روايات روز أمين

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين الجزء الثالث

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين الفصل الحادي والثلاثون

 

مر أكثر من ساعة، ومازالت على جلستها تبكي وتنتخب حالها، وقلبها ينزف على ذلك الأدهم، لما فعل هذا بي؟ ولما أرسل لأبي
لخطبتي بما أن له خطيبه أخري؟
أه أدهم، كم ساتوجعتي بعد يا رجل كم من قصه وروايه أخرى لم أدري بها بعد!
رن هاتفها، وجدته أدهم لم ترد وظلت تبكي
عند أدهم
بعد خروجه من الجامعة، رجع لمسكنه بدل ملابسه، وضع كمادات على وجهه لكي لا يبقي أثر من الكدمات الموجودة نتيجة اللكمات التي
سددها له عمادا
ظل يهاتف تلك العنيدة، التي لم تعطيه فرصه ليفسر لها ويطلعها على القصة بأكملها، لكن تلك الساحرة لم تجب على إتصالاته العديدة
نزل من سكنه قاد سيارته متوجها ل فيلا عماد حتى ينهي هذا الصراع الدائم والذي فاق حدود صبرة، فقرر أن يدخل خاله حسین لردع –
تلك العماد عن الإستمرار في أذيته
مازال وهو يقود يحاول إتصاله ب مها ولكن بلا ردا
وصل أدهم لفيلا خاله وترجل لداخل الهول، وجد العائلة بأكملها تجلس حتى مروة وريهام وجدهم، تفاجأ الجميع بوجوده، ولكن من هيئته
يبدو عليه الغضب، ألقي عليهم السلام
وقف حاله وعاصم يستقبلاه بترحاب
تحدث حسين بترحاب أهلا أهلا يا أدهم، أيه المفاجأه الحلوة دي اتفضل يا حبيبي
أدهم بإحترام أهلا بحضرتك يا خالي، إري صحة حضرتك؟
حسین بوجه بشوش بخير يا حبيبي منور
نظرت له عزه وتحدثت بترحاب دكتور أدهم، ذه أيه المفاجأه الجميله دي نورت بيتك يا حبيبي
إبتسم لها أدهم وسلم عليها وعلى الجميع بإحترام، حتى وصل إلى ريهام التي لم يراها منذ أخر لقاء لهما في شقته، حين ذهبت له
تترجاه أن يرجعها لحياته من جديد، ولكنه رفض
ريهام يعيون متلهفة ومشتاقه لحبيب سنين مضت وخيال حالم مازال موجود مدت له يدها وتلمست يده بشوق سنين ومن جانبه نظر لها بحنين لأيام مضت لذكريات من عمرة، لكن ليس عشق أو شوق لها، بل لـ أيام وذكري صباه فقط لا غير!
ريهام بعيون مشتاقة إزيك يا أدهم!
أدهم الحمد لله يا ريهام، إزيك إنتي واري إبنك!
وكأنه يذكرها أنها زوجه وأم، لتستفيق من حالاتها تلك!
ثم نظر سريعاً لحاله وتحدث أنا جاي أشتكي لحضرتك من عماد يا خالي، ويتمني من حضرتك تخليه يبعد عني خالص!
تحدثت عزه اهدي طيب يا دكتور واتفضل أقعد، وفهمنا أيه الحكاية
حسین خير يا أدهم ماله عماد، عملك أيه مزعلك منه أوي كده؟

عاصم أقعد يا أدهم مش ها تتكلم وأنت واقف كده
سمع عماد صوت أدهم فنزل الدرج بكل كبرياء وتحدث من عليه، عماد وليك عين تيجي لحد هنا كمان؟
نظر له أدهم وتحدث بغضب جاي أشهد عليك كبيرك علشان أكون عملت اللي عليا من ناحية صلة الرحم، وأقسم بربي هي الوحيدة اللي حاشتني عنك إنهاردة يا عماد
عماد بغضب ولا كنت تقدر تعمل حاجه إنت بق على الفاضي يا أدهم يا سليم، ولو كنت راجل بجد وريني أخرك!
قالها ووقف بوجهه وفتح ذراعيه على مصرعيهم
حسین بغضب عماااد عيب عليك تكلم ابن عمتك كده قدامي، أيه مافيش احترام ليا خالص
وأكمل اتفضلو أنتو الاتنين أقعدو واحكولي أيه اللي حصل
عماد بسخريه البيه زعلان أوي وجاي شایط علشان كشفته وكشفت كدبه قدام مها المجدوعة فيه قولتلها حقيقة انه خاطب بنت عمه أدهم بغضب وانت أساساً تدخل نفسك في مواضيع ما تخصكش ليه، ثم نظر إلى مروة وتحدث.
أدهم وانتي يا مروة إزاي تسمحي العماد إنه يستخدمك في ألاعيبه بالشكل ده يخليكي تتصلي ب سميه وتستدرجيها في الكلام وتعرفي منها إذا كنت فعلا خاطب بنت عمي ولا لا، إنتي أكبر وأعقل من كدة يا مروة تحدثت مروة يخجل أنا أسفه يا أدهم، أكيد ما كنتش أقصد أذيتك، ولا كنت أعرف إن عماد هيستغل معرفته بموضوع خطوبتك ويروح يقول ل
مها!
ريهام بعدم فهم مها مين؟ وخطوبه أيه اللي بتتكلمي عنها يا مروة؟
مروة ناظرة لريهام بخوف ها فهمك كل حاجه بعدين
حسين أنا مش فاهم حاجة يا أدهم من الكلام ده كله لو سمحت فهمني
قص له أدهم كل ما حدث وقص له أيضاً عن خطبته ل مها وعن تهور عماد وضربه أمام الطلبه
تحدث حسين هي حصلت يا عماد تضرب ابن عمتك قدام الناس زي البلطجيه
تحدث عماد بغضب أن ضربته، ولو ما بعدش عن مها ورحمة بابا لأقتله
تحدث أدهم بتحذير مشيرا إليه بأصبع يده مها كلها أسبوع وهكتب كتابي عليها وها تبقي مراني وقدام خالي وكل اللي موجودين يشهدكم عليه، وتحدث بتحذير لو قربت من مها أو حاولت تضايقها بأي شكل من الأشكال ساعتها بس متلومش غير نفسك يا عماد عماد بغضب هي مين دي اللي هاتبقي مراتك ده على جنتي لو قربت منها يا أدهم!
تحدث حسين يعصب انت أيه يا أبني البنت مش عوزاك هو بالعافيه ياريت تخلي عندك كرامه وتبعد عنهم، وبعدين انت راجل خاطب عاوز أيه منهم !
وبعد حديث كثير ومناوشات من الجميع وأدهم وعماد، لام الجميع فيها عماد وتصحوة بأن يبتعد عن أدهم ويحترم صلة الرحم بينهم، خرج أدهم بعد وعد من حسين على إبعاد عماد عنه وعن مها نهائياً!

لحقت به ريهام في الحديقة استوقفته
ريهام بعيون مقيمة بالدموع انت فعلا حبيت وها نتجوز يا أدهم؟ قدرت تنساني بالسهولة دي وتحب غيري، طب ليه أنا مش قادرة أنساك أدهم يتفهم لحالتها دي سنة الحياة يا ريهام، أنا حبيت فعلا وهتجوز وهعيش حياتي انتي كمان اتجوزتي وخلفتي حاولي تنسي الماضي | اللي ساجنه نفسك فيه وعيشي حياتك يا ريهام صدقيني إنتي واهمه نفسك بقصة حبنا اللي كانت في الأخر هي مجرد قصه وانتهت
إنهيها من جواكي وعيشي لجوزك وابنك، وقتها بس هترتاحي وتريحي جوزك، وها تحسي بكل شيئ حلو في حياتك، ربنا مديكي نعم كثير في حياتك زي مثلا جوزك اللي بيحبك وصابر في حبه ليكي وابنك نعمة ربنا ليكي فوقي يا ريهام وعيشي، ودعها وذهب مسرعاً لتلك المتمرده!
ذهب أدهم مباشرتاً إلى حيث تسكن عاليته، لم يستطع صبراً للإنتظار للعد، فكان قلقاً من أجلها، وبنفس الوقت عاصياً منها لعدم تقتها به وعدم ردها عليه وإعطائه فرصه لإفهامها، ولكنه عذرها أيضاً!
وصل إلى فيلا نور، كان الوقت مازال باكراً فقد كانت الساعة السابعة بعد الغروب، أبلغ حارس الفيلا برغبته بالتحدث إلى مها، ذلف الحارس وأخير نور، التي بدورها ذهبت ل أدهم عند البوابة لتتعرف منه من يكون؟ وماذا يريد؟
نور باستغراب أهلا يا أفندم ممكن أعرف مين حضرتك؟
أدهم بإحترام أهلا بحضرتك، أنا دكتور أدهم سليم دكتور مها في الجامعة، وكنت محتاج أتكلم معاها ضروري لو سمحتي، فلو تسمحي
تندهيلها هاتكلم معاها هنا وهامشي على طول بعدها!
نور يحرج مع إن ده ممنوع، لأن زي ما حضرتك عارف ده سكن بنات لكن باين على حضرتك إنك محترم، ثواني ها بعت لمها!
صعدت عفاف تستدعي مها وتخبرها بأن أدهم ينتظرها، جن جنونها عندما أخبرتها عفاف، ما تلك الجرأة التي لديك أدهم لتأتي إلى هنا؟ بالك من وقح
ارتدت حجابها على ثيابها البيتية ونزلت له!
خرجت من باب الفيلا تحت أنظار الواقف بإنتظارها مع نور التي استلمته أسئلة كمحقق نيابة، كانت أتيه بإتجاهه تنظر له وعيناها تطلق -عليه سهاماً، وأقسم بربي لو النظرات تقتل لصابه سهماً ووقع صريع غضبها !
وصلت إليه وحاولت تهدئة حالها وتحدثت بهدوء أهلا دكتور أدهم خير يا دكتور فيه حاجه؟
تحدثت نور دكتور أدهم بيقول إنه عاوزك في حاجه مهمه بخصوص البحث بتاعك يا ماهي!
كان ينظر لها وتحدث بقلة صبر مها لو سمحتي يا ريت تتكلم شويه لوحدنا
نور بإحراج أنا كنت داخله حالاً، قهوة حضرتك أيه يا دكتور ؟
أدهم يشكر لا متشكر يا أفندم ملوش لزوم!
نور لا ما يصحش يا دكتور حضرتك اول مرة تشرفنا هنا!

وتحدثت عن قصد أينعم إحنا محدش بيشرفنا هنا أصلاً، علشان حضرتك عارف ده سكن طالبات، وأهاليهم سيبينهم أمانه عندي، فلازم أكون أن الأمانه دي، لكن حضرتك باين عليك محترم وابن ناس علشان كده سمحت ل مها تنزل تقابلك
أدهم بإحترام طبعاً ده شيئ يحسب لحضرتك، لكن صدقيني أنا لولا متضر ما كنتش جيت وبعدين أنا واقف أهو عند البوابة مرديتش أدخل
الجنينة زي ما حضرتك عزمتي عليا
نور بعد اذنكم، ماهي أنا جنبك هنا تمام، وأنصرفت!
نظرت له مها وتحدثت بغضب أيه اللي جابك عايز مني أيه تاني؟
أدهم يحاول تهدئة حاله من معاملتها العدائية مها إحنا لازم تتكلم فيه حاجات لازم أفهمهالك
أجابت مها بإنفعال خلاص يا دكتور مش عوزة أسمع ولا أفهم منك أي حاجه إنت واحد كداب كل يوم يظهر لك حكايه وقصه جديده لا
وكل ده كوم وانك تطلع خاطب ومغفلني ده كوم تاني
أدهم بنفاذ صبر مها، إهدى واسمعيني وبلاش تغلطي علشان ما ترجعيش تندمي
مها أغلط، ولما أنا كده بغلط سيادتك بتعمل أيه ها، ممکن تجاوبني
وبعدين أسمع أيه، أنا أصلاً ما بقتش يثق في كلامك يعني مالوش لازمه كلامنا من الأساس
تحدث أدهم بعصبيه لأخر مرة هاقولك اهدي وحافظي على كلامك
أمسك هاتفه وضغط على زر الإتصال وهي في قمة عضبها وتحادثه
انت بتكلم مين؟
أدهم لم يغيرها أي اهتمام وتحدث بوقار مساء الخير يا أفندم إزي حضرتك، وبعد مدة أنا أسف جدا على الإزعاج، مها جنبي وعماد حكالها -عن موضوع بنت عمي اللي كنت كلمت حضرتك عنه، وهي عضبانه ورافضة تسمعني فياريت بعد إذن حضرتك تفهميها الموضوع
أعطى لها الهاتف نظرت له يتساؤل مين دي؟
أدهم بنظرة توحي على اشتعاله داخلياً مدام مني حرم سعادة السفيرا
أخذت الهاتف وردت أيوه يا طنطا
مني على الهاتف مزعله أدهم ليه يا مها على فكرة أدهم حكالي كل حاجه عن الموضوع ده يوم ما چه عندي وبجد الحكاية مش مستاهله زعل دي كانت مجرد خطوبه تقليديه عرف عندهم، وهو لما سافر نهي الموضوع وكلمني من هناك وطمني إن الموضوع إنتهي هنا أشار لها بيده وأخذ منها الهاتف وهو يرمقها بنظرات كادت أن تحرقها !
تحدثت مها بحزن طب كان قالي يا طنط كان حطني معاه في الصورة، بدل ما يخليني شكلي وحش كده
أدهم أنا أسف مره ثانيه لحضرتك، وأوعدك إن دي هاتكون أخر مرة تزعج فيها سيادتك، كان يقول كلماته وينظر لمها نظرات ذات معني، مما
جعل الرعب يتسلل لقلبها !
مني بود أوعى تقول كده يا دكتور أنا دايما موجوده وتحت أمرك، ولو فيه مشكله أنا ممكن أجيب مها عندي وأتكلم معاها وأفهمها!
أدهم متشكر يا أفندم مها أنا هاتكلم معاها، ومرة ثانيه أسف جداً لحضرتك!

أغلق الهاتف ونظر يغيظ على تلك الواقعة تربع يدها على صدرها وتنظر له هي الأخرى يغيظ في جو مليئ بالمشاحنات
سألت مها بعضب ليه ماقولتليش؟
أدهم بغضب ووجه عابس علشان غبي، وخوفت على مشاعر سيادتك، قولت لنفسي مافيش داعي أوترها وأضايقها بسبب موضوع تافه ها يتحل بمجرد ما أقعد مع أبويا، وفعلا با هانم روحت وحليته، وإلا ماكانش أبويا بعث لأهل سيادتك وطلبك منهم، وأظن كمان إني بلغت سيادتك اني عاوز أكلمك في موضوع مهم بس عماد باشا كان أسرع طبعاً كالعادة
مها بحزن بردو كان لازم تقولي من الأول خالص
أدهم يغضب إنتي لسه ليكي عين تتكلمي وتجادلي
وأكمل بعصبيه عاجبك منظري وأنا بكلم مدام مني زي التلميذ الخيبان اللي جايب ولي أمرة يدافع عنه قدام المدرس بتاعه يارب تكوني
مبسوطه باللي وصلتيني ليه حضرتك
نظرت له يعيون غاضبه وشفاه ممدودة للأمام، وصمتت
أكمل هو بأمر إتفضلي اطلعي بدلي هدومك دي علشان تخرج تتكلم في أي مكان برة بدل مانا واقف متراقب من شارلوك هولمز بتاعتك دي كمان، ونظر على نور الموجهه بصرها عليهم من بعيد، تتفحص كل حركة وتعد عليهم أنفاسهم!
تحدثت بعند مش ها خرج يا أدهم، ومش عوزه أتكلم!
أدهم بعيون تخرج شرزا وبأمر حازم أنا برة في العربية، ربع ساعة بالظبط وتكوني قدامي
وتحدث بتهديد وإلا تنسى كل حاجة بينا وللأبد.
قالها وخرج بسرعة البرق دون انتظار ردها، مما جعلها تدق بأرجلها الأرض بغيظ
ثم جرت مسرعة لأعلي لتبديل ثيابها، وبأقل من عشرة دقائق وجدها تخرج من باب الفيلا تنهد براحه وشعر بإنتصارة على تلك المهرة –
الجامعة، التي تحتاج لمرود وأقسم بداخله سيكون هو مروضها
فتحت باب السيارة وجلست بجانبة مما جعله سعيداً داخلياً، ولكن ظل على وضع جلسته ولم ينظر لها، كان سائداً ذراعه على الشباك
واضعاً يده على ذقته ويفركها بحركة عصبيه ووجه كاشر أدار محرك سيارته وأتجه بها لمكان هادئ، صف السيارة جانياً، عدي بضعة دقائق من الصمت التام، كل منهما ينظر أمامه بغضب حتى خرجت هي عن صمتها وتحدثت بغضب
مها بغضب هو سيادتك جايبني هنا علشان تسمعني سكاتك؟
كان يكتم غيظه لكي لا ينفجر بها ويحزنها، لكن بكلماتها تلك أخرجته عن صمته، فقد فاض به الكيل ووصل الذروة غضبه منها ! نظر لها يعيون مكتظة بالغضب وتحدث بعضيه يضي بقا يا بنت الناس الإسلوب اللي يتتكلمي معايا بيه ده ما ينفعنيش نهائي مش أنا
الراحل اللي يتعامل بالطريقة دي خاااالص
إذا كان خيالك أوحالك إنك ممكن تمشيني على مزاجك، أو شيطانك قالك بابت ده بيحبك ويبعشقك ومش ها يقدر يبعد عنك، لدرجة إنه ضعف وغيط في حضنك، فابراحتك بقاء بهدلي فيه وعلى صوتك عليه وأعضبي وهينيه، وهو زيه زي الجزمه ها يرجعلك ثاني، وبيجي ويعيط
في حضنك ثاني، فأحب أقولك إنك عليه وما يتفهميش!
موضوع دموعي في حضنك ده ما كانش ضعف مني بالعكس دي قوة
أنا لما أترميت في حضنك وأتعريت قدامك بدموعي فده لإني كنت عارف ومتأكد إنك أصيله وذكيه، وهاتفهمي إنى معملتش كده غير لما حسيت إننا شخص وكيان واحد روح واحدة في جسدين، والمفروض إن ده شيئ يبسطك ويطمنك، ويحسسك إنتي أد أيه بقيتي حد مهم
وقريب مني، ووصلتي لمكانه عاليا عندي، وكمان يحفزك ويخليكي تحاولي تطوري علاقتنا أكثر، وتنمي قرب أرواحنا أكثر!
وأكمل بخيبة أمل بس الظاهر اني كنت غلطان
وتحدث بتهديد فاهي كلمة واحده يا تحترميني وتحافظي على كل كلمه يتخرج منك قدامي يا إما من دالوقتي كل واحد فينا يروح لحاله ونتهي الموضوع
كانت تستمع له وقلبها يرتعب خوفاً من قلبته المفاجئه وغضبه العازم، ارتعبت من فكرة غضبه واستطاعته حقاً تركها!
ارتعبت لأنها لم تعد ترى لحياتها معنى بدونه
وفي لحظه، قررت أن تستعمل ذكاء الأنتي لامتصاص غضبه
مها بصوت ملئ بالانوثه والإغراء للدرجادي زعلان مني؟
عاوز تعاقبني بإنك تسيبني علشان بحبك وبغير عليك؟
نظر لها وتحدث بغضب غيرة؟ غيرت أيه اللي بتتكلمي عليها؟ ومن مين؟
من واحده مافيش بيني وبينها أي رابط غير إنها بنت عمي؟
ثم أكمل يعتاب جيتي وسألتيني وفهمتي الموضوع متي لاء، غضبتي وزعلتي وقولتي كلام فارغ، ومشيتي وخليتي شكلي زي الزفت قدام القدر اللي اسمه عماد، وما أكتفتيش بده لا حلتيني أكلم مامت أريج زي العيل الحيبان، وأكمل بلوم كنتي مبسوطه والست . شايفاني ضعيف أوي كده قدامك؟ فين ثقتك فيا يا مها؟
وهز رأسه بنفي وتحدث لاء يا مها لو هانكمل حياتنا من غير ما يكون فيه بينا ثقه، يبقي بلاش منها أحسن!
وضعت أناملها الناعمة تتلمس ذقنه الثابته وتحدثت بنعومه وأهون عليك يا حبيبي، عاوز تسيبني وأنت عارف إنك بقيت ليا النفس اللي -يتنفسه علشان أقدر أعيش!
كانت كل عضله بجسدة متشنجة نتيجة غضبه منها، وبتلك اللمسه المهلكة بدء جسده بالإرتخاء، فلمستها تذيبه حقاً، فهو عاشق لكل
إنش بها، وهي الوحيدة القادرة لتحويل نارة لتلج بلحظات
جاهد في تماسكه أمام أنوثتها المهلكة لعدم كسر رجولته أمامها أكثر، فأشاح بوجهه بعيداً عنها بغضب!
إقتربت منه أكثر وأدارت وجهه لها بنعومه وتحدثت بتبعد عيونك عني ليه؟ يصلي يا حبيبي
نظر لها بعيون متجمده.

فأكملت هي بنعومه أنا أسفه يا حبيبي بس أرجوك ما تحاسبنيش على حبي ليك وغيرتي عليك، ونظرت له يتساؤل طب كنت عاوزني -أعمل أيه؟ أنا اتجننت لما عرفت إنك ممكن تكون لمست إيد واحدة غيري أنا بحبك يجنون يا أدهم يحبك ويموت من غيرتي عليك
تحولت نظرته لها من غضب إلى إشتياق وجنون، كان جسدة بأكمله ينبض ويطلب احتياجه لها.
نطق بعيون مشتاقه اوعي تعملي فيا كده ثاني ما تختبريش صبري على إهانتك لرجولتي ثاني فاهمه قالها بتهديد مع عيون متلهفه ردت بذكاء أنتي كلامك كله أمر وسيف على رقبتي اللي انت عاوزه كله هنفذه ومن غير كلام، ونظرت له يدلع بس بلاش تهددني بإنك
تسيبني ثاني، وأكملت بثقه علشان أنا عارفه ومتأكدة انك مش ها تقدر تعملها، لأنك ببساطة بتحبني، وجداً كمان
نظر لها يتحذير وقال بكل قوة لاء ها قدر يا مها وأكمل بتحدي لما الموضوع يرتبط برجولتي هادوس على قلبي وها قدرا
نظرت له يحزن، وأنزلت يدها وكادت أن تبتعد عنه، لم يتحمل هو وشدها من يدها بعنف ألصقها بصدرة، ارتدمت بصدرة بعنف، لف ذراعيه القوية حولها بتملك، وشدد من إحتضانه لها!
وتحدث يجب علشان خاطری یا مها بلاش تخليني أخسرك، أنا بحبك أوي وبجد مش عاوز أخسرك
إستكانت داخل أحضانه، ووضعت كف يدها على صدرة بحركه أذابته وكسرت حصونه فشدد أكثر من ضمته لها، عدي بعض الوقت لم تشعر إلا وهو يخرجها من بين أحضانه سريعاً خشية عليها من تهورة
جمجمت يخرج مبتعدة عنه سريعاً!
وأخرج هو تنهيده شقت صدره أخرجت معها لهيباً، يتم عن مدى اشتعال صدرة من شدة إشتياقه لها!
أما هي فأبتعدت بنظرها خارج الشباك وهي تلعن ضعفها أمامه، كانت بقمة حرجها وندمها على إطاعة قلبها العاشق له، ضارباً بكل شيئ عرض الحائط
شعر بها ويحرجها، فقرر يخرجها ويخرج حاله من تلك الحاله
أدهم وقد أمسك ذقتها وحول بصرها له وتحدث يحب هو حبيبي مكسوف هو فيه حد يتكسف من حبيبة بردوا تحدثت يخرج وهي ناظره للأسفل أدهم، أنا لازم أروح علشان نور متقلقش وكمان عندي مذاكرة
عذرها وعذر خجلها، ووافقها وأوصلها دون كلام، فحقاً كانت بحاله لا يتري بها.
بعد أربعة أيام.
كانت مها بمنزل أبيها، تتجهز لزيارة أدهم وعائلته، حيث وافق أبيها على إتمام الخطبة، بعد سؤاله عن أدهم وعائلته، وتأكد من أنه سايزوج -ابنته ل رجل عاقل دو سمعة طيبه، وعائله كريمه، وكان رأفت قد أحد رأي مها قبل السماح لهم بالزيارة، حتى لا تخرجه أمامهم وترفض كالعادة، لكن تلك المرة وافقت مها بالتاكيد كانت مها قد أبلغت أدهم سابقاً أنها لن تستطيع الذهاب إلى الجامعة، خشيتاً نظرات الطلبة نحوها بعد ما حدث بينه وبين عماد بسببها، فأقترح عليها أدهم أن تذهب لمنزل أبيها لتستريح وتمكث به حتى عقد قرانه عليها، حينها فقط يدخل بها إلى الجامعة واضعاً يدها بيده أمام الجميع ويهكذا يحرصون جميع الألسنة، وافقته بالطبع .

حضر أدهم بإصطحاب والده ووالدته وأخاه أحمد وسميه وبسمه، وأحد أعمامه و خاله عزت جلسو جميعاً بغرفة الضيافه، كانت ذو مساحة واسعة للغاية، تحتوي على أثاث فاخر يليق بمنزل الحاج رأفت كبير عائلته، وقد قابلهم رأفت وعائلته بترحاب كبير، وقدمو لهم واجب -الضيافة على أكمل وجه خرجت ماجده لتستدعي مها لتدلف للداخل
ماجده بفرحه العريس زي القمر ماشاء الله ربنا يتمملك على خير يا روحي مها بإرتباك حبيبتي يا ماما ربنا يخليكي ليا انتي وبابا !
ماجده بلا يا حبيبتي علشان تدخلي تسلمي عليهم، مامت العريس بتسأل عليكي
أومأت لها مها بالموافقه، دلفت وهي خجلة للغاية، فحقاً هذا الموقف دائماً ما يكون حرجاً جداً على أي فتاة مهما كانت جرئتها !
دلفت للداخل بطلتها البهية ووجهها الملائكي وعيونها الساحرة طلت كشمس أنارت بوجودها المكان، كان جمال وصفاء روحها طاعيين على جمال وجهها، كانت مرتدية فستاناً أنيقاً للغاية، ويظهر كم هي فاتته وجميله نظر لها كالمسحور، أما والدته وأختيه، فقد نظرو لها يكامل الرضي، حدثو حالهم إن تلك الفتاة هي حقاً من تليق وتستحق الزواج من أدهم!
مها بإبتسامة ساحرة وعيون خجله مساء الخير
وقفو جميعاً ليتعرفو عليها !
وقف هو وذهب اليها تحت أنظارهم واستغرابهم جميعاً وتحدث ازيك يا مها نظرت له يخجل وتحدثت الحمد لله يا دكتورا
أشار لها بيده ليعرفها على عائلته ده والدي الحاج سليم رضوان
مها بوجه بشوش وبسمه أثارت وجهها تحدثت بإحترام أهلاً وسهلاً بحضرتك، ثورتنا يا أفندم!
سليم بنظرة رضي، بعد رؤية من خطفت قلب ولده، وبعد أن تأكد من بشاشة وجهها ونقاء روحها، فارجل حكيم مثل سليم تكفيه نظرة –
واحده، ليعرف منها أصل ومعدن من أمامه
تحدث سلیم برضي يا أهلا يا أهلا بعروسة الغالي، كيفك يا بني زينه؟
ردت مها بأدب الحمد لله كويسه اتشرفت بمعرفة حضرتك!
وصلت لليلي وقد قدمها أدهم وأشار لها بيدة بحب دي أمي يا مها الحاجه ليلي الغاليه
نظرت ليلي لمها يحب، فكم تمنت رؤية تلك ال مها التي أذابت ولدها عشقاً، وأدخلت على قلبه الحب والعشق والسرورا
ليلي بوجه ضاحك فرح، أخذتها داخل أحضانها بشوق وتحدثت الله أكبر بسم الله ماشاء الله تعالي في حضني يا عروسة الغالي
كانت تحتضتها يقلب أم، مما أسعد مها وأشعرها بالإطمئنان
ثم
أخرجتها ونظرت لها وقالت أدهم حكالي عنك وعن جمالك وعجلك بس الحجيجة طلعت أجمل من الوصف بكثيرا
تحدثت مها ببشاشه متشكرة لحضرتك يا طنط الحقيقة إن حضرتك اللي زي القمر ماشاء الله
سميه ببسمة رضي ألف مبروك يا مها ربنا يتمم بخير يا حبيبتي
ابتسمت لها مها وتحدثت متشكرة جداً، الله يبارك في حضرتك
بسمه أني بجا بسمه وشكلنا هنيجي أصحاب جوي
مها بسعاده ده شيئ يشرفني طبعاً، نورتي يا بسمه.

ثم جلست وبدأو الرجال بالحديث عن التفاصيل، وقد حدثهم سليم برغبتهم يعقد القرآن خلال اسبوع
رأفت يتعقل احنا طبعاً يشرفنا تسبكم الغالي، لكن أنا شايف ان كفايه خطوبه ومدام بتقولو ها تجوزو في شهر 7 يبقي نستني وتكتب -كتاب بالمرة وقت الفرح
أدهم بإقناعه بإحترام بعد إذن حضرتك يا عمي أنا ومها مع بعض في الجامعة مش معقول ما فيش في مرة ها عزمها على الغدا برة، أو حتى لما تكون جايه هنا عند حضرتك أكيد مش هاسيبها تيجي مواصلات وأنا معايا عربيتي، فأنا شايف ان ده أحسن وأسلم، ده طبعاً بعد إذن حضرتك
اقتنع رأفت بكلام أدهم، وافق وبدأو بقراءة الفاتحه، وأتفقو على عقد القرآن بعد اسبوع من يومهم هذا، وأنطلقت الزغاريد والمباركات –
والتهاني إلى أدهم ومها!
أدهم ذهب لوالدته التي أخرجت من حقيبتها علبة من القطيفة الأنيقة وذهب لمها، وفتح العلبه التي كانت تحتوي على طاقم من الذهب -البندقي المرضع بحبات الألماس دو ذوق رفيع مكون من خمس قطع عقد واسواره وخاتم وفرط، والبسه اياه مع تبادل النظرات والابتسامات بينهم
وجاء عند وضعه الخاتم بأصبعها وقبل يدها بإحترام
قدمت والدته لها هي الاخري طقم عبارة عن إسوارة وخاتم
ثم تحدثت ليلي ديت طبعاً مش الشبكة دي هديه إكده مني ومن أدهم للغالية مها بكرة أدهم ياخذني أنا وإنتي يا مها وماما، ونروحو تنجو أحلا وأغلى شبکه فیکی با مصر!
مها بإحترام كفايه عليا كلام حضرتك ده يا طنط وصدقيني دول كفايه جدا!
جلس أدهم بجانب مها بعيداً عنهم بعض الشيئ.
أدهم بعيون تشع سعادة مبروك يا قلبي، أخيراً بقيتي ليا يا مها!
مها يفرحة عارمة أنا مش مصدقه نفسي حاسه نفسي يحلم أدهم، إنت يجد هنا معايا
أدهم بعشق أيوه يا فرحة عمري أنا هنا معاكي، وكمان أسبوع وهاتكوني مراتي حلالي، ووقتها بس هاخدك في حضني وأنسي بيكي
الدنيا يا نور عيوني
وأكمل يحب يا مها
ردت عليه بنعومه وعيون هائمة نعم
أدهم بحبك بحبك أوي
وجلسنا العائلتان في جو مليئ بالسعادة والود والتقديرا
أما مها وأدهم فكانا هائمان في بحر عشقهما، سارحان في ملكوتهم الخاص بهم، ينتظران الغد الذي سيجمعهما معاً وللأبد، ليقطعا ثمار
حبهما العنيد.

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى