روايات روز أمين

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الثالث

رواية قلوب حائرة لروز أمين الفصل الثاني والعشرون

#رواية☆ #قلوب_حائرة☆

#بقلمي_روز_آمين

🦋 #البارت_الثاني_والعشرون 🦋

حملوا باقي الأطعمة وخرجوا للجميع

والتفوا حول سفرة الطعام وسط أجواء مبهجة وسعيدة ،

إلا من نرمين التي باتت مٌتأكدة من عشق ياسين لمليكة ،

فضحتهٌ نظرات عيناه المٌشتاقة لها،

كان يجلس مٌجاوراً لها وقلوبهم ترقص فرحاً من شدة سعادتهم حاولت مليكة جاهدة كي لا تٌظهر سعادتها وعشقها أمام الجميع .

نظر لها وتحدث مٌتعمداً:

_مليكة ممكن تديني واحدة جمبري ؟

إرتبكت لعلمها ما يقصده وابتلعت لٌعابها وصمتت .

أشارت لها إبتسام وتحدثت بدعابة:

_قربي الجمبري لسيادة العقيد يا مليكة ولا عاوزاه يقول علينا بٌخَله .

إبتسم ياسين وأجابها بإحترام:

_ العفو يا أفندم حضرتك أصل الجود والكرم ومحدش يقدر يقول غير كده .

أومأت لها مليكة بموافقة وبدأت بوضع الجمبري في صَحن ياسين .

نظر لها بإبتسامة واقترب من أذنها وهمس بنعومة:

_ما أتحرمش .

إرتبكت وهزت رأسها بإبتسامة خجِلة .

سألهٌ رؤوف بشغف واهتمام:

_وايه أخبار شغلك يا سيادة العقيد ؟

أماء ياسين برأسهِ وهو يبتلع طعامه بتلذذ واستمتاع وتحدث بإختصار:

_كله كويس يا رؤوف الحمد لله .

نظر لهٌ حسن وحدثهٌ برجاء:

_خلي بالك علي نفسك كويس يا ياسين،

الناس دي مابتنساش تارها وإنت دمرت لهم خلية بقالهم سنين بيدربوا فيهم وبيجهزوهم وصرفوا عليهم كتير،

كانوا خلاص هيحصدوا إللي زرعوه فيهم كل ده، وإنت جيت في لحظة ومحيته

واسترسل محذراً:

_أرجوك يا ابني حافظ علي نفسك كويس وخلي بالك علي قد ما تقدر،

وياريت ما تثقش في أي حد بسهولة.

أجابهٌ ياسين بإحترام:

_ربنا هو الحافظ يا عمي، متقلقش حضرتك أكيد مخلي بالي .

تحدث إسلام بإعجاب واحترام:

_حضرتك بتوصي مين يا بابا، ده ياسين باشا المغربي وحش المخابرات، وبعدين دي أول حاجه بيدربوهم عليها إنهم ما يثقوش في أي مخلوق حتي أقرب الناس ليهم .

إبتسم ياسين إلي إسلام وتحدث بإختصار:

_بالظبط كده يا إسلام برافوا عليك ،

وتابع تناول طعامه .

تحدثت ثريا بقلق:

_ ربنا يحميك يا حبيبي ويكفيك شرهم ،

كانت تنظر لهٌ وقد بدأ الرعب يدٌبَ في أعماق أوصالها، شعر بها ونظر إليها وأماء بعينيه ليٌطمئنها .

نظرت لهٌ يسرا وتحدثت بحب أخوي:

_ربنا يحفظك يا ياسين .

نظر لها قائلاً بحنان:

_تسلميلي يا حبيبتي .

نظر لهٌ رؤوف وتحدث مٌستفهماً

_ سيادة العقيد هو مش المفروض إن جهاز المخابرات ده سري والمفروض كمان إن كل الظباط اللي شغالين جوه الجهاز بيبقوا مش معروفين للعلن ،

ولا كمان المفروض تنزل أخبارهم عادي كده في السوشيال ميديا صح ولا أنا غلطان ؟

أجابهٌ ياسين بمهنية:

_هو المفروض إنه كده فعلاً يا رؤوف لكن حالياً قواعد الحرب الباردة في عالم المخابرات إتغيرت في كل شيئ

وأردف بعمليه:

هشرح لك، هو فعلاً رجال المخابرات المفروض ما يتعرفوش لسببين مهمين

أولاً علشان سلامتهم وأمانهم ،

وثانياً بقي وده الأهم لضمان نجاح المهام إللي بيٌكلفوا بيها ،

لكن اللي بيحصل دلوقتي إن السوشيال ميديا بقت سلاح أخطر علينا من السلاح البيولوجي نفسه،

وأكملَ بمهنية:

_بمعني مخابرات الدول المعادية بتسرب أسماء رجال المخابرات علشان يتعرفوا واصطيادهم من الجماعات الإرهابية يبقي أسهل ،

واللي حصل في المهمة بتاعتي مٌؤخراً وبعد ما تتبعنا خيط تسريب الخبر أتضحلنا إن فيه ظابط معانا للأسف قدروا يشتروا ضميره وباع نفسه ليهم،

وهو إللي سرب لهم الخبر علشان لاقدر الله لو حصل إغتيال لأي شخص فينا يبقي هو في الأمان ومايتعرفش ،

