روايات روز أمين

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الثالث

رواية قلوب حائرة لروز أمين الفصل الثالث والعشرون

#رواية☆ #قلوب_حائرة ☆

#بقلمي_روز_آمين

🦋 #البارت_الثالث_والعشرون🦋

فاقت من نومها وجدت نفسها مٌكبلة داخل أحضانه الدافئة دافنة وجهها بصدره الحنون،

إبتسمت حين تذكرت ليلتها وما حدث، وكيف أسعدها ذلك العاشق الولهان بحبه وشغفه ،

وكيف أغرقها في بحر عشقه وأوصلها لشعور لم تتذوقه من قبل ،نعم كان رائف يعشقها حد الجنون لكن ياسين يختلف كٌلياً فهو يفهم جيداً في لغة الجسد وفنون العشق كيف تكون .

في تلك الأثناء فاق هو الآخر نظر لوجهها ومال عليها يداعب أنفها وتحدث بصوتٍ مٌتحشرج ناعس:

_صباح الفل .

إبتسمت بخجل وردت:

_صباح النور .

نظر لها وتحدث مٌتسائلاً:

_صاحية من بدري ؟

أجابتهٌ ببسمة خجولة:

_تؤ لسه صاحية حالاً.

إبتسم لها وأخذها داخل أحضانه بجنون من جديد فهو مازال مٌتعطشاً لها ولعشقها الفريد الذي أنتظرهٌ طيلة أعوام وأعوام

________________________

في نفس ذات التوقيت بالأسفل

كان الجميع يلتف حول مائدة الإفطار يتناولون فطورهم بعد أن رفض حسن أن يٌزعج ياسين ومليكة وفضَلَ أن يتناولا إفطارهم حين يستيقظا من غفوتهم ،

تحدث الصغير:

_ نانا أنا عاوز أطلع أصحي عمو ياسين هو وعدني هيخرجني ويلعبني النهارده كتير

أردفت نرمين بلهفة:

_إطلع يا حبيبي أنا مش فاهمة أصلاً هما أيه إللي منيمهم لحد الوقت ؟

نظرت لها ثريا وتحدثت بإحراج وحدة معا:

_يطلع فين يا نرمين؟

هما الوقت ينزلوا، ياسين طلع متأخر وتلاقيه لسه نايم ومليكة طول عمرها بتتأخر في نومها يبقي إيه الجديد  !

تحدثت إبتسام بتلقائية:

_ براحتهم يا جماعة أنا مش فاهمة أيه المشكلة لما يتأخروا،

ثم أكملت بعقلانيه:

_ راجل وبقا له مده بعيد عن مراته طبيعي إنهم يسهروا شوية ويتكلموا وبالطبع هيتأخروا في نومهم .

ردت نرمين بإستهجان:

_ حضرتك فاهمة الموضوع غلط يا طنط، العلاقة اللي بين مليكة وياسي٠٠٠٠

كادت أن تٌكمل وتخبرهم بأن تلك الزيجة ليست كما يظنون وأنها زيجة صورية لا أكثر ،

ولكن رمقتها ثريا بنظرة غاضبةً كادت أن تحرقها وتحدثت بحدة:

_ نرمين سيبي الناس تفطر وبطلي كلام ملوش لازمة .

إبتلعت نرمين لسانها وصمتت أما يسرا إكتفت بأن رمقتها بنظرة إشمئزاز أربكتها   .

◇◇◇◇¤◇◇◇◇

داخل غرفة مليكة وياسين

بعد مدة كانت مليكة تجفف شعرها أمام المرآة إقترب منها وابتسم لها بحب نظر إلي فرشاة شعرها ومد يدهٌ ليتناولها منها وتحدث بحب:

_مٌمكن ؟

وأكملَ بعيون عاشقة:

_حابب جداً أعمل كده  .

إبتسمت بخجل وأعطتهٌ إياها ،تلمس شعرها بين يديه بوله وقربهٌ من أنفه أغمض عيناه بإستمتاع وأشتم رائحة شعرها المسكية وأخذ نفساً عميقاً أدخلهٌ في أعماق رأتيهْ،

نظر لإنعكاس وجهها في المرآه بهيام وبدأ يمشط شعرها بحنان تحت أنظارها العاشقة والمٌستغربة من تصرفات ذلك العاشق الولهان

ضلا علي وضعهم هذا مدة دقائق ليست بالقليلة

نظرت له بخجل وتحدثت:

_ميرسي يا ياسين كفاية كده ويلا ننزل علشان الأولاد  .

