رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين الفصل الرابع والعشرون
أفاق من شروده على صوت رساله بهاتفه، أمسك هاتفه وفتح الرساله جحظت عيناه مما رأي ونظر بغضب
فهذا العماد لم يكتفي بأن فرق بين العاشقان
لا، هو يريد قتله معنوياً، نعم الرسالة من رقم مجهول، ولكنه يعلم علم اليقين أنه عمادا
كانت الرسالة عبارة عن صورتان الأولي ل مها وهو يقف بجانبها يمسك لها المايك، وينظر لعيناها بهيام وهي تنظر له بإبتسامة ساحرة
كانت ذو طلة رائعة بفستانها الذي برز مفاتنها، وجعلها قنبلة أنوثه
أما الصورة الثانية كانا يقما بجانب بعضهما وكلاهما ممسك بالمايك، ويبدو عليهم الإنسجام والسعادة
استشاط غضباً وشعر بنااار تشتعل بصدره جن جنونه ودار في الغرفه يغضب، كيف لهذا الحقير أن يقترب من فتاتي هكذا؟
من أنت أيها الأحمق ليلتقط لكما صوراً معاً؟
وأنتي أيتها اللعينة، كيف تسمحين لهذا القذر الإقتراب منكي بهذا الشكل؟
وما تلك المناسبة المشؤمه التي جمعتكما سويا
كان يدور في الغرفة ويحدث حاله كالمجنون جري على جهاز الحاسوب الخاص به، وفتحه
ليبحث ويفهم أي مناسبة ملعونة جمعت تلك الثنائي معاً!
دخل على التجمع الخاص بالجامعة، وجد مقاطع من الحفل، وبعض الصور التي فهم منها أنها خطية تلك الاريج
ولكن لماذا لم يكن لديه علم ؟
فالصور التي أمامه يوجد بها العميد وكافة الأساتذة
فهم أن أربح فعلت هذا خصيصاً لأجل مها!
حاول تهدأت حاله ولكن لم يغد، فنااار الغيرة اقتحمت قلبه، وخصوصاً بعد ما رأها بكل بتلك الأنوثة
بعد يومان جاء أدهم من أجازته بعد أن قرر أن يتغلب على قلبه ويطوي صفحة مها للأبد، فهو قوي ويستطيع، هكذا اعتقد!
دخل الكافيتريا ليحتسي قهوته، وجد أربح جالسه على طاوله ومعها مها التي ما إن رأها حن قلبه وسعد برغم غضبه الشديد منها بسبب .
تلك الصور، ونسي وعده لنفسه بنسيانها!
ذهب إليهم ليهنيء أريح ومنه ليشتم عبير معشوقته عن قرب
تحدث أدهم بوقار صباح الخيرا
ردت أريح وأيه، اللتان وقفتا احتراماً له، أما مها التي كانت تنظر بشاشة هاتفها ويبدو عليها أنها تراسل أحدهم، لم تنظر إليه ولم تغيرة أي
اهتماما
هكذا حاولت جاهدة ان يصل إليه ذلك الشعور، فهي قررت أن تذيقه المرار، وتريه حرق الروح كيف يكون حتى تأخذ تارها منه!
لم ينظر لها لحفظ كرامته، وتحدث إلى أريح
أدهم مبروك يا أريج، ولو اني عرفت من جروب الجامعة مش منك !
ردت أريج بإحراج ميرسي يا دكتور عقبال حضرتك، وأجابت بكذب وأسفه بجد بس الموضوع جه بسرعه بعد ما حضرتك سافرت.
أجابها أدهم بإبتسامة هادئه ولا يهمك، وألف مبروك مرة ثانيها
ثم نظر إلى أيه وتحدث مبروك يا أيه الحجاب منور وشك، ربنا يثبتك!
أجابته أيه بدلع ميرسي يادكتور، أنا مبسوطه أوي إنه عجب حضرتك!
كانت تستمع لهما وتستشيط عضاً، ولكن كانت تنظر بهاتفها وتبتسم، حتى لا يظهر عليها حزنها و تشمته بها!