وأكملَ بفخر:

_لكن طلع غبي وإحنا سبقناه بخطوة كعادة المخابرات المصريه دايماً ،

وأكمل بمهنية:

_لكن بالنسبة للعمليات السرية إللي تخص أمن الدولة أحب أقولك وأطمنك إن فيه قسم في الجهاز مٌتخصص في العمليات دي

وده بيتكون من وجوه سرية وغير معروفة للعلن،

لدرجة إن أهاليهم نفسهم ما بيبقوش عارفين هما شغالين في أي جهاز أو تبع أي تخصص، كل اللي يعرفوه عنهم إنهم تبع القوات المسلحة وبس

ودول بنختارهم بعناية فائقة وبيمروا بإختبارات صعبة وعديدة علشان نتأكد من ولائهم وإخلاصهم للبلد .

تحدث حسن بفخر :

_طبعاً يا ياسين جهاز المخابرات المصري فخر لأي مصري حر، لكن لازم تخلي بالك علي نفسك كويس أوي يا ابني وربنا هو الحارس .

تحدث ياسين ببشاشة وجه:

_ العمر واحد والرب واحد يا عمي، ما حدش بياخد أكتر من إللي ربنا كاتبهُ له .

ردت ثريا:

_وربنا إن شاء الله كاتب لك السلامة يا ابني .

نظر لها بحنان وأجابها :

_تسلمي لي يا أمي .

أحال ببصره عليها، وجد ملامحها مٌتشنجة  حزينة ومرتعبة، نظر إلي طعامها وجدهٌ كما هو ولم يٌمس .

أمال علي أذنها وتحدث بصوتٍ مٌنخفض:

_كملي أكلك يا مليكة .

بادلتهٌ النظر وهزت رأسها بإيماء مع ابتسامة باهتة،

كان هٌناك من يراقبهم بعيناه والغل يتأكل قلبها إنها نرمين لا غير .

ثم تحدثت إلي ياسين بإستفسار:

_هترجع إسكندرية أمتي يا ياسين ؟

أجابها وهو يتناول كأس الماء ليرتشف منه القليل :

_عندي شغل هنا لمدة تلات أيام هسافر بعدها علي طول إن شاء الله .

نظرت لهٌ إبتسام قائلة بإهتمام:

_البيت هينور يا سيادة العقيد .

نظر لها بإحترام وتحدث:

_مٌتشكر جداً لحضرتك لكن متشغلوش بالكم بيا أنا حاجز في فندق قريب من هنا وبعد إذنك هبقي أجي أشوفكم وأطمن عليكم من وقت للتاني

رمقهٌ حسن بنظرة غاضبة قائلاً بحدة:

_إنت بتستقل بينا يا ياسين ولا يكونش البيت مش عاجبك وشايفه مش قد المقام يا ابن المغربي ؟

تحدث سريعاً بنفي:

_ لا والله العظيم أبداً يا عمي بيتك يشرف أي حد يدخله وحضرتك وإبتسام هانم علي راسي ،ده كفاية مقابلتكم وبشاشة وشكم كل الحكاية إني مش عايز أزعجكم ولا أتطفل عليكم .

تحدثت إبتسام بمودة:

_ ما تقولش كده يا سيادة العقيد ده إنت هتشرفنا وبعدين مكانك موجود ومافيش إزعاج ولا حاجة ، مروان هيبات مع أنس والحاجة ثريا ،وحضرتك هتبات مع مراتك في أوضتها .

أكمل حسن بنبرة حازمة وأمره:

_تتفضل تلغي الحجز وتجيب شنطتك وده أخر كلام ومش عاوز أسمع كلمه زيادة .

هز رأسهٌ بإيماء وأجاب بإبتسامة شكر:

_تحت أمرك يا عمي .

شعرت بسعادة الدنيا تحوم حولها فحقاً هي تشتاقه،تشاق قربه، رائحة أنفاسه وهو بجانبها ♡

في المساء

كان الجميع مجتمعون يتثامرون بود وسعادة

وقفت مليكة مٌعتذرة:

_ بعد إذنكم أنا هطلع أحمي الولاد علشان معاد نومهم قرب .

أجابتها إبتسام:

_خدي مروان وسبيلي أنس أنا أحميه ،

أجابتها بإبتسامة واعتذار لطيف:

_مٌتشكرة أوي يا طنط مش عاوزة أتعب حضرتك معايا .

هزت لها رأسها بنفي وتحدثت :

_مفيش تعب ولا حاجة يا قلبي .

نظرت لها ثريا وتحدثت:

_ماتتعبيش نفسك يا بسمة مليكة مابتسمحش لأي حد يقرب من أولادها ويحميهم غيرها ولا حتي عمتهم يسرا .

ضحكت يسرا و تحدثت :

_بتقول إنها مش حابه ولادها يتحرجوا من حاجه زي دي لما يكبروا ويفهموا .

إبتسمت مليكة

وتحدث حسن معجباً بتفكيرها :

_عندها حق طبعاً وعلي فكرة بقي الكلام ده من أساسيات ديننا وكمان بيدرسوه في نظريات علم التربية الحديثة .

نظر لها رؤوف وتحدث بإعجاب:

_برافوا عليكي يا مليكة تفكيرك سليم جداً علي فكرة.

