روايات روز أمين

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين الجزء الأول كامل

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين الفصل التاسع

انتهت مها من إجازتها التي استمرت يومان
وبعدها سافرت مع خالها بسيارته الخاصة، فا خال مها موظف بمنصب كبير بإحدى الشركات الكبرى بالقاهرة
أوصلها خالها عند مسكنها ورحل
أنزلت حقائبها وكل ما لذ وطاب من الأكلات التي جلبتها كهدايا للسيدة نور وصديقاتها!
ذهبت مسرعة إلى كليتها، كانت تسرع بمشيتها علها تصل قبل دخول دكتور أدهم
فهي في حالة مزاجيه جيده جداً بفضله!
ولن تسمح لأحد بأن يغير لها تلك الحاله، وخصوصاً هو، هي لا تريد أن تشتبك معه مجدداً، بل تريد أن تنظر داخل مقلتيه الساحرتان وتتوه
بداخلهما، وتسرح لعالمها الجديد معه
وصلت مها إلى قاعة المحاضرات كانت تلهث عند دخولها من شده سرعتها بالمشي وجدت باب القاعة مفتوحاً
فتقدمت إلى الداخل يترقب تفاجأت بعدم وجوده
لا تعلم لما انتابها شعور بالحزن وخيبة الأمل، بدلاً من أن تسعد لعدم طردها على يد حبيبها العالي
تبادلت السلام والأحضان مع أصدقائها، وجلست بجوار أريج وأيه ثم قالت
مها يقلق هو دكتور أدهم أتأخر ليه كده؟
دي أول مره يعملها !
أيه بجديه فعلا هو أتأخر أوي، ومع ذلك خايفين تخرج لييجي ويبهدلنا زي عادته
ثم نظرت لها بإستهزاء وضحكت قائله وبعدين انتي بالذات المفروض تحمدي ربنا إنه أتأخر، أهو على الأقل مش هتطردي وتتبهدلي زي كل
مره
أفاقا من حديثهما على صوته ولكن؟
هذه المرة، لم يكن صوته الرحيم
بل كان صوته الجنون الناعم
أو هكذا هي تخيلته
فدائما نظرتنا للأمور تختلف عندما تعشق
نظرت له في لهفه بعيون عاشقه مشتاقه ولكن كانت المفاجأة بالنسبة إليها!
أنها رأت ذات اللهفة في عيونه وذات نظرت العشق والإشتياق
التقت العيون والأه من لقاء العيون العاشقة
وإذا العيون تحدثت بلغاتها قالت مقالاً لم يقله خطيب
دلف أدهم من الباب
وجد نفسه تلقائيا ينظر حيث تتواجد دائما، فوجدها.
ألقي السلام حتى تنتبه لوجوده وتنظر إليه حتى يشيع النظر لعيونها التي سحرته وحرمت عيناه النوم طيلة اليومين الماضيين.

