روايات روز أمين

رواية قلوب حائرة لروز أمين الجزء الأول كامل

رواية قلوب حائرة للكاتبة الفصل السابع

🦋 #الفصل_السابع🦋

رمقهٌ عبدالرحمن بنظرات ناريه وتحدث بتحذير:

_وليد أظن لا ده وقت ولا مكان الكلام في الموضوع ده.

تحدث وليد بإنفعال:

_أومال أمتي وقته يا بابا، رائف وخلاص عدت السنويه بتاعته ،وأظن مليكه من حقها تعيش وتلاقي راجل ياخد باله منها هي و أولادها .

 

تحدث عز بوجهٍ مٌبهم :

_هو فيه أيه بالظبط يا وليد

مٌمكن تفهمنا أيه سبب كلامك ده ؟

 

وجهَ وليد نظرهٌ إلي عمه وبكل جرأه تحدث:

_بعد إذن حضرتك يا عمي وبعد إذن حضرتك ياسالم بيه،أنا قررت أتجوز مليكه .

 

نظر لهٌ الجميع بذهول تام ،عدا ياسين الذي كان يعلم بطلبه قبل أن يتفوه بهِ بتلك الحماقه والتسرع .

 

وضع ياسين يدهٌ علي ذقنهْ وبدأ يتلمسها بتسلي وبات يراقب الوضع وكأنه غير معني بالأمر ،

في حين نظر عز إلي ياسين وتبادلا الإبتسامات الخفيفه والإيماءات .

 

نطق طارق بجنون موجهاً حديثهٌ إلي وليد :

_إنت أتجننت يا وليد ، إنتَ سامع إنتَ بتقول أيه !

 

ده إبن عمك لسه يدوب مكمل سنه النهارده، وأنتَ جاي عاوز تتجوز مراته ،ياأخي خلي عندك دم .

 

إنفعل وليد وأجاب طارق بغضب:

_أولاً ما اسمهاش مراته يا طارق ،إسمها أرملته ،

ثانياً بقي مش من حقك تقرر عنها ،أظن مليكه ليها أب يقدر هو وهي يقرروا أيه إللي ينفع وأيه ما ينفعش ،وكمان مليكه لسه صغيره وأكيد هتتجوز وتعيش حياتها ،فأظن أنا أولي من الغريب إني أربي ولاد إبن عمي .

 

تحدث عبدالرحمن مٌحرجً من سالم وعز وياسين:

_ايه يا أبني الكلام اللي إنتَ بتقوله ده !

إنتَ شايف إن ده الوقت المناسب للكلام في موضوع زي ده ، دا أحنا لسه راجعين حالاً من سنوية ابن عمك ،وبعدين جواز أيه اللي بتتكلم فيه ده، طب وبالنسبه لمراتك هتقول لها أيه ؟

 

كان وليد ينظر إلي ياسين ويشعر بالإنتصار عليه ، فهو يعلم أن ياسين يعشق مليكه ،نعم فقد أخذ وليد مؤخراً علي عاتقهِ مراقبة عينَ ياسين في حضرة مليكه،

فتأكد من عشق ياسين لها وفضحتهٌ نظرة عينيهْ العاشقه .

 

نظر وليد بغضب إلي ياسين الموجه نظره له وعلي ثغره ِ إبتسامه واسعه مٌستفزه

 

تحدث وليد بقوه :

_لو علي موضوع مراتي متحملش هم يابابا ،أنا هعرف أقنعها كويس جداً، وحتي لو ما اقتنعتش هطلقها ،

 

وأكملَ بنبرة باردة غير مسؤله :

_ أنا أساساً كنت عاوز أطلقها من أخر مره أتخانقنا فيها وسابت البيت ، لولا حضرتك وقتها إللي أصريت إني أرجعها علشان خاطر البنت .

 

نظر لهٌ ياسين بإبتسامه بارده وأخيراً نطق بعد صمتهِ المريب وتحدث بنبرة مٌستفزه:

_ملوش لزوم تعمل مشاكل مع مراتك علي الفاضي يا وليد الموضوع مٌنتهي أساساً .

 

نظر له وليد بوجه مٌبهم وتحدث بتساؤل:

_يعني ايه علي الفاضي دي، وتقصد أيه بالموضوع المٌنتهي ده يا ياسين ؟

 

أجابهٌ ياسين ببرود ونظرة إنتصار تكسو عيناه :

_يعني مليكه بالفعل مخطوبه .

 

ثم مرر نظره إلي والدهٌ وبعدها أستقر نظرهِ علي سالم الذي نظر له بعدم إستيعاب لكلماته التي نطقها بغموض ،

 

وأكملَ ياسين بنبرة جاده:

_أقصد إني طلبت إيد مليكه من سالم بيه وده طبعاً بعد ما أخدت موافقة عز باشا ،واتفقنا إننا نأجل الإعلان عن الخطوبه لبعد سنوية إبن عمك وده طبعاً مراعةً لمشاعر مرات عمك وبنات عمك إللي سيادتك معملتش أي إعتبار لمشاعرهم .

