رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين الفصل التاسع والعشرون
صف سيارته جانباً، نزل منها مسرعاً
فتح لها باب السيارة، أمسك يدها بإحترام، ودلفا لداخل الكافيه تحدث بإحترام مساء الخير يا أفندم تحت أمركم، تحبو تطلبو أيه؟
كان مكاناً راقياً للغاية، ذات أنوار خافته وموسيقي كلاسيك هادئه، كانت الأجواء رومانسية للغاية ومريحة للنفس، جلسا وجاء النادل إليهم
نظر لها أدهم بإحترام تحيي تاخدي أيه يا حبيبي
مها بإبتسامه أحد أورانج فريش
أدهم تحيي حاجه حلوه معاه
مها میرسی يا أدهم مش باكل حلويات بعد الأكل
أدهم للنادل بعد إذنك، هاتلنا إثنين أورانج فريش
النادل بإحترام تحت أمر حضرتك يا أفندم وأنصرف
نظر لها أدهم وتحدث يحب عارفه يا مها لحد دالوقت مش مصدق نفسي إنك معايا ياااااا كان كابوس والحمد لله خلصنا منه!
تحدثت مها بتنهيدة كانت فترة صعبة أوي، ياريت لو فينا تحذفها من حياتنا كلها!
أدهم هانسيهالك يا مها صدقيني هانتساها وهاتيقي مجرد ماضي عدي
مها ياريت يا أدهم!
مها ببسمه على فكرة عجباني علاقتك بمامتك جداً، حاساكم إثنين أصحاب مش أم وابنها !
أدهم بسعادة لوله دي كل حياتي، لما يقعد معاها بحس إني قاعد مع نفسي!
مها يفرح ربنا يخليكم لبعض
نظر لها بعيون هائمة ويخليكي ليا يا أحلا حاجه حصلتلي في حياتي كلها، وحشتيني يا مها وحشتني عيونك ونظرتهم ليا والحب اللي –
بشوفه فيهم، وحشتي كلامنا طول الليل في عز البرد
ونظر لها برجاء أوعى تسيبيني ثاني يا مها أنا من غيرك يبقا تايهة مليش وطن عيونك هما وطني وأماني
مها بنظرة رجاء أنا عمري ما سيبتك ولا هاسيبك المهم انت اللي تفضل معايا وماتسيش ايدي ثاني
أدهم بحب إيدك هافضل حاضتها وعمري ما هاسيبها، ووعد عليا عمري ما ها خرجك من حضني تاني انتي بقيتي بالنسبالي النفس اللي –
يتنفسه علشان أقدر أعيش وأكمل
مها بعيون هائمة ربنا يخليك ليا يا حبيبي.
ونظرت له يفضول احكيلي بقا قولت أية ل لوله عني لما سيبنا بعض ؟
أدهم بإبتسمامه لا لوله ما بقولهاش حاجه لوله زيك بالظبط بتفهمني من نظرت عيوني هي حست بیا لوحدها قالتلي رجعها لقلبك
وريحها وريح نفسك بس أنا كنت غبي وما سمعتش كلامها
كانت تستمع له ببسمه وعيون عطشه لنظراته وكلماته، مضي وقتاً طويلاً لم يشعرا به تحدثا في كل شيئ تقريباً، كلاً منهما كان عطش المعرفة أخبار الآخر، كيف وفيما قضي وقته دون الآخر، كانا يجلسا يتحدثان بإستمتاع وعيون مشتاقة كلاً منهم عيونه تنظر متلهفة لعيون الآخر، كان الحب والهيام والإشتياق سيد الموقف، هما حقاً عاشقان هائمان في عالم عشقهم المميزا
بعد مدة طويلة رن هاتفها، وجدتها أيه نظرت في ساعة الوقت وشهقت يا خبر يا أدهم احنا اتأخرنا أوي الساعة 11
أدهم بطمأنه عادي يا روحي اهدي يلا بينا ها وصلك!
