روايات روز أمين

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الثالث

رواية قلوب حائرة لروز أمين الفصل الثلاثون

#رواية_قلوب_حائرة

#بقلمي_روز_آمين

#البارت_الثلاثون

وصلت مليكة إلي مطار لندن الدولي بصحبة أطفالها وسط إستقبال يليق بها مٌسبق الترتيب منهٌ شخصياً

تحدثت بالجوال بصوتٍ يملئهٌ الحنين والإشتياق:

_أنا وصلت يا حبيبي إنت فين عاوزة أشوفك ؟

أجابها الجالس بإنتظار أمامَ المطار داخل سيارته الخاصة بجهاز الإنتربول مٌنتظراً وصولها مع طفليها:

_ أنا بره المطار يا حبيبي وسيف جوه عندك مستنيكي في صالة الوصول،

وأكمل بمعاتبة لطيفة يحاول بها كظم غيظه من تصرفاتها التي ستصيبهٌ بذبحة صدرية حتماً ،

ولكن ماذا بيده ليفعله فقد جعلهٌ العشق طائع تابع لرغباتها وأوامرها التي أصبحت سيفاً علي رقبته مٌطيعاً لها بقلبٍ مٌسالم راضي مٌستسلماً لأمر الهوي وأمرها ،

تحدث ياسين بعتاب لطيف:

_مش لو كنا أعلنا للكل إن جوازنا بقي فعلي كان زماني أنا إللي مستنيكي في المطار وبستقبلك أنتي والولاد بدل ما أنا عامل زي المراهق كده ومستني في العربية بره علشان بس أشوفك وقلبي يهدي .

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

فلاش بااااك

مليكة علي الهاتف بصوتٍ مٌتلهف:

_ وحشتني يا ياسين وحشتني أوي .

أجابها ياسين بقلبٍ هائم:

_ وإنتي وحشتيني أوي يا قلب ياسين ،

وأكمل بحب:

_ليكي عندي خبر حلو أوي .

تحدثت بسعادة:

_ خبر إيه قول بسرعة ؟

أجابها بحب:

_ أنا كلمت دكتور سيف أخوكي وأتفقت معاه علي أنه يستضيفك في لندن إنتي والولاد إسبوع وأنا هكون في إنتظارك يا قلبي ،

وأكملَ بصوتٍ هائم عاشق :

_نفسي أقضي معاكي شهر عسل يا مليكة .

إنتفض قلبها بسعادة من تأثير كلماته عليها ولكنها تحدثت سريعاً بخجل:

_ إخص عليك يا ياسين إنتَ قولت لسيف علي إللي بينا ؟

تحدث بحدة أرجفت جسدها:

_أه يا مليكة قولتله أظن سيف مش هيفكر بالعقلية المتخلفة ولا هيشوفك بالصورة إللي سيادتك خايفة ومتصورة إن الكل هيبصولك بيها،

وأكملَ حديثهٌ بلوم:

_ وبعدين ده بدل ما تبقي فرحانة علشان هنقضي كام يوم مع بعض لوحدنا تفكري في شكل سيادتك قدام سيف،

وأكمل بضيق:

_إطمني يا هانم أنا نبهت عليه إن الموضوع هيكون سر بينا وطبعاً مراته الوحيدة إللي هتكون عارفة.

تحدثت بهدوء في محاولة منها لإمتصاص غضبته تلك:

_خلاص يا حبيبي حقك عليا أنا أسفة أرجوك علشان خاطري متزعلش مني .

إنفطر قلبهْ وبلحظة تحولَ من نار إلي رماد من تأثير كلماتها بصوتها الحنون وتحدثَ بهدوء:

_خلاص يا حبيبي مش زعلان المهم لازم تقولي لعمتي بكره الصبح علشان سيف هيبعتلك الدعوة علي أخر اليوم ان شاء الله ،

وأكمل بجديه:

_ أه وبالمناسبة ماتجبيش الناني بتاعت أنس معاكي أنا إتفقت هنا مع شركة محترمة هتبعتلنا بيبي سيتر تقعد مع الولاد في الوقت إللي هنكون فيه مع بعض مش عاوزين نتقل علي مرات دكتور سيف ونشغلها معانا

إبتسمت بسعادة لإهتمامه بأدق التفاصيل الخاصة بها وبصغارها وتحدثت بصوتٍ يكسوهُ السعادة:

_ ربنا يخليك ليا يا ياسين بحبك بحبك أوي .

أجابها بصوتٍ هائم في دنيا غرامها :

_وأنا بعشقك يا قلب ياسين من جوه .

عودة للحاضر

مليكة:

_خلاص يا حبيبي أنا هقفل معاك علشان شفت سيف خلاص وقربنا نخرج للصالة

وأكملت بمرح مٌتذكرة:

_أه بالمناسبة متشكرين أوي يا سيادة العقيد علي الإستقبال الملكي ده .

أجابها بغرور مٌصطنع:

_ يا بنتي ده أقل واجب يتعمل لإستقبال مرات العقيد ياسين المغربي رجل المخابرات الأول ،

يا حبيبي جوزك معروف بالإسم في الإنتربول العالمي .

أجابته بحب :

_أنا جوزي أعظم راجل في الدنيا كلها .

أغلقت معه وخرجت إلي سيف الذي إستقبلها بحفاوة هو وطفلتهِ جاسي .

سيف وهو يحتضن أنس:

_ أنوس باشا إللي كبر وبقي راجل أد الدنيا

إبتسم لهٌ أنس وتحدثَ بطفولة:

_حضرتك ليه خسيت هو أنتَ مش بتخلص طبقك كله ؟

ضحكت مليكة وتحدثت:

_ ليه هو زي أنوس خالو شاطر وبيخلص طبقه كله لكن كاميرا الفيديو بتجيب الناس أتخن شوية يا أنوس يعني خالو هو كمان شايف انوس خاسس .

ضحكوا جميعآ وبعد مدة قليلة كانوا خارج المطار وقفت تتلفت بلهفة علها تري سيارة حبيبها العاشق بجنون .

وبالفعل وجدته أشار لها من شباك سيارته كان مٌرتدياً نظارته الشمسية حتي لا يتعرف عليه الصغيران وذلك حسب تعليماتها التي ينساق لها لما لا توجد إجابة مقنعة لديه ولكنه العشق يا سادة فتباً لهْ .

نظرت لهٌ وبدأ صدرها يعلو ويهبط بسعادة من شدة الإشتياق لمجرد لمحها له من بعيد إبتسم لها وابتسمت وضع سيف يدهٌ فوق كتفها وتحدثَ بسعادة:

_ يلا يا حبيبتي علشان الولاد مستنيين في العربية نروح وتسلمي علي نٌهي وتطمني علي الأولاد مع البيبي سيتر ونهي وأنا بنفسي هوصلك للأوتيل إللي مستنيكي فيه ياسين .

