رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين الفصل السادس والعشرون
كان يجلس بغرفته وحيداً، حزين لما حدث بينه وبين مها سمع صوت دقات على الباب، واستمع لصوت عاصم إبن عمه، فأذن له بالدخول
عاصم بوجه بشوش ياتري عمدتنا قافل على نفسه وقاعد لوحده ليه؟
عماد يتعب تعالی با عاصم
عاصم ذهب إلى شرفة الغرفة المظلمة وفتحها، ثم ذهب إليه وجلس بجانبه على السرير وتحدث أيه يا ابني الضلمة اللي معيش نفسك
فيها دي؟
وأمسك بيده وقال مالك بقا يا سيدي عامل في نفسك كده ليه؟
وقال بمزاح أوعي يكون عليك فلوس لحد وخايف تخرج لتتمسك ؟
نظر له عماد وأبتسم بوهن :
عاصم بجديه أنا سيبتك كام يوم قولت تهدي فيهم، وبعدين أجيلك علشان تتكلم!
ها ياسيدي إتفضل احكيلي وأنا سامعك
كان عماد ينتظر قدوم عاصم حقاً ليتحدث معه، كان يريد أن يخرج ما بداخله ليريح قلبه ولو قليلا، فاعاصم الوحيد الذي يتحدث معه بإرتياح
نظر له عماد بحزن وتحدث مها سابتني يا عاصم
عاصم بأسي أنا كنت عارف ومتأكد إن حالتك دي يسببها!
وأكمل طب احكيلي وخرج اللي جواك يا عماد منه ترتاح، ومنه ممكن تلاقي حل مع بعض
حكي له عماد الموضوع بأكملة، فهو يثق في عاصم جدا!
بعد مدة تحدث عاصم غلطان يا عماد في اللي عملته طبعاً، كان لازم من الأول تعرف إن البنت مش هاتتقبل منك التصرف ده!
مها تربيتها غيرنا خالص يا عماد، والغلط الأكبر إنك كمان بعث الصور ل أدهم!
عماد كنت فاكرة راجل محترم وكرامته مش ها تسمحلة إنه يوريها الصور دي
وخصوصاً إنهم بعد و خالص، وما بقاش فيه بينهم أي كلام دي حتى بطلت تدخل محاضراته علشان ما تشوفش وشه قدامها!
وهو كمان قطع علاقته بيها نهائي
عاصم وهو أنت كنت فاكرة هايسكت بعد استفزازك ليه بالشكل ده
يا ابني إنت باعتله صور ليك مع البنت اللي بيحبها
عماد بإستخفاف يحبها مين يا عاصم، وهو اللي زي أدهم ده بيعرف يجب
ده واحد مغرور ومعقد يعلق البنت ويخليها تحبه وبعدها يسببها بس علشان يتفرج عليها بإستمتاع وهي منهارة من بعده، وساعتها يفرح
أوي بنفسه وبرجولته
عاصم أدهم مش كده خالص يا عماد وعلى فكرة بقاء أدهم حب مها وحداً كمان
يا ابني أنا شفت لمعة دمعة في عيونه لما كان بيتكلم عنها، عارف يعني أيه واحد زي أدهم بقوته، يوصل للحاله دي؟
عماد بنفاذ صبر ارحمني يا عاصم إنت كمان أنا مش ناقصك المفروض إنك جاي تسألني مالي، وتخفف عني مش تحكيلي عن حب البيه -لحبيبتي
عاصم أنا مش عايز أعشك يا عماد عايزك تفوق لنفسك يا حبيبي إنت بتقولي مها سابتني هي أصلاً ما كانتش معاك، البنت حيث أدهم
يعني خلاص ما يقتش تنفعك ده أولاً، ثانياً بقا، عمك المبجل مش ها يسمح بجواركم، ولا حتى مامتك، والبنت عارفه كده كويس، ذائد إن عندها كرامة، وقالتهالك في وشك انها لا يمكن تدخل بيت مش مرحب بيها فيه
وأكمل بجديه وأظن بعد حوار الصور ده الموضوع أصبح من سابع المستحيلات
نظر له عماد بحزن هو للأسف يعلم أن حديث عاصم صحيح، وخصوصاً بعد غضب مها وهيئتها وهي تحادثه وتهدده!