 

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

 

وعاد ياسين بذاكرتهِ لإسبوعين ماضيين

 

فلاااااش بااااك

 

إنتفضَ عز بوجهٍ غاضب قائلاً:

_إتجنن إللي إسمه سالم ده ولا أيه ،يعني أيه ياخد البنت وولادها من بيتها ؟

 

ثم نظر إلي ياسين وتحدثَ بإستفهام :

_إنت عرفت الكلام ده منين يا ياسين، متأكد يعني من صحته؟

 

أجابهٌ ياسين بنبرة صوت جاده:

_طارق هو إللي قال لي يا باشا، حضرتك عارف إن هو و شريف أصحاب وهو إللي حكي له علشان لما ييجو يتكلموا في الموضوع معانا طارق يبقي عنده خلفيه وميزعلش من شريف ،

 

وأكملَ مغتاظاً :

_ده كمان غير البيه إللي عامل لي فيها دنجوان وداخل خارج علي مليكه في البيت وبيرسم علي إنه يتجوزها .

 

نظر لهٌ عز وتحدث بتيهه:

_قصدك مين ؟

 

أجابهٌ ياسين بغضب:

_أقصد وليد عبدالرحمن ،مسألتش نفسك يا باشا من إمتي وليد كان بيدخل بيت عمه ولا حتي بيهتم بأي حد من العيله أساساً ؟

البيه طمعان في ورث مليكه وولادها، وقال لنفسه أما أتجوزها وأحط إيدي علي الكنز وأبقي أنا الكل فالكل ،

 

واكمل بإستحقار:

_تخيل ياباشا الواد الندل راح سأل في البنك علي رصيد مليكه والولاد ؟

 

نظر لهٌ بعدم إستيعاب وتحدث:

_يا نهاره إسود ! إتجنن ده ولا أيه ؟

وأكملَ بتساؤل:

_طب والعمل يا ياسين ؟

 

هنعمل أيه في الموضوع ده ،دي عمتك ثريا ممكن يجرا لها حاجه لو فعلاً سالم نفذ إللي في دماغه وأخد منها الولاد .

 

تحدث ياسين بتعقل:

_مفيش غير حل واحد يا باشا ،وهو إني أتجوز مليكه ،ووقتها هوقف الكل عند حده ،

وليد هيكش ويدخل جحره من تاني، وسالم هيهدي ويطمن علي بنته ونخلص من تدخله في حياتها هي والولاد ،وبكده نكون خلصنا من الوَش ده كله وريحنا دماغنا .

 

نظر لوالدهٌ بترقب وتساءل:

_قولت إيه يا باشا ؟

 

نظر لهٌ عز بتمعن وتحدث بتساؤل:

_ومراتك وأمك هتعمل فيهم أيه يا ياسين ؟

 

أجابهٌ ياسين بهدوء:

_سيب الموضوع ده عليا ياباشا، المهم إن حضرتك معندكش مانع من حيث المبدأ .

 

أجابه عز بإبتسامه خبيثة :

_لا معنديش يا سيادة العقيد طالما ده هيريحك .

 

نظر ياسين بنصف عين لوالده وتحدث بنصف إبتسامه ونفي:

_يريحني أيه بس يا باشا ،أنا مجرد بحل مشكله مش أكتر

 

قهقه عز وتحدثَ بمراوغه:

_وأنا قولت حاجه غير كده ، الله يقويك علي حل المشاكل يا حبيبي .

 

عوده إلي الوقت الحالي

 

نظر لهٌ سالم بإستغراب فهو ولأول مره يستمع لهذا الحديث ، بادلهٌ ياسين بنظره تأكيداً علي جديه حديثه،

فاطمئن سالم وأشار بعينه بموافقه ،وبرضي كامل، وكيف لهٌ أن يرفض عرضه وهو ياسين المغربي ! فهو حقاً نسبهٌ شرفٍ لأي عائله،

وبزواج إبنتهِ منهٌ سيطمئن قلبهِ عليها وللأبد ، فهو رجل بمعني الكلمه وسيحمي مليكه وطفليها من الطامعين .

 

أما وليد فالكل يعلم علم اليقين أن سبب طلبهِ هذا ،ماهو إلا طمع بثروة رائف وولديهِ، فهو جشع ولا يهتم سوي بأمر المال.

 

هبَ وليد واقفً بغضب وتحدثَ بإنفعال موجهاً حديثهٌ إلي سالم مٌشككً بحديث ياسين:

_الكلام ده حصل يا سالم بيه؟

 

قاطعهٌ ياسين بنظرات غاضبه وصوتٍ حاد مٌرعب :

_إنتَ أتجننت يا وليد ! معناه ايه سؤالك ده ،إنتَ بتكذبني ؟

 

إبتلع وليد لعابهِ برعب من هيئة ياسين الغاضبه وأردفَ بلين:

_مقصدش طبعاً يا سيادة العقيد، ،أنا أقصد٠٠٠

 

وهنا قاطعهٌ سالم الذي قرر إنهاء ذلك الإشتباك الدائر قائلآ :

_أيوه الكلام ده حقيقي يا أستاذ وليد ،سيادة العقيد فعلاً طلب مني إيد مليكه وأنا وافقت .

