روايات روز أمين

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين الجزء الثاني كامل

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين الفصل الخامس والعشرون

مضي يومان على آخر لقاء بينهما!
فمنذ ذلك اليوم لم يذهب إلى الجامعة، لإنشغاله ببعض الأعمال المتراكمة لديه، بمكتب المحاسبات الخاص به بعد تعب يوم شاق، وعمل
متواصل ليومين، أخيرا إنتهي من أعماله
خرج أيمن صديقة، وسكرتيرته إسراء لمكاتبهم وتركوه ليستريح بمكتبه
أسند ظهره على الكرسي بتعب، وفكر بشرود في الموضوع الذي لم يعب عن باله لحظة، ألا وهو موضوع صور مها!
حدث أدهم حاله لابد أن أجد طريقه لإخبارها بتلك الصور
أنا أعرف مها جيداً، وأعلم أنها ليست بالفتاة التي تسمح بتصويرها مع شاب لا تربطها به صفة رسميه
هي لم توافق على التقاطي صورتاً لها لأربها لأمي، وأنا من كنت سأصبح خطيبها بعد عدة أيام!
لابد أن أجد طريقه أخبرها بها، وبنفس الوقت، لا أريد أن تفهم أنني مهتم بها!
فماذ أفعل ؟ وكيف سأحقق تلك المعادلة الصعبة؟
فكر وفكر ووجدها هو سيذهب عدا إلى الجامعة ويخبرها بطريقة غير مباشرة
كانت تجلس بغرفتها تذاكر دروسها، هي على مكتبها، وبالمقابل أيه التي لم يتحدثا معا منذ ذلك اليوم!
فكلا منهما تتجنب الأخرى
وبعد فترة قاما للنوم دون حديث أيضاً!
فقد ذهبت مها على سريرها، فهمت أيه أنها تريد أن تعفي، فأغلقت الأنوار، وذهبت السريرها هي الاخري
قامها في كل مرة كانت تسامحها، ولكن لم تفعلها هذه المرة
فقد فاض الكيل بها من تصرفات تلك الآيه، وكل ما تريده الآن هو العيش بسلام وفقط
وجلست تتذكر أدهم المتغيب منذ يومان، لم تراه عيناها، أما زال غاضب هو منها؟
حدثت مها حالها وليكن فليغضب ما بالي أنا به
أحقاً مها ما بالك؟
وما بال كل تلك الوجع الساكن بداخلك يا فتاة يا الله
مازلت أحبه، مازلت أحتاجه بحياتي رغم صمودي ومعاناتي في عدم إظهار مشاعري تجاهه، إلا أنني أتقطع ألماً من عشقه
يا الله إلى متى ستلازمني لعنة عشقه؟
لما لم أستطع نسيانه؟
إلى متى سأتحمل هذا الألم المرير ؟
قلبي يتمزق حزناً على فراقه
لما أظل أفكر به للأن وبرغم إهانته لي؟
ليتني أستطيع أن أكرهه وأكمل حياتي