الآن تأكدت لما أيه أرتدت الحجاب
هي كانت تشك، والآن تأكدت أن صديقتها تحاول الفوز بقلب حبيب صديقتها السابق
كم أنتي وفيه أيتها الآيه عجباً على صداقات اليوم
كان واقفاً عاضاً منها على هذا التجاهل المقصود له، ولكن تمالك حاله وأستأذن ورحل
أيه ناظرة لها يغضب وتحدثت أيه قلة الذوق بتاعتك دي؟
ردت عليها مها بإنفعال كفايه رقة وذوق حضرتك مش هيقا أنا وانتي!
أيه أحست بعضب مها من تصرفها فتراجعت هي في النهاية لا تريد خسارة مها أو أريج
أيه بتراجع ولطف أيه يا مها إنتي قلبتيها جد ليه كده، أنا بهزر معاكي
أريج كانت بموقف محير، فهي أخرجت من تصرف مها أمام أدهم، وخصوصاً أنها أحرجته وهو كان يهنئها!
وينفس الوقت، مها معها كل الحق لتلك المعاملة، فهو من بدأ بالإسائه إليها، والبادي هنا أظلم!
نظرت أريح إلى أيه وتحدثت أيه ملناش دعوه مها حرة في تعاملتها معاه، وبعدين هو اللي ابتدي يتحمل بقا!
حدثتهم مها بغضب ممكن تقفلو على الموضوع ده لو سمحتوا
ثم تناولو مشروبهم بصمت
بعد مدة
كان ذاهب لقاعة المحاضرات القانتة بها تلك الغاضيه
فيرغم أنها أهانته، وبرغم غضبه منها لتلك الصور، ورغم هذا الوعد المزعوم بنسيانها، إلا أنه كان يشتاق لرؤياها وبشدة
فماذا يفعل، إنه العشق، وهو عاشق حد النخاع
كاد أن يدخل من الباب وجدها تخرج مع عماد، وكانت تبتسم وهو أيضا!
تحدث أدهم وهو ناظراً إليها بحدة علي فين يا أنسه؟ مش المفروض عند جنابك محاضرة؟
نظرت له بكبرياء إصطنعته لنفسها، لتحيأة ما في داخلها من إشتياق لعيناه وصوته ورائحة عطرة
كادت أن تتحدث، لكن عماد كان أسرع منها!
أجابه عماد بكبرياء رايحه معايا عندنا تدريبات عند حضرتك مانع؟
نظر لها متجاهلاً عماد، كأن لا وجود له وتحدث إنتي عارفه بقالك أد ايه ما يتحضريش؟
أيه مش هامك تتخرجي بمادة السنادي؟
تحدثت مها بثقة حضرتك انا واحدة إذن من سيادة العميد شخصيا
وتحدثت بغرور وبعدين اللي بيني وبين حضرتك الامتحانات، وأنا الحمد لله مستوايا كويس وهعرف ألم منهجي، بعد إذن حضرتك!
ورحلت دون أن تعطيه فرصه للكلام
نظر له عماد بشماته وضحك من الأحسن ليك يا أدهم إنك تبعد عن مها وتشيلها من دماغك خالص
مها في حمايتي، واللي يأذيها كأنه أذاني شخصيا!
وأنا اللي بيأذيني ما بارجمهوش
وأكمل بسخريه ما أنت عارفني يا ابن عمتي
وبعدين يا أخي راعي شعور البنت شويه البنت مش طايقه تبص في وشك يا أدهم!
المفروض تحترم رغبتها، ولا أيه
كانا يقفان لبعضهما كمصارعات في جوله شرسه
نظر له أدهم وتحدث ساخرا مش لما تحترم إنت الأول رفضها ليك طول السنين اللي فاتت دي!
وضحك وتحدث بنبرة صوت ساخره فيه جد ابن حلال كده حكالي على حكايتك معاها، وإزاي طول الستين دي يتجري وراها وهي مش
معبراك
وكام من المرات اللى رفضتك وهانت كرامتك قدام الطلبة
ونظر له يشفقه وأكمل يا حرام، آخر واحد كنت أفتكر انه يحصله كده، هو أنت يا عمده
ثم أكمل بغرور بس مش عاوزك تقلق عليا، إبن عمتك جامد أوي دايماً يبقا في موقف القوه دايماً أنا اللي يسبب يا عماد
كانت تنظر لهما من شباك غرفة الموسيقي، وقلبها يدق بسرعة كبيرة، كاد أن يتوقف خوفاً من أن يتشاجرا معاً لأجلها!