هو الآن تأكد من ذهاب مها ويلا عوده
عاصم بحنان قوم يا حبيبي إخلق دقتك، وخدلك شاور جامد كده والبس أشيك طقم عندك، وبلا تخرج نتغدي ونقضي اليوم كله برة!
نظر له عماد وهز رأسه بموافقه
وصلت أيه من سفرها إلى فيلا نورا
صعدت إلى غرفتها، وجدت مها تقف في الشرفة تنظر للسماء بشرود
ذهبت إليها لتراضيها، ففي النهاية هي لا تريد خسارة مها هي كانت تريد التفرقة بينها وبين أدهم والفوز بقلبه لها، والفراق حدث بالفعل
والباقي عليها هي لا دخل ل مها به
ذهبت إليها ووقفت بجانبها وتحدثت بوجه مبتسم لسه زعلانه متي؟
نظرت لها مها يعتاب محبين ما أسمهاش زعلانه منك ممكن تقول متعشمه فيكي حبه زيادة وعارفه إن ليا رصيد عندك، يسمحلي إني
أحد على خاطري منك، لما تكلميتي بطريقة ما تعجبنيش
احنا عشرة عمر يا أيه!
أيه خلاص بقا يا مها مش انتي دايماً بتقولي إنك مش بتحيي العتاب، لأنه يتجدد المشاكل
مها بجديه مش دايماً يا أيه فيه أوقات العتاب بيكون مطلوب فيها علشان تحط النقط على الحروف والتقوس تهدي، وترجع القلوب صافيه زي ما كانت
أيه بضحك وتنويه للكلام خلاص بقا قلبك أبيض، ثم أكملت على فكره ماما يتسلم عليكي
مها بإبتسامة بريئه الله يسلمها، وهي أخبارها أيه، وأخواتك وبابا؟
أيه بيسمه كلهم كويسين الحمد لله طب تصدقي وحشني أوي كلامنا مع بعض
مها بوجه بشوش صدقيني وأنا كمان
وأكملت بحماس شفتي ناريمان كمال، اتخطبت
أيه بتفاجأ لا ما تقوليش كده أنا وانتي شكلنا بقا وحش أوي، ولازم تتحرك بسرعه
ضحكت مها وقالت عندك حق لازم التحرك السريع لحفظ ماء الوجه.
وضحكا معاً بمرح ونسيا خلافاتهم السابقة
في إحدي الكافيهات الراقيه كانت تجلس على إحدى الطاولات عزه والدة عماد في انتظار فريدة
أنت فريدة وقبلة عزه قائله هاي يا طنط إزي حضرتك
عزه تمام ياروحي اتفضلي أقعدي
فريده سوري يا طنط إني خليتك نزلتي وإتقابلنا هنا بصراحه مش بعرف أخد راحتي في الفيلا خالص
عزه ولا يهمك يا فيري أنا مش زعلانه يا حبيبتي، بالعكس أديني خرجت و غیرت جوا
المهم خير كلامك في الفون قلقني موضوع أيه اللي مستعجل وعايزاني فيها
فریده بوجه عابس هو فيه غيرة يا طنط طبعاً عماد
عزه ماله عماد؟
فريده بكلمه ليا يومين مش بيرد عليا، والآخر فصل الفون خالص علشان ما أرتش عليه
عزه بحزن والله يا فيري مش عارفه اقولك أيه، عماد بقاله كام يوم قافل عليه أوضته، ولا بيروح الشركة ولا حتى الجامعة، ولما طلعتله أتكلم
معاه قفل معايا الكلام، وقالي انه تعبان نفسياً من ضغط الشغل
فریده مش يمكن تكون البنت بتاعة الجامعة هي السبب
ونظرت بغيظ ماهو لو حضرتك سمعتي كلامي وخلتيني روحت عرفتها مقامها، وإنها ما تبصش لأسيادها، كنا خلصنا من الموضوع ده خالص
عزه بلوم ما تخلنيش أندم إني حكيتلك عن الموضوع ده يا فيري
وأكملت بكبرياء احنا عملنا اللي يليق بينا وبمقامنا ماكانش ينفع تروحي لواحدة زي دي وتديها أكبر من حجمها، وتباني إنك غيرانه منها!
