![رواية انا لها شمس روز أمين الجزء الرابع](https://bybanker.com/wp-content/uploads/2024/10/رواية-انا-لها-شمس-روز-أمين-الجزء-الرابع.webp)
رواية انا لها شمس الفصل السابع والثلاثون 2 لروز أمين
#_أنا لها شمس،بقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصرياً بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
__________
أمسك الضابط الهاتف وحاول فتحه لكنه كان مغلقًا بأرقامٍ سرية فنظر إلى عزيز وتحدث:
-تعرف الرقم السري بتاع التليفون ده؟
نطق بلسانٍ يرتجف من شدة خوفه:
-يا باشا هعرفه منين بس،والله العظيم أنا ما أعرف أي حاجة لا عن الفلوس دي ولا التليفون
رمقه بنظرة حادة قبل أن يهتف بغضبٍ:
-يعني الحاجة موجودة في شقتك ومتعرفش عنها حاجة، إيه مراتك كانت مقرطساك ولا إيه يا روح أمك
ابتلع غصة مرة من حديث الضابط المهين لرجولته ثم تذكر زوجته وكل علامات الإستفهام التي تدور حول مقتلها لتشتعل النار وتسري في جميع أوردته ليسألهُ الظابط من جديد:
-طب فين تليفون مراتك؟
طأطأ رأسهُ وأجاب بصوتٍ ذليل:
-معرفش يا باشا
نظر الضابط إلى أحد رجاله وقال:
-هاتي لي أي حد من بتوع التليفونات يفتح لنا التليفون ده يا ابني علشان نشوف حكايته إيه ده كمان
ونظر إلى عزيز لينطق أمرًا وهو يتحرك للعودة إلى قسم الشرطة:
-وهات لنا الواد ده لحد مانشوف أخرتها معاه
-يا باشا والله العظيم ما قتلتها، هقتلها إزاي وأنا طول الليل نايم زي القتيل…هكذا كان جوابه ليتوقف الضابط ويلتفت إليه بعدما تذكر حديثه عن دخوله في سباتٍ عميق فور ارتشافه لمشروب الشاي،ضيق عينيه وسأله مستفسرًا:
-فين كباية الشاي اللي مراتك إدتها لك يَلا ؟
أجابه سريعًا:
-برة في الصالة يا بيه
تحرك الضابط صوب الخارج ليجد منضدة صغيرة موضوع عليها صينية وفوقها كوبًا زجاجيًا به بقايا شاي،تحرك ليقف أمامه ثم أشار لأحد رجاله قائلاً:
-شوف لي يا ابني أي كيس جوه في المطبخ
واسترسل امرًا:
-وعاوزكم تقلبوا لي الشقة على أي قزازة دوا أو برشام تلاقوه، أي حاجة تلاقوها هاتوها علشان نبعتها للطب الشرعي تتحلل
أتي الرجل بكيسًا شفاف فأمسك به الضابط الكوب واحتفظ به داخله منعًا لضياع البصمات، ثم ناوله للعسكري وشدد على الاحتفاظ به وانصرف بصحبة عزيز مع جميع الادوية التي عثروا عليها،كانت منيرة تنتظر أسفل الدرج وما أن وجدت إبنها مازال مكبلاً من رجال الشرطة حتى صرخت متأذية من المنظر:
-واخدين إبني تاني ليه يا باشا،إبني معملش حاجة،إبني كان نايم فوق وأنا واخوه اللي صحيناه بنفسنا
أجابها الضابط بعملية وهو يترجل من فوق الدرج:
-لو إبنك برئ هيخرج بعد ما نتأكد من خلال التحقيقات
-خلي بالك من عيالي يا أما…قالها برجاء بعدما وجدها تحتوي الصغار بكفيها لتنطق وهي تشدد من ضمتها لهم:
-العيال في عنيا يا عزيز،متشلش همهم وخليك في نفسك إنتَ
بات يتطلع من حوله بعينين زائغتين حتى عثر على شقيقاه يقفان وسط التجمع من أهل البلد ليهتف بنبرة اظهرت كم رعبه وهلعه:
-شوف لي محامي يا أيهم،متسبنيش إنتَ ووجدي
نظر له أيهم بقلبٍ ينزف دمًا وهو يرى شقيقه الأكبر مكبلاً بأصفادٍ حديدية كالخارجين عن القانون يُجر من قِبل رجلين بمظهرٍ مهين لأدميته لينطق سريعًا كي يزرع بقلبه الطمأنينة:
-متخافش يا عزيز،أنا كلمت محامي شاطر، وأنا ووجدي جايين وراك على القسم ومش هنسيبك
تطلع على شقيقيه بعينين تكسوهما غشاوة دموع ليجذباه الشرطيين ويخرجا من الباب ليهتف وجدي كي يبث بروح شقيقه الطمأنينة:
-متخافش يا عزيز،إحنا معاك ومش هنسيبك
أما نوارة فكانت تبكي وهي تحمل إبن عزيز الصغير والذي يبكي منذ أن استيقظ منذ الصباح إلى الأن وكأنه يعلم بما حدث لوالدته،ولجت ألاء وأخذت الصغير منها لتعود به للمنزل حيث طلبت منها والدتها جلبه إليها
