رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين فصل خاص أول
في منزل الحاج سليم
كان أدهم يقضي أجازته بإصطحاب مها وأطفاله الصغار في بيت أبيه.
كان الوقت وقت الغروب وقد قام أدهم بإصطحاب والده بسيارته إلى المزرعة التابعة لهم ومعه أطفاله اللذان تمسكا بجدهما ليذهبا معه وليباشرا أعمالهما ويتفقدا المزرعة والعمال المتواجدون بها، حيث كانت المزرعة على مساحة أرض واسعه جدا بها جزء لتربية المواشي والتجاره بها، وجزء آخر مزرعة دواجن كبيره، وباقي المساحة الكبيرة مقسمة بين أشجار المانجو والموالح وبعض الفاكهة الموسمية المريحة
أخدا سليم أحفاده وتمشي بهما بين أشجار المانجو وهو فرح بهما ويقطف لهما ثمار المانجو ويغسلها بالماء ويعطيها لهما ليتذوقاها -يشهيه
تحدث على البالغ من العمر 4 سنوات جدو أنا عاوز أركب الحصان وأجري بيه ري بابي
رد عليه سليم بفخر لما تكبر هاتويجي فارس كيف أبوك بالظبط هتيجي خيال واد خیال
تحدث سليم الصغير ب لهفه وهو يقطم قطعة المانجو بقمه وأنا كمان يا جدو عاوز أطلع زي بابي
نظر له سليم بسعاده وتحدث إن ما كنوش انتو تطلعوا للغالي أبوكم مين راح يطلعله يا ولاد الزين
أتي إليهم أدهم بإصطحاب أحمد وتحدث بإبتسامه أوعوا يكون العيال دول غلبوك وياهم يا أبوي رد سليم بفخر علي جلبي زي العسل بس سيبهم يغلبوني وروحوا شوفو حالكم انت ومرتك في مصر، وسيبولي حبايب جلب جدهم ونور عنيه إهني!
وهنا هللا سليم وعلى فرحين وهما ينظران لوالدهم ويترجاه ياريت يا بابي إحنا بنحب هنا أوي وعاوزين نعيش مع جدو سليم ونانا ليلي على طول
نظرا لهما أدهم بذهول مصطنع وتحدث إكده يا ولاد أدهم يعتوني أنا وأمكم في ثانيه، ثم أيه هدومكم دي بهدلتوها بالمانجه كده ليه، ثم
نظر لهما وتحدث بوعيد استلجو وعدكم من مها لما تروحوا!
ضحك أحمد وتحدث دانتو هتتنفخو من أمكم أما تشوفكم، واحتمال ما تدوجكومش المانجه ثاني عجاباً ليكم!
ضحكا طفلاه ببرائه وقال سليم الصغير ما فيش حد يقدر يكلمنا جدو معانا وهيدافع عننا، ثم نظر لجده وتحدث بتأكيد مش كده يا جدو؟ تحدث الحاج سليم وفرحه تملى وجهه طول ما أني موجود ماحدش يجدر يجريلكم أبداً، ولا مها ولا أدهم بذات نفسيه
ضحك أدهم وتحدث مين جدكم يا ولاد أدهم، جدكم سليم بجلالة جدره حاميكم وواجف في ضهركم!
ثم أمسك بيد أبيه وقبلها بإحترام وحنان ربنا يديمك فوج راسنا يا غالي
رتب سليم على ظهر ولده بحنان وفخر
كانت ليلي خارج المنزل حيث قامت بإصطحاب بسمه ابنتها للطبيب للإطمئنان عليها وعلى جنينها، إنتهت مها هي وحنان زوجة صلاح من إعداد وجبة العشاء وبدأو بتنضيف المطبخ وإعادة ترتيبه، وأثناء تواجدهم بالمطبخ جائت هنيه والدة سلمي زوجة أحمد لزيارة ابنتها وجلستا
سوياً في بهو المنزل فاصنعت لهما مها ذوقياً مشروباً وأخرجته لهما مع بعض الفاكهة والحلوي.