ليتني أعفي وأفيق على نسيانه
هل تفكر بي أدهم؟
أم أنك جعلتني في طي نسيانك
بالتأكيد نسيتني مثل تلك الريهام، ألم تكن تعشقها هي أيضاً، وعشقتني بعدها، وأسمعتني أحلا كلام الهوى، أسمعتني ما لم أسمع
قبلك ولن أسمع بعدك هاجري
آااه قلبي يتعبني يا الله
ساعدني على محوة من ذاكرتي، فهذا العشق يدميني ويكسرني.
في الصباح
أفاقت مها باكراً توضأت وصلت لربها، وأرتدت ثيابها، وذهبت من دون أيه!
بعد مرور الوقت كانت تخرج من قاعة المحاضرات بمفردها، ما أريج لم تأتي اليوم للجامعة، ومازالت غاضبة من أيه!
وجدته كان يحادث أحدهم بالهاتف، فاذهبت عكس اتجاهه لتفاديه، وجلست على سلالم لميني داخل الجامعة، وجدته يقترب منها، بطلته
المهلكة ل حصونها، تماسكت ونظرت بجانبها لتتلاشاه
نظر لها أدهم وتحدث بنبرة صوت ساخرة ياتري أخبار فنانتنا العظيمة أيه؟
نظرت له مها وتحدثت بقلة صبر أفندم يا دكتور ؟
واضح إن حضرتك كل ما تلاقي مودك مش متظبط ومحتاج تخرج غضبك في حد تفتكر إن فيه واحدة في الجامعة إسمها مها رأفت، فتقرر سيادتك تتعطف وتشرف لحد عندي لمجرد بس إنك تضايقني ؟
وتحدثت بغضب اتفضل يا دكتور، كلي أذان صاغيه
ابتسم أدهم لأنه نجح في إغضابها وإخراج تلك المشاكسة، التي بات يعشقها !
هو حقاً سعيد الآن، فقد كانت مثيرة بعضها هذا!
تحدث أدهم بكل غرور مش ملاحظه إنك مديه لنفسك، أهميه أكبر من اللزوم في حياتي
تحدثت مها يتبرة ساخره ده أنا صح؟ ليه هو أنا اللي جيت لحضرتك ولا العكس
ادهم بضحكه رجوليه اذابت قلبها
مها لنفسها اللعنه عليك أدهم، أذهب الآن، لا أريد رؤيتك بتلك الحاله
تحدث أدهم بس بس أيه ده كله صحیح خيراً تفعل صداعاً تجني وضحك وأكمل بلؤم.
صدقيني كنت جاي أهنيكي على إنك عنيتي كويس جدا في خطوبه أريج
وكمان الدويتو اللي عملتيه مع باشمهندس عماد كان هايل
وشكلكم كان منسجم جدا وانتو يتغنوا
أجابته مها بإستخفاف على حد علمي حضرتك ما حضرتش الخطوبة، يبقي شفت الدويتو فين إن شاء الله؟ تحدث أدهم بذكاء لاء، ما هو أنا شفت صورك مع عماد وانتو مع بعض في الحفله !
نظرت له مها بعدم فهم وتسائلت صور أيه اللي حضرتك بتتكلم عنها دي؟