***
عودة لمزرعة الخيول
كان يسرع بالجري بحصانه الذي يرمح بقلبٍ سعيد، ولما لا وقد شعر باكتمال سعادته،فقد رزقه الله حب الزوجة التي تمناها وأصبحت لقلبه وروحه الخليلة،ويعيش الأن بين أحضانها أزهى عصوره،ورُزق بخبر حملها وبعد أقل من ثمانية أشهر سيحمل بين يديه قطعة غالية تشكلت من دمه وخصالٍ مشتركة بينه وبين مالكة الفؤاد،ماذا سيتمنى اكثر من هذا
قطع اندماجه صوت تلك التي لحقته وهي تناديه:
-فؤاد
شد لجام الحصان كي يهدئ من سرعته ثم إلتفت عليها بجبينٍ مقطب لتتابع وهي تسرع باتجاهه:
-من زمان ما جريناش بالخيل مع بعض
ضيق بين عينيه متعجبًا تصرفها لكنهُ يفهم جيدًا محاولاتها المتكررة للتقرب منه لذا أراد أن يقطع عنها أمل الإنتظار لينطق بنبرة هادئة وهو يتحرك للأمام بحصانه الرياضي الرشيق:
-كان نفسي أتمشى معاكِ بس حابب أجري بالحصان
واسترسل بذات مغزى علها تفهم وتكفيه شر الحرج:
-وللأسف لا لياقتك ولا لياقة حصانك تقدر على المنافسة
إكفهرت ملامحها من ذاك الحبيب الذي لم يشعر بها أبدًا فقررت أن تلعب على وتر الغيرة لدى زوجته وبالمرة تتقرب منه،فكت السرج لتجعل وقوعها سهلاً ثم أخرجت من جيب بنطالها سكين يدوي للنحت والقطع ذو شفراتٍ حادة”قطر” وفتحته لتمرر شفرته على جلد الحصان ليصهل بأعلى صوته ويقفز للأعلى فأفلتت حالها لتسقط من على ظهره ليستقر جسدها أرضًا مع إطلاقها لصرخاتٍ مستنجدة،استمع لصرخاتها فالتفت ليجد الحصان يرمح بقوة للأمام وكأنهُ هاربًا من شئٍ يلاحقه،شد لجام حصانه ليعود للخلف يبحث عنها فوجدها متكومة على نفسها تأن بصوتٍ مكتوم،قفز من فوق ظهر حصانه سريعًا وبات يتفحصها وهو ينطق بنبرة هلعة على إبنة عمه التي يعتبرها كشقيقته:
-سميحة ردي عليا، إنتِ كويسة؟!
تحدثت بصوتٍ خافت يرجع لتألمها حقًا فقد تأذى جسدها من إثر إحتكاكه بالأرض وتأذى وجهها أيضًا:
-أنا تعبانة قوي يا فؤاد،أرجوك وديني عند مامي وبابي بسرعة
-طب قومي معايا نتمشى…نطقها لتقاطعه بصوتٍ يئن كي تستدعي تعاطفه:
-رجلي شكلها إتلوت،واكيد مش هقدر أمشي عليها كل الطريق ده
تنهد بحزنٍ لأجلها ثم تحدث وهو يساعدها على الوقوف:
-طب تعالي أساعدك تركبي الحصان تروحي بيه وأنا هرجع مشي
تعلقت برقبته لتصيح بفزعٍ ظهر على ملامحها اتقنت صنعه بمهارة عالية لدرجة أنه مر على رئيس النيابة:
-مش هقدر أركب الحصان لوحدي يا فؤاد
واسترسلت بدهاء:
-وبعدين هو أنتَ ناسي إن حصانك مابيقبلش حد غيرك؟
زفر بضيق، كيف له أن يغفل عن تلك النقطة الهامة ليتنهد بقلة حيلة،والان لم يعد لديه خيارًا أخر، حملها بين يديه ووضعها على ظهر الحصان الذي صهل فوضع كفه سريعًا بين عينيه وبدأ بتمريرها وهو ينطق:
-إهدى يا فرحان وأثبت
وكأن هذا الفرحان قد فهم عليه فهدئ وتسمر بوقفته،إمتطى فؤاد خلفها وهو متأذي كثيرًا لسببان،أولهما أن في هذا التقرب ذنبًا عظيم والاخر هو زوجته الغيورة التي ستجن بالتأكيد إذا رأت هذا المشهد المؤلم لقلبها المغروم،ابتعد بجسده للخلف وشد لجام الحصان ليتحرك للأمام صوب المزرعة، تحدثت بصوتٍ متألم افتعلته بجدارة:
-ميرسي يا فؤاد، مش عارفة لو مكنتش موجود كان هيحصل فيا إيه
تطلع للأمام وتجاهل حديثها فهو بالنسبة له مجرد هراء،كل ما يشغل باله الان هو ما ينتظره من جنون خليلة القلب وغيرتها المُرة عليه،اقتربا من الوصول فألقت عديمة الحياء بجسدها عليه ولفت ساعديها حول عنقه بعدما هزت جسدها عن قصدٍ لتوهمهُ أنها كانت على وشك الوقوع من فوق ظهر الحصان،هتف الحارس بصوتٍ عال لينتبه الجميع صوب هرولة الحارس:
-خير يا باشا، هي الهانم وقعت من على حصانها ولا إيه؟!