مها وهي تقدم لهما أكواب العصير اتفضلي يا طنط
مدت هنيه يدها بوجه عابس وشفاه ملتويه وتحدثت بسخريه تسلمي يا روح الطنط
لم تحزن مها من تلك المعاملة، فهي متفهمه جيداً أن هنيه لم تطبقها ولن، وذلك بسبب إلغاء أدهم خطبته لإبنتها وزواجه من مها، فهي كانت تريد إتمام زيجة ابنتها ب خيرة شباب العائلة، ألا وهو دكتور أدهم سليم ولكنه القدر
وضعت مها حامل الأكواب على المنضده الموضوعة أمامهما
وتحدثت بكل ذوق واحترام بعد إذن حضرتك وذهبت مجدداً للمطبخ لإتمام مهامها
تحدثت هنيه بغل البت دي كل ما أشوفها جدامي يفتكر حبيبة أحتك عاليا التجيله ما طيجاش أبوص في خلجتها، منها لله لولاها كان زمنات -عاليا جاعده في شجتها مع أدهم متستته بدل ما مرت خالك اللي ينتجم منها ربنا مشغلاها خدامه عنديها، ده غير اللي عملاه فيها! تحدثت سلمي بلوم كفياكي عاد ياماي هنفضلو نولولو على جوازة عاليا العمر كلياته ما خلاص بجا ده نصيب وكل واحد منيهم حد
نصيبه
وهنا انتهت مها من أعمال المنزل وقررت أن تصعد لجناحها لتأخذ حماماً ليزيل عنها أرقها وأيضاً لتكون لائقة بإستقبال زوجها وحبيبها أدهم وأثناء صعودها الدرج التفتت لها هنيه وهي توجه لها الحديث بتعالي هنيه بتعالي واستفزاز بجولك أيه يا مرت أدهم انتي، وتحدثت بتساؤل وبرود اسمك أيه؟ والله بنسي اسمك على طول ماها يجيش في بالي إسمك تجيل على لساني
التفتت لها مها بعدم استيعاب وباستغراب من لهجتها الساخرة وتحدثت باستفزاز ويضحكه صفراء قائله مها اسمي مها حضرتك خير يا طنط فيه حاجه؟
تحدثت هنيه بكبرياء وفظاظه ماعلينا تعالي إعمليلي فنجان جهوه دماغي هتتفرتك بس خليه تجيل وساده
نظرت لها مها بفاه مفتوح وعدم استيعاب وتحدثت بسخرية لا معلش أصل ورديتي خلصت وطالعه أخد شاور قبل جوزي ما ييجي ويشوفتي بهدوم المطبخ اللي كلها بصل وتوم بعد اذنك !
وكادت أن تعطيها ظهرها للصعود مرة أخرى إلا أن صباح هنيه الغاضب جعلها تنظر مره أخري لها
حيث تحدثت هنيه بكل غضب ماحدش جالك إنك عادمة ربایه جبل اکده؟
تحدثت سلمي يرعب وهي تنظر لوالدتها أحب على يدك يا أماي تسكني، وأني هدخل أعملك الجهوه أني ما تجصاش مشاكل
تحدثت مها بغضب وهي مازالت تقف بنصف الدرج لا والله ماحدش قالي لاني وببساطه محترمه ومحترمه أوي كمان، ولولا اني محترمه |
كنت عرفت أرد على حضرتك إزاي، لكن للأسف علشان محترمه هتضر أسكت
هنا دلف الحاج سليم وأدهم وأولاده وأحمد بسيارتهم وما أن توقف أدهم بالسيارة، وعلى غير العادة سمعوا صحيحاً لأصوات نسائيه عاليه -تأتي من الداخل، انتقض الحج سليم غضباً كيف يحدث هذا بمنزله المعروف بالاصول والاحترام، دلف للداخل وجد مها تتحدث بغضب وتوجه حديثها ل هنيه زوجة أخيه…
تحدث سليم بغضب وهو يدق بعصاه ذات الرأس الذهبية الأرض وهو يردف خبر أنه عاد يا حرمه منك ليها، والله عال یا سلیم یا رضوان
عیشت و شفت حريم بيتك أصواتهم مسمعه لأخر الشارع ويسمعها اللي يسوا واللي مايسواش
دلف أدهم بعدما صف سيارته وهو يتلفت حوله ليبحث عن مها رأها تقف بمنتصف الدرج ويبدو على وجهها الإنزعاج الشديد
تسائل يقلق وهو ينظر عليها فيه أيه يا مها، أيه اللي حوصل؟
هنا بدأ العرض المسرحي الدرامي ل هنيه التي بدأت بالنحيب ودموع التماسيح وهي تنظر ل للحاج سليم وتشتكي له يوهن وضعف ومكر هنيه ب مكر وهي تتلون كالأفعي يرضيك كده يا حاج سليم، على أخر الزمن أتبهدل وأتهان في دارك يا أخوي ومن مين من واحده من سن بناتي
توجه إليها سليم بنظره وتحدث بحده أيه اللي حوصل علشان تجولي اكده يا أم إيهاب
بدأت بالدموع المصطنعة مجدداً يرضيك يا حاج سليم مرت ابنك الدكتور تحولي أني مش خدامه عنديكي ولو عاوزه حاجه جومي اعمليها لحالك، وتحولي أني متربيه أحسن منيكي ومن بناتك كماني
وأكملت بإنكسار مصطنع وكل ده ليه عشان يحولها من فضلك يا بني إعمليلي فنجان جهوه الصداع هيفرتك دماغي
ثم نظرت لمها الفاتحه فمها بذهول من كذب تلك الأفعي وقالت هو ده كرم الضيافة عنديكي بيت الأصول، توشكري يبتي على كل حال
نظرت لها سلمي إبنتها بإستعجاب وهي تري والدتها تقلب الحقائق
تحدثت مها بصوت غاضب أيه الكلام اللي انتي بتقوليه ده؟
ثم نظرت ل سليم وأدهم وقالت الكلام ده كله كذب أنا ماقولتش كده صدقني يا بابا، صدقتي يا أدهم
كان أحمد ينظر ل سلمي نظرات ذات مغذي وبدورها سلمي كانت تتهرب منه فقهم أحمد أن زوجة عمه تكذب.