أجابها أدهم بدهاء الصور اللى يعتهالي عماد على فوني، يوم الخطوبة
مها وقد بدأ الشك يتملكها من فضلك ممكن توريني الصور دي!
أجابها أدهم أكيد طبعاً، وأخرج هاتفهه وأراها الصور، كانت تشاهدها بعيون متسعة وفاه مفتوح من الصدمة، وهنا تأكد أدهم من أن لا علم
لها مثلما توقع
مها بشرود طب إزاي؟ والتصوير كان ممنوع في اليوم ده؟
ده حتى كان مكتوب على الكارت ممنوع التصوير بأي فون
نظر لها يتعاطف وتحدث علي فكرة الصور شكلها متصوره بكاميرا حديثه مش كاميرة فون دي خالص
نظرت له بجديه حضرتك متأكد ان باشمهندس عماد هو اللي بعتهم ؟
تحدث بثقه هي الصور اتبعتتلي من رقم مش متسجل بس بالعقل كده مين ليه مصلحه اني أشوف صور ليكي معاه غيرة؟
كانت تعلم أن حديثه مقنع جداً، فقد أصبحت تتوقع مؤخراً من عماد أي شيئ
تحدثت بجديه من فضلك يا دكتور تديني فون حضرتك علشان أمسح الصورا
تحدث بغرور متقلقيش، أكيد ها مسحهم!
وأكمل بسخريه أكيد مش هاسيبهم ذكري جميله عندي
نظرت له بغضب فأخر ما ينقصها هو تهكمه عليها !
وربي أدهم إن لم تصمت وتبتلع لسانك، لأصب كل غضبي الآن بك، فأنت لم تعرفتي بغدا
قالت بقوه ويحرم من فضلك يا دكتور تديني الفون
أعطاها إياه لأنه علم أنها وصلت لذروة غضبها، ففضل أن لا يذيدها عليها!
أمسكت هاتفهه، وحذفت الصور ودخلت على سلة مهملات الحذف، وحذفتها من عليها أيضاً!
الآن فقط يمكن أن تعطيه الهاتف، فقد أصبح لا أثر للصور عليه!
أعطته الهاتف بلا كلام، وقالت بوجه غاضب أما بقا الباشمهندس، فأنا ليا معاه تصرف تاني
وذهبت بعضب عارم، لا يبشر بخير
كان سيذهب لمكتبة، ولكنه فضل الذهاب إلى مكتب عماد لا يدري لما منه ليطمئن قلبه عليها ويقف بجانبها، ومنه ليري وجه عماد وهو
يهان من مها التي يدعي أنها تعشقه، فمن يري هيئتها تلك، يعلم أنها ذاهبه لخوض حرب لا محال
وهو لا يريد أن يضع عليه فرصة إهانة عمادا
اقتحمت عليه مكتبه بدون سابق إنذار، انتقض من جلسته يفزع
عماد بعيون متسعه مها خير يا حبيبتي فيه حاجه انتي أول مرة تيجي مكتبي
مها بغضب ولولا إني مجبرة ما كنتش عمری ها دخله یا باشمهندس
عماد بحذر وهو يري غضبها فيه أيه يا مها حد ضايقك، قوليلي؟
وصل أدهم عند باب المكتب ولكنه وقف خارجه ليستمع كلامهما، لا يعلم لما فعل ذلك !

مها بغضب ماحدش غيرك بيضايقتي يا باشمهندس ماحدش غيرك مش سايبني في حالي، ومش مخليني اقدر اعيش في سلام!
عماد مستفهما أيه اللي أنا عملته مخليكي غضبانه مني بالشكل ده؟
مها بهجوم انت ازاي يا محترم تسمح لنفسك تصورتي يوم خطوبة أريج، لاء وكمان تستغل وجودك جنبي بحكم الدويتو الزفت اللي عنيناه
مع بعض وتتصور معايا ولا كأننا إثنين عشاق
هنا عماد فهم سبب ثورتها تلك
عماد بصدمه مين اللي قالك الكلام الفارغ ده صدقيني يا مها محصلش حاجة زي دي
وأكمل اللي وصلك الكلام ده قاصد يوقع بینا
قاطعته بحده أنا شفت الصور بعنيا يا محترم وبعدين ماحدش ليه مصلحة يبعتها غيرك
عماد أبواااا أبعتها لمين بقا؟
مها بنفاذ صبر دكتور عماد لو سمحت ماتخلنيش أفقد أعصابي
وأكملت إتفصل خرجلي الصور دي وحالاً، علشان أمسحها!
عماد بثقه أدي موبايلي أهو يا مها ولو لاقيتي صورك فيه، ساعتها إعملي فيا اللي انتي عاوزاه
مها بتأكيد أكيد مش هلاقيها طبعاً، أنت أصلاً بعتها من رقم مش متسجل مخصوص علشان كده
عماد بغضب يا مها افهمي صدقيني أدهم بيحاول يشوه صورتي قدامك مش أكثر!
وهنا أدهم قرر التدخل بعد ما أستمع لما يريد
أدهم وأدهم بقا هيوقع بينكم إزاي يا باشمهندس يا ابني أنت أساساً آخر اهتماماتي!
وبعدين اللي بيوقع بيوقع بين ناس فيه بينهم حب
ونظر لها وقال بس بصراحه أنا شايف غير كده خالص
عماد بغضب إنت إزاي تدخل مكتبي من غير استئذان، وكمان من غير ما أسمحلك!
أدهم بغرور وهو سيادتك كنت استأذنت لما جبت إسمي في كلامك الفارع ده!
ثم نظر له مضيقاً عيناها وتحدث وبعدين انت عرفت منين إن أنا اللي تقصده مها؟
عماد يتلعثم ومين غيرك عايز يفرق بيني وبين مها؟
هنا مها إنفجرت لم تعد تتحمل يفرق بين مين یا باشمهندس؟
وهو أيه اللي بينا أساساً، ياريت تفوق بقا من وهمك ده!
ود الوقتي بقا ياريت ترجع لموضوعنا الأساسي، وتتفضل تديني صوري بهدوء ومن غير شوشرة
عماد يا مها صدقيني أنا ماليش علاقة نهائي بالموضوع ده
مها بذكاء خلاص با باشمهندس أنا هاروح السعادة السفير وها طلب منه تفريغ الكاميرات بتاعة ليلة الحفلة، ووقتها بقا أكيد ها عرف مين
اللي صورني، وساعتها قسما بالله لأقدم فيه بلاغ وأوديه في ستين داهية، مهما كان مين هوا
نظر لها أدهم بإعجاب على تفكيرها الناضح والمحسوب