فهذا حقاً ما ينقصها !
نظر له عماد وتحدث بفخر تخيل اني راضي بكل ده وأكثر، عارف ليه يا أدهم؟
وأكمل بثقه ده الفرق اللي بيني وبينك أنا حبيتها بجد، وراضي منها بأي حاجة تعملها!
عشقتها بكل تفاصيلها، حبيت عيوبها قبل مميزاتها حبيت حتى عصبيتها معايا بفرح لسعادتها، وبموت لما تزعل
ودي حاجه ما يعرفهاش واحد عديم القلب زيك يا أدهم!
وتركه الغل يأكل قلبه
حدث حالة من أنت أيها الحقير لتتحدث عن حبيبتي هكذا؟
أبكل وقاحة تتحدث عن عشقك لها أمامي، تبا لك أيها اللعين
دلف أدهم من باب القاعه ليري جميع الطلبه يتهامزون على عرض ثلاثية العشق
الذي كان يقام منذ قليل
حمحم وأخرج صوته قائلا السلام عليكم
ردو الطلبة وعليكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نظر إلى أربح بغضب وتحدث ياريت تقولي لصاحبتك إنها كده بتدمر مستقبلها، وتعرفيها إن النجاح في مادتي مش بس شوية الأسئلة –
اللي ها تجاوب عليهم في ورقة آخر السنة
أنا الحضور واحترام مواعيد المحاضرة، والاهتمام بمادتي أهم عندي بكثيرا
نظرت له وكادت أن تتحدث سبقتها أيه قائله
أيه بابتسامه حبيته مها متعوده على كده يا دكتور دايماً لما بيبقي في تجهيز الحفله، بتسيب المحاضرات اللي مش عاوزه تحضرها وتروحتتدرب
ودكتور عماد بيشفعلها عند العميد طبعاً !
وضحكت بمباعة فاحضرتك لازم تتقبل ده، لأنه برعاية دكتور عماد، وتحت إشراف سيادة العميد شخصياً!
هب واقعاً بغضب ودق على مكتبه وتحدث بعيون مشتعلة إنتي مين علشان تقوليلي أتقبل أيه وما أتقابلش أيه؟
ثم مين طلب منك الكلام اساساً؟
وبأي حق تسمحي لنفسك تتكلمي معايا بالطريقة دي؟
قالها بنظرات غاضبة وصباح أرعبها
اختنقت بالدموع وقالت معتذرة أنا أسفه يا دكتور، ما كنتش أقصد!
تجاهلها وأكمل حديثه للجميع ياريت كل واحد هنا يعرف حجمه كويس ويتعامل على ذا الأساس
وآخر مرة هاسمح لحد فيكم يتكلم معايا بالطريقة دي!
وتحدث بحزم ودالوقت ترجع لدرسنا، وبدء بالشرح مباشرتا
بعد المحاضرة ذهب إلى قاعة الاجتماعات، حيث كان يوجد اجتماع للعميد بجميع الأساتذة
بعد الإنتهاء من بنود الاجتماع
تحدث العميد موجها حديثه لـ أدهم دكتور أدهم سمعت انك اتكلمت مع الطالبه مهارأفت عن موضوع تدريبات الحفله
نظر أدهم لـ عماد رأه يبتسم يخبث علم على الفور بأن عماد أشتكاه عند العميد
ولما لا، فاعماد الدكتور المدلل لدي العميد لما له من علاقات طيبة معه ومع عمه رجل الأعمال المشهور
تحدث أدهم بثبات يا أفندم البنت ليها فترة طويله ما بتحضرش، وحضرتك عارف أكثر مني، إن الحضور والتجاوب عليهم درجات مهمة
أجابه العميد متحدثاً بإبتسامه يا سيدي ما جاتش على البنت دي وبعدين يا دكتور الحفله دي مهمة جداً بالنسبالي إنت عارف انها كانت المفروض تتعمل من أسبوعين، لكن سعادة المحافظ بنفسه طلب انه يحضرها، تحت شعار دعم مواهب الجامعات
وقرر كمان يضم للحفله كذا كورال من جامعات مختلفه من باب التحفيز على المنافسة وكده
فالحفله مهمه جداً لجامعتنا، وأكيد إنت كمان يهمك سمعة الجامعة، ولا ايه يا دكتور، ونظر له
أجابه أدهم بإحترام أكيد طبعاً يا أفندم، لكن كده البنت ممكن تشيل المادة، لإنها ببساطة مش هاتفهم طول ماهي ما يتحضرش
رد عليه العميد يثقه لا من الناحيه دي تقدر تطمن البنت دي أنا أعرفها شخصياً، وأعرف إنها ممتازه وشاطرة.
