيت أأكد لك إنك غلطانة وإنك بتعشقي ياسين مش بس بتحبيه
تحدثت بحزن:
_طب مٌمكن بقي ماتكررش الموضوع ده تاني ،ده موت بالبطئ يا ياسين، الغيرة دي إحساس بشع مش حابة أعيشه تاني ولا أدوقه .
أجابها بغرور :
_طول ما أنتي بتحبيني وبتسمعي الكلام ومريحاني مش هكررها، لكن ممكن أفكر أعملها تاني لو
حزنت وأنزلت بصرها للأسفل فتحدث هو بصوتٍ عاشق:
_ أوعدك إني عمري ما هعمل حاجة تزعلك مني تاني يا قلبي.
نظرت له بحب وتحركت ثم صعدت بجانبه علي التخت وتمددت بجواره واضعةً رأسها فوق ذراعه الغير مٌصاب وتحدثت:
_وأنا عمري ما هخرج من حضنك تاني.
كان ينظر لها بتعجب من جرأتها التي لم يتعهد منها عليها،
نظر لها بنصف عين وتحدث:
_ده أنتي قاصدة تضايقيني بقي !
مدت شفتاها بحركة طفولية وتحدثت بدلال:
_أنا هو أنا لما أخدك في حضني أبقي بضايقك يا حبيبي، خلاص لو قربي وحضني بيضايقوك أنا هبعد ،
كادت أن تنسحب ولكنه جذبها برقة داخل أحضانه ونزل علي شفتاها بنهم ليتذوق شهدها الذي طالما حلم به وبرضاها عنه عاشت داخل أحضانه لحظات تضاهي عمر بأكمله
نظر لها مسحوراً بجمال عيناها العاشقة قائلاً:
_ خليكي بايتة معايا النهاردة ؟
أجابته بإستفهام وسعادة:
_هو ينفع ؟
أجابها بحب:
_لو إنتي حابة كده يبقي ينفع أوي .
إبتسمت وأمائت لهٌ تهز رأسها من بين أحضانه قائلة:
_ أنا حابة كده وجداً
ضمها إليه بإشتياق عارم وجسد مٌشتعل من شدة إقترابها المٌهلك به
إستمعت لدقات خفيفة علي باب الغرفة هبت بفزع وبلحظة قفزت من فوق التخت و كانت تقف أرضاً
مٌتناسية تماماً ألام ذلكَ المسكين صرخ متأوهاً
وضعت يدها علي قلبه برعب:
_ أنا أسفة يا حبيبي والله أسفة
وأكملت بإستفسار :
_وجَعتكْ ؟
أجابها بعيون عاشقة متجاهل تلك الدقات المتعالية علي باب الغرفة:
_ جرحي ما وجعنيش أد ما وجعني بعدك عن حضني.
تعالت أنفاسها وتهللت أساريرها من كلماته وتحدثت بعيون عاشقة:
_ بحبك يا ياسين، بحبك أوي
تعالت الدقات من جديد إبتعدت مليكة وتحدثت بحرج:
_ أدخل
دلف طارق وهو يتنحنح بإحراج وتحدث:
_الممرضة عاوزه تغير لك علي الجرح وتدي لك الحقنة يا سيادة العقيد .
دلفت الممرضة تتمشي بدلال وغنج نظرت إلي مليكة بإستغراب وعندها فهمت لما أصر طارق النقر فوق الباب وعدم الدخول قبل أن يستمع لإذن السماح لها .
بدأت ترفع عنه ثيابه وتتحسس صدره وهي تزيل له قطع الشاش تحت أشتعال صدر مليكة وأمتلائه بنار الغيرة
لاحظ هو تغير وجهها وأبتسم بسعادة لا توصف لذلكَ الإحساس المرضي لرجولته .
تمادي ياسين وأراد أن يشعلها أكثر وتأوه قائلاً بصوتٍ حنون:
_أه، بالراحة عليا .
تحدثت الممرضة بدلال:
_سلامتك يا سيادة العقيد، ده حضرتك كنت لسه بتقولي النهارده إن إيدي خفيفة ومش بوجعك، إيه إللي حصل، علي العموم أنا خلصت خلاص .
إقترب طارق من مليكة وهمس بلؤم ف أذنها بمحاولة منه لإشعالها:
_ الباشا بتاعنا شكله مرتاح هنا ع الأخر والقاعدة عجباه بس بصراحة معاه حق .