كادت ان تتحرك، ولكن عماد أوقعها قاتلا
عماد يقلق استني يا مها واعقلي وياريت ماتكبريش الموضوع
مها بصباح وهو حضرتك شايف الموضوع صغير ؟
يعني لما أتصور مع راجل وصوري تتبعت لراجل ثاني وتبقي على تليفوناتهم، يبقا كده الموضوع بالنسبالك صغير ؟
وياتري بقي، رأي حضرتك اني استني لما الصور تنزل على الأنترنت، ووقتها ممكن أتحرك
عماد أقعدي يا مها لو سمحتي وأنا هاشرحلك الموضوع كله!
ثم نظر ل أدهم يغضب وتحدث وتقدر حضرتك تتفضل يا دكتورا
ونظر له بغل بيتهيئلي عملت اللي عليك وزيادة
نظر له أدهم باستفزاز، وأتجه إلى الأريكة وجلس، ووضع ساق على الآخري
وتحدث ببرود بيتهيئلي أنا كمان من حقي إني أسمع وأفهم، بما إن الصور اتبعتتلي، يبقا أنا كده بقيت طرف في الموضوع
ورفع يداه وقال أظن حقي!
عماد بنفاذ صبر وصوت عالي من فضلك يا دكتور، اتفضل أطلع برة
تحدثت مها وهي ناظرة إلى عماد أنا كمان شايفه إن دكتور أدهم لازم يبقي موجود
نظر لها عماد بحزن ليه يا مها؟
أجابته مها بنيرة جاده لإن بفضل تصرفات حضرتك المتهورة، خلتني مدانه قدام الدكتور، وبقيت انا البنت اللي يتقبل تتصور مع شباب عادي -جداً!
فأظن من الإنصاف إنه يشهد على براثتي
تحدث عماد بغيرة يهمك أوي برائتك قدامه؟
أجابت بقوة فتاة تدافع عن سمعتها تهمني سمعتي قدام أي حد ويهمني إني أفضل نضيفه، وماحدش يصلي بصه مش كويسة، وأظن دي أبسط حقوقي
كان أدهم ينظر لها بإعجاب شديد
وجلست هي الأخرى وأشارت إلى عماد الواقف اتفضل يا باشمهندس، إحنا سامعيتك
كان عماد في هذا التوقيت في موقف لا يحسد عليه
فقد وضعته مها في خانة اليك، إما أن يعترف لها يفعلته المشينة أمام ألد أعدائه!
أو تذهب إلى سعادة السفير شريف مهران وتطلب منه تفريغ الكاميرات، وتضعه في موقف سيئ أمام السفير لان الخطبة لم يكن بها سوي ثلاثة كاميرات تابعه للسفير، أما الرابع هو من استأجره، وقد دفع المال للأمن ليدخلوة، بعد أن قال لهم، أنه يريد النقاط بعض الصور التذكاريه له ولعائلته وخطيبته، ووافقو على الفور لعلمهم بشخصية عمادا
تحدث عماد بإخراج أنااا أنا اللي أجرت مصور علشان ياخدلنا صورة مع بعض يا مها!
ونظر لها يحب حبيت يكون لنا صورة تجمعنا ببعض