 

تساءل وليد بخبث وهو ينظر إلي سالم:

_وياتري بقا مليكه موافقه علي كده ؟

 

أجابهٌ ياسين بنفاذ صبر:

_أظن ده شيئ ميخصكش يا وليد ،وياريت تقفل علي الموضوع ده نهائي ،ولا مش شايف عمتك ثريا وبنات عمك حالتهم عامله إزاي ،

 

وأكمل ناهياً الحديث بإنسحاب:

_بعد إذنكم أنا طالع أخد شاور وأنام شويه علشان كان عندي شغل بالليل ومنمتش ،

 

وأكمل ناظراً إلي سالم بإحترام وإستإذان:

_بعد إذن حضرتك يا سالم بيه ، البيت بيتك طبعاً .

 

هبَ سالم واقفً وتحدث بإنسحاب :

_أنا كمان هروح أخد المدام ونروح علشان نرتاح، اليوم كان طويل وصعب علي الجميع وأظن كلنا محتاجين للراحه .

 

إستأذن ورحل ثم نهض الجميع وذهبَ كٌلٍ علي منزلهْ

 

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

 

بنفس التوقيت داخل منزل رائف

 

كان الجميع يجلس بوجهٍ حزين ثريا ونرمين وزوجها وشريف ووالدته ويسرا ومليكه وطفليها

 

كانت ثريا تجلس بحزن وهي محتضنه أنس الناظر لها بحب ومروان الجالس بجانبها ويسألها :

_نانا هو بابي مجاش معاكم ليه ؟

 

أدمعت عين مليكه الماكثه بأحضان سهير ،

وتماسكت ثريا وتحدثت :

_بابي مسافر بعيد أوي يا حبيبي وللأسف مش هيعرف ييجي الوقت ، لكن هو بيبعت لك إنتَ وأنس الهدايا والشيكولا والحجات الحلوه الكتير أوي إللي بتوصل لكم .

 

كانت نرمين تنظر بحقد علي مليكه وكأن كل ماحدث لها لم يكفيها لتتوقف عن حقدها والكره الذي تكنهٌ لها بقلبها ، كانت تراقب زوجها وهو يختلس النظر من مليكه دون أن يلاحظ شريف وعيناه تنحدر علي منحنيات جسدها بكل وقاحه وحقاره .

 

دلف سالم من باب الفيلا بعد الإستئذان ،طلب من سٌهير أن تستعد لرحيلهم لمنزلهم وذهب إلي مليكه التي مازالت علي تلك الحاله من الحزن والألم وكأن لم يمر عام علي وفاة رائف، بل كانت البارحه .

 

أمسك يدها وأوقفها لتقابله ونظر لها بحب قائلاً:

_ إحنا ماشيين يا حبيبتي، ،مش عاوزه أي حاجه؟

 

هزت رأسها بنفي وتحدثت:

_عاوزه سلامتك يا بابا ،أبقوا طمنوني عليكم لما توصلوا البيت .

إحتضنها بحنان وأبتعد .

 

أوشي شريف بأذن أباه:

_بابا إتكلمت مع سيادة اللوا بخصوص مليكه ؟

 

أجابهٌ سالم بهمس:

_مش وقته يا شريف نتكلم في البيت لما نروح .

 

إقترب منها شريف مٌحتضناً إياها وتحدث:

_خلي بالك علي نفسك يا مليكه ،ولو إحتاجتي أي حاجه في أي وقت إتصلي عليا فوراً وأنا هكون عندك في لحظتها .

 

إحتضنته وقالت بحب:

_ربنا يخليك ليا يا شريف ،خلي بالك من بابا وماما.

 

أردفت سٌهير بحنان:

_إطلعي يا حبيبتي خدي لك شاور وحاولي تنامي شويه ،شكلك تعبان أوي .

 

أمائت لها مليكه قائلة بهدوء :

_حاضر يا ماما.

 

وخرجوا واستأذنت مليكه وصعدت علي الفور بعد خروجهم تحت أنظار نرمين الغاضبه ، ومحمد العاشق ،أخذت حماماً دافئاً وغفت بثباتٍ عميق من شدة الإرهاق والدموع .

 

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

 

ظهر اليوم التالي

 

خرجت مليكه متوجهه إلي الحديقه وجدت يسرا وليالي وجيجي يجلسن ،يتبادلن الأحاديث و يتناولن الحلوي والعصائر

 

إتجهت إليهم وتحدثت بوجهِ مٌنهك يبدو عليه الحٌزن:

_مساء الخير يا بنات .

 

ردوا لها التحيه وجلست بجانبهن

 

أتت إليها العامله وتحدثت بإحترام :

_تحبي أجيب لحضرتك الفطار هنا يا مدام مليكه ؟

 

نظرت إليها مليكه وأجابتها بنفي:

_لا يا مٌني مليش نفس ،ياريت بس مج نسكافيه باللبن بعد إذنك .

 

أمائت لها العامله بإحترام ودلفت لصنع النسكافيه

 

نظرت ليالي إلي مليكه وتحدثت:

_عامله أيه النهارده يا مليكه ؟

 

تحدثت بنصف إبتسامه مٌنكسره :

_الحمدلله ياليالي ،أنا كويسه .