فالتفتت ويااالبتها ما التفتت
فقد كسرت جميع حصونه
هو أدهم سليم الرجل الرزين العاقل المغرور، ذات الكبرياء العالي، الذي لم تشغله فتاة على الإطلاق من قبل
قد وقع بالحب لا والله ليس حيا
بل عشق، نعم عشق
نظر في عيونها وأطال النظر، وكان يوجد بهما مغناطيساً يجذبه لها بعنف.
تمني لو أن له الحق في أن يضمها لصدره ويشتم رحيقها ويشبع عيونه المشتاقة لها
أدهم لنفسه متسائلاً!
متي؟ متى حدث لك كل هذا أدهم؟
أواع أنت يا فتي لما أصبحت عليه؟
من هذه الساحره التي امتلكت جوارحك هكذا؟
إني أذوب عشقاً، بل أتنفسه
أعني يا الله أرجوك
لم يكن حالها بأفضل منه على الإطلاق!
فقد شعرت برعشه تسري داخل جسدها من نظرة عيناه لها وكأن عيناه تحتضن عيناها وتقبلها.
حدثت مها حالها أيعقل مها أحقاً ما أراه بعيني، لا لا مها أرجوكي لا تتوهمي، وتقحمي رأسك بحزن جديد، لا يستطيع قلبك الخروج منه
فلا تتوهمي
أتوهم أتوهم كيف يا فتاه ألم تبصري، أنظري إلى عيونه مها، إنها عليكي نعم عليكي أنتي فقط، نعم أعرفها تلك النظرة
إنها نظرة العاشق أعرفها جيداً
أحقا تحبني أدهم؟
أجبني حبيبي، أحقاً تلك النظرة لي.
لاحظت أريح ما يحدث بينهما من نظرات العيون، فأمسكت بيد صديقتها كدعم منها، لتقول لها بتلك اللمسه أنا هنا، أنا معك صديقتي
نظرت مهال أريج بعيون غير مصدقه
نظرت أريح لها ينظره مؤكده لما يحدث
أفاق أدهم على صوت أحد طلابه خير يا دكتور حضرتك كويس؟
التفت له محاولاً التماسك وتحدث بإبتسامه أنارت وجهه الحمد لله، أناااا كويس أوي!
ونظر لطلابه جميعا بإبتسامه مداعباً إياهم انتو كويسين
ابتسمو له غير مصدقين مداعبته لهم كويسين جدا يا دكتور
ثم نظر لها بإبتسامه محاولاً مداعبتها وتحدث شوفتي بقا، أنا اللي جيت متأخر انهارده، ورفع يداه مستسلماً ثم أكمل فرصتك وجتلك لحد عندك يعني كده من حقك تعترضي على وجودي في المكان
وضحك ضحكه رجوليه ساحره أذابتها، وأكملت على قلبها المسكين، ولولا فضل الله عليها الأنهارت أمامه
ضحكت ضحكه حقيقه وتحدثت بدعابه العفو يا دكتور أنا تخصص طرد بس حضرتك
مما جعله يضحك بصوت عالي هو وجميع من في القاعة على حفة ظلها !
وكانو سعداء حقاً على الأجواء الجديدة التي فرضها عليهم دكتور أدهم الجديد
حاول لملمت كيانه محدثاً نفسه، إهدء أدهم، تمالك حالك، لا يصح أن يراك طلابك بتلك الهيئه، ما بك، تماسك يا فتي!
ثم أكمل قائلاً علي فكره يا شباب أنا مش هدي درس جدید انهارده
كده كده الوقت عدي ومش هتلحق تخلص لو بدأنا في الشرح علشان كده هنخلي انهاردة أسئله اللي مش فاهم حاجة في الدروس
اللي فاتت يتفضل يسأل، وأنا معاكم وهجاوبكم على كل أسألتكم!
وكان ينظر داخل عيونها باهتمام
ومضي الوقت عليهم ما بين ضحكات مع طلابه ونظرات ذات مغزي لمحبوبته العالية
إنتهى الوقت وخرج من القاعة سريعاً دون النظر إليها، تيقنا منه أنه لو نظر لعيونها مرة أخرى، فا الله وحده يعلم ماذا سيحدث؟
ذهب مسرعاً إلى مكتبه، وكان سعيداً سعادة لا توصف، فقد رأي لهفتها عليه في عيونها، وتأكد أن حبه ليس من طرفه هو فقط، بل تأكد
أيضاً من عشقها له
خرجت من القاعه، جلست هي وصديقتيها في حديقة الجامعة وسط الزهور
كانت لا تشعر بقدميها على الأرض، فقد كانت تشعر بروحها تسبح في السماء وتطير!
تحدثت أيه بلؤم هو دكتور أدهم كان ماله انهارده شکله ماكانش طبيعي لاء وكمان بيضحك ويهزر
وأكملت يتعقل والله أنا لولا واثقه في أخلاقه وعارفة إنه ملوش في السكة دي كنت قلت إنه شارب حاجه
أربح ضاحكه يعني مش عارفه ماله يا أيه
ونظرت لمها بهيام يا حرااااام دكتور أدهم شكله وقع ولا حدش سمي عليه
أيه بتهكم وهي تفهم جيداً ما تشير إليه أربح لا والله، وباتري وقع في مين بقا إن شاء الله؟
وأكملت بسخريه أااه، وهو بقا علشان يبص لمها وهزر معاها على تأخيره يبقي كده خلاص وقع وداب في سحر عيونها!
ونظرت ل مها ثم أكملت ساكته ليه يا مها ما تتكلمي ولا الكلام عاجبك؟
مها بقلة حيلة أتكلم أقول أيه يا أيه، ما أنتي قولتي بنفسك أهو بيهزر علشان أتأخر، لكن أريج كبرت الموضوع شوية
أيه بغضب من مها إنتي يتخبي عليا ليه يا مها؟ خايفه مني فاكراني هحسدك عليه مثلاً؟
مها باستغراب أحبي أيه وتحسديني أيه؟