وأكمل ضاحكاً:

_ ده أنا خالتي رباب ذلاني كل شوية تقولي كبرت يا رؤوف وبقيت مهندس داأنا لسه كنت بحميك أول إمبارح،

لا وما بيحللهاش الكلام غير قدام الناس الغرب حاجة آخر مسخرة والله .

ضحك الجميع إلا الناظر علي رؤوف بنظرة حادة لتقربهٌ من مليكة وحديثهٌ المباشر معها بتلك الأريحية ،

إستأذنت وصعدت للأعلي حممت أطفالها ونزلا الطفلان لجدتهما وبقيت هي داخل غٌرفتها .

أخذت حماماً وارتدت ثوباً للنوم رقيق للغاية ويبرز جميع مفاتنها، فردت شعرها فوق ظهرها نثرت عطرها علي جسدها بسخاء ،

ووقفت تنظر علي حالها في المرآة إرتعبت حين رأت حالها فقد كانت فاتنة للغاية خجلت من حالها  هزت رأسها تنفض من داخلها تلك الأفكار ،

وتحركت سريعً وأبدلت ثوبها بمنامة بيتية مريحة ولملمت شعرها وربطته ووضعت عليه وشاحاً بإهمال فتمردت إحدي خصلاته وطلت من تحت وشاحها مما ذادها سحراً

خرجت إلي الشرفة ووقفت بتوتر وضربات قلبها في تزايد وهي تنتظر ذلك العاشق لتري عشقها داخل عيناهٌ من جديد .

بعد قليل إستمعت لطرقات خفيفة فوق الباب إستدارت وطلت برأسها ،

وجدت الباب يٌفتح ويظهر منهٌ ياسين ظهر بوسامته وجسدهٌ الممشوق، وقفت بإرتباك وهي تفرك يداها وتنظر لهْ بنظرات عاشقة ممزوجة بأخري خَجِله ،

نظر إليها بإنبهار فقد كانت حقاً جميلة حتي وإن حاولت تخبئة جمالها ومفاتنها ففرحة قلبها وعشقها له ظهرت علي وجهها فزادهٌ سحراً وجمالاً ،

ذهب إليها إقترب منها بحذر وتحدث:

_ إتأخرت عليكي ؟

نظرت لهٌ وضربات قلبها تتسارع وأجابته بصوتٍ يكادٌ يٌسمع:

_عادي براحتك .

أكمل بابتسامة مٌعتذراً:

_معلش إنتي عارفة عمي حسن وحكاياته الجميلة إللي مابتخلصش، الكلام أخدنا والوقت عدي .

إبتسمت بخجل وبعد قليل حدثتهٌ مٌتسائلة:

_سيلا وحمزة عاملين ايه ؟

أجابها وهو ينظر داخل عيناها بهيامٍ مٌهلك:

_كويسين، كلهم كويسين لكن البيت وحش أوي من غيركم وملوش طعم وحشتونا أوي

وأسترسل معاتبً:

_بس شكلكم مبسوطين هنا ومش فارق معاكم بعادنا .

أجابتهٌ بلهفة:

_لا طبعاً إنتوا كمان وحشتونا أوي ،

ثم سحبت عيناها عنه بخجل .

إقترب عليها وأمسك يدها بحب وضغط عليها بحركة أذابتها، تعمقَ داخل عيناها وإلتقت عيناها بعيناه وأخذ صدرها يعلو ويهبط من شدة توترها وعشقها

سحبها من يدها للداخل وأغلق الشرفة أوصلها للتخت وأجلسها وجلس بجوارها وتحدث بعيناي تنطقُ عشقً:

_هو أنتي ليه حلوة أوي كده النهاردة؟

سحبت نظرها عنه بخجل وابتلعت لٌعابها

نظر لها وتحدث بصوتٍ هائم مٌهلك لإنوثتها:

_مليكة، بصي في عيوني ، مليكة

نظرت لهٌ إقترب منها وتلمس خدها بحنان إقشعر بدنها وأغمضت عيناها بإستسلام، إقترب عليها ووضع قٌبله فوق شفاها إستجابت هي لها

إبتعد عنها نظر داخل عيناها ليتأكد من صحة شعوره نظرت له وابتسمت بخجل تأكيداً علي ما وصله من قبولها .

شعر بسعادة لم يشعر بمثلها من قبل وتحدث بلهفة وعشق:

_بحبك يا مليكة بحبك

ثم غاصا في عالم العشاق ليقطفا معاً أول ثمارهما

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

في نفس التوقيت

كانت تتحرك في الغرفة بغضب وضيق أمسكت هاتفها وقررت تهاتف ليالي لتٌفسد ليلة مليكة التي تأكدت من أنها ستكون ليلة مميزة لها لما لاحظته من عشق ياسين الظاهر بعيناه ولهفتهٌ عليها ،

ضغطت علي زر الإتصال

أتاها صوت ليالي تحدثت نرمين بلؤم:

_لي لي حبيبتي وحشتيني .

أجابتها ليالي بمجاملة :

_وإنتي كمان يا نيرو وحشاني كتير أخباركم إيه ،طبعاً مبسوطين في أسوان ؟

أجابتها نرمين:

_ جداااااااً مش قادرة أقول لك مبسوطين قد ايه

الجو هنا تحفة يا لي لي بجد الرحلة دي كانت نقصاكي .

