رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين الفصل الثامن
صباح يوم جديد
رواية جلباب ومفتاحة سكانية روز امین الفصل الناس
هبطت مها من أعلى الدرج بسعاده، كانت تشتم روائح ذكيه تملئ جميع أركان المنزل، فاتيقنت أن والدتها بالمطبخ تحضر وجبة الإفطار
فدلفت سريعاً إلى المطبخ، وجدت والدتها وزوجتا أخويها برفقتها لمساعدتها!
تحدثت مها يمدح وهي تحتضن ماجده من ظهرها الله الله يا ست ماما، أيه الروايح اللي تجنن دي؟
ثم أكملت واااااو فطير مشلتت وعسل أبيض، أيه الجمال ده كله يا ميجو.
ماجده بإستعجال يلا يا مها طلعي القطار بسرعه ورصيه على السفرة على ما أرض الفطير وأجيبه
قالت هنا زوجة أخيها ببشاشه شفتي يا مها ماما ماجده بعثت للست نجاة من الفجر مخصوص
علشان تيجي تعملك الفطير اللي بتحبيه، وكمان علشان تاخدي معاكي لمدام نور وأصحابك
مها بدلال محتضنه ماجده ربنا يخليكي ليا يا مامتي وميحرمنيش منك أبداً إنتي وبايا، وأكملت بتنبيه أهم حاجه البط والحمام البنات -موصيني عليه كثيرا
ماجده بطمأنه لابنتها كل حاجه جاهزه يا قلبي وأكثر من اللي طلبوه بكتير كمان، خير ربنا علينا كثير الحمد لله يا بنتي!
مها ببشاشة الحمد لله يا ماما ربنا يديمها علينا نعمه
خرجت مها تجلس مع والدها وأخوتها بعد انتهائهم من وجبة الإفطار، ومساعدة زوجات أخيها بلملمة سفرة الطعام، وتوضيب المنزل، وصنع القهوة والشاي لهم!
تحدث والدها موجها كلامه لها أمك ما قالتلكيش حاجه يا مها؟
مها بإستغراب حاجة أيه اللي ماما هتقولي عليها يا بابا؟ خير يا جماعة هو فيه أيه؟
ماجده بفرحه جالك عريس، لكن أيه بقاء كويس جدا ومحترم وابن ناس
ارتبكت مها وقالت عريس أيه بس يا جماعه دالوقتي ده أنا يجهز نفسي لإمتحانات الترم وانتو تقولولي عريس ده بدل ما تشجعوتي وتدعولي أجيب تقدير زي كل سنه علشان أتعين في الجامعة، تقولولي عريس؟
أحمد أخاها تعيين أيه يا مها هو انتي لسه هتتعيني كمان رأفت بحنان يا بنتي أنا بخاف عليكي، إحمدي ربنا إني قبلت إنك تكملي تعليم أصلاً في الزمن الغريب ده تقوليلي تعيين
ماجده بسعاده وتفاؤل ما هو ده أحلا حاجه في العريس والموضوع كله يا مها بصي، هو عنده شقه في القاهرة، ولو إتجوزتيه إن شاء الله ها تعيشي هناك معاه وساعتها بقا ابقي إتعيني واشتغلي براحتك
محمود بتأكيد على حديث والدته صح يا مها لو اتجوزتي وعيشتي هناك مع جوزك هتشتغلى عادي، وماحدش ها يقدر يمنعك من ده!
مها بضيق وغلق للحديث مش وقته یا جماعه ويا ريت بقا تغيرو الموضوع ده
والدها بحزم مفيش بعدين، أنا مديهم مهلة تفكر فيها،
قدامك خمس أيام بالظبط تفكري فيهم، وبعدين تردي عليا، وبصراحه أنا مش شايف فيه أي عيب علشان ترفضي فكري وياريت تردي عليا -بسرعه.
مها بقلة حيله حاضر با بابا ها فكر وهرد على حضرتك
بعد إنتهاء اليوم، صعدت مها إلى عرفتها وجلست على سريرها وهي شارده وحزينه
سمعت طرقات فوق الباب أجابت أدخل
دلفت والدتها وجلست بجوارها وهي تنظر لها بلؤم!
مها بإستغراب؟ فيه أيه يا ماما بتبصيلي كده ليه؟
ماجده بتساؤل مش موافقه على العريس ليه؟
دانتي حتى رفضتي تشوفيه زي ما بيحصل كل مره؟
مها ممسكه بد ماجده باستعطاف والنبي يا ماما أقفي جنبي، أنامش عاوزه أتخطب دالوقتي بجد عندي مذاكره كثير ومش فاضيه لأي حاجه
نظرت لها ماجده وتحدثت بلؤم مش لما تصارحيني انتي الأول أيقا أقف جنبك يا عين أمك!