ده بقا غير عماد لو عرف كان هيبقي شكلك أيه قدامه؟
وبعدين دي بنت طمعانه في فلوسه وعماد مش غبي علشان يخيل عليه كده، وأهو بيسلي نفسه!
تم ضحكت بخبث وأحب أطمنك، شكلة كده موضوعه معاها إنتهي قبل ما أجبلك سمعت جزء صغير كده من كلامه مع عاصم، واللي قدرت –
أفهمه إن البنت اتخانقت معاه وسابو بعض خلاص
فريدة بكبرياء أنا حقيقي مش مصدقه نفسي معقولة أنا قاعده مع حضرتك ويتكلم عادي كده على إن خطيبي بيحب واحدة غيري
صدقيني يا طنط، عمري ما تخيلت إني أقبل حاجه زي ده على كرامتي أبداً!
عزه انتي بتدافعي عن حبك يا فريدة، وده شيئ ما ينقصش خالص من كرامتك بالعكس
بكرة لما تتجوزو علاوتك ها تذيد عند عماد، ويقدر إنك استحملتيه وانتي عارفه انه مشغول بواحدة غيرك
علي العموم هانت صدقيني
ونظرت لها قومي يلا تعالي معايا، واطلعي لعماد أوضته واتدلعي عليه شويه، أكيد هو دالوقتي محتاجلك أكثر من أي وقت فات
أتي المساء كانت مها ترتدي ثيابها للإستعداد للخروج
فقد دعتها أربح وسيف هي وأخيها الدكتور محمد السهرة
قد علمت أربح وجود محمد في القاهرة حيث كان يحضر حفل خطبة صديق له
فاستغلت تواجده ودعته هو ومها لسهرة، لتخرج مها من روتين الحياه
قامها لا تخرج ليلاً ابداً، إلا إذا كان معها أحد أخويها الرجال، فهذه هي أوامر والدها وعليها الإلتزام بها واحترامها !
ارتدت مها ملابس تليق بسهرة عبارة عن بدلة سوداء ذات تطريز فضي رقيق، وحجاباً من اللون الذهبي، ووضعت بعض مساحيق التجميل
الخفيفة جداً، التي زادتها سحراً!
مها يخرج معلش يا يويو هاتضر أخرج وأسيبك احنا طبعاً ما كناش تعرف انك جايه انهاردة، أكيد لو تعرف كانت أريج عملت حسابك في الحجز
أيه بلا مبالاة ولا يهمك يا مها، أنا أصلاً جايه تعبانه من الطريق وهنام، المهم هتتأخري؟
مها مش عارفه بس أكيد مش ها رجع قبل 12 أو 1، بما إن محمد معايا عادي بقا!
أيه تمام يا مها حاولي تنبسطي
مها بإبتسامه إن شاء الله حبيبتي
وخرجت بعد مهاتفة محمد لها يخبرها أنه ينتظرها أمام الفيلا خرجت له وجدته يقف مع نورا
مها يحب مساء الخير واحتضنت أخيها وقبلته
نور ربنا يخليكم لبعض، أتمني لكم سهرة سعيدة
ووجهت كلامها ل محمد خلي بالك من ماهي يا دكتور دي حبيبة قلبي
محمد مبتسماً في عيوني طبعاً، ويجد متشكر جداً على اهتمامك الواضح ب مها!