وضع الفرشاه وإحتضنها من الخلف وشدد من إحتضانه لها وهو يدفن أنفه داخل تجويف عٌنقها ويشتم رائحة جسدها الذكية

وتحدث بعيون عاشقة هائمة في سحرها:

_لسه مشبعتش منك يا مليكة، مش قادر أبعد وأسيبك، ده أنا مصدقت إني أخدك في حضني وأرتاح .

إبتسمت له بخجل وأجابت:

_لسه الأيام جاية كتير يا ياسين .

نظر لعيناها وتحدثَ بهيام:

_اللي جاي كله لينا، هعيشك وهعيش معاكي أحلي ليالي الهوا

أدار وجهها له ولف ذراعيه حول خصرها ثم رفعها لمستواه وانهال علي شفتاها برقة ونعومة أذابتها وهدمت جميعٌ حصونها

بعد قليل نزلا معاً وجدا العائلة مجتمعة في بهو المنزل ،

تحرك الصغير مٌسرعاً لإحتضان أمهِ وبعدها حملهٌ ياسين وقبلهٌ بشغف .

تحدث ياسين بمرح :

_صباح الخير، شكلكم فطرتم من غيرنا .

إبتسم حسن وأجابَ:

_ محبيناش نزعجكم قولنا نسيبكم نايمين براحتكم ولما تقوموا تبقوا تفطروا .

نظرت نرمين علي مليكة بحقد ثم تابعت إحتساء مشروبها بصمت خوفاً من نظرات يسرا الغاضبة لها .

هلل الصغير بتساؤل طفولي:

_إنتوا اتأخرتوا ليه، كل ده نوم، أنا كنت عاوز أطلع عندكم ،لكن نانا مش رضيت وقالت عمو ياسين نايم ولازم مش نزعجه .

كان وجه ياسين يبدو عليه السعادة البالغة أما مليكة فكانت حريصة علي ألا يظهر عليها أي بوادر للتغيير حفاظاً علي شكلها أمامهم جميعاً .

قبلهٌ ياسين وأجابه:

_وأدي عمو ياسين محبش يتعبك ونزل لك بنفسه أهو .

هبت إبتسام واقفة وتحدثت بوجهٍ بشوش:

_أنا هاقوم أجهزلكم الفطار حالاً

تحركت مليكة خلفها:

_ أنا جايه معاكي يا طنط .

وبعد مدة صغيرة جلسا سوياً يتناولان طعامهما معاً مع تبادل النظرات والإبتسامات السعيدة حقاً كانت السعادة عنوان وجههما وقلوبهم العاشقة

نظر لها بولهْ وهمسَ بصوتٍ عاشق:

_بحبك يا مليكة، بموت فيكي

إبتسمت بعيون عاشقة هائمة في ملكوت سعادتها التي غمرها بها ذلكَ الولهان

بعد الإفطار أمسك هاتفه وأعاد تشغيله من جديد ليري من كان يهاتفهٌ ليلاً وجدها ليالي ثم أنهالت عليه الرسائل جميعٌها من عائلته

حك أنفه ب ريبة وشك وخرج للحديقة ليهاتف والده التي إنهالت عليه عدة رسائل من هاتفه

ضغط علي زر الإتصال أتاه الرد فوراً

بدء عز حديثهٌ بمشاغبة:

_مش لما تحب تلعب بديلك وتتشاقي تبقي تبلغني وأهو علي الأقل نبقي هارشين الحوار ومظبطينه سوا، علشان لما توقع وتتزنق أبقي جاهز وأعرف أداري عليك وأغطيك، مش أتفاجأ زيي زيهم كده !

أجابهٌ ياسين بدعابة:

_هو أنا أتسيح لي ولا أنا فاهم غلط يا باشا .

رد عز بطريقه ساخرة:

_ده إنتَ أتسيح لك وفضيحتك بقت بجلاجل يا حبيبي  .

تحدثَ ياسين بدعابة

_هو ما فيش حاجه بتستخبي في أم البلد دي خالص  .

أردفَ عز بعتاب لطيف:

_ بقي يا صايع تتذاكي علينا وتقول طالع مأمورية بره إسكندرية ،

طب ما العصافير إللي هناك هيبلغوا يا أذكي أخواتك ،

ثم أكمل ساخراً:

_لااااا أنا كده بدأت أشك في قدراتك كظابط مخابراتي يا سيادة العقيد  .

رد ياسين وهو يحك ذقنهٌ بتيقٌن:

_هي نرمين الله يجازيها، ما يرتحلهاش بال إلا إذا ولعت الدنيا في بعضها

قهقه عز عالياً وتحدث بكلمات ذات مغزي وتساؤل:

_سيبك إنت من ده كله وطمني عليك يا وحش، ها، نقول صباحية مباركة ولا كسفتنا زي كل مرة ؟

قهقه ياسين برجولة وتحدث:

_عيب عليك ياباشا ده أنا تربيتك، الله يبارك في سعادتك طبعاً .