نظرت لأخاها بابتسامة خَجِله إبتسمَ لها سيف وأخذها داخل أحضانه بحنان، إستقلت بصحبته السيارة وعيناها معلقة علي ذلك العاشق الناظر لها من بعيد بهيام

تحرك سيف بسيارته

وبعد مدة قليلة تحدث سيف مٌحاولاً إخراجها من تلك الحالة:

_ نورتي لندن يا ليكة وحشتيني أوي يا قلبي ماتتصوريش نهي فرحانه أد أيه إنها هتشوفك وإنك هتقعدي معانا الإسبوع ده .

نظرت له مليكة بإرتياب وتحدثت بخجل:

_سيف مٌمكن تقول لنهي موضوع ياسين يبقي سر بينا .

أجابها أخاها بنظرات مٌطمأنة:

_ما تقلقيش يا حبيبتي أنا وضحتلها وفهمتها كل حاجة ،

وتنهد بإعتراض:

_ مع إني أنا نفسي مش مقتنع باللي بيحصل ده وعلي فكرة ياسين كمان متضايق من الوضع يا مليكة مش قادر أفهم بجد أيه وجهة نظرك إن علاقتك مع جوزك تكون في السر ولو خايفة منهم أحب أقولك إن ياسين راجل قوي وهيقدر يحميكي ويدافع عنك قصاد الكل ،

وأكملَ مٌعاتباً:

_ غلط يا مليكة إللي بتعمليه ده ياسين لولا بيحبك عمره ما كان هيقبل بوضع مٌهين بالشكل ده .

تنهدت بحيرة وتحدثت:

_ غصب عني والله يا سيف إنتَ أصلك ماتعرفش الموضوع ده ممكن يحزن ماما ثريا ويقهرها أد أيه .

وأكملت بنبرة صوت خَجِلة:

_ وأنا هيكون شكلي إيه قدامهم هيبصولي إزاي لما يلاقوني نسيت حب حياتي وهو لسه مكملش سنتين متوفي أنا متضايقة أوي يا سيف، أنا ساعات بخجل من نفسي وبلومها بس غصب عني حبيته واتشديتله فجأة لقيته إمتلك كل جوارحي أمتي وإزاي أنا مش عارفة

أمسك يدها بحنان داعماً إياها وتحدث:

_ سيبي نفسك وأديها فرصة تانية تعيش يا مليكة الدنيا ما بتقفش علي حد وقلوبنا ملناش عليها سلطان العمر بيجري يا حبيبتي وياسين جوزك وبيحبك وأتحمل رفضك ليه وسوء معاملتك طول الفترة اللي فاتت بصبر لو ما بيحبكيش بجد مكنش استحمل كل ده، صدقيني إنتوا الإتنين تستاهلوا فرصة تانية.

بعد مده كانت مليكة داخل منزل سيف حيث إستقبلتها نٌهي زوجة اخاها بحفاوة وإهتمام وبعد السلام كانت مليكة تتحدث فيديو كول عبر جهاز الحاسوب لديها ( اللاب توب)

مليكة بابتسامة:

_وإنتي كمان يا ماما وحشتينا جداً الكام ساعه دول

تحدثت ثريا وهي تنظر إلي أطفال غاليها بحنان:

_ يا حبايبي وحشتوني أوي وحشتوا نانا يا نور عيون نانا .

إبتسم الصغير بسعادة وتحدث ببرائة:

_ إنتي كمان وحشتيني يا نانا كتير أوي ياريتك جيتي معانا مكنتيش وحشتيني كدةه.

بعد مدة ليست بالقصيرة كانت مليكة قد إطمئنت علي طفليها بعد تناولهما الطعام ونومهما بثبات عميق بعد سفر شاق علي صغار مثلهما

تحدثت مليكة وهي مٌتمسكة بأيدي نٌهي:

_ معلش يا نٌهي عارفة إني بتقل عليكي وآسفة بجد بس ياريت تخلي بالك من الولاد وأنا ان شاء الله مش هتأخر .

إبتسمت لها نٌهي وربتت علي يدها لتٌطمئنٌها وتحدثت:

_ إيه يا بنتي الكلام اللي بتقوليه ده تتقلي إيه بس إطمني وروحي مشوارك ومتشغليش بالك بالولاد صدقيني هحطهم جوه عيوني وبعدين أكيد هيتأخروا في نومهم دول أطفال والسفر أكيد أجهدهم ومحتاجين يرتاحوا .

إبتسمت لها مليكة ونظرت لها بعرفان وتحدثت:

_ بجد مش عارفة أشكرك إزاي يا نٌهي ربنا يخليكي ليا . \

تحدثت نٌهي بدعابة:

_طب يلا روحي للعاشق الولهان وارحميه من نار الإنتظار حرام عليكي دوبتي الراجل .

إبتسمت مليكة ونظرت لها بخجل ثم تحركت للخارج حيث ينتظرها سيف ليوصلها لذلك العاشق الولهان الذي أدماهٌ الهوي .

_________________________

بعد مدة ليست باالقليلة دلفت بصحبة سيف لإحدي الأوتيلات الفخمة وجدت عاشق عيناها بإنتظارها

كان يجلس بإستراحة الأوتيل ناظراً بترقب وإهتمام لمدخل الأوتيل وجدها تدلف للداخل بصحبة سيف وقف سريعاً بقلب هائم أسرع لإستقبالها وقف أمامها بعيون مٌتلهفة مشتاقة وقلبٍ ينبض بشدة مٌطالباً إياهٌ بإحتضانها داخل صدره علهٌ يهدئ ولو قليلاً .

لم يختلف حالها عنه فقد كانت تشتاق عيناه والنظر داخلهم حد الجنون،

إلتقت الأعين بإشتياق وذابت بنظراتها، وتشابكت الأيادي واحتضنت القلوب بعضها، وهامت أرواحهم في سماء عشقهما الفريد ،

كان كل هذا يحدث أمام ذلك الواقف بجوارهم ولم يشعروا بوجودهٌ من الأساس ،

كان ينظر لهما بإستغراب وتيهة وتسائل داخله:

_ياإلهي هل ما اراه بأم أعيٌني هذا حقيقياً أم أنها تهيؤات ؟

هل هذه حقاً مليكة التي كانت تبكي وتنتحب رافضةً دلوف ياسين لحياتها ؟

متي خٌلق هذا كٌل العشق العظيم؟

تلك النظرات العاشقة المٌتملكة التي أراها ليست وليدة اللحظة بل من يراها يتيقن أنهما عاشقان مٌنذ نعومة أظافرهم .

تحمحمَ سيف ليٌخرج حالهٌ من ذلك الموقف الحرج بالنسبة له:

_طب أستأذن أنا يا سيادة العقيد

وأكملَ بدعابة:

_أظن أنا كده عملت إللي عليا

أستفاق من سحر عيناها وتأثيرها علي كل كيانه

وحمحمَ بحنجرته مٌجاهداً في محاولة لإخراج صوته برجولة تليق به كرجل قد تخطي الأربعون

ياسين :

_علطول كده طب تعالي نشرب حاجة في الكافيتربا الأول .

إبتسمت ونظرت لأخاها بخجل ومازالت يد ياسين مٌمسكة بيدها بتملك .