اتسعت عينيه لسرعة الأحداث وتوجه سريعًا ببصرهِ نحو خليلة القلب التي انصدمت وركزت بمقلتيها على تلك المحاوطة لعنق زوجها ورأسها موضوع على صدره دون أي رد فعل من الأخر وكأن يداه تربطت،أسرع بسام ووالده وعلام عليها ليسأل أحمد ذاك المذبهل:
-إيه اللي حصل يا فؤاد؟!
مالها سميحة؟!
وكأنه مغيب لا يرى لا يسمع لا يتكلم،فقط عينيه مثبتة على تلك التي تنظر عليه بصدمة ممزوجة بألم وغضب لو خرج لاحرق الأخضر واليابس بطريقه،فاق على صوت والده وهو ينبهه:
-عمك بيكلمك يا فؤاد
انتبه لينطق بصوتٍ خافت:
-نعم يا بابا
اسندها شقيقها لينزلها ليكرر أحمد السؤال عليه:
-إيه اللي حصل لها؟!
-وقعت من على الحصان معرفش إزاي…جملة قالها بقلبٍ يئن لأجل نظرة الإنكسار التي لمحها بعين زوجته،أسرعت نجوى وفريال وزوجة بسام وماجد ليطمأنوا عليها،إلا عصمت التي أمسكت كف تلك العاشقة المذهولة لتنطق بمؤازرة:
-متضايقيش نفسك علشان البيبي ميتأثرش
واسترسلت بإيضاح:
-سميحة زي أخته ولو فيه أي مشاعر بينهم مكنش اختارك واتجوزك
تطلعت عليها لتتابع الاخرى بعينين صادقتين لتهون عليه تأثير الصدمة:
-فؤاد مش بس بيحبك،ده بيعشقك، أنا أول مرة أشوف عيون إبني بتلمع من الحب
وقفت لتنطق وهي تحثها على النهوض:
-قومي معايا نطمن عليها واتصرفي طبيعي علشان تحافظي على شكلك وشكل جوزك قدامهم
نظرت إليها بعينين متألمتين لتسترسل الاخرة كي تمنحها القوة:
-إوعي تخلي حد يشمت فيكِ،إنتِ مرات فؤاد علام
نطقت بانكسار ظهر بصوتها:
-مش قادرة أتخطى اللي شفته يا ماما، دي كانت في حضنه؟
حزنت لأجلها،تعلم أنها عاشقة وصعب عليها تقبل ما حدث لكنها مطالبة بالقوة،تحركت بجوارها ليترجل سريعًا من فوق ظهر الحصان وتحرك صوبها لتتخطاه بوجهٍ كاشر ليزفر بقوة ويسحب شعر رأسه للخلف من شدة غضبه كاد أن يخلعه من جذوره،وصلتا لتلك الجالسة فوق المقعد والجميع يلتفون من حولها للإطمئنان عليها وما ان لمحت طيفها تحدثت عن قصد:
-لولا فؤاد كان موجود معرفش كان ممكن يحصل لي إيه يا بابي،أول ما وقعت جري عليا ونزل بسرعة وشالني،وطول الطريق كان خايف عليا لاقع علشان كده أخدني في حضنه
رمقها والدها بحدة لحديثها الثائر لمشاعر زوجة فؤاد التي نطقت بصوتٍ حاربت بكل قوتها ليخرج هادئًا:
-حمدالله على سلامتك
-ميرسي…قالتها بدلال لتنطق بنبرة حنون:
-لولا فؤاد…
لتقاطعها عصمت بنبرة حادة لاحظها الجميع:
-بلاش تكبري الموضوع وتدي له أكبر من حجمة يا سميحة، فؤاد طول عمره بيعتبرك زي فريال بالظبط
لتسترسل بصوتٍ حازم:
-وأكيد لو فريال هي اللي وقعت مكنش هيسيبها مرمية في الارض ويكمل جري بالحصان
-حمدالله على سلامتك…قالتها لتمسك كف إيثار مسترسلة:
-تعالي إقعدي يا حبيبتي علشان متتعبيش
أفلتت يدها بهدوء لتقول بابتسامة مصطنعة:
-هروح الحمام
هزت رأسها لتنطق فريال التي اقتربت منها:
-هاجي معاكِ
اشارت بكف يدها لتوقفها:
-خليكي أنا عارفة المكان
تحركت سريعًا إلى مبنى الإستراحة لتختفي خلفه تحت نظرات ذاك العاشق،أقبل والده عليه لينطق ساخرًا:
-ليلتك مش فايتة النهاردة يا سيادة المستشار
تطلع إلى أبيه ليسترسل الأخر بمشاكسة:
-يعني كان لازم الحصان،ماكنت قعدت جنب مراتك بكرامتك أحسن
بنبرة جادة هتف بحدة كصقرٍ جريح:
-حضرتك بتتريق،يعني عاجبك اللي الهانم بنت اخوك عملته؟!
واستطرد بحدة وجنون:
-دي نامت على صدري قدام مراتي يا بابا!
حاوط كتفه برعاية لينطق برزانة وهدوء:
-إهدى يا فؤاد علشان عمك ما ياخدش باله،وبعدين إيثار عاقلة
قطب جبينه لينطق باعتراضٍ حاد:
-هي مين دي اللي عاقلة، دي لما شافتني قاعد معاها في الجنينة بالليل إتحولت لغول وساعتها مكانش لسه حصل بينا حاجة،تخيل بقى رد فعلها وهي مراتي قدام الكل وكمان حامل في ابني
-هو الباشا خايف ولا إيه؟!…قالها علام بملاطفة كي يسحب صغيره من تلك الحالة ليجيبه الاخر بعينين صارخة بالعشق:
-أه يا بابا خايف،خايف أخسر حياتي اللي ماصدقت إني لقيتها،خايف على إستقرار نفسيتي وراحتي اللي لقيتهم في حضن مراتي، وبنت اخوك جاية بكل بساطة تضيع كل ده بتفاهتها
أخذ نفسًا عميقًا حاول به تهدأت حاله، لأول مرة يتحدث بتلك اللهجة مع والده، لام حاله ليتطلع إليه قائلاً باعتذار:
-أنا أسف يا بابا، أنا مش عارف إزاي سمحت لنفسي اتكلم بالعصبية دي قدامك
-ولا يهمك يا حبيبي…قالها بتفهم ليتابع كي يطمئن قلب صغيره:
-ولو على إيثار أنا هكلمها
-لا يا بابا لو سمحت،مراتي أنا هعرف أراضيها…قالها سريعًا ليسترسل وهو يستعد للذهاب:
-بعد إذن حضرتك
تحرك صوب الإستراحة ليدخل من بابها وتوجه لباب الحمام لينشطر صدره حين استمع لصوت شهقاتها الخافتة،اعتصر عينيه بقوة وألم لأجلها ثم دق الباب لينطق بصوتٍ حنون وكأنهُ يحدث صغيرته وليست زوجته:
-حبيبي،إفتحي الباب يا بابا
كانت تقف أمام المرآة الموضوعة خلف الحوض ساندة بكفيها على حافته لتشهق بغصة مرة بعد استماعها لصوته،تدفقت دموعها كشلالاتٍ منهمرة من أعلى الوديان،قرب فمه من الباب لينطق من جديد:
-إفتحي يا بابا علشان خاطري
إختارت الصمت فقط صوت شهقاتها الذي يعلو ويصدح ليغلي قلبه غضبًا ليدق الباب بقوة من شدة هلعه عليها وعلى جنينه الساكن ببطنها:
-إيثار،إفتحي الباب بقولك
قررت الخروج عن صمتها لتهتف بصوتٍ يشتعل غضبًا:
-متعليش صوتك وإمشي من سكات
أجابها بغضبٍ عارم لو خرج لأشعل المكان برمته وهو يحاول لف المقبض دون فائدة:
-لو مش عايزة صوتي يعلى يبقى تفتحي الباب حالاً
لأول مرة تحدثه بتلك الفظاظة،وترجع الأسباب للغبطة الهرمونات:
– مش هفتح ومش طايقة أشوف وشك قدامي،إمشي بقى
-طب إفتحي الباب…قالها بنبرة كالثلج لتنطق بحدة:
-قولت لك مش فاتحة
فتحت صنبور المياه لتقوم بغسل وجهها لينطق هو بكلماتٍ تهديدية خرجت من بين أسنانه بطريقة مخيفة جعلتها تتراجع للخلف:
-قسمًا بالله لو مافتحتي الباب حالاً لاكون كاسره وخلي بقى الفضايح على العلن
تنفست ووقفت تنظر على الباب لينتفض جسدها حين استمعت لخبطة قوية مصاحبة لصوته الهادر:
-إفتحي الزفت ده
ابتلعت لعابها لتتحرك صوب الباب وتلف مقبضه لينفتح ويظهر هو بحدة عينيه التي اختفت بمجرد ظهورها أمامه ليهرول عليها ويجذبها لتسكن بين أحضانه لتباغته بدفعها القوي لجسده ليتراجع للخلف على أثره،تطلع عليها بذهولٍ لتهتف هي من بين أسنانها وهي تحذره بسبابتها:
-إوعى تلمسني
لتنطق وهي ترمقه باشمئزاز:
-ريحتها لازقة على جسمك يا سيادة المستشار
-ريحة مين؟!…قالها بجبينٍ مقتطب لتصيح بعينين تطلقان قذائف نارية:
-ريحة الهانم اللي كنت واخدها في حضنك ويا عالم إيه اللي حصل بينكم هناك
اتسعت عينيه ذهولاً لينطق بحروفٍ متقطعة:
-لا ده أنتِ إتجننتي رسمي
أسرعت عليه لتدفعه بقبضتيها بصدره العريض ليرتد للخلف على إثرها لتهتف بجنون تحت صدمته من مظهرها:
-ولما أنا مجنونة إتجوزتني ليه؟
لتسترسل بعصبية مفرطة:
-على العموم ملحوقة جنابك،تقدر تطلقني وتروح تتجوز بنت عمك العاقلة
أشار بكفيه ليخرج بصوته:
-إششششش،خلاص إهدي، تعالي نروح ونكمل خناقتنا في البيت بدل الفضايح دي
رفعت قامتها للأعلى لتهتف بقوة:
-ومين المغفلة اللي هتروح معاك البيت أصلاً
اتسعت عينيه بصدمة ليقول بعدم تصديق:
-لااا،ده كده تاتش الهبل زاد وفاض عن الحد
كادت أن تتحدث فأشار لها بعينين تطلق شزرً ليعلن عن نشوب حربٍ قادمة إذا ما تراجعت:
-كلمة زيادة وقسمًا بالله هتتفاجأي براجل عمرك ما قابلتي في غبائه
كانت هيئته غنية عن الشرح جعلتها تبتلع لعابها ليهتف بحدة وهو يشير إليها:
-إسبقيني على العربية على ما أروح أجيب الولد
رمقته بحدة لتنطلق بسرعة الصاروخ ليلحق بها جاذبًا يدها ليتشابكها رُغمًا عنها،ثم مال على اذنها هامسًا:
-إفردي وشك وخليكِ طبيعية علشان محدش ياخد باله
أخذت نفسًا عميقًا لتستعيد هدوئها نظر عليها وتمنى أن يحتويها ويدخلها بين ضلوعه لكنها الأن غاضبة كالفرسة الجامحة وعليه الحزم بقوة لكبح جماحها، فقد بات يحفظ طبعها عن ظهر قلب،تحرك بها للخارج،وجد الجميع جالسون ويتحدثون بطبيعية وكأن شيئًا لم يحدث لتتجه أنظارهما على تلك السميحة ليجداها تضحك بوجهٍ سعيد بعد أن أزالت أثار التراب بمحرمة معطرة ليزفر بقوة بعد أن تأكد من أن ما قامت به ليس إلا خطة حقيرة نسجتها ببراعة ليقع هو فريستها،حقًا لا تأمن كيد النساء ومكرهُن
تحدث أحمد إليهما بهدوء كي يمحي أثر ما قامت نجلته بفعله ولامها عليه بحدة:
-هات مراتك وتعالوا كلوا فاكهة يا فؤاد
-معلش يا عمي مضطرين نمشي…قالها بهدوء ليتابع بزيفٍ كي لا يدع الشك يساورهم:
-إيثار عندها متابعة مع الدكتورة وكانت نسياها،والسكرتيرة لسه مكلمانا حالاً كانت بتأكد على الميعاد
سأله عمه بنبرة حنون:
-طب مش هترجعوا تتغدوا معانا،ده أنا موصي الطباخ وعامل لك كل الأصناف اللي إنتَ بتحبيها
نطق باعتذار لطيف:
-معلش يا عمي سامحني،إيثار بترجع من المتابعة تعبانة
واستطرد متعللاً:
-حضرتك عارف الحمل في أوله بيبقى مُتعب
أضافت على حديثه بنبرة هادئة بصعوبة استدعتها:
-أنا أسفة إني لغبطت لحضرتك اليوم
تحدث الرجل بلباقة:
-ولا يهمك يا بنتي، تتعوض الأيام جاية كتير أهم حاجة صحتك
ابتسمت سميحة بخبث لتنطق بنبرة حنون كي تثير غضب تلك المجاورة له:
-ميرسي مرة تانية يا فؤاد
لم يعير لحديثها إهتمام ليتحدث إلى الصغير بتجاهل تام لتلك التي اشتعلت نيرانها:
-يلا يا چو علشان نروح
مط الصغير شفتيه ليتحدث إلى فؤاد بعينين متوسلتين:
-بس أنا عاوز أفضل هنا مع بيسان وجدو
ردت عليه والدته باعتراض:
-مش هينفع تقعد وأنا مش معاك يا حبيبي
-بليز يا مامي…نطقها بحزنٍ في عينيه لتنطق عصمت بهدوء:
-سبيه معايا يا إيثار، أنا هاخد بالي منه
كادت أن تعترض ليهمس بهدوء:
-خلاص سبيه،خلينا نمشي
استقلا السيارة لينطلق متجهًا نحو القصر،نظر بجانب عينه يتطلع على تلك الصامتة التي تنظر من النافذة،همس بهدوء وصوتٍ معتذر:
-إنتِ كويسة
لم تعير لحديثه اهتمام ليزفر بقوة قائلاً:
-وبعدين معاكِ،بلاش تستغلي حبي ليكِ وتزوديها
-ممكن تسكت…قالتها بحزمٍ جعله يُذهل من فظاظتها المستجدة لكنه أسند حدتها المفرطة إلى هرمونات الحمل فاتخذ من الصمت نصيبًا حتى وصلا إلى القصر
***
داخل قسم الشرطة، يجلس الضابط أمام أحد الرجال الماهرون بفتح الهواتف، تحدث الرجل وهو يمد يده بالهاتف نحو الضابط لينطق باحترام:
-إتفضل التليفون اتفتح يا باشا
استلمه منه واخبر العسكري بأن يستدعي عزيز من المحبس ليأتي بعد قليل مطاطأ الرأس وقد بدا الإعياء على وجهه وجسده فتحدث بنبرة هادئة:
-التليفون إتفتح،مش عاوز تعرف إيه اللي مراتك كانت بتعمله من وراك؟
ابتلع غصة مُرة بحلقة وشعر بكرامته كرجل تدهس تحت أحذية الجميع،للحظة شعر بالريبة من معرفة المجهول وكشف المستور،هل كانت زوجته خائنة،هل تعرفت على أحدهم وجعلته يدوس على شرفه،أفكارًا كثيرة لاحت بمخيلته لينطق الضابط وهو يشير بكفه حين رأى حيرته ورعبه:
-إقعد
جلس وأخرج الضابط سيجارتين واحدة له والأخرى أعطاها لعزيز وأشعل كلاً منهما سيجارته،ضغط الضابط زر التسجيلات ليظهر صوت نسرين
-خير، عاوزة إيه تاني؟
بدون مقدمات سألتها الاخرى بقلبٍ يشتعلُ نارًا:
-إيثار عندكم في البيت ولا غارت في داهية؟
-والمفروض بقى إن الهبلة نسرين ترد وتطمنك؟!
صاحت سمية بغلٍ أوضح وصولها للمنتهى من الصبر:
-نسرين، انا على أخري ومش طايقة نفسي، جاوبي من غير خُبث
-واريحك بمناسبة إيه!..لتتابع مؤنبة إياها:
-ده أنتِ بعتيني واتخليتي عني بعد ما خسرت كل حاجة
اتسعت عيني عزيز بذهول لتكمل سمية بلهفة:
-هديكِ الفلوس اللي إنتِ عوزاها بس انجزي وقولي
سألتها نسرين بريبة:
-وأنا إيه اللي يضمن لي إنك مش هتاخدي اللي عاوزة تعرفية وبعدها ترجعي لأصلك وتتخلي عني تاني؟
بعجالة أجابتها لتقطع الشك الساكن بقلبها:
-المصلحة هي الضامن يا نسرين،أنا وانتي مصلحتنا واحدة وعدوتنا واحدة، ودي النقطة المشتركة بينا
اقتنعت لصحة حديثها لتقول بنبرة هادئة:
-إيثار إخواتها حابسينها وبكرة بعد صلاة العشا عمرو هييجي هو واخواته ومعاهم المأذون
-حاولي تهربيها وهديكي مية ألف جنية…جملة نطقت بها سُمية لتهتف الأخرى بارتعاب:
-إنتِ إتجننتي يا سُمية، إنتِ شكلك ناوية على طلاقي
بنبرة هادئة تُظهر تخطيتها لكل شئ أجابتها:
-محدش هيعرف، وإيثار نفسها هتشيلها لك جميلة ومش بعيد تكافأك بفلوس إنك خلصتيها من إيد إجلال اللي مستحلفة لدخلتها البيت
-المفتاح مع عزيز يا سُمية،ومستحيل يسلمهولي، وحتى لو معايا،ههربها إزاي من اللي في البيت…كلمات منطقية قالتها نسرين لتنطق الاخرى بكلماتٍ بعدما امتلئ قلبها بالحقد ولم يعد للخشية من الله مكانًا به:
-بسيطة،تخلصينا منها خالص
استعلمت نسرين مستفهمة:
-قصدك إيه؟
-حطي لها سِـ.ـم في الأكل يخلصنا منها،ولا من شاف ولا مِن دِري…قالتها بهدوء لتصرخ نسرين بارتياب:
-الله يخرب بيتك، إنتِ عاوزة تخلصي مني أنا كمان،أقتلها أنا واتعدم وانتي تعيشي مع البيه وتتهني بفلوسه، لا ناصحة يا بِت
-إسمعيني بس،محدش هيعرف حاجة…قالتها لتهدأة الأخرى لتسترسل بإبانة:
-أنا عندي برشام قوي الدكتور كان مديهولي وكان محذرني منه، قالي ابعده عن الاطفال لأن ثلاث برشامات منه كفيلة تقتل بني أدم كبير،قابليني كمان ساعة عند التِرعة الغربية علشان اديهولك،حطي لها سبع أقراص منه في الاكل وسيبي العلبة جنبها،أول ما يشفوها هيقولوا إنها انتحرت علشان غصبوها لرجوعها لـ عمرو
واسترسلت بدهاء:
-وهيخافوا يبلغوا ليدخلوا في سين وجيم،وهيدفنوها من سُكات ويدفن سرنا معاها ونرتاح،أنا اعيش مع جوزي وبنتي في أمان، وإنتِ تاخدي الـ مية ألف جنية تجيبي بيهم دهب بدل اللي راح
تعجبت من صمتها لتسألها:
-قولتي إيه؟
بنبرة متعجبة نطقت بصوتٍ مرتعب يغلفهُ الذهول:
-قولت إني مش هنفذ ولا كلمة من التخريف اللي إنتِ لسة قيلاه ده، إنتِ شكلك ست مجنونة، عوزاني أقتل عمة ولادي علشان خاطر الفلوس، ده ولا مال قارون كله يخليني أفكر أأذيها
لتتابع بقوة وكأنها تحولت لشخصٍ أخر تعجب له عزيز والضابط:
-الكلام اللي قولتيه ده تنسيه،وبردوا هتديني الـ مية ألف جنية، مش بس كدة، ده أنا كل ما احتاج فلوس هطلبها منك وإنتِ زي الشاطرة هتديهم لي
هتفت سُمية باستغراب وعدم استيعاب لحديث نسرين:
-إنتِ اتجننتي يا بِت ولا شاربة حاجة مخلياكِ مش واعية للي بتقوليه
اجابتها نسرين بهدوء لا يتناسب مع الحدث:
-هديكِ فرصة خمس أيام بحالهم،تجمعي لي فيهم مية ألف جنية، أظن كدة عداني العيب… نطقت كلماتها التهديدية لتغلق الهاتف سريعًا قبل ان تُعطي لها حق الرد
نظر عزيز امامه بشرو وذهول وعدم استيعاب ليضغط الضابط على التسجيل الذي يليه ليظهر صوت نسرين من جديد بنبرة ماكرة:
-كنت عارفة إنك هتتصلي علشان كده استنيتك ومنزلتش تحت
لتصيح الاخرى بغضبٍ عاصف:
-بتسجلي لي، هي حصلت يا بنت الـ
وقبل أن تُكمل سبها قاطعتها الأخرى بقوة لما تمتلك الأن بما يزج الاخرى داخل السجن:
-إوعي تنطقي بكلمة واحدة وإلا هندمك،الفلوس تكون عندي الإسبوع ده وإلا التسجيل الحلو ده هيوصل للحاج نصر بنفسه
لتصمت الأخرى مستغلة خوفها:
– الراجل داخل على انتخابات ومش محتاج شوشرة،شوفي بقى ممكن يعمل فيكِ إيه لو عِرف إن مرات إبنه بتخطط لقتل ضُرتها
بعد صمت وتفكير نطقت سمية بهدوء:
-هجهز لك الفلوس يا نسرين، بس تقابليني بنفسك وتديني التسجيل أمسحه بإيدي
أجابتها الأخرى بنبرة باردة كالثلج:
-جهزي الفلوس وبعدين نبقى نشوف هنعمل إيه
أغلق الضابط الهاتف لينطق عزيز بذهول:
-يعني مراتي كانت متفقة مع ضرة اختي عليها وكانت بتاخد فلوس منها علشان مترجعلوش؟!
هتف الضابط بصوتٍ حاد:
-إتصل لي يا ابني بوكيل النيابة المسؤل معانا عن القضية علشان يستخرج لنا أمر بالقبض على مرات ابن نصر البنهاوي
ليسترسل وهو يحك ذقنه باستغراب:
-خلينا نشوف حكايتها إيه دي كمان
*****
ليلاً
انضمت لتخت صغيرها بعدما تشاجرت مع زوجها حين عودتهما ليتركها تهدأ ويهبط إلى الاسفل ليقضي يومه داخل المكتب حتى حضرت عائلته من عزيمة عمه،ولج لجناحه ليجده غارقًا في الظلام ليغمض عينيه متألمًا،تحرك إلى غرفة الصغير وقام بفتحها بهدوء كي لا يُزعجه ليجدها ممدة بجواره تحتضنه وتدفن أنفها بعنقه وكأنها تختبئ من أحزانها داخل حضنه الصغير،ولج بهدوء وتحرك حتى وصل إليها ثم انحنى بجذعه ليهمس بجانب اذنها:
-إيثار،يلا علشان تنامي في أوضتك
لم تجيبها بل تظاهرت بالنوم ليتابع بدهاء:
-أنا عارف إنك صاحية
ليخرج صوتهُ بنبرة تقطر من الغرام ما يجعل روحها تهيم بسماء عشقهما الفريد:
-يلا علشان مش عارف أنام لوحدي