وأكيد هتعرف تتصرف وتلم منهجها،
ثم نظر إلى عماد يضحك وقال وبعدين دكتور عماد معاها وهيساعدها أكيد، ولا أيه يا عمده
أجابه عماد بإبتسامه طبعاً سيادتك تؤمر، ونظر إلى أدهم وأكمل مها في عيوني وضحك هو والعميد!
كان يحترق داخلياً من تلميحات العميد المستفزه، أيعلم هو أيضا عن حكايته معها ؟
اللعنة عليكي مها كيف فعلتي هذا بي وبكي أيتها الحقيرة
انتهي الاجتماع، خرج دون النظر لعماد حتى لا يفقد أعصابه ويوقعه صريعاً!
كان يذهب إلى سيارته ليغادر لمحها تتمشي واضعة سماعة الأذن وتدندن معها!
ذهب إليها غاضباً، ولكن تمالك نفسه وتحدث ببرود
وجدته يتجه إليها فصلت الهاتف لتستمع لما يقوله!
نظر لها أدهم وتحدث بكبرياء على فكرة، انتي بتعاندي نفسك ويتدمري مستقبلك مش أكثر!
وأحب أقولك إن كل اللي بتعمليه ده على الفاضي لو فاكرة نفسك كده بتضايقيني تبقي غلطانه
وأكمل عماد مش هاينفعك بحاجه صدقيني
تقبلي إن موضوعنا انتهي وارجعي احضري محاضراتك ثاني صدقيني كده هيكون أحسن ليكي
كانت تنظر إليه باستغراب وعيون ساحرة حتى انتهي من حديثه
تحدثت بقوة ومين قال لحضرتك اني بعمل ده علشان أضايقك؟
مش ذنبي إن دي أول سنه لحضرتك في الجامعة، وماتعرفش التحضير للحفلات بيكون إزاي
وإن حضرتك ما عندكش خلفيه عن إن ده بیتکرر كل سنه
وإن كمان دكتور عماد مسؤل عننا كاطليه، لإنه ببساطه عنده خبرة في تكنولوجيا الأصوات والآلات
ونظرت له بشمانه لو حضرتك كنت تعبت نفسك شويه وسألت كنت عرفت إن ده روتين سنوي بالنسبالي مش أكثر!
وانه مالوش أي علاقه بسيادتك نهائي
نظر لها يضحكه ساخرة لا يرافو، ومجهزة ردود مقنعه کمان
نظرت له وتحدثت أه وبالنسبة لكلام حضرتك إن موضوعنا إنتهي!
ضيقت عيناها وقالت بإستخفاف أنا أسفه في اللي ها قوله يا دكتور وياريت ما تعتبرش الكلام اللي هاقوله ده، إساءة أدب مني! أنا فيه حته كده جوايا مسمياها مزيلة النسيان، ورفعت يداها وتحدثت ده طبعاً مجرد تعبیر مجازی
وأكملت حاجه كده زي مزبلة التاريخ بتاعة الجماعة السياسيين دول
دي بقا برمي فيها كل حاجة مش عاوزة ولا حابه أفتكرها !
كل شيئ أزعجني وضايقني في حياتي برميه فيها وبصراحة الموضوع ده ناجح معايا جداً، مش قادرة أوصف لحضرتك مريحتي إزاي ونظرت له ببرود مصطنع وأشارت بأصبعها نحوه أه على فكرة يا دكتور ممكن حضرتك تجربها بجد تجربه رائعة، وأكيد هتفيدك
نظر لها بضحكه مصطنعه وتحدث أوعي تقوليلي إنك رمتيتي في مزيلة نسيانك ؟
قالت بلؤم مش حضرتك اللي نصحتني وقولتلي انسيني يا مها، فأنا سمعت كلام حضرتك ونسيت بطريقتي
ثم نظرت له وهي تمط شفاها وقالت ببرود طب كنت ها عمل أيه دكتور قولي؟ صدقني ماكانش فيه قدامي حل ثاني!