نور انت بتقول أيه يا دكتور مها دي زي أختي الصغيرة، ونظرت ل مها بإبتسامه ولا أيه يا ماهي؟
مها بإبتسامة صادقة أكيد طبعاً مدام نورا
فا مها غيرت معاملتها ل نور من بعد آخر حديث لهما معاً!
استقلت السيارة بجانب محمد وانطلقو
محمد یااااا الست دي حشرية بشكل كلت دماغ أمي أسئله رايحين فين ومع مين كان ناقص تقولي هاتكلو أيه!
مها يضحك بس والله طيبة
بعد مدة وصلا للمطعم المقصود
دخلت مها واضعه بدها بيد أخيها وهي تبتسم وتتودد له كانت ساحرة بطلتها!
كان هذا يحدث أمام الجالس مع صديقه أيمن كانو قد أتو لتناول عشائهم معاً!
كاد قلبه أن يتوقف عند رؤيته لها، وهي تدخل من باب المطعم، وتتشابك يدها مع شاب طويل وأنيق ووسيم جداً وتبتسم له بسحر!
أدهم لحاله هل جننتي يا فتاة؟ من ذلك اللعين التي تتشابكين معه الأيدي؟
رأها تذهب إلى احدي الطاولات، وجد أربح وخطيبها الذي تعرف عليه من خلال صور الخطبة التي رأها على حروب الجامعة
هذا خطيب أربح فمن يكون ذلك الأحمق؟
تحدثت مها مبتسمه مساء الخير، وقفت أربج واحتضنت مها!
تحدث محمد بإحترام السلام عليكم، أستاذ سيف إزي حضرتك
أجابه سيف مبتسماً أهلا وسهلا يا دكتور أنا مبسوط جدا إن حضرتك قبلت الدعوة وشرفتنا
كان محمد وسيف قد تعرفا على بعضهما في حفلة الخطبة
سحب محمد الكرسي ل مها بإحترام، وجلست مها في مقابل هذا الثائر ونظرت لمحمد بضحكة لتشكرة
ثم نظرت بتلقائية لتتفقد المكان واذ بها تراه ينظر لها بعيون مشتعلة تكاد أن تحرق المكان
توترت ودق قلبها سريعاً، لا تعرف لما ؟
نظر بعيونها ولمح توترها، حدث حالة أي كارثة تفعلينها مها لتفجعي هكذا من رؤيتي؟
أيمن أيه يا ابني بتبص على أيه كده؟
ونظر حيث يبصر، رأي مها وأريح ضحك وقال لاء، حتتين حلوين ويشد و بجد
نظر له أدهم يغضب أيمن احترم نفسك واتكلم بأدب
أيمن أيه يا ابني الرخامه دي، وهو أنا قولت حاجه؟
وضحك قائلاً أومال لو ماكنتش لسه قافشك وانت هتاكولهم بعنيك
نظر له أدهم يعيون مشتعله
أيمن خلاص خلاص طب قولي، أنت تعرفهم؟
أدهم بغضب أيوه دول طالبات عندي في الجامعة
أيمن يا ابن المحظوظة، أتاريك لازق في الجامعة وسايب شغل المكتب كله على دماغي
نظر ل أدهم وجده شارد قصمت وفهم أن إحداهن هي من شغلت بال صديقة مؤخراً!