وسأل مستفهما هو مين بيرن عليكي؟
مها دي أيه ها خرج أكلمها من برة علشان متقلقش وتتصل ب أربح
أدهم أوك يا قلبي، أنا ها طلب الشيك وأحاسب وأخرجلك
خرجت ها تفت أيه وأخبرتها أنها مع أريج وأنها قادمة، خرج لها أدهم أمسك يدها بتملك، وأصطحبها لسيارته وأجلسها وجلس بجانبها، أدار
مقود سيارته
كان يتمسك بيدها ويشدد عليها بتملك
أدهم وعيونه عليها ينظر لها يسحر ملحقتش أشبع منك يا حبيبي
مها بإبتسامة الأيام جايه كثير أيامنا الحلوة لسه ها تبدأ علشان نعيشها سوا يا أدهم!
أدهم أوعدك إن كل أيامك الجاية معايا هاتكون سعيدة يا مها ها نعيش أجمل أيام حياتنا مع بعض وضع قبله حنونه بيدها بت بها كل
اشتياقه وعشقه لها !
وأكمل على فكرة يا حبيبي أنا مسافر بكرة بالليل سوهاج إن شاء الله!
نظر لها وغمز بعينه بوقاحه خلاص ما بقتش قادر كفايه بعد لحد كدة نفسي أحدك في حضني وأرتاح بقا يا مها!
كانت تنظر له باستحياء، وسعادة الدنيا تحوم حولها، حقاً هي تعشقه بكل جوارحها، حقاً باتت تحلم باليوم الذي سايجمعها بحبيبها الغالي
العنيد، باتت تحلم ببيت أحلامها الذي سايجمعهما سوياً ليعيشا معاً ويتذوقا شهد عشقهما المميز
مر الوقت سريعاً، أنزلها بعيداً عن الفيلا حتى لايراها أحد، وقف منتظراً حتى دلفت للداخل واطمئن قلبه عليها ورحل
دلفت لغرفتها، وجدت أيه بإنتظارها تحدثت أيه التأخير ده كله يا مها؟
أجابتها مها بوجه بشوش قعدت أتكلم مع طنط مني والوقت سرقنا
أخدت ثياباً وذلفت إلى الحمام لتأخذ حماماً دافئاً، ليريح جسدها حتى تستطيع النوم!
مساء اليوم التالي سافر أدهم إلى سوهاج ليتحدث مع والده
وفي فيلا حسين كان عماد جالساً في حديقة منزله، ناظراً للسماء بشرود يفكر بحزن ب حبيبة عمرة، أنت إليه مروة أحته الكبري جلست –
رجانية
وتحدثت هو أنا يا أبني كل ماجي هنا ألاقيك قاعد لوحدك كدة
نظر لها وتحدث أهلا يا مروة أقعدي يا حبيبتي، وصلتي امتي؟
مروة لسه جايه من شويه يا حبيبي ها قولي بقا أخبارك أيه، وأيه يا سيدي اللي كان مزعلك الفترة اللي فاتت كدة
أجابها عماد بتنهيدة مفيش با جستى سلامتك.
تحدثت مروة يحزن هو أنت سببت مها بجد؟ ماما قالتلي إنك سبتها !
تحدث عماد بنبرة ساخرة الحقيقة هي اللي سابتني مش أنا، قولي لماما ترتاح وتنبسط
ردت عليه مروة بحذر قدر الله وما شاء الله فعل يا حبيبي أكيد لو فيها خير ليك ماكانش ربنا بعدها عنك!
أجابها عماد بضيق لا والله يا مروه ربنا ما بعدهاش عني كله من القذر ابن عمتك
مروة بعدم فهم ابن عمتي مين ده؟
أجابها عماد بغل الحيوان اللي اسمة أدهم سليم
مروة بإستفهام أدهم، وأدهم أيه اللي دخله في موضوع مها؟
أجابها عماد البيه بيحبها، وكان عاوز يخطبها بس لما عرف إنها كانت بتحبني عمل نفسه راجل أوي وأنه ما يقبلش يرتبط بواحدة كانت .