تحدث سيف مٌعتذراً :

_معلش مش وقته عندي عملية ولازم اتحرك حالاً ،

ثم نظر لشقيقتهِ:

_ مليكة لما تحبي تروحي رني عليا يا حبيبي وأنا هاجي أخدك علطول .

سبقها بالحديث:

_ متشغلش بالك إنتَ يا دكتور خليك في شغلك وأنا هوصلها لحد البيت وبجد متشكر جداً تعبتك معايا .

إبتسمَ سيف وتحدث :

_تعب إيه بس يا سيادة العقيد إنتَ متتصورش أنا مبسوط قد إيه ، أولاً لاني إطمنت علي مليكة معاك ،وثانياً إني شاركت بحاجة صغيرة وقدرت أشوف السعادة إللي في عيونها دي كلها ،

ونظر له بإمتنان وشكر:

_ أنا إللي بشكرك علي الفرصة إللي أديتها لأختي علشان ترجع تعيش وتحب تاني ،

ونظر لهٌ نظرة بها رجاء:

_أرجوك خلي بالك منها .

أجابهٌ وهي ينظر داخل مقلتيها مسحٌوراً:

_ بتوصيني علي روحي طب هو ينفع كده يا دكتور .

هامت روحها في ملكوت سحر كلماته ،

ثم إبتسمت لأخاها وشكرته بعيناها وانصرف سيف وصعدا معاً داخل المصعد الكهربائي ومنه إلي غرفتهما التي حجزها لها ياسين ،

أدخلها وأغلق بابها وبدون سابق إنذار رفعها لأعلي واختضنها بشدة وهو يدور بها ويردد بهيام:

_ يا حبيبي ياحبيبي وحشتيني يا مليكة وحشتيني .

ذابت داخل احضانه الحانية فقد إشتاقتهٌ حقاً وبجنون وعاشا بعالمهم عالم العٌشاق .

بعد حوالي أكثر من ساعتان كانت تقطن داخل أحضانه تتراقص بهدوء علي أنغام الموسيقي داخل مطعم الأوتيل ناظرة لهٌ بعيون عاشقة ويبادلها نظراتهٌ الولهة التائهة في بحر عيناها التي أصبحت مرساهٌ .

تحدثت بنبرة صوت عاشقة:

_أنا مش مصدقة نفسي إني معاك وبين حضنك وبنرقص كده عادي وكمان في مكان عام ،

وأردفت بهمس أذابهْ:

_ياسين .

أجابها بسحر وهيام من نظرة عيناها المٌهلكة لقلبهْ:

_ يا عيون ياسين .

أكملت بعيون هائمة:

_ هو أنتَ بجد معايا ولا ده مجرد حلم جميل ؟

أجابها بعشق:

_من هنا ورايح حياتك كلها هتبقي عبارة عن أحلام جميلة هعيشك أحلي حياه يا مليكة هنلف الدنيا كلها مع بعض،

هنسرق من الزمن لحظاتنا الحلوة ونعيشها ، هنمد إيدينا ونخطف سعادتنا بنفسنا ده حقنا يا مليكة ولازم ناخده من الدنيا أنا وإنتٍ نستاهل نعيش أحلي حياة .

كانت تستمع له ناظرة لشفتاه وهي تنطق الكلمات وعيونهٌ التي تنطقٌ عشقاً كانت روحها تٌحلق في سماء عشقهما وتحوم بهيام

تحدثت بصوتٍ هائم هامس:

_بحبك يا ياسين بحبك .

أفاقا من حالتهما علي إنتهاء صوت الموسيقي

وجاء النادل لهٌ بإحترام وتحدث بلغتهٌ الأم وهي الإنجليزية:

_سيدي لقد إنتهينا من تجهيز طعامكم فهل إنتهيتم من رقصتكم حتي نخرجه لكم علي طاولة الطعام ؟

أجابهٌ ياسين بالإنجليزية وهو يتحرك مٌحتضناً يدها بتملك:

_ نعم لقد إنتهينا فلتخرج لنا الطعام إذاً فنحن جائعون حقاً .

إبتسم النادل وهز رأسه بطاعة وانصرف .

وصلا للطاولة سحب لها المقعد بإحترام وأجلسها ثم تحرك بخفة وشياكة وجلس بالمقعد المقابل لها نظر لها وابتسم بعشق

وتحدث بمشاكسة:

_ هو إنتي إزاي حلوة كده طول الوقت ؟

ضحكت بإنوثة وتحدثت برومانسية:

_ عيونك الحلوين علشان كده بتشوفني طول الوقت حلوة .

أجابها بغرور :

_منا عارف إن عيوني حلوة وعلشان كده أي ست بتبص فيهم بتعشقني من النظرة الأولي .

نظرت لهٌ بضيق مٌصتنع وأجابته:

_ مغرور أوي يا سيادة العقيد .

ضحك برجولة أهلكتها :

_ده مش غرور يا بنتي علي قد ما هيَ ثقة بالنفس .

جاء النادل يحمل الطعام وبدأ بوضعه بحرفية فوق الطاولة حتي إنتهي من رصه بعناية وانسحبَ بهدوء ،

وجاء نادلً أخر وضع لهما قنينة نبيذ وبدأ بصب كأسين

تحدثت هي بإعتراض:

_إيه ده يا ياسين هو بيصبلي إيه أنا مستحيل أشرب ده طبعاً .

إبتسمً لها وتحدث:

_ ده نبيذ أحمر يا حبيبي ويعتبر مش خمور ده نوع فاتح للشهية بالنسبة لهم ولازم يتقدم مع الأكل دوقي منه حبه هيعجبك أوي .

هزت رأسها برفض وتحدثت بإعتراض:

_ لا طبعاً أنا لايمكن أشرب القرف ده وبعدين علي فكرة بقي دي خمور ومن فضلك إنتَ كمان ماتشربش .

تأفأفَ قائلاً بملل:

_ أوووه يا مليكة متبقيش حنبلية أوي كده فكيها شوية يا قلبي إحنا مش كل يوم هنتعشي في لندن لوحدنا .

نظرت له بضيق وأشاحت بوجهها للجهة الأخري،

إبتسم علي غضبها الطفولي ،

أشار للنادل من جديد وتحدث:

_من فضلك إرفع تلك الزجاجة وتلك الكؤوس من جديد لم نعٌد بحاجتها الأن واجلب لنا مشروباً غازياً بديل ولكن بشرط خلوهٌ من الكحول ،

ونظر لها ولإبتسامتها لهٌ وأكمل :

_فزوحتي الحسناء لاتريد مشروباً به كحولاً إذاً فليكن ماتريد حسنائي وينفذ في الحال .

إبتسمت لهٌ بسعادة وأخذ النادل الزجاجة وأبدلها بمشروبٍ غازيْ

نظرت له بعيون تشعٌ سعادة وتحدثت :

_يا ياسين بحبك .

أجابها بحب:

_ وياسين بيعشقك يا عيون ياسين .