نظرت له وجدته ينظر لها يتوعد، فارتعبت من نظرته القاتلة، ولكن أنتها فكرة شيطانيه
مها لنفسها مايك أدهم سليم، لما تنظر لي هكذا؟
لا، لا تقولها لي، أنغاااار أدهم؟
أوووو، أدهم سليم هذا المغرور النرجسي، الذي لا يرى سواه في عالم الرجال
ويظن أن نساء الكون كلهن ينتظرن إشارة واحدة فقط من إصبعه، ويرتمين داخل أحضانه
أنغار حقاً أدهم، وضحكت فليكن أدهم، تعا تعا لنتسلى سوياً يا رجل، فامرحباً بك أدهم في عالم الغيرة
أقسم بربي أدهم لأعلمك الأدب على يدي من جديد، وأجعلك تدفع ثمن إهانتك لي أضعاااااف مضاعفة!
فا أمسكت يد محمد بدلال وقالت ميرسي أوي يا محمد انك وافقت على دعوة سيف
بجد كنت مخنوقه أوي، ونفسي أغير جوا.
ثم ابتسمت وقالت ربنا يخليك ليا يا حبيبي
كان أدهم يركز ويقرأ حركة شفاها، وقرأ بهم كلمة حبيبي، أحقاً قولتي له حبيبي أيتها الحقيرة، جن جنونه من أين ظهر ذلك الأحمق ؟
ومتي أصبح حبيبك ولم يمر سوي شهر على فراقنا الملعون
فكر وحدت نفسه بنفي لا لا مها لا تقولي أنك جننتي وخطبتي لغيري؟
لا مها، أنتي لم تعرفيني بعد وربي أقتلك وأقتله دون أن ترمش لي عين!
أنتي إمرأتي ولا يحق لأي بشري أن يلقي عليكي مجرد نظرة، لكنكي اليوم تخطيتي كل الحدود معي، وستعاقبين على فعلتك تلك، ثقي
بكلامي، ولكن سأؤجلها لوقتها !
أريح بحب ربنا يخليكم لبعض، يجد بتعجبني علاقتكم جداً بحس إنكم أصحاب مش بس اخوات
مها ناظرة لمحمد بحب محمد ده الحاجه الحلوه اللي في حياتي، هو فعلا صديقي الوفي، مش بس أخويا
أربح كان نفسي أحمد أخويا يكون كده معايا، بس أعمل ايه واد طايش ولسانه متيري منه.
مها يضحك حرام عليكي يا ريجا، ده حتى أحمد حد طيب أوي، بس هو في سن خرج، ربنا يهديه وبعدي منه على خيرا
ثم نظرت ل محمد بضحكه وقالت فاكر يا محمد وأنت أده؟
یا نهااااري مش قادرة أقولكم على الكوارث اللي كان بيعملها!
محمد نظر لها يتوعد وضحك أوعي عقلك يصورلك إنك تنطقي بحرف واحد
وضحك وضحكو جميعاً بسعادة
سيف بمرح احكي يا مها احكي عايزين تعرف فضايح الدكتور العاقل الرزين
كانت مها تضع يدها على فمها من كثرة الضحك، ومحمد ينظر لها ويضحك
وهنا جاء النادل ليعطيهم قائمة الطعام، نظرت بها ثم أعتطها بدلع لـ محمد قائله محمد ممكن تختارلي انت عايزه أكل على ذوقك
أمسك هو بالقائمة
واقتربت مها من أريح وحدثتها على فكرة دكتور أدهم على التربيزه إللي قصادنا واوعي تبصي علشان ما ياخدش باله إننا يتتكلم عنه!
ضحكت أريج بتسليه قولتيلي، وأنا أقول أيه الدلع اللي نزل عليكي مرة واحده ده، أتاريكي يتغيظي أخينا؟
مها بيور قصدك أيه يقا إن شاء الله، قصدك إننا جعفر ؟
أربح بضحك لاء يا روحي والله ما أقصدا
بس بقولك أيه، مادام جه في ملعبنا يبقي من حقنا ترقصله الكوره شويه
بصي على ما يجهزولنا العشا ها تقوم ترقص
وانتي أرقصي مع محمد واحرقي قلبه، شكله مركز ونار الغيرة واكلاه يا حرااام الأهبل ما يعرفش إنه أخوكي
مها ودي ها نعملها ازاي يا ذكيه؟ محمد أخويا وأنا عارفاه، صدقيني مش ها يوافق
أريج بثقه لاء دي بقا سبيها عليا.