كان يشعر بنار الغيرة تأكل في قلبه، كان يريد أن يلكمه على وجهه ويشوهه له، ولكنه تظاهر بالبرود، فبأي حق يفعل هذا؟
تحدثت مها بهدوء ما قبل الإعصار كمل
عماد طبعاً دخلت المصور من غير ما سيادة السفير يعرف، لأنه كان مانع التصوير
وتحدث بحرج ولما الصور وصلتني بعتها ل
وهنا نظر ل أدهم بكره وأكمل بعتها للدكتور علشان ينسي موضوعك خالص، ويسيبنا في حالنا!
پس یا مها هي دي كل الحكاية، ولو فيه ذنب أنا إرتكبته، فتأكدي اني ارتكبته بإسم الحب
ونظر لها يعشق كل ده عملته علشان يحبك يا مها ولازم تعرفي اني عمري ما كنت هأذيكي بالصور دي!
نظرت له مها بغضب وتحدثت وهو سيادتك لما تبعت صوري لدكتور أدهم، كده ما تبقاش بتأذيني؟
وتحدثت بشرود ثم إزاى بتقول إنك بتحبني ويتغير عليا، وف نفس الوقت تبعت صوري عادي كده لراجل ثاني والمفروض إنك بتغير عليا منه!
تحدث عماد بإخراج أنا كنت عارف ومتأكد، وأنا يبعت الصور، إن أدهم راجل ولا يمكن بأذيكي، أو يستغل الصور دي في أي حاجه تضرك ضحك أدهم وتحدث بنبرة صوت ساخره طب والله كويس، أحلا حاجه في الموضوع إنك أخيراً، ولأول مره في حياتك كلها تمدحني
تحدثت مها بحده ناظرة إلى عماد اتفضل اديني الفون اللي عليه الصور حالاً، وكمان الفيلم بتاع الكاميرا، وإلا ها يكونلي تصرف تاني وصدقني مش هايعجبك خاااالص
ومش هايكون بالشرطه زي ما قولت في الأول
ونظرت بغضب لاء، للأسف ها تضر أبلغ بابا بالموضوع كله
ونظرت بتهديد قائله وإذا كان الموضوع بسيط بالنسبالك، فاصدقني عند أبويا الموضوع كبير، وكبير أوى كمان، لدرجة إن ممكن يسيل فيه دم!
وتحدثت بأمر وهي تقف من جلستها قدامك ساعة من ذالوقتي وتكون الحاجه قدامي، وأنا اللي هتخلص منهم بنفسي
ونصيحه مني بلاش تتذاكي وتحتفظ بنسخ عندك، لأني لو عرفت بعدها صدقني هازعلك ساعة بالظبط، وإلا ماتلومنيش على اللي ها يحصل بعدها !
وخرجت صافقتاً الباب يغضب تحت أعين أدهم وعماد المذهولين من تلك ال مها وشجاعتها!
وقف أدهم بدون كلام، فأي كلام ممكن أن يقال، بعد ما قيل من بنت أبيها!
فحقاً، هي مثال للفتاه القوية التي لا تهاب أحد، ومن الواضح أن أباها رباها جيداً وبحب لتهدد بتواجده واللجوء إليه عند الحاجة، دون الخوف -منه، فهنيئاً ل أبيها على تلك التربيه
خرج أدهم دون أن يتفوه بحرف، وبرغم غضبه من عماد إلا أنه حزن لأجله، فحقاً كان الموقف صعب عليه
وانقلب السحر على الساحر، فتلك الصور التي بعثها ل أدهم لقطع آخر خيط رفيع بينه وبين مها ما كانت إلا دليل على تربيتها الحسنه وعلى العكس قطعت آخر أمل ل عماد الرجوعه ل مها!
أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد فهذه هي إرادة الله سبحانه وتعالي).

صباح اليوم التالي
دلف أدهم إلى قاعة المحاضرات التي تتواجد بها معشوقته
كان متأكد أنها لن تحضر، فهي مؤخراً أصبحت تتلاشاه وهذا الشيئ يؤلمه!
وخصوصاً بعد موقفها المشرف من عماد، فقد أعجبه تصرفها جداً، ووجد أنها حقاً هي من تستحق أن تنال شرف لقب زوجة أدهم سليم!
كم أنت مغرور يا فتي!
ولكن غروره هيأ له، أنه لو لمح لها بمسامحتها على ما مضي، ستأتي هي إليه وتعتذر منه وينتهي الموضوع
ولكن حقاً هل مها هي الفتاة التي تفكر هكذا؟
نظر لها بسعادة مفرطه وتحدث بلا وعي أخيرا رضيتي علينا وها تحضري معانا
نظرت له بعدم استيعاب لمن يتحدث هذا المعتوة؟ أيقول كلماته تلك لي؟
نظرت له وجدته مبتسم لها كالأبله وهو سعيد!
تعجبت وردت بقوه أخدت بنصيحتك يا دكتور قولت أحضر علشان ما أشيلش مادة في تخرجي
ونظرت له بنظرة ذات مغذي شفت أنا إزاي طالبة شاطرة، وينفذ نصايح حضرتك كلها وبدقه
فهم ما تعنيه بكلامها، وأنها تذكرة أنها نسته وحذفته من ذاكرتها، مثلما طلب هو منها!
تحدث بلؤم برااافو عليكي يا مها طالبه نجيبه طول عمرك
وتحدث مضيقاً عيناه بس على فكرة، فيه أوقات مش لازم تصدق كل اللي بتسمعه من غيرنا!
مش يمكن يكون غيرنا ده مش قاصد اللي قاله، أو حتى يكون قاله وقت غضب، ولما هدى وفكر بعقل، فهم إنه أفور شويه في ردة فعله!
فهمت مها مغذي كلامه وأجابت علشان كده با دکتور لازم تفكر كويس أوي قبل ما تقول الكلام، مش بعده
ونظرت له يتحدي قائله ومادام الكلام خرج فلازم تكون أده، وتتحمل نتايجه، ولا أيه يا دكتور؟
كانت تتحدث بقوة وهجوم إلى حد ما، لاحظ هو توترها، وتغير وجهها وتعبيراته الغاضبة
فقرر أن يخرجها ويخرج حاله من هذه الأجواء المتشاحنة
فتحدث بإبتسامه ونظرت عشق لم تراها بعيونه منذ زمن بعيد على العموم حمد الله على السلامه نورتي القاعة كلها !
ويلا نبدأ بقا علشان تقدري تعوضي اللي فاتك
لم تغيرة أي اهتمام وأشاحت بنظرها بعيداً عنه، وأمسكت بقلمها، فكيف لها أن تصدق كلماته أو أفعاله . من جديد وهو قاتلها !
كان جميع الطلبة يشاهدون العرض بإستمتاع، وهم يعلمون أن أستاذهم المبجل يتودد لمها ويحاول إرجاعها إلى عالمه مرة أخري
كان يشرح وهو سعيد، وذلك لم يحدث منذ وقت بعيد تحديداً من وقت إنفصالهم!
لم يحول بنظرة عنها، وحاول أن يفهمها ما فاتها قدر المستطاع
كان يسعى لإرضائها طوال المحاضرة، وهي قد اندمجت معه، ولكن بوجه خالي من أي تعبيرا
لا تنكر أنها تعشقه، وكانت حقاً سعيدة داخلياً من تغيرة هذا!
فقد إشتاقت لنظرة عيناه حتى نبرة صوته وهو يحادثها بحنان كانت تشتاقها.