ضحك عز وأكمل:

_يارااااجل أخيراً، طب يا عريس ألف مبروك علي إنك نولت الرضا ،

ثم أكملَ ساخراً:

_بس روح بقي يا وَحش كلم ليالي وإستلقي وعدك منها دي مقومة البيت حريقة من إمبارح هي وأمك من وقت ما عرفوا إنك بايت هناك .

تحدث ياسين بثقة وجبروت:

_طبعاً هكلمها وهقلب عليها الترابيزة كمان وإحتمال أسجل لك إعتذارها وهي بتترجاني علشان أسامحها .

ضحك عز وأردفَ بتفاخر:

_جبروت وتعملها،  إبني وأفتخر  .

أجابهٌ ياسين بفخر:

_تربيتك يا باشا وليا الشرف

سألهٌ عز بإستفسار:

_إلا قولي يا ياسين، هو إنتَ فعلاً عندك مأمورية في أسوان ؟

ضحك وأجابهٌ بدهاء:

_ دي بقى هسيبها لحث حضرتك المٌخابراتي عز باشا .

ضحك عز عالياً وأجابه:

_والله كٌنت حاسس .

أغلق ياسين مع والده وهاتف ليالي وبالفعل إنقلبت الأدوار ،هدر بها بغضب علي تصرفها الأحمق  وأخبرها أن مهمة عمله داخل أسوان وأنه وبحكم عمله لا ينبغي عليه أن يخبرها بأسرار عمله وهذا ما يفعلهٌ طيلة سنواته معها إذاً ما الجديد وأين تكمٌن المشكله ؟

فاقتنعت بحديثه أو أرادت أن تٌريح عقلها وتغلق باب النقاش الغير مٌجدي نفعاً بالمرة .

◇◇◇◇¤◇◇◇◇

دلف ياسين داخل منزل حسن بعد إجرائهٌ لتلك المكالمات ،وجد الجميع متواجد ماعدا مليكة سأل عليها ثريا وعلم منها أنها داخل المطبخ تٌعد لهم القهوة ،

دلف لها وجدها تقف أمام المشعل ويقف بجانبها رؤوف ويتحدثان بإنسجامٍ تام ،

غضب بشدة وغلي داخلهِ ولكن تمالك حاله ولم يٌظهر غضبه

تحمحمَ وألقي عليهما السلام نظرت لهٌ بحب وردت السلام .

تحدث رؤوف بدعابة:

_شوفتني يا سيادة العقيد وأنا بستغل مراتك وأخليها تعملي قهوة أذاكر عليها بصراحة بقي قهوة مراتك دي ملهاش حل، قهوة عظمة بتظبط الدماغ بجد .

إبتسم لهٌ بمجاملة وأخذ رؤوف قهوته وأنسحب وتركهما بمفرديهما

إبتسمت لهٌ برقة وعيون عاشقة قابلها ببرود مٌتحدثاً:

_كنتي بتتكلمي في ايه مع رؤوف ومنسجمين أوي كده ؟

إبتسمت وأجابت بتلقائية:

_ كان بيحكيلي عن كليته وأد أيه هي مٌتعبة ومحتاجة شغل ومجهود كتير .

نظرت إليه وجدتهٌ مٌكشعر الوجهْ إستغربت وسألتهْ:

_مالك يا ياسين إنتَ فيه حاجه مضيقاك ؟

أجابها بحدة بعض الشئ:

_أه يا مليكة متضايق ،متضايق من قربك بالشكل ده من رؤوف مش حابب تكوني قريبة كده من حد وياريت لو سمحتي ماتدلوش فرصة يقرب منك بالشكل ده تاني !

تحدثت بإستغراب:

_إنتَ متضايق من رؤوف بجد ؟

ده زي أخويا الصغير يا ياسين .

تحدث بحدة وتحذير وعيونهٌ تطلق شرراً :

_مليكة.

إبتسمت وأجابتهٌ برضا وهدوء:

_ حاضر يا ياسين اللي إنتَ عاوزه أنا هعملهولك

وكأنها وبتلك الكلمات البسيطة سحبت غضبتهْ و بلحظة تحولت نظرتهٌ من غضب إلي عشقٍ هائم نظر لها بحب وأبتسم وتحدث بصوتٍ حنون أذابها:

_بحبك ♡

إبتسمت لهٌ بخجل ♡

أخذت القهوة وخرجا سوياً للجميع وجلسوا يحتسون قهوتهم بإستمتاع

تحدث حسن موجهاً حديثهٌ إلي ياسين:

_هتيجي معانا ياسيادة العقيد ولا عندك شغل مهم .

نظر لهٌ ياسين وأجاب:

_ لا يا عمي معنديش حاجه مهمة النهاردة ،

نظر لهٌ مروان الجالس بجوارة وتحدث بسعادة:

_ يااااسلام ،

وأكملَ بإستعطاف:

_ مٌمكن يا عمو ياسين تنزل معايا البول إللي موجود ف الباخرة علشان كان نفسي أنزله لما روحنا مع جدوا حسن ومامي مش رضيت تخليني أنزل .

إحتضنه ياسين وقبلَ جبهته قائلاً بحنان أبوي:

_ مش قلنا قبل كده مروان باشا يأمر وأنا عليا التنفيذ .

هلل أنس الجالس بجوار ثريا وجري عليه مٌحتضناً إياه وتحدث بغيرة طفولية:

_وأنوس كمان عاوز يعوم علي ضهر عمو ياسين .

أجابهٌ ياسين وهو ينهال عليه بوابل من القبلات الصادقة ويداعبه:

_ ده طبعاً موضوع مفروغ منه لأن أنوس باشا هو أول واحد هيعوم علي ضهري .

نظرت ثريا لأطفال غَاليها ولسعادتهما وضحكاتهما العالية التي تنبع من قلبهما الصغير نتيجة حنان وأهتمام ياسين الذي يغمرهٌما به وسعد قلبها وأردفت بوجهٍ سعيد:

_ربنا يخليك ليهم ومايحرمهمش منك أبداً يا حبيبي .

نظر لها بحنان وتحدث:

_ ويخليكي لينا يا حبيبتي .

كان حسن ينظر بإعجاب وأحترام إلي ياسين الذي يغمر ذلكَ اليتيمان بحنانهٌ الظاهر للجميع

تحدث حسن:

_ طب يلا إجهزوا علشان نلحق اليوم من أوله .

بعد مدة قصيرة كان الجميع داخل الباخرة السياحية العملاقة ذات الثلاث أدوار،

كانت أشبه بفندق عائم بغرف نومها والمسبح المتواجد فوق سطح الدور الثالث ،

إلتفوا جميعاً حول منضدة كبيرة اٌعدت لهم خصيصاً وبدأوا بتناول المشروبات الباردة و المقرمشات والمسليات وهم يستمتعون بالجو الرائع والمناظر الخلابة

كانوا يتسامرون ويضحكون وفجأة إنتبهوا جميعاً لصوتٍ رجولي مٌهذب وهو يقول:

_مساء الخير يا باشهندس .

وجه الجميع بصرهم علي ذلك الصوت وإذ به رجل في مٌقتبل عقدهِ الرابع ذو طله تٌشبه أبطال السينما يرتدي زياً رسمياً وقبعة توحي إلي مهنتهْ .

وقفَ حسن بإحترام ومد يده وتحدث بإبتسامة:

_ أهلا وسهلاً سيادة القبطان .

نظر القبطان إلي إبتسام وتحدث:

_إزي حضرتك يا أفندم .

إبتسمت له وتحدثت بود:

_الحمدلله يا سيادة القبطان .

ثم تبادل سليم نظراتهِ بين الجميع مٌتحدثاً بترحاب:

_نورتوا الباخرة وأسوان كلها أتمني تكونوا مبسوطين معانا .

أومأ لهٌ الجميع رأسهٌ بإحترام ثم تحدث حسن مٌشيراً لهٌ وهو ينظر للجميع :

_ده سليم الدمنهوري قبطان الباخرة و برغم فارق السن الكبير إللي بينا إلا إنه صديقي العزيز .

إبتسم سليم وتحدث بإحترام:

_ وليا الشرف يا باشمهندس .

ثم نظر إلي يسرا التي جذبته عيناها حين نظر بداخلهم وتاه لمده

فاق علي صوت حسن وهو يٌشير إلي ثريا قائلاً:

_أعرفك بقا بالحاجة ثريا أختي الوحيدة والحبيبة

نظر لها سليم بإبتسامة وتحدث بإحترام:

_ أسوان نورت يا أفندم .

قدم حسن الجميع ثم أتي لتقديم يسرا وتحدثَ:

_ ودي يسرا بنت أختي الحاجة ثريا .

نظر لداخل عيناها بإعجاب قابلتهٌ يسرا بإرتباك وتحدث هو:

_أتشرفت بمعرفتك يسرا هانم  .

هزت لهٌ رأسها وتحدثت بصوتٍ رقيق:

_ ميرسي لحضرتك يا أفندم .

أردف سليم بذكاء كي يتعرف أكثر علي حالة يسرا الإجتماعية وذلكَ بعد أن نظر لأصبع يدها ووجدها خالية من أي خاتم زواج أو خٌطبة ،

وتحدث بذكاء وهو ينقل نظراته ما بين يسرا ونرمين:

_ وبالنسبه لأجواز حضراتكم ليه مشرفوش معاكم كنا حابين نتعرف عليهم ؟

أجابهٌ ياسين بسماجة بعدما رأي تلك النظرات:

_جوز مدام نرمين عنده شغل ومش فاضي،  ومدام يسرا أرملة .

سعد داخلياً ولكنه أظهرَ عكس ذلكَ ونظر لها بأسي مٌصطنع وأردفَ:

_البقاء لله يا أفندم أنا أسف جداً هو المرحوم بقاله كتير ؟

كادت أن ترد لكن قاطعها ياسين بحدة لغيرته علي إبنة عمه وشقيقته:

_ماتتفضل معانا يا سيادة القبطان ولا هنعطلك علي شغلك ؟

إرتبك سليم وشعرَ أنه تمادي في نظراته وكلماته فأراد الإنسحاب من أمام ذلك اللماح الغاضب فتحدث بإعتذار:

_متشكر يا سيادة العقيد أنا فعلاً عندي شغل بس مكانش ينفع أعرف إن عيلة الباشمهندس موجودة وماأجيش أرحب بيكم بنفسي .

تحدثت ثريا بإحترام:

_ متشكرين لذوق وإهتمام حضرتك يا أفندم .

وتحدث حسن :

_طول عمرك ذوق وبتفهم في الأصول يا سيادة القبطان .

إنسحبَ سليم بهدوء مثلما أتي ولكنه ذهب بنصف قلب ونصف عقل فقد سلبتهٌ رقة يسرا وطيبة عيناها جزءً كبيراً من عقلهِ وقلبهْ .

نظرت يسرا إلي ياسين بخجل وابتسم هو لها بحب أخوي ليٌطمئنها .

بعد مدة كان ياسين يصطحب أطفال رائف وباقي أطفال العائلة ذاهباً إلي المسبح وهم يرتدون جميعاً المايوهات الرجالي وإبنة يسرا ترتدي المايوه كانت تتحرك بجانبه بخجل من هيئته الرجولية المٌهلكة لإنوثتها .

أمال علي أٌذنها وهمسَ:

_كان نفسي نكون في المكان لوحدنا وأخدك وننزل المياة بس إن شاء الله تتعوض وقريب جداً  .

إرتبكت لعلمها ما يلمح له وأبتسمت بخجل أجلسها ونزل هو المسبح بأطفال العائلة كانت تسترق النظر له علي إستحياء فقد إشتاقتهٌ حقاً واشتاقها هو حد الجنون ♡

أما يسرا التي وقفت بإستأذان من عائلتها وتحركت ووقفت عند سور الباخرة تنظر بشرود إلي المياة تحت مراقبة ذلك الواقف بإنتشاء ينظر إليها بكل إهتمام .

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

في مبني الإذاعة المصرية ليلاً داخل إحدي الإستوديوهات كان شريف يذيع برنامجهٌ المباشر

تحدث شريف بمرح المذيع المٌعتاد عليه وبصوتهِ الإذاعي المٌميز:

_ أعزائي المستمعين ورجعنا لكم تاني بعد الفاصل علشان نستكمل حلقتنا النهارده

وأحب أفكركم إن موضوع حلقتنا النهارده بيتكلم عن الصداقة هنستنا تليفوناتكم ،

كلمونا وقولولنا الصداقة بتمثلكم ايه في حياتكم، وهل فعلاً لقيتوا الصداقة إللي كنتوا بتتمنوها ولا لا ؟

ومعاااانا إتصال ونقول ألووووو مين معانا؟

أجابت المٌتصلة بصوتٍ أٌنثوي رقيق:

_ هالو، إزيك يا شريف  أنا كارماااا ،

ودي أول مره أكلمك ومبسوطة أوي أوي إني أخيراً عرفت أوصل لك .

رد عليها شريف بمهنية:

_ أهلاً كارما طبعاً شرف ليا وجودك معايا في البرنامج وبتمني ماتكونش أخر مره تكلمينا فيها ،

وأكمل :

_ها يا كارما، قولي لنا بقا الصداقة بتمثل لكارما ايه في حياتها ؟

تحدثت كارما بدلع وأنوثة:

_عاوزه أقول لك إن موضوع الحلقة حلو أوي زي ما عودتنا دايماً بس أنا بكلمك علشان عاوزه أعترف لك إعتراف

وأكملت بهيام ودلال:

_أنا بحبك أوي يا شريف بحبك بجنون !

أجابها شريف بإبتسامة وعملية لتخطي الموقف:

_ ميرسي يا كارما وندخل بقي في موضوع الحلقه !!