كان أدهم ينظر عليها يغضب وخصوصاً بعد ما أعتطه قائمة الطعام ليختار لها على ذوقة
أدهم لنفسه أيتها الساحرة اللعينه من هذا الحقير التي تسحبيه بيدكي كالأبله
وربي مها إذا صدق ما أفكر به لأقتلكي بيدي، ولا يمتلككي ويلمسكي غيري
أريج موجهنا كلامها لسيف ومحمد بقولكم أيه، إحنا زهقانين من جو المذاكرة وعايزين نفك عن نفسنا شوية
أيه رأيكم نقوم ترقص على ما يجهزولنا العشا!
سيف بترحاب أنا موافق وجداً كمان
محمد لا أعذرونا إحنا يا جماعة، أنا لا يحب الرقص ولا يعرف أرقص أصلاً!
أريج يسلام يا دكتور على التواضع، دانتا لما رقصت في خطوبتي مع مها البنات كانو هايكلوك يعنيهم، وبعدين يرضيك أنا ابقا بارقص
و مبسوطه وصاحبتي قاعدة كده زهقانه؟
بعد الحاج من سيف وأريج وافق محمد متضراً!
وقف محمد ومد يده لمها، وقعت له وكانت سعيدة جداً، وذهبت معه لمكان الرقص، بدأو يرقصه أسلو كانو منسجمين ويتذكرون أيام
طفولتهم في بيت أبيهم الحنون
كان هذا يحدث تحت أعين أدهم، الذي كان قد فاض به الكيل ووسوس له شيطانه بأن يذهب لهما، ويسدد عدة لكمات قوية لهذا الأبله حتى يفقده وعيه أو حياته، لا يهم!
ويعطيها هي الأخرى صفعتين على وجهها، علها تفيق مما تفعله وترجع لوعيها !
لكنه تمكن من التماسك لأخر لحظه
أيمن وهو يتناول الطعام أدهومي، هي مين فيهم حبيبتك؟
أدهم بصدمة أيه يا ابني الكلام الفارغ اللي بتقوله ده!
أيمن بضحك على أساس اني ما أعرفكس مثلاً؟
يا ابني نظرات الغيرة اللي طالعة من عنيك وهتولع فينا وفي المكان كله دي ما تخرجش غير من واحد عاشق وقلبه مولع نار من الغيرة -على حبيبته!
وأكمل بدكاء أنا بقا طول الفترة اللي فاتت دي، يسأل نفسي ياتري أيه اللي غيرك بالشكل ده بعد ما كنت مبسوط وعيونك بتلمع وبتتكلم ويتقول أنا يحب!
فجأه كده إتحولت وبقا الحزن معشش في عنيك
بس أنا بقا دالوقتي فهمت كل حاجه
أدهم ناظراً له وياتري أيه اللي فهمته بقا يا عبقري زمانك؟
أيمن ببساطه كده إنت اتنكت على البنت زي عادتك، وعقدتها بثوابت حياة سيادتك، اللي قارف أمنا بيها طول الوقت
قالبنت يا عيني عليها، ما أستحملتش رخامتك وهربت بجلدها من عمايلك السودا، بس انت كنت لسه بتحبها يا باشا، وطبعاً كبرياء سعادتك منعك تروح تعترفلها بحبك وترجعها ثاني لقلبك
واتخطبت البنت لواحد غيرك وانت تدمت يا صاحبي و ده باين أوي في عنيك
بس يا خسارة يا أدهم ندمك جه بعد فوات الأوان
كان أدهم يستمع لكلمات أيمن، وكل كلمه كانت ترن في أذنه، وكأن العالم كله توقف من حوله، لم يستمع إلى تلك الموسيقي، ولا
أصوات البشر من حوله، لم يستمع سوي لكلمات صديقه أيمن، وكأنها إشارة له من الله !