نظر لها يتوعد مضيقاً عيناه تعرفي يا مها إنك لازم تحمدي ربنا مرتين مرة على إنك بنت والمرة الثانية علشان انتي مها!
وتركها وذهب لتشرد هيا في كلماته، ماذا يعني على أنني مها؟
ماذا تريد أن توصل لي من تلك الكلمة؟
أمازلت تعشقني أدهم؟ أما زلت عاليتك؟
لا أكذب عليك، كنت أقول كلماتي وأنا أرتعب خوفاً من ردة فعلك، أعرف أنها كلمه ثقيله على رجل مثلك ؛ مزيلة نسياني : كنت أقولها –
وأنتظر عقابي منك، فقد يت لا أستغرب أي ردة فعل لك، ولكنك أدهشتني حقاً!
أفاقت من شرودها على صوت أريج كان واقف معاكي ليه دكتور أدهم؟ وماله ماشي مش طابق نفسه كده ليه؟
مها البيه فاكرني بغيظه بعماد وموضوع تدريبات الحفله
أربح وانتي قولتيله أيه؟
مها يضحك والله حد اللي فيه النصيب بقاء قولتله إني رميته في مزيلة نسياني
أريح بشهقة وواضعه يدها على فمها يا مجنونه قولتيله كده بجد؟
مها يضحك أه والله !
أريج ليه كده يا مها انتي عمرك ماجرحتي حد ولا عمرك كنتي قليلة الذوق مع حد، وبعدين ما خوفتيش يشتكي عليكي عند العميد
ويسببلك مشكلة؟
مها يحزن مفكرتش في أي حاجه، غير إني أردله ولو جزء بسيط من إهانته ليا اللي عمري ما هنساها
وأكملت المهم، فين أيه علشان نمشي
أربح يضحك لو تعرفي اللي حصل ده دكتور أدهم يهدلها بسببك
مها باستغراب بسببي أنا إزاي يعني؟
أريج وقد قصت لمها ما حدث
مها أنا مش فاهمه أيه اتغيرت ليه كده؟
تصرفاتها معايا موخراً بقت عربيه أوي!
وأكملت بقولك أيه تعالي معايا نتغدي برة وبعدين نروح مخنوقه شويه ومحتاجه أغير جو!
أريح مش هينفع خالص انهارده سيف معزوم عندنا على العشاء ويادوب أروح أخد شاور وأرتاح لحد ما ييجي، بس أوعدك بكرة نتغدي برة ونقضي اليوم كله كمان
مها خلاص يا قلبي سماح المرادي علشان خاطر الأستاذ سيف
رجعت مها إلى مسكنها وجدت نور
نور أهلا يا ماهي اتأخرتي ليه يا روحي دي أيه راجعه من بدري وأتعدت كمان.
مها ما أتاخرتش ولا حاجة، أيه هي اللي ما حضرتش آخر محاضرة
نور طب يلا يا روحي اطلعي بدلي هدومك، وأنا هاخلي عفاف تجهز لك الغدا حالاً!
مها بإبتسامة ياريت يا مدام نور، أنا فعلا جعانه جداً!
صعدت مها وجدت أيه جالسه على سريرها وتهاتف والدتها، أشارت لها
ودخلت أبدلت ملابسها وتوضأت وصلت فرضها !
كانت أيه قد انتهت من مكالمتها نظرت لها مها وتحدثت
مها مشيتي ليه من غير ما تقوليلي؟ وليه ما أستنتيش لما تيجي مع بعض زي كل يوم!
أيه بوجه عابس مفيش تعبت وقلت أجي علشان أرتاح
ثم نظرت ل مها وتسائلت أريج ما قالتلكيش حاجه؟
مها حاجه زي أيه؟
أيه ما قالتلكيش على اللي حصل من دكتور أدهم انهارده؟
مها بعدم اهتمام أه، حكيتلي إنه اتعصب عليكي!
أيه بحده وياتري قالتلك إنه كان بسببك؟
مها يلا ميالاه بسببي أنا وانا مالي يا أيه، واحد ومتعصب واتنرفز عليكي، أنا دخلي أيه بموضوع زي ده؟
أيه بعصبيه علشان كنت بدافع عنك يا أستاذه
مها بتعجب وعصب بتدافعي عني لما تقوليله مها بتختار المحاضرات اللي مش عايزة تحضرها، تبقي كده بتدافعي عني
ولما تقوليله مها في حماية باشمهندس عماد تبقي كده بتدافعي عني
ولا يتأكديله الكلام اللي وصله عن علاقتي بعماد یا صاحبتي
أيه بإنفعال ااااه، وحضرتك طبعاً كل اللي يهمك إن دكتور أدهم ما يصدقش انك كنتي مع عماد قبل منها
وبعدين هو أنا كنت افتريت عليكي لما قولت إنك تحت حمايته؟
وأكملت أيه يغضب أنا يا أستاذه كل اللي كنت أقصده، إني أعرفه انك مش ضعيفه ولواحدك، علشان ما يحاولش يأذيكي
مها بتساؤل وهي دي فعلا كانت نيتك يا أيه؟
أيه قصدك أيه؟ إتكلمي بوضوح يا مها لو سمحتي، أنا ما بحبش الكلام اللي وراه ألف معني ده!
مها يحزن عمري ما كنت كده ولا هابقي كده أنا واضحه وضوح الشمس، وعمري ماخنت ولا أفتريت ولا كنت سبب في أذية أي حد حواليا!
وإن شاء الله هفضل مكمله كده أنا اللئم والحيانه مش في طبعي يا أيه، وأظن انتي أكثر واحده تعرفي ده عني يااااا يا صاحبتي
قالت كلمتها هذه وخرجت وصفقت خلفها الباب
وتركت أيه في حيرة مع نفسها بعد كلامها هذا!
هل علمت ما أخبرت به عماد، لا لا فاعماد أكد لي أنه لن يخبرها!
وأساساً من مصلحته أن لا تعرف مها بهذا!
نزلت مها تناولت عدائها، كانت الساعة السابعة فاخرجت إلى الحديقة لإستنشاق بعض الهواء، لم ترد الصعود لغرفتها لغضبها من أيه جلست على الإرجوحة وتذكرت مهاتفتها ب أدهم سابقا، كم كانت سعيده معه حقاً، لقد فقدت حب لن يتكررا
فاقت على صوت نور عملتلك معايا فنجان قهوة حسيت إنك محتجاه
مها بإبتسامة تسلم إيد حضرتك، أنا فعلا محتجاه جداااا!
وضعت نور أكواب القهوه وجلست بجانبها!
تور أنا مبسوطه إنك رجعتي تتكلمي معايا ثاني بعد المشكلة إياها، وكمان مبسوطه انك بدأتي ترجعي لطبيعتك
مها مبتسمه الحمد لله الحياه لازم تستمر مهما كان اللي ينتعرضله من ضغوط مش لازم تستسلم لازم نقوم ونكمل لإن الحياه ما بتستناش خدا
نور معاکی حق با ماهي وتنهدت أنا مثلاً، بعد بابا الله يرحمه ما جوزني لراجل أده، وأنا يادوب بنت ال 17 سنة، وكنت بالنسباله ممرضه فقدت الأمل في إني أعيش وأفرح ثاني بس أهو، أديني قدامك عايشه ومبسوطه في حياتي ومكمله
مها ممكن أسأل حضرتك سؤال بس ياريت ماتزعليش مني؟
نور بإبتسامه إنتي بالذات ما أقدرش أزعل منك يا مها وعلشان ماتفهمنيش غلط حبي ليكي مالوش علاقه ابدا بعماد، أو أي إستفادة ماديه استفدتها منه
مها يضحكه مبسوطه جداً بصراحتك دي معايا !
وأكملت هو حضرتك مالكيش قرايب؟ أنا ليا أربع سنين معاكي هنا كل اللي أعرفه عنك، إنك كنتي متجوزه راجل كبير في السن واتوفي وحضرتك ورثتي منه الفيلا دي وحولتيها لسكن للمغتربات منه مكسب مادي كويس، ومنه ونس لحضرتك بس سوري يعني عمري ما شفت حد من قرايبك بيزورك
تور بالعكس عندي إخوات ولاد وبنات بس كلهم إتحلو عني في وقت احتياجي ليهم
لما اتجوزت جوزي كان راجل كبير ومريض، بعد كام سنه جواز، بدأ يضربني ويهيني، ولأنه كان عاجز قدامي، فكان بيعوض ده بضربه ليا! سببت البيت، ولجأت لبابا واخواتي علشان أتطلق كلهم رفضو الفكرة، ومحدش وقف جنبي ولا حتى ساعدني قالولي إستحملي لحد ما تورتيه
محدش فيهم قبلتي في بيته ولاحتي حس بوجعي، فاضلو إني أتحمل علشان الفلوس والورث، وأنسي راحتي وإنسانيتي.
انضربت أرجعله مزلوله ثاني، ومن كرم ربنا عليا ماكملش سنه من بعدها ومات
وأنا ورثت منه الفيلا دي وشوية فلوس حلوين والباقي قرائية أحدوه
بعدها بقا، لاقيت اخواتي جايين يجرو عليا، ويسألو عني، وفجأه بقيت محور اهتمامهم كلهم!
بس أنا بقا رفضت وجودهم في حياتي، ومن يومها وأنا عايشه لوحدي، ومكتفيه بوجوي مع فلوسي الفلوس بتقوي يا مها!
مها وإزاي قادرة تعيشي لوحدك كده؟ وبعدين دول أهلك مهما عملوا
نور الأهل اللي ما يقفوش جنبي في وقت ضعفي مايلزمونيش في قوتي يا مها حطيها حلقه في ودنك ماحدش بينفع حد عيشي لنفسك وبس.
ووقفت معتزره أنا هدخل علشان الجو برد أوي إيه مش ها تطلعي تذاكري؟
مها شويه كده وأطلع الجو حلو أوي، عاوزه استمتع بيه شويه
دلفت نور للداخل وتركت مها لأفكارها حول ما قصته عليها !
حتي نور، هذه المرأة غربية الأطوار المريضة بحب المال، اتضح أنها في الأصل، مجرد مجني عليها !
حقاً هذه الحياه غريبه، ومن الأصح أن لا تحكم على أحد دون أن تكون على دراية بقصته بأكملها!
نظرت مها للسماء وتنفست براحة، وبدأت تسترجع حديثها مع أيه، ولما أصبحت هكذا؟ وهل هي تستحق كل هذا العداء من صديقتها !
كان جالس على أريكته، ويبتسم بتسليه ويحادث حاله
مهاااا رأفت يبدو أن لديكي الكثير من الوجوة التي لم أتعرف عليها بعد أيتها الجميلة، وأبتسم
في بداية معرفتي يكي، رأيت الفتاه المشاكسة الذكية، التي لا تسمح لأحد بالتهكم عليها !
بعدها، رأيت فتاة حالمه ورقيقه، وبعد مدة، اكتشفت الفتاه المثقفة القوية، وأيضا رأيت الفتاة الرقيقة ذات العيون العاشقة
أما اليوم، فقد رأيت وجهاً جديداً، لأول مرة يهل علي رأيت قطة شرسه جذابه ذات مخالب قويه تهجم وتخدش بإثارة
حقاً مها، أقولها بصدق، لقد كنتي مثيرة للغاية فتاتي، وضحك أنا مها، أنا رميتني في : مزيلة نسيانك :
وقهقه وربي مها لو أشرت لكي بأصبعي، لتأتين إلى لاهته، ترتمين داخل أحضاني
وتحدث بتفاخر أنا أدهم سليم أيتها البلهاء، لا أنتسي، أنا أحفر داخل أعماق أي أنني أعبر بحياتها !
أيخيل لكي بمجرد ابتعادك وتهريكي بناظريكي عن عيوني، أني لم أرى شوقك وحنينك لي؟
إني أستمع لصوت دقات قلبك المولعة بي!
أشعر بأنفاس روحك المشتاقة لروحي
وأجزم لولا كرامتك، لأرتميتي بأحضاني حين تريني
فليكن فتاتي، فلنتسلي معاً، فقد أعجبتني تلك القطة الشرسة، وأريد مشاكستها من جديد.