أجابتها ليالي:

_مرة تانية إن شاء الله .

إسترسلت نيرمين حديثٌها بخبث:

_خالوا حاجز لنا بكره اليوم كله هنقضيه في باخرة في وسط النيل، بجد ياريتك جيتي مع ياسين

إرتبكت ليالي وسألتها بإستفسار:

_ ياسين! وهو ياسين ايه اللي هيجيبه عندكم ؟

أجابتها نرمين بلؤم:

_ايه ده هو أنتي متعرفيش إن ياسين هنا في أسوان؟

ده هنا من الساعه واحدة الظهر وأتغدا كمان معانا ،

وأكملت بحديث خبيث ذات مغزي:

_ ده حتي طلع ينام مع مليكة في أوضتها ومليكة نزلت مروان ينام مع ماما علشان يكونوا براحتهم ،

غلي قلبها واشتعلت النيران بداخله وهتفت بحدة:

_إقفلي دلوقتي يا نرمين لما أتصل بالبيه أشوفه بيهبب ايه هناك .

تحدثت نرمين بحذر :

_لي لي، من فضلك ماتقوليش لياسين إني قولت لك حاجه، أنا ماقصدتش أبداً إني أعمل مٌشكلة بينكم .

أجابتها ليالي علي عجل :

_مفهوم مفهوم يا نرمين يلا سلام ،

أغلقت الهاتف وطلبت رقم زوجها في الحال وانتظرت ليأتيها الرد .

♡♡♡

كان غارقاً في بحر عسلها ذو النكهةِ المٌميزة الذي طالما تمناه وبشدة، يغوصان معاً بعالمهم الخاص ذو الطابع الساحر الهائم الذي لم يشهد لمذاقهِ مثيلاً من ذي قبل

رن هاتفه مد يدهٌ بإهمال وأمسك الهاتف وأغلقه تماماً دون النظر به وعاد لمعشوقة عيناه ليستكملا ما كان عليه .

نظرت بشاشة هاتفها بجنون وعدم تصديق، عاودت الإتصال مرةً أٌخري إذزداد جنونها حين وجدت الهاتف مٌغلق جَرت مٌسرعة للأسفل وجدت عمتها جالسة في بهو المنزل

سألتها بلهفة عن عز ،

أخبرتها منال أنه داخل المكتب ،

جرت بإتجاه المكتب بحالة هيستيرية دفعت الباب بجنون دون إستئذان وهرولت خلفها منال بفزع ،

وقف عز مٌستغرباً من هيئتها وتحدث بهلع:

_فيه إيه ؟ حد من الولاد جرا له حاجة ؟

أجابتهٌ بهيستريا:

_الولاد بخير يا عمو لكن الظاهر إن البيه المحترم إبن حضرتك هو اللي جرا له حاجة في مخه .

ضيق عيناه بدون فهم وتحدث بحزم معنفً إياها:

_بيتهيئ لي لازم تتكلمي بإسلوب أحسن من كده وإنتي بتتكلمي علي جوزك أبو ولادك، مش كده ولا إيه يا مدام ؟

تحدثت منال بإستفهام مٌتجاهلة تعنيف عز الموجه إلي ليالي:

_ما تفهمينا يا ليالي فيه أيه بالظبط رعبتيني !

صاحت بغضب وهدرت وهي تنظر لها:

_ عمو عز هو إللي هيفهمنا يا عمتو

ثم نظرت إلي عز وأكملت:

_مٌمكن حضرتك تقولي ياسين بيه فين حالياً ؟

تحدث عز بجدية:

_ما أنتي عارفة، ماهو قايل قدامك إمبارح إن عنده مأمورية شغل بره إسكندرية وهيقعد فيها تلات أيام .

أجابتهٌ والغضب يسيطر كٌلياً علي ملامح وجهها:

_ أه ده الكلام إللي إستغفلني بيه قدام حضرتك لكن الحقيقة إن سيادة العقيد المحترم موجود حالياً في أسوان وبالتحديد في أوضة الهانم،

ولما رنيت عليه من شوية علشان أسأله بيعمل إيه هناك فصل عليا الفون وقفله في وشي .

شهقت منال ووضعت يدها علي فمها وتسائلت:

_إنتي متأكدة يا ليالي إنه في أسوان ؟

أجابتها ليالي بحدة:

_متأكدة زي ما أنا متأكدة إني واقفة معاكم حالاً .

جلس عز علي الأريكة ووضع ساق فوق الآخري وأشعل السيجار ثم تحدث ببرود:

_وحتي لو في أسوان زي ما بتقولي،

إيه المشكلة مش فاهم ؟

واحد وعنده مأمورية في أسوان وراح يبات في بيت عمه وبالتالي من البديهي جداً إنه يبات في أوضة مراته ،وده حفاظاً علي شكلهم قدام الناس،

وأكمل ساخراً:

_ ولا عاوزاه يقول لهم معلش هاتولي أوضة لوحدي أصل أنا والمدام متجوزين جواز صوري

ثم نظر لها وهو مٌضيقاً عيناه بتساؤل:

_ وبعدين أنا مش فاهم إنتي عاملة الثورة دي كلها علي أيه ؟

ماهو بيبات معاها في أوضتها هنا برضو، فرقت في إيه يا ليالي هانم هنا من هناك ؟

أجابتهٌ بدموع لم تستطيع التحكم بها:

_لا يا عمو تفرق كتير أوي،

هنا بيبات معاها مٌرغم وكلنا عارفين ظروف وجوده معاها في أوضة واحدة أيه ،لكن لما يروح لها أسوان مخصوص ويخبي علينا كلنا  ، يبقي ده بيأكد لي إن فيه حاجة بتحصل من ورا ضهري .