بتحبني قبله
نظرت له مروة بإستغراب وتحدثت أيه يا عمدة التجاريف اللي بتقولها دي أدهم خاطب بنت عمه وهيتجوزها في أجازة الصيف
نظر لها عماد بإستفهام خاطب ؟ إنتي متأكدة من الكلام ده يا مروة؟
مروة بتأكيد أبوة طبعاً متأكدة عمتو ليلي بنفسها اللي قايلالي الكلام ده من شهرين لما كنت بكلمها علشان أطمن عليها!
عماد بلهغه طب ممكن يا مروة تتصلي دالوقتي بعمتو تسأليها وتتأكدي إذا كان أدهم فركش الخطوبة دي ولا أيه!
مروة يتعجب أتصل أقولها كدة إزي يعني؟
وبعد تفكير طب بص أنا ممكن أتصل يا سميه أفضل أنا كدة كدة بكلمها على طول، وكدة هايكون أريح بالنسبالي
عماد بموافقه تمام يلا اتصلي بيها دالوقتي
مروة بإستغراب طيب يا أبني أهدي شويه، هو فيه أيه؟
أمسكت مروة هاتفها وأتصلت ب سميه أخت أدهم الكبري
مروه با سوما ازيك يا روحي وحشتيني
سميه إنتي أكثر يا جلبي، أخبارك أيه يا بت خالي، وعيالك عاملين أيه، يارب تنجو بخيرا
مروة بابتسامه الحمد لله يا قلبي بخير كلنا، أخبار عمتو أيه دي وحشاني جدا ونفسي أشوفها والله !
سميه بخير يا حبيبتي تسلمي ويسلم سؤالك يا عاليه طب ماتاجي تجعدي معانا جد سبوع اكده منه تغيري جو ومنه نشوفك ونتونسو
بيكي
مروة بلؤم علي فرح أدهم بقا إن شاء الله مش بردو هايتجوز قريب؟ عمتو كانت قيلالي إنه خطب
مروة بفرح اي أومال أيه، خاطب عاليا بت عمي سعيد من ياحي تمن شهور إكدة، وهيتزوجو في الأجازة الكبيرة إن شاء الله !
مروة وهي تنظر لعماد الذي كان يستمع لحديثهما ويبتسم
مروة ربنا يتمم له على خير يا روحي سلمي كثير على عمتوا
وأغلقت بعد سلامات للجميع.
عماد بإطمئنان وضحكه تماااام ألف مبروك عليك يا دكتورا
مروة بإستغراب ومالك فرحان أوي كدة؟
عماد يفرح فرحان علشان اتأكدت انه عمرة ما ها يفكر ثاني في مها بعد خطوبته لبنت عمه!
ونظر لها بإستغراب بس إزاي خاطب من 8 شهور زي سميه ما بتقول وازاي كان واعد مها بالجواز الحيوان ده!
مروة كبر دماغك إحنا مالنا يتجوز مها ولا عاليا دي كمان
وتحدثت بشرود وحزن أنا كل اللي يفكر فيه حالياً هي ريهام دي لو عرفت إن أدهم خطب وها يتجوز ممكن يجرالها حاجه دي لسة من إسبوع بتقولي إنه لسه بيحبها وعايش على ذكراها، وإن اللي مصبرها على ألم قلبها من بعده إن ما فيش ست دخلت حياته، وأنا مرضيتش أقولها حاجه عن موضوع خطوبته ده طب دي ها نعمل معاها إيه لو عرفت؟
عماد مستفهما هي ريهام لسه بتفكر في الحيوان ده لحد دالوقتي؟
طب انتي ليه ما يتمنعيهاش تتكلم عنه يا مروة لازم تبطل تفكير فيه علشان تقدر تنسي وتكمل حياتها مع جوزها
مروة بحزن على أساس إنك ما تعرفش حالتها كويس، وما تعرفش لما حد بيلومها أو يحاول يضغط عليها أيه بيحصلها ؟ أكملت بحزن أنا خايفه عليها أوي يا عمادا
عماد بتفكير خلاص ماحدش يقولها حاجه عن الموضوع ده
مروة على أساس إنها مش هاتعرف لما يتجوز؟ دي مراقبة الأكونت بتاعه ليل نهار كل ما ينزل صورة جديده ليه تحتفظ بيها على فونها! كان يستمع لها ويزداد غضبه وحقدة على أدهم، كان يراه سبباً لكل شيئ سئ حدث لأحبائه، سواء ل مها أو ل ريهام!