أكملت المٌتصلة بدلال وإصرار:

_لا يا شريف أنا مش بتصل علشان الحلقة، أنا اتصلت علشان أعترف لك بمشاعري ناحيتك وعاوزه أعرف هو إنت مرتبط ؟

ولو ينفع أخد رقم فونك من الإعداد ،

وأكملت بدلال وإلحاح:

_بليز ،بليز يا شريف توافق .

نظر شريف علي الزجاج الخارجي للإستوديو وجد تلك الواقفة بغضب واضعةً يداها داخل خصرها و جميع جسدها يهتز من شدة الضيق ويتطاير من داخل عيناها شرراً مما يدل علي غضبها العارم .

إبتسم شريف وتحدث بأدب:

_ميرسي جداً لشعورك يا كارما وأحب أقول لك إن مشاعرك دي غالية أوي لازم تديها وتصرحي بيها للي يستاهلك وبس مش أي حد تعترفي له بحبك كده  وعلي العموم شرفتي البرنامج ،

وناخد الإتصال اللي بعده وياريت يكون في إطار موضوع حلقتنا النهارده ونقول ألووووووو٠٠٠٠٠٠٠٠٠

بعد إنتهاء البرنامج خرج شريف يبحث عن تلك الغاضبة التي سرعان ما أستمعت المتصلة وهي داخل غرفتها بالاستوديو وأسرعت إلي شريف لتعلن لهٌ عن غضبها وما أن أٌغلق الإتصال حتي عادت إلي مكتبها الخاص بالإذاعة وهي في شدة غضبها .

دلف لمكتبها بإبتسامتهِ المٌشرقة وطلتهٌ الرائعة وتحدث بدعابة:

_يا تري حبيبي أخباره أيه النهارده ؟

نظرت لهٌ بغضب ووقفت ثم أنهالت عليه بحديثها ونبرة صوتها الساخرة:

_حلوه أوي وصلة المسخرة اللي كانت شغاله في برنامجك دي يا أستاذ ،مش مكسوف من نفسك وإنت عمال تضحك وتتكلم مع حتة بنت ماتسواش ومديها قيمة .

نظر لها شريف وتحدث بحدة:

_وطي صوتك وما تنسيش إننا في الأستوديو ،

وأكمل بتهكم:

_وبعدين أيه اللي إنتي بتقوليه ده دي مستمعة ولازم أعاملها بإحترام ولا عاوزاني أخسر جمهوري علشان غيرة سيادتك إللي ملهاش أي مبرر بالنسبالي .

إشتاطت غضباً وتحدثت بغرور:

_غيرة أنااااا أغير،

ومن مين من حتة بنت صايعة رامية نفسها ودايرة علي مذيعين الراديو كلهم !

دي يا أٌستاذ مابتسيبش برنامج في الإذاعة إلا لما تكلم المذيع بتاعه وتقوله نفس الكلمتين المستهلكين بتوعها .

ربع يداهٌ ونظر لها وتحدث بتهكم:

_لا والله دانتي مركزة معاها بقي وبعدين يا هانم لما سيادتك عارفة انها دايرة علي كل المذيعين تبقي فين مشكلتك مش فاهم ؟

تحدثت بحدة:

_مشكلتي في سعادتك إنت يا محترم عمال تضحك وتدلع عليها ولا عامل لشكلي حساب قدام زمايلنا هنا في الاذاعة،

مسألتش نفسك لما مامي تسمع البرنامج وتيجي تسألني هبررلها ده ب أيه ؟

صاح شريف بغضب:

_يعني جنابك عاملة للناس كلها حساب إلا أنا أظن مامت سيادتك عارفة من الأول إني مذيع ولازم يكون عندي مرونة في الكلام وأكون لطيف مع المستمعين ،

وأكمل بيأس:

_يظهر إن مليكة كان عندها حق إنتي فعلا بدأتيها بدري أوي يا سالي .

إنفجرت غاضبة:

_أه قولتلي بقي يبقي مليكة هانم إللي مقوياك عليا وخلتك إتغيرت معايا بالشكل ده .

تحدث بغضب:

_ أنا إللي أتغيرت ؟

ثم أكمل بتحذير:

_ إسمعي يا بنت الناس أنا أسلوبك ده ما ينفعش معايا ،أسلوب الصوت العالي وإنك تمشيني بالرمود كنترول زي ما أنتي عاوزة ده ماينفعنيش، ولازم تعرفي ان أهلي وأولهم مليكة خط أحمر فاهمة ولا لا ؟

ثم أكمل بوعيد وتهديد :

_ ومن أولها كده يا تغيري اسلوبك معايا وترجعي زي أول ما عرفتك يا كل واحد فينا يروح لحاله .

جحظت عيناها من هول ما إستمعت ،نظر لها بغضب وخرج مٌسرعاً صافقاً خلفهُ الباب بشدة كادت أن تخلعهْ .

نظرت هي بشرود وتحدثت:

_بقي كده يا مليكة، بقي أنتي إللي طلعتي ورا كل ده ماشي يا مليكة يظهر إن نظرتي ليكي مكنتش ف محلها بس ملحوقة .

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

قضي معاً ثلاثة أيام من الجنة عاشا بها أجمل ليالي العشق بينهما غمرها بعشقه ودلالهٌ لها ورجولته اللامتناهية

بعدها سافر ياسين مٌضتراً لرجوعه لعمله بعد سفرهِ بيومان رجعوا جميعاً إلي الأسكندرية بعد دموع ووداع لعائلة حسن وأخذ الوعد بحضوره هو وعائلته في الصيف المقبل .

__________________________

وصلوا منزلهم وسط إستقبال حار من الجميع وياسين المٌشتعل شوقاً وهو ينظر لمحبوبتهْ التي لم تبالي بنظراتهْ الولهة وتتهرب بعيناها منه بإستمرار، فسرهٌ هو كنوعٍ من تخبأة ما بداخلها خوفاً من نظراتهم المٌلامة لها .

إقتربت منها ليالي بعدما رأت عدم مبالاتها بنظرات ياسين المٌتشوقة وتأكدت أن مليكة لم ولن تٌعطي الفرصة لتقرب ياسين منها فتنهدت براحة وتحدثت بإبتسامة:

_حمدالله علي السلامة،  مليكة وحشتيني .

نظرت إليها مليكه مٌستغربة لطريقة حديثها التي تغيرت 180 درجة إبتسمت لها برضي وتحدثت:

_الله يسلمك يا لي لي ،إنتي كمان وحشتيني جداً .

تحدثت ليالي بحماس:

_بعد ما ترتاحي هنروح بكرة النادي مع بعض كابتن أحمد بتاع التنس سألني عليكي الأسبوع إللي فات كان بيسأل هو أنتي مش هترجعي تلعبي تنس تاني ؟ قولتله مش عارفة .

تهللت أسارير مليكة ولمعت عيناها وتحدثت بحنان:

_ يااااه دا أنا كنت نسيت والله كويس إنه لسه فاكرني ،إن شاء الله هحاول أرجع في أقرب وقت أنا كمان وحشني تدريبي جدآ ومحتاجة ألين جسمي بالرياضة   .

إقترب منهما وتسائل بنصف عين:

_واقفين بعيد كده ليه؟

تحدثت مليكة بإنسحاب دون النظر له:

_ بعد إذنكم هروح أشوف أنس ومروان .

نظر إلي أثرها وأستغرب من طريقتها الجافة معه، فاق علي صوت ليالي الساخر:

_روحت فين يا بيبي اللي واخد عقلك  !

نظر لها بغموض ثم أتت عَلية قائلة:

_الغدا جاهز حضرتك إتفضلوا .

ذهبا للغداء وجلس متوسط زوجتيه ومازالت مليكة تتهرب من النظر داخل عيناه مما أدي إلي إستغرابه .

___________________________

ليلاً

داخل غرفة مليكة كانت تجلس حزينة شاردة بعد بٌكاء مرير طال مدة ساعتين أو أكثر حيث دلفت غٌرفتها ورأت صورة رائف وكأنهٌ يلومها علي نسيانه واستبداله برجٌلٍ أخر هكذا خٌيل لها، حزنت وكرهت حالها كثيراً

بعد مدة

إستمعت لطرقات فوقَ الباب وبعد سماحها بالدخول دلف ذلك العاشق الولهان بحرارة

جري عليها واحتضنها بإشتياق ورغبة وتحدث بحب:

_ وحشتيني ،وحشتيني أوي يا مليكة .

كانت داخل أحضانه بقلبٍ حائر وعقلٍ مٌشتت مشوش،

أهي تحبه أم لا ؟

تريد قربه أم إبتعاده ؟

هي حقاً حائرة ومشتتة ياالله ساعدني أرجوك .

شعرت بنفور تجاهه واشمئزاز من حالها  .

أما هو فكان بعالمه إحتضنها بإشتياق وبدأ بتقبيل عنقها بنهم ،

وهي تحاول إبعاده وتحادثه:

_ ياسين من فضلك إبعد لازم نتكلم .

كان يتابع ما يفعله ولم يعِر لحديثها إهتمام وبدأ بضمها أكثر وأكثر ،

كان مغمض العينان يقبل خدها قائلاً :

_مش وقت كلام يا حبيبي نتكلم بعدين ،

وتابع قبلاته الحارة التي تنٌم عن عشقهٌ واشتياقه لها بجنون ،

وضعت يدها علي صدره وأبعدتهٌ بعٌنف وتحدثت:

_ ياسين من فضلك إبعد أنا مش عاوزة كده .

ضمها أكثر علي أمل أن يكون كلامها مجرد دلال أٌنثي علي زوجها ومال علي شفتيها والتهمها .

لكنها تابعت إبعاده بحدة وعنف توقف وإبتعد عنها ونظر داخل مقلتيها بحيرة

وجد بها غَيمة من الدموع،

إبتلع غَصة بقلبه وأبتعد قليلاً وتحدث بترقب:

_فيه ايه يا مليكة مالك ؟

جففت دموعها التي إنهمرت منها عٌنوةً عنها،،

ثم نظرت لهٌ بخجل وأسي وتحدثت:

_أنا أسفة يا ياسين، مش هينفع يحصل بينا كده تاني أساساً اللي حصل ده ما كانش لازم يحصل من الأول  دي كانت غلطة مني وغلطة كبيرة أوي،

ومعرفش إزاي أنا عملتها،

وأكملت بدموع وهي تنكمش علي حالها وتنظر له بأسي:

_أنا تعبانة أوي يا ياسين أنا حاسة إني ست خاينة من وقت ما رجعت وأنا شايفة رائف حواليا في كل ركن في الجناح بيبصلي بحزن وكأنه بيلومني علي إني خٌنته !

إهتزت جميع أجزاء جسده وتشنجت وقف بكل هدوء يلتقط قميصهٌ الموضوع بإهمال فوق التخت ،

إرتداهٌ وبدأ بقفل زرائره وهو مواليها ظهره مٌتحدثاً بصرامه وحِدة:

_كان من الأولي إنك تعملي حساب لجوزك يا محترمة، بيتهيألي إن الخيانة إللي بتتكلمي عنها دي تبقي ليا أنا، واقفة بكل بجاحة وقلة أدب بتكلمي جوزك عن راجل تاني، ياجبروتك !

ثم أكمل بحدة:

_ بس إنتي مش غلطانة أنا إللي مكٌنتش راجل معاكي من الأول بس ملحوقة غلطة وهتتصلح .

كان يحادثها وهو يواليها ظهره بإهمال حتي إنتهي من أرتداء جميع ثيابه بالكامل ثم خرج من الغرفة صافقاً بابها كالإعصار .

كانت تستمع له وهي مٌنكمشة علي حالها واضعة يدها علي فمها وتبكي بصمتٍ تام حتي خرج وأجهشت بالبكاء المرير ،

لما تبكي هي لا تدري ؟

لكنها حزينة قلبها يتمزق لأجلهْ كان ظلَ رائف يطاردها بكل ركن داخل الغرفة وهو ينظر داخل عيناها بحزنٍ عميق هكذا هي تخيلته .

هي حقاً ذات عقلٍ مٌشتت☆ وقلبٍ حائر ☆

لا تدري ماذا تريد ؟

نظرت للسماء وتحدثت:

_ساعدني يا الله أنا حزينة شريدة مٌتعبة الروح إهدني وأرشدني للطريق الصحيح لا تتركني بمفردي أرجوك فلقد تعبت روحي وتمزقت كن بعوني وعونهْ .

ثم إرتمت علي تختها تبكي بحرقة علي جرحها لكرامته ورجولته معاً ولكن مابيدها لتفعلهْ فقلبها ليس ملكاً لها أو هكذا خيل لها عقلها المٌشتت .

ظلت تبكي وتبكي حتي أتاها صوت هاتفها مٌعلناً عن وصول مٌكالمة ،أمسكت هاتفها لتري بشاشتهِ رقمه ، أغمضت عيناها بألم ودموع وقررت أن تستقبل إتصاله لتستمع تبعية غضبتهْ .

ضغطت علي زر الإجابة مٌنتظرة صياحه وغضبه وهي مٌغمضة العينان بتألٌم ،

وفجأه فتحت عيناها بصدمة وخرجت شهقة منها كتمتها بوضع يدها علي فمها سريعاً، وبدأت تهز رأسها بعدم تصديق لما تستمع ،

ثواني ثواني معدودة وأنقطعَ الإتصال لكنها كانت كفيلة بإنهيارها وبكائها المرير .

تٌري ما الذي إستمعت لهٌ مليكة أحزنها بهذا الشكل؟

هذا ما سنتعرف عليه في البارت القادم .

#إنتهي_البارت

☆#قلوب_حائرة ☆

#بقلمي_روز_آمين

 

 

 

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل حاجب الإعلانات لتستطيع تصفح الموقع