أجابتها مها بلؤم أصارحك، أصارحك بأيه؟
رجعتي لعماد ثاني ؟ قالتها ماجده مستفسره
ردت مها ينفي سريع لاء طبعاااااا بتقولي أيه إنتي يا ماما، أرجعله إزاي يعني!
يبقي فيه حب جديد قالتها ماجدة بإبتسامه
جعلت مها تبتسم دون وعي ويخجل قالت بصراحه فيه
ماجده يتساؤل طب ما تحكيلي مش يمكن أقدر أقف جنبك وأساعدك!
أجابتها مها بسعاده وفرحه بصي يا ستي هو حب ومش حب!
نظرت لها ماجده بعدم فهم وتحدثت يعني أيه ده بقا إن شاء الله؟
أجابتها مها بأسف وأسي يعني حب من ناحيتي أنا بس يا ماما
وأكملت بحماس بصي يا ماما أنا ها حكيلك
وقصت مها على أمها ما حدث معها بالتفصيل مع أدهم، وبعد مده!
نظرت لها ماجده وتحدثت بذهول صعيدي؟
وإنتي مالك ومال الصعايده يا مها، وهو انتي أصلاً تقدري على عيشة الصعايدة ولا معاشرتهم يا بنتي؟
خلاص ضاقت بيكي الدنيا كلها ما لافتيش غير صعيدي؟
يا بنتي دي دماغتهم مقفله وما بيتفاهموش غير بالسلاح
لا، لا إنسي، أنا مستحيل أوافق على حاجه زي كده
أطلقت مها ضحكه عاليه وأجابتها الله يخربيت السينما اللي بوظت الدنيا
يا ماما الصعيد مش زي الأفلام ما يتجبهم كده ده معظمهم ناس متعلمه وكويس جداً كمان دول فيهم علماء وكتاب ومفكرين كثير جداً!
وتحدثت بتعقل طب انتي تعرفي إن معظم علماء الدين والعلم صعايده أه والله زي ما يقولك كده.
طب ده كفايه إن منهم شيخ الأزهر الشريف الشيخ أحمد الطيب
وأكملت يفخر الصعيد ده يا ماما كنز من كنوز مصر
ثم أكملت بتهكم وبعدين يا ماما انتي لاقنيه هيموت عليا أوي وجاي يخطبني!
وأكملت بحزن ده مش حاسس بيا أصلاً!
وأمسكت بيد والدتها وتحدثت برجاء إدعيلي يا ماما، إدعيلي يحبني زي ما يحبه!
ماجده بتحذير يا مها أنا خايفه عليكي، موضوع عماد عدي على خير وبياكي معرفش عنه حاجه لو أبوكي وأخواتك عرفو حاجه زي كده ممكن يقعدوكي من الكليه كلها، وانتي عارفه كده كويس وساعتها أنا ممكن أموت فيها ، أنا حلمي إني أشوفك حاجه كبيره يا بنتي
تحدثت مها بهلع بعد الشر عنك يا ماما ماتقوليش كده يا حبيبتي
وأكملت وبعدين يا ماما أنا ميعملش حاجه غلط
والله عماد ده عمره ما لمس ايدي حتى وأكملت بجديه أنا بنتك وتربيتك يا ماجده وانتي المفروض عارفاني كويس، أنا الحمد لله، طول
عمري الغلط ماليش فيه
وأكملت بشجن في صوتها يظهر كم ألمها من الحب بس قلوبنا مش بادينا يا أمي وأكملت يتمني أنا يا ماما نفسي أحب وأتحب نفسي أختار الراجل اللي هاعيش معاه بقيت عمري.
على الأقل لو تعبت في يوم مش هحمل حد المسؤليه وأرمي عليه أخطائي، هيكون ده إختياري وعليا إني أتحمله
ماجده باستسلام وجب خلاص يا بنتي أنا معاكي وفي ضهرك دايماً، وإذا كان على موضوع العريس إنسيه وأعتبريه منتهي أنا ها تصرف وهاقنع أبوكي، ولازم تخلي بالك من نفسك كويس أوي وياريت يا مها ما تخلنيش أندم إني وتقت فيكي، وتخليكي دايماً أد
الثقه اللي اديتهالك دي
مها بسعاده وهي تحتضن والدتها ربنا يخليكي ليا يا ماما وصدقيني عمري ما هاخليكي تندمي على الثقه اللي حضرتك اديتيهالي
كان جالساً بحديقة منزله وقت الغروب، حيث الهواء النقي وهو يداعب ويلاطف أوراق الشجر بحنان وزقزقة العصافير بأصواتها الكروانية التي تغسل القلوب وتسعدها !