ظهر اليوم التالي
كان جالساً مع والدة بغرفة المعيشة المغلقة عليهم، وهم يتحدثون بجديه، كان جالس أمام والدة بوقار واحترام وهو يطلب منه فض تلك الخطبة الغير معنية له بأي شئ، فهو منذ أكثر من ثمانية أشهر، قد اقترح عليه والدة أن يتزوج، لأنه يريد أن يسعد به ويري أولادة على حياة عينه، وأقترح عليه أن يطلب له يد ابنة أخيه عاليا، الطالبة بالصف الثاني بكلية التربيه
ولأن أدهم لم تكن بحياته فتاة أخرى تشغل باله، وافق بعدم اهتمام، ولكن ليلي والدته كانت رافضه للموضوع، فهي ترى أن ولدها يستحق أفضل من هكذا زيجه، فهو يستحق أن يعشق فتاه وتعشقه ويسعد معها بحياته، مما جعلها تسعد كثيراً عندنا لاحظت على صغيرها تغييراً ورأت في عينه لمعة تدل على العشق واجهته وأعترف لها كان ينوي التحدث حينها مع أبيه وينهي تلك الخطبة، لكن تدخل عماد والأحداث -التي جدت، وقراره البعد نهائياً عن مها أوقفت إنتوائه لفض تلك الخطبه، ورأي حينها أن لا فرق بين عاليا أو غيرها، مادام قد خسر محبوبته فكل النساء بعدها أصبحن سواسيه
سليم بوجه عابث بس انت أجده يتخرب علاجتي بأخوي يا ولدي يعني أيه بعد ماركنا بته جارنا ياجي سنه، أرجع أجوله بتك ما تلزمناش ده کلام بردك يا دكتور؟
أدهم بأدب يا أبوي افهمني أرجوك أني وعاليا ما تنفعوش لبعض دماغنا بعيدة كل البعد ملاجيش حالي وياها يا ابوي.
سليم بجديه صدحتي يا ولدي كل الحريم شبه بعضيها، بعد الجواز لما يتجفل عليكم باب واحد بينجو كلهم نوع واحد، ويت عمك أولايك لحمك ودمك، هتصوتك وتصون عرضك في غربتك، أدهم بإحترام يا ابوي أني ويت عمي مافيش بيناتنا أي مشاعر ولا حب، هي نفسيها ما بلاجيش في عيونها لهفتها على هي بالنسبالها مجرد خطوبة زبي بالظبط
نظر له سليم بوجه منهم!
أدهم بترجي أرجوك يا بوي
نظر له سليم بلوم وتحدث ماكنش رايد أشوفك إكدة ياولدي اتعودت دائماً أشوفك جوي ومفيش حاجه يتضعفك العشق بيضعف يا أدهم وأنا عايزك دايماً جوي زي عوايدك
أدهم يترجى جلبي مش بيدي ياحج عشج وداب غصب عني وبعدين صدجتي عشجها بيجويني عمرة ما ضعفتي بالعكس، بعدها عني بید ميني وبيكسرني
وأكمل يعيون عاشقه أني بيها يملك الدني كلياتها، بحس إني ملك يا ابوي مها دي حوريتي على الأرض، حوريتي اللي ربنا هذهالي بعد طول صبر وانتظار
حدثة سليم صدحتي العشج بيضعف يا ولدي، وأول ضعفك شفته بعنيك جدامي أهو أصلك ماشايف حالك دالوح وانت بتتحدث عنيها!