تحدث عز بتعقل وجدية:

_وهو من أمتي ياسين بيقول لنا علي المكان إللي بيسافر فيه لمأمورياته؟!

وأكمل بحكمة:

_جوزك يا مدام شغال في جهاز حساس وسري، أنا نفسي يلي أبوه ومعاه في نفس الجهاز ممنوع يعرفني مكان مأمورياته،

يبقي أيه الغريب المرة دي، وخبي عليكي من أي ناحية أنا مش فاهم !

تحدثت منال وهي تأخذها داخل أحضانها:

_إهدي يا حبيبتي كلام عمو عز منطقي جداً .

نظرت له ليالي وتحدثت بتوسل وهي تجفف دموعها:

_طب من فضلك يا عمو إتصل عليه وأسأله علشان قلبي يطمن .

تأفأف عز بملل ثم أخرج هاتفهٌ مٌتحدثاً بنبرة ساخرة:

_حاضر يا ستي هتصل بيه وأعنفه وأقول له إنتَ إزاي تنام ف أوضة مراتك يا محترم .

ضغط علي الهاتف وجد هاتف ياسين مٌغلقاً نظر لها وأجاب ببرود:

_تليفونه مقفول أكيد عنده شغل بكرة بدري وقفله علشان ينام براحته، ياريت إنتي كمان تهدي وتطلعي تنامي

هدأها عز هو ومنال وبعد مدة صعدت غرفتها وقلبها مازال مٌشتعلاً من الغيرة .

◇◇◇◇¤◇◇◇◇

في جناح طارق وجيجي

كان يجلسان في جو شاعري مليئ بالدفئ والمشاعر الحانية، أخرجهما مما هما عليه إستماعهما للضجيج الدائر بالمنزل

تحدثت جيجي :

_ده صوت ليالي وعمو عز، ياتري فيه أيه ؟

تأفأف طارق وتنهد :

_هيكون فيه أيه يعني، أكيد ياسين عمل معاها مصيبة جديدة .

تحدثت جيجي بتأثر:

_والله ساعات ليالي بتصعب عليا أوي، مع إنها متكبرة ومغرورة لكن حقيقي ماتستاهلش إللي ياسين بيعمله فيها ده كله،

ياسين قاسي أوي عليها يا طارق .

رمقها طارق بنظرة ساخرة مٌضيقاً عيناه:

_ مالك كده محسساني إن ليالي دي ملاك بجناحين،

ليالي دي جبارة بنت خالي وأنا أدري بيها من زمان دي لو لقيت حبة تراخي من ياسين كانت خربت الدنيا وركبت فوق دماغ الكل ،

لكن ياسين علشان ذكي وفاهمها كويس عارف مفاتيحها فين وممشيها

وأكملَ ساخراً:

_وبعدين ما الهانم مقضياها نوادي وخروجات مع صحباتها وعايشه حياتها بالطول والعرض وأخر إهتماماتها هو ياسين ومشاعره وقلبه، زعلانة ليه بقي .

ضحكت جيجي وتحدثت:

_وهو أخوك سايبها بحريتها بجد؟

ده حاطتها تحت المراقبة أربعة وعشرين ساعة، أي مشوار بتخرجه عربية المراقبة بتكون محاوطاها هي والولاد .

طارق وهو يقف ويرتدي الروب فوق منامته:

_ وهو بيعمل كده ليه، مش علشان أمانها هي وولادها،إنتي ناسية إنه شغال في مكان حساس والعين دايماً عليه .

نظرت له جيجي بإستغراب وتحدثت:

_ إنت بتلبس الروب ورايح علي فين ؟

أجابها طارق وهو يضع قبلة فوق وجنتها:

_ رايح أشوف الحرب إللي دايرة تحت دي دايرة علي أيه .

◇◇◇◇¤◇◇◇◇

بعد صعود ليالي

إقتربت منال من عز مٌتسائلة بترقب:

_ عز، أرجوك جاوبني بصراحة، إنتَ كٌنت تعرف إن ياسين مسافر أسوان ؟

إنفعل عز وأجابها بحدة:

_ياستي قولت لك معرفش  ، معرفش، معرفش، أقولها لك بأي لٌغة علشان تفهميها ؟

فركت منال يديها بعصبية وهي تدور بالغرفة:

_ أنا قلبي مش مطمن، حاسة إن فيه حاجة بتحصل بجد،

ثم إلتفتت إليه وتحدثت بنبرة غاضبة:

_ البيه إبنك شكل الموضوع عجبه والهانم حليت في عنيه وحابب يخلي الجواز فعلي،

وأستطردت بنبرة تهديدية:

_ ماشي يا ياسين، من النهاردة أنا بنفسي إللي هقف لك، ماهو مش بنت أخويا إللي يتعمل معاها كده .