أنت إليه والدته وهي تحمل معها كوباً من قهوته المفضله
كان سرحاً شارداً في تلك الجميلة التي احتلت تفكيره، ويبتسم دون وعي
ليلي بوجه بشوش جهوتك يا جلبي عملتهالك بيديا زي ما يتحبها !
أدهم بشكر وجب تسلم ايدك يا ست الكل تعبتك معايا يا حبيبتي
ليلي بسعاده تعبك راحه يا نور عيوني جولي بجا کت سرحان فايه، وباتري أيه اللي مخليك رايج ومبسوط إكده النوبادي؟
أدهم بإبتسامه ولا حاجه يا لوله هو بس الشغل الحمد لله كويس أوي، وده مريحني جدا الفتره دي!
ليلي يتمني يارب دايما يا جلبي مرتاح ورايج.
واكملت بتساؤل ما بتروحش عند خالك حسين وعماد ابن خالك علي؟
أدهم بضيق لاء يا ماما، وخلصنا منه الموضوع ده، لا يروح ولا هاروح
ليلي يخجل يا ابني خالك حسين بيتصل على كل شوي
ويجولي بعزم أدهم ع طول ياجي نشوفه ويجعد ويانا شوي بس ما بيجيشي
ايجي روح طل عليهم وخلاص عشان خاطر خالك وكمان عشان ما يجولوش لسه حاطط الموضوع إياه في دماغه
أدهم يضيق يا أمي أنا ما يرتجش هناك، ولو على حالي حسين بقابله بره كل فتره بروره في شركته
وكمان يقابل عاصم وماجد ولاده بره وهما كمان بيجولي الشقه دايما يسهرو معايا
وأكمل بتهكم يبقي هروح لمين ثاني بقا، أروح أشوف ستاتهم ونسوان اخوالي مثلاً؟
صمتت ليلي بقلة حيله، لأنها تعلم أن ولدها حين يتخذ قراراً، يكون الرجوع فيه شبه مستحيل، ففضلت الصمت والاستسلام لرغبته
ثم تحدثت من جديد طب ماهتروحش تجعد عند عمك إشوي؟
عشان مرت عمك مترعيشي وتحول يالي ما بيسالشي وتجعد ترط في حديثها الماسخ ده كمان
أدهم بقلة حيله ورضوخ حاضر يا أمي، حاضر أهو المشوار ده كمان تقبل على قلبي أكثر من بيت خالي نفسه
ليلي يضيق وعصبيه أني حولتلك بلاش منيه الموضوع ده من اللول، انت اللي مشيت ورا كلام أبوك وطاوعته
كاد أدهم أن يرد
لكن دخول والده من باب الحديقة أسكته وأنهي الحديث جلس والده وتحدث
سليم بوجه بشوش منور یا دكتورا
أدهم باحترام ده نورك يا حاج سليم، ربنا يباركلنا في صحتك يا أبوي
ليلي ببسمه ها روح أعملك فنجان جهوه زين يا حاج أعملك ويا أبوك يا أدهم؟
أدهم بيشاشه لا يا أماي تسلم يدك يا حبيبتي كفايه على الفنجان ده!
دلفت للداخل وتركتهما يتبادلان الأحاديث سويا
بعد انتهاء اليوم
صعد أدهم إلى غرفته أخد حماما دافئاً، وجلس يتصفح على جهاز الحاسوب خاصته
وتلك الجميلة الساحرة التي خطفت عقله، طيفها لم يفارق خياله، حتى وهو وسط عائلته
خطر له أن يبحث عن حسابها الشخصي عله يجد شيء يشفي صدره المشتغل بالإشتياق
متى حلق هذا الشعور بداخله؟
كان منذ يومان فقط عادي جداً!
أو هو كان يعتقد هذا!
ما كل هذه المشاعر العارمة التي اجتاحت قلبه فجأه وبدون مقدمات؟
بحث كثيراً ولكنه لم يصل لشيء!
فتلك الماكره لا تريد إزعاجها من البشر
فهي تستغير اسماً غير اسمها، لذلك لم يتعرف على حسابها!
أدهم لنفسه أيعقل أدهم، أيعقل بعد مرور كل تلك السنوات، يعاود قلبك ويعشق ويدق مجدداً، أيعقل أن تعشق فتاه أخرى بعد ريهام؟
وجلس يفكر في مها وعيون مها وقلب مها وابتسامة مها وكيف له أن يمتلك قلبها ومفتاحه؟
أما مها التي كانت تقف في شرفة غرفتها هائمه، تفكر في محبوبها الذي أثر قلبها
وتحادث حالها ترى ماذا عساك تفعل الآن أدهم؟
أداخل مسكنك؟ أم بالخارج بصحبة أصدقاء، أم ترافق فتيات وتلهو معهن؟
أيعقل مها، أجنبتي أنتي يا فتاه ؟ كيف لكي أن تعشقي رجلاً لا تعرفين أدني تفاصيله؟
أدهم هذا ككتاباً مغلقاً بالنسبة لي، لا أرى منه سوي عنوانه، لا أستطيع أن أرى ما بداخله مطلقاً!
غريباً أنت حقاً أدهم وعامض!
لا أحد يدري عنك شيئاً، وأظن هذا أكثر الأسباب التي جديتني لك معشوقي
كانت شارده، تتخيل أنها بجواره تنظر في عيونه بعشق وهو يقول لها أحبك مها
يا الله يا له من احساس مذيب للقلب
وجديد بالنسبة لها
فايرغم حبها السابق لعماد إلا أن المشاعر هذه تختلف كثيراً عن ما سبق
دخلت علا أختها الصغرى وتحدثت أيه يا بنتي روحتي فين عماله أكلمك مش بتردي ليه؟
مها بشرود هااا معلش با لولو مخدتش بالي كنتي بتقولي حاجه؟
علا بدلع اللي واحد عقلك يتهني وضحكت
قالت مها بمكر المذاكرة والدراسة، هي فيه غيرها، وصمتت
تحدثت علا على فكره یا مها بابا شكله مصمم على العريس المرادي
وأكملت بسعاده بيقولو عريس زي القمر، طول يعرض وحلو أوووي
ضحكت مها وقالت حلو إزاي يعني؟
هي الرجاله فيها حلو ووحش يا لولو يا بنتي أهم حاجه العقل والأخلاق
وأكملت يتعقل يعني لما أتجوز راجل محترم وعاقل بس غني طبعاً!
وضحكت ثم أكملت أكيد هكون سعيده بأمر ربنا سبحانه وتعالى)
وتكلمت بنبرة حزن
عارفه یا علا كتير بيقولو عليا مغروره
علشان ما برداش إلا بالحاجة الكاملة، وعلشان عندي تطلعات وشروط في الراجل اللي عاوزه أنجوزه بس والله أنا أغلب من الغلب!
كل الموضوع إني يفكر قبل ما أخطي أي خطوه علشان مرجعش أندم يخاف من الفشل، وبعدين انتي شايفه قصص الجواز الفاشلة –
حوالينا كثرت إزاي
ثم نظرت له علا وأكملت وموضوع أنه يبقي مرتاح مادياً ده مش کلامی ده كلام دينا على فكره
الجواز الناجح لازم يبقي فيه تكافيئ علمي وثقافي ومادي
علشان البنت مننا تقدر تكمل حياتها، وتخلف وتربي أولادها في مناخ طبيعي، ومرتاح إلى حداً ما !
وأوعي يا علا تصدقي إن الفلوس مش مهمه في حياتنا، ده كلام غلط جداً!
بدليل إن معظم الطلاق والخلافات يتكون ماديه بس كمان يا لولو لازم يبقي معاها الرضا، لأن فيه ناس يتكون معاها كل حاجه بس للأسف -مفيش رضا
وأنا ما يطلبش يكون ملياردير أو حتى مليونير، أنا طالبه أنه يكون مقتدر
وأقدر أعيش معاه بنفس المستوي اللي بابا معيشني فيه مش أكثر من كده والله !
وعلشان بعد كده ما أجبش أولاد وأظلمهم معايا!
علا بإبتسامه إنتي عاقله أوي يا مها نفسي أفكر زيك بعقلي، مش قلبي
ضحكت مها وتحدثت عقل أيه بس يا علاء على فكره أنا كلامي ده بقوله في المطلق
لكن القلب لما بيدق ويختار ساعتها ما بتفرقش عني من فقير صدقيني
أهم حاجه الحب يا لولو پس یا سلام بقا لما الحب يجتمع مع تطلعاتك، يبقي ساعتها ربنا بيحبك، وأمك كمان تبقي دعيالك وضحكنا كثيراً!
ثم أكملت شفتي بقا قاعدين نرغي ونسينا المذاكرة إزاي؟
وبعدين انسي كل الكلام ده وفكري في مذاكرتك وبس
انتي لسه صغيره وقدامك المستقبل جای فکري ازاي تجيبي مجموع وتدخلي كليه كويسه وبعدها كل شيء هايبقي سهل إن شاء الله !
علا طب يلا نامي بقا علشان عندك سفر بكره، وترجعي تتأخري والدكتور الرحم ده يطردك تاني
ضحكت على ذكر إسمه ولمعت عيونها
وبعد فتره نامت مها بعد تفكير طويل في ما سيخيأه القدر لها مع ذلك المتعجرف المسمي بحبيبها!