تحدثت هنيه مره أخرى بدموع مصطنعه الله يسامحك يابتي هو ده اللي أمك علمتهولك تجولي على واحده من دور أمك كتابه بردك
هنا تدخل أحمد لينقذ الموقف ونظر ل سلمي أيه اللي حوصل يا سلمي أنطجي الكلام اللي مرت عمي بتجوله دي صوح؟
وهنا نظرت سلمي لوالدتها وهي تفرك يديها ببعضهما من الخوف والتوتر ونظرت لها هنيه نظره هي تفهمها جيداً
وتحدثت سلمي بتوتر أيييييوه صح كل الكلام اللي جالته أماي حوصل
كاد أحمد أن ينطق لكن سليم أوقفه بإشارة وتحدث وهو ينظر بعيون مها الواقعة تنظر لزوجها الساكن لا يتحرك ويكتفي بالمشاهدة سليم موجها حديثه ل مها باستفسار أم إيهاب جالتلك إعمليلي جهوه وانتي رفضتي يا أم سليم؟
أجابت مها وهي تبرر حضرتك يابابا الكلام ماكانش بالسياق ده
قاطعها سليم بحده سؤالي واضح ومحدد جالتلك إعمليلي جهوه وانتي جولتلها لا؟
تحدثت مها وهي تبتلع غصتها من حدة صوته الهادر بها أبوه حضرتك قولتلها إني ها طلع أخد شاور، لكن أنا حابه أوضح لحضرتك اللي حصل
بالظبط علشان تفهم الموضوع صح ومن كل الجوانب أشار لها سليم بعدم الحديث وأكمل يغضب ما عايزش أسمع حاجه تاني، وأيه اللي يتجال بيت الأصول بعد ما ضيفة سليم رضوان –
ما تلاجيش ضيافتها وواجبها، وتلاجي رفض لطلب تاقه ومالوش عازه زي ده.
وهنا تحدث بغضب وصباح ضيوف سليم رضوان يتشالو على الراس ويتخدمو برموش العين من الجميع ومن أول الحاجه ليلي لأصغر واحده في البيت ده مفهووووم
دلفت ليلي وبسمه من باب المنزل وهي تنظر بعدم استيعاب للمشهد وتتسائل يقلق فيه أيه يا حاج سليم مال صوتك عالي اكده ليه يا أخوي؟
أشار لها سليم بعدم الحديث فصمتت وأكمل هو تعالي إهنيه يا أم سليم!
نزلت مها الدرج بخطوات متهاوية وذهبت لتقف بقبالته وتحدثت يحزن نعم يابابا
تحدث سليم بأمر وحزم إتأسفي لـ أم إيهاب وجوليلها حجك على
نظرت مها له بعدم استيعاب لما تقوه به فهو لم يعطها الفرصة لتتحدث وتفهمه ما حدث، بل ويريد منها الاعتذار، لا فهذا حقا فوق تحملها ؟
هنا حولت بصرها ل أدهم الناظر لها بقلة حيله، فهو في موقف لا يحسد عليه، لو كان الأمر بعيداً عن والده ل قاتل بشراسه لأجلها وخسر
الجميع، لكنه والده وهو من له الكلمة الأولى والأخيرة في ذلك المنزل
نظرت له تستنجد به وتستمد منه العون والقوة ولكن رأت بعيناه نظرة إنسحاب وخذلان فاقررت أن تدافع بحالها عن حالها!