نعم هي ملت منك ومن غرورك وكبريائك، تخيل أن يكون السيناريو الذي رواه أيمن قد حدث بالفعل
با الله
أتمني أن يكون تحليل أيمن في غير محله، وأول شيئ سأفعله هو الاعتذار من مها، وإرجاعها لقلبي قبل فوات الأوان
شكراً لك أيمن على تلك الصحوة التي قدمتها لي دون وعي منك، أشكرك حقاً صديقي
نظر لها، كانت قد إنتهت من رقصتها الملعونة معه !
كان الطعام قد حضر وبدأو يتناوله، كان ينظر لها بإهتمام ولكن بحذر، حفاظاً على كرامته
انتهت مها من تناول طعامها واستأذنت هي وأريح للذهاب إلى التواليت، رأهم وقف سريعاً!
أدهم أيمن هاروح أعسل إيدي
أيمن بتسلي والله هي!
ذهب أدهم خلفهم، وجدها تدخل الممر المؤدي إلى التواليت
أسرع ب مشيته وتحدث منادياً عليها مها
التفتت هي وأربح له!
أريج بلؤم دكتور أدهم، هو حضرتك هنا؟ فرصه سعيدة يا دكتور
نظر لها يغيظ وتحدث لو سمحتي يا أريج سبينا لوحدنا شوية؟
نظرت له مها بإستخفاف وتسينا لوحدنا ليه يا دكتور؛ هو فيه أسرار بينا ولا حاجه؟
أدهم ناظراً لها بغضب انتي تسكتي خااالص
تحدثت بغضب نعم انت ازاي تسمح لنفسك تكلمني كدة؟
أريج إهدوا يا جماعة من فضلكم، إحنا في مكان عام، ما ينفعش كده
وأكملت أنا هستناكي في التواليت يا مها وذهبت
نظر لها يعيون يشتغل بهما نار الغيرة مين البيه اللي معاكي برة ده؟
مها شبكت يدها فوق صدرها وتحدثت ببرود وده يخص حضرتك في أيه إن شاء الله؟
أدهم بنفاذ صبر ردي عليا وما تخلنيش أفقد أعصابي مين الزفت اللي معاكي ده!
وازاي تسمحيله يمسك إيدك ؟ لا وكمان ترقصي معاه وقدامي
كان يتحدث بعل ويضغط على أسنانه من شدة الغيظ.
كانت سعيدة من داخلها اتغار علي، إذا مازلت تحبني ادهم، بل ويحنون
قالت بتسلية وبإسلوب مستفز … والله أنا حرة أرقص أخرج أضحك براحتي كل ده طبيعي بس اللي مش طبيعي بقا، هو سؤال
حضرتك ده!
واللي أبسط جواب ليه عندي، إنت ماااال حضرتك ..
نظر لها وأمسك بشعرة وأرجعه للخلف في حركة ليهدأ من حاله
وتحدث بهدوء أرجوكي يا مها ما تعمليش فيا كده انتي كده بتوصليني للجنون
ونظر بعيون مترجيه قوليلي مين ده وربحيني
نظرت له بكبرياء مش فاهمه ده يهم حضرتك في أيه؟
أدهم يحب يهمني وجداً، انتي كلك تهميني وتخصيتي يا قلبي
أمسك يدها ونظر بعيونها بهيام أنا لسه بحبك، ولسه عاوزك يا مها؟
سحبت يدها من يده وقالت بكل هدوء بس أنا خلاص ما بقيتش عاوزاك يا دكتور كل اللي كان بينا انتهي!