انتي سامعه نفسك بتقولي أيه يا أيه؟
وأكملت بحيره انتي لسه من شويه بتقولي مجرد بيهزر معايا، وانتي بنفسك شفتي كده وفسرتيه يبقا زعلانه من أيه يقال صمتو جميعاً!
مها مغيره للحديث على فكره ماما عملتلكم الفطير والبط والحمام
تخلص وتروح على طول علشان نتغدا مع بعض
ونظرت لـ أربع ماما باعته شنطه لطنط مني وتيتا مخصوص
نظرت أريج بفرحه وتحدثت أيواااا بقاء ربنا يخليكي ليا يا طنط
ماجده
ثم نظرت أريج لأعلي للناظر عليهم بحب، نظرت لمها بإشارة من عيناها!
فنظرت مها حيث تنظر صديقتها، وجدته أدهم معشوقها، ابتسمت بفرحه وتمنت من الله أن يرزقها السعادة ويجعل لهما نصيباً من السعادة | معا.
في فيلا عماد كان يجلس على طاولة الطعام هو ووالدته
وعمه حسين وزوجته زيزي وعاصم وأمجد أبناء حسين وزوجتيهم على العشاء في فيلا عماد
فمنذ وفاة والد عماد العائلتان لا ينفصلان الا وقت النوم فقط طعامهم ومسكنهم كعائله واحده
تحدثت عزه والدة عماد بتساؤل ما يتشفش أدهم ابن عمتك في الجامعة يا عماد؟
عماد بلا مبالاه وهو يتناول طعامه بشوفه با ماما بس هو حاطط حدود في معاملته معايا وبيعاملني برسميه أوي، وأنا باعد عنه، مش ناقص أمراض نفسيه أنا!
حسين الولد ده دماغه صعبة جداً، دماغ صعايده فعلاً، كام مره أتصل وأعزمه ييجي يقضي يوم معانا هنا، يتحجج، وفي كل مره حجه جدیده
وأكمل لكن بصراحه بيجيلي الشركة كل فتره يقعد معايا ويطمن عليا ويمشي
عزه بصراحه أنا بحبه وبعزه جداً، وبرغم كل اللي حصل بينه وبين ربهام، إلا إني عمري ما شفت منه غير كل خير، ونفسي أشوفه، والله
بيوحشتي جدا!
أنا ما شفتهوش من أكثر من سنتين من وقت فرح صلاح أخوه لما كنا في الصعيد عندهم، حتى وقتها يدوب لمحته وسلم علينا وبعدها -اختفي، وشكله كان قاصد يعمل كده
عاصم بتفهم والله يا طنط عزه أدهم ده حد كويس جداً.
بس هو مشكلته لما بيبعد بيبعد بلا رجعه، وهو حد موضوع ريهام على كرامته للأسف
حسين بجديه أنا بس كل خوفي ل ليلي تزعل وتقول ابني عندهم في القاهرة ومحدش بيسال فيه،
وعلشان كده أنا اتصلت بيها مخصوص وأشتكيتلها منه علشان تبقي عارفه وفاهمه الموضوع كويس
أمجد ليه يا بابا أنا وعاصم بنشوفه دايماً وبتسهر مع بعض كل فتره وينروحله شفته كمان تسهر معاه
عزه يتمني ربنا يهديه ويرجع معانا تاني زي الأول، أنا بصراحه يحبه زي عماد وربنا يعلم!