نظرت لسليم وتحدثت بقوه لكن أنا ما غلطتش فيها يا بابا علشان أعتذر وصدقني أنا لو كنت غلط كنت أكيد هاعتذر من غير ما حضرتك
تقولي
غضب سليم من ردها ودق بعصاه الأرض معلناً عن غضبه الشديد وعن كارته أتيه لا محال
فتحدث أدهم سريعاً منقذاً للموقف، حتى يقي زوجته شر عضبة أبيه اعتذري يا مها!
نظرت له بذهول، فتقوه بشده وحده وصوت هادر بها جولتلك اعتذري
نظرت له بخيبة أمل وحزن كسي ملامحها وحدثت حالها
ماذا تريد مني أدهم، أعتذر؟
هي من أهانتني يارجل، وبدلاً من أن تقف بجواري وتساندني، تأتي لي وبكل رعونه ونقل لي أعتذر ؟
بالخيبة أملي بك يا رجلي وسندي بالخيبة أملي
سحب ببصره بعيداً عن معاتبة عيناها له فهو لا يتحملها حقاً!
تحدثت ليلي برجاء وهي تري زوجة ابنها تهان أمامها عشان خاطری با حاج سليم اجعد واستهدى بالله وتسمعو منيها اللي حوصل، ونظرت –
ل هنيه بغضب فهي أدري الناس بها وبألاعيبها الشيطانية فقد ذاقت منها الكثير من الويلات وهما ببيت العائلة قديماً!
نظر لها سليم نظرة غضب أخرستها !
نظرت مهال هنية الناظرة لها بشماته، وتحدثت ب كسره وذل في صوتها أنا أسفه لحضرتك جداً وحقك عليا
ثم نظرت لزوجها بقوه وهي تحاول إذلاله قبل إذلال حالها وتحدثت ولو عاوزاني أبوس على إيدك وعلى رجلك كمان أنا ماعنديش أي مانع هنا لم يعد يحتمل أدهم إذلاله وإذلال رجولته أمامها بهذا الشكل المهين، فتحدث بغضب عارم والدماء تغلي في جسده وهو يعلم جيدا أنها
بتلك الكلمات تعلن له أنها لا تراه رجلاً وحامياً لها!
أدهم بغضب وصوت عالي مهااااا اطلعي على جناحك فوج، ثم نظر ل هنيه وتحدث بإستهجان وكفايه لحد اكده با مرت عمي، أظن العرض -كان مرضي ومسلي بالنسبالك
ثم دلف يغضب لغرفه معلقه قد أخذت حنان أولاده بها كي لا يشهدوا على تلك المسرحية الهزلية، وخرج وهو ممسك بأبنائه يغضب وأعطاهم لها ونظر لها وتحدث ب عصبيه خدي ولادك واطلعي حميهم وغير يلهم هدومهم بلا!
نظرت له بدموعها المنكسرة التي لم تستطع إمساكها أكثر من ذلك وأمسكت بأطفالها وصعدت الدرج بخيبة أملها وكسرة قلبها وكبريائها -المحطم
رأي هو دموعها واذ بناااار تسري بجسده ودمائه ابتدت بالغليان في عروقه لأجلها ولكن ما كان بيده ليفعله أيقف بوجه والده لاجل امرأته؟ لا والله، فلا هذه تربيته، ولا هو هذا الشخص.
ولكن هذا لا يمنع عضبه من والده الذي لم يعطي الفرصة حتى لزوجته لتقص عليه ما حدث، ولكن هذا والده وما عليه إلا احترام رغباته وكلمته، كان يوجد بداخله صراع قاتل فهو وضع في مأزق وخير بين والده الذي يحترمه ويقدره وبين زوجيته التي يعشقها حد الجنون
وأنتصر فيها حبه لأبيه، واحترامه وأخلاقه التي تربي عليها والتي أمره بيها دينه في معاملة والده
نظر له سليم رأي غضب وناااار بوجه ولده مما يدل على إشتعال صدره بالغضب، وضع حاله مكانه وحزن على ما أصاب ولده بسببه، ولكن لو عاد الزمن سيعيد ما فعله دون تردد فهذا هو سليم وهذه شخصيته وتفكيره إستأذن أدهم والده بالخروج وهم خارجاً من المنزل بأكمله وذهب إلى المزرعة ليجلس وحيداً فهو في حاله لا تسمح بالتحدث أو الجلوس
مع أحد!
تحدثت هنيه بنعومه مثل الأفعى حجك على يا حاج سليم، حجك على يا حاجه ليلي ماکتش رایده تزعل مرت ولدك بسببي نظرت ليلي بغضب وتحدثت بصوت حاد وذات مغذي منوره يا أم إيهاب أجعدي إنعشي ويانا
هنا أدركت هنيه أن ليلي شبه تطردها بالذوق، فأستأذنت ورحلت بعد أن أشعلت حريقاً بالمنزل، وصعد أحمد خلف سلمي المرتبكة -والخجوله أمام مها من أفعال والدتها وحدثت أحمد بذلك أنها لن تذل والدتها أمام الجميع وتكذبها وغضب منها أحمد وتركها وخرج
أما مها أخذت طفليها وحممتهما وهي تبكي بحرقه
مما استدعي سؤال على لها مامي انتي بتعيطي ليه؟
مها وهي تجفف جسد صغيرها بالمنشفة مش بعيط يا حبيبي أنا بس عندي صداع وعيني دخل فيها تراب
علي وبكل برائه أمسك رأسها بيديه ووضع قبله على رأسها وأخرى على عيناها وتحدث خلاص كده يا مامي أنا بوستلك الوجع وكده هتحف على طول
احتضنته مها بحب وقبلته وأستنشقت رائحته التي كالمسك سمعت صوت الجرس وهي تلبس صغيرها ثيابه جري سليم المتواجد بيهو الجناح يلهو بعد أخذه حماماً وارتداء ثيابه، ليفتح الباب فإذ بها ليلي دخلت عليها الغرفه وهي تلبس صغيرها
ليلي يحب وهي تحمل سليم مين اللي استحموا وبجوا ريحتهم ورد وياسمين دول؟
ضحكا الطفلان وأشار بيديهما لاعلي انااااا.
ضحكت ليلي وتحدثت طب يلا إنزلو لجدكم تحت مستنيكم وجايبلكم شيكولاته، نزلا الطفلان وجلست هي بجانب مها لترضيتها!
جلست ليلي بجانب مها على السرير وتحدثت أني جبت حنان مرت صلاح وأستفهمت منها وعرفت اللي حوصل وجولته لعمك سليم.
وحتى من جبل ما أسمع من حنان أني خابره ألاعيب الحيه اللي اسمها هنيه!
ثم أكملت بحنان وهي تضع يدها فوق يد مها أني عارفه انك زعلانه من عمك سليم، وحجك طبعاً، بس والله عمك ما يجمد يضايجك أو يحرجك جدامنا
هو بس ليه تفكيره، بيجول أني عارف إن هنيه هي اللي غلطانه وكدايه كمان، لكن ما يجدرش يخسر أخوه ويطلع مرته كدايه انتي بتنا واحنا تجدروا على بعضينا، لكن هي غربيه وكانت هتعمل من الموضوع حكاية وتغنيه على الربابة
عشان خاطري بيتي حجك على ويلا تنزلو عشان تتعشي.
مها بدموع العفو يا ماما خاطرك على عيني بس سامحيني مش هاقدر أنزل، أنا تعبانه وهدخل أحد شاور وهنام وبجد مليش نفس ومش ها قدر اتعشي
ردت ليلي متفهمه وضعها خلاص يا بني براحتك بس أني هشيعلك العشا إهني، ماهينفعش تنامي من غير عشا ونزلت للأسفل، دلفت -مها لأخذ حماماً عله يريحها ويهدئ من حزتها وألمها!
وبعد مده جلست مها وحيده على سريرها تنتخب وبشده وهي تضم رجليها بذراعيها وتضع رأسها على ركبتيها وتبكي
صعد أدهم إليها وذلف لداخل الغرفه وجدها على وضعها الحالي تنتخب وتبكي بشده جلس بجانبها أدارت هي وجهها للجهة الأخرى تعبيراً منها على غضبها الشديد منه، أستد أدهم ظهره للوراء وتنهد يتعب وهم وتحدث عارف انك مش طايقه تبصي في وشي، ويمكن كمان مش شيفاني الراجل اللي قادر يحميكي ويدافع عنك، وأكيد خيالك بيقولك إنك اتغشيتي فيا وكنتي فكراني أقوي من كده، وعارف كمان إن -معاكي حق في كل ده، وإني كان لازم أدافع عنك وما أقبلش أبداً بإهانتك قدام أي جدا
ثم نظر لها وأعتدل بجسده بإتجاهها وتحدث بس ده أبويا يا مها أنا مستعد أدافع عنك بروحي قدام أي حد في الكون ده كله، إلا أبونا وما أقدرش أكسر له كلمه حتى لو كنت شايف تصرفه غلط وحتى لوجه عليا وظلمني عمري ما أقدر أقف في وشه ولا قدامه لا علشاني -ولا علشانك ولا حتى علشان ولادي، أرجوكي افهميني يا مها!
وأمسك يدها ونظر لها نظرت له بدموع وشدت يدها من بين يديه يعنف
زفر بحزن وتحدث بتفسير أبويا ماعملش كده علشان ما بيحبكيش أو علشان يضايقك على حساب مرات عمي لا خالص، دي عوايدنا في الصعيد الضيف دايماً على حق وله واجبه واحترامه أبوبا اشتري خاطر أخوه وجه عليكي علشان حاسس إنك بنته وها تستحمليه صدقيني هو ده تفسير اللي حصل كله
هنا نظرت له بعضب وتحدثت بنته وهو لو فعلاً بيعتبرني زي بنته كان قبل عليا الإهانة والظلم ده؟ لو بنته اتعمل فيها كده في بيت جوزها، كان نياك سكت؟
أدهم أيوه يا مها كان هيسكت أبويا ما بيجزاش مبادأه.
نظر لها وتحدث برجاء حقك عليا يا حبيبي علشان خاطري ما تزعليش ويطلي عياط دموعك دي يتدبحتي ويتحسسني بضعفي يا مها!
نظرت له يلوم وحزن، أمسك يدها بحب وقبلها وتحدث خطي نفسك مكاني يا حبيبي لو حد من إخواتك إنحط في نفس موقفي كنتي
تحيي أخوكي يقف قدام بباكي ويغلطه قدام الناس علشان خاطر مراته؟
نظرت له وصمتت لإدراجها صحة كلامه، قبل يدها ثم اقترب منها ومسح لها دموعها بيده وقبل وجنتها بحنان ورفعها بيديه وأجلسها على ساقيه وأحتضنها بحنان وشدد من حضنه لها، شعرت براحه وأخذت نفساً عميقاً، ثم تحدثت برجاء أدهم أنا عاوزه أرجع شقتي قبل جبينها بحنان وتحدث بإيماء حاضر يا نور عيوني ها نسافر بكره ان شاء الله
خرجت من حضنه ناظره له بجديه وهي تتسائل بجد يا أدهم ها نسافر بكره؟
هر لها رأسه بإيماء وتحدث بحنان أبوه يا حبيبي يجد أنا كلمت شركة الطيران وحجزت رحلة الساعة 1 صباحاً، أنا ما أقدرش أشوفك مش | مرتاحه في مكان وأسيبك قاعده فيه عضب عنك يا قلبي
رمت نفسها داخل أحضانه بحب وتحدثت ربنا يخليك ليا يا حبيبي
تحدث مشدداً من احتضانه لها ويخليكي ليا يا حبيبي، وبجد حقك عليا!
ضلت مها داخل أحضانه وهو يمسح على ظهرها ويلعب بخصلات شعرها بحنان حتى عفت داخل حضنه الحاني، أنزلها من على ساقيه
بهدوء، ووضع رأسها على مخدتها براحه وقبل جبينها وجلس بجوارها حتى عفت في ثبات عميق نزل للأسفل ليزي أطفاله ويجلبهم معه ليقفوا في جناحه لكن وجدهم غارقين بالنوم في أحضان جدهم وجدتهم، أخبر أدهم والده ووالدته -أنهم مسافرون بالغد.
فتحدث سليم بتساؤل هتسافرو بكره كيف يا ولدي مشكت ناوي تجعد أجازتك كليتها اهني نظرت له ليلي يحزن مش كت بتجول -هتجعد كمان أربع أيام يا جلبي مستعجل ليه لساتنا مشبعناش منيكم
أدهم وهو يبعد عيناه عنهما يحزن جالي شغل في المكتب مستعجل يا أماي!
رد عليه سليم ما أيمن صاحبك موجود يا ولدي لازمتو أيه سفرك بجا لسه ماشبعتاش من العيال يا أدهم، دانتا بحالك شهر ماجيتش اجازه یا دكتور
أدهم معتذراً من والده معلش يا أبوي تتعوض إن شاء الله، لولا الشغل ماكنش مشيت وأيمن ماهيسدش لوحديه في الشغل
ووقف معتذراً لينهي الحديث أني ها طلع علشان أنام، تصبحو على خيرا
بعد مغادرته تحدثت ليلي يعتاب يارب تكون مبسوط يا سليم من اللي عملته مش نصرت مرت أخوك وخليت مرت ابنك تعتذر لها، إتفضل بجا أها، هيا حد ولاده وماشي
نظر لها يحزن وصمت، وفي اليوم التالي أخذ أدهم مها وأولاده ورجعا إلى شقتهم بالقاهرة
وبعد أسبوع من سفرهما كان أدهم يجلس على أريكته وترتمي مها داخل أحضانه، وأطفاله يلعبون ويلهون حولهما بسعادة وفرح رن هاتفه نظر به وجده والده كادت أن تخرج من حضنه لكي تعطيه فرصه للرد لكنه شدها له وشدد من احتضانها بحب، وتحدث ببشاشة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا حاج.
هلل سليم وعلى جدوووو جدووو
أشار لهما أدهم بالصمت لكي يستطيع سماع جدهما
تحدث الحاج سليم على الهاتف حبايب جلب جدهم وعجله
ضحك أدهم وتحدث أول ماسمعوا إسمك عاملين مظاهره، كيفك يا أبوي وكيف صحتك ؟
سليم يحب بخير يا ولدي الحمد لله، أم سليم كيفها هي وحبايب جلبي
أدهم بخير يا أبوي كلياتنا الحمد لله
سليم بتساؤل العمال وصلوا لفين في بني البيت يا دكتور ؟
إستعجلهم أومال علشان تاخد عيالك في الوسع والجنينه بدل الجبسة في الشجه عنديك، العيال مختوجه يا أدهم!
تحدث أدهم بجديه ربنا يسهل يا حاج المهندس جالی هاستلمها منيه كمان شهرين ربنا يسهل ويطلع جد كلامه
تحدث سليم بجديه ربنا يسهل يا ولدي ولو عورت فلوس جولي وأني أحولك على طول، أدهم بحب ربنا يديمك فوج راسي يا حاج كله من
خيرك، وأكيد لو أحتجت لحاجه هجولك طبعاً!
سليم بجديه طب إديني أم سليم رايد أكلمها كلمتين
سعد أدهم لطلب والده لانه يعلم مغذي مكالمته أعطا أدهم الهاتف ل مها
قائلاً الحاج سليم عاوز يكلمك
نظرت له يحزن فهي ما زالت حزينه من موقفه الأخير معه وأخذت منه الهاتف بهدوء
وتحدثت بإحترام وجدية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سليم على الجهة الأخرى بصوت حنون وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، كيفك يا بني زينه طمنيني عنيكي
ردت مها بإحترام الحمد لله حضرتك، أنا بخير، أخبار صحة حضرتك أيه، وماما ليلي أخبارها أيه؟
رد سلیم بحنان ومداعبه بخير يا بني وفي نعمه الحمد لله، أني جولت أم سليم ما بتتصلش تطمن على أتصل أني وأتطمن عليها، اتوحشت كلمة بابا منيكي حولت أكلمك أسمعها، بس لحد دالوج لساتني ما سمعتهاش
ابتسمت مها وهي تري حماها يتودد لها ويتلطف معها بالكلام وفهمت من حديثه هذا أنه اعتذار منه غير مباشر، فا رجل مثل سلیم رضوان |
بالتأكيد لن يعتذر لأي شخص على الإطلاق، ولكن تكفيها محاولته تلك التي أسعدتها ويثت في روحها الرضي
ردت عليه بإبتسامه أسعدت أدهم الناظر لها بإهتمام وجب ربنا يخليك ليا يا بابا، وحضرتك كمان وحشتنا كلنا وماما ليلي وبجد متشكره
جداً على مكالمة حضرتك ليا واهتمامك الواضح
سليم بحنان ما تجوليش كده يا بني ربنا يعلم علاوتك جد أيه في جلبي، وإن معزتك من معزت سوميه وبسمه وربي يشهدا مها بسعاده ووجه مبتسم تسلملي يا بابا ويخليك لينا وبجد
مبسوطه أوي بمكالمة حضرتك وأنهت معه المكالمه وأعطت لزوجها الهاتف أكمل حديثه مع والده وبعد مده أغلق أدهم الهاتف ونظر لحبيبته بعيون سعيده وهو يقبل يدها.
وتحدث شفتي يا نور عيني انتي عاليه أن أيه عند الحاج وإزاي ما أستحملش زعلك ورضاكي مع إنه ما بيعملش كده مع أي حد على فكره ده استثناء ل مها رأفت وبس
كانت تستمع له وهي حاضنه كفيه بيدها ووجهها سعيد وتحدثت أنا مبسوطه أوي يا أدهم لأن يجد حسيت اني مهمه عند بابا سليم وإن –
زعلي فارق معاه ما نتصورش كنت فرحانه إزاي وأنا وصلالي نبرة صوته الجنينة اللي كلها جبر خاطر ليا!
تحدث أدهم تعرفي إنك كيرتي أوي في نظر الحاج.
بسبب الموضوع ده، قال ل لوله من يومين مرت ابنك طلعت أصيله وما حاولتش تدخل أبوها ولا أمها في الموضوع، وسمعت كلام جوزها
وكلامي رغم إنها كانت معترضه
ارتمت مها بسعادة داخل أحضانه الملاذ الأمن لها نظر ل أولاده اللذان مازالا يلهوان بسعاده
أدهم ناظراً لطفليه وهو يتحدث بغيظ أيه يا على باشا إنت وسلیم بیه مش ناويين تنامو انهارده ولا أيه؟
سليم يضحك وبرائه لا يا بابي احنا عاوزين نقعد معاكم
علي بتفكير بابي أيه رأيك تنام كلنا مع بعض إنهارده زي الأسبوع اللي فات لما ضمينا السرير بتاعي وسرير سليم مع بعض ونمنا نظر لها أدهم بغيظ وتحدث إتفضلي يا هانم شوفي القرود اللي مخلفاهملي عاوزين ينامو معانا، ما هو فعلاً ده اللي كان ناقص
ضحكت مها وهي داخل أحضانه وتحدثت لإستفزازه وماله يا بابي الولاد عاوزين ينامو في حضن بابي الدافي الجنون ليه تحرمهم بس منه!
نظر لها يغيظ لا والله، طب أنا داخل أنام يا مها وأبقي خلي ولادك بقا ينفعوكي
وقام من جلسته وهي تضحك بشده وبعد مده كانت داخل أحضانه على سريرهما بعد أن عفا صغيريها ودلفت لزوجها الذي لم يكتفي للأن من شهد عسلها وفي كل مره كأنه يتذوق شهدها لأول مره فهكذا هو عشقهما، ولأنهما برووه بالاهتمام والاحترام المتبادل يكبر ويطرحثماره.
بعد أربعة أشهر وفي الشتاء في شهر يناير المثلج وهوائه الصافع، كانت تقف على شاطيئ البحر بملابسها الشتوية الثقيلة وأدهم يقف
خلفها محاوطا اياها بذراعيه القوية حول خصرها بتملك
وهما ينظران إلى البحر وأمواجه الثائرة الهائجة ومها تتنفس هواء البحر التي تعشقه وهي مغمضة العينان بسعاده، فماذا تطلب أكثر من ذلك فهي بين أحضان معشوقها الوحيد وأمام البحر الذي تمنت دوماً زيارته في الشتاء.
وأدهم يفي بوعده لها، فمنذ زواجهما وهو كل شتاء يأتي بها إلى الإسكندرية ويقضيا معاً أجمل أيام حياتهما، وذلك بعد إرسال أطفاله -لوالدته بسوهاج حوفاً عليهما من برودة طقس الإسكندرية في هذا الشهر ذات الصقيع البارد
كان يقف ورائها محتضناً إياها بتملك ويهمس بأذنها يحب بحبك يا مها بحبك أوي وكل يوم يحبك أكثر من اليوم اللي قبله وكل يوم معاكي
هو بالنسبالي حياه جديده
ردت عليه حبيبته بهيام وهي تنظر للبحر وسحره ربنا يخليك ليا يا أدهم، أنا معاك بس عرفت معني لحياتي ثم نظرت له يحب وأكملت بترجي ممكن تفضل تجيني كده على طول ؟ مش عاوزه حبك ليا يقل أبداً يا أدهم، دايماً عاوزه أحس إني أهم حاجه في حياتك؟
أجابها بعشق إنتي مش أهم حد في حياتي بس يا مها إنتي كل حياتي كفايه اني ماعرفتش طعم الحب ولا دوقته إلا على أديكي
أوعدك هفضل أحبك لآخر نفس فيا زي أول يوم حبيتك فيه!
نظرت له بهيام وتحدثت بنعومه يا أدهم
رد عليه بعيون هائمه بعشقها يانعم
مها يحب هو أنا ليه يحبك أوى كده؟
رد عليها بابتسامه وحب يمكن علشان أنا بعشقك ؟
ضحكا سوياً ونظر أمامهما للبحر وسحره والشتاء القارص، وبدأت السماء تنزل عليهم بقطرات المطر، فتحت مها يدها وهي تنظر للسماء بسعاده وقطرات المطر تهبط على وجهها السعيد وتبلله وتداعيه بحب
كان ينظر لسعادتها ويشعر وكأنه ملك لقدرته على رسم البسمة والسعادة على وجه امرأته، فحقاً أدهم مثال للزوج المثالي الذي . يتباهي بإسعاد زوجته والتفنن في رسم البسمة على وجهها
فهنيئاً لكي مها بذلك الزوج الجنون.