ثم نظرت له لتذكرة بما قاله سابقاً …
مش أنا اكتشفت إن حبنا كان وهم وكان أكبر كدبة أنا عيشتها في حياتي
كان ينظر لها ويهز رأسه ينقي لاء لاء يا مها أكيد مش هاتعملي فيا كده؟
أنا أدهم يا مها فوقي وأعقلي وارجعي لعقلك قبل ما تندمي
مها بقوة هو أنا لسه هاندم با دکتور؟
ما أنا ندمت واللي كان كان دانا ندمت ندم لو إتفرق على حياتي كلها، هيكفي عمري اللي عدي واللي لسه جاي وأكملت
انساني يا دكتور إنساني زي ما أنا نسيتك
أدهم بغرور كدابه يا مها أنا أدهم سليم يا قلبي مش أنا اللي أتنسي!
وأكمل بتسليه لإثارة غيرتها أنا ما فيش ست دخلت في حياتي وقدرت تنساني، أنا بعلم بختمي الخاص على قلب أي بنت عرفتني، أنا ما اتنسیش با مها!
ردت بكبرياء وأهو حصل يااااا، يا أدهم يا سليم
عارف یا دكتور أيه مشكلتك؟
مشكلتك إنك مغرور أوي، وشايف إنك فرصة كبيرة أوي لأي بنت، وإن اللي تعرفك يا حراام ما تقدرش تعيش من غيرك
ونظرت له وتحدثت وعلى العموم الشاب اللي برة اللي هتتجنن وتعرف مين هو ده يبقي أخويا الدكتور محمد وبقولك ده مش علشان | أربحك، ولا أنت تهمني أصلاً، يقوله علشان محبش حد ياخد عني فكرة مش كويسه مش أنا البنت اللي تخرج وترقص مع شاب حتى لو كان خطيبي
وهنا فقط تنفس، وأخذ نفساً عميقاً براحة وتحدث يحب أخوكي صح كده أنا غبي إزاي ما فكرتش في كده، وضحك بسعادة
كانت تنظر له وتحدث حالها وربي مازلت تعشقني أدهم …
ثم تحولت ملامحة للغضب مرة أخرى، وأمسك بيدها وضغط عليها بكل قوته
وتحدث بضغط على أسنانه بس يا هانم حتى لو كان أخوكي مش مسموح لسيادتك أبداً ترقصي معاه، وإيدك دي لو حد غيري لمسها .
هكسرهالك، انتي فااااهمه
كانت تتأوه من شدة الألم فضغطت يده قويه جدا كادت ان تكسر يدها!
مها يتأوه وألم ااااه إيدى يا أدهم سيب ايدي هتكسرها
أدهم بغيظ مش هاسيبها غير لما تعرفي غلطك وتقولي آخر مرة!
مها ااااه يا أدهم ايدي، انت كده بتوجعتي سيب ايدي يا مجنون
أدهم بتسلي مش قبل ما تعتذري وتقولي إن ده مش ها يحصل ثاني
مها ايدي هنتكسر با مجنوووون
أدهم برجوله وأمر انطقي
مها يترجي من وجع يدها خلاص خلاص أنا أسفه، والله ما ها عمل كده تاني سيب إيدي بقااااا
فك قبضة يده ومازال ممسكانها، ثم نظر بعيونها بحب، ورفع يدها على قمة وقبلها من باطن يدها بعشق.
وقال بهيام وجعتك يا قلب أدهم ووضع قبله أخرى وقال بيتهيألي كده الألم راح
نظرت له وابتلعت ريقها، فقد كان يتحدث بهيام أهلكها، وكسر حصونها
أفلتت يدها منه وجرت مسرعة من أمامه، ضحك برجوله وتحدث ماشي يا مها هاجيبك ثاني لقلبي يا روح قلبي
وقريب أوي ها تطلع شمسك من جديد في حياتي علشان تنوريلي دنيتي يا كل دنيتي وذهب وهو سعيد
هل ستتنازل مها وتعود إليه بتلك السهولة؟
أم مازال الوقت باكراً على نهاية انتقامها منه؟