حولت بصرها سريعاً ونظرت له بغضب وشرود ثم نظرت بقلبٍ مٌشتعل علي تلك السخيفة
وجدتها تمسك بقطعة الملابس بدلال لتلبسه إياه تحركت سريعاً وأنتزعتها من يدها بحدة متحدثة بحزم:
_خلاص يا حبيبتي مش عملتي إللي عليكي وغيرتي له علي الجرح، سيبي بقي التيشيرت أنا هلبسهوله مش عاوزين نتعبك معانا أكتر من كده .
نظر طارق لياسين بضحكات مكتومة وغمز بعينه مٌهنئاً إياه علي عشق وغيرة مليكة الواضحان للضرير
تحدثت الممرضة بإستغراب:
_ تعب ايه بس يا مدام إللي بتتكلمي عنه ده شغلي حضرتك !
ثم نظرت لها بإستفهام:
_مش بردو المدام ؟
تحدثت مليكة بقوة وفخر:
_ أيوه المدام وقولت لك خلاص سيبي التيشرت أنا هلبسهوله وخلص الكلام .
وبدأت تساعده في إرتدائه مع سعادة ياسين البالغة وقد تمادي وتعلق بعنقها مٌدعياً الإرهاق والتعب وهو يرتدي ثيابه تلاقت عيناها بعيناها وتاهت بهما ولولا وجود طارق والممرضة لأنهال علي شفتاها ليلتهمهما بعنف
وكانت هي إرتمت بين أحضانه تطلب ودَّه وعشقه وأن يزيدها من وابل قبلاته التي باتت تعشق حُلو تذوقها
إبتلعت لٌعابها وهي تبلل شفتاها بخجل تحت إنهيار حصون ذاك العاشق
إبتعدت بخجل
إقتربت الممرضة من جديد وتحدثت بتحدي:
_ تسمحي تبعدي شوية يا مدام علشان أعرف أدي لسيادة العقيد الحقنة ولا تحبي حضرتك تديها له هي كمان ؟
تنهدت بخجل وأبتعدت قليلاً لتٌفسح لها المجال .
إنتهت الممرضة من عملها وأخذت أشيائها وخرجت
وتحدث طارق:
_ أنا بقول كفاية كده يا مليكة ويلا بينا علشان إتأخرتي ؟
نظرت له سريعً تستنجد بعيناه
تحدث ياسين مٌوجهاً حديثهٌ إلي طارق:
_ سيبنا لوحدنا شوية لو سمحت يا طارق
أجابهٌ طارق بطاعة:
_ حاضر يا ياسين، بس ياريت ما تتأخروش .
خرج طارق جرت هي عليه وتحدثت بدلال:
_ مش إنتَ قولت لي إنك عاوزني أبات معاك هنا في حضنك ؟
أجلسها بجانبه وتحسس وجنتها بحب وتحدث بأسي:
_للأسف مش هينفع يا حبيبي، أنا طول الليل دكاترة بتدخل لي بتابع حالتي وكلهم دكاترة عسكريين وأصحاب رٌتب كبيرة
وعز باشا بييجي بدري يفطر معايا، صدقيني يا حبيبي مش هتكوني مرتاحة، ولو ينفع مكنتش هتأخر علي إني أوافق ثانية واحدة
وأكمل بعيون عاشقة:
_ وعلي فكره، لو إنتي حابة تبقي في حضني، فأنا بقت كل أمنيتي إني أدخلك جوة ضلوعي وأقفل عليكي وما أخرجكيش تاني أبداً
زفرت بإستسلام وتحدثت بدلال:
_طب مٌمكن بقي ما تتأخرش عليا وتجيلي بسرعة أنا هستناك .
تنهد براحه وتحدث بإيماء وأبتسامة هادئة:
_ حاضر
مد لها يده نظرت ليده وابتسمت بوجهٍ سعيد وضعت يدها ،
وضع هو قبله داخل باطن كفها ثم جذبها ووضع قٌبلة فوق شفاها بث بها عشقه وأشتياقه لها
وبعد مدة إستقامت لترحل، إبتعدت عنه ومازالت الأيادي تتشابك والعيون تتناغم بنظرات الهيام
لم يجرأ أياً منهما أن يترك يد الأخر كان الحب والعشق والغرام سيد موقفهما
تنهد هو بأسي وتحدث :
_يلا يا مليكة أخرجي لطارق خليه يوصلك، وصدقيني يا حبيبي مش هتأخر عليكي .
نظرت له وغيمة من الدموع تغطي عيناها وتحركت مسرعة للخارج وأغلقت خلفها الباب .
زفر بضيق وشعر بألم داخل صدره ورمي رأسه للخلف بإستسلام وكأن روحه قد فارقته للتو .
#إنتهي_البارت
#قلوب_حائرة
#روز_آمين