 

تحدثت جيجي بأسي:

_ياريت متسبيش نفسك ترجعي تاني لمود الحزن ده يا مليكه ،حاولي تخرجي من حالتك دي علشان مروان وأنس، إحنا ما صدقنا الولاد نفسيتهم بدأت تتحسن بعد إهتمام بابا عز وياسين وطارق بيهم وخروجهم معاهم شخصيآ .

 

تحدثت ليالي تأكيداً على حديث جيجي:

_جيجي عندها حق يا مليكه، الولاد لو شافوكي رجعتي تاني للحزن ده ممكن يحصل لهم إنتكاسه ،

بصي لنفسك النهاردة كده في المرايا، عيونك منفخه والحزن كأنه محفور علي ملامحك بعد ما كنتي بدأتي تهدي الفتره إللي فاتت

 

وأكملت أه مرجعتيش لطبيعتك الأولي، لكن كنتِ بتحاولي تخرجي من حزنك علشان نفسية ولادك .

 

تنهدت بألم وحسره ملئت عيناها وأردفت قائلة :

_صدقوني بجاهد نفسي وبحاول ،لكن بجد الموضوع صعب أوي ،فاهمه يعني أيه شريك حياتك إللي كنتي بتحبسي أنفاسك وهو بعيد عنك وأول ما تسمعي صوت عربيته وتعرفي إنه رجع من شغله يرجع لك النفس تاني وتشوفي الدنيا في نظرة عيونه ليكي،

 

وأكملت بألم وحسره:

_ده رائف يا جماعه مش أي راجل والسلام ،أنا لو حزنت عليه العمر كله مش هقدر أوفيه حقه ،ولاهعرف أعبر عن مدي حزني وفقداني ليه ولحبه ولحنانه، أنا حياتي بقت بارده وكئيبه أوي من بعده .

 

كانت تتحدث وهي تجاهد نزول دموع عيناها المتحجره داخل مقلتيها وهي تصرخ و تريد من يطلق لها العنان، ولكنها تجاهد وتمنعها حفظاً لكبريائها .

 

تحدثت يسرا بألم:

_والله يا ليالي كلنا بنجاهد نفسنا علشان الولاد ،كم من المرات إللي دخلت فيها علي ماما لاقيتها منهاره من العياط ، وهي بتموت حرفياً من شدة حزنها علي رائف وإشتياقها ليه .

 

أردفت جيجي قائلة بنبرة حزينه :

_ربنا يصبركم يا يسرا ،بصراحه رائف ميتعوضش وخسارتنا كلنا فيه حقيقي كبيره أوي .

 

تحدثت ليالي في محاوله منها لتغيير مجري ذاك الحديث المؤلم للجميع:

_مين فيكم شافت كولكشن الصيف السنة دي يا بنات ،شفته إمبارح علي النت حقيقي تحفه ،

الألوان مبهجه جداً وكمان الموديلات حلوه أوي ،حجزت منهم كام قطعه كده عجبوني ،لما يوصلوا أكيد هتشفوهم ومتأكده إنكم هتنبهروا بيهم زيي تمام

 

نظرت إليها مليكه وتحدثت بإبتسامه:

_مبروك عليكي يا ليالي ، تلبسيهم في الخير إن شاء الله .

 

دلفت أيسل إبنة ياسين من داخل البوابه الحديديه بإبتسامه وإشراقه وسحر فتاه في بداية أنوثتها، فقد تخطت الرابعة عشر من عمرها

أيسل بإبتسامه:

_هاااي

 

تحدثت إليها مليكه بإبتسامه ووجهِ بشوش:

_إزيك يا سيلا،وحشاني جدآ .

 

أجابتها أيسل بوجهِ سعيد:

_إنتِ كمان يا ليكه وحشاني كتيرررر أوي، لكن أنا زعلانه منك .

 

ردت مليكه بتساؤل متعجب :

_زعلانه مني أنا، ليه يا سيلا؟ وبعدين أنا أقدر بردوا أزعل برنسيس عيلة المغربي .

 

أجابتها أيسل وهي تمد شفتاها بدلال:

_أيوه قدرتي، كام مره طلبت منك ترجعي تعلميني الرسم من تاني زي زمان، وإنتِ طنشتيني خالص ولا كأني قولت لك أي حاجة .

 

تحدثت ليالي بضحك:

_كل الزعل ده علشان تتعلمي الرسم، طب ليه مقولتليش وأنا أجيب لك أفضل مدرسين هنا ويعلموكي .

 

أردفت أيسل قائلة برفض :

_لا يا مامي أنا حابه أتعلمه من مليكه، أصل حضرتك مشفتيش رسوماتها وجمالهم يا مامي يجننوا .

 

إبتسمت مليكه وهي تنظر إلي أيسل بحب وتحدثت :

_من عيوني يا سيلا إن شاء الله الأسبوع ده نرجع نتدرب تاني وأعلمك وتبقي أعظم من بيكاسو كمان .

 

ضحكت أيسل ببرائه وسحر .

 

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

 

وقت غروب اليوم التالي

 

في منزل عبدالرحمن المجاور لمنزل رائف وعز

كان وليد يجلس داخل حديقة منزله ينفث سيجارته بشراهه أتت إليه والدتهٌ وتحدثت

راقيه بتهكم:

_وأنتَ هتفضل قاعدلي كده زي خيبتهم ؟

 

نفخ بضيق وتحدث:

_وعايزاني أعمل أيه إن شاء الله، ما خلاص قفلها ياسين بيه زي الدٌومنه .

 

تحدثت راقيه بخبث:

_لسه متقفلتش ولا حاجة ،الحل عند مليكه ،روح لها وافتح الموضوع وأقلب الدنيا علي دماغ ياسين، حسسها إن قلبك علي مصلحتها هي وولادها، دي في النهايه ست يعني بكلمتين هتاكل عقلها وتبلفها ،

 

وأكملت بإبتسامة ساخره:

_وبعدين إطمن، أنا متأكده إن منال وبنت أخوها لايمكن يسمحوا إن ده يحصل أبداً ،

منال ست قويه ومفتريه ، وإللي ماقبلتهوش علي نفسها ومنعته من إنه يحصل زمان، أكيد مش هتيجي وتقبله علي بنت أخوها الوقت .

 

إنفرجت أسارير وليد وتحدث ببلاهه وجشع:

_تفتكري كده ؟

 

أجابتهٌ راقيه بتأكيد :

_أكيد ، وبعدين لازم تحاول يا وليد الموضوع بجد يستاهل ،ده مال سايب وملوش أصحاب، كلهم ولايا والعيال لسه صغيرين ،

 

وأكملت بلؤم:

_ وإنت لاسمح الله مش هتأذيهم في حاجه بالعكس دانت هتتجوزها وتحافظ لها هي وولادها علي فلوسهم وتحميها من أي حد طمعان فيها ،

 

وأكملت بتمني _

_وواحده واحده لما ثريا ويسرا يطمنولك هتلاقي نفسك حاطط إيدك علي مغارة علي بابا كلها، وساعتها بقا هتبقي أعلي من ياسين وطارق إللي الكل طالع لي بيهم السما

 

وأكملت بتمني وجشع ظهر علي ملامحها:

_يااااااا لو ده إتحقق يا وليد تبقي أبواب السما اتفتحت لنا والروس إتساوت،

 

وتبقي رفعت لي راسي وعملت لي قيمه قدامهم كلهم بدل أبوك إللي وكسنا معاه وراح بهدل فلوسه وخسرها علي مشاريع خايبه وهبله زيه .

 

أجابها وليد بعيون سعيده :

_إن شاء الله هيحصل يا ماما ،أنا شويه كده وهروح لعمتي ثريا ومليكه وأتكلم معاهم في الموضوع وأوعدك مش هخرج من عندهم غير وهما موافقين .

 

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

 

مساءً

 

في فيلا رائف تجلس مليكه فوق الأريكه تقرأ قصه لطفليها لتسليتهم ،وتجلس بجانبها ثريا ويسرا يستمعان أيضاً ويداعبان الطفلان في جو أسري دافئ

 

خرجت عليهم عَليه من داخل المطبخ تخبرهم:

_ست ثريا عصام بتاع الأمن اتصل وبيبلغ حضرتك إن وليد بيه بره وبيستأذن للدخول

 

أخذت ثريا حجابها من جانبها وأحكمتهٌ علي رأسها ،

أما يسرا دلفت لغرفتها لإرتداء ملابس محتشمه تليق بحجابها فقد كانت ثريا ومليكه ويسرا هم الثلاثه المحجبات فقط من العائله أما باقي نساء عائلة المغربي يتحررن بلباسهنَ ولن يلتزمن بالثياب الشرعيه الواجبه علي المسلمه

 

هبت مليكه مٌستأذنه:

_بعد إذنك يا ماما أنا هاخد الولاد وأطلع أكمل لهم الحكايه فوق .

 

وافقت ثريا بتفهم لعلمها عدم رغبة مليكه بالجلوس مع وليد ولعدم إرتياحها له:

_براحتك يا حبيبتي، ،لكن إبقي نزلي لي أنس علشان ينام معايا .

 

أمائت لها بالموافقه وصعدت بصحبة طفليها للأعلي وهاتفت عَليه حارس المنزل بالسماح إلي وليد بالدخول .

 

دلف وليد وعلي ثغرهِ إبتسامه سمجه وتحدث:

_مساء الخير يا عمتي، أخبارك ايه ؟

 

أجابتهٌ ثريا بوجهٍ بشوش:

_أهلا يا وليد ،إتفضل يا حبيبي .

 

نظر وليد إلي يسرا:

_ازيك يا يسرا، أخبارك ايه ؟

 

ردت عليه يسرا بإبتسامة شكر:

الحمدلله يا وليد أنا كويسه .

 

نظر حولهٌ مٌستطلعًا المكان وتساءل بفضول:

_أمال فين مليكه ؟

 

تحدثت ثريا بإستغراب من سؤاله:

_مليكه فوق مع ولادها بتنيمهم .

 

تحدثَ وليد :

_طب لو سمحتي يا عمتي أنا كنت عاوزكم في موضوع مهم ولازم مليكه تكون موجوده ،فبعد إذنك تبعتي تندهي لها .

 

تبادلت ثريا ويسرا نظرات الإستغراب بينهما من حديث وليد

 

وتحدثت ثريا:

_خير يا ابني ، موضوع إيه ده إللي عايزنا كلنا كده فيه ؟

 

أجابها وليد بإبتسامتهٌ السمجه:

_لما مليكه تنزل يا عمتي هتعرفي .

 

إستسلمت ثريا له وأبلغت الفتاه المساعده لعَليه لتبلغ مليكه بالهبوط للأسفل وبالفعل وافقت .

 

بعد مده نزلت مليكه الدرج، أسرعَ وليد بالوقوف لإستقبال مليكه ، ولكنها تحاشتهٌ وحولت بصرها إلي ثريا حتي لا تعطهِ الفرصه ليصافحها، فهي لا تتقبله ودائماً ما يراودها شعور بعدم الإرتياح في حَضرتهْ

 

جلست مليكه بجانب ثريا ثم نظرت إلي وليد الذي مازال واقفآ بإحراج وتحدثت :

_خير يا أستاذ وليد ، بلغوني إن حضرتك عاوزني في موضوع مهم إتفضل أنا سمعاك .

 

جلس وليد وحدث حاله ، لما تلك المعامله أيتها الجميله ؟ماعليكي عزيزتي ،لم أحزن حالي الآن سأنتظر حتي أنول مقصدي، وهو أنتي أيتها الحسناء وفوقك ثروة رائف وأبنائه الطائله !

 

تحدث وليد بمداعبه وأبتسامه سمجه:

_طب الأول طمنيني عليكِ يا مليكه، وبعدين أتكلم .

 

تحدثت ثريا بنفاذ صبر:

_خير يا ابني فيه ايه قلقتنا؟

 

تحدث وليد بجديه:

_بصي يا عمتي أنا طول عمري راجل دٌغري ومليش في اللوع والمراوغه، علشان كده هدخل في الموضوع علي طول

 

أنا فكرت مع نفسي في أمر مليكه وولادها وحضرتك وشفت إن مينفعش حضرتك ومليكه ويسرا تقعدوا لوحدكم في الفيلا الطويله العريضه دي من غير راجل يحميكم ويشوف مصالحكم ،

 

واكمل بتشكيك:

_وحضرتك عارفه إن المال السايب بيعلم السرقه ،ومينفعش خالص تسيبوا نصيبكم في الشركه كده لطارق من غير ما تديروه بنفسكم .

 

نظرت لهٌ ثريا بإستغراب وتحدثت بحده:

_ايه يا وليد الكلام إللي بتقوله ده ! طارق يتآمن علي الدهب ،ومش هو أبداً إللي يتشكك في ذمته ، ده طارق عز المغربي يا وليد .

 

أجابها وليد بإرتباك من حدة حديثها :

_أه طبعآ يا عمتي، أنا مقصدش إللي حضرتك فهمتيه ،أنا أقصد إن المال لازم له حد يحميه وياخد باله منه ، وإلا النفوس كده ممكن تتغير .

 

تحدثت مليكه هي الأخري بنفاذ صبر:

_ياريت يا أستاذ وليد تدخل في الموضوع علي طول وبلاش المقدمات الطويله دي ،أنا سايبه ولادي مع الناني لوحدهم فوق وعاوزه ألحقهم قبل ماينامو.

 

أجابها وليد بإبتسامه بارده:

_حاضر يا مليكه أنا بصراحه كده قررت أكون راجلكم وسندكم و طلبت إيدك من بباكي ،لكن للأسف الأستاذ ياسين كالعاده مش عاوز يدي لحد فرصه يعمل حاجه كويسه، غروره دايماً بيصور له إن مفيش راجل يقدر يتحمل المسؤليه غيره ،

بباكي كان هيوافق لولا ياسين قال قدام إللي موجودين كلهم إنه طلبك من بباكي

 

وللأسف عمي عز موافقه علي كده وبباكي كمان وافق ،فأنا بصراحه شايف إن ياسين مش مناسب ليكي خالص ،ده راجل عدي ال 40 سنه ،

يعني أكبر منك علي الاقل ب 12 سنه ،

 

وأكملَ بتفاخر :

_لكن أنا راجل في عز شبابي عندي 33 سنه، وأظن إني زوج مناسب جداً ليكي، أنا قولت أجي لك إنتِ ومٌتأكد إنك هتختاري الراجل الصح .

 

كانت تستمع له بذهول وقلبٍ مفتور وهي تٌحادث حالها :

_ماذا تهذي أيها المعتوه ؟أواعٍ أنت لما تنطق به شِفاكَ، أجننت !

 

أحقاً تطلب مني أن أدخلك حياتي بديلاً عن رائف، أجننت يا رجل!

 

أما ثريا كانت تتحسر علي صغيرها وأطفاله وزوجته التي يريد هذا الطامع نهب ثرواتهم دون خجل .

 

ويسرا التي كانت تستمع له والدموع تحجرت بعيناها وقلبها الذي ينزفٌ دمً علي عزيز عيناها ، أخاها الغالي .

 

وأخيراً إنتفضت مليكه من جلستها ووقفت بغضب قائله :

_إنت أتجننت ! إنت سامع نفسك بتقول أيه؟

إنتَ إزاي جات لك الجرأه تفاتحني في موضوع زي ده ،تفتكر إني ممكن أوافق أدخل أي راجل لحياتي تاني من بعد ما كنت متجوزه سيدهم .

 

نهض وليد وتحدث ببرود:

_إهدي يا مليكه وفكري بالعقل .

 

إنتفضت يسرا هي الأخري من جلستها وتحدثت بدموع:

_عقل ! هو أنت خليت فيها عقل ، بقا تبقي سنوية أخويا لسه إمبارح وإحنا قلبنا محروق عليه ، وسيادتك جاي إنهاردة تتكلم في جوازك من مراته !

 

تحدث وليد مهدئًا الوضع:

_يا جماعه إهدوا وفكروا، أنا قولت أجي أقول لكم علشان تبقوا في الصوره قبل ما ياسين يلعب لعبته ويجيب سالم بيه ومليكه تلاقي نفسها متجوزه ياسين غصب عنها،

لو مليكه وافقت بجوازنا كده نبقا إحنا إللي فاجأنا ياسين مش هو .

 

نظرت لهٌ مليكه بإشمئزاز وتحدثت:

_لا ده أنت فعلاً مش طبيعي ، إنت مين أصلاً علشان تتجرأ وتطلب مني طلب زي ده ؟

 

وأكملت بعدم تصديق:

_وعلي فكره بقا، أنا مش مصدقه ولا كلمه من إللي إنتَ قولتها دي ،أبيه ياسين لا يمكن يفكر بالطريقه الرخيصه دي ،ده كان روحه في رائف ، وهو عارف ومتأكد إني مستحيل أفكر أتجوز بعد رائف .

 

أجابها بنبرة واثقه:

_طب ما تسألي سالم بيه وساعتها هتعرفي إني بقول لك الحقيقه فعلاً.

 

وأخيرآ ثريا قررت أن تخرج من صمتها وتحدثت بحزن:

_مكنش ليه لزوم تفتح الموضوع في الوقت ده يا وليد ،علي الأقل كنت احترمت حزننا علي رائف وصبرت كمان إسبوع ،وأظن ياسين إمبارح نهي الكلام معاك في الموضوع ده هو وسالم بيه وعمك عز .

 

نظرت لها مليكه بتساؤل وحيره:

_معناه أيه كلام حضرتك ده يا ماما، أفهم منه أيه جاوبيني أرجوكي .

 

أجابتها ثريا بضعف وأنكسار وقلبٍ مفتور:

_مش وقته الكلام ده يا مليكه ،بعدين هبقي أقول لك .

 

نطقت يسرا بتساؤل ناظره إلي ثريا:

_أفهم من كلامك إن إللي قاله وليد ده حقيقي يا ماما ،هو فعلاً ياسين طلب إيد مليكه من بباها ؟

 

صاح وليد بتهليل:

_علشان تعرفوا إن كلامي حقيقي، وأهي كمان عمتي ثريا طلع عندها علم بالموضوع .

 

هزت مليكه رأسها بحزن وإنكار :

_أنا أكيد بحلم ماهو مش طبيعي إن إللي أنا بسمعه ده يكون حقيقي !

أخر حد ممكن أتخيل إنه يعمل كده هو أبيه ياسين ،لا والأفظع من كده إن حضرتك تبقي عارفه الموضوع وساكته ،

 

ثم نظرت لها بإستجواب قائله بنبرة ساخره:

_وياتري بقا حضرتك إنتِ كمان موافقه علي جوازي من ياسين بيه ولا لسه بتفكري ؟

 

هٌنا إنفجرت دموع ثريا ولم تعٌد لديها القدرة علي تمالك حالها أكثر وتحدثت بتألٌم:

_حرام عليكم ، ارحموني ، أنا أم فقدت أعز ما ليها في الدنيا ولسه قلبي بينزف عليه ومطلوب مني أفكر وأقرر في أكتر حاجه ممكن تدبحني ،

محطوطه بين سلاح ذو حدين ،يا إما أوافق إن راجل تاني غير إبني يتجوز حبيبته إللي كان بيعشقها وأشوفها بعيني في حضن راجل غيره ،

يا إما بباكي ياخدك وياخد ولاد رائف من حضني وتروحوا تعيشوا معاه في بيته وأنا أموت هنا بالبطئ كل يوم ألف مره من غير أنس ومروان ،

 

وصرخت إرحموني بقا محدش فيكم حاسس بالنار إللي بتحرق في قلبي

كلكم بتتغطوا علي جرحي وهو بينزف من غير رحمه ،

ناسيين إني لولا عندي إيمان بربنا ويقين برحمته ،كان زماني ميته وراه أو مرميه في مستشفي أمراض نفسيه !

 

وأكملت بصوتٍ حزين وضعيف:

-أنا محدش مصبرني علي مصيبتي غير أنس ومروان ووجودهم في حضني هو إللي بيعوضني عن الغالي وبشوفه في عيونهم وبشم ريحته فيهم ،وعلشان كده ممكن أعمل أي حاجه علشان ميبعدوش عن حضني .

 

ثم نظرت إلي مليكه وتحدثت بمراره وضعف:

_شفتي يا ست مليكه الموضوع سهل بالنسبة لي إزاي ؟

 

جرت عليها يسرا وجلست بجوارها تربت علي كتفها:

_إهدي يا ماما من فضلك صحتك يا حبيبتي، كده السكر مٌمكن يرتفع تاني .

 

كانت مليكه تنظر لها والدموع تهبط علي وجنتيها وهي تضع يدها علي فمها وتهز رأسها بمراره

 

تحدث وليد أخيراً:

_إهدي يا عمتي من فضلك .

 

نظرت له مليكه بغل وكأنها إستفاقت علي وجوده الغير مرحب به وتحدثت بنبرة جامدة :

_من فضلك يا أستاذ وليد إتفضل الوقت أظن حضرتك شايف الوضع وإن مينفعش تكون موجود في وضع زي ده .

 

أجابها وليد بتبجح وسماجة :

_أنا قاعد علشان لو إحتاجتوا حاجه ، أو لاقدر الله عمتي تعبت، وبعدين أنا لسه مسمعتش ردك على طلبي .

 

نظرت لهٌ مليكه بإشمئزاز وأردفت قائلة بقوة:

_طلبك مرفوض وبالثٌلث كمان ،أنا مبفكرش في الجواز نهائي ، وياريت بقا تروح تهتم بمراتك وبنتك أظن هما أولي بإهتمامك ده مش إحنا .

 

إستمع منها لتلك الكلمات اللازعه ونظر لها بحقد وتحدث:

_أنا همشي الوقت ، بس ياريت تفكري بهدوء في الموضوع وتراجعي نفسك قبل ماترجعي تندمي .

 

وذهب للخارج وترك خلفه ثلاث قلوب محترقه تنزف دمًا نظرت لهما مليكه وصعدت لأعلي بدون حديث .

 

وأسندت يٌسرا والدتها وأدخلتها غرفتها لتستريح .

بعد مده أرسلت أنس للأسفل ليغفو داخل أحضان جدتهٍ الحنون ،وأدخلت مروان داخل تختهِ في غرفتهٍِ ودثرته بالغطاء المحكم وأطمئنت عليه ،

 

وذهبت لغرفتها توضأت وصلت قيام الليل وناجت ربها أن يرزقها الصواب ويفعل لها الخير هي وطفليها اليتيمان .

 

خرجت بالشرفه لتنظر للسماء كعادتها وتشتكي هما إلي ربها كانت سارحه تناجي ربها وتطلب العون منه في ما هو أت ،

 

لم تشعر بذلكَ المراقب لها ،الثائر المشاعر، الناظر عليها بهيام وكأنهٌ بخروجها للشرفه قد أعادت له الروح ووجد ضالته ،

فقد تعودَ كل ليله يقف بشرفتهِ يراقب خروجها ليٌسعد عيناهٌ برؤيتها وتكون أخر ما رأته عيناه قبل أن يغلقهما ويغفي للإستمتاع بأحلامهِ الورديه المٌنتظره .

 

لاحظ بكائها فانفطر قلبه وأرتعب عليها، ولولا تأخر الوقت لكان ذهبَ إليهم ليطمئن عليها ،

بعد مده نظرت حولها بإستطلاع المكان،. لمحتهٌ وكأنهٌ يقصدها هي ، كان موجهً بصرهِ وجسده لوقفتها نظرت له بغضب ولم تبعث لهٌ بإشاراتها المبتسمه كعادتها، دلفت للداخل سريعً كمن لدغها عقرب

 

نظر في طيفها بشرود وأستغراب وحدث حاله:

_ماذا حدث مليكه ؟

لما تلك النظره الغاضبه! ماذا فعلتٌ لكي أغضبكي هكذا ؟

 

فكر وفكر بعقل مخابراتي لم يجد سوي أن تكن قد علمت بتقدمه بطلبه للزواج منها

 

دلف للداخل بشرود تمدد علي سريرة بجوار الجالسه المٌمسكه بيدها جهاز اللاب توب تتصفح عليه بإهتمام غير مباليه بذلك الولهان الممدد بجانبها .

 

تحدث ياسين بشرود:

_ليالي من فضلك إقفلي النور عاوز أنام .

 

نظرت له بحب وتحدثت:

_حاضر يا حبيبي أنا هخرج أقعد بره في الرسيبشن علشان لسه مش جاي لي نوم

 

ووضعت قبله علي وجنتهِ قائلة :

_تصبح على خير يا ياسين .

 

أجابها ياسين بتنهيده شقت صدره:

_وإنتي من أهله ياليالي .

 

بعد خروجها أخذ نفسً عميقً وأخرجهٌ بألم فهو أيضاً حزين لأجلها هي الأخري ،كيف له أن يذهب إليها ويخبرها بكل بساطه أنه قرر أن يأتي بإمرأه أخري لتشاركها به !

الأمر حقآ صعبٍ ومؤلم، ولكنه سيتصدي لكل الصِعابْ ويتخطاها

لأجل الوصول لقلب وعيون مليكه ♡

الذي أصبح عشقها يسري بوريده كسريان الدمِ في الشٌريان .♡

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل حاجب الإعلانات لتستطيع تصفح الموقع