كظمت أنفاسها واتخذت من الصمت ملاذًا ليتحرك للخارج ويغلق خلفه الباب لترفع رأسها سريعًا تتطلع عليه لتجد الحجرة خالية،شعرت بالمهانة واخترق صدرها ألمًا عظيمًا،لم تستوعب انهُ تركها ورحل بتلك البساطة، ألهذا الحد لم تعني له شيئًا،ألقت برأسها فوق الوسادة وتركت العنان من جديد لدموعها التي لم تتوقف طيلة اليوم، بكت بقهرٍ وغصة مُرة وقفت بحلقها كادت أن تخنقها لتتوقف حين استمعت لفتح الباب من جديد وصوت أقدامٍ تتجه صوبها،شعرت بأنفاسه تقترب حتى وضع كفه على كتفها ليتمدد بجسده بعد أن ذهب وبدل ثيابه بأخرى مريحة تصلح للنوم،إحتضن خصرها ودفن أنفه بثنايا عنقها ليهمس بما جعل السكينة تشمل روحها:
-مش هقدر أنام بعيد عن حُضنك
-إنتَ مش بتحبني…قالتها بدموع ليجيبها هامسًا:
-أنا فعلاً مش بحبك
ليتابع بصوتٍ زلزل كيانها وأنفاسه الحارة تلفح بشرتها:
-أنا عاشق لكل نفس داخل وخارح منك
إستدارت قليلاً لتنظر بعينيه قائلة:
-وهو اللي بيحب حد كده يعرف يحضن حد غيره
همس بنبرة توحي لمدى عشقه لتلك الانثى التي بدلت حياته وزادتها جمالاً:
-اللي يدوق دفى وحلاوة حضنك لا يُمكن يقدر يستغنى عنه ولا يجرب غيره
و ضع شفتيه على عنقها ليتلمسه بنعومة أثارتها لينطق بدلالٍ على حبيبته:
-على فكرة،أنا زعلان منك قوى
-ليه؟…قالتها مسحورة بعينيه ليجيبها بهيامٍ:
-علشان أنا طلبت منك قبل كده إنك متسبيش حضني مهما حصل وإنتِ وعدتيني
أجابته هامسة بشفاه مرتعشة أثارته:
-إنتَ اللي اضطرتني لكده
كاد أن يتحدث حتى قاطعه صوت الصغير الغاضب الذي مل كثرة ثرثرتهما حتى انه فاق من غفوته عليها:
-يوووو بقى،يلا روحوا أوضتكم واتكلموا هناك، أنا عاوز أنام
شهقت بخجل ليسأله هو باستفسار:
-إنتَ صاحي من إمتى؟!
هتف بحدة طفولية:
-من بدري، ومش راضي أكسفكم بس إنتوا مش مبطلين رغي، وأنا دماغي صدعت
قهقه فؤاد ليقول لها عاتبًا:
-شايفة يا هانم، من خرج من سريره إتسف عليه من العيال
كظمت ضحكتها وانتفض هو ناصبًا ظهره لينحني عليها يحملها بين ساعديه لتصرخ معترضة:
-إنتَ بتعمل إيه يا مجنون
هتف مبررًا بملاطفة:
-رايحين جناحنا، ولا عاوزانا نقعد لحد ما البيه يطردنا من أوضته
ثم حول بصره إلى الصغير لينطق بمشاكسة:
-وإنتَ بقى هبعت لك عزة، وده هيكون أحسن عقاب ليك علشان تعرف إن الله حق وإن رغي ماما وعمو فؤاد زقزقة عصافير جنب اللي هتعمله فيك عزة
قهقه الصغير بسعادة ليتحرك هو بحبيبة حبيبها صوب الباب ليفتحه ثم التفت للصغير وهو يقول بمداعبة:
-تصبح على خلقة عزة يا حبيبي
وصل لجناحيهما ليغلق الباب بقدمه ويستند عليه ناظرًا على شفتيها وهو يقول عاتبًا:
-جالك قلب تطلعي من أوضتك وتسيبي حبيبك لوحده؟
تعلقت بعنقه لترفع وجهها لأعلى وتطبع قبلة ناعمة بجانب شفته وتبتعد لتنطق أمام عينيه:
-علشان حبيبي زعل حبيبته
-ولا يقدر على زعلها دقيقة واحدة…قالها ليميل عليها يلتقط شفتيها بقبلة راغبة ليبتعد مسترسلاً بأمر من عينيه:
-متسبيش أوضتك تاني، مفهوم
-حاضر…قالتها بطاعة اثارت مشاعره ليتحرك بها نحو الفراش ويضعها برفقٍ وكاد ينقض عليها فتحدثت لتذكره:
-إتصل بعزة تطلع ليوسف الاول
اومأ لها وهاتف عزة التي كانت قد غفت لتصعد للصغير وعاد هو ليغوصا داخل عالمهما الساحر ليحيا بداخلهُ ويتذوقا شهد عشقهما الحالم،إنتهى من جولتهما العشقية التي حولت قلبيهما ليرفرفا من شدة السعادة ثم دفنت حالها داخل أحضانه الحنون ليغفا كلاً منهما بسلام داخل أحضان حبيبه.
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي «روز أمين»