أدهم بإقناع مش حضرتك طول عمرك تحولي نفسك تشوفني سعيد ومرتاح، أني بجا راحتي معاها هي ويس، وبعدين حضرتك ما تعتلش هم عمي خالص، أني هاروح وأتفاهم وياه، وهفض وياه الموضوع بالراحه ومن غير زعل، حولت أيه يابوي؟ سليم وأني في يدي أجول أيه يا دكتور اللي يريحك اعمله يا ولدي أنا في الاول والاخر بدي أيه غير راحتك وسعادتك أمسك يد والده -وقبلها بإحترام وشكرة على تفهمه لوضع قلبه العاشق
أما سلمي زوجة أخيه الأكبر!
فقد شعرت بريبة من غلق عمها وإبنه الباب عليهم وأنتابها الشك، فإستغلت إنشغال ليلي وبسمه في المطبخ لتجهيز وجبة الغداء، وقفت تتسمع على حوارهما معاً ثم أسرعت للأعلى، متجهه إلى غرفتها وهي تستشيط غضباً، لتخبر زوجها إلى ما أستمعت إليه!
دلفت إلى غرفتها وجدت زوجها أحمد يقف أمام المرأة يهندب شعر رأسه وذقته!
فاتجهت إليه بوجه غاضب وقالت انت جاعدلي اهني تتزوجلي وسايب المصيبه اللي تحت دي؟
أحمد بفرع مصيبه أيه كفائه الشر؟
خیر با بلوة حياتي أنطجي يا بت وجوليلي أيه اللي حوصل!
سلمي يغضب البيه أخوك سيادة الدكتور المحترم، بعد ما ركن خيتي عاليا جارة سنه بحالها، جاي دالوح بكل بساطه وعايز يفسح
الخطوبه، حال أيه البيه عشج بت من بنات مصر، ورايد يتزوجها!
تنهد أحمد براحه وجلس على طرف السرير بكل هدوء
وتحدث هي دي المصيبه يا مصيبة حياتي، وأكمل بسخريه طب ده ربنا كرمه آخر ،کرم قلت جبل ما يلبس لبستي!
سلمي وهي تقترب عليه كالبركان انت يتجول أيه ياراجل انت كمان ما توجف عوج وتتكلم عدل أومال لبست مین یا نضري اللي لبستها
دنی بت الحاج سعيد رضوان على سن ورمح، وألف مين كان يتمناني، ونظرت له يعبث پاكش بس هو النصيب
أحمد أبواااا، هو النصيب ده الله يسامحه
سلمي وهي تنظر له بإستغراب بس انت يعني ما بانش عليك الدهشة وأني بحولك؟
ونظرت له ينصف عين تسأله كت عارف اياك؟
أحمد يفخر طبعاً كت عارف أدهم حكالي أني وصلاح إمبارح، وأني وعدته إني هاروح وياه عند عمي وتحلو الموضوع من غير مشاكل ان شاء الله
سلمي بغضب يعني انت وصلاح إموافجينه على المسخرة دي، يسبب بت عمه، لحمه ودمه بت الأصول عشان يروح يجيلنا واحدة لا تعرفو أصلها ولا فصلها !
احمد بنفاذ صبر بيت افهمي بجا، أدهم عشجان عشجااااااااان أفهمهالك إزاي ديت يا بلوة حياتي بس هتفهمي ازاي وانتي البعيدة كل دماعك في المحشي والمهلبية
ثم نظر لها وتحدث بجديه يصي بيت الناس بلاش تضحكو على بعض كلياتنا من الأول عارفين إن الخطوبة دي ماكانتش مناسبه
وتحدث بفخر إيش جاب أخوي الدكتور أدهم اللي دماغه توزن بلد ل عاليا اللي كل دماعها في الوكل والزواج، وكومان كلنا عارفين إن لا أدهم بيحبها ولا حتى كمان عاليا بتحبه
تحدثت ينفي مين اللي جالك يا نضري إنها ما ها تحبوش البت عشجاه وریداه
أحمد بإستنكار يا سلااااام على أساس إني ما عارفش إنها كانت رايده إبن خالك حسنين، وأبوكي هو اللي مرداش إسكني إسكتي الله يرضي عنيكي
وسيبيني بجا أكمل ليس خلجاتي عشان أنزل أبارك لخوي حبيبي إن ربنا فك أسرة بدري
وقال بمرح عجبالي يارب
مساءاً!
ذهب أدهم إلى عمه سعيد بصحبة أخويه أحمد وصلاح، ولم يتركه والده في هذا الموقف الخرج فقد ذهب معه للوقوف بجانب ولدة و ل تطبيب خاطر أخاه وابنته إنفضت الخطبة برضي، وذلك لحنكة أدهم وكلامة الفطن الذي راعي شعور عمه وابنته إلى أبعد الحدود
بعدها طلب أدهم من أباه أن يتصل بخاله عزت، فهو من نفس محافظة مها، فا ليلي وعائلتها من محافظة الجيزة ولهم بها عائلة كبيرة فا ليلي لديها من الاخوة الرجال ست انتقل منهم حسين وعلى إلى القاهرة، والأربع الأخرون يقتطون بنفس المحافظة وسط عائلتهم!
اتصل سليم ب عزت ليتولي هو مسؤلية السؤال يتأني عن الفتاة التي يريد ابنه الزواج منها هي وعائلتها، فهو يريد الإطمئنان على نسب -ولدة الجديد، يريد أن يذهب وهو يعرف جيداً مع من يتعامل، ومن حسن الحظ، أن عزت كان يعرف الحاج رأفت وعائلته جيداً، فاوالد مها كبير عائلته وذو سمعة طيبه وشهرة واسعة في محافظته مما سهل على عزت مهمته، وقد مدح كثيراً بهم ل سليم، فطلب منه الحاج سليم أن يذهب ل رأفت ويطلب منه يد ابنته ل أدهم، وحين يبدون موافقتهم المبدئية سيذهب حينها سليم وأدهم وعائلته للتعرف على العروس وعائلتها الكريمة
في ظهر اليوم التالي
كان أدهم بالحديقة يحاول الإتصال بمها، كان هاتفها يعطي جرساً ولكن لاترد مما استدعى قلقه عليها، كان يجوب الحديقة بقلق بعد فترة خرجت له بسمه لتخبره أن طعام الغداء جاهز وهم جميعاً بإنتظارة ذهب معها ومازال باله عند حبيبته التي لا تجيب على إتصاله
دلف أدهم وجلس مع عائلته على سفرة الطعام، بدء بتناول طعامه بدون شهيه مما جعل ليلي تلاحظ وتحدثه
ليلي مالك يا دكتور الوكل مش عاجبك ولا أيه!
أدهم بشرود لا أبداً يا ست الكل الوكل مليح، تسلم يدك
هنا رن هاتفهه نظر سريعاً على عجل وجدها هي معشوقته وخاطفة قلبه ابتسم دون وعي، وأخذ هاتفهه وخرج مسرعاً، تحت أنظار
الجميع واستغرابهم
سلمي بالراحه وأنت خارج يا دكتور هو بيجري ليه إكدة!
ومالت على أذن بسمه وتحدثت يااااويلي من العشج يا ويل بجا ده الدكتور أدهم، البت خلاص كلت عجله وهيلته
الحاج سليم بحزم يتحولي حاجه يا سلمي؟
أجابته سلمي بإحترام سلامتك يا عمي داني بجول لبسمه المحشي مليح جوي ونظرت ل ليلي تسلم يدك يا مرت عمي
تحدث سليم يحرم جومی با بسمه اندهي للدكتور يكمل وكل وبعدين ينجا يتحددت زي ما هو عايزا
ليلي وهي تشير إلى بسمه لمكونها أجعدي إنتي يا بسمه أني هطلعله
عند أدهم أخذ هاتفهه وخرج سريعاً وتحدث إنتي فين يا مها وما يترديش ليه على تليفونك؟
مها بإعتذار أنا أسفه يا أدهم بس بجد كنت بعيدة عنه ومسمعتهوش
أدهم يغضب يعني أيه كنتي بعيدة عنه، مها إنتي شوفتي أنا إتصلت بيكي كام مرة، أنا قلقت عليكي لدرجة إني كنت هاتصل على أريج -علشان أطمن عليكي
أجابته مها خلاص يا حبيبي أنا اسفه مش هاتتكرر تاني
أدهم بحزم كنتي فين وأنا برن عليكي، إنتي فونك ما بتسيبهوش خالص أجابته مها يحزن كنت تحت في المطبخ يعمل نسكافيه، والفون كان فوق
ملس على شعرة وزفر بقوة، ليخفف من حدة توترة الذي أصابه من شدة القلق عليها، بعد عدم ردها على الهاتف
أدهم بتوتر معلش يا حبيبي انفعلت أعذريني خفت عليكي أوي لما ما ردتيش ما تعمليش فيا كدة تاني يا مها!
مها بحنان انت بجد خفت عليا يا أدهم؟
أجابها أدهم بحنان وإن ما خفتش على حبيبي أخاف على مين؟
هنا أنت ليلي يلا يا حبيبي كمل واكلك، أبوك وأخواتك مستنيينك، وإيجي اتكلم بعد الغدا يا نضري
مها يخجل أنا أسفه يا أدهم، معرفش والله إن ده وقت الغدا، يلا روح كمل أكلك!
أدهم يحب ولا يهمك يا قلب أدهم، المهم إني إطمنت عليكي هاكلمك بعد الغدا!
أعلق معها الهاتف، وذلف للداخل حتى يكمل طعامة تحت أنظار كل من على سفرة الطعام، فحقا العشق أبدله، لم يعد أدهم ذات
المشاعر المتبلدة، بل أصبح أدهم العاشق، وهذا الوجه جديد عليهم جميعاً
كان سليم حزين لتغير ولدة بتلك الطريقه فاسليم شخص صارم جداً، وله قوانينه الخاصة في منزله، فهو يستمتع بلمة عائلته حوله على مائدة الطعام، ويغضب بشدة إذا غادر أحدهم دون إكمال طعامه، ولكنه لم يغضب على أدهم لسببين، الأول أن أدهم له وضع خاص لديه هو يري به خليفته ووريثه في كل شيء، والثاني لأن أدهم لم يكن يوماً هكذا، فهو صارم أكثر من والده، ولديه قواعد في حياته يطبقها بشدة، ولهذا لم يكن يوماً يتمني العشق لولده حتى لا يضعف
بعد يومان
كان يقف في شرفة غرفته وهو يحادثها بكل سعادة وهيام، فأخيراً ستضحك له دنياه ويمتلكها ويسكن معها عالمها، وخصوصاً بعد ما أخبرته -أن والدتها هاتفتها وأخبرتها عن أدهم وتقدمه لطلب يدها، وأن أبيها إتصل بصديق له في سوهاج للسؤال عن أدهم وعائلته، فارتاح قلبه وشعر أن حلمه يقترب منه رويداً رويدا!
أدهم وحشتيني أوي يا مها!
كانت تحادثه وهي تتجول بالحديقة وتتذكر أيامها السابقة معه، كانت تحادثه وكلها شوق له ولسماع صوته
مها بتملل أدهم إنت هتيجي أمتي، إنت اتأخرت أوي!
أدهم بوقاحه أيه، وحشتك أوي للدرجادي ومش قادرة على بعدي
مها ب تغاضي عن وقاحته لا يجد هاتيجي امتي هو انت ما صدقت ولا أيه مش كنت قايلي إنك ها تقعد يومين كده بقالك أربع أيام
بحالهم، شكلها القعدة عندك عجبتك
أدهم بضحكة رجوليه صدقيني عاوز أجي انهاردة قبل بكرة، وأكمل يحب بجد وحشتيني وهاتجنن وأشوفك بس أعمل أيه غصب عني يقفل حسابات الأرض والمصنع للحج، وإن شاء الله هاخد طيارة بكرة الساعة 8 بالليل، يعني هاشوفك بعد بكرة يا حبيبي
مها يتملل ودلع وهو مافيش حد غيرك يقفل الحسابات دي ما أي واحد من اخواتك يقفلها !