زيزي زوجة حسين بلؤم يرجع زي الأول إزاي؟
هو اللي ريهام عملته فيه كان قليل يا عزه الولد راجل وعنده كرامه
حسین منهى الحديث خلاص يا زيزي خلينا في الأكل، وسيبكم بقا من الكلام عن أدهم!
ثم أكمل بعد فترة
حسین بنصح أيه يا عماد مش هتسيبك من الجامعة والكلام الفارغ ده وتفضي لشغلنا بقا ولا أيه!
يا ابني الشركه محتاجه لكل دقيقه من وقتك
عماد بإستهجان وهو ينظر لعمه وأنا كنت قصرت في شغل الشركة في أيه يا عمي؟
أظن أنا شايف شغلي على أكمل وجه ومش مقصر
حسين بتوجيه يا أبني أنا عايزك تركز في منصبك في الشركة أكثر من كده أنت ما شاء الله مهندس ما فيش منك كثير، وعبقري جداً ومميز في مجالك، فأكيد لو ركزت أكثر هتبقي أحسن من كده
وأكمل بعمليه وكمان عايزين تجهز لفرحك على فريده علشان بياها يطمن أكثر…
عماد بغضب أظن إني ما أتفقتش مع حضرتك على جواز يا عمي
أنا وافقت بس على الخطوبة، وده علشان خاطرك علشان تكمل الصفقه اللي ما بينكم
لكن تقولي جواز إنسي، وإتكلمنا قبل كده في الموضوع ده وتهينا الكلام فيه، يبقا حضرتك بتفتحه ثاني ليه؟
حسين بكبرياء انت لسه حاطط البنت بتاعت الجامعة دي في دماغك ؟
وتحدث بإستنكار بقا بذمتك ده تفكير يليق بدماغ مهندس عبقري زيك ؟
بقا تفضل بنت متعرفش أصلها وفصلها على بنت رجل أعمال كبير، وليه هيبته وأسمه في عالم البرنس والبلد كلها!
عماد بغضب لو سمحت يا عمي أنا ما أقبلش حد يتكلم عن مها بالطريقة دي!
وأكمل بتساؤل وبعدين مالهم أهلها ؟ بيتهيألي إنهم من نفس محافظتنا وكمان من نفس مستوانا المادي، ولا أيه يا حسين بيه
حسين بهدوء يا سيدي أنا عارف إن أهلها ناس كويسين ومستواهم كويس جداً، لكن هما مين في وسط رجال الأعمال؟
تقدر تقولي لو إتجوزتها، أيه اللي هيعود عليك بالنفع من جوازك منها!
أبوك الله يرحمه لو كان عايش ما كنش هيعمل إلا اللي أنا عملته ده بالظبط
عزه بتأكيد عمك عنده حق يا عماد، وهو أدري بمصلحتك!
هب عماد واقعاً بغضب وهو ينظر لعمه طب علشان يكون عند حضرتك علم، أنا مش هتجوز غير مها
ولو انضريت ههد المعبد على دماغ الكل
وخرج مسرعاً بغضب
وقفت عزه قائله عماد عماد رايح فين يا أبني عيب كده إستني نتفاهم، وخرجت خلفه مسرعه
حسين بغضب والله أنا ما فاهم هو عاجبه أيه في البنت دي؟
بقا عماد اللي مشي مع نص ستات مصر حتة بنت زي دي تبهدله كده؟

لاء وباريته كان طال منها حاجه علشان يريل عليها بالشكل كده؟
عاصم بحزن وشجن بصوته بيحبها يا بابا سيبه سيبه يتجوزها، وأهو على الأقل يكون واحد من البيت ده إختار حاجه بنفسه، وخرج غاضبا هو الآخر خلف عماد
حسین بغضب انتو جيل زفت مش عارف مصلحته، حب أيه وكلام فارغ أيه اللي بتفكرو فيه يا أغبيا!
أكلمه عن شراكه بمليارات يكلمني عن حب وكلام فارغ
كانت مسطحة على سريرها تنظر للسقف بهيام وتحدث حالها متى ستقول لي أحبك أدهم، متي؟
هل على الإنتظار كثيراً حتى أسمعها، أريد أن أسمعها أدهم، أريد وبشده
وباتت تفكر في نظرة عيونه لها، وفي كل مرة تشعر برعشة الجسد ذاتها
وظلت تفكر وتفكر حتى عفت دون وعي منها!
في منزل والد مها الحاج رأفت، كان يتحدث مع والدتها وهو غاضب

رأفت بغضب يعني أيه بنتك مش موافقه على العريس، هي كانت شافته علشان ترفض؟
ماجده بإقناع معلش يا رافت علشان خاطري سيبها براحتها كلها كام شهر وتخلص من الجامعة
وساعتها مش هيبقي ليها أي حجه، وكمان هيكون بالها راق، وإحنا كمان هتكون رقنا وأتطمنا على شهادتها!
رأفت بعدم إقتناع وهو العريس جاي يتجوز الشهر ده يا ماجده؟
ما هو عارف إنها بتدرس وهيستني لحد ما تخلص السنة بتاعتها !
الحجج بتاعتك انتي وبنتك فارغه ومش مقبوله كمان
ماجدة باستعطاف معلش يا حبيبي علشان خاطري أنا وصدقني دي آخر مره هكلمك في الموضوع ده بعد كده توافق غصب عنها كمان بس تخلص من السنه دي
رأفت بقلة حيله اللي تشوفيه انتي وبنتك يا ماجده بس ياريت ما ترجعيش تندمي على دلعك فيها ومشيك وراها بالشكل ده
ماجده بسعاده إن شاء الله ما فيش ندم يا رأفت واللي جاي كله خير بإذن الله
وتنهدت بأريحيه على أنها وأخيراً أقنعت زوجها بعدم قبول تلك الخطبه، وتمنت في نفسها صلاح حال إبنتها ودعت الله أن يرزقها ماتتمناه وأن يحقق لها حلمها بالحب، مع الرجل الذي يستحقها عن جداره

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20الصفحة التالية
زر الذهاب إلى الأعلى