نظر لها عز وتحدث ساخراً:

_وإنتي بقي اللي هتمنعيه يا منال؟

وأكمل:

_ ولو فرضنا إن إبنك حابب يعمل كده فعلاً ويتعامل مع مراته كزوجين طبيعيين،أيه مشكلتك في كده أنا مش فاهم؟

وأسترسل موضحً:

_بعدين إبنك لو حابب يعمل كده فعلاً مفيش مخلوق علي وجه الأرض هيقدر يمنعه، ولا أنتي تايهة عن ياسين يا منال؟

نظرت له بغل وأكملت:

_أنا ساعتها إللي هقف له يا عز وهتشوف، ولا يمكن هسمح لتخطيط ثريا ينجح ويدمر بيت إبني،

ثم نظرت لهٌ بكره وأكملت بتهديد:

_لا يمكن أسمح لها تنفذ إللي أنا منعته من خمسة وعشرين سنة، علي جٌثتي يا عز، علي جٌثتي .

وقف عز بغضب وتحدث:

_إنتي عمرك ما هتنسي أبداً، كفاية بقي يا منال سنين طويلة وإنتي معيشانا في هم ونكد بسبب الموضوع ده ،موضوع وأتفتح وقفلناه بعدها برفض ثريا نفسها، ليه مش عاوزة تقفليه إنتي كمان وترتاحي وتريحيني ليه؟

أجابتهٌ بغل:

_رفضت لما أنا إللي وقفت لها ودافعت عن بيتي وولادي بكل قوتي ،وهي عملت فيها الزوجة العفيفة إللي باقية علي ذكري جوزها إللي بتحبه،

وأكملت بغل:

_طول عمرها بتاعت مظاهر وتحب تبان قدام العيلة في صورة الست العاقلة الكاملة

لكن أنا عمري ما هصفي لها،

ثم أشارت له بسبابتها وتحدثت بنبرة صاخبة:

_ولا هصفا لك وأنسي لك إنك فضلتها عليا وكنت عاوز تتجوزها .

هٌنا دلف طارق عليهم بعد الإستئذان وتحدث:

_فيه أيه يا بابا، أيه حالة الهرج والمرج اللي في الفيلا دي، ومالها ليالي صوتها كان عالي كده ليه من شوية ؟

نظرت سريعاً إلي طارق وسألته بإستفسار:

_إنتَ كٌنت عارف إن ياسين مسافر أسوان عند مليكة ؟

إزبهلَ طارق مما إستمعه ورد مٌستغرباً:

_ أيه !هو ياسين في أسوان ؟

حولت بصرها سريعاً إلي زوجها وتحدثت بغضب:

_إتفضل أدي طارق هو كمان مايعرفش،أنا كده بقى إتأكدت إن فيه حاجة بتحصل من ورا ضهري فعلاً .

حدثها طارق مٌهدئاً إياها :

_إهدي يا ماما أكيد رايح لشغل زي ما قال .

أجابته منال بإنفعال:

_طول عمره بيقول لك إنت بالذات علي أماكن سفره علشان لا قدر الله لو حصل حاجة يبقي عندك خبر هو فين، أيه إللي حصل المرة دي خلاه ما قالكش يا طارق ؟

تحدثَ طارق بتعقل:

_ أكيد عنده أعذارة يا ماما إهدي حضرتك ولما يرجع هنفهم منه أصل الموضوع .

تحدث عز ساخراً :

_ إنتَ إتجننت يا طارق، إزاي بتطلب منها تهدي وهو الموضوع متعلق بكرامة وشكل الكونتيسا ليالي قدام الناس .

رمقته بنظرة غضب وخرجت دون كلام وصفقت الباب خلفها بغضب .

أما طارق فقد نظر لأبيه وتساءل مستفهمً :

_هو ياسين فعلاً في أسوان يا بابا ؟

تحرك عز وجلس فوق الأريكة وتحدث:

_تليفونه مقفول معرفتش أوصل له، بس ليالي مش هتعمل كل الهيصة دي من غير ماتكون مٌتأكده .

تحدث طارق بإستفهام:

_وليالي عرفت منين ؟

نظر له عز وابتسم بسخرية

تحدث طارق بتأكيد لما وصلهٌ من نظرة أباه:

_نرمين أنا مش عارف البنت دي أيه إللي حصلها مكنتش كده الأول نرمين مكنش فيه أحن وأرق منها .

نظر عز للأسفل وظهر علي وجههٍ علامات الأسي وتحدث:

_الغيرة والحقد بيغيروا البني أدم يا طارق .

نظر له طارق بعدم إستيعاب قائلاً:

_ غيرة! من مين وليه ؟

أجابهٌ أباهْ بأسي:

_من مين ، من مليكة وده بيبان أوي في نظرة عنيها وهي بتبصلها وف تشنجات وشها لما نبقي قاعدين وفجأة مليكة تدخل ،

أما بقي ليه فربنا وحده أعلي وأعلم بأسبابها .