أدهم بتوضيح يمكن علشان أنا المحاسب اللي في العيلة مثلاً!
مها بدلع واشتياق بس أنا عاوزه أشوفك إنت وحشتني أوي
وكأنها بتلك الكلمات أشعلت ناراً بداخله فهل ساتستطيع هي إخمادها ؟
كانت كلماتها أن تفقده عقلة، أحقاً تريدي رؤيتي بتلك السرعة حبيبتي، أحقاً تحترقين بنار اشتياقك لي وتريديني مثلما أريدك أميرتي؟ أدهم بجنون وعشق مها هو أنا واحشك أوى كده بجد عاوزه تشوفيني ومشتقالي مها أنا بحبك أوي طب عارفة لو كنتي قدامي –
دالوقتي أنا كنت عملت فيكي أيه.
مها يخجل أدهم لو ما يطلتش كلامك ده أنا هانهي المكالمة!
أدهم بهيام بسلام، وهو حضرتك بعد ما تدلقي البنزين على النار، جايه وبكل بساطة وعايزة تطفيها وفكراها سهلة أوي كده.
أجابت يمكر وهو أنا كنت عملت أيه، أنا مجرد بقولك تعالي عاوزه أشوفك، وحشتني
أدهم بهيام وهو إنتي مستهونه بكلمتك دي أه لو تعرفي مجرد كلمتك اللي بتقولى عليها دي عملت أيه فيا صدقيني هصعب عليكي وهترحمي قلبي الولهان بحبك
مها بحزم أدهم يجد لو ميطلتش كلامك ده هقفل
أدهم بحزن ليه كده يا مها وبعدين بقا ده حقي على فكرة، أنا أتقدمت لك وعملت اللي عليا التأخير بقا من عندكم حضرتك!
ضحكت مها وتحدثت بمرح تأسف على التأخير يا أفندم، وسنوافيكم بالرد في أسرع وقت ممكن
ثم تحدثت بجديه هو أنت يجد هتكلم بابا في كتب كتاب من غير خطوبه يا أدهم؟
أجابها أدهم بجديه أه يا مها أنا مش هكذب على نفسي، أنا مش هقدر تكوني قدامي من غير ما أخدك في حضني، أنا بحبك يا مها بس
كمان عاوز أحافظ عليكي وعلى نفسي من الغلط.
أنا مش قادر أنسي نظرة الندم اللي شفتها في عيونك لما ضميتك لحضني يوم رجوعنا لبعض، مع انه كان ليه ظروفه، وربنا يعلم إنه كان -حضن إحتياج إنساني مش شهوة خالص، لكن مكدبش عليكي، أنا كمان اتضايقت بعدها الغلط والحرام مرفوض يا مها، وإحنا تجاوزنا في بعض الأمور مش هننكر ده علشان كدة عاوز أقفل الباب ده نهائي بإنك تكوني مراتي وحلالي، وقتها مش هنجس بأي ندم وهنيقي
مرتاحين في تعاملنا أكثر مع بعض
كانت تستمع له براحة وإعجاب على تفكيرة واهتمامه لراحتهم معاً، ووافقته الرأي تماماً، فحقاً هي تعشقه حد الجنون، وتريده بحياتها وبشدة، وترى أن هذا أسلم حل، فهي وبرغم تقربها من الله بالصلاة والصوم وقراءة وردها يومياً، إلا أنها يقربه تشعر بنفسها ضعيفه أمامه…
وأمام عيناه تتخلي عن ثوابتها وضوابط دينها يبدو أن الشيطان وجد حبهما ثغرة ليدخل لهما من خلاله، فعليه حقاً إغلاق هذه الثغرة -ليستمتعا بحياتهما سوياً وبدون ندم.