أشرعت في تناول الطعام بإستمتاع فحقاً كانت جائعة وكان مذاق الطعام لذيذاً

كان ينظر لها بسعادة وهو يمد يدهٌ لفمها مٌمسكاً بالشوكة بها قطعة من اللحم المغمسة بالصوص اللذيذ المٌحبذ لديها وتحدث وهو يضعها بفمها:

_ عجبك الأكل ؟

أمائت لهٌ برأسها بسعادة واضعةً يدها فوق فمها حتي إنتهت من مضغها وبلعها وتحدثت بإنتشاء:

_ حلو أوي يا ياسين النجرسكو تجنن واللحمة صوصها مظبوط جداً والتسوية بتاعتها تجنن كمان السوتيه بصراحة كل حاجة مظبوطة أوي وعلي الشعرة .

إبتسمَ لها بسعادة وتحدث :

_بالهنا والشفا ياروح قلبي ،

قطع بالسكين قطعة أخري من اللحم وناولها إياها بسعادة .

تحدثت بإعتراض:

_ هو أنت هتفضل تأكلني كده ومش هتاكل ؟

هز رأسه وتحدث:

_ مش مهم أنا لو تحسي شعوري بالسعادة وأنا بأكلك بإيدي وشايفك قد إيه مبسوطة ومستمتعة وإنتي بتتذوقي الأكل هتعذريني .

أجابتهٌ بحب وناولتهٌ بيدها قطعة لحم بفمه وتحدثت:

_خلاص أنا هأكلك بإيديا طالما إنت مش عاوز تاكل .

أغمض عيناه والتقط بفمه قطعة اللحم وتذوقها وبدأ بمضغها مٌستمتعاً وتحدث بهمهمة:

_ أممممم إيه ده ،

ثم أفتح عيناه وتحدث بعشق :

_هتصدقيني لو قولتلك إن دي أطعم وأجمل قطعة لحمة دوقتها في حياتي كلها وده طبعاً يرجع للمسة إيدك فيها .

إبتسمت له وأكملا طعامهما وسط نظرات وكلمات وهمسات الحب .

بعد مدة كبيرة كانت تستقل سيارته جالسه بجواره واضعة رأسها فوق كتفه بإستمتاع وكفها موضوع فوق قلبه بعناية وتحدثت:

_ ياسين مش قادرة أسيبك نفسي أبات في حضنك .

إبتسم وتحدثَ بنبرة ساخرة:

_ والله الموضوع ده تقدري تلومي فيه سيادتك كان المفروض إننا نبقي نازلين إحنا والولاد في الأوتيل دلوقتي زينا زي أي أسرة طبيعية،

وأكمل ساخراً وهو يٌقلدها:

_لكن إزاي شكلنا قدام المجتمع و الناس يا ياسين .

ضحكت ثم أمسكت يده بنظرات مٌترجية وتحدثت بدلال أنثوي:

_خلاص بقي يا بيبي علشان خاطري متفتحش الموضوع ده خلينا مبسوطين زي ما إحنا .

إبتسمَ لها وتحدث بحب ورضا:

_والله يا مليكة أنا مبسوط وراضي منك بأي حاجة أهم حاجة تفضلي معايا وجوه حضني ومتبعديش عني تاني،

وأكمل بنظرات مٌترجية:

_أوعديني إنك مش هتبعدي عن حضني تاني يا مليكة .

إبتسمت وأجابت بحب :

_مش هقدر ياياسين حتي لو حبيت أبعد تاني مش هقدر إنت خلاص بقيت بتجري في دمي .

أوقف سيارته أمام منزل أخاها إحتضنته وبادلها هو العناق بشدة

وبعد مدة تحدث هو:

_ يلا يا حبيبي أدخلي علشان تطمني علي الأولاد وأنا هاجي أخدك بكرة ان شاء الله وهلففك لندن كلها .

إبتسمت بحب وقبلها هو فوق شفتاها بنهم وودعته ودلفت داخل منزل شقيقها بسعادة وانصرف هو بسيارته

بعد مدة كبيرة كان يقطن داخل غرفته سعيداً أمسكَ هاتفه وهاتفها من جديد ليٌكملا معاً وصلة غرامهما الفريد

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

بعد يومان .

كان يقود سيارته يستمع إلي المذياع “الراديو” كانت غنوة لمحمد منير قلبي ما يشبهنيش فعلاً ما يشبهنيش ،

تذكرها بمرحها بسمار بشرتها الخمرية الساحرة بإبتسامتها المٌشرقة التي ما أن رأها سعد قلبهٌ تلقائياً بحديثها المرح الذي يٌجلب السعادة والتفاؤل شعر بفقدانها حقاً لم يتعرف عليها مٌنذٌ بعيد لكنها أثرتهْ وأثرت روحه،

نعم فقد إشتاقها منذ أن سافرت فجأة وبدون إنذار لم يعد بإمكانهٌ الوصول إليها حتي المذياع التي كانت تنتظر ميعاد برنامجهٌ اليومي لتحدثه ماعادت لتفعل،

فقد قٌطعت إتصالاتها بالبرنامج منذ أن سافرت منذ عدة أيام

أخرجَ هاتفه وهاتف مليكة،

كانت تتحرك مع أطفالها وزوجة أخيها وإبنتهِ داخل متجر ألعاب لتختار لطفليها ألعاباً تٌناسبهم

ردت بإبتسامة:

_زعلانة منك علي فكرة بقي يا ندل ليا يومين مسافرة ماتتصلش حتي تطمن عليا ؟

إبتسم لها وتحدث:

_ يا حبيبتي ماأنا إطمنت عليكي من ماما وعرفت إنك وصلتي بالسلامة وكلمتيها إنتي وسيف ،

المهم إنتي أخبارك إيه طمنيني عليكي وعلي مروان وأنس ؟

اجابته وهي تتحرك:

_ الحمدلله إحنا كويسين جداً .

أجابها:

_ الحمدلله يا حبيبتي .

تحدثت نٌهي بإبتسامة:

_سلميلي عليه .

مليكة:

_نهي بتسلم عليك يا شريف .

شريف:

_ سلمي عليها كتير

ثم تحدث بنبرة صوت مٌرتبكة:

_مليكة هو أنا ممكن أطلب منك خدمة ؟

تحدثت بإبتسامة:

_والله كنت حاسة إنك بتتصل علشان مصلحتك طول عمرك ندل يا حبيبي ،ماعلينا إتفضل حضرتك أتحفني .

تحدث بإستحياء:

_مليكة أنا عاوز رقم عاليا .

إستغربت مليكة وأجابته بترقب:

_ خير يا شريف هو فيه حاجة ؟

إبتلع لعابه وتحدث بمراوغة:

_ لا أبداً مفيش حاجة كل الحكاية إني كنت عاوز أطمن عليها أصلها ليها كام يوم مابتتصلش بالبرنامج فقلقت عليها،

وبعدين قولت إن من الذوق أتصل بيها وأطمن انها وصلت بالسلامة ولا أنتي شايفة إيه ؟

ضحكت بمرح وتحدثت بمراوغة:

_ طب ماتجيب رقم فونها من أرشيف البرنامج ؟

تحدث بتملل:

_ رقمها إللي بتتصل بيه برايفت نمبر يا ستي ومابيظهرش إرتاحتي خلصي بقي وبطلي رخامة .

إبتسمت علي بوادر العشق التي لمستها بصوت شقيقها وقد أيقنت الأن لما غادرت علياء سريعاً وبدون أسباب

تحدثت:

_ أممممممم علي العموم أنا هطلع أجدع منك وأديك الرقم لكن بشرط لما أنزل إسكندرية هتحكيلي كل حاجة وبالتفصيل يا حضرة الباشمذيع .

أغلق الخط مع شقيقته بعد أن أخذ رقم علياء أوقف سيارته وصفها بجانب الرصيف وأودعَ رقمها علي هاتفه وضغط زر الإتصال

كانت جالسة بغرفتها تذاكر دروسها بجدية إنتبهت لرنين هاتفها

أمسكتهْ ونظرت به وجدتهٌ رقم غير مٌسجل ألقته بإهمال

حتي إنتهي تكررَ الإتصال مرةً أخري

إستسلمت وأجابت مٌضطرة تحدثت بجدية:

_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

إنتفض قلبهٌ وثار حين إستمع صوتها أجابَ سريعاً:

_وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ،

وأكملَ بمرح:

_الناس إللي سافرت ونسيت إن فيه ناس قلقانة عليها هنا في إسكندرية ده ماكانش عيش وأيس كريم ده .

إنتفضت بجلستها وفتحت فاهها حين إستمعت لصوته فهي تعرفهٌ عن ظهر قلب وكيف لا تتعرف علي صوته وقد عشقتهٌ أذناها قبل العين .

أجابت بإبتسامة سعيدة رغم الحزن الساكن داخلها:

_شريف،،معقولة إزيك .

أجابها بصوتٍ يملئهٌ الشوق:

_أنا كويس طمنيني عليكي .

أجابت بسعادة:

_الحمدلله أنا كمان كويسة ،

ثم تحدثت بإستغراب:

_٠إنت جبت رقمي منين ؟

ضحك وأجابها:

_ أخدته من مليكة تخيلي إكتشقت إننا ماأخدناش أرقام بعض .

سألتهٌ بمكر:

_وإحنا كنا هناخد أرقام بعض ليه ؟

توتر ثم تمالكَ من حالهِ سربعاً وأجاب بمراوغة:

_ علشان لما سيادتك تمشي كده من غير حتي ما تقوليلي وتبطلي تتصلي بالبرنامج زي ما عودتيني أعرف أطمن عليكي إيه هو إحنا مش بقينا أصحاب ومن حقنا نطمن علي بعض ؟

أجابته بحزن ملئ صوتها حين ذكر كلمة أصحاب:

_ طبعاً أصحاب .

شعر بحٌزنها الذي أصاب صوتها وسعد كثيراً لأجل ذلك وتحدث:

_قوليلي بقا يا حضرة الباشمحامية العظيمة إيه إللي خلاكي غيرتي قرارك بإنك ترجعي أسوان فجأة كده ومن غير حتي ماتبلغيني

مش كنا متفقين نخرج تاني يوم ونتغدا بره ؟

تنهدت بألم وصل لقلبه وأخترقه:

_مفيش لاقيت نفسي فجأة حاسة بالوحدة وأهلي وحشوني أوي حجزت وجيت ،بس هي دي كل الحكاية.

كان يشعر بها وبألمها فالأن قد تيقن أن الحزن إمتلك قلبها عندما شاهدت سالي وعلمت بخطبتهم

تحدثَ بدعابة ليخرجها من حزنها هذا:

_طب ياتري حضرة الباشمحامية فاضية تستقبلني في بلدها وتردلي الواجب إللي عملته معاها في إسكندرية ولا هتندل معايا ؟

إنتفض قلبها فرحاً وتحدثت بلهجة سعيدة مٌتسرعة:

_إنت في أسوان ؟

سعد قلبهٌ وطار فرحاً وتحدث:

_جايلكم زيارة بعد يومين أخدت أجازة كام يوم أستجم فيهم وأفصل من ضغط الشغل شوية وقلت لنفسي مفيش أجمل من جو أسوان الدافي هو إللي هيديني دفعة ويصفي ذهني من توتر الشغل .

أجابتهٌ بسعادة:

_ أسوان هتنور يا باشا حضرتك بس تشرف وشوف الإستقبال الملكي إللي هتٌحظي بيه حضرتك وهوريلك الكرم علي حق ربنا يا بتاع الأيس كريم إنتَ .

ضحكا إثنتيهما وضلا يتحدثان كثيراً وتناسوا الزمن .

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

كان عز يتحرك علي الشاطئ بجوار شقيقهٌ عبدالرحمن

تحدثَ عبدالرحمن بإستغراب:

_إنتَ عاوز تقولي إن ثريا كانت حاسة بحبك ليها حتي من قبل ما تتخطب لأحمد ؟

معقولة الكلام ده يا عز !

أجابهٌ عز بأسي وصوتٍ مٌحبط:

_ بالظبط كده يا عبدالرحمن .

ده إللي أنا فهمته من كلامي معاها

نظر لهٌ عبدالرحمن وتحدث:

_معلش يا عز ربنا مش كاتبلكم تكونوا مع بعض ،لكن متزعلش مني ثريا عملت الصح وحافظت علي بيتك وبيتها من التشتت والضياع إختارت وجعك ووجعها قصاد راحة الكل ولمة العيلة وفتح البيوت صدقني أنا أحترمتها أكتر ما كٌنت بحترمها .

وبعد مدة من الحديث والمٌآزرة من عبدالرحمن إلي شقيقه الغالي تحدثَ بإستفسار:

_إلا قولي يا عز هو ياسين ظروفه إيه مع مليكة لسه بردوا البنت علي شرطها معاه ؟

نظر له عز وضحكَ وأجابه:

_عيب عليك يا عبدالرحمن دي حتي تبقي عيبه ف حق إبن أخوك

ضحكا إثنتيهما وتحدث عبدالرحمن:

_بس إنتَ شكلك مبسوط ومتكيف من الموضوع هو ياسين بيحبها ولا إيه ؟

نظر له وتحدث:

_ وهو أنا لو مش عارف ومتأكد إنه بيحبها كنت ساعدته وخليته يتجوزها ويعيش نفسه في نكد منال وليالي إللي مبيخلصش .

تحدث عبدالرحمن مٌستفسراً:

_ هو ياسين كان بيحب مليكة قبل ما يتجوزها طب والله برافوا عليك إنك أخدت بالك من حاجه زي دي .

تحدث عز بألم ظهر داخل عيناه:

_مش عاوزني أخد بالي من ولادي يا عبدالرحمن،

ده أنا بٌعد أبويا عني وعدم إحساسه بمشاعري واللي جوايا هو إللي دمرني ساعات بسأل نفسي وأقولها ياتري لو أبويا الله يرحمه كان قريب مني وبيفهمني من نظرة عنيا زي ما بعمل أنا مع ولادي مش كان فهم إني بحب ثريا وكان إخترهالي وريح قلبي من الوجع ،

وأكملَ بحزن:

_بدل مانا عيشت عمري كله ف حرمان وعذاب من بٌعد الحبيب وقربه ف نفس الوقت،

تعرف يا عبدالرحمن أنا من يوم ما ربنا رزقني بياسين وإخواته وأنا قررت أكرس ليهم كل حياتي وكل قوتي وأقرب منهم لدرجة إني أكون أقرب ليهم من روحهم ،

قررت أعرف ولادي عاوزين أيه وأقربهولهم وأحاول أشوف ف عنيهم سعادتهم بقرب الحبيب إللي أنا إتحرمت منه ،بقيت بحس شعورهم بدالهم، أنا بستمتع وأنا بحقق لأولادي رغباتهم وبحس سعادتهم يا عبدالرحمن تخيل .

وقف عبدالرحمن ونظر لأخاه

والحزن يكتسي عيناه وتحدث:

_ربنا يباركلك فيهم يا حبيبي وياعالم يمكن ربنا بعد عنك شر كان لابد منه ف جوازك من ثريا محدش عارف الخير فين يا عز ربنا وحده سبحانه وتعالى هو إللي عالم باللي فيه الخير لينا .

إبتسمَ له بمرارة وهز رأسهٌ بإيجاب ورضا وتحدث:

_الحمدلله علي كل حال الحمدلله

وأكملا سيرهما معاً في صمتٍ حزين .

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

كانت تخرج من باب المرحاض ترتدي رداء الحمام( البرنس) وتحاوط شعرها بالمنشفة تسمرت حين وجدته يحادث ليالي وهذا بعدما توسلت إليه منال وطلبت منه أن يهاتفها ويجاملها ببعض الكلمات وذلكَ بعدما خدعتهْ أنها بحالة نفسية سيئة لعدم تقديره لها وغضبه منها وبدون سبب،

وأيضاً أخبرته أن أطفاله تأثروا كثيراً بحالتها النفسية وهذا ما أكدته لهٌ أيسل بعد تعليمات منال لها ،

فانصاع ياسين لحديث والدته ليٌريح رأسه من صداع والدتهْ وأيضاً فهو يجهز حاله ليٌصدمها بقراراته المؤلمة لها

إبتلعت لُعابها وشعرت بنار الغيرة تقتحم قلبها العاشق من مجرد سماعها نطقهٌ لإسمها وفقط ، نظر إليها وأبتسمَ حين إكتشف وجودها

أنهي إتصاله سريعاً مٌتحججاً :

_أنا هقفل علشان عندي ميعاد مهم هبقى أكلمك تاني أوك سلام .

أغلق الهاتف وتحرك بإتجاه ذات القلب المٌشتعل وقف خلفها وهي تجفف شعرها بالمنشفة وتحاول الهرب من الإلتقاء بعيناه حتي لا يري غيرتها وحزنها داخل عيناها لكنها بالفعل وصلتهْ

حاوطها بذراعيه ودفن انفهٌ داخل عنقها ليشتم عبيرها

وتحدث بجدية:

_هي كمان مراتي وليها عليا حق إني أكلمها، لكن إللي في قلبي ليكي ومكانتك مفيش مخلوق في الدنيا قدر يتحصل علي 1% منه، إنتي وأيسل وحمزه مالكين قلبي من جوه يا مليكة ومكانتك محدش يقدر يقربلها ، عاوزك تطمني ومش عاوز أشوف نظرة الحزن إللي في عيونك دي تاني .

نظرت له من خلال المرآة وتحدثت بحزن لم تستطع مٌداراته:

_أنا أسفه يا حبيبي بس والله غصب عني أنا بحبك أوي يا ياسين وغصب عني ساعات مش بقدر أتحمل فكرة إن حد تاني بيشاركني فيك،

وأكملت بألم وخجل من حالها:

_عارفة إن الإحساس ده مش من حقي وإن لو فيه حد من حقه يحس الإحساس ده ويعترض علي الوضع فهي ليالي وبس لكن أعمل إيه في قلبي إللي حبك وعشقك بجنون ،

ونظرت لهٌ بعشق:

_ياسين أنا حبيتك لدرجة إني نفسي أروح معاك مكان محدش يعرفنا فيه ونعيش فيه لوحدنا إحنا وولادنا وبس مش حابة عيونك تشوف حد غيري وبجد بدأت أشفق علي ليالي وأديها الحق في معاملتها العدائية ليا من بعد جوازنا .

كان يستمع لها بعيون هائمة وقلبٍ يتناغم من شدة سعادته بإعتراف حبيبته بكل ذلك العشق الوهاج الذي يحمله قلبها العاشق لهٌ

أدارها إليه وحاوط وجهها بكفيه بكل رعاية ونظر لها بعيون سعيدة مٌتحدثاً:

_ للدرجة دي بتحبيني يامليكة أنا مش مصدق نفسي إني بسمع الكلام ده منك أنا كٌنت عارف ومتأكد إني هعرف أخليكي تحبيني بس بصراحة إللي شايفه جوه عيونك وحالة العشق والغيرة والتملك إللي بتتكلمي بيهم عمري ماكنت أتخيل إني أوصلهم ،

وضمها لصدره بحنان وشدد من ضمته وتحدث:

_بحبك يا مليكة ، بحبك ومبسوط أوي وأنا شايف شعور الغيرة اللي ملوش عندي غير تفسير واحد وهو حالة العشق المجنون إللي أخيراً وصلتيلها وأوعدك إني هعمل أقصي جهدي علشان أخليكي سعيدة ومتحسيش إن ناقصك أي حاجة فيا .

قضي معاً وقتاً سعيداً ثم أوصلها إلي منزل شقيقها حتي تري طفليها وتطمئن عليهما .

_______________________________

كانت تتحرك بالحديقة ليلاً تتحدث بهاتفها بسعادة:

_ ياريت يا سيادة القبطان لكن للاسف مش هينفع نسافر أسوان تاني السنة دي .

حدثها سليم عبر الهاتف:

_يٌسرا ممكن تندهيلي سليم وبلاش سيادة القبطان دي إلا إذا كٌنتي متضايقة إني بندهلك بيسرا .

تحدثت سريعاً:

_ لا طبعاً مش متضايقة خالص بالعكس

ثم وعت علي حالها وتحدثت بخجل:

_ قصدي يعني براحتك .

ضحك برجولة أهلكت قلبها المسكين وتحدث:

_هو أنا ليه حاسس إنك مٌتحفظة أوي في الكلام معايا يا يٌسرا بالرغم إننا بنتكلم لينا فترة وبرغم إنك وافقتي علي إني أكلمك فون إلا إني دايما حاسس إنك حاطه حاجز بيني وبينك ف الكلام ،

سيبي نفسك وإحساسك أطلقي لروحك العنان وسبيها تتنفس وترجع تعيش تاني،

وأكملَ بصوتٍ حنون:

_يٌسرا أنا حاسس ناحيتك بمشاعر حلوة أوي لكن خجلك ورفضك وتحفظك بيمنعني أني أصرحلك بيها .

تحدثت يٌسرا بإرتباك:

_ أرجوك يا سليم إديني وقتي في إني أخد عليك نا أصلاً لحد دلوقتي مش مٌتخيلة إزاي جتلي الجرأة إني أديلك رقم فوني وأتكلم معاك كده عادي،

وأكملت براحه وحنان:

_كل إللي أقدر أقولهولك إني ببقي مرتاحة ومبسوطة جداً وأنا بتكلم معاك وإن اليوم إللي مش بنتكلم فيه بحس يومي ناقصه حاجة .

تحدث سليم بطمأنينة وحب:

_طب وهو إيه غير كده يا يٌسرا ،

وأكملَ بعشق وصوتٍ حنون:

_يٌسرا أنا بحبك وأقدر أقولهالك دلوقتي وأنا مطمن جداً لإني خلاص إتأكدت من حبك ليا ،

وأكملَ برجاء:

_قوليها يا يٌسرا قوليها أرجوكي خليني أقدر أخد خطوة جادة ف علاقتنا .

إبتلعت لٌعابها وتحدثت بقلق ظهر بصوتها:

_ إنتَ تقصد إيه بخطوة جادة دي يا سليم ؟

أجابها سليم برجولة:

_خطوة جادة يعني إرتباط يا يٌسرا إيه كنتي فكراني داخل أكلم واحدة وأنا متأكد إنها بنت ناس ومحترمة علشان أسلي وقتي مثلاً ،

يٌسرا إنتي شدتيني من أول ماشوفتك وحسيت إنك عوض ليا من ربنا،أرجوكي يا يٌسرا فكري ف كلامي كويس وحددي أنا إيه بالنسبة لك وإنتي عاوزه إيه ،

وأكملَ برجولة:

_لاني مش هقبل عليكي ولا علي نفسي أفضل أكلمك كده من غير إرتباط رسمي وإلا كده هتخليني أبص لنفسي نظرة عدم إحترام لكوني ما أحترمتش عشرتي بالباشمهندش حسن وخونت ثقته فيا .

كانت تستمع له بسعادة تيقنت حينها أنها تٌحادث رجلاً في زمنٍ قل بهِ الرجال تحدثت:

_ طبعاً مش هاأقدر أنكر ولا أخبي عليك مدي سعادتي بكلامك وتقديرك ليا لكن أرجوك يا سليم إدينا وقت أكتر نتعرف فيه علي بعض .

أجابها بتفهم وحب:

_أنا مٌستعد أستناكي عمري كله يا يٌسرا بس أبقي مٌتأكد إن فيه بوادر أمل طمنيني يا يٌسرا وقوليلي إن فيه أمل .

ضحكت بخفه وتحدثت بطمأنة:

_ إن شاء الله دايماً الأمل موجود يا سليم

سعد بحديثها وأكملاَ حديثهما الممتع لكليهما .

______________________________

ف اليوم التالي علي التوالي

كانت تجاوره سيارته التي يقودها وهي في قمة سعادتها وإنتشائها تحدثت بمرحٍ:

_إحنا رايحين فين يا حبيبي ده مش طريق الأوتيل؟

رفع يدها إلي فمه ووضع بها قبلة رقيقة ونظر لها بغرام وتحدث:

_محضرلك مفاجأة هتعجبك .

نظرت له بسعادة وتحدثت بتشوق:

_مفاجأة ،مفاجأة إيه يا بيبي يلا قولي بسرعة بقي .

ضحك برجولة علي طفولتها وتحدث بإعتراض:

_طب ولو قولتلك هتبقي مفاجأة إزاي ؟

ضمت شفتاها بغضبٍ مٌصطنع ،أهملهٌ هو مٌتعمداً وتابعَ قيادة سيارته بعد قليل وصلَ إلي إحدي مراكز التجميل الكبري وصف سيارته وأنزلها تحت إستغرابها

وغمزَ بعيناه بوقاحة وتحدث :

_فاكرة اليوم بتاع الحمام المغربي والمساج ؟

ضحكت بسعادة وتحدثت :

_هو أنتَ مبتنساش حاجة خالص ؟

أجابها بحب:

_أي حاجة تخص مليكة الحلوة ممنوع أنساها ،

ثم أمسكها من يدها وتحدث وهما يدلفان للداخل:

_علي فكرة يا حبيبي المكان هنا آمن جداً يعني خدي راحتك فيه علي الأخر وأنا متفق معاهم علي 3 ساعات وهاجي أخدك .

توقفت عن الحركة ونظرت له بعدم إستيعاب وتحدثت:

_ تلات ساعات ليه يا ياسين كل الوقت ده ؟

نظر لها بغرام وتحدث:

_ ما هي دي المفاجأة إدخلي وهتعرفي كل حاجة ،

قبل يدها وبالفعل دلفت للداخل وبعد مرور ثلاث ساعات ،

كان ينتظرها بإستراحة المكان وهو بكامل أناقته بحلتهٍ السوداء ورابطة عٌنقه الأنيقة

وفجأة تسمر مكانه وبرق بعيناها وأنتفض قلبه بسعادة حين وجدها

تخرج عليه كأميرة من أميرات الأساطير العظيمة

كانت ترتدي ثوبها الأبيض المٌنتقي بعناية فائقه والذي جعلها كحورية من حوريات الجنة ،

نعم كانت ترتدي ثوب زفافٍ أبيض وفوق رأسها حجابها الأبيض الذي مازادها إلا نوراُ وجمالا موضوع فوقه تاجً جعلها كملكة متوجة ،

نظر لها بعيون هائمة بهما غيمة تكاد تكون دمعاً لكن صخر المخابرات تحكمَ بها إلي أبعد الحدود تحرك بإتجاهها وأحاط وجهها ونظر داخل عيناها الهائمة السعيدة وقبل جانب شفاها بحب وتحدث:

_جوزك بيعشقك يا مليكة .

نزلت دمعة من عيناها من فرط سعادتها وتحدثت:

_ومليكة بتعشق فارسها وحبيب أيامها .

إعتدلَ بوقفته ثم أخرج من داخل جيبه عٌلبة وفتحها وإذ بها خاتمْ يبدوا أن أحدهم قد صنعهٌ بعناية فائقة كي يظهر بكل تلك الأناقة والإبهار،

أمسكهٌ بيدهِ وتحدث بإرتباك من شدة سعادته:

_ الخاتم ده عمره فوق العشر سنين يارب يبقي لسه علي مقاس صٌباعك ؟

إبتسمت وهي تنظر داخل عيناه بوله ودموع السعادة تملئ مقلتيها غير منتبهة لجملته وتحدثت بدٌعابة:

_عشر سنين ده علي كده عمره أكبر من سن مروان إبني .

إبتسمَ لها بمرارة وتحدث بحزن:

_ من قبله بكتير يا مليكة ،

ثم ألبسها إياه وابتسمَ وتحدث:

_الحمدلله طلع لسه نفس المقاس .

إبتسمت ونظرت ليدها بإنبهار وتحدثت:

_ ياسين ده حلو أوي ده أجمل ما شافت عيوني .

إحتضنها بسعادة وقلبٍ حائر ما بين وأخيراً تحقيق حٌلمهٌ الضائع وبين تأخرهٌ كثيراً ،

كان يشدد من إحتضانها وقد رفعها لمستواه وبدأ يتحرك بها بحب وعدم تصديق لكل ما يجري،

شعرا علي حالهما حين إستمعا لتصفيقٍ حار إستفاقا علي حالهما ونظرا لمصدر التصفيق وجدا ما يقرب من عشرات النساء المتواجدات بالمركز وهن يٌبكينَ بالدموع ويٌصفقن بحب وتأثر علي تلك الثنائي وعشقهما الفريد وتأثرهما بحالتهم ،

إبتسمن لهما وشكرهما ياسين بعيناهْ

واختطفَ حوريته وخرج بها إلي الشارع وهما يتحركان ويٌسرعان بمرح وسعادة لا توصفْ

وصلا بها إلي ساحة خاصة بالعاشقين أمسكَ بيدهِ مٌفتاحاً وقفلاً وسلسال من الحديد خاص بذلك المعتقد المتعارف عليه عند أهل المدينة ،

نظر لها وتحدثَ:

_أتمني أمنية قبل ما أقفل الجنزير .

نظرت له بحب وتحدثت:

_ تفضل تحبني علي طول ودايماً أشوف في عيونك نظرة العشق الخاصة بيا لوحدي وأنت بتبص لعيوني ،

ثم أبتسمت له وتحدثت:

_ دورك يا سيادة العقيد ،

نظر داخل عيناها وتعمق بعشق وأجاب:

_ نفسي أموت وأنا جوه حٌضنك .

وضعت يدها سريعاً علي فمه ونظرات رعب وهلع وأعتراض ظهرت بعيناها وتحدثت:

_بعد الشر عليك يا حبيبي مش مسموح لك تجيب سيرة الموت أبداً إنتَ فاهم .

أجابها بعشق :

_الموت ف حضن أميرتي بقي مٌبتغايا ومع ذلك حاضر مش هجيب سيرته تاني .

أكملت هي بأمر:

_يلا إختار أمنية واتمناها

إبتسم علي إستمتاعه بتسلطتها عليه وأجاب بحب:

_بتمني أقضي عمري كله جوه حضنك .

إبتسمت برضا وأمسك هو الجنزار ولفهٌ حول حلقة من حلقات السور الحديدي ووضع بهِ القفل وأغلقهٌ ثم أعطاها المفتاح برضا

نظرت له بسعادة ثم حولت بصرها إلي بحيرة المياة المملوئة بنوعية تلك المفاتيح قبلت المفتاح بحب ثم ألقتهٌ داخل البٌحيرة ،

وقام هو برفعها علي ساعديه وبدأ يدور بها بسعادة مع التصفيق الحار من جميع العشاق المتواجدين بالمكان

كانت تفتح ذراعيها ناظرةً للسماء بسعادة وفرحة لم تعش مثلها علي مر سنوات حياتها جميعاً ،

وهو يدور بها بسعادة لم توصف ثم توقف واحتضنها وتحركَ بها سريعاً وهما يجريان بمرح وبعد مدة من التسكٌع بسعادة داخل شوارع لندن أشار لسائقه الذي يتبعهٌما ويتحرك خلفهما وذلكَ حسب تعليمات ياسين له ،

صعدت السيارة بالخلف وجاورها هو وتحركَ السائق وضعت رأسها علي كتفه بسعادة وحب ،

وبعد مده وصلا لباب غرفتهما ،

أوقفها ثم وقف خلفها وأحاط خصرها بدلال ثم فتح باب الغرفة وإذا بالغرفة تتناثر أوراق الورود بجميع أنحائها والبالون المنتفخ بمادة الهليوم ومعلق به هدايا وصورهما معاً من إحتفالهما الذي كان من مجرد ما يقرب من الساعة

جرت عليه مٌسرعة وهي تضحك بسعادة وأمسكت صورها معه وهي بثوب زفافها وتحدثت بإنبهار:

_معقولة ! وإمتي وصلتهم لهنا .

ثم أكملت بعيون عاشقة:

_ياسين أنا حاسة إني ف حلم جميل وخايفة أصحي منه .

إبتسم لها وتحدث بحب :

_معايا كل أحلامك هتلاقيها بين أديكي إنتي بس احلمي وأشري يا ملكة أحلامي .

جرت مٌسرعة بمرح تتلفق البالون وتجلب منهٌ هداياها الثمينة المٌعلقة بداخله وتمسك بصورها معه من أول رحلتهما معاً، أكان يصورهما ليحتفظ بذكري من الحبيب، يالك من رجل أيها الياسين .

إقتربَ عليها ولف يداه حول خصرها وضمَ جسدها عليه بعناية وتحدثَ بعيون مملؤة بالحب والعشق والحنين.

وتحدث بكلمات مٌتأثرة:

_مليكة، أنا حابب إن ليلتنا دي تكون بداية حياتنا مع بعض، نفسي تنسي كل حاجه حصلت في حياتك قبلي نفسي تكوني لي السكن والسكينة، هدوئي وجنوني ،عشقي وغرامي

واسترسل متسائلاً بعيناي مترقبة:

_مليكة، تقبلي تكوني رفيقة روحي في رحلتي ؟

كانت تنظر لهْ مٌتأثرة من حالتهِ وعشقهِ الواصل لعيناها، أجابته بحب وعيون سعيدة:

_موافقة يا ياسين، موافقة ومسلمة لك روحي وقلبي وحياتي كلها، أنا ملكك يا حبيبي، ملكك لوحدك، وخلاص مبقتش عاوزة من الدنيا دي كلها غيرك،

وأكملت برجاء:

_أهم حاجة تفضل تحبني وأشوف في عيونك نظرة العشق دي .

إبتسم لها وتحدث بعشق:

_وأنا كٌلي ملكك يا مليكة، نظرة عيوني وقلبي ورحي وجوارحي كلهم ملكك وبين أديكي .

أحاط وجهها بعناية ومال علي شفتاها وذاب معها بقبلتهِ الأولي بعد أتفاقهما وذهباً معاً برحلة جديدة من رحلات عشق الياسين لمليكته .

كان سعيداً لوصولهٌ مٌبتغاه فهل السعادة ستبقي في عقب دارهم أم انها سعادة مؤقتة ؟

هذا ما سنتعرف عليه في البارت القادم بإذن الله .

تابع هنا أشهر 10 روايات غموض وتشويق pdf

تابع أيضاً: تحميل أشهر روايات احمد خالد توفيق pdf روابط مباشرة

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل حاجب الإعلانات لتستطيع تصفح الموقع