تحدث طارق :

_ربنا يهديها ويرجعها لعقلها

وأكملَ بنبرة جادة:

_لكن مقولتليش ياباشا هنعمل أيه مع ياسين، دي كده الدنيا هتولع حواليه من ماما وليالي ؟

نظر له عز وتحدث بإبتسامة سمجة:

_هنعمل له أيه يعني، هو مش الباشا عامل لي فيها روميو وحبيب وداير يخطط ويظبط مع نفسه، يشرب بقي ويقابل

ثم نظر لبعضهما وبدون مقدمات أطلقا الضحكات الساخرة سوياً .

◇◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇◇

داخل غرفة نرمين

كانت مٌتسطحة فوق فراشها تنظر لسقف الغرفة بإستمتاع وتشفي بعدما بخت بسمها من جديد في حياة مليكة  إستمعت لطرقات فوق الباب !.

إعتدلت بفراشها وتحدثت:

_ إدخل

فٌتحَ الباب ودلفت منه يسرا ويبدو علي وجهها الإنزعاج

نظرت لها نرمين بإستغراب قائلة:

_يسرا خير فيه حاجة؟

إقتربت منها يسرا وجلست بطرف الفراش وتحدثت بتساؤل:

_عاوزة أيه تاني من مليكة يا نرمين ؟

إبتسمت نرمين وتحدثت بنبرة ساخرة:

_وأنا هعوز منها أيه دي كمان ،

وأكملت بغل:

_ يابنتي مليكة دي أقل من إني أشغل دماغي بيها دقيقة واحدة .

تحدثت يسرا:

_ ولما هو كده فعلاً تقدري تقوليلي أيه نظرات الحقد اللي كانت مالية عنيكي وإنتي بتبصي عليها وإحنا علي العشا النهاردة ،

ونظرت لها نظرة ذات مغزي وأكملت:

_لسه عاوزة منها ايه تاني يا نرمين،مش كفاية اللي وصلتيها ليه هي وولادها بغيرتك وحقدك عليها ولا نسيتي ولو كنتي نسيتي أنا أفكرك بجريمتك إللي عملتيها ؟

إنتفصت نرمين بغضب وتحدثت:

_ إنتي عاوزه مني أيه بالظبط يا يسرا ؟

أجابتها يسرا بنبرة تهديد:

_عاوزاكي تبعدي نهائي عن مليكة وولادها وأياكي تفكري ولو مجرد تفكير بإنك تأذيها بأي شكل من الأشكال،

ساعتها ورحمة بابا لأروح لياسين وطارق وأحكيلهم علي كل إللي حصل وأسيبك منك ليهم ،

وأكملت بنبرة تهديد:

_وأوعي غبائك يصورلك إني علشان ساعدتك في موضوع الفيديو ومنعت ياسين إنه يشوفه إني موافقة علي إللي عملتيه أو نسيته بالعكس،

وأكملت بإشمئزاز:

_ ده أنا كل يوم بكرة نفسي وبلومها ألف مرة علي إني ساعدتك ووقفت معاكي ،بس للأسف مكنش قدامي حل تاني وده بسبب خوفي علي المسكينة أمي،

ولولا كده عمري ما كٌنت هقف جنبك وأشاركك ذنبك .

ثم رمقتها بنظرة تهديد وأكملت:

_ ياريت تفكري في كلامي ده كويس أوي، علشان ده مش كلام وخلاص .

ثم رمقتها بغضب وخرجت كالإعصار ،

إمتعض وجه نرمين وأمسكت بفرش التخت وشدته وألقته فوق الأرض بكل غضب وهذا لعلمها جدية حديث يسرا

فيسرا مثل والدتها حنون وهادئة ومسالمة لكن أوقات الغضب تخرج مخالبها وتدافع بكل جبروت وتٌظهر قوة شخصيتها الدفينة.

◇◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇◇

في نفس التوقيت داخل حديقة حسن

كانت تجلس بجانب أخاها بعدما سألها عن وضع مليكة مع ياسين وقصت له ما حدث .

تحدث حسن بنبرة جادة:

_بس كده يبقي حرام شرعاً يا ثريا ده كده يتحط تحت بند جواز بعقد مشروط وده ملوش أي أساس من الصحة في ديننا .

تحدثت ثريا بتهرب وأسي:

_ده شرط البنت يا حسن، البنت كانت رافضة مبدأ الجواز من الأساس لكن لما باباها أصر ياخدها هي وولاد رائف عنده وعز كمان صمم وكان هياخد منها الولاد،

وقتها مكنش فيه حل قدامنا يرضي جميع الأطراف غير ده، وياسين نفسه راضي وموافق علي كده .

أجابها حسن وهو ينظر داخل عيناها:

_ بس إنتي كمان شكلك مرتاحة وموافقة بالوضع ده يا ثريا ؟

نظرت لهٌ بإرتباك وتحدثت بإستنكار:

_وأنا أيه دخلي أصلاً ف الموضوع يا حسنده قرار مليكة وأنا مليش أي علاقة بيه،

وأجابت بحدة بعض الشئ:

_وبعدين هي حرة بقرارها واحدة ومش عاوزه راجل في حياتها وعايزة تعيش علي ذكري الراجل إللي حبته وياسين متجوز ومعاه ست يعني الموضوع مفهوش أي حرمان ولا أذي لحد منهم يبقي فين المشكلة مش فاهمة ؟

تنهد حسن بأسي وهو يري تشتت شقيقته وتوترها من مجرد الحديث وعذر تشتتها وفهم رفضها للوضع وبررهٌ بحزنها علي فقيدها الغالي ولذلك غيرَ مجري الحديث لكي لا يٌحزنها أكثر وأكملا سهرتهما معاً

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

داخل غرفة ياسين

كان مٌتسطح علي ظهره محاوطاً إياها بذراعيه مٌشدداً عليها بعناية داخل أحضانه يكاد أن يٌدخلٌها داخل ضلوعه من شدة سعادته بإمتلاكها وأمتلاك روحها

مٌمسك بوجهها الموضوع علي صدره العاري،

ينظران لبعضهما بهيام غارقان في بحر عشقهما الحلال

كان يشعر وكأنه إمتلك العالم بأثره لم يعد يريد شيئاً بعد فقد وصلً لكامل مٌبتغاه .

نعم وصل لأقصي أمانيه التي طالما حلمَ بها منذ أن رأها ، نعم لقد عشقها عشق روحي، عشق أبدي، لكنه أكتمل اليوم بإمتزاج وتناغم جسديهما معاً

شعورة بها لم يضاهيهِ أي شعور بالكون بأكمله

أحس بسعادة تغلغلت داخل أوصاله وزلزلتهْ سعادة لم يشعر بها من قبل ،وكيف كان لهٌ أن يشعر قبل وهي حبيبته عشقهٍ الأبدي،عشق الروح الذي أكتملَ بقربهِ منها اليوم ،

كم هو رائع شعور إمتلاك الحبيب من بعد عذاب وفراق وألم سنين

تنهد بأريحية لم يشعر بمثيلها من قبل وتحدث بعتاب مٌحب:

_ تعبتيني معاكي أوي يا مليكة تعبتيني أوي

إبتسمت بخجل قبل جبينها وأكمل:

_ عارفة أنا عمري إبتدي من الليله دي من النهاردة بس إكتمل ياسين المغربي

ثم مال علي شفتاها وقطف قبلة ناعمة وتحدث داخل عيناها بهيام:

_بحبك يا مليكة، بحبك أوي ،بحبك وعمري ما حبيت حد قبلك ولا هحب حد بعدك، بحبك وبحبي ليكي إكتمل ياسين المغربي

كانت تستمع لهٌ بقلبٍ عاشق وعيون هائمة تنظر له بحب وإبتسامة عشق لم تفارق صَغريها نعم أحبته بل عشقته، عشقت إقترابه منها

عشقت نظرات الولهْ التي تطٌل من داخل عيناه

فقد بث لها منذ قليل كيف يكون عشق الرجال ؟وكيف هو جنون الحب ؟

لمس علي وجهها بحنان وسألها بحب:

_ساكتة ليه يا حبيبي إتكلمي، عاوز أسمع صوتك يا مليكة

أجابتهٌ بصوتٍ مبحوح وخجل:

_ هتكلم أقول أيه يا ياسين ؟

تحدث ياسين بإرتياب :

_ قولي أي حاجة يا مليكة ،عاوز أسمع صوتك، عاوز أعرف إذا كنتي فرحانة زيي باللي حصل بينا من شوية ولا الموضوع كله مش فارق معاكي ؟

إبتسمت بخفه وسحبت بصرها عنه

سحب جسده عنها ورفع رأسه وسندها علي ظهر التخت  تحركت هي الأخري وشدت الغطاء لتداري به جسدها

نظر لها بشك وسألها بترقب شديد:

_ مليكة إنتي ندمانه علي إللي حصل بينا ده ؟

هزت رأسها بنفي سريع وتحدثت:

_خالص يا ياسين، ولو مكنتش حابة مكٌنتش سمحت إنه يحصل من الأول .

نظر لها بألم وأكمل:

_أومال مالك ! ساكته ليه وحرماني من إني أسمع الكلمه اللي هموت وأسمعها منك؟

وأكمل برجاء:

_قوليها يا مليكة، عاوز أسمعها منك لو فعلاً مبسوطة زيي أرجوكي قوليها .

نظرت له وعيونها مليئة بالغرام وتحدثت بخجل:

_ بحبك يا ياسين، بحبك

إنتفض قلبه وبدأ صدرهٌ يعلو ويهبط بسعادة لم يشعر مثلها علي مدي العقود الأربع التي عاشها

وقف سريعاً ثم جذبها من تحت غطائها وألصقها بأحضانه وتحدث:

_بتقولي أيه سمعيني تاني كدة علشان مسمعتش .

ضحكت وقالت بصوتٍ ملئ بالحياة:

_ بحبك يا مجنون

أخذ يدور بها بسعادة داخل الغرفة وهو يحتضنها بشدة ويردد:

_بحبك، بحبك يا قلب ياسين من جوه بحبك يا فرحة ياسين ،بحبك يا مليكة، بحبببببببك

تري ما الذي سيحدث بعد ؟

هل سيتركهم الجميع ليحيا بحبهما الفريد ؟

أم أن للفراق والدموع نصيباً بعد في حياة وقلب تلك الحائرة ؟

#إنتهي_البارت

☆#قلوب_حائرة☆

#بقلمي_روز_آمين

 

 

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل حاجب الإعلانات لتستطيع تصفح الموقع