ولكن حدثها عقلها، أفيقي مها فهذا الرجل لا يستحقك فتاتي، أنتي تستحقين الأفضل
تستحقين رجل يحترمك ويقدرك، ومهما حدث لن يسمح لنفسه بأن يزعجك أو يهينك
بعد يوم من تلك المحاضرة
كانت تحتسي مشروباً هي وأريح، فا أيه كانت قد سافرت عند بيت أبيها منذ يومان، وما زالتا لا تتحدثتان
كان هو جالس مقابل لها، نظر يحب وهر لها رأسه كاتحية منه لها!
فمنذ يوم مواجهة عماد وهو يحاول التقرب منها، والتودد إليها، ولكن بشكل غير مباشرا
فهي لم تعطه الفرصة، وحقا هي مازالت غاضبه منه
إبتسمت له إبتسامة صفراء، وأشاحت ببصرها عنه، لكي لا يعطي اهتمام زائد لحاله!
فقد اتخذت قرار بالابتعاد عنه، لتعطي فرصه لقلبها بنسيانه
كان ينظر لها يعشق، فهو منذ ذلك اليوم وقد تأكد أنه لن يستطع العيش بدونها!
وتأكد أنها هي لا غيرها من تستحق لقب زوجة أدهم سليم
فقرر أن يستردها لعالمه من جديد، ولكن كبريائه يمنعه من اتخاذ الخطوة الأولى
وليس غروراً هذه المرة، بل هو خائف من رفضها له، حقاً هو يعشقها حد الجنون، وأصبح يهاب رفضها دخوله لحياتها من جديد
كان يحادث حاله ما يكي مها، ألم ترين شوقي ولهفتي في عيوني عندما أراكي
لقد غليني شوقي مها، فلا أكذب عليكي غاليتي عندما كنت أحاول نسيانك خدعني قلبي وعشقك فوق العشق عشقاً!
فهيا مها هي كلمه فقط كلمه قوليها قولي سامحتك أدهم، تعا لننسي خلافاتنا السابقة ولتبدأ من جديد
وأقسم بربي لأسحيكي لأحضاني بلحظتها، وسأذيقكي من العشق ما لم تتذوقيه بعمرك !
قوليها وسأدخلكي عالمي، ولكن هذه المرة ستكون مختلفة تماماً عن ما سبق
ستكونين خطيبة أدهم سليم، بل ومعشوقته وأميرة عرشة
ستكونين إمرأتي خاصتي حبيبتي
سأعوض عيناكي عن دموعهم التي زرقتها بسببي، سأجعل السعادة والضحك لا يفارقان وجهك أميرتي
ولكن أرجوكي مها لا تنتظري مني الخطوة الأولى، لا أنسي، فلست أنا بالرجل الذي يذهب لفتاة، ويطلب العفو منها!
حتى ولو كنت أنا المخطئ، فهكذا أنا، وهذه هي شخصيتي، وهذا هو قدرك غاليتي، فاتقبليني مثلما أنا أميرتي!
آه منك أدهم، أما زلت تكابر يا رجل؟
فبرغم عشقك الهائل للفتاة مازال كبريائك يمنعك من الإعتذار
انت من أهنت الفتاة يا رجل، فكن جريئا وأعتذر وأنهي عذابك بيدك.

اقرأ في: ملخص رواية الليلة الثانية عشر ورابط تحميل الرواية pdf

شاهد هنا: رواية الأربعيني الأعزب كاملة للكاتبة آية محمد رفعت

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى